الصحة العالمية تحث طرفي الصراع في السودان على السماح بممر إنساني للمسعفين... الإمارات تنجح في وساطة تأمين سلامة الجنود المصريين في السودان..اتصالات مصرية مكثفة على خط حل الأزمة
الخميس 20/أبريل/2023 - 02:16 م
طباعة
إعداد أميرة الشريف - هند الضوي
الصحة العالمية تحث طرفي الصراع في السودان على السماح بممر إنساني للمسعفين
حثت منظمة الصحة العالمية طرفي الصراع في السودان اليوم الخميس على وقف القتال للسماح للناس بالحصول على الرعاية الطبية عند الحاجة وفتح ممر إنساني للعاملين في مجال الصحة.
وأدلى أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالتصريحات خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت.
الإمارات تنجح في وساطة تأمين سلامة الجنود المصريين في السودان
أعلنت دولة الإمارات نجاح الوساطة التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع جمهورية مصر العربية الشقيقة لتأمين سلامة الجنود المصريين المتواجدين لدى قوات الدعم السريع، وتسليمهم إلى سفارة جمهورية مصر العربية في الخرطوم.
وأعرب البلدان الشقيقان عن تقديرهما للصليب الأحمر الدولي لما بذله من جهود في دعم عملية تأمين سلامة الجنود المصريين.
وذكرت وزارتا الخارجية في كل من دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية أن هذه الخطوة تأتي في إطار موقف الدولتين الداعم للتهدئة عبر التواصل المستمر مع الأطراف السودانية لضمان ضبط النفس ووقف التصعيد والعودة للمسار السياسي.
وأكدت الوزارتان التزام دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية بمواصلة جهودهما الرامية إلى وقف الاقتتال وحماية المدنيين والمنشآت المدنية، وشددتا على أهمية تكثيف الجهود الهادفة للعودة للإطار السياسي والحوار لحل جميع الخلافات والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية وصولا إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.
اجتماع عمّان.. حلحلة تعقيدات الأزمة السورية
رجحت مصادر مطلعة، تشكيل لجنة عربية في اجتماع عمّان، الذي اتفق وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والعراق ومصر والأردن على عقده بعد عيد الفطر، ويتمثل دور اللجنة بتحقيق حل سياسي للأزمة السورية داخلياً وإقليمياً ودولياً.
وكان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قد أعلن مطلع العام الجاري، وجود مبادرة أردنية لإيجاد «حل سياسي» للأزمة السورية، وأوضح، بعد لقائه المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسن بعمّان، أن المبادرة تنطلق من دور عربي مباشر، وحوار سياسي لحل الأزمة وتفرعاتها الأمنية والسياسية.
وقال الصفدي إن المبادرة تتم بالتنسيق مع الأشقاء العرب، فهناك «قناعة راسخة بأن الأزمة السورية لا يمكن أن تستمر، وأن الحل السياسي هو مفتاح إنهائها».
محطة جديدة
فيما اعتبر رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، الدكتور خالد شنيكات، أن اجتماع عمّان، المحطة التالية لاجتماع جدة، لاسيما أن الأردن تبنت مبادرة دبلوماسية تفتح العلاقات السورية العربية تحت عنوان «خطوة بخطوة»، وفعلياً، عادت العلاقات بشكل ملحوظ.
وأضاف شنيكات: «حددت مقررات اجتماع جدة أولويات الدول العربية، من ناحية معالجة الملفات العالقة، منها: المخدرات، والميليشيات المسلحة، وإعادة اللاجئين، وغيرها من المسائل المرهونة بشكل أساسي بكيفية تعاطي الحكومة السورية مع هذه الملفات، ويبدو أن الأمور تحتاج إلى مزيد من الوقت حتى تعود سوريا إلى الحضن العربي، وتحتاج إلى الترتيبات».
إصرار عربي
أما أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية، الدكتور جمال الشلبي، فبيّن أن الدول العربية على قناعة تامة بضرورة التحرك وعدم عزل سوريا عن محيطها العربي، وقال: «هناك إصرار عربي على إنهاء أزمة سوريا، لاسيما أن هناك مجموعة من التحولات الإقليمية الكبرى، وبالتالي هذه اللقاءات تعد فرصة مواتية لإعادة دمشق إلى وضعها الطبيعي». وأضاف الشلبي أن الترجيحات تشير إلى أهمية تشكيل لجنة عربية، من أجل متابعة سير المشهد السوري، «فالتوصل إلى تسوية سياسية يحتاج إلى متابعة وإلى وجود ضمانات، حتى تنتهي الأزمة برمتها». وزاد: «الأردن معني باستقرار سوريا، فقد أطلق مبادرة قائمة على فكرة «خطوة بخطوة»، هذه الوساطة ستثبت قدرته على حلحلة المواقف وإيجاد الحلول المعقولة».
وختم الشلبي حديثه «اليوم في ظل تحولات المشهد العام، هناك أمل في جمع الحكومة السورية مع المعارضة على طاولة واحدة من التفاوض، وبثّ الروح في تسوية سياسية مقبولة، والدعوة إلى انتخابات قادمة، من شأنها أن تطوي صفحة ما جرى، فسوريا تحتاج إلى الدعم العربي من أجل النهوض من جديد وعودة الحياة إليها».
ومنذ عام 2021، بدأ الأردن الدفع باتجاه حل سياسي، ينهي الصراع الدائر في سوريا منذ عام 2011.
حرب السودان هدنة جديدة بانتظار التزام الطرفين
خيم الحذر بعد دخول هدنة جديدة بين طرفي النزاع في السودان حيز التنفيذ، وذلك رغم تواصل الاشتباكات بين حين وآخر، وفيما خيم صوت هدير الدبابات والطائرات وأزيز الرصاص، الذي حول العاصمة الخرطوم مدينة أشباح بعيد إعلان الهدنة، إلا أن وسائل إعلام رصدت عودة الحركة إلى شوارع العاصمة في نفس الوقت الذي تواردت أنباء عن خروقات متعددة بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وقال شهود عيان إن القتال استمر في مناطق متفرقة من الخرطوم أمس لليوم الخامس، بعد قليل من بدء هدنة أخرى، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وبعد ذلك ذكرت «سكاي نيوز عربية» أن كاميراتها رصدت عودة الحركة إلى شوارع الخرطوم بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وأعلن الجيش السوداني موافقته على هدنة لمدة 24 ساعة بدأت من السادسة مساء أمس بالتوقيت المحلي.
وفي وقت سابق من أمس، أعلنت قوات الدعم السريع هي الأخرى عن موافقتها على هدنة جديدة توقف القتال لمدة 24 ساعة مع الجيش.في الاثناء، أفادت منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة بأن ما يقرب من 300 شخص قتلوا في الأيام الخمسة الماضية، لكن الحصيلة أعلى على الأرجح، حيث تُرك الكثير من الجثث في الشوارع، ولا يمكن الوصول إليها بسبب الاشتباكات.
وقال سكان إن الجيش يقصف مواقع قوات الدعم السريع بضربات جوية، بينما استمرت المعارك خارج القيادة العامة للقوات المسلحة وسط الخرطوم، والتي حاولت قوات الدعم السريع مراراً السيطرة عليها.
وتصاعد الدخان الأسود من مطار الخرطوم القريب، واشتعلت النيران في طائرة متضررة، وفي مبنى شاهق وسط المدينة مع سقوط حطام مشتعل من طوابقه العليا. كما وردت أنباء عن اشتباكات عنيفة حول مبنى التلفزيون الحكومي عبر نهر النيل في مدينة أم درمان المجاورة. وتحدث سكان عن مسلحين ينهبون المتاجر ويهاجمون أي شخص يوجد في الشوارع.
إرباك وتضليل
في الخرطوم، تستحيل معرفة أي جهة تسيطر على ماذا في ظل حالة إرباك شاملة وانتشار المعلومات المضللة على الإنترنت. مع ذلك، تُظهر صور الأقمار الصناعية حجم الأضرار التي تبدو جلية على وجه الخصوص داخل المقر الرئيسي شديد التحصين لهيئة الأركان المحاط بجدران مرتفعة.
وتُركت عشرات الطائرات المتفحمة بينما بدا مقرّ المخابرات العامة مدمّراً، فيما تحوّل ما كان مستودعاً لناقلات البنزين إلى مجرّد بقعة سوداء ضخمة. وقال سكان أحياء عدة في العاصمة إنهم تمكنوا من رؤية مئات الأشخاص، بمن فيهم النساء والأطفال، يغادرون منازلهم حاملين أمتعة، وبعضهم يغادر سيراً على الأقدام، والبعض الآخر يتزاحم في المركبات. كان السكان ينتظرون بشدة على أمل توقف الفوضى على عتبات منازلهم، ولكن مع نفاد الطعام والإمدادات الأخرى وعدم وجود مؤشر واضح على الهدنة، بدا أن الكثيرين قرروا المجازفة بالفرار، بعد أن رأوا أن لا ضوء في نهاية النفق. وقال عطية عبدالله عطية، من نقابة الأطباء، ولم يغادر العاصمة «الخرطوم أصبحت مدينة أشباح». وفي ظل غياب أي بوادر على السلام في المدينة قبل عيد الفطر، تحدى بعض سكان الخرطوم القصف واتجهوا إلى ولاية الجزيرة القريبة في الجنوب حيث لم ترد أنباء عن نشوب قتال.
حرب ونهب
وفي بلد يبلغ عدد سكانه 45 مليون نسمة، يعاني أكثر من ثلثهم من الجوع، يقول العاملون في المجال الإنساني والدبلوماسيون إنهم لم يعودوا قادرين على أداء عملهم بعد مقتل ثلاثة موظفين في برنامج الأغذية العالمي في دارفور، غرب البلاد، فيما تندد الأمم المتحدة بنهب مخزونات وكالاتها الإنسانية ومنشآتها.
في هذه الظروف الخطيرة، يعيش السكان في حالة خوف من تعرض منازلهم أو عائلاتهم لهجوم.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الإغاثية في تغريدة على «تويتر» إن مسلحين اقتحموا مجمعها في نيالا بإقليم غرب دارفور، وسرقوا سيارات ومعدات مكتبية، ونهبوا مستودعاً تخزن فيه المستلزمات الطبية. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مكتبها في نيالا تعرض للنهب أيضاً، وتم الاستيلاء على مركبة واحدة.
اتصالات مصرية مكثفة على خط حل الأزمة
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أهمية تكامل جهود ومساعي الأطراف الدولية والإقليمية لاحتواء الأزمة في السودان، وذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه شكري من وزير الخارجية والتنمية البريطاني بشأن تطورات الأزمة في السودان، وفق المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد الذي قال إن جيمس كليفرلي أعرب عن قلق بلاده البالغ من تطورات الأحداث.
وأوضح المتحدث أن شكري شدد على أهمية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت، وضرورة التحدث مع الطرفين المتنازعين للاستماع لصوت العقل وحقن دماء الشعب السوداني. وأكد شكري أيضاً ضرورة التعامل مع النزاع القائم باعتباره شأناً داخلياً، وامتناع أي طرف خارجي عن التدخل بشكل يؤجج الصراع.
وأكد شكري ونظيره العُماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، ضرورة دفع الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السودان، وذلك في اتصال هاتفي تلقاه من البوسعيدي بشأن السودان، حيث استعرض شكري الجهود التي تقوم بها مصر لاحتواء الأزمة، والاتصالات التي تقوم بها مع الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً، وعلى الساحتين العربية والأفريقية.
كما بحث شكري أحداث السودان مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس. وبحسب أبو زيد، أعرب الوزير الإسباني عن قلق بلاده البالغ من تداعيات المواجهات العسكرية الجارية، وتأثيرها على المدنيين من أبناء الشعب السوداني والجاليات الأجنبية. وكرر شكري تأكيده على ضرورة امتناع أي طرف خارجي عن التدخل بشكل يفاقم من حدة الصراع، وبما يسهم في إنجاح جهود الوساطة الهادفة لإخراج السودان من هذا المأزق.
الأكراد يبدون استعدادهم للقاء الحكومة السورية
أبدت الإدارة الذاتية الكردية، التي تسيطر على مناطق واسعة شمالي وشمال شرقي سوريا، استعدادها للقاء الحكومة السورية، بهدف التوصل إلى حل للأزمة بالبلاد، في خطوة تأتي على وقع انفتاح عربي متسارع تجاه دمشق وتغيرات إقليمية مواتية.
وقالت الإدارة الذاتية الكردية، في بيان: «نؤكد استعدادنا للقاء الحكومة السورية، والحوار معها ومع جميع الأطراف السورية، من أجل التشاور والتباحث لتقديم مبادرات وإيجاد حل للأزمة السورية».
وناشدت الإدارة الدول العربية والأمم المتحدة وجميع القوى الدولية الفاعلة بالشأن السوري، أن يؤدوا دوراً إيجابياً وفعالاً، يسهم في البحث عن حل مشترك مع الحكومة السورية. وأكدت في بيانها، تمسّكها بـ«وحدة الأراضي السورية».
وفي موقف لافت، طالبت الإدارة الذاتية الكردية بتوزيع الثروات والموارد الاقتصادية «بشكل عادل» بين المناطق السورية، بما فيها حقول النفط والغاز، التي يقع أبرزها داخل مناطق سيطرتها.
وأفادت: «نؤكد مرة أخرى ضرورة مشاركة هذه الموارد من خلال الاتفاق مع الحكومة السورية عبر الحوار والتفاوض»، شأنها شأن الموارد «الموجودة في مناطق أخرى». يذكر أن الإدارة الذاتية الكردية، خاضت منذ 2018، جولات محادثات مع دمشق، دون إحراز نتائج.