تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 25 أبريل 2023.
الاتحاد: واشنطن: موافقة طرفي النزاع بالسودان على هدنة 3 أيام
أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الاثنين، عن موافقة طرفي النزاع في السودان على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، اعتباراً من اليوم الثلاثاء.
وقال بلينكن في بيان: «عقب مفاوضات مكثفة على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية، وافقت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على تنفيذ وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد، ابتداء من منتصف ليل 24 أبريل، ويستمر لمدة 72 ساعة».
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة تعمل أيضاً مع شركاء لتشكيل لجنة تتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في السودان.
والتقى وزير الخارجية الأميركي، أمس، في واشنطن نظيره الكيني لبحث جهود السلام في السودان. وفي هذه الأثناء، أكد البيت الأبيض أن لا خطط حالية لإرسال قوات حفظ سلام أو جنود أميركيين إلى السودان، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعد لإرسال قطع من الأسطول الأميركي لمساعدة رعاياها الذين يرغبون في مغادرة السودان. وحذر المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أمس، من خطورة الوضع الأمني، قائلاً إنه «لا يسمح بعملية إجلاء إضافية لرعايا أميركيين».
ولفت البيت الأبيض إلى أن «لدى الولايات المتحدة قدرات عسكرية في المنطقة يمكن تحريكها في حالات الطوارئ»، دون تحديد طبيعة الطوارئ التي ذكرها. وأوضح المصدر أن واشنطن «تجري اتصالات مستمرة مع رئيس المجلس السيادي، عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار».
العراق.. اجتماع مرتقب لـ«الإطار التنسيقي»
يعقد «الإطار التنسيقي» أكبر تكتل سياسي في العراق، الأسبوع المقبل اجتماعاً مهماً مع رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، لمناقشة التغييرات الجديدة على مستوى وزراء ومحافظين ومدراء.
وقال القيادي في الإطار، تركي العتبي أمس، إن «رئيس مجلس الوزراء وضع رؤية شاملة لملف التغيير تعتمد على مبدأ تقييم فني عادل للأداء، سواء للحقائب الوزارية أو المحافظين أو مدراء بعض المؤسسات الحكومية».
وأضاف العتبي: «اجتماع مهم للإطار التنسيقي بحضور السوداني سيعقد الأسبوع المقبل في بغداد»، متوقعاً «طرح رئيس الوزراء رؤيته الخاصة بالتغييرات».
وأشار القيادي في الإطار التنسيقي، إلى أن «أي تغيير يقوم به السوداني سيكون ضمن أسباب إيجابية»، مبيناً أن التغير قد يتأخر أسابيع ولكن القرار بيد رئيس الوزراء في نهاية المطاف. في السياق أشارت مصادر من داخل «الإطار التنسيقي» إلى أن السوداني عازم على إجراء تغيير وزاري في التشكيلة الوزارية التي تشترك فيها جميع القوى السياسية، باستثناء «التيار الصدري»، والحزبين الكرديين «الديمقراطي الكردستاني»، و«الاتحاد الوطني الكردستاني»، وذلك بعد تسلّمه السلطة في أكتوبر الماضي.
الخليج: أنباء عن مبادرة دولية لجمع البرهان وحميدتي في الرياض
ذكر مسؤول أمريكي، أن وفداً دبلوماسياً مشتركاً يضم ممثلين عن وزارات الخارجية الأمريكية ودول خليجية وعربية والاتحادين الأفريقي والأوروبي، يجري اتصالات الآن بهدف إطلاق وساطة، تستضيفها الرياض في الاسابيع المقبلة لجمع طرفيّ الصراع في السودان،فيما أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، خلال اتصال هاتفي، عن «قلقهما البالغ بشأن تصاعد العنف والقتال في السودان، وهو ما يُعرّض المدنيين لمخاطر كبيرة ومتزايدة»، في حين وجّه شيخ الأزهر أحمد الطيب رسالة إلى طرفي النزاع في السودان، محذراً من سفك الدماء.
وتسعى جهود الوساطة، وفق المصدر، لجمع قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي «في لقاء بالعاصمة السعودية الرياض خلال أسابيع.
ورفض المسؤول الأمريكي في حديث عبر الهاتف من واشنطن ل «سكاي نيوز عربية»،الافصاح عن تفاصيل خطة التسوية السياسية المقترحة، إلا أنه أصرّ على أن الأطراف الخارجيين العاملين على إطلاق مبادرة حلّ سياسي، يشترطون وقفاً كاملاً لاطلاق للنار. وعن موعد وتفاصيل المبادرة الحوارية، ختم المسؤول ان الاعلان قد يصدر عن السعودية في الأيام القادمة.
وكان حزب الأمة القومي السوداني،اقترح الأحد، البرهان، وحميدتي، في حوار لإنهاء الأزمة بدولة إقليمية. من جهة أخرى، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي: «إن الاتصال الهاتفي تناول التباحث بشأن تطورات الأزمة السودانية، وتنسيق الجهود بين البلدين في هذا الصدد». مشيراً إلى أن سوناك نوه إلى دور مصر الجوهري في صون السلم والأمن على المستوى الإقليمي، إلى جانب كونها من أهم دول الجوار الفاعلة للسودان، التي تمثل الأزمة فيها تحدياً بالغاً للاستقرار في المنطقة بأسرها. وقد أعرب الزعيمان عن القلق البالغ بشأن تصاعد العنف والقتال في السودان، وهو ما يُعرّض المدنيين لمخاطر كبيرة ومتزايدة، مع التطرق في هذا الصدد إلى جهود إجلاء رعايا البلدين من السودان.
كما استعرض السيسي الجهود التي تضطلع بها مصر من أجل تشجيع جميع الأطراف على التوصل لوقف لإطلاق النار ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني الشقيق، مؤكداً ضرورة التعامل بصورة إيجابية مع جميع جهود التهدئة وتفعيل الحوار والمسار السياسي بهدف تجنيب السودان النتائج الكارثية لهذا الصراع على استقراره ومقدرات شعبه. إلى ذلك، وجّه شيخ الأزهر أحمد الطيب رسالة إلى طرفي النزاع في السودان، محذراً من سفك الدماء.
وقال شيخ الأزهر: «أدعو الله أن يكشف عن أهلنا في السودان ما ابتلوا به من نزاع، وأن يوفق الحكماء إلى الأخذ بأيديهم إلى بر السلام وحقن الدماء التي حرّمها الله تعالى من فوق سبع سماوات، وحذّر من سفكها رسوله في قوله: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم».
اشتباكات الخرطوم تتجدد.. قصف وانفجارات في محيط المطار
تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، أمس الاثنين، بعد انتهاء هدنة عيد الفطر التي امتدت ثلاثة أيام منذ يوم الجمعة الفائت، فيما أعلنت الأمم المتحدة، أن 427 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 3700 آخرين نتيجة الاشتباكات، في وقت أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة، أن «الموقف العملياتي مستقر بشكل ملحوظ، وتستمر قواتنا بتوسيع نطاق تأمين منطقة الخرطوم بالتدرج؛ لتجنب إلحاق أضرار بالمناطق السكنية»، في حين دعت بريطانيا مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ حول الوضع، يتوقع أن ينعقد اليوم الثلاثاء.
وسمع دوي انفجارات في محيط مطار الخرطوم، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المطار.
وأعلنت نقابة أطباء السودان، أمس، مقتل عدد من المواطنين وإصابة أكثر من 50 شخصاً جراء قصف واشتباكات في الخرطوم.
وقالت النقابة، في بيان: «تعرضت مناطق مختلفة في العاصمة الخرطوم لقصف عنيف بشتى الأسلحة، ونتج عن ذلك مقتل عدد من المواطنين في منطقة الكلاكلة (جنوب)، واكتظاظ المستشفى التركي بعدد كبير من الإصابات الخطِرة يناهز الخمسين مصاباً». وأفاد شهود عيان بأن عدداً من المنازل انهارت بمنطقة «الكلاكلة القبة»، إثر ضربة جوية أثناء الاشتباكات. وذكر شهود آخرون أن منزلاً تعرض للقصف بمنطقة الجريف شرق الخرطوم، وتحدثوا عن حدوث إصابات.
والي الخرطوم يناشد
وناشد حاكم ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة «المواطنين برفع حسّهم الأمني والمساهمة في تأمين أحيائهم، وتفويت الفرصة لمن يستغلون الأوضاع الحالية في تنفيذ عمليات نهب وسلب».
وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن حرب الأحياء السكنية، وذلك في اليوم العاشر للحرب الدائرة.
وأكدت القيادة العامة، أن «الموقف العملياتي مستقر بشكل ملحوظ، وتستمر قواتنا بتوسيع نطاق تأمين منطقة الخرطوم بالتدرج؛ لتجنب إلحاق أضرار بالمناطق السكنية».
وقالت، في بيان أمس، إن «مجموعات الميليشيات المتمردة تبعثرت على نطاق واسع بالخرطوم وأجزاء محدودة من الخرطوم بحري وسط الأحياء، للاحتماء بهذه التجمعات السكنية، واتخاذ المواطنين دروعاً بشرية».
ولفت البيان، إلى أن «الاتصالات مع القيادة من قبل دول مختلفة لا تزال مستمرة بشأن إجلاء البعثات، وستستمر هذه العمليات بنفس درجة التنسيق التي أجريت الأحد».
وجددت القوات المسلحة نداءاتها لأفراد الدعم السريع بأن مؤسستهم السابقة لم يعد لها مكان ضمن المنظومة الأمنية بالبلاد بعد تمردها، وبالتالي ندعوهم للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة. بدورها اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بشن غارة جوية على أحياء سكنية متفرقة من الخرطوم، أمس، استهدفت المدنيين بشكل مباشر في حي الدوحة بأم درمان، ومنطقة الكلاكلة.
هدنة جديدة خلال ساعات
في السياق، أكد المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع، فارس النور، أن هدنة جديدة ستبدأ خلال ساعات، لافتاً إلى أن قواته ستحقق أهدافها، سواء بالعمل العسكري أو التفاوض.
وأضاف في تصريحات، أن قوات الدعم السريع لم تطرح نفسها بديلاً للجيش بل تريد إصلاحه. كما أوضح أن قوات الدعم السريع ستقبل المحاسبة من حكومة مدنية، مشيراً إلى أن أي مفاوضات مع الجيش ستكون مرهونة بإنجاز التحول الديمقراطي.
ارتفاع أسعار السلع
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن 427 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 3700 آخرين نتيجة الصراع المتواصل منذ 15 إبريل الجاري.
وأضاف المكتب الأممي للشؤون الإنسانية بالسودان (أوتشا)، في بيان، أن «ما لا يقل عن 11 مرفقاً صحياً تعرض للهجوم، والعديد منها يعمل في ولايتي الخرطوم ودارفور».
وتابع أن «المدنيين يفرون من المناطق المتضررة من القتال، بما في ذلك إلى دول تشاد ومصر وجنوب السودان».
ولفت إلى أن أسعار المواد الأساسية في ارتفاع حاد بسبب النقص.
يشار إلى أن حدة الاشتباكات تراجعت نسبياً خلال الأيام الماضية، جراء هدنة عيد الفطر، وبسبب استمرار عمليات إجلاء الدول الغربية لمواطنيها أيضاً من البلاد. فيما يتوقع العديد من المراقبين أن تستعر حدة القتال مجدداً مع تراجع عمليات الإجلاء، وسط تخوف من أن يطول أمد الحرب، وتتوسع لاسيما مع تمسك القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وقائد قوات السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» بهزيمة أحدهما للآخر.
البيان: قتلى باشتباكات في الزاوية الليبية
أدت اشتباكات بين فصيلين مسلحين بمدينة الزاوية الليبية الواقعة 50 كيلومتراً إلى الغرب من العاصمة طرابلس إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى وإثارة الرعب في صفوف السكان.
وتواصلت الاشتباكات أمس بعد أن كانت اندلعت مساء الأحد في المدخل الشرقي للمدينة بالقرب من جزيرة القنودي وطريق الصقوري على خلفية تصفية شاب ليلة العيد بوابل من الرصاص أمام زوجته وأبنائه، ما أدى إلى توتير وشحن الأجواء بين العائلات المسلحة التي ينتمي أبناؤها إلى عدد من الميليشيات. وكرد فعل على ذلك، هاجم عدد من المسلحين مساء الأحد منزل المتهم بالتورط في عملية القتل، لتنطلق مناوشات سرعان ما ارتفع نسقها لتتحول إلى نزاع مسلح اهتزت له الأحياء الشرقية لثالث أكبر مدن غرب ليبيا.
مواجهات
وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ بالمنطقة الغربية أن أربعة أشخاص قتلوا نتيجة الاشتباكات التي جرت في دائرة محيطها نحو 5.5 كلم ممتدة من حي «ديلة» الشعبي إلى مدخل الزاوية، فيما أكد شهود عيان لـ«البيان» أن المواجهات بين الفصيلين العائليين المسلحين تواصلت على امتداد ليلة أول من أمس، ثم توقفت لبعض الوقت نتيجة التوصل إلى هدنة سرعان ما تم خرقها. وأضافوا أن أسلحة متوسطة وقذائف صاروخية جرى استعمالها في المعارك، وأن شقيقين لقيا حتفهما جراء سقوط قذيفة على منزل أسرتهما وهما الشابان منير ومحمد أبو زيد.
ونجحت فرق الإسعاف والنجدة في إجلاء حوالي 60 عائلة كانت عالقة، ودعت السكان إلى سرعة التواصل معها للعمل على إخراجهم من منطقة الاشتباكات، كما دعا الهلال الأحمر المتقاتلين إلى احترام الهدنة لإخراج العائلات العالقة تحت نيران الأسلحة، حتى يتسنى لفريق الطوارئ إخراج العائلات العالقة بمنطقة الاشتباكات. وأعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، عن قلقها من اندلاع الاشتباكات المسلحة بمدينة الزاوية. وأكدت أن التحشيد العسكري لطرفي النزاع قد يؤدي إلى خسائر بشرية غير محدودة.
مقتل 10 مسلحين بمواجهات بين عناصر إرهابية في الصومال
أعلن الصومال، أمس، عن مقتل ما لا يقل عن 10 مسلحين في مواجهات اندلعت بين عناصر إرهابية تابعة لميليشيات حركة الشباب بمحافظة (جوبا الوسطى) جنوبي البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية (صونا)، أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط 10 قتلى، وإصابة 20 آخرين، في المواجهات التي اندلعت عقب انشقاق قيادي يدعى إسماعيل بورو عن صفوف الميليشيات، ما دفع مجموعة موالية لقيادي آخر يدعى مهد كراتي، إلى شن هجوم على القيادي المنشق وأتباعه.
وأشارت الوكالة إلى أن المواجهات بين الطرفين، التي استمرت على مدى ثلاثة أيام، أسفرت عن خسائر فادحة بين طرفي الميليشيات. إلى ذلك، أعلن الجيش الصومالي عن تنفيذ عملية عسكرية في منطقة عيل قنسح، التابعة لمدينة جلعد بمحافظة جلغدود. ونقلت وكالة الأنباء الصومالية عن بيان الجيش الصومالي، أن قواته تمكنت - بالتعاون مع المقاومة الشعبية - من تدمير مواقع تابعة للإرهابيين، واعتقال خمسة عناصر من الميليشيات الإرهابية، ومصادرة شاحنة، بالإضافة إلى معدات عسكرية ومواد غذائية ووقود. وأضاف البيان أن المنطقة التي جرت فيها العملية العسكرية، شهدت حالة من الهدوء والاستقرار، وفق ما أكده مسؤولون من القوات المسلحة الصومالية.
الشرق الأوسط: مستشفيات الخرطوم تحوّلت إلى مدافن مفتوحة
في 15 أبريل (نيسان)، أفاق السودانيون على أصوات اشتباكات عنيفة بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي». وخلال 10 أيام من الاشتباكات حوّلت هذه المعارك التي لم تفلح معها محاولات التهدئة، العاصمة الخرطوم ومدناً أخرى إلى ميادين حرب مفتوحة، وأعاقت تقديم الرعاية الصحية وعمل الأطباء، حتى تحول كثير من مستشفيات الخرطوم إلى ما يشبه مدافن مفتوحة، فضلاً عن وضع الكوادر الطبية تحت ضغوط إضافية في بلد عانى من النزاعات والعقوبات على مدى عقود.
في العاصمة التي يقطنها زهاء 8 ملايين نسمة، يروي أطباء ومرضى قصصاً مروّعة عن وضع مستشفيات باتت عاجزة عن إنجاز أحد أبسط المبادئ الإنسانية: إكرام الميت دفنه. فوجئ الشاب إبراهيم محمد عندما أدرك أن الشخص الذي يتلقى العلاج إلى جانبه في أحد مستشفيات الخرطوم، بات جثة هامدة، لكن ضراوة المعارك في العاصمة السودانية حالت لأيام دون نقل جثمانه.
كان محمد (25 عاماً) يتلقى العلاج من سرطان الدم في «مستشفى الخرطوم التعليمي»، وفق ما قال والده إبراهيم (62 عاماً) الذي كان يعوده باستمرار. وقال الوالد لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «بسبب القتال العنيف، لم يتم نقل الشخص المتوفى ليتم دفنه» بعد وفاته.
- رائحة الموت والرصاص
بقي محمد في الغرفة حيث تنبعث رائحة الموت شيئاً فشيئاً، في مدينة تُعرف بحرارة مناخها حتى في هذه الفترة من العام، وبعد ثلاثة أيام خرج الأب وابنه من المستشفى، والجثة في مكانها. وبحسب مصادر طبية، بات هذا المشهد مألوفاً في السودان منذ بدء المعارك. وقال أمين عام نقابة أطباء السودان عطية عبد الله، إن في مستشفيات عدة «تبقى الجثث المتحللة في العنابر»، كما قال أطباء إن رائحة الجثث والرصاص تفوح في كل المكان. وأشار عبد الله إلى أن المعارك تسبّبت في «انهيار كامل وشامل لنظام الرعاية الصحية» في البلاد، وأدت إلى امتلاء «المشارح والشوارع بالجثث».
وقبل مغادرة المستشفى، كان إبراهيم ونجله أمام خيارين أحلاهما مرّ، وقال الأب: «لقد ملأت الرائحة الكريهة الغرفة»، وفاقمها انقطاع التيار الكهربائي لثلاثة أيام وارتفاع حرارة الطقس، فكان الخيار «إما أن نبقى في غرفة ذات رائحة عفنة، أو نخرج ونواجه طلقات الرصاص». وأكد إبراهيم محمد أن «المستشفى كان يتعرض للقصف»، وتبادل الأعيرة النارية كان يحدث «خارج المستشفى مباشرة»، مشيراً إلى أن بعض المرضى الذين غادروا آنذاك أصيبوا بالرصاص.
- مستشفيات تحت القصف
من جانبها، أفادت منظمة الصحة العالمية بسقوط «ثمانية قتلى واثنين من الجرحى» من الأطقم الطبية المعالِجة. وبحسب نقابة الأطباء السودانية، تعرّض 13 مستشفى للقصف وتم إخلاء 19 منشأة طبية أخرى خلال أيام من القتال. بالنسبة إلى الطواقم الطبية، كان السماح لنزلاء المستشفيات بالمغادرة عوضاً عن البقاء للعلاج، خياراً صعباً للغاية، خصوصاً مع استمرار الاشتباكات. وقال عبد الله: «وجدنا أنفسنا مضطرين للسماح للمرضى بالمغادرة... إذا بقوا فسيُقتلون».
وإضافة إلى خطر الإصابة جراء المعارك، تضع مغادرة المستشفى المرضى أمام مخاطر صحية أخرى. وأوضح محمد أنه اضطر للسير هو ونجله خارج المستشفى، وتطلّب وصولهما إلى المنزل زهاء خمس ساعات، وأكد أن «صحة ابني تدهورت منذ ذلك الحين»، ولا سيما أنه لم يتمكن من نقله إلى مركز طبي آخر لاستكمال العلاج، قائلاً: «أريد فقط أن يتوقف كل هذا حتى أتمكن من معالجة ابني».
وأشار عبد الله إلى أن نحو ثلاثة أرباع المستشفيات أغلقت أبوابها، والمنشآت الطبية باتت تكتفي بتقديم خدمات الطوارئ وعلاج المصابين جراء المعارك.
- طواقم منهكة
وتسببت الاشتباكات بمقتل أكثر من 420 شخصاً وإصابة 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف للنزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر ودول أخرى، إلا أن التقديرات ترجّح أن يكون العدد الفعلي للقتلى أعلى بكثير، مع عدم تمكّن الأطباء والعاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى المحتاجين. وحتى المنشآت التي أبقت أبوابها مفتوحة «معرّضة لخطر الإغلاق في أي لحظة» جراء الوضع، وفق ما قال عبد الله الذي يؤكد أنها تعاني أيضاً نقصاً حاداً في المستلزمات الطبية، لا سيما أكياس الدم والمعدات الجراحية الكافية، وكذلك الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية وحتى سيارات الإسعاف.
أما الطواقم، فباتت عرضة للإنهاك؛ لأن «الفريق الطبي نفسه يعمل في بعض المستشفيات» لمدة ثمانية أيام متواصلة، وفق عبد الله الذي يشير إلى أن «البعض لديه جرّاح واحد فقط، والجميع منهك للغاية». وجّه المسعفون نداءات يومية لوقف إطلاق النار للسماح بوصول المساعدات الإنسانية، ونقل الجرحى ودفن الموتى، ولكن أي هدنة فعلية وثابتة لم تتحقق بعد زهاء عشرة أيام من المعارك.
وفي حين يسعى سودانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي لتوفير أدوية للذين يعانون من الأمراض المزمنة، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود يعرّضان مخزوناً من اللقاحات وجرعات «الأنسولين» بقيمة أكثر من 40 مليون دولار، لخطر التلف. ودفع الوضع الحالي نقابة الأطباء لتقديم نصائح للمدنيين حول كيفية التعامل مع الجثث المتحللة وطرق تكفينها ودفنها.
عقوبات أوروبية على كيانات سورية
أعلن الاتحاد الأوروبي، الاثنين، فرض حزمة عقوبات جديدة ضد أفراد ومنظمات على صلة بالنظام السوري.
وذكر «الاتحاد»، في بيان نشرته الحكومة الهولندية، أن حزمة العقوبات تشمل مسؤولين من النظام السوري متورطين في تهريب المخدرات على نطاق واسع، وعقوبات ضد مسؤولين عن «قمع الشعب وانتهاك حقوق الإنسان»، وعقوبات تتعلق بصفقات اقتصادية مع روسيا يعدّها الاتحاد «مضرة» بالشعب السوري.
وقرر «مجلس الاتحاد» إدراج 25 فرداً و8 كيانات في إطار الإجراءات التقييدية للاتحاد الأوروبي في ضوء الوضع في سوريا. وتستهدف الأفراد والكيانات المسؤولين عن إنتاج المخدرات والاتجار بها، خصوصاً «الكبتاغون».
وحدد القرار كثيراً من أفراد عائلة الأسد، بمن فيهم أبناء العمومة المتعددين للرئيس بشار الأسد، وقادة وأعضاء في الميليشيات الموالية للنظام ورجال الأعمال الذين تربطهم صلات وثيقة بعائلة الأسد، فضلاً عن أشخاص مرتبطين بالجيش السوري ورجال أعمال والمخابرات العسكرية السورية.
وتتعلق التصنيفات المتبقية بشركات الأمن الخاصة العاملة في سوريا، مثل «شركة الجبل لخدمات الحماية والحراسة»، و«القلعة للحماية والحراسة والخدمات الأمنية»، و«أمان للحماية والأمن»، وأفراد وكيانات مرتبطة بهم. تعمل هذه الشركات أيضاً، وفق التقرير، بوصفها شركات وهمية للميليشيات التابعة للنظام وتدعمها من خلال أنشطة مثل تجنيد الأعضاء.
كما أدرج «الاتحاد» شركة الهندسة والبناء الروسية «Stroytransgaz وGecopham»، وهي كيان تسيطر عليه وزارة البترول والثروة المعدنية السورية، لتقديمها الدعم للنظام.
وقيّم «المجلس» أن الميليشيات التابعة للنظام تدعم النظام السوري في سياساته القمعية، وترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان، وأن عناصرها يمثلون خطراً جدياً بارتكاب مزيد من هذه الانتهاكات.
ومع القرار الجديد، أصبحت قائمة الأشخاص والكيانات الخاضعين للعقوبات الأوروبية في ضوء الوضع في سوريا، تشمل الآن 322 شخصاً مستهدفين بتجميد الأصول وحظر السفر، و81 كياناً خاضعاً لتجميد الأصول. بالإضافة إلى ذلك، يقول التقرير الأوروبي: «يُحظر على الأشخاص والكيانات في الاتحاد الأوروبي إتاحة الأموال للأفراد والكيانات المدرجة في القائمة».
هذا؛ وعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء الحالة في سوريا. بعد أكثر من عقد من الزمان، لم ينته الصراع، ولا يزال مصدراً للمعاناة وعدم الاستقرار. ولا يزال «الاتحاد» ملتزماً بإيجاد حل سياسي دائم وموثوق للصراع في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن رقم «2254» و«بيان جنيف» لعام 2012.
يذكر أن بريطانيا والولايات المتحدة فرضتا عقوبات على 11 اسماً في نهاية مارس (آذار) الماضي، قالت إنهم مرتبطون بتجارة مخدرات سورية غير مشروعة
استهداف ميليشيات مقربة من «حزب الله» في القنيطرة... ومنشورات تهدد ضابطين
قالت هيئة البث الإسرائيلية «كان 11»، إن القصف في القنيطرة السورية، فجر الاثنين، جاء في أعقاب «زيارة استثنائية» إلى المنطقة قام بها مسؤول رفيع في «حزب الله»، برفقة رئيس الاستخبارات السورية، حيث تجولا «قرب منطقة الشريط الحدودي الإسرائيلي».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قد أفاد، الاثنين، بأن «القوات البرية الإسرائيلية المتمركزة في مراصد جبل الشيخ، قصفت بأكثر من عشرين قذيفة صاروخية موقعاً في ريف القنيطرة، تتمركز فيه قوات من (المقاومة السورية لتحرير الجولان)»، وهي مجموعة أسسها «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران في مرتفعات الجولان. وترأس القيادي في الحزب سمير القنطار المجموعة، قبل مقتله في قصف إسرائيلي قرب دمشق نهاية عام 2015.
ولم يأتِ الإعلام الرسمي السوري على ذكر القصف، لكن صحيفة «الوطن» وإذاعة «شام إف إم» المحليتين والمقربتين من دمشق، أفادتا بـ«عدوان إسرائيلي» استهدف موقع قرص النفل في ريف القنيطرة الشمالي.
وتشهد المنطقة المستهدفة، وفق «المرصد»، نشاطاً لمجموعات محلية موالية لـ«حزب الله»، علماً بأن موقع قرص النفل في القنيطرة، تتمركز فيه ميليشيات مقربة من «حزب الله» اللبناني، وتعرض الموقع للاستهداف المباشر في 17 أغسطس (آب) الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن طائرات مسيّرة إسرائيلية ألقت منشورات ورقية، بالقرب من قرص النفل الذي جرى استهدافه غربي بلدة حضر في ريف القنيطرة جنوب سوريا، وتضمنت المنشورات تهديداً لضباط سوريين متعاونين مع «حزب الله» اللبناني.
وجاء فيها: «إلى قادة وعناصر الجيش السوري، إننا نراقب من كثب وندرك بالتعاون الاستخباراتي الجاري مع (حزب الله) داخل مواقع الجيش السوري في المنطقة، بما في ذلك قرب منطقة الشريط الحدودي الإسرائيلي، إن تعاونكم مع (حزب الله) جعل منكم قرباناً وجلب لكم ضرراً أكبر من المنفعة، التعاون مع (حزب الله) يؤدي إلى الضرر».
وحددت المنشورات اسمي كل من «اللواء سامر الدانا رئيس الاستخبارات السورية، وطارق ماهر قائد مقر استخبارات لـ(حزب الله)» ضمن من تتابعهم إسرائيل في المنطقة. ومن الواضح أنهما من قصدتهما التقارير الإسرائيلية في حديثها عن «زيارة استثنائية» قرب منطقة الشريط الحدودي الإسرائيلي.
القصف الإسرائيلي البري هو الثاني خلال أيام، إذ استهدف قصف مشابه في 18 أبريل (نيسان) مجموعات موالية لإيران قرب مرتفعات الجولان في ريف القنيطرة الجنوبي، دون تسجيل خسائر بشرية.
وأعلنت إسرائيل في التاسع من الشهر الحالي، قصفها مواقع في جنوب سوريا، بعد إطلاق صواريخ منها باتجاه هضبة الجولان التي تحتل جزءاً منها منذ 1967. وأعلنت ضمه عام 1981 من دون أن يعترف المجتمع الدولي بذلك.
واستعاد الجيش السوري صيف عام 2018 السيطرة على كامل محافظة القنيطرة التي كانت فصائل معارضة قد سيطرت على الجزء الأكبر منها عام 2013. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، تشهد المنطقة توترات بين الحين والآخر، إذ تتساقط قذائف أحياناً في الجانب الإسرائيلي الذي يردّ عليها.
وشنّت إسرائيل خلال السنوات الماضية مئات الغارات الجوّية في سوريا، شملت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ«حزب الله»، بعضها في هذه المنطقة. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري على مقربة من حدودها، حسبما أفادت وكالة «الصحافة الفرنسية».