تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 5 أغسطس 2024.
الاتحاد: جهود عربية ودولية مكثفة لتجنب التصعيد في المنطقة
تتزايد الجهود العربية والدولية لتجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط، ودعوة جميع الأطراف لممارسة أكبر قدر من ضبط النفس وتحمل أكبر قدر من المسؤولية لضمان أمن الشعوب.
ودعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والعاهل الأردني عبدالله الثاني أمس إلى تجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط «بأي ثمن»، في ظل تصاعد التوتر بالمنطقة لاسيما بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي.
في السياق، يخطط وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لزيارة القاهرة والدوحة خلال الأيام المقبلة للدفع نحو إرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تصعيداً عسكرياً وسياسياً خلال الأسابيع الماضية، بحسب ما أكده مصدر عربي لـ«الاتحاد».
وأوضح المصدر أن زيارة وزير الخارجية الأميركي ستشمل الأردن وعدداً من دول المنطقة وإسرائيل، مؤكداً أن واشنطن تتخوف من اندلاع حرب إقليمية مفتوحة تؤدي لحالة عدم استقرار أمني وسياسي في المنطقة.
كما دعا مسؤولان بارزان في إدارة الرئيس الأميركي إسرائيل إلى مضاعفة جهودها للعودة إلى طاولة المفاوضات معتقدين أن الفجوات مازالت ضيقة بما يكفي لسدها واحتواء الموقف.
كما عبر بيان لوزراء خارجية مجموعة السبع خلال مؤتمر عبر الفيديو برئاسة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني عن «قلقهم الشديد إزاء الأحداث في الآونة الأخيرة التي قد تؤدي إلى اتساع نطاق الأزمة في المنطقة، بدءا من لبنان».
في غضون ذلك، غادر وفد المفاوضات الإسرائيلي القاهرة، أمس، بعد ساعات من وصوله العاصمة المصرية، دون أي تقدم في المباحثات، حسبما ذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، نقلاً عن مسؤول مصري لديه معرفة مباشرة بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وتعثرت مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار في القطاع، بعد المحادثات التي جرت بين وفد إسرائيلي رفيع المستوى ومسؤولين مصريين أمس الأول، بسبب مطالب جديدة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتضمن تشكيل آلية دولية لمنع نقل الأسلحة من جنوب غزة إلى الشمال، حسبما أكد موقع «أكسيوس» الأميركي.
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، أن حركة حماس تحول دون التوصل لصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بإصرارها على مطالبها التي تتضمن الانسحاب من محور فيلادلفيا جنوب القطاع، مؤكداً أنه «لن يفعل ذلك». وتابع: الجيش لن ينسحب من فيلادلفيا ومعبر رفح، اللذين وصفهما بأنهما «أنابيب الأكسجين لحماس التي ستسمح لها بالتسلح واستعادة قوتها». وأكد في السياق نفسه، مواصلة الضغط العسكري على حماس وقادتها حتى إعادة جميع المختطفين وتحقيق أهداف الحرب.
إلى ذلك، يشعر مسؤولون إسرائيليون وعائلات الرهائن بالقلق من أن نتنياهو، الذي شدد مؤخراً مطالبه وقدم شروطاً جديدة لاتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار، أرسل الوفد فقط لخلق مظهر من المفاوضات لتخفيف بعض الضغوط عليه من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن.
من جانبها، رفضت حركة حماس الشروط الجديدة التي طرحها نتنياهو.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون: إن هذه المطالب وغيرها من المطالب الجديدة تجعل التوصل إلى اتفاق أمراً مستحيلاً. وبحسب «أكسيوس»، فإن رئيس جهاز المخابرات ديفيد برنياع ورئيس جهاز الأمن رونين بار وغيرهما من كبار المسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين الإسرائيليين الذين شاركوا في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، مقتنعون بأن نتنياهو قرر عدم المضي قدماً في الصفقة بغض النظر عن الانطباع الذي تركه للرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته للمكتب البيضاوي قبل 10 أيام، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أمس الأول، أن نتنياهو عقد اجتماعاً مع فريق المفاوضات الإسرائيلي، الأربعاء، تطور إلى مشادة كلامية. وروى مسؤولان إسرائيليان التفاصيل، وقالا: إن مدير جهاز الأمن العام (الشاباك) واجه نتنياهو وأخبره أنه إذا كان يريد التراجع عن الاقتراح الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار، فعليه أن يقول ذلك ببساطة. ورد نتنياهو بتوبيخ رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات الإسرائيلية، ووصفهم بـ«الضعفاء»، واتهمهم بالعمل لصالح زعيم حماس، والضغط عليه (نتنياهو) بدلاً من الضغط على حماس.
إسرائيل تطالب بإخلاء 7 أحياء بخان يونس
طالب الجيش الإسرائيلي، مساء أمس، سكان 7 أحياء في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بإخلائها قسراً، تمهيداً لشن هجوم جديد عليها، بداعي إطلاق حركة حماس صواريخ منها.
يأتي ذلك بعد أربعة أيام على شن الجيش هجوماً مدمراً على مناطق زعم سابقاً أنها «آمنة» شرقي خان يونس، خلّف 255 قتيلاً ودماراً واسعاً.
وقال متحدث الجيش الإسرائيلي، عبر منصة «إكس»: على سكان أحياء جورت اللوت، والمنارة، ومعن، وقيزان النجار، وقيزان أبو رشوان، والسلام والحشاش إخلاء المنطقة بشكل فوري إلى المنطقة الإنسانية.
في الأثناء، خلف قصف إسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال، بحسب ما أعلنت عنه مصادر طبية فلسطينية أمس.
وأعلن الدفاع المدني في القطاع أمس مقتل 30 شخصاً على الأقل في قصف صاروخي إسرائيلي طاول مدرستين تؤويان نازحين في حي النصر بمدينة غزة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل في بيان مقتضب «ارتفع عدد قتلى مجزرة قصف مدرستي حسن سلامة والنصر إلى 30 قتيلاً وعشرات الجرحى منهم حالات خطيرة».
وفي وقت سابق، أكد بصل «انتشال 25 قتيلاً على الأقل جلهم أطفال ونساء بخلاف 50 جريحاً غالبيتهم أطفال ونساء ونقلهم إلى مستشفى المعمداني عقب قصف صاروخي إسرائيلي استهدف مدرستي حسن سلامة، والنصر في حي النصر شمال مدينة غزة واللتين تؤويان آلاف النازحين». وأكد الجيش شنّ غارات جوية على المدرستين، لأنهما كانتا تضمان مجمعي قيادة وسيطرة لحركة «حماس». وقال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل هجماته على حركة حماس في قطاع غزة، حيث يقوم الجنود الإسرائيليون بعلميات في كل من الجزء الأوسط من القطاع الساحلي ومدينة رفح في الجنوب.
وأمس الأول، أعلن الدفاع المدني مقتل 17 شخصاً على الأقل في قصف إسرائيلي استهدف مجمّعاً مدرسياً في مدينة غزة بشمال القطاع. وقال الجيش أيضاً إنه استهدف المكان باعتباره «مخبأ» لعناصر من حماس.
البيان: هدنة غزة تتعثر بـ«شروط نتانياهو»
يبدو أن المفاوضات حول الهدنة وصفقة تبادل أسرى في قطاع غزة قد وصلت إلى طريق مسدود، بعد المحادثات التي عقدت، السبت، بين وفد إسرائيلي رفيع المستوى ومسؤولين مصريين في القاهرة، بسبب مطالب جديدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وفقاً لمصادر أمريكية.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن التقارير الأمريكية أن اجتماع القاهرة عقد تحت ضغط أمريكي قوي على كل من مصر وإسرائيل، بالنظر إلى خطورة الوضع في المنطقة.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لموقع «أكسيوس» الأمريكي، إن الوفد الإسرائيلي الذي ضم مدير جهاز المخابرات «الموساد» دافيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن الداخلي العام «الشاباك» رونين بار، تفاوض مع المسؤولين المصريين على صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع.
وبحسب التقارير يخشى مسؤولون إسرائيليون، وعائلات الأسرى من أن نتانياهو، الذي شدد مؤخراً من مطالبه، وقدم شروطاً جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، أرسل الوفد فقط لخلق مظهر من المفاوضات، من أجل تخفيف الضغوط الأمريكية عليه. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن «المطالب الجديدة وغيرها تجعل من المستحيل التوصل إلى اتفاق».
وأضافت: «المحادثات التي جرت حديثاً لم تؤدِ إلى أي تقدم». ووفقاً لـ«أكسيوس» يعتقد برنياع وبار، ومسؤولون أمنيون واستخباريون إسرائيليون آخرون مشاركون في المفاوضات أن نتانياهو قرر عدم مواصلة هذه الصفقة. وفي وقت سابق، الجمعة، أفادت «القناة 12» الإسرائيلية، أن اجتماعاً عقده نتانياهو مع فريق التفاوض الإسرائيلي، الأربعاء، كان صعباً وصاخباً، وشهد صراخاً متبادلاً من المشاركين. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قالت إن وزير الدفاع يوآف غالانت، أبلغ نتانياهو، أنه لا يوجد سبب أمني يمنع التوصل لصفقة تبادل.
ونقلت «القناة 12» عن مصادر أنه «خلال اجتماع مغلق، قال غالانت لنتانياهو: لن يكون هناك اتفاق بالشروط التي طرحتها، وأنت تضع اعتبارات ليست في مصلحة البلاد».
الخليج: محتجّون يغلقون حقل الشرارة النفطي في ليبيا.. و«الرئاسي» يُحذر
ذكر مهندسان في حقل الشرارة النفطي في ليبيا، لرويترز، أن محتجين محليين أغلقوا الحقل جزئياً، في وقت متأخر، أمس الأول السبت، فيما نفى رئيس «حراك فزان»، بشير الشيخ، مسؤولية الحراك عن الإغلاق، بينما بحث المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، تداعيات إقفال الحقل مع رئاسة أركان قوات الجيش التابعة لحكومة الوحدة التي نددت بمحاولات إغلاق الحقل، ووصفتها بأنها «ابتزاز سياسي»، وأعلنت عن استئناف مطار سبها رحلاته الدولية، بعد توقف دام 10 سنوات.
وبحسب وسائل إعلام محليّة، أجبر المحتجون حرس المنشآت النفطية والموظفين، على وقف الإنتاج وإغلاق الحقل النفطي جزئياً، إلى حين النظر في مطالبهم، وتنفيذ الحكومة لتعهداتها السابقة.
وحقل الشرارة الذي يعمل بطاقة إنتاج تبلغ نحو 300 ألف برميل يومياً، هو أحد أكبر مناطق الإنتاج في ليبيا.
وجرّاء إغلاق حقل الشرارة النفطي، من المتوقع أن تخسر ليبيا يومياً، نحو ثلث إنتاجها من النفط، كما سيتكبد الاقتصاد الليبي خسائر مالية يومية، إذ ينتج هذا الحقل 315 ألف برميل يومياً.
في السياق، بحث المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، تداعيات إقفال حقل الشرارة النفطي مع رئاسة أركان قوات الجيش التابعة لحكومة الوحدة الوطنية.
وقال المجلس، في بيان، أمس الأحد «إن القائد الأعلى للجيش الليبي التقى، صباح أمس الأحد، بالعاصمة طرابلس، رئاسة الأركان العامة، لبحث تطورات الأوضاع العسكرية والأمنية في المنطقة الغربية، وتداعيات إقفال حقل الشرارة النفطي، وما يترتب عليه من عدم استقرار أمني في المنطقة، بصفة عامة».
بدورها، ندّدت حكومة الوحدة، أمس الأحد، بمحاولات إغلاق حقل الشرارة النفطي، ووصفتها بأنها «ابتزاز سياسي».
وقالت الحكومة في بيان إنها «لن تتوانى في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مصالح شعبنا، والدفاع عن حقوقه في الاستفادة من ثروات بلاده».
فيدان: مواقف مصر وتركيا متطابقة بشأن إنهاء الحرب في غزة
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال زيارة لمعبر رفح، ومدينة العريش المصرية، أن مواقف مصر وتركيا متطابقة في ضرورة إنهاء الحرب على غزة، وإقرار السلام في لمنطقة عن طريق حل الدولتين.
واستهل وزير الخارجية التركي زيارته الرسمية إلى مصر بتفقد المخازن اللوجستية الخاصة بالهلال الأحمر المصري، في مدينة العريش، وميناء العريش البحري، قبل أن يتوجه إلى معبر رفح.
وقدم محافظ شمال سيناء خالد مجاور، شرحاً مفصلاً للوزير التركي عن آلية استقبال المساعدات من مختلف دول العالم والمنظمات الدولية، وتخزينها في مدينة العريش، ثم تسليمها لمسؤولي «الأونروا» من خلال جمعية الهلال الأحمر المصري، وفقاً للاحتياجات الملحة للفلسطينيين في غزة..
وقال السفير التركي في القاهرة، صالح موتلو شن، إن تركيا قدمت مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة عن طريق مصر، حيث تم إرسال عدد من طائرات الشحن إلى مطار العريش الدولي، وعدد من سفن المساعدات إلى ميناء العريش البحري.
ومن المقرر أن يجرى وزير الخارجية التركية مباحثات رسمية مع نظيره المصري، الاثنين، في القاهرة، تتناول سبل خفض التصعيد الإقليمي الراهن، إضافة إلى الاستعدادات لعقد الاجتماع الأول رفيع المستوى لمجلس التعاون الاستراتيجي المقرر عقده في تركيا خلال الزيارة المرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
الشرق الأوسط: برلمان إيران يطالب بـ«رد رادع» لإسرائيل
طالب رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف بردّ «رادع يحفظ المصالح الوطنية»؛ انتقاماً لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، مضيفاً أن البرلمان «يدعم بالكامل أي قرار بشأن توقيت وكيفية الرد على هذا الاعتداء»، لافتاً إلى أن «قواتنا العسكرية ستلقّن العدو الإرهابي وداعمه الرئيسي؛ وهو أميركا، درساً تاريخياً».
وجاءت موقف قاليباف في سياق تهديدات إيرانية بشأن توجيه ضربة وشيكة لإسرائيل؛ رداً على اغتيال هنية، بينما كان في ضيافة «الحرس الثوري»، بمعسكر محصَّن تابع لـ«فيلق القدس» في شمال طهران.
وقال قاليباف، في جلسة اليوم: «لقد تحوَّل الطعم الحلو (...) في مراسم تنصيب رئيس الجمهورية إلى مرارة... كان هنية ضيفنا العزيز... بلا شك فإن الرد القوي والذكي للجمهورية الإسلامية سيجعل الشعب الإيراني وقوى المقاومة (...) يشعرون بالحلاوة».
وقال، في إشارة إلى إسرائيل: «هذا الكيان، والدولة الداعمة له؛ وهي الولايات المتحدة، سيندمان على أفعالهما وسيضطران إلى تعديل حساباتهما لكي لا يرتكبوا مثل هذا الخطأ مرة أخرى».
وجاءت تصريحات قاليباف في وقت كشف نائب بالبرلمان الإيراني عن خلافات بين الحكومة والمؤيدين لتوجيه ضربة انتقامية لإسرائيل.
وقال «الحرس الثوري»، السبت: «سيتلقى النظام الصهيوني المغامر والإرهابي الرد على هذه الجريمة؛ وهو العقاب الشديد في الزمان والمكان والكيفية المناسبة».
وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، أبو الفضل ظهره وند، إن «الإصلاحيين ومحمد جواد ظريف لا يريدون أن نوجه رداً قاسياً لإسرئيل؛ خوفاً من الحرب». وأضاف: «يجب تصميم نوع من الرد يراعي التأثير الإيجابي على الرأي العام الإيراني». وتابع: «بعض الإصلاحيين مثل ظريف يريدون أن يُوهموا الناس بأن الرد على إسرائيل يمكن أن يكون مدمراً ويدخل بلادنا في حرب».
وأضاف، في مقابلة صحافية: «يجب على الجمهورية الإسلامية أن تردَّ على الجريمة الأخيرة بطريقة تجعل الإسرائيليين يتذكرون دائماً أن الحرب ليست حلاً، وأن النظام الصهيوني ليس له الحق في اتخاذ أي إجراء آخر مِن شأنه أن يضع مفاوضات السلام في مأزق، كما هي الحال اليوم».
وزاد: «في الرد الإيراني على الكيان الصهيوني يجب أن يظهر أنه لا يمكن لإسرائيل أن تحقق أي مستوى من الردع، ويجب على قادتها أن يدركوا أنه من الآن فصاعداً، في أي وقت يتعدّون فيه على أرض إيران أو مسؤوليها، سيتلقّون رداً مناسباً وقاطعاً».
وتابع، في السياق نفسه: «الرد يجب أن يتضمن رسالة لأميركا ويفهم قادتها أنه من الضروري التدخل بشكل حازم لمنع استمرار الجرائم الإسرائيلية».
من جانبه، قال حسين طائب، الرئيس السابق لجهاز استخبارات «الحرس الثوري»، إن «الانتقام من إسرائيل سيجري بتصميم سيناريو جديد ومفاجئ، ويجب على أعداء الثورة أن يعلموا أن إيران دائماً مستعدة لمواجهة التهديدات والدفاع عن حقوقها»، وفق ما أوردت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري».
وأضاف: «الأميركيون خطّطوا للتسلل إلى إيران والسيطرة على المجال الأمني والسياسي والثقافي لبلادنا، وفي هذا السياق يهدفون إلى السيطرة على المنطقة أيضاً». وتابع: «إيران يجب أن تكون مستعدة لمواجهة هذه التهديدات على ثلاثة محاور: الدولي، والإقليمي، والمحلي».
هل يفاوض الجيش السوداني «الدعم السريع»؟
تتعلق قلوب معظم السودانيين هذه الأيام بمدينة جنيف السويسرية، لعلها تسهم في وقف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يعيشونها، ولا سيما أن المجاعة أُعلنت رسمياً في بعض أنحاء البلاد، فـ«قوات الدعم السريع» أعلنت رسمياً موافقتها على المفاوضات في المدينة السويسرية، في حين ظل الجيش يطلق مواقف متضاربة، فهو مع التفاوض مرة لكنه يرهنه بشروط مسبقة، ومرة يعلن رفضه للتفاوض قبل «القضاء التام» على «قوات الدعم».
ويُنتظر أن يحل الموعد الذي ضربه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بمشاركة سعودية وسويسرية في 14 أغسطس (آب) الجاري، لمفاوضات ثنائية بين طرفي الحرب، بهدف وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية.
وفور إطلاق المبادرة أعلن قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو ترحيبه بالمبادرة، وقال وفق صفحته الرسمية على منصة «إكس»: «أرحب بالدعوة التي أعلنها أنتوني بلينكن، وأُعلن مشاركتنا في محادثات وقف إطلاق النار... أقدر الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وسويسرا في تنظيم هذه المداولات المهمة»، في حين صمتت قيادة الجيش طويلاً، وأحالت الأمر لوزارة الخارجية التي أعلنت موافقة مبدئية للانخراط في أي مفاوضات، بيد أنها طلبت اجتماعاً مع حكومة الولايات المتحدة قبل ذلك، كما اشترطت أن تكون المفاوضات مع الحكومة وليس الجيش. لكن واشنطن تتمسك بأن يقتصر التفاوض على الجيش و«الدعم السريع»، ونقلت تقارير صحافية الأسبوع الماضي عن المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرللو تجديده التأكيد أن الدعوة موجهة للطرفين المتقاتلين.
وعدّ الحاكم السابق لولاية كسلا، صالح عمار، الذهاب لمحادثات جنيف وإجابة المبادرة الأميركية، تعبيراً عن «حاجة وأمنيات الشعب السوداني»، في مواجهة الأزمة الإنسانية التي يواجهها. وقال: «تقتضي الأوضاع، بل وتفرض على طرفي الحرب الذهاب إلى جنيف بقلوب مفتوحة، وفي أذهانهما معاناة السودانيين التي يشهدها العالم ويتحسر حزناً على شعب لا يستحق ما يحدث له».
ودعا عمار باسم القوى المدنية، طرفي الحرب للذهاب إلى جنيف بقوله: «لأنهما إذا رفضا أو رفض أحدهما، فنتائج ذلك هي اتساع نطاق الحرب، بل وامتدادها إلى مناطق جديدة يتكدس فيها ملايين النازحين».
وحذر عمار من مخاطر كبيرة حال رفض التفاوض، وتتمثل في «دخول دول مجاورة في الحرب التي يتوقع أن تمتد إلى حدودها، وحالة دمار شاملة»، وتوقع أن تفتح مشاركة الطرفين في المفاوضات ما أسماه «بوابة أمل ومحاصرة الحرب».
وكان القائد العام للجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان تعرض لمحاولة اغتيال الأسبوع الماضي، وعقب نجاته أضاف شروطاً جديدة للتفاوض، تتضمن الاعتراف بحكومته وشرعيتها، وإشراك الحركات المسلحة التي تقاتل مع الجيش في التفاوض.
أما مساعده الأكثر تشدداً الفريق أول ياسر العطا، فقد أكد أن «قرار الجميع هو مواصلة الحرب حتى القضاء على (الجنجويد) أو استسلامهم»، وأن الجيش دمر قوتهم الصلبة، وأن «الخطة تمضي نحو سحق (الدعم السريع) تنفيذاً لرغبة الشعب».
وأشارت القيادية في «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)»، بثينة دينار، إلى الظروف الموضوعية المحيطة بالبلاد، واعتبرتها «سبباً كافياً لدفع الطرفين للذهاب إلى جنيف»، وتساءلت: «ما هو الأكثر مناسبة للدفع نحو التفاوض وإنقاذ الشعب من ظروف السودانيين الذين نُزّحوا وشُرّدوا، وأصبحت المجاعة أمراً واقعاً؟!».
ورأت دينار أن «خيار الجيش الوحيد هو أن يقبل أو يقبل، وليست هناك مساحة رفض، إن كان حريصاً على الشعب الذي يواجه المجاعة، فليس له إلا القبول والقبول».
وتوقعت دينار أن يؤدي وجود الجيش و«الدعم السريع» في جنيف إلى وقف الحرب وحماية المدنيين، أو في الحد الأدنى «وقف عدائيات إنساني»، وتابعت: «وجود الجيش و(الدعم السريع) والفاعلين الدوليين والإقليميين على الطاولة، وبمراقبة من المدنيين السودانيين، ينتج الخطوة الأساسية لإنقاذ وحماية الناس من الموت جوعاً، أما إكمال العملية السياسية، فهذا شأن آخر».
وتتوافق رؤية دينار مع مبادرات شعبية ومدنية عديدة، تدعو لوقف الحرب، وعلى رأسها مبادرة لجنة المعلمين، ومبادرة نقابة الصحافيين السودانيين، اللتان وجدتا تأييداً شعبياً واسعاً، وتحولت دعواتهما لترند سوداني: «نحن الشعب تعبنا من الحرب... يا جيش امشِ للتفاوض»، و«لا تنسوا السودان».
وبدد المحلل السياسي محمد لطيف، الشكوك حول ذهاب الجيش إلى جنيف، وقال إنه مقتنع بمشاركة الطرفين في المفاوضات المزمعة، لكنه قلل من مستوى التمثيل في هذه الجولة، وقال: «لا أتوقع أن يشارك البرهان أو حميدتي»، ورأى أن يسمي الجيش وفده «من دون تفويض كامل وبسقف محدد مسبقاً يقف عنده ولا يتجاوزه، وبلا مساحة مناورة كبيرة وسلطة تقديم التنازلات اللازمة».
ورغم تفاؤل لطيف فإنه لم يتوقع نتائج حاسمة في الجولة المقبلة، بقوله: «هذه أول جولة جادة منذ جدة، لذلك سيعمل كل طرف على جس النبض، واختبار الضغوط التي يمكن أن يتعرض لها».
ورهن لطيف نتائج هذه المفاوضات بالأميركيين ومدى «تحضيرهم لها، وما إن كانوا قد أعدوا ورقة للتفاوض، ووضعوا أجندة ومحاور محددة»، وقال مؤكداً: «ستنعقد مفاوضات 14 أغسطس، لكن لا أتوقع الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، بسبب طبيعة الوفدين وفهمهما لمرحلة التفاوض، وعدم قدرة الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة راهناً على فرض عمليات إنسانية وتحديد مسارات آمنة، لا تملكان الإمكانات اللازمة لها»، وتابع: «ستنعقد جولة تفاوض، لكنها ستكون استكشافية، ونتائجها تتوقف على قدرة المسيرين وقوى الضغط».