تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات –تحليلات) اليوم 10 ديسمبر 2022.
الخليج: السوداني يحيي لجنة تقصي الحقائق بشأن قتلة المتظاهرين
وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الجمعة، بإعادة العمل بلجنة تقصي الحقائق بشأن قتلة المتظاهرين وتعويض الجرحى، فيما رأت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت، أن الفساد أحد الأسباب الرئيسية للاختلال الحاصل في العراق، مؤكدةً أن «سرقة القرن» لن تكون الأخيرة في العراق.
وذكر بيان حكومي، أنه «استناداً إلى توجيهات رئيس مجلس الوزراء، تمت إعادة العمل بلجنة الأمر الديواني 293، الخاصّة بتقصّي الحقائق في قضية قتلة المتظاهرين وتعويض جرحى التظاهرات»، مشيراً إلى أن«اللجنة باشرت أعمالها فعلياً مطلع الأسبوع الماضي».
والجدير بالذكر أن أكثر من 850 متظاهراً قتلوا وأصيب أكثر من 25 ألفاً آخرين منذ احتجاجات ثورة«تشرين الأول/ أكتوبر 2019». وأكد السوداني، أن الحكومة وضعت في أولوياتها مكافحة الفساد، لافتاً إلى أن الفساد السبب الأول في تلكؤ الدولة للقيام بواجباتها. وقال في تغريدة له على منصة «تويتر»،«وضعنا في أولويات حكومتنا مكافحة الفساد؛ لأننا نعتقد، جازمين، بأنه السبب الأول في تلكّؤ الدولة للقيام بواجباتها». وأضاف:«لا يمكن لأي جهد اقتصادي أو خدمي أن يحقق المطلوب دون أن يكون هناك عمل جادّ لمواجهة هذه الآفة واسترداد الأموال المنهوبة وملاحقة المطلوبين». وفي السياق، قالت السفارة الأمريكية في بغداد في بيان: إننا «ندعم جهود السوداني والحكومة العراقية في مواجهة الفساد وتغيير الوضع الراهن».
من جهة أخرى، قالت بلاسخارت في بيان، إن«الفساد المستشري والممنهج يعد أحد أكبر التحديات التي تواجه العراق، وكلفته الاقتصادية وتأثيره السلبي على الاستقرار والازدهار هائلان، إذ إنه يقوض التقدم، ويحرم المواطنين من حقوقهم، ويثبط الاستثمار الدولي، ويسلب من الدولة الموارد اللازمة لتزويد مواطنيها بخدمات عامة لا حصر لها». وأضافت، أن«أحدثُ قضية فساد كبرى في العراق، والتي سُمّيت ب (سرقة القرن)، لن تكون الأخيرة للأسف، ولا يسعنا إلا أن نأمل أن تكون جرس إنذار، لا شك في أن التغيير المنهجي سيُثبت أهميته الحيوية لمستقبل البلاد، إلا أن هذا التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها، بل سيتطلب عملاً مكثفاً ومثابرةً وجهوداً جماعيةً وإدراكاً لحقيقة أن العمل بنزاهةٍ قد حان وقته الآن، فالحكومة اتخذت عدداً من الخطوات المشجعة، فليس سراً أن هذه الجهود قد تعرقل أو تقوض من قبل أولئك الذين سيخسرون، ولكن دعوني أؤكد أنه لا ينبغي منحهم أي فترة راحة».
اجتماع بتونس لتوحيد الجيش الليبي
عقدت مجموعة العمل الدولية المعنية بالمسار الأمني في ليبيا اجتماعاً في تونس، شكلت عملية توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وإجراءات لنزع سلاح ميليشيات الغرب وتأمين الانتخابات، أبرز مخرجاته.
وقالت البعثة الأممية لدى ليبيا، في بيان نشرته، مساء الخميس، إن «الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبدالله باتيلي شارك بالتعاون مع فرنسا بالعاصمة التونسية، في رئاسة اجتماع مجموعة العمل الأمنية المنبثقة عن مؤتمر برلين».
وحضر الاجتماع، رؤساء مجموعة العمل المشاركين ممثلين عن المملكة المتحدة وتركيا وإيطاليا والاتحاد الإفريقي وممثلي عدد من الدول الأعضاء في عملية برلين من أجل ليبيا.
وركز النقاش على «التنفيذ التام لاتفاق وقف إطلاق النار بما في ذلك مراقبة وقف إطلاق النار ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج بالإضافة إلى انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية وتشكيل قوة عسكرية مشتركة».
وأعلن باتيلي أن «اللجنة العسكرية المشتركة ستعقد اجتماعاً بحضوره في سرت في 15 يناير 2023».
وناشد باتيلي، في كلمته الافتتاحية، المشاركين «الوقوف وقفة واحدة لمساندة السلطات والمؤسسات الليبية المستعدة للسير بالبلاد نحو مستقبل أفضل وأكثر استقراراً من خلال وضع أجنداتهم الشخصية جانباً لصالح وطنهم وشعبهم».
وأضاف أنه «منذ تأجيل موعد الانتخابات في العام الماضي، لم يحرز سوى القليل من التقدم أو لم يحرز أي تقدم بشأن القضايا العالقة المتبقية»، مشدداً على أن «الوضع القائم لم يعد مقبولاً».
وأشار باتيلي إلى أن «اللجنة العسكرية المشتركة أبدت مستوى نسبياً من الجاهزية في مجال تطبيق الآليات الليبية لمراقبة وقف إطلاق النار، إلا أن إطلاق العملية يتطلب إرادة سياسية وإجراءات حاسمة».
من جهة أخرى، نقلت السفارة الأمريكية لدى ليبيا عن سفير أمريكا ومبعوثها الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، قوله «سررت بالمشاركة في الجلسة، و تدعم الولايات المتحدة المبعوث الأممي باتيلي والمهنيين العسكريين الليبيين في جهودهم لإخراج القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة وتوحيد الجيش الليبي».
«الإطاري السوداني».. آفاق جديدة للتسوية
يبدو أن عام 2022 أبى أن ينتهي دون أن يصل أطراف الحكم في السودان إلى توافق يخرج البلاد من الأزمة السياسية التي تعيشها منذ إجراءات 25 أكتوبر 2021، والتي تبناها مجلس السيادة الانتقالي وكان لها عظيم الأثر في الاستقرار والأمن ومعيشة المواطن السوداني، كما عطلت هذه الأزمة المسار الانتقالي وساهمت في إحباط العديد من القوى السياسية والثورية التي شاركت في الثورة التي أطاحت بنظام عمر البشير.
جاء الاتفاق الإطاري تتويجاً لجهود بذلها المكونان المدني والعسكري للخروج بالبلاد من دائرة الانسداد السياسي الذي لم يفض إلا إلى زيادة الفوضى وتراجع اقتصادي غير مسبوق في ظل التظاهرات والاحتجاجات شبه الأسبوعية، وتزايد وتيرة العنف القبلي بمناطق عدة، وطرح مبادرات تفتقد إلى التوافق لتسوية الأزمة السياسية حتى بات السودان بين مفترق الطرق.
تفاهمات بين أطراف الحكم
إلا أن طرفي الحكم المدني والعسكري عملا على مدار عام ومنذ إجراءات أكتوبر 2021 التي تبناها مجلس السيادة السوداني على محاولة الوصول إلى توافق، وأسفرت المحادثات بين الجانبين عن توقيع الاتفاق الإطاري، حيث اقتنع مجلس السيادة الانتقالي وعلى رأسه الفريق عبدالفتاح البرهان بضرورة النزول عند رأى الشارع، والنأي بالمؤسسة العسكرية عن السياسة، حيث مثل إعلانه عن استعداد الجيش للانسحاب من العمل السياسي وعودته إلى ثكناته بداية للوصول إلى توافق مع القوى المدنية.
كما وضع المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير تصوراً للعملية السياسية المقبلة، وقسمها إلى مرحلتين، مرحلة اتفاق إطاري قائم على التفاهمات التي جرت بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري وأطراف قوى الانتقال الديمقراطي، ويرتكز على مسودة الدستور التي أعدتها نقابة المحامين السودانيين، ومرحلة ثانية، حيث يتم توقيع اتفاق نهائي بمشاركة شعبية واسعة من أصحاب المصلحة والقوى الثورية. وتتم بلورة الاتفاق في أربع قضايا رئيسية، وتشمل (العدالة الانتقالية، والإصلاح الأمني والعسكري وتفكيك نظام البشير، واتفاق جوبا لسلام السودان وإكمال عملية السلام).
أهم بنود الاتفاق الإطاري
ويبدو أن الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه يوم الاثنين 5 ديسمبر 2022 جاء متوافقاً مع هذه الأهداف، حيث تضمن 27 بنداً، وأكدت وثيقته على وحدة واستقلال السودان وأن البلاد دولة ديمقراطية مدنية فيدرالية ومدنية برلمانية ويتم فيها التداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة، ونصت الوثيقة على عملية شاملة تحقق أربع قضايا رئيسية، العدالة الانتقالية ومحاسبة مرتكبي الجرائم، وإزالة تمكين نظام 30 يونيو 89 وتفكيك مفاصله في كافة مؤسسات الدولة، واسترداد الأموال والأصول المنهوبة، ومراجعة القرارات التي بموجبها تم إلغاء قرارات لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989.
أما الشق الأمني والعسكري فقد أكدت الوثيقة على أن الجيش السوداني جيش قومي واحد وينأى بنفسه عن السياسة وممارسة الأعمال التجارية والاستثمارية ويتم دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة ويكون رئيس الدولة قائداًَ أعلى للقوات المسلحة، كما أكد الاتفاق على الالتزام بمبدأ العمل السياسي السلمي وتجريم العنف والتطرف والانقلابات العسكرية ومنع تقويض النظام الديمقراطي.
وبشأن السياسة الخارجية السودانية تم التأكيد على اعتماد سياسة خارجية متوازنة تلبي مصالح البلاد العليا وتدعم الأمن والسلم القومي وحسن الجوار ومحاربة الإرهاب. كما تطرقت الوثيقة لاتفاق جوبا للسلام حيث اعتبرته جزءاً لا يتجزأ من الدستور الانتقالي ويتم تنفيذه وإطلاق عملية شاملة لصياغة الدستور بمشاركة كافة أقاليم السودان وتنظيم عملية انتخابات بنهاية فترة انتقالية مدتها 24 شهراً.
ترحيب دولي
وقد حظي توقيع الاتفاق الإطاري بترحيب دولي وإقليمي واسع، حيث جاء الاتفاق تحت رعاية الآلية الثلاثية (الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي ومنظمة الايجاد) إلى جانب دبلوماسيين غربيين، وأعلنت هيئات دولية وإقليمية ودول ترحيبها ودعمها للمسار السياسي الجديد في السودان.
كما اعتبر المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرتس، أن توقيع الاتفاق الإطاري بين مجلس السيادة والقوى المدنية في السودان لم يكن ليحدث لولا الآلية الثلاثية التي ساهمت في التوصل إلى الاتفاق.
معارضو الاتفاق
على الرغم من الترحيب الكبير الذي حظي به الاتفاق سواء من قوى داخلية أو أطراف خارجية، إلا أنه لم تجمع عليه جميع القوى السياسية حيث انقسمت القوى الرافضة بين أحزاب وقوى سياسية وحركات مسلحة اعتبرت هذا الاتفاق تنازلاً عن مبادئها الثورية وما قدمته من تضحيات، حيث كان مبدؤها الرئيسي لا تفاوض مع المكون العسكري أو «اللاءات الثلاثة» ومن هؤلاء عدد من لجان المقاومة وبعض الأحزاب، كما لم تشارك هذه القوى في المحادثات التي مهدت للاتفاق.
أما تنظيم الإخوان وتحالفاته أو ما يطلق عليه «التيار الإسلامي العريض» فيرى بعض هؤلاء أن الاتفاق الإطاري الجديد كرس علمانية الدولة، هذا فضلاً عن بقايا نظام البشير الذين لم يشاركوا في الحوار، ونصت بعض بنود الاتفاق الإطاري على ضرورة المضي قدماً في استئصال فلول النظام السابق من مؤسسات الدولة.
وفي الأخير، لابد من التأكيد على أن توقيع الاتفاق الإطاري بين المكون المدني والمكون العسكري في السودان يمثل نجاحاً للثورة التي أطاحت بالبشير، حيث كان مفتاح التسوية الراهنة قائماً على قبول المكون العسكري لمشروع الدستور الانتقالي الذي عرضته لجنة المحامين والذي أقر بأن تكون هياكل السلطة مدنية بالكامل (إبقاء مجلس الوزراء مدنياً) على أن تتولى المؤسسات الأمنية والعسكرية وظائفها الاحترافية.
إلا أن الطريق لتحقيق الأهداف المختلفة التي تناولتها بنود الاتفاق الإطاري تتطلب تكاتف جميع القوى السودانية مع محاولات لجذب المعارضين لتحظى العملية السياسية بمشاركة كافة القوى والأقاليم السودانية، على أن تظل المساندة الدولية والإقليمية للتسوية السياسية في السودان مستمرة لتقديم الدعم المناسب والوصول إلى مرحلة الانتخابات الديمقراطية.
البيان: المحكمة الدستورية تخلق صراعاً جديداً في ليبيا
دخلت الأزمة الليبية، منعرجاً جديداً، حيث بدأ انقسام المؤسسات الليبية، السياسية والاقتصادية والأمنية، ينتقل إلى السلطة القضائية بخلافات بين مجلس النواب والمحكمة الليبية العليا، حول المحكمة الدستورية، حيث تمسك رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بالمحكمة في بنغازي، بينما رفض رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري هذا القرار.
الأمر لم يتوقف عند حد الجدال داخل مجلس النواب واعتراضات القضاة، بل يبدو أن استصدار القانون الجديد ستكون له تبعات على العملية السياسية برمتها، إذ أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، تعليق التواصل بين رئاستي مجلسي الدولة والنواب، وأعمال اللجنة المشتركة، بعد إقرار النواب قانون إنشاء محكمة دستورية الثلاثاء الماضي. مجلسا النواب والدولة اتجها إلى لعبة الشد والجذب، فيتفقان ثم لا يتفقان، وهذه المرة اختارا ساحة القضاء لتدخل الأزمة في البلاد طوراً جديداً من التعقيد، فقد قرر مجلس النواب إنشاء محكمة دستورية مقرها بنغازي، وهو سرعان ما رد عليه مجلس الدولة بالرفض، والطعن فيه من الناحية الدستورية.
واعتبر مجلس النواب، أمس، أن «القانون يُحقق العدالة ولا تأثير له على المسار الدستوري الذي عندما يصدر من خلاله الدستور ستلغى كل القوانين المخالفة لنصوصه»، وفق بيان لعقيلة صالح نشره الناطق باسم المجلس عبدالله بليحق عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»، مضيفاً إن إصدار القانون «تأكيد على حماية الحريات والحقوق وإضافة قضاء متخصص في الشأن الدستوري».
وكان الرد موجهاً تحديداً إلى المشري الذي أعلن تعليق التواصل مع صالح، وكذلك تعليق أعمال اللجان المشتركة بينهما إلى حين إلغاء قانون إنشاء المحكمة ببنغازي، بدلاً من الدائرة الدستورية في المحكمة العليا بالعاصمة طرابلس، ويبرر المشري موقفه بقوله: «لا نعتبر قانون إنشاء محكمة دستورية من ضمن الصلاحيات التشريعية، بل هو شأن دستوري»، بل يرى أن «إجراء مجلس النواب يزعزع الثقة التي نحاول أن نبنيها بين مجلسي الدولة والنواب ويهدم جهود الوصول إلى توافق حول المسار الدستوري ويعمق الانقسام المؤسسي في البلاد».
توافق
في المقابل، قال رئيس لجنة العدل بمجلس النواب الليبي، الهادي الصغير، إن استحداث المحكمة الدستورية جاء بالتوافق مع الهيئات القضائية العليا. وأضاف الصغير في بيان: «استحداث المحكمة الدستورية جاء لتجنيب المحكمة العليا الضغوط السياسية وتضييق بعض الأطراف ذات النفوذ المسلح والمال الفاسد عليها». وتابع رئيس لجنة العدل بمجلس النواب: «المحكمة ستكون رقيبة على مجلس النواب عند التشريع، وهذه الخطوة جاءت بالتوافق مع الهيئات القضائية العليا بالبلاد».
الشرق الأوسط: مقترح روسي في مفاوضات إسطنبول بانسحاب «قسد» من منبج وعين العرب
كشفت مصادر مطلعة على الاجتماعات التشاورية التركية - الروسية التي اختتمت في إسطنبول الجمعة عن عرض تقدم به الوفد الروسي برئاسة نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين إلى الوفد التركي الذي ترأسه نائب وزير الخارجية سادات أونال بهدف تفادي عملية عسكرية تلوّح بها أنقرة في شمال سوريا. وفي الوقت ذاته، جدد الأتراك استعدادهم للعمل مع النظام السوري في مجال مكافحة الإرهاب والقضايا الأمنية.
وقالت المصادر إن الوفد الروسي عرض على الوفد التركي انسحاب مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بأسلحتهم من منبج وعين العرب (كوباني) مع الإبقاء فقط على القوات الأمنية (الأسايش) ودمجها في قوات الأمن التابعة للنظام السوري، وذلك من أجل التخلي عن العملية العسكرية البرية التي أعلنت تركيا أنها ستنفذها ضد مواقع «قسد» في كل من منبج وعين العرب وتل رفعت. وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الجانب الروسي أكد أن «قسد» وافقت خلال الاجتماعات التي عقدت معها في شمال سوريا خلال الأسبوعين الماضيين على مقترح الانسحاب بشرط عدم تنفيذ تركيا هجومها على منبج وعين العرب.
وذكرت المصادر أن الجانب التركي لم يعط موافقته على المقترح الروسي وإنما طلب مهلة لدرسه، وتمسك أيضاً بانسحاب «قسد» من كل من منبج وتل رفعت وعين العرب والابتعاد عن الحدود الجنوبية لتركيا ضمن حزام أمني بعمق 30 كيلومتراً، كما سبق أن تم الاتفاق عليه في مذكرة تفاهم سوتشي الموقعة بين الجانبين في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 لوقف إطلاق النار وإنهاء عملية «نبع السلام» العسكرية التركية ضد مواقع «قسد» في شمال شرقي سوريا.
ولفتت المصادر إلى أن تركيا لم تستبعد خيار العملية العسكرية وأن جميع الاستعدادات الخاصة بها قد اكتملت، لكنها تتيح الوقت للمشاورات الجارية مع الجانب الروسي وكذلك مع الجانب الأميركي في ظل معارضتهما لأي هجوم عسكري تركي جديد.
وبشأن مساعي روسيا لتحقيق التقارب بين تركيا ونظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، قالت المصادر إنه تم مناقشة الموضوع خلال اجتماعات الوفدين التركي والروسي التي استمرت في إسطنبول على مدى يومين، وإن الوفد التركي أكد أنه لا يوجد ما يمنع من رفع مستوى الاتصالات مع دمشق لمستوى أعلى من أجهزة المخابرات، وإن تركيا تسعى للحفاظ على وحدة سوريا لكنها تريد أن تتأكد من أن النظام سيكون قادراً على منع التهديدات القادمة من داخل الأراضي السورية.
وبالتزامن مع المفاوضات التركية - الروسية، أعلن المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، عمر تشيليك، أن بلاده قد تتعاون مع نظام الأسد لمواجهة التهديدات الإرهابية. وقال تشيليك، في مقابلة تليفزيونية، ليل الخميس - الجمعة، إن تركيا ونظام الأسد «قد يتعاونان في نطاق إزالة التهديدات الإرهابية تجاه تركيا، وكذلك في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية»، مشيراً إلى أن مثل هذا النوع من التعاون سيؤتي ثماراً عالية الكفاءة. وأضاف أن المحادثات مع النظام السوري تجري حالياً على مستوى أجهزة المخابرات، ويمكن أن تفضي إلى اجتماعات على المستوى السياسي بمجرد أن تنضج تلك الاتصالات، قائلاً: «في النهاية، ذكر رئيسنا (الرئيس رجب طيب إردوغان) أيضاً أنه يمكن أن يكون هناك اجتماع على أعلى مستوى.. سوريا تحت تهديد التنظيمات الإرهابية، بدأت أكثر من منظمة إرهابية الاستقرار في سوريا بشكل جدي، والدول الغربية تقدم الدعم لهذه التنظيمات، وهذا تهديد لوحدة أراضي سوريا، تركيا لا تريد تقسيم سوريا، لطالما دعمت تركيا السلام.. يجب أن يكون هناك حوار في هذه المرحلة، سيتم بالطبع التعاون في إطار حماية وحدة أراضي سوريا والتهديدات الإرهابية لتركيا».
وكان الرئيس رجب طيب إردوغان أكد أن بلاده يمكن أن تضع الأمور «في نصابها الصحيح» مع سوريا، مشيراً إلى أنه ليس هناك خلاف أو استياء «أبدي» في السياسة، و«يمكننا تقييم الوضع عندما يحين الوقت واتخاذ الخطوات اللازمة».
في غضون ذلك، سيطر الهدوء الحذر في مناطق شمال وشمال شرقي سوريا ومناطق ريف حلب، باستثناء بضع قذائف تساقطت على نقاط التماس بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب، ومناطق «قسد» من جانب آخر.
وقصفت القوات التركية، الجمعة، قريتي بينه ومياسة في ريف حلب بقذائف مدفعية عدة، وفيما عدا ذلك يسود الهدوء منذ ليل الخميس، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وفي الوقت ذاته، استقدمت قوات النظام مزيداً من التعزيزات العسكرية من المنطقة الوسطى باتجاه محافظة حلب، إلى مناطق خطوط التماس مع «مجلس منبج العسكري» المنضوي تحت قيادة «قسد». وضمت التعزيزات 40 دبابة وناقلات جند ومواد لوجستية ومدافع.
وأفاد «المرصد السوري» بأن عدد قوات النظام المنتشرين في المنطقة بلغ ما يقرب من 1500 جندي منذ بدء التصعيد التركي في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مع انطلاق عملية «المخلب - النسر» والتلويح بعملية برية ضد «قسد».
«إخوان مصر»... هل تتسع الخلافات على قيادة التنظيم؟
فيما عده مراقبون تطوراً «قد يعمق خلافات تنظيم (إخوان مصر) بعد أشهر من الصراع بين (قيادات الخارج في جبهتي «لندن» و«إسطنبول) على تصدر قيادة التنظيم»، لوحت «جبهة إسطنبول» بـ«رفض إجراءات (جبهة لندن) الخاصة باختيار قائم بأعمال مرشد التنظيم». ليتجدد التساؤل حول اتساع الصراع داخل «الإخوان» بعد أسابيع من ظهور مجموعة ثالثة تتصارع على «كعكة» قيادة التنظيم وهي «تيار الكماليين».
وكان بيان لـ«جبهة إسطنبول» أخيراً قد أشار إلى أن «تنظيم (الإخوان) في مصر وفروعه بالخارج، الوحيد المخول له اختيار قيادته، وليس من حق أحد خارجه أن يفرض عليه قيادة بالمخالفة لكل النظم واللوائح». وأضاف البيان الذي صدر (مساء الأربعاء)، أنه «يرفض استدعاء قيادة (مزعومة) لتكون بديلاً عن قيادات التنظيم (الشرعية)».
بيان «مجموعة إسطنبول» جاء في وقت تترقب «جبهة لندن» لإعلان من سيتولى منصب القائم بأعمال المرشد، الذي يشغله حالياً بشكل «مؤقت» محيي الدين الزايط. وترى مصادر مطلعة على تحركات «الإخوان»، أن «(جبهة إسطنبول) فيما يبدو أنها استشعرت قرب الإعلان عن القائم بأعمال المرشد الجديد، خصوصاً بعدما تردد أن (مجموعة لندن) سوف تُعين صلاح عبد الحق في المنصب خلفاً لإبراهيم منير، لذا سارعت في إصدار بيانها، التي أكدت فيه أن التنظيم «انتهى من ترتيب صفوفه واختيار قياداته وفقاً لنظم (الإخوان) ولوائحه، وأن التنظيم لا يهتم بـ(المحاولات اليائسة) - على حد وصف البيان - التي تستهدف وحدة صفه».
وهنا يشير بيان «مجموعة إسطنبول» إلى أن «محمود حسين، هو القائم بأعمال المرشد، وأنه هو الذي سيدير التنظيم مستقبلاً».
وأعلنت «مجموعة إسطنبول» عقب وفاة إبراهيم منير، تعيين محمود حسين قائماً بأعمال المرشد. واستند «مجلس الشورى العام» (التابع لجبهة إسطنبول) في ذلك القرار إلى أن اللائحة تنص على أنه «في حال حدوث موانع قهرية»، حسب وصفها، تحول دون مباشرة المرشد لمهامه، «يحل محله نائبه الأول، ثم الأقدم فالأقدم من النواب، ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء (مكتب الإرشاد)». وأضافت «جبهة إسطنبول» أنه «حيث لا يوجد حالياً من أعضاء (مكتب الإرشاد) بعد حبس محمود عزت، سوى محمود حسين، فقد قرر المجلس أن يتولى الأخير مهام القائم بأعمال مرشد (الإخوان)».
ووفق المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن «انتهاء المهلة التي حددها الزايط لاختيار (جبهة لندن) قائماً بأعمال المرشد بشكل دائم، هي التي دفعت (مجموعة إسطنبول) لهذا التصعيد، خصوصاً بعدما تردد أخيراً وجود (انقسام) حول من سيخلف إبراهيم منير داخل الجبهة».
وكان الزايط قد أكد في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، خلال لقاء مع قناة «الجزيرة القطرية»، أنه «سيتولى القيام بالمهام الإدارية داخل (الإخوان) مؤقتاً حتى يتم استكمال المؤسسات الداخلية للتنظيم». وأضاف الزايط أن «(جبهة لندن) سوف تعلن خلال أقل من شهر (كافة الأمور الإدارية الجديدة)».
وحسب المراقبين، فإن «(جبهة لندن) إزاء تحركات (مجموعة إسطنبول) المتكررة لتصدر المشهد التنظيمي، تعيش حالة (ارتباك)، والأسماء المحتملة التي ترددت لخلافة منير في منصبه تعاني من إشكالات تحول دون تأديتها الأدوار نفسها التي كان يقوم بها منير».
وهنا يشير أحمد زغلول، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية بمصر، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الصراع داخل تنظيم (الإخوان) يتعمق بشكل كبير، فضلاً عن كون الصراع يتعمق أيضاً داخل (جبهة لندن) بشأن (بديل) منير»، مؤكداً أن «الخلاف بين (قيادات الإخوان) قد اتسع بشدة بعد إبراهيم منير، وكانت هوة الخلاف قد اتسعت في وقت سابق بعد توقيف محمود عزت (محبوس في مصر)».
مسلسل صراع «إخوان الخارج» قد شهد تحولات كبيرة خلال الأشهر الماضية عقب قيام إبراهيم منير بحل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن مكتب إرشاد «الإخوان»، وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن» لـ«مجلس شورى جديد»، وإعفاء أعضاء مجلس «شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين، من مناصبهم، فيما صعدت «مجموعة إسطنبول» أكثر من مرة بعزل منير من منصبه.
وخلال صراع جبهتي «لندن» و«إسطنبول»، ظهر انقسام آخر داخل «الإخوان» هو «تيار الكماليين»، الذي يضم «شباباً من التنظيم»، ورغم محاولات سابقة لجبهتي «لندن» و«إسطنبول» لاستمالة «شباب الإخوان»؛ لكن «(فشلت) هذه المحاولات، في ظل رفض الشباب لـ(قيادات الخارج الحالية)».
وهنا ترى المصادر أن «الغالبية من (شباب «الإخوان» في الخارج) تردد أن قيادات (لندن) و(إسطنبول) خرجت عن خط التنظيم الذي رسمه حسن البنا (مؤسس الإخوان)، وسيد قطب (مُنظر التنظيم)، وأنه لا بد للتنظيم أن يأخذ مساراً بعيداً عن هذه القيادات». و«تيار الكماليين» أسسه في السابق محمد كمال، وهو مؤسس الجناح المسلح لـ«الإخوان» ولجانه النوعية.
«النهضة» تعيد فتح «التآمر على الدولة» لإحراج السلطات التونسية
في حركة عدّها مراقبون «محاولة لإحراج السلطات والضغط عليها»، دعت قيادات حركة «النهضة» التونسية، سلطات البلاد إلى الكشف عن كل المعطيات السرية المتعلقة بملف «التآمر والتخابر ضد مصالح الدولة التونسية»، الذي أُعلن عنه نهاية الشهر الماضي.
كما دعت إلى الإسراع بكشف الحقيقة كاملة أمام الرأي العام، خاصة أنه مرت عدة أسابيع من دون تقديم مستجدات حول هذا الملف الخطير، الذي اتهم فيه سياسيون ووزراء سابقون وإعلاميون، من بينهم الفاضل عبد الكافي رئيس حزب «آفاق تونس» المعارض، ونادية عكاشة المديرة السابقة لديوان الرئيس قيس سعيد، وحكيم بن حمودة وزير المالية السابق، وعدد من منشطي البرامج التلفزية المعروفين.
وأبدت حركة النهضة، بزعامة راشد الغنوشي، خلال اجتماع مكتبها التنفيذي، بالغ انشغالها إزاء «تعتيم السلطة القائمة تفاصيل هذه الاتهامات الخطيرة»، وجددت إدانتها لتواصل مسلسل استهداف قيادات حركة «النهضة»، في إشارة إلى التحقيق مع كل من الغنوشي والقياديين علي العريض ونور الدين البحيري، عبر «تلفيق تهمٍ كيدية بخلفيات سياسية»، مستنكرة «تجنيد بعض الإعلاميين للافتراء على الحركة، وإثارة أكاذيب مقابل تجاهلهم المتعمد لقضية التآمر على أمن الدولة، رغم ظهور معطيات أولية خطيرة بخصوصها».
ويرى بعض السياسيين أن حركة «النهضة» تسعى من خلال هذا الملف إلى «الضغط على حكومة نجلاء بودن»، قبل أسبوع واحد من موعد الانتخابات البرلمانية، المقررة الأسبوع المقبل، التي أعلنت الحركة وعدد من الأحزاب السياسية المعارضة للمسار السياسي الحالي، مقاطعتها بشكل كلي.
يُذكر أن فاضل عبد الكافي نفى أي علاقة له بقضية «التآمر على أمن الدولة» بعد أن تم تداول اسمه ضمن ملفاتها في الأيام الأخيرة، قائلاً: «لا علاقة لشخصي لا من بعيد ولا من قريب بكل ما قيل، أو يقال في هذه القضيّة... لم ولن أتآمر على أمن بلادي، ولا سمعتها، ولا هيبة مسؤوليها، وأخشى أن يكون إقحام اسمي في هذه القضية مجرّد سعي لتضخيم وقعها ومداها الإعلامي، في زمن أصبح فيه خلق الفرقعات الإعلامية رياضة وطنية».
كما نفت نادية عكاشة، مديرة ديوان قيس سعيد، الذي أقالها من منصبها بداية السنة الحالية، هذه الاتهامات، وقالت إنه تم الزج باسمها، وإنها ستكشف قريباً «الكثير من الحقائق حول الوضع السياسي في تونس».
وبخصوص الوضع السياسي والاجتماعي، نددت حركة «النهضة» بسياسات السلطة القائمة، مؤكدة أنها «أظهرت عجزاً تاماً عن معالجة أي ملفٍّ من الملفات المستعصية».
وحملت رأس السلطة مسؤولية افتقاد التونسيين للمواد الأساسية، وما يعانونه من صعوبات معيشية، مستنكرة «ازدواجية خطاب الرئيس قيس سعيّد»، و«اعتماد المخادعة بإيهام الرأي العام بالحرص على مصالحه، ودور الدولة في حماية فئاته المتضررة من تردي الأوضاع الاجتماعية».
كما أدانت «التهرب من المسؤولية عبر توجيه اللوم للحكومة، في حين أنها خاضعة بالكامل لسلطة الرئيس سعيد، وفاقدة لأي صلاحيات تقريرية»، على حد تعبيرها.
في سياق ذلك، دعت حركة «النهضة» قوى المعارضة إلى «طي صفحة التشتت، وتقديم تنازلات حتمية من أجل بناء بديل سياسي ينقذ البلاد من الانفجار الاجتماعي والانهيار الاقتصادي، ويساهم في استعادة المسار الديمقراطي المغدور»، على حد تعبيرها.
وتأتي هذه الدعوة قبل يوم واحد من تنظيم «جبهة الخلاص الوطني»، التي تدعمها حركة «النهضة»، مسيرة احتجاجية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يصادف العاشر من ديسمبر (كانون الأول) من كل سنة، رفضاً للقرارات التي اتخذها الرئيس سعيد.
من ناحية أخرى، قالت الإعلامية التونسية سماح مفتاح، إنها تقدمت بشكوى قضائية ضد عادل الدعداع، القيادي بحركة «النهضة»، وكل من سيكشف عنه التحقيق، بتهمة التشهير والقدح والتحريض، وبث إشاعات كاذبة، ونسبة أمور غير حقيقية للغير، وذلك بعد تسريب صوتي نُسب إلى الدعداع، اتهمها فيه بتلقي أموال، ومناشدتها راشد الغنوشي للترشح للانتخابات الرئاسية.
وكان الدعداع، وهو رجل أعمال بارز وعضو سابق في «مجلس شورى النهضة»، قد اتهم في تسريب صوتي نُسب إليه، رئيس الحركة راشد الغنوشي وابنه معاذ باستغلاله للدخول إلى عالم رجال الأعمال، موضحاً أن الغنوشي استغله لتنظيم اجتماعات مجلس شورى الحركة.
يُذكر أن الدعداع أُودع السجن، وخضع للتحقيق منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي فيما يعرف بقضية «أنستالينغو»، التي اتهم فيها عدد من قيادات «حركة النهضة»، من بينهم راشد الغنوشي وحمادي الجبالي، بتبييض أموال والتخابر مع الخارج.