تنامي آمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة/ قصف متبادل عبر لبنان.. و«حزب الله» يستبعد توسيع الحرب / «قوى سودانية» تجتمع في القاهرة بحثاً عن «توافق» لوقف الحرب
الاتحاد: تنامي آمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة
وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه سيرسل وفداً لاستئناف المفاوضات، وقال مسؤول إسرائيلي إن الفريق سيقوده رئيس «الموساد».
وقال مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي، إن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق بعد أن قدمت الفصائل اقتراحها المعدل.
وأضاف دون أن يتطرق لتفاصيل «الاقتراح الذي طرحته الفصائل ينطوي على انفراجة مهمة للغاية».
وهناك اختلاف ملحوظ بين الرد الإسرائيلي على اقتراح الفصائل، الذي تم تقديمه عبر وسطاء، ومواقف سابقة خلال الحرب المستمرة منذ نحو 9 أشهر على قطاع غزة عندما قالت إسرائيل إن الشروط التي وضعتها الفصائل غير مقبولة.
وقال مسؤول فلسطيني مقرب من جهود السلام التي تتم بوساطة دولية إن اقتراح الفصائل الجديد قد يؤدي إلى اتفاق إطاري إذا قبلته إسرائيل.
وأضاف أن الفصائل لم تعد تتمسك بالشرط المسبق بالتزام إسرائيل بوقف إطلاق النار بشكل دائم قبل توقيع الاتفاق، وستسمح للمفاوضات بتحقيق ذلك خلال مرحلة الأسابيع الستة الأولى.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: «إذا احتاج الجانبان إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار، فيجب عليهما الاتفاق على أنه لن تكون هناك عودة إلى القتال حتى يفعلا ذلك».
وقالت الفصائل من قبل إن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب ويؤدي إلى انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وسعت إلى إطلاق سراح سجناء فلسطينيين محتجزين في إسرائيل مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأقرت مصادر مصرية بحدوث تحول في المواقف لكنها أشارت إلى أن القضية الأساسية المتمثلة في الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار لم تحسم بعد.
بدوره، قال البيت الأبيض إن بايدن ونتنياهو ناقشا أمس الأول رد الفصائل الفلسطينية على البنود المحتملة للاتفاق، وإن بايدن رحب بقرار نتنياهو استئناف المحادثات المتوقفة، في محاولة لإتمام الاتفاق.
وذكر المصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي «يوجد اتفاق يمكن حقيقة تنفيذه»، لكن المصدر حذر من احتمال عرقلة الاتفاق «لاعتبارات سياسية».
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات، إن هناك سيناريوهين أمام هذه المفاوضات، الأول أميركي والثاني حكومي إسرائيلي.
وأوضحت المصادر، في تصريحات صحفية، أن السيناريو الأميركي يقوم على وقف إطلاق النار بشكل متدرج، ينتهي بوقف إطلاق نار «غير معلن»، وذلك وفق معادلة الأمر الواقع في نهاية العملية التفاوضية.
وبحسب هذا السيناريو، ستقوم إسرائيل بسحب قواتها من غزة تدريجياً وصولاً إلى الانسحاب التام في نهاية العملية التفاوضية.
وسيتيح تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق، للنازحين من سكان شمال قطاع غزة، العودة إلى مناطقهم، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من شارعي الرشيد وصلاح الدين في المحور الفاصل بين شمال وادي غزة ووسط وجنوب القطاع.
وسيجري في المرحلة الأولى دخول مساعدات إنسانية واسعة للقطاع بمعدل 600 شاحنة يومياً.
ووفق السيناريو الأميركي، تستمر العملية التفاوضية على ثلاث مراحل، مدة كل واحدة منها شهر ونصف، يجري خلالها تبادل كل الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل قطاع غزة، لتقيم منظومات أمنية دقيقة على الحدود مع القطاع.
وفي هذا السيناريو، لن تعلن إسرائيل نهاية الحرب، وستعلن أنها ستقوم بمهاجمة أي هدف عسكري أو أي محاولة لإعادة بناء القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
أما السيناريو الثاني، وهو حكومي إسرائيلي، فسيقوم على إتمام المرحلة الأولى من المفاوضات، وعودة الحرب في المرحلة الثانية، في حال فشلها في التوصل إلى اتفاق.
البيان: السودان.. الحرب تقلص المساحات المزروعة وتهدد بالمجاعة
أخرجت الحرب المشتعلة في السودان لأكثر من عام العديد من ولايات البلاد الزراعية عن دائرة الإنتاج، كما فقد ملايين السودانيين مصادر دخلهم، وسط تحذيرات أممية من كارثة مجاعة هي الأسوأ على مستوى العالم، إذ يواجه أكثر من نصف سكان السودان مستويات مرتفعة من «انعدام الأمن الغذائي الحاد».
ومع تمدد الحرب إلى الولايات الزراعية، مثل ولايات الجزيرة وسنار ودارفور وكردفان، اضطر الكثير من المزارعين إلى ترك حقولهم والفرار بحثاً عن الأمان، بينما تواجه المزارعين في الولايات الآمنة تحديات وتعقيدات مختلفة جعلت الكثير منهم يتركون الزراعة أو يقلصون مساحتهم الزراعية، ما يهدد الموسم الزراعي للعام الجاري بخطر الفشل في حال لم تعمل الجهات المعنية على تذليل تلك العقبات.
ويؤكد رئيس اللجنة المفوضة للمزارعين ياسر علي الصعب لـ«البيان» أن الموسم الزراعي لهذا العام محاط بالكثير من المصاعب، إذ يمثل التمويل أكبر التحديات التي تواجه المزارعين، محذراً من أن فشل الموسم الزراعي سيكون له آثار كارثية على البلاد، خاصة وأن هناك ولايات عديدة خرجت عن دائرة الإنتاج بسبب الحرب، سيما في إقليمي دارفور وكردفان وولاية الجزيرة وأجزاء من ولايتي النيل الأبيض وسنار.
ويؤكد وزير الإنتاج بولاية القضارف عمر بشير لـ«البيان» أن الولاية تستهدف في خطتها للموسم الجديد مساحة 7,5 ملايين فدان، خصصت منها 5,5 ملايين فدان لزراعة محاصيل الأمن الزراعي (ذرة ودخن)، غير أنه لفت إلى أن هناك صعوبات تمويلية تسعى وزارته مع السلطات في الدولة لإزالتها، وأشار إلى أنهم بحاجة إلى نحو 450 مليار جنيه سوداني لتمويل المزارعين، بدوره يحذر الأمين عبد اللطيف البدوي، وهو من مزارعي ولاية القضارف، من أن الموسم الزراعي الحالي في خطر، ومعرض للفشل ما لم تتدارك قيادة الدولة الأمر وتسعي بشكل عاجل لتوفير التمويل اللازم، وأضاف: «ما لم تتم المعالجات الأمنية الكافية والحماية للمزارعين ستخرج مساحات كبيرة من المشاريع الزراعية عن دائرة الإنتاج».
حرب غزة.. استدارة نحو التهدئة أم «حقن مهدئة»؟
على تخوم الشهر العاشر للحرب على قطاع غزة، الوساطات من خلال العودة لمفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل بهدف التوصل إلى صفقة تبادل تعثرت حيناً، وأوقفت في أحيان كثيرة، لكنها تبدو وشيكة، وإن كانت محفوفة بالمخاطر والتحديات.
وبعد أشهر من تقاذف كرة اللهب بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، تنهض في المساحات الفاصلة بينهما مساعٍ وجهود أمريكية وعربية ودولية، للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، فتواصل الأطراف ذات العلاقة البحث عن مساحة للحل الوسط، وخصوصاً في القضايا المفصلية، وقوامها الانسحاب الشامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، والوقف الدائم للحرب، وتبادل الأسرى، فضلاً عن رفع الحصار عن قطاع غزة لإدخال المساعدات الإغاثية للسكان.
تفاؤل
ورغم أجواء التفاؤل التي طغت على المشهد مع إعلان الوسطاء عن قرب التوصل إلى تهدئة، لم يستبعد مراقبون مراوغة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مع اتجاه الأطراف المعنية نحو الحل، بل إن كثيرين منهم اعتبروا التصريحات التي تتبناها ماكينة الإعلام الإسرائيلية المقربة من نتانياهو، بأنها «حقن مهدئة» لغضب الشارع الإسرائيلي.
وتأتي تحسباً لردة فعله في حال إفشال مساعي التهدئة، ووضع العصي في دواليب الصفقة، وفقاً لمصالح نتانياهو الشخصية والسياسية، وهذا الأمر ورد كثيراً في قراءات الخبراء والمحللين.
الوسطاء ألقوا حجراً في المياه الراكدة لتتسع دوائر الدبلوماسية، لكن المخاوف تظل حاضرة، ذلك أن نتانياهو لا يزال يصطدم بالرافضين لوقف الحرب في حكومته.
ضغوط
سألت «البيان» اثنين من المحللين المختصين في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، عن الجديد الذي تحمله مساعي التهدئة هذه المرة، فقال عادل شديد، إن الكرة الآن في ملعب نتانياهو، والمعروف عنه إجادة المراوغة، والتخلص من الضغوطات، والذي يفترض عليه الاستجابة لضغط الشارع الإسرائيلي والتوجه الأمريكي والذهاب نحو الاتفاق، مرجحاً أن تكون المفاوضات حول التهدئة صعبة ومعقدة، ومرد ذلك مساعي نتانياهو لإرضاء ائتلافه الحكومي الرافض لوقف الحرب.
وتابع شديد: «الجديد هذه المرة، ظهور ديناميكيات إيجابية داخل الجيش الإسرائيلي تدفع باتجاه الموافقة على التهدئة، بحسبان أن الأهداف المعلنة للحرب تبدو غير قابلة للتحقيق.
فضلاً عن طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن شخصياً من نتانياهو إنهاء الحرب، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية عودنا طيلة الجولات السابقة من المفاوضات، على إفشال الاتفاق، وهذا يضعه أمام اختبار صعب، في مواجهة الشعب الإسرائيلي الذي يتأهب للنزول إلى الشوارع بالملايين، وإقصاء نتانياهو من الحلبة السياسية».
بينما يرى هاني المصري، أن نتانياهو يسعى لتفادي الاعتراف بالهزيمة، من خلال حديثه المتكرر عن انتقال الحرب إلى مرحلة جديدة، الأمر الذي يراه نتانياهو ومعسكره استمرار للحرب حتى تحقق أهدافها، وحتى يتم إيجاد إدارة موثوقة بالنسبة له لقطاع غزة، بعيداً عن «حماس»,
ويعني ذلك حسب المصري، بقاء الجيش الإسرائيلي لأشهر عدة في قطاع غزة، واستمرار الحرب بصورة مغايرة لما جرى خلال الأشهر التسعة الماضية، الأمر الذي يخشاه قادة حماس، بأن تستأنف إسرائيل الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من التهدئة، والتي سيجري خلالها إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
اضطرار
على الطرف الآخر، يرى مراقبون، أن «حماس» اضطرت هي أيضاً للموافقة على التعديلات الأخيرة للمقترح الأمريكي لوقف الحرب، بعد تلقي ضمانات أمريكية بوقف إطلاق نار متدحرج، كما أرادت الحركة تفادي الاتهام بأنها تدير ظهرها للمواطنين الذين يواجهون الموت في قطاع غزة، وغير مكترثة لمصيرهم، وعلى الأقل تهدئة خواطرهم فيما تستعد الحرب لدخول شهرها العاشر.
فهل تتيح الحركة الفرصة لنتانياهو كي ينزل عن شجرة الحرب؟، وهل يستجيب الأخير لصوت الشارع الإسرائيلي المطالب بإتمام الصفقة؟، الإجابة عن هذه الأسئلة لن تتأخر كثيراً، بانتظار ما ستتمخض عنه مفاوضات الدوحة.
هدنة غزة.. استئناف المفاوضات وواشنطن تقترح وقفاً متدرجاً للقتال
تحركات جديدة أعادت الحياة لملف مفاوضات «هدنة غزة»، مع استئناف محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة بحضور أمريكي.
حيث أشارت مصادر مطلعة على المفاوضات، إلى أن الاتجاه العام للصفقة قد أغلق، والآن تبقى «التعديلات»، فيما اقترحت واشنطن وقفاً متدرجاً للقتال.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، أمس، إن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنيع، توجه إلى الدوحة دون بقية أعضاء الوفد المفاوض لاستئناف المفاوضات للتوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار بغزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن المفاوضات ستستغرق وقتاً طويلاً، وأن بقية أعضاء الوفد المفاوض سينضمون إلى رئيس الموساد في حال إحراز تقدم، وسط تقديرات بأن المحادثات قد تستغرق شهراً.
وقال مسؤولون إسرائيليون لهيئة البث، إن رد حماس بعث الأمل في نفوس الوسطاء، لكن هناك العديد من القضايا التي تحتاج إلى حل، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وقال مسؤول أمريكي لوكالة رويترز، إن وفداً أمريكياً شارك في الاجتماعات بالدوحة، مضيفاً أن حماس تبنت تعديلاً كبيراً للغاية في موقفها من الاتفاق. وأشارت مصادر أمريكية مطلعة على المفاوضات، إلى أن الاتجاه العام للصفقة قد أغلق، والآن تبقى «التعديلات».
وأوضحت مصادر أمريكية، أن واشنطن قدمت مقترحاً يقوم على وقف إطلاق النار بشكل متدرج، ينتهي بوقف إطلاق نار «غير معلن»، وذلك وفق معادلة الأمر الواقع «دي فاكتو» في نهاية عملية التفاوض.
ووفق هذا السيناريو، ستقوم إسرائيل بسحب قواتها من غزة تدريجياً وصولاً إلى الانسحاب التام في نهاية العملية التفاوضية.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وحسب مصادر الصحيفة، فإن بايدن أخبر نتنياهو في مكالمة هاتفية جرت بينهما الخميس، أن الوقت قد حان لإنقاذ حياة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
ورأت الصحيفة أن وقف القتال سيشكل نصراً سياسياً مهماً لبايدن، الذي عانى بعد المناظرة الرئاسية مع منافسه ترامب. وكشفت «يديعوت أحرونوت»، عن أن المباحثات مع الأمريكيين قد جرت على مستوى عالٍ لتقديم جبهة موحدة، وتفضيل المصلحة الدولية.
إلى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين مطلعين أن حركة حماس أبلغت «حزب الله» بأنها وافقت على مقترح لوقف إطلاق النار في غزة، وأن الحزب رحب بهذه الخطوة.
وقال المصدران لـ«رويترز» أمس، إن وفداً من حماس أطلع حزب الله على أحدث التطورات خلال اجتماع في بيروت، فيما قالت مصادر لبنانية مطّلعة، إن اتفاقاً حصل بين «حزب الله» و«حماس» خلال الاجتماع القيادي أمس على وقف النار فور وقف الحرب الإسرائيلية.
ووسط هذه التطورات، كثف الجيش الإسرائيلي منذ ساعات الصباح الأولى أمس قصف مدينتي رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة وجباليا شماله، تزامناً مع توغل للآليات الإسرائيلية في حي النصر شمال مدينة رفح.
وأفاد شهود بمقتل 10 أشخاص وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس، وسط قصف مدفعي مكثف شرق منطقة الفخاري بالمدينة. وأكد أن القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف بلدة النصر شمال شرق مدينة رفح، بالتزامن مع توغل لآليات الجيش، وشمال مخيم النصيرات وسط القطاع، أطلقت الآليات الإسرائيلية النار بشكل كثيف من دون أنباء عن إصابات.
الخليج: الترشح لانتخابات الرئاسة التونسية 29 الجاري
أعلنت تونس أن قبول الترشح للانتخابات الرئاسية يبدأ في 29 يوليو/ تموز الجاري ويستمر حتى 6 أغسطس/ آب المقبل، فيما تمسك الحزب الدستوري الحر بترشح رئيسته المحتجزة، عبير موسي.
جاء ذلك في تصريحات رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر في مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس، مساء أمس الأول الخميس.
وقال بوعسكر إن «فتح باب الترشحات للانتخابات الرئاسية سيكون بداية من الاثنين 29 يوليو ويتواصل إلى الثلاثاء 6 أغسطس».
وأضاف أن «الهيئة ستبت في الترشحات في أجل أقصاه يوم السبت 10 أغسطس، ثم يتم إعلام الأطراف بقرارات البت، والإعلان عن قائمة المترشحين المقبولين أولياً في أجل أقصاه يوم الأحد 11 أغسطس».
وأوضح أن «مطالب انسحاب المترشحين يتم قبولها يوم 2 سبتمبر/ أيلول لتتولى الهيئة الإعلان عن المترشحين المقبولين نهائياً في 3 سبتمبر».
والثلاثاء، دعا الرئيس التونسي قيس سعيد، الناخبين إلى انتخابات رئاسية في 6 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
من جهة أخرى، تمسك الحزب الدستوري الحر في تونس بترشح رئيسته المحتجزة، عبير موسي للرئاسة التونسية، داعياً إلى «ترك السيادة الفعلية للشعب لاختيار مرشحيه وكسب ثقته».
ونقلت وسائل إعلام تونسية عن عضو المكتب السياسي للحزب، ثامر سعد، قوله خلال مؤتمر صحفي أمس الجمعة، إن الحزب متمسك بترشح رئيسته عبير موسي للرئاسة، لافتاً إلى أنه جرى إعلان ترشحها منذ فبراير/ شباط الماضي.
وأشار إلى أن موسي «محتجزة منذ 10 أشهر في سجن منوبة في قضية مكتب الضبط التي تولدت عنها قضايا أخرى».
وكانت هيئة قضائية في محكمة الاستئناف في تونس أقرت إدانة موسي، بمخالفة قانون الصمت الانتخابي خلال انتخابات 2019.
إلى ذلك، أعلنت السلطات التونسية، أمس الجمعة، إلقاء القبض على شخصين صدرت في حقهما أحكام بالسجن في قضايا الانتماء إلى «تنظيم إرهابي».
جاء ذلك وفق بيان للإدارة العامة للحرس الوطني، نشرته أمس الجمعة على فيسبوك.
وقال الحرس الوطني: تمكنت وحدات تابعة للحرس في ولاية سليانة (شمال غرب) من إلقاء القبض على شخصين مفتش عنهما لفائدة وحدات أمنية وهيئات قضائية مختلفة بتهمة «الانتماء إلى تنظيم إرهابي» وصادرة في شأنهما أحكام غيابية بالسجن تصل إلى 3 سنوات.
قصف متبادل عبر لبنان.. و«حزب الله» يستبعد توسيع الحرب
تجددت المواجهات وعمليات القصف المتبادل بين «حزب الله» وإسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان، أمس الجمعة، بينما كشفت معطيات إسرائيلية أن الصواريخ التي أطلقت من لبنان، منذ بدية الحرب، أحرقت أكثر من 70 ألف دونم شمال إسرائيل، في وقت أكّد نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أنه لا حرب موسّعة على لبنان في المدى المنظور وأن الإسرائيلي سيذهب إلى المفاوضات.
وقصفت مسيرة إسرائيلية محيط ساحة بلدة مركبا جنوبي لبنان، بينما أغارت طائرات حربية على مرتفعات كسارة العروش في منطقة إقليم التفاح بعدما سبق أن أغار فجراً، أمس على أطراف بلدة طيرحرفا، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية. وقصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدات الهبارية وراشيا الفخار وراميا. كما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إطلاق 5 صواريخ باتجاه زرعيت في الجليل الغربي و3 أخرى نحو مزارع شبعا. وأعلن «حزب الله» في بيانات منفصلة أن مقاتليه استهدفوا موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفر شوبا المحتلة، وكذلك موقع راميا بقذائف المدفعية وأصابوها إصابات مباشرة. وكشفت معطيات إسرائيلية، أمس الجمعة، أن الصواريخ التي أطلقت من لبنان منذ بداية المواجهات تسببت بإحراق مساحات مفتوحة تزيد مساحتها على 70 ألف دونم في شمال إسرائيل. وقالت صحيفة «هآرتس» العبرية إنه «منذ بداية الحرب، تم حرق مساحات مفتوحة تزيد مساحتها عن 70 ألف دونم في شمال إسرائيل». وأضافت: «وفقاً لهيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية، تعرضت المحميات الطبيعية في الجليل ومرتفعات الجولان، بما في ذلك ناحال ديشون، وغاملا، وناحال حتسور، ومجراسي، وميشوشيم، لأضرار بالغة». وقالت الصحيفة: «سيطرت فرق الإطفاء والإنقاذ على معظم الحرائق التي اندلعت في شمال إسرائيل يوم الخميس بعد إطلاق وابل صاروخي من لبنان». واستدركت: «لكن الحرائق التي اشتعلت في غابة بيريا قرب نهر الداليوت في هضبة الجولان، لم يتم إخمادها بعد».
من جهة أخرى، أكّد نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، في حديث ل إذاعة «سبوتنيك»، أنّ «احتمالات توسعة الحرب غير متوفرة في المدى القريب، ولكن «حزب الله» مستعد لأسوأ الاحتمالات»، مبيناً أنّ «الحزب لا يبني موقفه العسكري بحسب التحليلات السياسة، بل بحسب المعلومات وبنتائج الميدان».«وأشار قاسم إلى أن «الموفدين الأجانب من الجانبين الأمريكي والفرنسي يريدان مناقشة القرار 1701 ويرغبان بفصل جبهة جنوب لبنان عن جبهة غزة، ولكن جواب الحزب هو أنه لا نقاش دون وقف إطلاق النار في غزة».
الشرق الأوسط: الإصلاحي بزشكيان يفوز برئاسة إيران... ويؤكد «مد يد الصداقة للجميع»
وأحصى مسؤولو الانتخابات حتّى الآن أكثر من 30 مليون صوت، حصل بزشكيان منها على ما يزيد عن 16 مليون صوت، وجليلي على أكثر من 13 مليون صوت، وفق نتائج نشرتها وزارة الداخليّة، بحسب وكالة «الصحافة الفرنسية».
المرشح الرئاسي الإصلاحي الإيراني مسعود بزشكيان (وسط) بعد الإدلاء بصوته في مركز اقتراع (إ.ب.أ)
وفي أول تصريح له منذ إعلان فوزه أكد بزشكيان اليوم أنه «سيمد يد الصداقة للجميع».
وقال للتلفزيون الرسمي «سنمد يد الصداقة للجميع، نحن جميعنا شعب هذا البلد. علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدّم البلد».
وأدلى الإيرانيّون بأصواتهم الجمعة في الدورة الثانية من انتخابات رئاسيّة تواجه فيها بزشكيان الذي يدعو للانفتاح على الغرب، والمفاوض السابق في الملفّ النووي المحافظ المتشدّد جليلي المعروف بمواقفه المتصلّبة إزاء الغرب.
ولقيت هذه الدورة الثانية متابعة دقيقة في الخارج، إذ إنّ إيران هي في قلب كثير من الأزمات الجيوسياسيّة، من الحرب في غزة إلى الملفّ النووي الذي يُشكّل منذ سنوات عدّة مصدر خلاف بين البلاد والغرب ولا سيما الولايات المتحدة.
ودُعي نحو 61 مليون ناخب في إيران الجمعة للإدلاء بأصواتهم في 58 ألفاً و638 مركزاً في أنحاء البلاد الشاسعة، من بحر قزوين شمالاً إلى الخليج جنوباً.
وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند منتصف الليل (20:30 ت غ) بعد تمديد التصويت ستّ ساعات.
في الدورة الأولى، نال بزشكيان الذي يدعو إلى الانفتاح على الغرب 42.4 في المائة من الأصوات في مقابل 38.6 في المائة لجليلي المعروف بمواقفه المتصلّبة في مواجهة القوى الغربيّة، بينما حلّ ثالثاً مرشحّ محافظ آخر هو محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى.
وحظي بزشكيان البالغ 69 عاماً بتأييد الرئيسَين الأسبقَين الإصلاحيّ محمد خاتمي وحسن روحاني.
أمّا خصمه البالغ 58 عاماً فحظي خصوصاً بتأييد محمّد باقر قاليباف الذي حصد في الدورة الأولى 13.8 في المائة من الأصوات.
وهذه الانتخابات التي جرت دورتها الأولى في 28 يونيو (حزيران) نُظّمت على عجَل لاختيار خلف لإبراهيم رئيسي الذي لقي مصرعه في حادث مروحيّة في 19 مايو (أيار).
وجرت هذه الانتخابات وسط حالة استياء شعبي ناجم خصوصاً من تردّي الأوضاع الاقتصاديّة بسبب العقوبات الدوليّة المفروضة على البلاد.
رؤيتان مختلفتان
في الدورة الأولى التي جرت قبل أسبوع، بلغت نسبة الإقبال على التصويت 39.92 في المائة من أصل 61 مليون ناخب، في أدنى مستوى لها منذ قيام الدولة قبل 45 عاماً.
ودعت شخصيّات معارضة داخل إيران وكذلك في الشتات، إلى مقاطعة الانتخابات، معتبرة أنّ المعسكرين المحافظ والإصلاحي وجهان لعملة واحدة.
لكن بالنسبة إلى وزير الخارجيّة الأسبق علي أكبر صالحي، فإنّ على الناخبين أن «يختاروا»، بالنظر إلى «الرؤيتَين المختلفتين تماماً» للمرشّحين، وفق تصريحات أدلى بها لوكالة «الصحافة الفرنسية» بعد الإدلاء بصوته في شرق العاصمة.
وفي مركز اقتراع في طهران، قال حسين البالغ 40 عاماً إنه اختار بزشكيان لأنه «قادر على إحداث تغيير».
واتخذ فرزاد (52 عاماً) الذي طلب عدم كشف كامل هويته على غرار حسين، الخيار نفسه «لمنع المتطرّفين» من الوصول إلى السلطة.
وقرّرت ملكة مقتضائي التصويت لجليلي. فهذه الطالبة البالغة 19 عاماً تعوّل عليه في «تحسين اقتصاد البلاد».
وفي مقهى في وسط العاصمة، امتنعت إلميرا وهي طالبة تبلغ 26 عاماً عن التصويت وأملت بأن يحذو كثرٌ حذوها «لتوجيه رسالة» إلى العالم.
«الناس غير راضين»
خلال مناظرة متلفزة جرت بينهما مساء الاثنين، ناقش الخصمان خصوصاً الصعوبات الاقتصاديّة التي تواجهها البلاد والعلاقات الدولية وانخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات والقيود التي تفرضها الحكومة على الإنترنت.
وقال بزشكيان إنّ «الناس غير راضين عنا»، خصوصاً بسبب عدم تمثيل المرأة، وكذلك الأقلّيّات الدينية والعرقية، في السياسة.
وأضاف «حين لا يشارك 60 في المائة من السكّان (في الانتخابات)، فهذا يعني أنّ هناك مشكلة» مع الحكومة.
ودعا المرشح الإصلاحي إلى «علاقات بنّاءة» مع الولايات المتّحدة والدول الأوروبية من أجل «إخراج إيران من عزلتها».
أما جليلي، المفاوض في الملف النووي بين عامي 2007 و2013، فكان معارضاً بشدّة للاتفاق الذي أُبرم في نهاية المطاف بين إيران والقوى الكبرى بينها الولايات المتحدة، والذي فرض قيوداً على النشاط النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات.
وجدّد جليلي تأكيد موقفه المتشدّد تجاه الغرب، معتبراً أنّ طهران لا تحتاج لكي تتقدّم أن تعيد إحياء الاتّفاق النووي الذي فرض قيوداً مشددة على نشاطها النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
وقال إن هذا الاتفاق «انتهك الخطوط الحُمر لطهران» من خلال القبول بـ«عمليات تفتيش غير عادية للمواقع النووية الإيرانية».
والمفاوضات النووية حالياً في طريق مسدود بعد الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة في العام 2018 بقرار اتّخذه دونالد ترمب الذي كان رئيساً للبلاد حينها، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران.
ويدعو بزشكيان إلى إيجاد حل دائم لقضية إلزامية الحجاب، أحد أسباب حركة الاحتجاج الواسعة التي هزت البلاد في نهاية العام 2022 إثر وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) 2022 بعد توقيفها لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة.
وسيكون تأثير نتيجة الانتخابات محدوداً على توجّه البلاد لأنّ للرئيس في إيران صلاحيات محدودة. وتقع المسؤولية الأولى في الحكم في البلاد على عاتق المرشد الأعلى الذي يُعتبر رأس الدولة، أما الرئيس فهو مسؤول على رأس حكومته عن تطبيق الخطوط السياسية العريضة التي يضعها المرشد الأعلى علي خامنئي.
مزاعم «رسائل أميركية» تغضب فصائل عراقية
ونسب صحافيون إلى «مصادر» أن بارزاني «بحث مع قادة أحزاب شيعية تحذيرات بشأن عقوبات أميركية في حال لم تسيطر بغداد على نشاط الفصائل».
إلا أن السياسي مشعان الجبوري قال إن بارزاني لم يحمل رسائل أميركية، لكنه عبر عن مخاوفه من «اتساع الصراع، وحث على إبعاد العراق».
وهاجمت «كتائب حزب الله»، زعيم «الديمقراطي الكردستاني»، وقالت في بيان، إن زيارته «تترجم الدور الأميركي في المشهد العراقي». وسارع بنكين ريكاني، وزير الإعمار في حكومة محمد شياع السوداني والقيادي في حزب بارزاني، إلى نفي التسريبات، وسخر منها في منشور على «إكس»، كتب فيه: «أهنئكم على خيالكم (...) كل ما قيل لم يحدث».
«قوى سودانية» تجتمع في القاهرة بحثاً عن «توافق» لوقف الحرب
ودعت مصر إلى مؤتمر يجمع القوى السياسية السودانية بهدف «الوصول لتوافق حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان، عبر حوار وطني سوداني - سوداني يتأسس على رؤية سودانية خالصة»، وذلك «بالتعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين، لا سيما دول جوار السودان، وأطراف مباحثات جدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الإيغاد»، وفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية في نهاية مايو (أيار) الماضي.
ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية، بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «نحو 10 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وعلى مدى نحو خمسة عشر شهراً، من اندلاع الحرب، لم تحقق المبادرات التي قدمتها أطراف دولية وإقليمية، نجاحاً في وقف الاقتتال الداخلي.
وذكرت مصادر سودانية لـ«الشرق الأوسط» أن «مؤتمر القاهرة سيشهد مشاركة من القوى السياسية والمدنية الفاعلة في السودان، والشخصيات السودانية المؤثرة»، لكنها أشارت إلى «عدم حضور ممثلين عن (قوات الدعم السريع)».
المصادر أوضحت أنه من المقرر مشاركة نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، ورئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) عبد الله حمدوك، ووزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، ورئيس حزب التجمع الاتحادي بابكر فيصل، إلى جانب القوى المشكلة لتجمع «الكتلة الديمقراطية»، وممثلي أحزاب وقوى سياسية مؤثرة.
وأكدت أن القاهرة «تسعى لبناء الثقة بين مختلف الأطراف السودانية»، موضحة أن «دعوات المشاركة في الحوار السوداني، قدمتها مصر للأحزاب والحركات السياسية والمدنية والشخصيات المؤثرة، في صيغة دعوات منفردة، وليس على أساس الكتل السياسية».
كما أكدت «الخارجية المصرية» في وقت سابق على بعض محددات الحوار السوداني المرتقب، تضمنت «التأكيد على أن النزاع الراهن قضية سودانية، وأي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية كافة، وفي إطار احترام مبادئ سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها».
ورأى القيادي في «الكتلة الديمقراطية» السودانية، مبارك أردول، أن «مؤتمر القاهرة مختلف عن غيره من الفعاليات والمبادرات التي تناولت الأزمة السودانية». وأرجع ذلك إلى كونه «يجمع عدداً كبيراً من القوى والأفرقاء السياسيين على مائدة حوار واحدة»، معرباً عن أمله في أن «يقدم المؤتمر رؤى وأفكاراً حول كيفية إنهاء الحرب بالسودان، وكيفية إيصال المساعدات الإنسانية، والتأسيس لحوار سياسي شامل يجمع أطراف الأزمة السودانية»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الوقت حان لوقف الاقتتال، وتحقيق السلام وعودة النازحين واللاجئين لديارهم، في ظل فاتورة الحرب التي تتضاعف يومياً».
وعدّ الأمين العام لتنسيقية «تقدم»، الصديق الصادق المهدي، أن المؤتمر «انعكاس للاهتمام المصري بالأزمة السودانية». وقال في إفادة صحافية، الخميس: «منفتحون للتداول بشفافية من أجل وقف الحرب»، لافتاً إلى أن «ما يتمخض عن مؤتمر القاهرة، يؤسس لواقع جديد يتطلب تكامل الأدوار لتوحيد الموقف المدني والضغط على طرفي الحرب لوقف الاقتتال».
وأعلنت تنسيقية «تقدم» تلبية مكوناتها دعوة المشاركة في مؤتمر القاهرة. وقالت الأسبوع الماضي، إنها «ستعمل على الدفع بأولوية معالجة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها السودانيون داخلياً، وفي مناطق النزوح واللجوء، وستطرح رؤاها حول كيفية تسريع جهود الحل السلمي للنزاع في السودان».
في المقابل، قلل أمين عام «الجبهة الشعبية» السودانية، جمال عنقرة، من فرص وصول المؤتمر إلى «إعلان موقف موحد لوقف الحرب». وأرجع ذلك إلى «عدم دعوة بعض القوى السودانية، مثل المقاومة الشعبية والإسلاميين الذين يقاتلون (الدعم السريع)»، مشيراً إلى أنه «من بين نحو خمسة عشر حزباً وحركة مسلحة تمت دعوة ثلاثة فقط من المناصرين للجيش السوداني».
وكانت «الخارجية السودانية» قد طالبت نهاية مايو الماضي بضرورة «تمثيل المقاومة الشعبية في مؤتمر القاهرة»، وأن يكون أساس المشاركة «قائماً على تأكيد الشرعية القائمة في البلاد وصيانة المؤسسات الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة». ورفضت في نفس الوقت مشاركة «مؤيدي (الدعم السريع)».
في سياق ذلك، أوضح نائب رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير صلاح حليمة، أن «المؤتمر يستهدف الخروج بنتائج في 4 مسارات أساسية لحل الأزمة السودانية، بدايةً من المسار الأمني والعسكري، والمسار السياسي، والمسار الإنساني، ومسار إعادة الإعمار»، مشيراً إلى أن المؤتمر «يجمع كل الجوانب الإيجابية في المبادرات السابقة، ويسعى لتمثيل كل أطياف المجتمع السوداني دون إقصاء».
وقال حليمة لـ«الشرق الأوسط» إن «استضافة القاهرة للحوار، جاءت بناءً على مطالب من القوى السودانية، خلال لقاءات المبادرة المجتمعية التي رعاها المجلس المصري للشؤون الخارجية، مع القوى والكيانات السياسية السودانية للتوافق على صيغة للحل السياسي في السودان»، مشيراً إلى أن «نتاج عمل تلك المبادرة امتد لنحو 70 ساعة، على مدى ثلاثة أشهر».
وتتزامن الدعوة المصرية للحوار السوداني، مع الذكرى الأولى لاستضافة القاهرة «قمة دول جوار السودان»، التي عُقدت في يوليو (تموز) 2023 بمشاركة قادة الدول المجاورة للسودان، وممثلي منظمات إقليمية ودولية، بهدف توحيد جهود وقف الحرب بالسودان.
الأمم المتحدة تدعو لتوحيد المؤسسات الليبية
وأجرت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، خلال الساعات الماضية لقاءين منفصلين في العاصمة طرابلس، استهدفا تحريك العملية السياسية و«التشديد على ضرورة إدارة موارد الدولة بما يلبي تطلعات الشعب ويخدم الاستقرار».
والتقت خوري، رئيس أركان قوات حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، الفريق أول ركن محمد الحداد. وقالت البعثة الأممية إن اللقاء الذي تم مساء (الخميس) استعرض الأوضاع الأمنية في ليبيا والتشديد على الأهمية البالغة لتوحيد مؤسسات الدولة، وخاصة المؤسسات الأمنية، كما جددت نائبة الممثل الخاص التأكيد على ضرورة تعزيز التوافق السياسي وتوحيد مؤسسات البلاد لتلبية احتياجات الشعب الليبي والحفاظ على سيادة ليبيا.
وأوضح مكتب الحداد، أنه ثمّن في بداية اللقاء «جهود المبعوثين السابقين للأمم المتحدة في دعم العملية السياسية في ليبيا»، ونقل عن خوري إشادتها أيضاً «بجهود رئيس الأركان العامة في حل الخلافات، من أجل تحقيق الاستقرار والسلام، كما رحّبت بالخطوات الرامية نحو توحيد المؤسسة العسكرية».
وأوضح مكتب الحداد أن المبعوثة الأممية أطلعت الحداد على نتائج مشاوراتها مع الأطراف السياسية، وتطرّقت إلى دور المؤسسة العسكرية في دعم الانتخابات، مشيراً إلى أن الحداد «أكد دعمه للخطوات التي من شأنها أن تحافظ على سيادة ليبيا ووحدتها وسلامة أراضيها».
وفي لقائها الثاني، اجتمعت خوري برئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، في العاصمة طرابلس. وقالت البعثة الأممية، إن الاجتماع تناول بالنقاش «أهمية وجود هيئات رقابية مستقلة تلزم مؤسسات الدولة بتطبيق معايير الشفافية والحكم الرشيد». وانتهى الطرفان بالتشديد على ضرورة إدارة موارد الدولة «بما يلبي تطلعات الشعب الليبي ويخدم الاستقرار».
وكانت خوري ناقشت مع رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح في مكتبه بالقبة (شرق ليبيا) عدداً من القضايا موضع الخلاف السياسي في القوانين الانتخابية وحاجة القادة الليبيين إلى الانخراط في حوار بناء لتشكيل «حكومة موحدة» تقود ليبيا إلى الانتخابات.
ولم تكن الأزمة الليبية بعيدة عن لقاء رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، بنائب السفير الإيطالي بليبيا ريكاردو فيلا، والوفد المرافق له، إذ تم خلال الاجتماع بحث المستجدات السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا، والجهود الدولية والإقليمية للدفع بالعملية السياسية.
وقال المجلس الأعلى في بيانه مساء (الخميس)، إنه بحث مع الجانب الإيطالي، «الجهود المبذولة للوصول لتوافق سياسي شامل يفضي لانتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة تلبي تطلعات الليبيين». كما بحث اللقاء توطيد العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بما يخدم مصالح البلدين، خاصة في ملف الهجرة غير النظامية.
وأعلن المجلس الأعلى للدولة أن رئيسه تكالة، حضر الاحتفالية التي أقامتها (الخميس) السفارة الأميركية في ليبيا بمناسبة ذكرى يوم إعلان «الاستقلال» الذي يوافق الرابع من شهر يوليو (تموز)، منوهاً إلى أن هذه المشاركة تأتي لـ«التعبير عن أهمية العلاقات الليبية - الأميركية».
وكان عدد كبير من السياسيين الليبيين حضروا احتفالية أقامتها السفارة الأميركية في البلاد، للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية لاستقلال الولايات المتحدة. وقال القائم بالأعمال جيريمي برنت، على حساب السفارة عبر منصة «إكس»: «لقد كنت سعيداً للغاية بوجودي هنا اليوم في طرابلس مع الضيوف الكرام، وإخوتي الأميركيين، والأصدقاء الليبيين للاحتفال بالذكرى السنوية الـ248 لاستقلال الولايات المتحدة».
وبينما أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا (الجمعة) وصول إجمالي الناخبين المسجلين للتصويت في المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، إلى قرابة 147 ألف ناخب، تحدثت عن تنظيم جلسة حوارية نسائية في مدينة سبها بجنوب البلاد حول دور المرأة في عملية الانتخابات.
وأوضحت المفوضية، أن الجلسة استهدفت التوعية بشأن دور المرأة بوصفها ناخبة ومترشحة ومراقبة على الانتخابات، إضافة إلى دورها في التوعية الانتخابية وكذلك بوصفها وكيلاً مرشحاً ومندوباً لوسائل إعلام.
في غضون ذلك، قالت وزارة الكهرباء والطاقات المتجددة بالحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، إن الفرق الفنية المكلفة بعملية الصيانة للأعطال في كوابل التغذية الرئيسية المتسببة في انقطاع الكهرباء عن عدد من مناطق مدينة بنغازي تعمل على استعادة التيار بنسبة 80 في المائة.
كانت الشركة قالت إن مشكلة انقطاع التيار منذ نهاية الشهر الماضي ترجع إلى عدة عوامل، من بينها حدوث أضرار في كوابل تغذية رئيسية نتيجة أعمال حفر، ما أدى إلى فصل التيار الكهربائي عن معظم أحياء شرق المدينة.