جهود جديدة للتهدئة في غزة مع حلول رمضان/ليبيا.. توافق على تشكيل حكومة موحدة للإشراف على الانتخابات/حزب «الأمة» السوداني يحدد شروطاً جديدة لاستمراره في «تقدم» بقيادة حمدوك

الإثنين 11/مارس/2024 - 10:04 ص
طباعة جهود جديدة للتهدئة إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 11 مارس 2024.

الاتحاد: جهود جديدة للتهدئة في غزة مع حلول رمضان

تجددت الجهود العربية للتوصل إلى تهدئة ووقف إطلاق النار في غزة مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث أجرت مصر اتصالات مع الفلسطينيين والإسرائيليين في محاولة لاستئناف المفاوضات، جاء ذلك فيما أكدت مصادر لـ«الاتحاد» أن المحادثات خلال الفترة القادمة ستركز بشكل أكبر على إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال مصدران أمنيان مصريان، إن مصر أجرت اتصالات مع عدد من كبار الشخصيات بالفصائل الفلسطينية وإسرائيل ووسطاء آخرين أمس، في محاولة لاستئناف المفاوضات بشأن هدنة في قطاع غزة خلال شهر رمضان.
وأضاف المصدران أن الاتصالات المصرية مع الفلسطينيين وجهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» جرت أمس، بتفويض من الرئاسة المصرية في محاولة للتقريب بين المواقف المتباينة للجانبين، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
 وتحاول قطر ومصر والولايات المتحدة التفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة.
وكانت إسرائيل قد رفضت شروط الفصائل التي قدمتها مؤخراً في القاهرة بوقف إطلاق نار شامل مقابل إبرام صفقة لتبادل الأسرى، فضلاً عن رفض الفصائل الفلسطينية بشكل كامل لمقترح الهدنة الإنسانية المؤقتة التي قدمها الوسطاء إلى الجانبين خلال الساعات الماضية، بحسب ما أكده مصدر مسؤول لـ«الاتحاد».
وأكد المصدر أن كافة الجهود المكثفة التي جرت خلال الأسابيع الماضية للتوصل إلى هدنة إنسانية في غزة قد فشلت تماماً، مشيراً إلى أن التركيز سيجري خلال الفترة المقبلة على إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية بشكل كبير لسكان القطاع.
وكشف المصدر عن وجود نوايا إسرائيلية للقيام بعملية عسكرية في مدينة رفح خلال الأسابيع المقبلة، مؤكداً أن رسائل تحذيرية وصلت الجانب الأميركي والإسرائيلي من قبل مصر وبعض الشركاء الإقليميين حول خطورة القيام بهذه الخطوة مع تكدس مئات آلاف الفلسطينيين جنوبي القطاع.
وتشهد العلاقات الأميركية الإسرائيلية حالة من التوتر والشد والجذب بسبب الحرب على غزة، وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي جو بايدن، والتي قال فيها إن «نتنياهو يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها».
واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، أن الرئيس الأميركي يؤيد أهداف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مضيفاً «لكنه يريد خطة منتظمة لإجلاء المدنيين قبل اجتياح رفح».
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية «مكان» عن كاتس، قوله إنه «لا نية لنا بالمساس بالمدنيين أثناء العملية البرية في رفح»، لافتاً إلى أنه من المنتظر نقل سكان رفح إلى الغرب أو مناطق أخرى في القطاع قبل بدء العملية البرية.
وأضاف: «إن بايدن في نهاية المطاف يريد أن يرى خطة منتظمة لإخلاء السكان، والجيش نفذ ذلك حين حارب في شمال القطاع، وسينفذ ذلك في رفح أيضاً».
وكان بايدن قال أمس الأول، إن اجتياح إسرائيل منطقة رفح جنوب قطاع غزة سيكون «خطاً أحمر»، قبل أن يستدرك مؤكداً أنه لن يتخلى أبداً عن إسرائيل.
إلى ذلك، دعا العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الإعلام سلمان الدوسري، بمناسبة حلول شهر رمضان، أمس، المجتمع الدولي، لوقف الجرائم في قطاع غزة، معرباً عن ألمه أن يحل شهر رمضان، في ظل ما تعانيه فلسطين.
كما حث المستشار الألماني أولاف شولتس على وقف إطلاق نار طويل الأمد في قطاع غزة. 
وفي رسالة فيديو تم بثها أمس، قال شولتس: «من الأفضل القيام بذلك خلال شهر رمضان»، مشدداً على أن «وقف إطلاق النار هذا يجب أن يضمن إطلاق سراح الرهائن في غزة في نهاية المطاف، ووصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة في النهاية». 
وأضاف أنه «على يقين من أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين والفلسطينيين يريدون السلام».

ليبيا.. توافق على تشكيل حكومة موحدة للإشراف على الانتخابات

اتفقت الأطراف الليبية المجتمعة في القاهرة، أمس، على ضرورة تشكيل حكومة موحدة مهمتها الإشراف على العملية الانتخابية، وتقديم الخدمات الضرورية للمواطن، كذلك التوافق على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها ورفض أي تدخلات خارجية في العملية السياسية.
وانطلقت في القاهرة أمس، أعمال الجلسة الحوارية بين رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة محمد تكالة، بدعوة من الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، بهدف تيسير الحوار الليبي - الليبي، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية.
وأعلنت جامعة الدول العربية، أمس، في بيان مخرجات الاجتماع الثلاثي، حيث أقر الحاضرون بضرورة تشكيل لجنة فنية بمرجعية الاتفاق السياسي وملاحقه خلال فترة زمنية محددة للنظر في التعديلات المناسبة لتوسيع قاعدة التوافق والقبول بالعمل المنجز من لجنة «6+6» وحسم الأمور العالقة حيال النقاط الخلافية حسب التشريعات النافذة.
وحسب نص البيان، فقد جرى الاتفاق على توحيد المناصب السيادية بما يضمن تفعيل دورها المناط بها على مستوى الدولة الليبية، ودعوة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمجتمع الدولي لدعم هذا التوافق في سبيل إنجاحه.
كما اتفق المجتمعون على عقد جولة ثانية بشكل عاجل لإتمام هذا الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ. 
وقال أبوالغيط، إن نتائج اجتماع القاهرة الثلاثي إيجابية وفاقت توقعاته، واصفاً في مؤتمر صحفي مشترك مع المنفي وعقيلة صالح وتكالة، نتائج الاجتماع بأنها إنجاز واضح، فقد عبَّر عن أمله أن يجري البناء على ما تحقق في النقاط السبع الصادرة عن الاجتماع، وأن تنطلق ليبيا إلى دورها مجدداً.
بدوره، أكد رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح على أن الانتخابات هي الوسيلة لبناء دولة مستقرة، بحيث يتم انتخاب الرئيس ومجلس نواب جديد، بمشاركة الأطراف الليبية كافة، وهو ما يدعمه الليبيون والمجتمع الدولي. واعتبر أن القوانين الخاصة بتنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية سمحت للجميع بالمشاركة بلا تهميش أو إقصاء لأي شخصية، موضحاً أنه حال توافرت شروط الترشح علي أي مواطن ليبي يمكنه التقدم بأوراق ترشحه.
فيما، أكد رئيس مجلس الدولة الليبي محمد تكالة وجود حاجة لعقد لقاءات متعددة للوصول للنتائج المطلوبة، مشيراً لوجود حاجة للحوار، خاصة تحت مظلة الجامعة العربية.
في السياق نفسه، اعتبرت وزارة الخارجية المصرية مخرجات الاجتماع الثلاثي الليبي في الجامعة العربية، خطوة مهمة على مسار تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الليبي الشقيق في الانطلاق نحو المستقبل، وبما يحفظ لليبيا سيادتها ووحدتها وأمنها واستقرارها.
وفي غضون ذلك، أكد عبدالله باتيلي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الحاجة الملحة إلى تنفيذ قانون الانتخابات وتشكيل حكومة موحدة لتمهيد الطريق لإجراء الانتخابات في البلاد.  وذكر باتيلي عبر صفحته على «إكس»: «التقيت أمس بأعضاء المجلس الأعلى للدولة، ناقشنا الجمود الذي يعتري العملية السياسية في ليبيا في الوقت الراهن، واستعرضنا السبل والوسائل اللازمة لتجاوز حالة الانسداد السياسي». 
وأضاف باتيلي: «شجعت الأعضاء على مواصلة جهودهم لبناء توافق في الآراء داخل المجلس الأعلى للدولة ومع مجلس النواب، ومع الطيف السياسي الليبي الواسع، بما في ذلك الأطراف الرئيسية، بشأن تنفيذ القوانين الانتخابية وتشكيل حكومة موحدة تقود ليبيا نحو الانتخابات».

البيان: «إيغاد» تحذّر من كارثة بيئية وشيكة في البحر الأحمر

حذرت منظمة التنمية الدولية في شرق إفريقيا إيغاد، من أن بيئة البحر الأحمر ستحتاج إلى أكثر من 30 عاماً للتعافي من التلوث الناتج عن تسرب الوقود والأسمدة الموجودة على متن السفينة «روبيمار» التي استهدفها الحوثيون في 18 فبراير الماضي وغرقت في البحر منذ ما يزيد على أسبوع.

و«إيغاد» مجموعة اقتصادية إقليمية تعمل على التنمية بين بلدان شرق إفريقيا، ويقع مقرها الدائم في جيبوتي، عبرت عن قلقها البالغ إزاء الكارثة البيئية التي تلوح في البحر الأحمر وخليج عدن، بسبب غرق السفينة قبالة السواحل اليمنية، وهي تحمل أكثر من 21 الف طن متري من سماد فوسفات الأمونيوم و200 طن من الوقود.

ووفق ما أوردته المنظمة، فإن تسرب الوقود سيؤدي إلى تدمير الحياة البحرية والشعاب المرجانية، ويعرض مئات الآلاف من الوظائف في صناعة صيد الأسماك للخطر، بالإضافة إلى قطع إمدادات الغذاء والوقود عن الدول الساحلية. وحذرت من تعطل أحد أكثر ممرات الشحن البحري ازدحاماً.

ودعت «ايغاد»، الأطراف المعنية إلى الاستثمار في الخيارات السلمية لمعالجة الكارثة البيئية التي تلوح في الأفق في البحر الأحمر وخليج عدن.

مسؤول في الجيش السوداني:هدنة رمضان مشروطة بمغادرة «الدعم السريع» المواقع المدنية

رفض الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني في بيان أمس، أي هدنة في السودان خلال شهر رمضان، ما لم تغادر قوات الدعم السريع المنازل والمواقع المدنية.

بينما ذكرت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليوناً، أي نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات، مشيرة إلى فرار نحو 8 ملايين من منازلهم. وأصدر العطا هذا البيان بعد دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، إلى هدنة في رمضان، وهي دعوة كررها الاتحاد الأفريقي أمس، وقد رحبت بها قوات الدعم السريع. وأشار العطا في البيان، الذي صدر على قناة الجيش الرسمية على تطبيق تيليغرام، إلى التقدم العسكري الذي أحرزه الجيش في الآونة الأخيرة في أم درمان التي تعد جزءاً من العاصمة السودانية.

واستبعد أي وقف لإطلاق النار في رمضان ما لم تمتثل قوات الدعم السريع لالتزام قال إنه تم التعهد به في مايو من العام الماضي خلال المحادثات التي جرت بوساطة سعودية وأمريكية في جدة بالانسحاب من منازل المدنيين والمنشآت العامة. وجاء في البيان أيضاً أنه لا يجب أن يكون لمحمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع المعروف باسم حميدتي، أي دور سياسي أو عسكري في السودان في المستقبل.

جوع ونزوح

وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليوناً، أي نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات وفر نحو ثمانية ملايين من منازلهم، فيما ينتشر الجوع. وتقول واشنطن إن الطرفين المتحاربين ارتكبا جرائم حرب.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة في رمضان. وذكر سفير السودان لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الخميس أن قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الحاكم عبد الفتاح البرهان يرحب بدعوة غوتيريش لكنه «يتساءل عن كيفية تنفيذها». وقالت وزارة الخارجية السودانية إن نجاح أي دعوة لوقف إطلاق النار يتطلب انسحاب قوات الدعم السريع من مناطق تشمل ولايتي الجزيرة وسنار ومدن في دارفور، معقل قوات الدعم السريع.

الاتحاد الأفريقي

وحث رئيس الاتحاد الأفريقي، رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني فرقاء الأزمة في السودان إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية قبل حلول شهر رمضان، انسجاماً مع قرار مجلس الأمن الدولي الذي يرحب به الاتحاد الأفريقي.

وأصدر الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي السبت بياناً قال فيه «أحث الأخوة في السودان الشقيق على الإلتزام بهذا القرار بما يحقن الدماء السودانية الغالية ويسمح بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق ويمهد للسير في طريق التوصل إلى وقف دائم وشامل للقتال وعودة الامن والاستقرار لجمهورية السودان».

وترأست موريتانيا في فبراير الماضي الاتحاد الأفريقي لمدة عام.

الخليج: أبو الغيط وحمدوك يؤكدان أهمية وقف الحرب في السودان

شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على أن أولويات الجامعة في الملف السوداني تتمثل في ضرورة إيقاف الحرب وأهمية الحفاظ على وحدة أراضي الدولة السودانية، فيما قالت الخارجية الأمريكية إن المبعوث الخاص الجديد إلى السودان‬ توم بيرييلو سيبدأ غداً الثلاثاء جولة للالتقاء بشركاء الولايات المتحدة في إفريقيا والشرق الأوسط، من أجل بحث توحيد الجهود الرامية لإنهاء الحرب، في حين رفض الجيش السوداني، على لسان مساعد قائده العام، الدعوات الدولية والعربية والإفريقية للهدنة في رمضان ما لم تغادر قوات الدعم السريع المنازل والمواقع المدنية.

وأكد أبو الغيط، خلال لقائه أمس الأحد، رئيس الوزراء السوداني السابق، رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية السودانية (تقدم)عبد الله حمدوك، استعداد الجامعة الكامل لتقديم أي مساعدة مطلوبة للأطراف السودانية من شأنها لم الأطياف السودانية لحل الأزمة، لافتاً إلى أهمية مرافقة الدولة السودانية في أي مبادرة من شأنها الوصول للحل.

وصرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة جمال رشدي، بأن أبوالغيط استمع في اللقاء إلى عرض واف قدمه الدكتور حمدوك، حول تحركات وعمل (تقدم) لمحاولة وقف إطلاق النار بشكل سريع من خلال حوار سوداني جامع، يشمل كافة الأطراف لإنقاذ الدولة السودانية، وحقن دماء الشعب السوداني والحفاظ على الدولة السودانية ومكتسباتها الوطنية.

إلى ذلك، قالت الخارجية الأمريكية إن المبعوث الخاص الجديد إلى ‫السودان توم بيرييلو سيبدأ غداً الثلاثاء جولة للالتقاء بشركاء الولايات المتحدة في إفريقيا والشرق الأوسط، من أجل بحث توحيد الجهود الرامية لإنهاء الحرب، وتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني، ووضع خارطة طريق نحو تشكيل حكومة مدنية ديمقراطية.

ومن المتوقع أن تشمل الجولة كلاً من أوغندا وإثيوبيا، وجيبوتي وكينيا وثلاث دول عربية، وسيلتقي بيرييلو خلال الجولة مع شركاء اقليميين وعدد من ممثلي المجتمع المدني ولجان المقاومة والطوارئ ومجموعات نسوية وشبابية.

على صعيد آخر، قال عضو مجلس السيادة، ومساعد القائد العام، ياسر العطا، في تصريحات أمس الأحد ألا هدنة في رمضان إلا إذا نفذت قوات الدعم السريع اتفاق جدة الذي تم توقيعه في مايو 2023.

كما أضاف أثناء تخريج قوات تابعة لحركة العدل والمساواة تم استيعابها في الجيش بكسلا، إن قواته ستتفاوض لوقف إطلاق النار بحالة واحدة فقط، وهي أن تطبق قوات الدعم السريع مخرجات اتفاق جدة.

وشدد على أنه «لا مكان سياسياً أو عسكرياً لأسرة قائد الدعم السريع في تشكيل مستقبل السودان ولا في القوات المسلحة».


جبهة لبنان تشتعل.. والجيش الإسرائيلي يتدرب على اجتياح بري

تجدد القصف المتبادل بين «حزب الله» وإسرائيل عبر حدود لبنان الجنوبية، أمس الأحد، وتصاعدت وتيرة المواجهات بعد الغارات الإسرائيلية التي طالت منازل في قرى حدودية أدّت إلى سقوط قتلى وجرحى، فيما رد «حزب الله» بإطلاق عشرات الصواريخ على الجليل وقاعدة «ميرون» العسكرية، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي عن قيامه بإجراء تدريبات على امداد قواته خلال اجتياح بري للبنان.

واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف كفركلا وديرميماس، وتلة العزية وأطراف مزرعة برغز في منطقة حاصبيا. وأفيد عن انفجار صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء قرى حدودية في القطاع الأوسط من جنوب لبنان بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق 35 صاروخاً من جنوبي لبنان. وقصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدات الهبارية، ووادي شبعا و​برعشيت​ و​الطيري​ وحرج بلدة كونين بعدما سبق ان قصفت بعيد منتصف ليل أمس الأول أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة.

وأغار الطيران المسير الإسرائيلي، على الأحراج الشرقية لبلدة الهبارية في منطقة العرقوب. وسبق أن نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي بعيد منتصف الليلة قبل الماضية، غارة استهدفت بالصواريخ مرتفعات إقليم التفاح، وغارة أخرى على منزل في بلدة خربة سلم ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى من عائلة واحدة، إضافة إلى امرأة.

في المقابل تعرضت قاعدة «ميرون» الإسرائيلية ومحيطها في الجليل لقصف صاروخي بأكثر من 30 صاروخاً بالتزامن مع إطلاق صفارات الإنذار في الجليل الأعلى. وأعلن «حزب الله» أن مقاتليه استهدفوا قاعدة «ميرون» بعشرات صواريخ «الكاتيوشا» رداً على الاستهداف الإسرائيلي للقرى الجنوبية والمنازل المدنية.

كما أعلن أن مقاتليه شنوا هجوماً جوياً بمسيرتين انقضاضيتين على مرابض المدفعية في«عرعر» وأصابت أهدافها بدقة، كما أعلن عن استهداف التجهيزات التجسسية في موقع «الرادار» في مزارع شبعا، ومواقع «الراهب» وانتشار جنود إسرائيليين في محيطه بصواريخ البركان، وثكنة«معاليه غولان» وموقع«السماقة» في مزارع شبعا المحتلة، اضافة إلى موقع «الرمثا» في تلال كفرشوبا المحتلة. وكذلك استهداف تجمّع لجنود اسرائيليين شرق موقع «بركة ريشا» واستهداف موقع «رامية» وتجهيزاته بالأسلحة المناسبة، وأصابتهما إصابة مباشرة.

من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، أنه أجرى تدريبات عسكرية على تنفيذ عمليات إمداد لقواته البرية خلال عملية اجتياح محتملة تتوغل خلالها في الأراضي اللبنانية، وذلك على وقع المواجهات الحدودية المتصاعدة مع «حزب الله» على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وفي ظل التلويح الإسرائيلي بتصعيد العمليات العسكرية إلى حرب واسعة النطاق في مواجهة حزب الله على الجبهة الشمالية، شدد الجيش الإسرائيلي، في بيان صدر عنه، على أنه «جاهز لتنفيذ عمليات إمداد للقوات على الجبهة الشمالية - بكثافة عالية وتحت النيران إذا لزم الأمر». وقال إنه «يتمرن على الإمداد متعدد الأذرع تحت النيران في إطار الاستعداد للمناورة البرية في الجبهة الشمالية».

غزة تستقبل رمضان بلا هدنة.. وسجال بين بايدن ونتنياهو

استقبل الفلسطينيون شهر رمضان بمزيد من الإحباط، وسط إجراءات أمنية مشددة في الضفة الغربية، وعلى قرع طبول الحرب والجوع في غزة، مع تعثر المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة وإبرام صفقة تبادل للأسرى. وبينما تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة مع احتدام المعارك بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، أكدت وكالة «الأونروا» أن الجوع بات في كل مكان بقطاع غزة، بالتزامن مع ارتفاع أعداد الضحايا جراء سوء التغذية، خاصة بين السكان المحاصرين شمالي القطاع.

وواصلت المدفعية الإسرائيلية قصفها على مدن وبلدات في مختلف أنحاء القطاع الشمالية والوسطى والجنوبية، وذلك مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة يومها ال 156، حيث استهدف القصف المربعات السكنية ومراكز الإيواء والتجمعات للحصول على المساعدات الإنسانية. وتواصلت المعارك الضارية والاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية وقوات من الجيش الإسرائيلي في محاور التوغل، خاصة في خانيونس وجنوبي القطاع، حيث تم تنفيذ هجمات عدة على جنود وآليات إسرائيلية في مختلف مناطق القطاع. وفيما فشلت جهود التوصل إلى هدنة بحلول شهر رمضان الذي يبدأ اليوم الاثنين، ارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين إلى 31045 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، وإلى 72654 مصاباً منذ بدء الحرب، وارتكبت القوات الإسرائيلية 8 مجازر راح ضحيتها 85 قتيلاً و130 مصاباً، خلال ال24 ساعة الماضية. كما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن «ارتفاع حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف إلى 25 قتيلاً». وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في معارك جنوبي قطاع غزة. وكانت كتائب القسام قالت إن مقاتليها قتلوا جندياً إسرائيلياً من سلاح الهندسة في بني سهيلا شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأضافت أن مقاتليها اشتبكوا مع قوة إسرائيلية في نفق بالمنطقة ذاتها، وحققوا إصابات في عدد من أفرادها، مشيرة إلى أنها قامت بتفجير منزل مفخخ في قوة إسرائيلية راجلة، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح في بني سهيلا أيضا.

من جهة أخرى، اعتبر مصدر مطلّع على المفاوضات التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر كجهات وسيطة، أنه «كان من الأفضل لو تمّ التوصل إلى اتفاق» قبل بدء رمضان، لكن «سيتمّ تسريع الجهود الدبلوماسية في الأيام العشرة المقبلة» بهدف محاولة التوصل إلى اتفاق خلال النصف الأول من رمضان. وعلى الرغم من تبادل الاتهامات عن المسؤولية في إفشال الهدنة، أكد مسؤولون سياسيون وأمنيون إسرائيليون أن «بيان الموساد» الذي صدر عن مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والذي جاء فيه أن«حماس في هذه المرحلة تتحصن في موقفها كمن ليست معنية بصفقة وتسعى إلى إشعال المنطقة خلال رمضان»، بأنه ليس صحيحا و«سلسلة من الأكاذيب»، وفق ما نقل عنهم المحلل السياسي في صحيفة «معاريف»، بِن كسبيت. وقال عدد من المسؤولين إن هدف البيان «توفير ذريعة» لإسرائيل من أجل تجميد الاتصالات حول صفقة تبادل أسرى و«استمرار المماطلة على حساب حياة البشر» في إشارة إلى الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة. وأضاف المسؤولون أنه يوجد في كابينيت الحرب الإسرائيلي «أعضاء غير قليلين يعتقدون أنه بالإمكان استمرار المفاوضات ويدّعون أن حماس لم تغلق الباب ولا تتحصن، وإنما العكس: لقد ردت بإجابة مفصلة على خطة باريس، وردت بإجابة مفصلة على التحسينات على خطة باريس، خلال الأسبوع الماضي».

وفيما واصلت إسرائيل سياسة التجويع بحق الفلسطينيين في القطاع، ذكرت وكالة «الأونروا»، عبر حسابها على منصة إكس، أن الوضع في شمالي القطاع مأساوي، حيث تُمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة. وأضافت أنه مع حلول شهر رمضان، فإن وصول المساعدات الإنسانية والوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ضروريان لإنقاذ الأرواح. كما قالت «الأونروا» إنه لا يمكنها تلبية احتياجات المدنيين دون الوصول الآمن ووقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن فرقها تستمر في توصيل الطعام والمياه ومستلزمات النظافة وغيرها لأهالي غزة. وشددت الوكالة على دورها المحوري في الاستجابة الإنسانية في غزة، وكانت الأونروا قد عبرت عن خشيتها من أن تؤدي الحملة الإسرائيلية ضدها لوقف نشاطها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

الشرق الأوسط: السوداني يدعو عشائر العراق إلى إنهاء النزاعات

في ختام زيارة استمرت ليومين إلى محافظة البصرة، أقصى جنوب العراق، طالب رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، العشائر العراقية بمساعدة الحكومة في إنجاز عملها وتسهيل تقديم الخدمات التي يحتاج إليها الناس، داعياً إلى «إنهاء ملف النزاعات العشائرية، وتسهيل عمل أجهزة الدولة». واختتم السوداني، الأحد، زيارته إلى البصرة بلقاءات مع أهالي وشيوخ ووُجهاء قضاء مدينة البصرة. ونقل بيان لمكتب رئيس الحكومة العراقية أن السوداني قال إن «زيارة البصرة ترجمة لمنهج عمل الحكومة في الوصول إلى أبعد نقطة، والاستماع للمواطنين والوقوف على احتياجاتهم»، مشيراً إلى «افتتاح مصانع معطلة في المحافظة منذ عام 2003، وكذلك التداول مع الحكومة المحلية في تفصيل الواقع الخِدمي والاجتماعي للمحافظة، والمعوقات والمشاكل التي تواجه العمل». وأضاف السوداني أن «أولويات العمل الحكومي (هي) التي تلامس حاجات المواطنين الفعلية»، مؤكداً أنه «لا يمكن الحديث عن خدمات وتنمية، دون المحافظة على الأمن والاستقرار، وهذا لن يتم إلا عبر وقفة عشائرنا الأصيلة مع الدولة، مثلما دافعت عن العراق أثناء الحرب مع (داعش) الإرهابي».

كما أكد السوداني أن «جميع الطلبات، خصوصاً المتعلقة بالملف الخِدمي، ستأخذ طريقها إلى المعالجة»، مؤكداً، في الوقت نفسه، أن «لجنة من الوزارات الاتحادية لديها كامل الصلاحيات ستصل إلى المحافظة وتعقد اجتماعاً خاصاً بشمال البصرة، وستتخذ جميع القرارات المطلوبة». تأتي تأكيدات السوداني للعشائر بشأن أهمية «وقف النزاعات العشائرية»، التي تحدث غالباً في بعض المحافظات الجنوبية (خصوصاً محافظات ذي قار، وميسان، والبصرة)، بعد نحو أسبوع من اشتباكات عشائرية وُصفت بأنها «الأعنف» شهدتها محافظة ذي قار، ما أسفر عن مقتل ضابط كبير برتبة لواء، فضلاً عن سقوط قتلى وجرحى بين العشيرتين المتقاتلين. وبينما تمكنت الحكومة من السيطرة على النزاع المسلّح عن طريق استخدام الطائرات، واعتقال المئات من المشتبعه بهم، فإن تأكيدات السوداتي تأتي في وقت يستعد العراق، خلال العام الحالي، إلى بدء تنفيذ طريق التنمية الذي يمر بدءاً من الفاو، شمال البصرة إلى زاخو، أقصى الشمال العراقي، وصولاً إلى تركيا، حيث يمر بعدد من المحافظات التي تشهد نزاعات عشائرية. وشهدت محافظة ذي قار، الأحد، تنظيم مظاهرتين كبيرتين؛ إحداهما في قضاء الإصلاح معقل النزاع العشائري الأعنف بالمحافظة. وطبقاً لوسائل إعلام محلية، فإن المئات من أهالي قضاء الإصلاح نظّموا كذلك مظاهرة وسط القضاء؛ للمطالبة بإطلاق سراح المواطنين المعتقلين من أبناء القضاء دون أوامر قبض، خلال العملية الأمنية الأخيرة.

مطالب حقوقية بكشف مصير المعتقلين لدى ميليشيا «الردع» بطرابلس

طالب حقوقيون ليبيون بكشف مصير مئات المعتقلين لدى ميليشيا «قوة الردع» بالعاصمة طرابلس، التي يترأسها عبد الرؤوف كارة، فيما أعلنت النيابة العامة عن «تحرير» طفل عمره 4 أعوام من قبضة عصابة بمدينة زليتن (غربي البلاد).

وقالت منظمة «ضحايا لحقوق الإنسان» الأحد، إنها تلقت «مئات الرسائل من أسر معتقلين بسجن معيتيقة، يشتكون من الاحتجاز التعسفي المطول لذويهم وعدم إخضاعهم لمراجعة قضائية، إضافة لشكوى البعض من عدم تنفيذ أوامر الإفراج وأحكام البراءة لمسجونين آخرين».

وسجن معيتيقة، من سجون طرابلس التي تخضع لسيطرة الميليشيات المسلحة، ويضم مئات المعتقلين في ظروف تصفها منظمات حقوقية بـ«غير إنسانية».

وفي رسالة إلى آمر السجن، كارة، قالت المنظمة: «علمنا مؤخراً أنك تحمل رتبة عميد؛ وهو أمر يبشر بالخير إضافة لتبعية الجهاز للمجلس الرئاسي، وهذا يجعلكم كغيركم من الأجهزة المماثلة تحت سلطة القانون والنائب العام»، مشيرة إلى أنه «لا تزال تتلقى مئات الرسائل من أسرة المعتقلين بهذا السجن»، الذي يقبع فيه عدد من رموز أنصار الرئيس الراحل معمر القذافي.

وكان النائب العام المستشار الصديق الصور، شكّل لجنة من 15 وكيل نيابة، لتصفية أوضاع المحتجزين بسجن معيتيقة، لذا دعت المنظمة إلى عرض جميع المحتجزين في هذا السجن على هذه اللجنة، والإفصاح عن مصير الأشخاص المختفين قسرياً لدى «قوة الردع».

وشددت منظمة «ضحايا لحقوق الإنسان» على تمكين بعثة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية من زيارة جميع المحتجزين في معيتيقة، و«إخبار النيابة العامة بأي حالات وفاة حدثت رهن الاحتجاز مهما كانت أسباب موتها».

وطالبت المنظمة بتمكين أسر المحتجزين من زيارة ذويهم بصفة دورية ومنتظمة، و«عدم تسليم أي محتجز للمنطقة الشرقية، إذا كان في هذا التسليم خطراً على حياته»، بالإضافة إلى العمل وفق ما نص عليه قانون الإجراءات الجنائية في عمليات القبض ومراحل الاستدلال والتحقيق.

ويقبع في سجن معيتيقة عبد الله السنوسي، مدير الاستخبارات العسكرية في عهد القذافي، بالإضافة إلى منصور ضو، رئيس الحرس الخاص للقذافي، وآخرون.

وسبق وطالبت عشرات الجمعيات والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية بضرورة الكشف عن مصير سجناء معيتيقة، وإطلاق سراحهم، لا سيما من انتهت مدة محكوميته، لكن «قوة الردع»، ذات العدة والعتاد بطرابلس، تتجاهل هذه الدعوات.

وفي شأن مختلف، قال مكتب النائب العام الليبي، إنه إثر ‏تلقي سلطة التحقيق نبأ خطف الطفل (د. أ)، البالغ من العمر أربع سنوات؛ «بقصد إرغام أسرته على دفع فدية مالية قدرها مائة ألف دولار... قادت أعمال الدعم الفني إلى التعرف على الجاني، حيث تمكن أعضاء هيئة الشرطة، بقسم البحث الجنائي زليتن، من إلقاء القبض عليه وتحرير الضحية».

حزب «الأمة» السوداني يحدد شروطاً جديدة لاستمراره في «تقدم» بقيادة حمدوك

وجّه «حزب الأمة القومي» السوداني انتقادات حادة لـ«تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، وألمح إلى «إعادة النظر» في استمراره في التحالف حال عدم إجابة مقترحاته، ومن بينها انتقاده توقيع إعلان أديس أبابا مع قوات «الدعم السريع»، و«عدم حياد» التحالف المدني بين طرفي الحرب، وترجيح دور منظمات المجتمع المدني على الأحزاب، ومساواة الحركات المسلحة بها، وعدم مراعاة أوزان الأحزاب في هياكل التحالف، وأعطى مهلة أسبوعين لإجراء الإصلاحات المرجوة ليحدد بموجبها مصير استمراره في التحالف من عدمه.

وانتقد الحزب، الذي يعدّ أحد أكبر الأحزاب السودانية، في مذكرته توقيع «إعلان أديس أبابا مع قوات الدعم السريع، باعتباره فعلاً ماساً بدور الوسيط في حل النزاعات»، وقال: «برغم الإيجابيات التي وردت فيه، فإنه يجانب الأساس الصحيح للتوسط في حل النزاعات، فضلاً عن مخالفته مسار العمل المتفق عليه في خريطة الطريق الصادرة عن (تقدم)، التي قصرت الاتصال بطرفي الحرب على مداولة وقف العدائيات، كما أن التعهدات التي تضمّنها تحقق عكسها على الأرض».

وقال «الأمة» في مذكرة إصلاحية قدّمها لـ«تقدم» بالقاهرة، الجمعة، إن التمثيل في التحالف «رجّح دور المجتمع المدني، مهنيين، ونقابات، ولجان مقاومة، على الأحزاب، برغم أن المقام هو مقام سياسي».

وقسمت «تقدم» حصص أطرافها إلى 30 بالمائة للأحزاب السياسية والحركات المسلحة، و70 بالمائة لقوى المجتمع المدني، وأبدى «حزب الأمة» تحفظه على وضع الأحزاب والحركات المسلحة ضمن فئة واحدة.

وحذّر الحزب مما أسماه «شبهات غياب الحياد الإيجابي والانحياز الإعلامي لأحد طرفي الحرب»، ملمحاً بصراحة لانحياز «تقدم» لجانب قوات «الدعم السريع»، كما انتقد ما أطلق عليه «الدور الأجنبي المتجاوز لكونه ميسراً وممولاً ومساعداً للقوى المدنية، لمساعدة أنفسهم».

وشارك رئيس «حزب الأمة» فضل برمة ناصر، وأمينه العام الواثق البرير، ومساعد رئيس الحزب الصديق الصادق المهدي، في توقيع «إعلان أديس أبابا». ولم يعلنوا أي تحفظات بشأنه وقتها.

وأشار الحزب إلى عدم رضاه عن تمثيله في تحالف «تقدم»، بقوله: «لا توجد معايير موضوعية لتمثيل الأحزاب السياسية، بما يراعي اختلاف الأوزان، ولا تمثيل المجموعات المدنية، وعلى رأسها المهنيون»، إلى جانب استعجال التحضير للمؤتمر التأسيسي من دون تحقيق المشاركة الواسعة المطلوبة.

وشدّد على «أهمية رفع نسبة تمثيل النساء في التحالف إلى 40 بالمائة، لتماثل النسبة التي نصت عليها الوثيقة الدستورية لتمثيل النساء في المجلس التشريعي، بدلاً من نسبة 30 بالمائة التي خصصتها (تقدم) لهن»، عادّاً ذلك «تراجعاً عن الحقوق المكتسبة للنساء بأمر الثورة».

وقال إنه درس مشاركته في «تقدم» وتوصل لضرورة إصلاحها، «بما يجعل من التحالف الأقدر على تنفيذ مهمة وقف الحرب، وربطها بالتحول المدني الديمقراطي، بما يؤمن الوجود الوطني والسلام والديمقراطية والعدالة والتوازن».

ووعد «الأمة» بتقديم مقترحات إصلاحية تفصيلية في غضون 72 ساعة، مشترطاً حصوله على ردود عليها خلال أسبوعين، «يتخذ وفقها الإجراءات اللازمة من أجل تحديد دوره في التحالف».

وأعاد التشديد على أهمية ما أسماه «الحياد التام» بين طرفي الحرب، وتصحيح «أي مسلك يتعارض مع الحياد»، والتزام خريطة طريق «تقدم»، مع تغليب تمثيل الأحزاب والقوى السياسية وفقاً لمعايير موضوعية، وتحديد مرجعية واضحة لتمثيل المجموعات المدنية. ونوّه إلى أهمية تسريع الاتصالات مع القوى السياسية، وتوسعة التحالف بصورة جادة، «لتجاوز مشكلات المرحلة السابقة، وتصميم عملية سياسية تلي مرحلة وقف العدائيات».

ويعدّ «حزب الأمة القومي» إحدى ركائز تحالف «تقدم»، وخروجه منه أو تجميد نشاطه فيه يشلّ التحالف الذي تنظر إليه القوى المناهضة للحرب أنه الأقدر. ويعدّ من أكبر وأعرق الأحزاب السياسية السودانية، وفاز في آخر انتخابات برلمانية حرة ونزيهة بأعلى الأصوات، وشكّل آخر حكومة ديمقراطية، ترأسها رئيسه الراحل الصادق المهدي.

وأُسقطت حكومة المهدي بانقلاب 30 يونيو (حزيران) 1989 الذي نفذته «الجبهة الإسلامية» بقيادة صهره الراحل حسن الترابي، الذي حكم البلاد أكثر من 30 سنة، برئاسة الرئيس السابق عمر البشير.

شارك