يعرف القاريء المصري "القس سهيل جميل سعود" فهو اشهر من يكتب عن الاصلاح الانجيلي وله العديد من الابحاث والدراسات المتميزة في هذا المجال
القس سهيل من شمال لبنان
يخدم من اربعة وثلاثين سنة راعيا للكنيسة الانجيلية المشيخية في بيروت
يكتب بانتظام  بجريدة النهار اللبنانية.قدم للمكتبة العربية  16 كتابا معظم هذه المؤلفات تدور حول الفكر الانجيلي المنفتح والاصلاحي والكنيسة الانجيلية وتاريخ الكنيسة الانجيلية.
يقول القس سهيل" الكتب اللي قدمتها عن تاريخ الاصلاح الانجيلي تطرح لاول مرة باللغة  العربية،
وكان هذا مدخل للحوار معه:
لماذا لم يحدث اهتمام من قبل بهذه الكتابات ؟
كان اهتمام  المرسلين الاوائل بالكتب الروحانية  وليس بالتاريخ وفروعه
هذا ينقلنا للسؤال.. هل بداية الارساليات الانجيلية في الشرق الأوسط كان في لبنان؟
الحقيقة الارساليات وصلت إلى لبنان سنة 1820  لكن يقال انهم وصلوا اولا الي فلسطين وبعدين جاؤا  لبنان  وتحول لبنان الي مركز ونجد كتب المراسلين الاوائل مطبوعة  في  لبنان عام 1840  حيث كانت البداية او المركزهنا في  لبنان في اصدار الكتب الانجيلية
حيث كانت  المطبعة الامريكانية في بيروت هي االتى  طبعت فيها  كتب روحية وعندما  فتحوا مدارس استخدموا هذه المطبعة الامريكية لطبع كتب  دراسية للمدارس.
واذكر انهم اسسوا  أول مدرسة للبنات في لبنان عام  1835  ثم اشتغلوا على الدراسات العليا واسسوا الجامعة الامريكية في بيروت عام  1866 ومازالت قائمة للان .ومجئ المراسلين عمل تنافس تربوي مع  الكاثوليك  الذين كان عندهم مدارس وعندما اسس المراسلين
الجامعة الامريكية تأسست 1866 ، اسس  الكاثوليك الجامعة اليسوعية عام  1875  وقد استفاد لبنان من هذا التنافس ، وهناك  طرفه تحكي للدكتور كورنيوس فانديك مترجم الكتاب المقدس
هذا كان هو مدرس بالجامعة وايضا كان كارز بالكنيسة المشيخية، يحكى عنه انه صديق طلب منه زيارة الجنوب  فقاله فانديك  نأسس كنيسة ومدرستين  هناك .فساله لماذا  بتأسس مدرستين قالوا لانه بنأسس كنيسة ومدرسة والكاثوليك بيشوفونا يأسسوا مدرسة .وعندما ناسس مدرستين  ياسس الكاثوليك كذلك وزيادة الخير خيرين.
هل هذا يعني ان التعدد الطائفي مفيد وليس للتناحر؟
طبعا وهذا الذى  بيميز لبنان، المشكلة  تكمن في ادارة التنوع، فالتعدد يثري  لبنان، لبنان من البداية اعتمد على المؤسسات الخاصة المدارس الخاصة، والان لبنان يكمل رغم الازمات الطاحنة  بفضل المبادرات الخاصة والمجتمع مدني  واهتمام الدولة  جاء متأخر بهذا الموضوع، لبنان يعيش على هذه  المبادرات وعاش ويكمل بها  
اذا سالتنى عن عدد الانجيلين بلبنان، الاحصاء بين 0.5 الى 1 % عدد قليل  خصوصا بعد الهجرة والحرب، ولكن هذا العدد القليل كانت الخميرة القليلة فعلا خمرت كتير وحضورهم قوي جدا بالمدارس انا عندي خبرة  17 سنة كنت رئيس المدارس الانجيلية بلبنان وعددهم
30  مدرسة. ولكن الكنائس الانجيلية السنودس الانجيلية، عندها حوالي 45%  من المدارس
في لبنان و مدارسنا لعبت  دور كبير بنهضة لبنان تربويا
الكثير من كتبك  تدور حول الاصلاح  الانجيلي الذى  مر عليه 500 سنة ، هل الاصلاح الان في حاجة الى اصلاح ؟
ان مبادئ الاصلاح الانجيلي حتى يكون اصلاح مضبوط استمرارية الاصلاح من مبادئنا ان نكون كنيسة مصلحة يجب ان نكون دائما مصلحين  ونستمر مصلحين.
طبعا هناك حاجة كثيرة و كبيرة للاصلاح  فما في شك  ان هناك  ظروف تغيرت  اخطرها في راي  حالة الفتور  السائدة عند الناس ، كثير من الكنائس قارغة  وهناك  سبب اساسي انه لم يعد هناك الاهتمام  الذى كان من قبل
كذلك هناك اسئلة حول  عمل الله   فالايمان ليس  موضوع واحد زائد  واحد اثنين، هناك  عمل الله و تجاوب الانسان. ولكن ما في شك ان هناك تراجع كتيرو كبير للكنائس الانجيلية فقد تراجعت كتيرا تراجعت عن المبادئ مبادئ الاصلاح التى  هي اسست كنائسنا ومن هذا المنطلق انا اكتب  كتب عن  الاصلاح الانجيلي حتى اذكر الناس بهذه المبادئ ونعيدهم للجذور لانه صار عندنا جهل كتير كبير بالعقائد الانجيلية
ومن هذه النوعية انتظر صدور  ثلاث كتب  سوف تنشر هذا العام بالقاهرة
ماهي موضوعات هذه الكتب ؟
انتظر صدور  كتاب عن  دار الثقافة بعنوان " سيدات الاصلاح الانجيلي "لاول مرة اقدم فيه عدد من سيدات الاصلاح الانجيلي
مثل من ؟
زوجات المصلحين مثلا زوجة  مارتن لوثر وتدعي "كاثرين بونبورا"
هل هي كانت مصلحة؟
نعم عندما تري  كيف عملت في امر محوري واساسي  لفكرة ان الانجيل المصلح وضع  القدسية للعائلة فقد نقل  المصلحين القدسية من الديراي من عالم الرهبنة  الى عالم الاسرة والعائلة  .ومن خلال هذا جعل  المصلحين ان  المرأة عندها قيمة كبيرة واذا كانت بالدير راهبة، جاءوا المصلحين قالوا ان  الله بارك الزواج  والمراة  تستطيع ان تخدم الله كزوجة  ولديها  اسرة وفي  الكتاب اقدم نماذج من  زوجات المصلحين و كيف استطاعوا ان يخدموا الله الى جانب ازواجهم المصلحين هذا بالاضافة الى اصوات انجيلية غير معروفة بهذا المجال
وضمن السيدات المصلحات كان هناك ملكات منهن  الملكة الفرنسية "جين دالبير" التى  ادخلت الايمان الانجيلي الى مناطق  بفرنسا، واذكر اخريات لنعرف  اصوات مصلحات لعبوا دور كبير دور اجتماعي وروحي فقد حلت  زوجة القسيس محل الراهبة ،
ويصدر لي  ايضا كتاب بعنوان "لاهوت العهد المصلح " يدور حول  لاهوت العهد وهو  اساسي في  الايمان الانجيلي المصلح.
والكتاب الثالث  عنوانه "شهداء الاصلاح الانجليزي "ويتضمن  تدوين للحظات الاخيرة قبل استشهاد المصلحين الانجيلين في انجلترا . ماذا قالوا قبل ان يقتلوا ،
من الامور التي اتهم فيها الاصلاح الانجيلي انه اباح تفسير الكتاب لكل من هب ودب فتعددت الطوائف مما اضعف المسيحية كيف تري هذا الاتهام ؟
في شيء ايجابي وفي شيء سلبي اول شيء المصلحين كانوا في سياق زماني يخص  الكتاب المقدس الذى كان  موجود فقط باللغة اللاتينية وهناك قرار من الكنيسة بمنع ترجمته الى لغة بيفهمها الشعب، وبالتالي لم يكن هناك اي فرصة للشعب ان  يقروا الكتاب المقدس وليس فقط  انه باللاتيني و لغتهغير مفهومة هناك امر ثاني، الكتاب المقدس فقط موجود مع بعض الكهنة وليس مع الشعب وكانت  الكنيسة تقول انه غير ضروري وجود  الكتاب المقدس بين ايدين الناس ويقروه حتى لا يسيئوا فهمه.  السياق مهم، ان خبرة المصلحين الانجيليين هي خبرة اكتشاف الرسالة الروحية والخلاص الروحي الموجود بالكتاب المقدس، وكان السؤال الرئيسي للمصلحين  كيف اعرف عن الخلاص اذا لم اقرأ الكتاب المقدس؟ وبالتالي كان اول خطوة ترجمة الكتاب المقدس للغة الشعب.
فاصبح الكتاب  بالالماني للالماني والفرنسي للفرنسي، وبالتالي اصبح  الكتاب للشعب
ثاني شيء، مارتن لوثر قال عن مبدأ الكتاب المقدس يفسر نفسه، بمعني  انه  اذا انت تقرأ الكتاب المقدس الروح القدس بيعطيك تفسير، واذا هناك نصوص صعبة قيل ان النص الاوضح يفسر النص الاقل وضوحا.
يعني الواضح يفسر المبهم
هكذا علم  المصلحين . لكن اكيد هناك  جانب سلبي وهو الذى تسال عنه لانه صحيح للاسف  ولكن  اذا وضعت امام هذا الامر السلبي  ان  كل التفسير للكتاب ياتي  من البابا فقط  ولا يستطيع المسيحي العادي ان  يشغل عقله  لانه قبل المصلحين ممنوع تشغل عقلك وهكذا  وقعنا بهذه الوقعة .
لكن هل هذا يعني انه لاتوجد ضوابط ؟
هذه مشكلة الانجيلين لا توجد عندنا ضوابط،  وهذا صنع  مشكلة والمشكلة قائمة ولكن نحن بالعالم الانجيلي نقول هناك تنوع حتى بالتفسير ولكن طبعا هذا بيخلق مشكلة انقسامات وانا اوافق ان اهناك عندنا ضعافات كثيرة  ولكن انا كانجيلي انا اختار ان  اشغل عقلي واعتمدعلى الروح القدس ولا ان البابا يقولي انا افكر وافسر بديل عنك ،
اذا اتكلمنا عن التفسير هناك  سؤال محير، هل توجد  ضوابط  في التاؤيل لان هناك  مدرستان في تفسير الكتاب المقدس المدرسة الحرفية والمدرسة الرمزية، هناك من  يستخدم الاية يقولك هذا تفسير حرفي ويستخدم اية في موضع اخر ويقول هذا تفسير رمزي؟
هناك نصوص واضحة ما في اثنين بيختلفوا عليها، هناك في الكتاب المقدس نصوص  غامضة، مثلا المصلحيين الانجيلين ةقت ظهورهم  كان بالكنيسة تفسير مجازي  سائد هنا الانجيليين قالوا لابد من  الرجوع  للكتاب المقدس لنري مضمون النص ، فمثلا  نبوءات العهد القديم مثلا راي المصلح جون كالفن التى تستخدم لخدمة فكر دولة اسرائيل والارض  قال لا عن وجود اسرائيل هذه الموضوع والنبوءات بالعهد القديم عن الهيكل وعن هذا كله امر مجازي وقد ناقشت هذا الموضوع  في كتابي "القدس في الفكر المسيحي" كالفن مثلا كان يري ان  
الهيكل تحقق في يسوع المسيح، والهيكل هو الكنيسة حاليا ، كان جون كالفن واعي جدا لذلك .
صحيح  اننا نؤمن بأن الكلمة تفسر نفسها  لكن ايضا لابد من دراسة لاهوت وتفسير هناك خطا ان يصعد علي المنبر واعظين او متحدثين بلا دراسة  المنبر للمدعوين وللدارسين لابد ان تحمي الكلمة بالدراسة
ماذا  بالنسبة لمشكلة رسامة المرأة قسيسة ؟
راي ان الاصلاح الانجيلي، منذ  500 سنة لم يتطرق الى موضوع رسامة المرأة، الموضوع ما كان مطروح لكن ايضا  المصلحين من 500 سنة لم يتحدثوا  كتيرا عن خدمة المرأة، وقد  اشارت بكتابي سيدات الاصلاح الانجيلي  الى مصلحات بجنيف و كان هناك  مصلحة قالت ان جون كالفن لا يقبل خدمتي ولا بيعتبرني لاني سيدة،
اثار البعض  موضوع تاثر  مارتن لوثر بالدين الاسلامي لرفضه الرهبنة وغيرها ما رأيك في هذا الفكر؟
هذا بحسب رأيي غير صحيح من خلال دراساتي المعمقة  في الاصلاح اري انه غير صحيح ولا مرة بكل دراساتي اتعرضت لهذه الفكرة، ابدا وبصفة شخصية كان مارتن لوثر  راهب ولم يكن يرغب في الزواج  لان راسه  كان مطلوب زكان  خائف ان يقتل و تترمل زوجته . وعندما رفض الرهبنة  قدم خبرة جيدة حول العائلة ورجع في ذلك  للكتاب المقدس وبيحلل وانه لاتوجد رهبنة بالكتاب المقدس الرهبنة اسسها انطونيوس الكبير بالقرن الرابع،  فهو لم يتأثر بالاسلام اطلاقا ابدا بحسب دراساتي، ولا مرة تعرضت لهذا الشيء ابدا، لكن  بالعكس ، لوثر راي  ان الاسلام يشدد مثل الكاثوليكية  على الاعمال فكرة مثلا ان الصدقة تمحوا السيئات، بينما الخلاص في الفكر الانجيلي بنعمة المسيح .