صدر مؤخرا  الجزء الأول من كتاب " رواد المواطنة في مصر " للكاتب الدكتور محمد الحلفاوى, عن دار مفرد للترجمة والنشر .
والكتاب عبارة عن دارسة معمقة عن 12 شخصية مصرية .. تمثل المواطنة والوحدة الوطنية أهم محاور عطاءاتهم الفكرية والعملية.

وهم " القمص سرجيوس , مكرم باشا عبيد , دكتور كامل منصور نيروز , الأستاذ خالد محمد خالد , دكتور ميلاد حنا , المستشار وليم سليمان قلادة , الأستاذ جمال بدوى , الدكتورة ليلى تكلا , الدكتور مصطفى الفقى , الأستاذ أحمد الجمال , الأستاذ جمال أسعد , الأستاذ حمدى رزق " .

استعرض الكاتب في كل شخصية السيرة الذاتية  , وأهم المجالات التي اشتهر بها؛ مما يعطى صورة مركزة ومعمقة للقارئ عن الشخصية .

وامتاز الكتاب بتوثيق كل معلومة من خلال كتابات الشخصية أو لقاءاتها التليفزيونية .
وقد جاء في مقدمة الكتاب : " إن الوحدة الوطنية هي خصيصة مصر وعلامتها المميزة , وهى نقطة قوتها وتفردها .

ولذلك تشكل الدولة المصرية نموذجا فريدا لدولة المواطنة بين دول العالم ؛ فلم يعرف تاريخ المصريين الحروب الطائفية ولا الفتن المذهبية والعرقية والأثنية , مثلما عانت بلدان كثيرة .. والتاريخ خير شاهد على ذلك .

فاللقاء الأول ما بين المسيحيين والمسلمين في مصر , كان لقاء وئام ومودة وتقدير من الطرفين, واستمر ذلك عقود طويلة طوال التاريخ المصرى .

ورغم حدوث بعض الأحداث الطائفية في العقود الأخيرة , فقد كانت حوادث فردية يقودها أشخاص يعتنقون فكرا غريبا عن البيئة المصرية , التي لا تعرف التعصب ولا التشدد .

ولكن قادة الفكر والرأي المصريين " مسيحيين ومسلمين " كانوا دوما يدافعون عن الوحدة الوطنية ومبدأ المواطنة , ويخمدون هذه الحوادث الفردية فور قيامها بالعقل والحكمة؛ لأن هؤلاء الرواد يعرفون أن المصريين كانوا وما يزالون وسيبقون نسيجا واحدا , من يريد إقصاء بعضه , فإنه لا محالة سيمزق نسيج مصر .

هؤلاء الرواد يمثلون روح مصر وقلبها النابض , ويؤكدون أن مصر ولادة , وأن كل جيل من أبنائها يسلم راية المواطنة للجيل الذى يليه , حتى تبقى راية المواطنة والوحدة الوطنية خفاقة عالية في سماء مصرنا الحبيبة ؛ حتى لا يخلو جيل من المدافعين عن مبدأ المواطنة والوحدة الوطنية وحتى تبقى مصر شعب واحد ووطن واحد ما بقيت الحياة .