ابراهيم عبد العزيز يوثق سرقة "الإخوان" التبرعات "لأفغانستان " بجامعة الإسكندرية
الإثنين 11/ديسمبر/2023 - 11:58 ص
طباعة
روبير الفارس
باصرار وقوة وابداع يتمم الكاتب الكبير ابراهيم عبد العزيز دور المؤرخ الثقافي الفريد لحياتنا الفكرية . وهكذا ينتج في صمت العظماء اعمال توثق تاريخنا وتصل الحاضر بالماضي. فنري من خلالها المستقبل .كل هذا التوهج في كتاباته دون تكريم لائق ولا جائزة تطيب خاطره وتجفف عرق جبينه . ورغم هذا الجحود والنكران يستمر يغدق علينا من اوراقه ثمرات باسقة .كان اخر ما صدر منها كتاب "هيكل وتوفيق الحكيم.. أزمة المثقف المصري" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة .وفي مقدمة هذا الكتاب المهم كتب إبراهيم عبد العزيز جزء من سيرة حياتنا الادبية المندمجة في سيرته الذاتية وذلك في مقدمته الطويلة التى تجاوزت السبعين صفحة بعنوان" حكايتى مع الكبار" وأجدنى هنا أحثه إبراهيم عبد العزيز على تأليف كتاب مستقل يتناول فيه حكاياته مع الكبار بكثير من التفصيل والإسهاب، فنعرف ونقرأ من خلالها كثيرا من معطيات ومفردات البيئة الثقافية والصحفية المصرية منذ بداية الثمانينات وحتى الآن..ومن ضمن حكايات المؤلف التى سردها فى مقدمته الطويلة الشائقة.وخلال هذه المقدمة الثرية يكشف ابراهيم عبد العزيز في واقعتين عن كذب الاخوان وضلالهم الثابت .
الواقعة الاولي
حصل ابراهيم عبد العزيز علي راي مرشد الاخوان عمر التلمساني تعليقا علي بيان الحكومة للنشر في مجلة المصور عام 1982 وكان الراي رسالة مكتوبة – وثيقة – تكشف عن خطة الاخوان وفكرهم – لم تنشر الرسالة في المجلة وقتها - ومما جاء في هذه الرسالة
كتب التلمساني " كنت أتوقع أن أقرأ في البيان أن الحكومة قد بدأت تطبق شرع الله وأن تترك الوعود. فيما بيننا من معاملات وتقننه، لأن هذه الحكومة ومجلس الشعب وكل المسئولين قد أقسموا على احترام الدستور وتنفيذ نصوصه، وأول مظاهر هذا القسم تنفيذ المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتقنين في هذا البلد، وهذا ما لم تبدأ منه خطوات عملية تدل على احترامنا لقسمنا على الدستور، والشرع الذي يحرم الخمر، تخالفه الحكومة بالاتجار في الخمور .ونحن لا نطالب الحكومة بأن تغلق محلات الخمور والكباريهات، ولكننا نعرض عليها اقتراحا متواضعا وعمليًا في نفس الوقت، هذه المحلات لا رخص لها، ففي مقدور الحكومة كلما قدمت لها رخصة من هذه الرخص لتجديدها أن تلقي بها في سلة المهملات، وهكذا شهرا بعد شهر ينتهي هذا الشر بلا شعارات ولا قلاقل ولا معارضات، وهكذا سائر ما يعم بلادنا من آثام وموبقات.
وبذكاء شديد يعلق الاستاذ ابراهيم عبد العزيز علي هذه الرسالة قائلا" المفارقة أن الإخوان حينما وصلوا إلى الحكم، لم يطبقوا شرع الله كما.حلم به مرشدهم التلمساني، حتى إنه حينما بدأ الشعب المصري يثور عليهم لانعدام كفاءتهم، وسوء قراراتهم التي أثارت الفتنة والانقسام . تباعد عنهم حتى حلفاؤهم السلفيون، وسألت أحدهم الذي قابلته قلت " مصادفة في أثناء رحلة قطار : لماذا تخليتم عن شركائكم؟ فقال لي: إنهم اتفقوا معهم على تطبيق شرع الله والبداية بإلغاء تراخيص الخمور ولكن عددها زاد منذ تولي محمد مرسى الحكم"
الإخوان يسرقون التبرعات بجامعة الإسكندرية
اما الواقعة الثانية فيسردها الاستاذ ابراهيم قائلا حدث آخر حاولت المشاركة فيه، ولكن بشكل عملي هذه المرة، فقد احتل الاتحاد السوفييتي أفغانستان، وكان الإعلام بتوجيه من الدولة يتبني الدعوة لمساعدة أفغانستان، فتطوع مجاهدون، وتبرع آخرون ولذلك لم يكن غريبا أن يستجيب عميد كلية الآداب لرسالة وقعتها مع زميل لي أتذكر اسمه الأول بهجت. طالبنا العميد بجمع تبرعات المساعدة شعب أفغانستان، وانتشرت الصناديق تمر على طلبة السنوات الأربع لكلية الآداب، وتحمس من تحمس حتى إن البعض تبرع بملابس وبطانيات، وأشياء أخرى، ولكن استوقفني في هذا الموضوع شيئان الأول يتعلق بالطلبة التابعين للإخوان المسلمين بكلية الآداب وكانوا منتشرين ومهيمنين في تلك الفترة من سبعينيات القرن الماضي بعد أن أعطاهم السادات قبلة الحياة وأعاد لهم الروح بعد أن كانوا عظاما في قفة، حسب تعبير أحد قادتهم، ولكنهم تنكروا للسادات بغبائهم حسب تعبير ناجح إبراهيم أحد المنشقين عليهم ، فقد كانت منشوراتهم معلقة في أفنية الكلية على مساند خشبية يرفعون شعاراتهم ويقولون فيها ما شاءوا دون حسيب أو رقيب، وكانوا يدعون الطالبات لارتداء الحجاب ويشجعونهن باهدائه لهن مجانا ويعطون من تستجيب لهم عشرون جنيها ، وهو مبلغ معتبر بأسعار سبعينيات القرن الماضي. لم يعجب طلبة الإخوان أن تأتى مبادرة مساعدة لأفغانستان عن طريق غيرهم، فاشتعلت نار الغيرة فى قلبهم. كيف فاتتهم هذه الفكرة فأرسلوا مندوبين عنهم يتحركون داخل المدرجات يفردون مناديل بين أيديهم لجمع التبرعات، وهم يحرضون الطلبة . أن يكون التبرع عن طريقهم فقط باعتبارهم، هم الأولى والأحق بهذا العمل، ولا أحد يدري أين ذهبت الأموال التي جمعوها دون وجه حق فقد أقدموا على جمع التبرعات بدون شرعية أو استئذان من إدارة الكلية كما فعلنا بخطاب استجاب له العميد وأمر إدارة الكلية بالتنفيذ .أما طلبة الإخوان فقد كانوا يتصرفون بحرية ويتحركون كما يريدون فلا مؤاخذة عليهم ولا مساءلة بعد أن أطلقت الدولة أيديهم، باعتبار أن ثعبان الإخوان سيبتلع ثعابين الشيوعيين واليساريين .الذين كانوا يقلقون الرئيس السادات، فكان هو ضحيتهم، مع أنه كان يعرف أن سلاح الشيوعيين واليساريين كان هو الكلمة فقط، أما سلاح الإخوان فقد كان الكلمة أيضا ولكنها مسنودة بالمسدس والقنبلة، وإن كان السادات هو وأعترف نفسه في آخر خطبة له قبل اغتياله قد ندم على أنه أعطى الفرصة لمن - لا يستحقونها، ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان. أما المفارقة في هذا الموضوع، ولا أدري بأي حق أو وجه فعلتها، إلا أن يكون ذلك بغير تفكير، فلم أكن أضع في ذهني التعامل مع زميل مسيحي معاملة تختلف عن تعاملي مع زميلي المسلم، هكذا تربينا ونشأنا .. لذلك عرضت الفكرة التي نفذتها بكلية الآداب على زميلي المسيحى بكلية الحقوق مقترحًا عليه أن يكتب خطابًا لعميد كليتهم بخصوص التبرع افغانستان، ولكنه عاد وقال لي إن عميدهم رفض الفكرة، وقال لي الزميل المسيحي إنه استطاع بمجهوده الخاص أن يجمع خمسين جنيها وهو مبلغ كبير بحساب ذلك الزمان - وطلبت منه أن يضعه في أحد لصناديق التي تدور على كلية الآداب.
ان هذه القطفة القليلة من كتاب ابراهيم عبد العزيز بل من مقدمة كتابه فقط فما بالكم بالجواهر الثمينة الممتدة علي صفحات الكتاب البالغة 421 صفحة ؟
الواقعة الاولي
حصل ابراهيم عبد العزيز علي راي مرشد الاخوان عمر التلمساني تعليقا علي بيان الحكومة للنشر في مجلة المصور عام 1982 وكان الراي رسالة مكتوبة – وثيقة – تكشف عن خطة الاخوان وفكرهم – لم تنشر الرسالة في المجلة وقتها - ومما جاء في هذه الرسالة
كتب التلمساني " كنت أتوقع أن أقرأ في البيان أن الحكومة قد بدأت تطبق شرع الله وأن تترك الوعود. فيما بيننا من معاملات وتقننه، لأن هذه الحكومة ومجلس الشعب وكل المسئولين قد أقسموا على احترام الدستور وتنفيذ نصوصه، وأول مظاهر هذا القسم تنفيذ المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتقنين في هذا البلد، وهذا ما لم تبدأ منه خطوات عملية تدل على احترامنا لقسمنا على الدستور، والشرع الذي يحرم الخمر، تخالفه الحكومة بالاتجار في الخمور .ونحن لا نطالب الحكومة بأن تغلق محلات الخمور والكباريهات، ولكننا نعرض عليها اقتراحا متواضعا وعمليًا في نفس الوقت، هذه المحلات لا رخص لها، ففي مقدور الحكومة كلما قدمت لها رخصة من هذه الرخص لتجديدها أن تلقي بها في سلة المهملات، وهكذا شهرا بعد شهر ينتهي هذا الشر بلا شعارات ولا قلاقل ولا معارضات، وهكذا سائر ما يعم بلادنا من آثام وموبقات.
وبذكاء شديد يعلق الاستاذ ابراهيم عبد العزيز علي هذه الرسالة قائلا" المفارقة أن الإخوان حينما وصلوا إلى الحكم، لم يطبقوا شرع الله كما.حلم به مرشدهم التلمساني، حتى إنه حينما بدأ الشعب المصري يثور عليهم لانعدام كفاءتهم، وسوء قراراتهم التي أثارت الفتنة والانقسام . تباعد عنهم حتى حلفاؤهم السلفيون، وسألت أحدهم الذي قابلته قلت " مصادفة في أثناء رحلة قطار : لماذا تخليتم عن شركائكم؟ فقال لي: إنهم اتفقوا معهم على تطبيق شرع الله والبداية بإلغاء تراخيص الخمور ولكن عددها زاد منذ تولي محمد مرسى الحكم"
الإخوان يسرقون التبرعات بجامعة الإسكندرية
اما الواقعة الثانية فيسردها الاستاذ ابراهيم قائلا حدث آخر حاولت المشاركة فيه، ولكن بشكل عملي هذه المرة، فقد احتل الاتحاد السوفييتي أفغانستان، وكان الإعلام بتوجيه من الدولة يتبني الدعوة لمساعدة أفغانستان، فتطوع مجاهدون، وتبرع آخرون ولذلك لم يكن غريبا أن يستجيب عميد كلية الآداب لرسالة وقعتها مع زميل لي أتذكر اسمه الأول بهجت. طالبنا العميد بجمع تبرعات المساعدة شعب أفغانستان، وانتشرت الصناديق تمر على طلبة السنوات الأربع لكلية الآداب، وتحمس من تحمس حتى إن البعض تبرع بملابس وبطانيات، وأشياء أخرى، ولكن استوقفني في هذا الموضوع شيئان الأول يتعلق بالطلبة التابعين للإخوان المسلمين بكلية الآداب وكانوا منتشرين ومهيمنين في تلك الفترة من سبعينيات القرن الماضي بعد أن أعطاهم السادات قبلة الحياة وأعاد لهم الروح بعد أن كانوا عظاما في قفة، حسب تعبير أحد قادتهم، ولكنهم تنكروا للسادات بغبائهم حسب تعبير ناجح إبراهيم أحد المنشقين عليهم ، فقد كانت منشوراتهم معلقة في أفنية الكلية على مساند خشبية يرفعون شعاراتهم ويقولون فيها ما شاءوا دون حسيب أو رقيب، وكانوا يدعون الطالبات لارتداء الحجاب ويشجعونهن باهدائه لهن مجانا ويعطون من تستجيب لهم عشرون جنيها ، وهو مبلغ معتبر بأسعار سبعينيات القرن الماضي. لم يعجب طلبة الإخوان أن تأتى مبادرة مساعدة لأفغانستان عن طريق غيرهم، فاشتعلت نار الغيرة فى قلبهم. كيف فاتتهم هذه الفكرة فأرسلوا مندوبين عنهم يتحركون داخل المدرجات يفردون مناديل بين أيديهم لجمع التبرعات، وهم يحرضون الطلبة . أن يكون التبرع عن طريقهم فقط باعتبارهم، هم الأولى والأحق بهذا العمل، ولا أحد يدري أين ذهبت الأموال التي جمعوها دون وجه حق فقد أقدموا على جمع التبرعات بدون شرعية أو استئذان من إدارة الكلية كما فعلنا بخطاب استجاب له العميد وأمر إدارة الكلية بالتنفيذ .أما طلبة الإخوان فقد كانوا يتصرفون بحرية ويتحركون كما يريدون فلا مؤاخذة عليهم ولا مساءلة بعد أن أطلقت الدولة أيديهم، باعتبار أن ثعبان الإخوان سيبتلع ثعابين الشيوعيين واليساريين .الذين كانوا يقلقون الرئيس السادات، فكان هو ضحيتهم، مع أنه كان يعرف أن سلاح الشيوعيين واليساريين كان هو الكلمة فقط، أما سلاح الإخوان فقد كان الكلمة أيضا ولكنها مسنودة بالمسدس والقنبلة، وإن كان السادات هو وأعترف نفسه في آخر خطبة له قبل اغتياله قد ندم على أنه أعطى الفرصة لمن - لا يستحقونها، ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان. أما المفارقة في هذا الموضوع، ولا أدري بأي حق أو وجه فعلتها، إلا أن يكون ذلك بغير تفكير، فلم أكن أضع في ذهني التعامل مع زميل مسيحي معاملة تختلف عن تعاملي مع زميلي المسلم، هكذا تربينا ونشأنا .. لذلك عرضت الفكرة التي نفذتها بكلية الآداب على زميلي المسيحى بكلية الحقوق مقترحًا عليه أن يكتب خطابًا لعميد كليتهم بخصوص التبرع افغانستان، ولكنه عاد وقال لي إن عميدهم رفض الفكرة، وقال لي الزميل المسيحي إنه استطاع بمجهوده الخاص أن يجمع خمسين جنيها وهو مبلغ كبير بحساب ذلك الزمان - وطلبت منه أن يضعه في أحد لصناديق التي تدور على كلية الآداب.
ان هذه القطفة القليلة من كتاب ابراهيم عبد العزيز بل من مقدمة كتابه فقط فما بالكم بالجواهر الثمينة الممتدة علي صفحات الكتاب البالغة 421 صفحة ؟