اثار مسلسل الحشاشين ردود فعل قوية ما بين الإبهار في الصورة وتكنيك الاخراج لبيتر ميمي والإنتاج الضخم  غير المسبوق كما تعددت المناقشات حول المضمون وسيناريو الكاتب عبد الرحيم كمال وأكد الباحث والأديب  اسامة ريان أن المفكر عباس محمود العقاد هو من أطلق علي مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا اسم حسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين وذكر  ذلك انيس منصور في كتابه(  في صالون العقاد كانت لنا ايام ) فقال إن العقاد كان ينادي البنا بحسن الصباح.ويري امتداد ارهابي بين الجماعتين .ريان أظهر اهتمام كبير بمسلسل الحشاشين وأشار إلي أن الدراما يمكن أن نعدها بشكل ما تفسير وقراءة أخري للتاريخ .

وحول سر هذا الاهتمام قال:
--- اهتمامي  يرجع إلى ان هذه الجماعة تشرح طرق  المتطرفين الإسلامية في القتل وكيفية نشر مذاهبهم التسلطية حيث  الطاعة أولاً. فتحول الاتهام بالكفر إلى اتهام بعدم الطاعة. وانا اهتم بكشف غموضهم ونوابهم وتضليلهم البسطاء، في مختلف العصور .. وهذا مستمر حتى ايا منا هذه.

في رايك  لماذا تثير الدراما التاريخية العديد من الازمات ؟
الأمر بدأ بالرواية المستوحاة من التاريخ وكان رائدا لها جورجی زیدان و صار على نهجه كثيرين برع منهم سعد مكاوي في رواية السائرون نايما ومن هذه الاعمال ما تحول الي دراما . والدراما التاريخية تضم بعض التجاوزات حول الاحداث وهي مقبولة في حيز مناطق التشكك الخاصة بأحداث و توقيتات بعض الوقائع من أجل ترسيخ افكار أو هدف نبيل مثلما في مسلسل الحشاشين.خاصة وان هناك وقائع غامضة أو متناقضة في كتب التاريخ نفسها .
مثال  ذلك التقاط الكاتب العلاقة الثلاثية بين الطوسي  - الخيام - الصباح) وكل شخص منهم  يمثل اتجاه في هذه الحقبة الزمنية فالطوسي أو نطام الملك بمثل الاهتمام بدور العقل   والفلسفة  والعلم والتعليم
عمر و الخيام  يمثل الجانب الروحاني والفن والاهتمام بالعواطف الانسانية و ربطها بحركة الافلاك والنجوم وقراءة الطوالع .
اما حسن  الصباح . يتبنى فكر الباطنية التزرية التي تاست في اواخر حكم الدولة الفاطمية لتجنيد الجهلاء و ذلك بدوره كارها للعلماء والتعليم ليسهل عليه تجنيد الجهلاء وذلك بالايهام بالمعجزات
والخوارق التي  يصدقونها فيتبعونه  لاغراضه غير الواضحة، وقد ساعدت ظروف تفتت الدولة العباسية الاخيرة على توطيد فكرته حتى دخول المغول بغداد.  وان  كان قد نجح فى بعض الاغتيالات فقد  تمكن من اغتيال نظام الملك  والقائد  الصليبي  كونراد وحاول اغتيال صلاح الدين الايوبي
لماذا حاول اغتیال صلاح الدين الايوبي ؟
  في راية كان صلاح الدين الايوبي حاكم ظالم قضي  علي الدولة الفاطمية ونهب ثرواتها وقتل السهروردي الذي اعتبره الصباح باطنيا مثله

تعدد المذاهب وتكرار ذكرها بالمسلسل هل هو أمر مرهق للمشاهد العادي ؟
- يرجع الفضل الي  المسلسل في دفع المشاهدين إلى البحث في اصل كلمة ومفردة الباطنية اي ان  يظهر احدهم غير ما يبطن  ) وبالتالي يكون البحث عن مذاهب نسبت الي  الاسلام  تاثيرات فلسفية وافده  من الشرق الاقصى وتأسيس عليها المذهب النزري الذي تحول إلى فكر الاسماعيلية الفاطمية  الذي انتشر فى الهند وتسلل الي لبنان. وكل المذاهب الباطنية قائمة علي  انتظار  مخلص  يعود

ما رايك فيما اعتبره البعض أخطاء تاريخية
 ان ما اعتبره البعض اخطاء  هو ما جاء في كتب المؤرخون بانه رصد غير مؤكد مثلا  هل مات  بدر الجمال قبل الخليفة المستنصر ام بعده  أو كيف تم اغتيال نزار ! وهل نزار شخص واحد ام اثنين ؟ وهناك حفيد للحاكم بامر الله اسمه نزار
اي ان  كاتب  العمل الدرامي  يجد  امامه مشاكل تاریخية و سردیات متناقضة، فياخذ منها ما يخدم الدرما وهو منها امر لا يجب  ان  يغضب المشاهد.بل اري أن الدراما والأعمال الأدبية المستوحاة من التاريخ تعد قراءة أو تفسير بشكل ما لهذه الوقائع .

ماذا حول تجنيد الإتباع وهل استخدام الحشيش كان أمر مؤكد ؟
-الشاهد والمؤكد من عدة مصادر  ومنها الكتاب الايراني فارها رد دفتری ) حول طريقة التجنيد استخدم الصباح البصاصين   حيث ينطلقوا  إلى الاسواق ليختارو الشباب مفتول العضلات من الحمالين  وهم دائما من بسطاء  الفكر ويتم أقناعهم بلقاء شيخ الجبل  للحصول علي بركته ويتم احتجازهم في غرفة جافة لعدة أيام علي امل اللقاء ويتم تخديرهم بنبات الحشيش في المشروبات إلي أن يغيبوا عن الوعي وينقلوهم الي جانب آخر من القلعة مجهز حسب وصف الجنة عند الامام الثعلبي حيث الأشجار و انهار الخمر والعسل ويحيط بهم الجواري الجميلات ويظلون في هذا المكان أسبوعين ثم يتم تخديرهم وإعادتهم للغرف الجافة  .ويكون الشاب منهم قد اقتنع أنهم ذهبوا للجنة  وقد ظهر لهم  مشايخ. اقنعوهم بذلك  وبعد أن  يستفيق يجد الشيخ امامه ، فيقنعه الشيخ انه اذا اطاع الصباح  يعود إلى نفس المكان .الذي يكون في شدة الاشتياق للعودة له
وجاء في المراجع : ويكون الشاب يريد العودة إلى الجنة فيطيع الامر  الاغتيال ويقتل على امل عودته للجنة

كيف تجد التشابه بين الحشاشين وجماعة الإخوان ؟
يقول انيس منصور في كتاب في صالون العقاد كانت لنا ايام أن  العقاد كان يطلق عل حسن البنا اسم حسن الصباح )
ويجمع بين الجماعتين الطموح للسيطرة على البلاد بغض النظر  عن  الكفاءات.
ومبادئهم الثلاثة : التمكين  - الاستحلال - استاذية العالم  ( وكلها تندرج تحت الطاعة الصباح والإخوان يطلبون الطاعة من اتباعهم حتي الموت .
ويقول الدكتور محمود خليل في كتابه تاريخ الغضب من السيوف العمياء الي خناجر الحشاشين
إن العقاد في إطار شغفه بالتحليل النفسي للشخصيات التاريخية وصل إلي أن  "الحسن الصباح" بأنه شخصية مولعة بجنون السيطرة والغلبة، وأنه كان مسوقا من نفسه التي كانت تغلبه باستمرار وتدفعه إلى السيطرة على الآخرين، وقد غلب جنون السيطرة على ما تمتع به الرجل من دهاء، ويفسر "العقاد" صراع "الصباح" مع بدر الجمالي، بالرغبة الجامحة لدى الأول في المنافسة وأنه انحاز إلى "نزار"، لا لشيء إلا لأن "الجمالي" نادى بـ"المستعلي" خليفة لأبيه "المستنصر"، أي على سبيل العناد فقط، وبالنسبة لقلعة "ألموت" والجنة التي صنعها "الصباح" في حديقة القلعة، يرى "العقاد" أنها فكرة مستبعدة، فمن غير الوارد أن يكون للجنة المزعومة ومسألة منح المريدين الحشيش أصل في قصة "الحسن الصباح". ويقرر أن المستشرقين الذين وقفوا مدهوشين أمام إقدام المسلمين على الموت في الحروب الصليبية لجأوا إلى اختراع هذه القصة اختراعا حتى يبرروا مسألة الإقدام على الموت بهذه الطريقة، وأن الدافع وراء ذلك هو الرغبة في الجنة وفي أطايب الجنة، وذكر أن بعض مؤرخي الشرق ذهبوا إلى أن بعض شيوخ الطرق كانوا يستبيحون "مخدر الحشيش" ولا يحسبونه من المسكرات المحرمة.

لا خلاف على أن شخصية الحسن الصباح" من أكثر الشخصيات
"إلغازا" في تاريخ المسلمين، وقد ارتبطت به جملة من الأساطير التي لا يستطيع الباحث المدقق أن يستجلي الصحيح والملفق منها بسهولة. ويشهد رأي "العقاد" على حالة الحيرة التي تصيب المحللين عنده .واري تشابه مع حسن البنا في العناد وطلب السيطرة والغلبة والطاعة من أتباعه .