مقتل ضابط وأربعة جنود عراقيين في هجوم إرهابي/مقتل أكثر من 35 ألفاً في غزة.. والبيت الأبيض: ليست إبادة جماعية/السودان على مفترق طرق.. ماذا لو فشلت جهود الحل السلمي؟
أ ف ب: مقتل أول موظف دولي للأمم المتحدة في غزة
أعلن نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أن أحد أفراد أجهزة الأمن التابعة للأمم المتحدة قُتل في هجوم استهدف سيارته في رفح أمس، موضحاً أنه أول موظف دولي تابع للمنظمة يُقتل في غزة منذ اندلاع الحرب.
وقال حق إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش شعر «بحزن عميق عندما علم بوفاة أحد أعضاء إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن، وإصابة آخر نتيجة قصف تعرضت له مركبتهما التابعة للأمم المتحدة، أثناء توجههما إلى المستشفى الأوروبي في رفح هذا الصباح».
وأضاف: «هذه الضحية الدولية الأولى» للأمم المتحدة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، مذكراً بمقتل نحو 190 موظفاً فلسطينياً في الأمم المتحدة، معظمهم من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأضاف أن الأمين العام «يدين جميع الهجمات ضد موظفي الأمم المتحدة، ويدعو إلى إجراء تحقيق كامل». ولم يعطِ حق أي تفاصيل عن الحادث، وامتنع عن تحديد جنسيتي الموظف المتوفى والآخر المصاب.
مقتل ضابط وأربعة جنود عراقيين في هجوم إرهابي
رويترز: مقتل أكثر من 35 ألفاً في غزة.. والبيت الأبيض: ليست إبادة جماعية
وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ما يجري من عمليات قتل يومي للفلسطينيين في قطاع غزة بأنه ليس إبادة جماعية، زاعماً أن الهدف من كل ذلك هو القضاء على حركة «حماس».
وقال سوليفان، اليوم، إن إدارة الرئيس جو بايدن لا تعتبر مقتل الفلسطينيين في غزة على يد إسرائيل في حربها «حماس» إبادة جماعية، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تريد رؤية «حماس» مهزومة.
واعترف، في تصريح للصحفيين بالبيت الأبيض، بأن الفلسطينيين العالقين وسط الحرب يواجهون الجحيم، مؤكداً أن أي عملية عسكرية كبيرة تقوم بها إسرائيل في رفح ستكون خطأ.
كانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت، أمس، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 35 ألفاً و34 قتيلاً و78 ألفاً و755 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة، في بيان صحفي، إن «الاحتلال الإسرائيلي ارتكب ثماني مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، ووصل منها للمستشفيات 63 شهيداً و114 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية».
وأضافت أنه في «اليوم الـ219 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
ووسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحه البري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بعد إجلاء قرابة 300 ألف من النازحين في المدينة، وسط تحذيرات أممية من وضع كارثي يتفاقم.
ويقوم الاحتلال الآن بإخلاء الثلث الشرقي من المدينة، وتوغل إلى أطراف المنطقة الوسطى الأكثر اكتظاظاً بالسكان.
وكرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تحذيره من أن هجوماً برياً إسرائيلياً على رفح سيؤدي إلى «كارثة إنسانية لا يمكن تصورها ويوقف جهودنا لدعم الناس مع اقتراب المجاعة».
وقال منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة سيلفان غرولكس: «عندما يكون أكثر من ثلثي المستشفيات أو المنشآت الطبية في غزة مدمراً بشكل كامل أو جزئي، سيكون من الصعب إنقاذها. وسيصبح تزويد السكان بالخدمات الصحية الأساسية التي يحتاجون إليها أكثر صعوبة».
ووجه مدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح، صهيب الهمص، نداء لحماية المستشفى في ظل وضع يصبح «كارثياً أكثر فأكثر». وقال في مقطع فيديو «الآن مستشفى الكويت التخصصي أصبح ضمن المنطقة المهددة بالإخلاء للأسف».
وقال غورغيوس بتروبولوس، المسؤول بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في رفح، إن العاملين في المجال الإنساني ليس لديهم إمدادات لمساعدتهم على الاستقرار في مواقع جديدة.
وقال: «ليس لدينا خيام، ولا بطانيات، ولا أسرة، ولا شيء من المواد التي يفترض أن يحصل عليها السكان المتنقلون من المنظمات الإنسانية».
وحذرت جماعات الإغاثة من نفاد الوقود قريباً، ما أجبر المستشفيات على وقف العمليات الحيوية والشاحنات التي تقوم بنقل المساعدات عبر جنوب ووسط غزة.
وكالات: ارتفاع حصيلة القتلى في غزة إلى 35173 شخصاً منذ اندلاع الحرب
أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس الثلاثاء أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة ارتفعت إلى 35173 قتيلا منذ السابع من اكتوبر.
وقالت الوزارة في بيان إنه تم إحصاء 82 قتيلاً على الأقل خلال 24 ساعة، لافتة الى أن عدد الجرحى الاجمالي بلغ 79061 منذ بدء المعارك قبل أكثر من سبعة أشهر.
وفر نحو 360 ألف شخص من مدينة رفح في جنوب قطاع غزة منذ أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر الإخلاء الأولى قبل أسبوع، وفقا لأرقام الأمم المتحدة يوم الاثنين.
وكتبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "لا يوجد مكان نذهب إليه. لا يوجد أمان بدون وقف إطلاق النار".
وينظر إلى رفح، المكتظة أصلا بالنازحين داخليا، على أنها آخر معقل لحركة حماس الفلسطينية.
وأضاف بيان الأونروا أنه في شمال غزة، تسبب القصف وأوامر الإخلاء الإضافية بمزيد من النزوح و"الخوف لآلاف الأسر".
ونشر الذراع العسكري لحماس تقريرا على تليجرام عن هجمات على القوات الإسرائيلية في مواقع مختلفة، بما في ذلك في رفح في الجنوب وكذلك في حي جباليا للاجئين وفي الزيتون في شمال غزة.
وصدرت تحذيرات جديدة من الصواريخ يوم الاثنين في البلدات الحدودية الإسرائيلية على أطراف قطاع غزة.
في غضون ذلك، تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن الوضع في قطاع غزة، وفقا لتقارير نشرت يوم الاثنين.
وبحسب مكتب جالانت، ناقش الوزير الإسرائيلي في المكالمة الهاتفية "التطورات في غزة، بما في ذلك عمليات (الجيش الإسرائيلي) عبر القطاع في مواجهة بؤر الإرهاب، والعملية الدقيقة في منطقة رفح ضد الكتائب المتبقية من حماس، مع تأمين معبر (رفح الحدودي)."
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة لا تزال تعارض عملية برية إسرائيلية كبيرة في رفح، "حيث لجأ أكثر من مليون شخص"، وفقا لما قاله متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
فلسطينيون يحييون الذكرى الـ 76 للنكبة .. وغزة تكابد عذابات نكبة لا مثيل لها
يحيي الفلسطينيون يوم الأربعاء الذكرى الـ76 للنكبة، التي تشير إلى طرد جماعي للفلسطينيين مما يعرف الآن بإسرائيل، والتي تشكل لب نضالهم الوطني. لكن نكبة الأمس تبدو ضئيلة اليوم أمام المأساة التي تدور فصولها الآن في غزة.
وفر نحو 700 ألف فلسطيني - أغلبية السكان قبل الحرب - أو طردوا من ديارهم قبل وأثناء حرب عام 1948 التي أعقبت إنشاء إسرائيل.
بعد الحرب، رفضت إسرائيل السماح لهم بالعودة لأن ذلك كان سيؤدي إلى أغلبية فلسطينية داخل حدودها، وتحول النازحون نتيجة لذلك إلى مجتمع دائم للاجئين يبلغ عددهم الآن حوالي 6 ملايين، يعيش معظمهم في مخيمات اللاجئين داخل أحياء فقيرة في لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وفي غزة يشكل اللاجئون وأحفادهم حوالي ثلاثة أرباع السكان.
في أنحاء غزة، قام الفلسطينيون في الأيام الأخيرة بشحن ما تبقى من متعلقاتهم في السيارات والعربات التي تجرها الحمير أو الانطلاق سيرا على الأقدام إلى مخيمات الخيام المكتظة بالفعل عقب توسيع إسرائيل هجومها.
وتظهر الصور التي تم التقاطها لعدة جولات من عمليات الإجلاء الجماعي خلال الحرب التي تدور رحاها منذ سبعة أشهر تشابها لافتا للصور التي التقطت للنازحين أثناء النكبة عام 1948.
لا يزال مصطفى الجزار، البالغ من العمر الآن 81 عاما، يتذكر رحلة عائلته التي استغرقت شهورا من قريتهم الواقعة في ما يعرف الآن بوسط إسرائيل إلى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، عندما كان يبلغ من العمر 5 سنوات، حيث تعرضوا للقصف من الجو، واضطرارهم لحفر فتحات في جذوع الأشجار للنوم فيها طلبا للدفء.
واضطر الجزار، وهو الجد الأكبر الآن، إلى الفرار مرة أخرى يوم السبت، هذه المرة إلى خيمة في المواصي، وهي منطقة ساحلية قاحلة يعيش فيها حوالي 450 ألف فلسطيني في مخيم بائس، مشيرا إلى أن الظروف أسوأ مما كانت عليه في عام 1948، عندما كانت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين قادرة على توفير الغذاء وغيره من الضروريات بانتظام.
وقال "كنت آمل في العودة عام 1948، لكن أملي اليوم هو البقاء على قيد الحياة". وأضاف وهو يبكي "أنا أعيش في خوف شديد. لا أستطيع إعالة أطفالي وأحفادي".
وأسفرت الحرب في غزة، التي اندلعت بسبب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، عن مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة المحليين، ما يجعلها الجولة الأكثر دموية من القتال في تاريخ الصراع. وأدى هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر إلى مقتل نحو 1200 إسرائيلي.
وأجبرت الحرب حوالي 1.7 مليون فلسطيني - حوالي ثلاثة أرباع سكان القطاع - على الفرار من منازلهم، عدة مرات في كثير من الأحيان. وهذا يتجاوز ضعف عدد النازحين الذين فروا قبل وأثناء حرب عام 1948.
وأغلقت إسرائيل حدودها. ولم تسمح مصر إلا لعدد قليل من الفلسطينيين بالمغادرة، ويرجع ذلك جزئيا إلى مخاوفها من أن يؤدي النزوح الجماعي للفلسطينيين إلى أزمة لاجئين أخرى طويلة الأمد.
ويعارض المجتمع الدولي بشدة أي طرد جماعي للفلسطينيين من غزة ــ وهي الفكرة التي يتبناها أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، الذين يشيرون إليها باسم "الهجرة الطوعية".
حرب غزة.. القتال يتوسع في الشمال والجنوب
توغلت قوات إسرائيلية أمس، بعمق وسط الأنقاض في شمال قطاع غزة لإعادة السيطرة على منطقة قالت قبل شهور إنها ألحقت فيها الهزيمة بحركة حماس، بينما تقدمت دبابات وقوات أخرى في جنوب القطاع عبر طريق سريع يؤدي إلى رفح.
ووقعت بعض من أعنف المعارك على مدى أسابيع في شمال وجنوب القطاع. ففي رفح بالقرب من الحدود مع مصر كثفت إسرائيل القصف الجوي والبري على المناطق الشرقية من المدينة. وسقط قتلى في ضربة جوية على منزل في حي البرازيل.
وقال سكان إن القصف الجوي والبري يشتد وإن دبابات إسرائيلية قطعت طريق صلاح الدين الذي يقسم الجزء الشرقي من المدينة.
وقال فلسطينيون إن «الدبابات قطعت طريق صلاح الدين شرق المدينة، وقوات الجيش الآن في الجنوب الشرقي، تحتشد قرب المناطق المأهولة».
وأعلن الجناحان العسكريان لـ«حماس» و«الجهاد الإسلامي» عن استهداف في هجوم مشترك الجيش الإسرائيلي في معبر رفح. وفي بيان مشترك، قالت كتائب «القسام» و«سرايا القدس» إن مقاتليهما استهدفوا تجمعات للجيش الإسرائيلي على المعبر.
وأضافا إنهما نجحا في «قصف تمركزات للجيش الإسرائيلي داخل معبر رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيل، بالإضافة إلى أن مقاتليهما استهدفوا دبابة ميركافا ومجموعة من الجنود بقذيفتي الياسين 105 وجرافة عسكرية بجهاز شواز شرق رفح».
جبهة جباليا
وفي جباليا في الشمال، تقدمت الدبابات إلى وسط المخيم، وهو أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في غزة. وفر السكان في الشوارع التي تناثر فيها الركام. وقال سكان إن قذائف الدبابات تسقط في وسط المخيم وإن الضربات الجوية دمرت عدداً من المنازل. وذكر مسؤولون إنهم انتشلوا أمس، 20 جثة لفلسطينيين قتلوا في الغارات الجوية التي استهدفت جباليا الليلة قبل الماضية.
ويقول مراقبون إن عودة القوات الإسرائيلية إلى ساحات معارك سابقة لهي دليل على أن الأهداف العسكرية الإسرائيلية عصية على التحقق.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، إن الحرب في غزة يمكن أن تنتهي غداً إذا استسلمت «حماس» وألقت سلاحها وأعادت «الرهائن». وكرر موقفه ضد السماح للحركة بالحفاظ على سيطرتها في غزة، مشدداً على أنه طالما ظلت الحركة نشطة، فإن إسرائيل لن تسمح لسكان غزة بحكم المنطقة.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لـ«حماس» في بيان أمس إنها فقدت الاتصال بحراس أربعة من الأسرى في غزة، من بينهم هيرش غولدبيرغ بولين.
نازحو غزة.. رحلة الرعب لا يمكن وصفها بالكلمات
يكافح عمال الإغاثة من أجل توزيع المواد الغذائية والإمدادات الأخرى المتضائلة على مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين بسبب ما تقول إسرائيل إنها «عملية محدودة» في رفح، حيث لا يزال المعبران الرئيسيان بالقرب من المدينة الواقعة بجنوب غزة مغلقين.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة: إن 360 ألف فلسطيني فروا من رفح خلال الأسبوع الماضي، من بين 1.3 مليون كانوا لجأوا إليها قبل بدء «العملية»، ومعظمهم فروا بالفعل من القتال في أماكن أخرى على مدار الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر.
وقالت عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن 38 شاحنة طحين وصلت عبر معبر إيريز الغربي، وهو نقطة الوصول الثانية إلى شمال غزة.
وأضافت: إن برنامج الأغذية العالمي يقوم بتوزيع المواد الغذائية من مخزونه المتبقي في مناطق خان يونس ودير البلح شمالاً والتي فر إليها العديد من الفارين من رفح. داخل رفح، لم تتمكن سوى منظمتين شريكتين مع برنامج الأغذية العالمي من توزيع المواد الغذائية، ولم تكن هناك أي مخابز تعمل في المدينة.
وقال مدير مستشفى الكويت، أحد آخر المراكز الطبية العاملة في رفح: إنه تم إبلاغ الطاقم الطبي والمقيمين الذين يعيشون بالقرب من المنشأة بإخلاء المستشفى. وحذر صهيب الهمص من أن أي إخلاء للمستشفى نفسه سيكون له «عواقب كارثية».
نزوح متجدد
ومرة أخرى، اضطر الآلاف من سكان غزة إلى الهرب تحت القصف من شمال القطاع ووسطه بعد دعوات الاحتلال إلى الإجلاء. ووسط القيود الإسرائيلية والعقبات التي تحول دون توزيع المساعدات بسبب القصف المستمر، يواجه حوالي 1.1 مليون فلسطيني في غزة مستويات كارثية من الجوع، على شفا المجاعة، وتحدث «مجاعة كاملة» في الشمال، وفقاً للأمم المتحدة.
وقال محمود شلبي، مدير برنامج المساعدة الطبية للفلسطينيين، وهي مؤسسة خيرية مقرها المملكة المتحدة، إنه تلقى مؤخراً أوامر بالانتقال من بيت لاهيا في أقصى الشمال إلى مدينة غزة.
وقال: «لقد غادرت منزلي عدة مرات الآن، مع والداي، وكلاهما أكبر من 70 عاماً، وأطفالي الثلاثة وزوجتي. رحلة الرعب والنزوح لا يمكن وصفها بالكلمات».
نحن تائهون
وتقول أم عدي نصار بعد وصولها إلى مدينة غزة قادمة من مخيم جباليا للاجئين: «ألقى الجيش مناشير وبعث رسالة على الجوال للتحذير من بقاء أحد في جباليا».
وتضيف «ليست هذه المرة الأولى التي ننزح فيها. كلما حاولنا العودة والاستقرار، تحدث عملية اجتياح ويقصف الجيش المنازل بالطائرات والدبابات ويقتل الناس».
ويقول محمود البرش من جباليا، إنه يشعر أن حياة سكان غزة أصبحت «مثل القط والفأر، نلحق بعضنا ونحن تائهون لا ندري إلى أين نتحرك أو إلى أين نذهب... والقصف مستمر».
ويقول عبد عياد (40 عاماً)، إن والده أصيب بشظايا قذيفة دبابة أثناء محاولته مع عدد من أفراد العائلة الخروج من حي الزيتون الواقع في جنوب شرق مدينة غزة.
ويضيف «دخلت (الشظية) من ظهره وخرجت من بطنه». ونقل الابن والده إلى مستشفى المعمداني في غزة في ظل عدم قدرة سيارات الإسعاف على الوصول إلى المكان.
ويؤكد عياد «انتقلت من الزيتون إلى منطقة الميناء والوضع صعب. لم نأخذ معنا لا ملابس ولا أكل، كان همّنا الوحيد أن ننجو من القصف العنيف».
إصابة 4 جنود إسرائيليين في قصف من لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي أمس، إصابة أربعة جنود بجروح، على وقع تواصل التصعيد الحدودي مع جنوب لبنان، حيث تزداد وتيرة الهجمات بين الحين والآخر، وتتسع في مداها.
ومنذ بدء تبادل القصف عبر الحدود، يعلن «حزب الله» مراراً استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية ارتباطاً بحرب غزة، ويرد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف «بنى تحتية» للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
وأمس، أعلن الجيش الإسرائيلي إثر رصده «صاروخين مضادين للدبابات عبرا من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة يفتاح»، ما أسفر عن «إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح طفيفة وجندي آخر بجروح متوسطة» تم نقلهم على إثرها إلى المستشفى.
من جانبه، قال «حزب الله» إنه استهدف في ثكنة يفتاح دبابة ميركافا، حيث هاجمها عناصره «بصاروخ موجه وأصابوها بشكل مباشر». كما أعلن شنّه هجوماً «بسرب من المسيرات الانقضاضية» على خيم عسكرية في موقع مستحدث جنوب قاعدة بيت هلل.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن «طائرتين مسيرتين عبرتا من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية وانفجرتا في منطقة بيت هلل»، ما أسفر عن اندلاع نيران تم إخمادها، من دون الإبلاغ عن إصابات.
وقال في بيان إن «طائرة مسيّرة عبرت من لبنان سقطت في منطقة زرعيت، من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات»، فيما أعلن الحزب أن عناصره استهدفوا جنوداً إسرائيليين غرب ثكنة «برانيت»، وغرفة معدات تجسسية وجنوداً إسرائيليين في موقع «بركة ريشا».
وقصفت القوات الإسرائيلية بلدة «ميس الجبل»، ومشطت المنطقة بالأسلحة الرشاشة.
مؤيدون للفلسطينيين يسيطرون على أبنية جامعية في هولندا
سيطر محتجون مؤيدون للفلسطينيين أمس، على أبنية جامعية في مدن أمستردام وخرونينجن وأيندهوفن الهولندية، للتنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة، كما ينظم طلبة جامعات بأنحاء أمريكا وأوروبا مظاهرات سلمية للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وأكد متحدث باسم جامعة أمستردام احتلال مبناها، فيما قالت جامعة أيندهوفن للتكنولوجيا أن «عشرات الطلاب يحتجون سلمياً في الخارج بالقرب من خيام».
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لطالبة فاجأت الحضور في أثناء حفل تخرجها في جامعة كولومبيا بأمريكا، الأحد، ودخلت الطالبة أثناء تسلمها الشهادة مرتدية الكوفية الفلسطينية، ومقيدة اليدين، وفور تسلّمها شهادة التخرج مزّقتها.
وكان عشرات الطلاب في جامعة ديوك الأمريكية غادروا حفل التخرج، وهتف بعضهم «فلسطين حرة» تعبيراً عن احتجاجهم على ضيف الحفل الممثل جيري ساينفيلد، االذي عبر عن دعمه إسرائيل في الحرب، وغادر عشرات من الطلاب الحفل وأطلقوا صيحات الاستهجان في تسليم ساينفيلد دكتوراه فخرية.
وأظهرت مقاطع أشخاصاً يرتدون أزياء وقبعات التخرج، وبعضهم يلوح بالعلم الفلسطيني، وهم يغادرون مكان الحفل بملعب كرة القدم بالجامعة في نورث كارولاينا، كما أظهر مقطع مغادرة عدد من الحاضرين، ومن بينهم شخص يتوشح بالكوفية الفلسطينية، وقد سُمعت صيحات استهجان؛ ما أجبر رئيس الجامعة فنسنت برايس على أن يوقف مدة وجيزة كلمة له وبدا ساينفيلد واقفاً إلى جانبه.
وفي إيطاليا، تظاهر مئات الطلاب في جامعة تورينو الإيطالية أمس، أمام مقر رئاسة الجامعة في مقاطعة بييمونتي تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفضاً للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وذكرت وكالة آكي الإيطالية أن الطلاب نصبوا خياماً أمام مقر كلية العلوم الإنسانية وتم رفع لافتة كتب عليها: «الانتفاضة.. كل العيون على رفح.. أوقفوا الحرب والإبادة الجماعية»، إلى جانب رفع العلم الفلسطيني، كما تم نصب خيام أمام كلية الفنون التطبيقية وكلية الفيزياء.
وتعهد منظمو الاعتصام بتوسيع نطاق الاحتجاج، لافتين إلى أنه سيتوج بمسيرة مؤيدة لفلسطين السبت المقبل إحياء للذكرى الـ76 للنكبة.
السودان.. «الصحة العالمية» تحذر من تفاقم الوضع في الفاشر
حذرت منظمة الصحة العالمية أمس من أن الاشتباكات في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في غربي السودان أدت إلى تفاقم سريع للوضع.
ودانت المنظمة الأممية عبر منصة «إكس» الهجوم الذي وقع قرب مستشفى تديره منظمة «أطباء بلا حدود» في الفاشر والذي أفضى لوفاة طفلين.
ودعت المنظمة الأطراف السودانية إلى وقف الحرب، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».
وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد أعلنت أول من أمس توقف مستشفى الفاشر للأطفال عن العمل بسبب قصف للجيش السوداني في محيطه.
وأضافت المنظمة في بيان إن غارة للجيش على بعد 50 متراً من المستشفى أدت إلى انهيار سقف وحدة العناية المركزة بالمستشفى ومقتل طفلين كانا يتلقيان العلاج وأحد المسعفين.
وأوضح البيان أن المستشفى كان واحداً من المستشفيات القلائل المتخصصة في علاج الأطفال والذي استمر يعمل على الرغم من الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع».
وحثت منظمة «أطباء بلا حدود» الأطراف المتحاربة على حماية المدنيين وضمان سلامة المنشآت الصحية وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وإعلان جدة الموقع منذ عام.
هدوء حذر
وشهدت مدينة الفاشر، أمس هدوءاً حذراً بعد معارك عنيفة وقصف مدفعي وجوي استمر أكثر من 20 ساعة، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بجانب سقوط القذائف في عدد من المنازل والمؤسسات العامة ومعسكرات النازحين.
إلى ذلك، قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية في تقرير لها إن الموت والمرض واليأس تتفشى في الفاشر مع نشوب القتال في المدينة، وإن دارفور على شفا كارثة أخرى مع اشتداد القتال حول الفاشر، آخر مدينة في المنطقة.
وأضافت أن مخيم أبو شوك للنازحين على الحافة الشمالية للفاشر يستقبل حوالي 7 أشخاص يومياً مصابين بجروح من الاشتباكات القريبة بين مقاتلين من قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة مع الجيش السوداني.