بعد الضربات المتلاحقة التى عانت منها جماعة الإخوان الإرهابية فى موطنها الأصلى فى العقد الأخير، خصوصا بعد الرفض الشعبى لها بداية من ثورة 30 يونيو 2013 فى مصر، وعزل الجماعة من الحكم والوجود فى الواقع السياسي، وفرار الكثير من صفوفها الأولى إلى بلدان شتى بحثا عن ملازات آمنة، تدير فيها خططها للعودة من جديد، وكذلك تقييد حركتها نسبيا فى الدول التى تأويها مثل تركيا، والتضييق الحكومى والأمنى الذى يطالها ضمن عدد من دول الاتحاد الأوروبي، تبرز كندا البعيدة جغرافيا كإحدى الملاذات الآمنة للجماعة التى يبدو أنها تستغل مناخ الحريات الدينية والسياسية والاجتماعية، ومكانة كندا فى النظام الاقتصادى والسياسى الدولي، لإعادة تنظيم صفوفها تمهيداً لمرحلة التمكين وكذلك سوف نعرض لأساليب وآليات الجماعة والمراكز الفكرية والاجتماعية التى ساعدتها على التواجد والتمدد فى كندا، ولا شك أن هناك عدد من الباحثين تناول هذا الموضوع بالدراسة والبحث من بينهم مساهمة "تريندز للبحوث والاستشارات"، بدراسة صادرة العام الماضى ضمن سلسلة “اتجاهات حول الإسلام السياسي"، بعنوان: “الإخوان فى كندا: مؤسساتهم.. رموزهم.. أهدافهم.. ومدى تأثيرهم" للدكتور وائل صالح، كذلك مركز دراسات الشرق الأوسط الذى قدم دراسة مهمة هذا العام 2022، تحت عنوان "الإخوان المسلمين فى كندا: المظاهر وآليات التأثير"، هذا بجانب عدد كبير من المقالات باللغتين العربية والانجليزية تتبعت بدايات الجماعة وخططها وانتشارها فى كندا، الا أن التركيز فى هذه الورقة سيكون حول استراتيجيات الجماعة، ومراكزها التى تعتمد عليها فى الانتشار وتحقيق هذه الاستراتيجية.
الرابطة الإسلامية الكندية
هى منظمة إسلامية تأسست عام ١٩٩٧، وتصف نفسها بأنها "منظمة غير ربحية تقدم خدمات دينية وتعليمية للمجتمع المسلم فى كندا. وحسب ما نشره بريان مايلز فى صحيفة "لاكتوليتي" فى الواقع، من المفترض أن يكون التنظيم هو الحامل الرئيسى لأيديولوجية الإخوان المسلمين فى كندا، ويستخدم أموال الحكومة لنشر الأصولية فى البلاد.
ويشارك ممثلو الرابطة، بانتظام فى اجتماعات مع الحكومة الكندية بشأن الجاليات المسلمة وظاهرة الإسلاموفوبيا. كما تستضيف الجمعية قادة من الجماعة فى مؤتمراتها الطلابية، من بينهم الداعية الموريتانى المقيم فى قطر محمد الحسن الدداو الشنقيطي، والخطيب الكويتى طارق السويدان الذى أعلن عن مشاركته فى إحدى فعاليات الجمعية. فى صيف ٢٠٢١ أثار الكثير من الجدل. وقد أدى هذا الجدل إلى سحب مشاركته وإصدار الجمعية بيانًا تضمن التزام الجمعية بـ "بناء كندا متسامحة خالية من الكراهية".
الرسوم المدرسية والتبرعات هى المصدر الرئيسى لإيرادات الرابطة الإسلامية الكندية. وبحسب تقرير حكومى صدر فى ٥ أغسطس ٢٠٢٢، فقد تلقت الجمعية تبرعات بقيمة ١٠.٥ مليون دولار فى عام ٢٠١٩. كما تلقت ١١.٨ مليون دولار من الرسوم المدرسية. التكاليف الإدارية هى ٨٪ من إجمالى الإيرادات (باستثناء دخل الاستثمار) وتكاليف جمع الأموال ١٥٪ من التبرعات. مقابل كل دولار يتم التبرع به للجمعية يستخدم ٧٧ سنتا لغرض التبرع.
تمتلك الجمعية ٧.٢ مليون دولار من الأصول السائلة (النقدية والاستثمارات والقروض وضريبة المبيعات القابلة للاسترداد) و ٢٣.٨ مليون دولار من الديون طويلة الأجل (الرهون العقارية). كما تمتلك أصولا بقيمة ٣٠.٥ مليون دولار من الأراضى و ٤٣ مليون دولار فى المباني.
تلقت الجمعية ولا تزال تتلقى ملايين الدولارات من الدعم الحكومى على مدى السنوات الماضية. من عام ٢٠١٩ إلى عام ٢٠٢١، تلقت المؤسسة أكثر من مليونى دولار كندى لتمويل المشاريع الاجتماعية والتوظيفية، بالإضافة إلى ٣٥٠ ألف دولار كندى لبرنامج عمل لمكافحة العنصرية. من يناير إلى نهاية مارس ٢٠٢٢، تلقت ما يقرب من ٥٠٠٠٠ دولار كندى لمكافحة جرائم الكراهية.
خلال العقد الأول من القرن الحادى والعشرين، تبرعت الرابطة الإسلامية الكندية بما مجموعه ٢٩٦٥١٤ دولارًا أمريكيًا لمنظمة  "عرفان كندا" المرتبطة بحركة حماس. بعد إلغاء وضع عرفان الخيرى فى عام ٢٠١١، وتم تصنيف الحركة على أنها جماعة إرهابية من قبل الحكومة الكندية فى ٢٩ أبريل ٢٠١٤، تنصلت الرابطة الإسلامية الكندية من علاقتها بالمنظمة، وأصدرت بيانًا جاء فيه أن " وبمجرد ظهور مزاعم أدت إلى إزالة  "عرفان"-Canada من قائمة المنظمات الخيرية، أوقفت الجمعية جميع التبرعات المقدمة إلى المنظمة ".
بينما أشارت مذكرة مؤلفة من ١١٣ صفحة إلى شرطة الخيالة الكندية الملكية، جهاز الأمن الكندي، إلى العلاقة بين الرابطة الإسلامية الكندية و"عرفان كندا"، قالت المذكرة إن المعاملات المالية المتعلقة بتمويل الإرهاب حدثت فى مسجد MAC فى مونتريال.
الصندوق الإسلامى لأمريكا الشمالية NAIT
هذا الصندوق هو مؤسسة مالية تأسست عام ١٩٧٣ فى ولاية إنديانا الأمريكية من قبل "رابطة الطلاب المسلمين فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا" (MSA). وكان سبب تأسيس هذه المؤسسة هو "خدمة مصالح المسلمين وتحقيق مصالح الجمعية". مؤسسو الجمعية هم هشام يحيى الطالب وجمال الدين برزنجى وإسماعيل فاروقى وغيرهم. للمؤسسة علاقة وثيقة مع "المجتمع الإسلامى لأمريكا الشمالية".
كانت مؤسسة NAIT بشكل خاص لإنشاء المساجد وبيوت الطلاب والمراكز الإسلامية مهمة جدًا لشبكة الإخوان المسلمين فى كندا. ولا يوجد فى الوقت الحالى معلومات واضحة حول عدد العقارات الإسلامية التى يسيطر عليها معهد التأسيس فى كندا والولايات المتحدة الأمريكية. تتراوح التقديرات أن المؤسسة تمتلك ما بين ٢٥٪ و ٧٥٪ من جميع العقارات الإسلامية فى كندا والولايات المتحدة. وتدعى المؤسسة حاليًا أنها تمتلك قروضًا عقارية لأكثر من ٣٢٥ مسجدًا ومركزًا إسلاميًا ومدرسة إسلامية تقع فى ٤٢ ولاية أمريكية.
بدأت المؤسسة بالفعل مناقشة ضد معلومات مذكرة مكتب التحقيقات الفيدرالي  رفعت عنها السرية فى عام ٢٠٠٨. ووصفت مذكرة منظمة الأمن الأمريكية "الحرب المقدسة" للمؤسسة، مشيرة إلى أن الصندوق الإسلامى لأمريكا الشمالية تلقى دعمًا ماليًا وتنظيميًا من دول الشرق الأوسط فى عام ١٩٨٧ من أجل تخطيط وتنظيم وتمويل الاحتجاجات ضد السياسات الأمريكية والمظاهرات المناهضة لإسرائيل والمظاهرات المؤيدة لمنظمة التحرير الفلسطينية ودعم الثورة الإسلامية كما دعت إليها الحكومة الإيرانية.
حددت مذكرة ثالثة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، مؤرخة فى عام ١٩٨٨، الصندوق الإسلامى لأمريكا الشمالية، كواحد من العديد من "منظمات الإخوان المسلمين" التى "تشارك فى تنظيم الدعم السياسي" لخطة طويلة الأجل تسعى إلى "إقامة ثورة إسلامية فى الشرق الأوسط". الولايات المتحدة وتحقيق السيطرة السياسية على جميع الحكومات غير الإسلامية فى العالم"
فى محاكمة عام ٢٠٠٧ التى حققت فى الادعاءات، قائلة إن مؤسسة الأرض المقدسة التى تم حلها الآن للإغاثة والتنمية كانت متورطة فى تمويل غير قانونى للإرهاب، تمت تسمية كل من NAIT و ISNA على أنهما "متآمران غير متهمين" و "كيانات كانت و ما زالت أعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين الأمريكية ". قدم ممثلو الادعاء أدلة كثيرة على أن إسنا قد استخدمت NAIT لتحويل الأموال إلى قادة حماس مثل موسى أبو مرزوق، وإلى عدد من المؤسسات التى تديرها حماس ، مثل الجامعة الإسلامية فى غزة والمركز الإسلامى فى غزة.
المجمع الفقهى لأمريكا الشمالية
المجلس هو الذراع الفقهية لجماعة الإخوان المسلمين، ويسيطر من خلاله على مجال الفتوى فى كندا والولايات المتحدة. تعود أصول المجلس إلى لجنة الشئون الدينية بجمعية الطلاب المسلمين فى الولايات المتحدة وكندا فى أوائل الستينيات. تطورت لجنة الشئون الدينية هذه إلى اللجنة الفقهية للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA) بعد تأسيس ISNA فى عام ١٩٨٠. مع "الاحتياجات المتزايدة للمجتمع الإسلامى وتعقيد القضايا التى يواجهونها" ، كانت لجنة الفقه والتى تحولت إلى المجمع الفقهى لأمريكا الشمالية عام ١٩٨٦. ويواصل المجلس عمله كإحدى مؤسسات "إسنا".
كان "المجمع الفقهى لأمريكا الشمالية" يديره الأكاديمى الكندى من أصل هندي، مزمل صديقي، الذى شغل مناصب قيادية فى شبكات الإخوان المسلمين داخل الولايات المتحدة وكندا، مثل رئاسته لـ "الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية" (ISNA). من ١٩٩٧ إلى ٢٠٠٠، وكذلك للصندوق الإسلامى لأمريكا الشمالية (NAIT). تشمل اللجنة التنفيذية للمنظمة أيضًا: الدكتورة زينب علوانى نائبا للرئيس، الدكتور ذوالفقار على شاه، المدير التنفيذى للمجلس. كما يلعب القيادى البارز فى الجماعة جمال بدوى دورًا بارزًا فى المجلس من خلال عضويته فى اللجنة التنفيذية إلى جانب نشطاء آخرين.
التحالف المصرى الكندى من أجل الديمقراطية (ECCD)
يعد المركز أحد أذرع شبكة الإخوان المسلمين المصرية. تم تأسيسه فى العاصمة الكندية تورنتو فى سبتمبر ٢٠١٣. واليوم، ينشط فى العديد من المدن الرئيسية فى البلاد، بما فى ذلك أوتاوا ومونتريال وتورنتو وكيبيك وهاملتون ووينيبيغ وريجينا وفانكوفر وكينغستون وسانت جون.
تم إنشاء التحالف "لتقديم الدعم للمدافعين الكنديين والمصريين عن الديمقراطية وحقوق الإنسان". وهو ينسق ويتعاون مع الأفراد والجماعات والمؤسسات الداعمة للديمقراطية محليًا وعالميًا، لكن التحالف لا يعبر أو يتبنى وجهات النظر الأيديولوجية لأى من هذه الكيانات أو الأفراد وغير منتسبين أو مرتبطين بأى كيان أو مؤسسة أو حزب سياسي، سواء داخل كندا أو خارجها "، وفقًا لموقع التحالف.
ولكن على العكس مما يدعيه الموقع الرسمى للتحالف على الإنترنت فعملياً، تكشف أنشطة التحالف أنه يتبنى أجندات الإخوان المسلمين، من خلال:
حث الحكومة الكندية على مراجعة سياساتها وتعاونها مع الحكومة المصرية.
تنظيم فعاليات بالمدن الكندية للتحريض على استمرار العلاقات المصرية الكندية.
التحريض على إرسال فريق لزيارة السجون فى مصر وزيارة قيادات الإخوان، والتحقيق فى الحقائق حول ما يحدث لهم، والضغط على الحكومة المصرية للإفراج عن قيادات الإخوان وأنصارهم المحكوم عليهم.
حث الحكومة الكندية والحكومات الغربية على وقف تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية إلى مصر.
استغلال قيم الحرية والعدالة والمساواة والتعددية وقبول الآخرين فى كندا لتنظيم احتجاجات من خلال إدانة "الإسلاموفوبيا والمشاعر المعادية للعرب".
ويعتقد أن الناشط المصرى "أحمد عبدالقادر البنان" هو رئيس التحالف. نشطاء مصريون بارزون مثل محمد شريف كامل وإيهاب لطيف وحسام المتيم هم أعضاء فى المنظمة أيضًا.
مؤسسة التصويت الكندية المسلمة (TCMV)
وهى ذراع أخرى لشبكة الإخوان المسلمين فى كندا، تأسست المنظمة فى عام ٢٠١٥، بهدف معلن وهو "تثقيف وتمكين المجتمع الإسلامى الأوسع من المشاركة فى العملية السياسية الكندية". خلال عملها على الأرض ، تركز المؤسسة بشكل أساسى على الوصاية على أصوات المسلمين فى كندا وتشكيل مجموعة ضغط نيابة عن الجاليات المسلمة فى المشهد السياسى والانتخابى فى كندا.
فى مايو الماضى ٢٠٢٢، نظمت المؤسسة العديد من الأنشطة استعدادًا لانتخابات أونتاريو، أكبر مقاطعة فى كندا، بما فى ذلك "عطلة نهاية الأسبوع للتصويت الإسلامي" فى ٢٠-٢٢ مايو و٢٧-٢٩ من الشهر نفسه. بالإضافة إلى ذلك، نظمت المؤسسة مكالمات هاتفية وطرق أبواب وتوزيع منشورات واستهداف المسلمين فى أكثر من ١٥٠ مسجدًا، وفقًا لمؤسسة التصويت المسلمة الكندية. يراهن مسئولو المؤسسة على أن الناخبين المسلمين سيكونون أحد عوامل تغيير قواعد اللعبة فى تحديد من سيكون رئيس الوزراء المقبل.
يدير مؤسسة التصويت للكنديين المسلمين "أمير أشرف"، مسئول "الإغاثة الإسلامية - كندا". ويضم المجلس الاستشارى للمؤسسة سلمى عطا الله، وفريد أمين، ونفيسة شودري، ومعاذ قسام، وعبد الرحمن علي، وهانى سليمان.
منظمة "الشباب المسلم فى كندا" (MY):
منظمة شبابية تأسست فى مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وتهدف إلى بث روح العزلة فى نفوس الشباب المسلم تحت مسمى "الحفاظ على الهوية الإسلامية".
توفر المنصة التعليم الموازى للتعليم الحكومي، وتعتبر أكبر منصة خارج الحرم الجامعى لتنظيم الشباب المسلم فى أمريكا الشمالية. بهدف تدجين الشباب والمراهقين، ينظم الشباب المسلم فى كندا مخيمات صيفية وشتوية للإناث والذكور بشكل منفصل. كما أنشأت شبكة مترابطة من مجموعات الشباب المحلية تسمى NeighboursNets عبر الولايات المتحدة وكندا.
يقع المقر الرئيسى لـ "الشباب المسلم" فى مدينة ميسيسوجا، أونتاريو، تدير المنظمة أيضًا فروعًا محلية فى ميلتون وكالجارى ودورهام ووينيبيغ.
يشار إلى أن المنظمة تقول إنها مسجلة كـ "مؤسسة خيرية" برقم ١١٨٩٥١١٦٩RR٠٠٠١، وخلال البحث اكتشف مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للأبحاث والدراسات أن هذا الرقم ينتمى إلى مؤسسة الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية مما يكشف الترابط القوى بين تنظيمات الإخوان المسلمين فى الولايات المتحدة وكندا.
منظمة "الشباب المسلم فى أمريكا الشمالية" (مينا):
الشباب المسلم فى أمريكا الشمالية هى منظمة فرعية لـ ISNA وتنشط بشكل أساسى فى الولايات المتحدة وكندا. تأسست المنظمة خلال "المؤتمر الشتوى الأول للشباب المسلم" فى ديسمبر ١٩٨٥، من خلال جهود قادة من الجماعة، أبرزها المصرى "أحمد القاضي" (١٩٤٠-٢٠٠٩).
يقع المقر الرئيسى لمنظمة (مينا) فى مدينة "ميسيسوجا"، أونتاريو. يدير المنظمة "حبيب قدري" أمريكى من أصل هندى و "سيد حماد حسين".
تستخدم الجماعة تلك المنظمات والمراكز الموجودة على الأراضى الكندية فى منهج التحريض الدائم فى الوسط الكندي، وفى مراكز دعم واتخاذ القرار هناك، ضد الدول العربية عامة  ومصر بشكل خاص.
ينظر قيادات الجماعة الإرهابية لكندا باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المشروع الإخوانى الكبير بالسيطرة على أوروبا وصناعة القرار فى الجانب الغربى من العالم بشكل عام، ومن ثم سعى تنظيم الإخوان مبكرا للتوغل فى المجتمع الكندى تحت مسميات وأنشطة مختلفة تصطبغ بالشكل الإسلامى رغم ما تخفيه من بذور الفتنة والإرهاب.
فى عام ٢٠١٦، حاولت الجالية المصرية بمساعدة أعضاء فى مجلس النواب الأمريكى الضغط لإصدار قرار بوضع جماعة الإخوان الإرهابية على قوائم الإرهاب، وبالفعل قررت اللجنة القضائية بالمجلس اعتبار "الإخوان" جماعة إرهابية، لكن على الجانب الآخر لم ينجح هذا الأمر فى كندا بسبب الضغط الإعلامى والصحفى الكبير الذى مارسته الجماعة على الحكومة من مؤسسات متنوعة تتبع فى الأصل الجماعة الإرهابية نفسها.
يستخدم التنظيم استراتيجيات الإخوان المسلمين التقليدية لتجنيد أعضاء جدد، والتى تشمل جذب الشباب من خلال إشراكهم فى أنشطتها مثل المعسكرات الصيفية والشتوية والرحلات الخارجية والفعاليات للمناسبات الدينية، ناهيك عن الدروس والاجتماعات المنتظمة.
إن جماعة الإخوان المسلمين استطاعت التفرد بالفضاء الإسلامى الكندي؛ لأن هدف الإخوان كان ولايزال منذ بداية حضورهم إلى كندا هو احتكار الفضاء الإسلامى بها واتخاذها قاعدة خلفية فى حملات شيطنة الحكومات العربية، التى تكافح ضد نمط تدينهم فى البلدان العربية.
كما يتضح أن جماعة الإخوان المسلمين، كمنظمة، لا تؤمن بنظام دولة وترغب فى استبدالها بخلافة عالمية واحدة تقوم على مبادئ حسن البنا الأيديولوجية بل وحتى شعار الإخوان المسلمين يوضح أن أساس القانون ومعتقداتهم هى تفسيرهم للقرآن، وليست دستورًا أو ميثاقًا للحقوق، المعبر عنها بعبارات مثل "القرآن دستورنا" أو "القرآن شريعتنا".
لا يرفض الإخوان المسلمون فقط المبادئ الدستورية ويؤمنون بمعتقداتهم الخاصة والتى يعتبرونها فوق القانون الوطني، فهى تتحدى المبادئ الأساسية للقانون الجنائى فى كندا باعتبارها مسألة سياسة. فيما يتعلق بمسألة العنف الجسدى ضد الفرد، يوضح القانون أن الاعتداءات العنيفة على الأفراد ممنوعة ويمكن أن يؤدى هذا النشاط إلى الاعتقال والسجن. إلا أن أتباع الإخوان المسلمين الكنديين مثل الدكتور جمال بدوى كما جاء فى "هاليفاكس" حول مسألة ضرب الزوجة بحكم الجواز، كتب أن: استنادا إلى القرآن والحديث، يجوز استعمال هذا التدبير فى حالات الفاحشة من الزوجة أو رفض طلبات الزوج المعقولة.
فكرة أنه لا بأس من ضرب زوجتك طالما أنه ليس على وجهها تبدو فكرة مقبولة لديهم ولكنها فكرة مخالفة للقانون الجنائى لكندا أو ميثاق الحقوق، ولكن هذا هو الموقف العام لأحد كبار شخصيات الإخوان المسلمين فى كندا.
وفيما يتعلق باتباع قوانين كندا، فمن الواضح أن الإخوان المسلمين غير منتمين لها، حيث سعت المنظمات إلى التحايل المنتظم والمتكرر على اللوائح والقوانين الكندية وخرقها. على سبيل المثال، صرحت وكالة تنظيم الاتصالات أنها قررت عدم منح الحالة الخيرية إلى مؤسسة القدس للتنمية البشرية لاعتقادهم أنها كانت محاولة لتوفير التمويل لحماس، مجموعة مدرجة. بدلاً من ذلك ، كما تلاحظ  مصلحة الدخل القومى الكندي، كان الحل هو إنشاء  "عرفان" ثم استخدامه لتحقيق نفس الهدف. عندما تمت مخاطبة  "عرفان" من قبل  مصلحة الدخل القومى الكندى فى عام ٢٠٠٤ وحذر من القلق فيما يتعلق بتمويل الإرهاب، أكد "عرفان" للحكومة الكندية أنها لم تفعل ذلك واتخاذ الاحتياطات لضمان عدم حدوث مثل هذه الأنشطة. ومع ذلك، فإن تحقيق مصلحة الدخل القومى الكندى سوف تكشف أن عرفان كان فى الواقع يمول جماعة إرهابية مدرجة (حماس) وقدم لهم ما لا يقل عن ١٤ مليون دولار. نتيجة لذلك، فقد عرفان وضعه الخيري.
وتظهر قضية JFHS و "عرفان" بأكملها أن جماعة الإخوان المسلمين فهمت بوضوح القوانين الكندية، وتعمدت الالتفاف عليها ثم إنشاء منظمة لتحقيق هذا الهدف. حتى عندما تم تحذير"عرفان" وواصلت جهودها. هذا ليس مستغربا أن يكون، ويمكن قول الشيء نفسه عن ISNA و "صندوق التنمية" الذى فقد مكانته الخيرية أيضًا.
أظهر تحقيق  مصلحة الدخل القومى الكندى بوضوح الخرق المتعمد والمتكرر والمتعمد للقوانين المتعلقة بتمويل الإرهاب والجمعيات الخيرية.
وأكد عدد من التقارير الأمنية والصحفية، أن المنظمات المنتمية للإخوان المسلمين مثل  "عرفان" و ISNA  انتهكت مؤسسة القوانين الكندية عمدًا، على الرغم من تحذيرها المباشر بشأن أنشطتها. فى الواقع، تعتقد  مصلحة الدخل القومى الكندى أن  "عرفان" تم إنشاؤه لإحباط جهود  مصلحة الدخل القومى الكندى للتوقف عن عمد التمويل لحماس من خلال JFHS والالتفاف على القانون.
تمويل الإرهاب سواء فى الأراضى الفلسطينية أو فى المناطق المتنازع عليها المنطقة الهندية / كشمير / باكستان انتهاك واضح للقانون الكندي. مجموعة متنوعة من الجمعيات الخيرية لديها بالفعل فقدوا وضعهم لتمويل الإرهاب (IFRAN، ISNA-IDF، WICS) ولكن لم تكن هناك متابعة واضحة، أو اتخاذ إجراء للتحقيق مع المسئولين أو مساءلتهم عن أفعالهم.

وبعد أن تم ضبط تمويل الإرهاب، تواصل  "عرفان" العمل، على الرغم من أنها لم تعد قادرة على إصدار إيصالات ضريبية للتبرعات وعلى الرغم من حقيقة أنهم ضُبطوا وهم يمولون الإرهاب أيضًا، الاحتيال على المانحين من خلال الادعاء بأنهم كانوا يجمعون الأموال لمواجهة الكوارث (مثل تسونامى الآسيوى ٢٠٠٤، زلزال جنوب آسيا ٢٠٠٦، زلزال إندونيسيا ٢٠٠٦، إعصار بنغلاديش ٢٠٠٨، وإعصار بورما ٢٠٠٨، وزلزال باكستان ٢٠٠٨، وزلزال إندونيسيا ٢٠٠٨)، ثم استخدام الأموال فى تمويل الإرهاب من خلال جمع الأموال لسبب واحد واستخدام الأموال لتمويل الإرهاب، كان  "عرفان" كذلك تحتال على كل من المانحين الذين قدموا الأموال وكذلك دافعى الضرائب الذين يدعمون الإرهاب بشكل غير مباشر.