تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 24 سبتمبر 2024.
الاتحاد: الأمم المتحدة: الوضع في السودان «يائس»
حذّر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أمس من أنّ الوضع في السودان «يائس» والمجتمع الدولي «لا يلاحظ ذلك»، مشيراً تحديداً إلى أوضاع النازحين الذين يحاولون الفرار من النزاع.
وأوضح غراندي أنّه منذ بدء الحرب في السودان في أبريل 2023 نزح أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم، بينهم أكثر من مليوني سوداني لجؤوا إلى دول أخرى. لكنّ ما يثير القلق بالنسبة للمسؤول الأممي هو أنّ الناس بدؤوا ينتقلون إلى ما هو أبعد من الجوار المباشر في محاولة منهم للعثور على المساعدة في مكان أبعد.
وقال: شهدنا زيادة كبيرة في عدد اللاجئين الذين يصلون إلى أوغندا، مشيراً إلى أنّ 40 ألف شخص وصلوا إلى هذه الدولة التي لا تربطها حدود مشتركة مع السودان، معرباً عن خشيته من إمكانية أن يذهب هؤلاء اللاجئون «أبعد حتى» من هذا البلد. وأوضح أنّ أكثر من 100 ألف سوداني وصلوا أيضاً إلى ليبيا، ولسوء الحظ، بسبب وجود شبكات تهريب والقرب من أوروبا، يحاول كثيرون منهم ركوب قوارب للذهاب إلى إيطاليا أو دول أوروبية أخرى، وتابع، حذّرنا الأوروبيين، مشدّداً على أنّه إذا ظلّت المساعدات الإنسانية للسودان غير كافية فإنّ السودانيين سيواصلون المضي قدماً على طريق الهجرة.
وحذّر المفوّض السامي من أنّه للأسف، بدأت هذه الأزمة تؤثّر على المنطقة بأكملها بطريقة خطرة للغاية. وتستقبل كلّ من تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى عشرات آلاف اللاجئين السودانيين، وكذلك تفعل مصر الحدودية مع السودان.
ويواجه حوالي 26 مليون سوداني انعداماً حاداً في الأمن الغذائي حيث أُعلنت حالة المجاعة في مخيّم زمزم الواقع في إقليم دارفور قرب مدينة الفاشر.
وقال غراندي ليست لدينا سوى معلومات متناثرة حول ما يحدث داخل الفاشر. وأعرب المفوّض السامي عن أسفه لحالة نقص الاهتمام المخيفة والصادمة بالأزمات التي تعصف بإفريقيا، من منطقة الساحل إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية.
الخليج: مسؤولون أمميون يطالبون بوضع حد للكارثة الإنسانية في غزة
طالب كبار مسؤولي الأمم المتحدة، أمس الاثنين، بوضع نهاية للمعاناة الإنسانية المروعة والكارثة الإنسانية في قطاع غزة، بعد مرور عام تقريباً على الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما أعلنت تركيا أنها تعتزم حث الأمم المتحدة على الضغط على إسرائيل لإنهاء حرب غزة.
وجاء في بيان حمل توقيع مديري وكالات تابعة للأمم المتحدة من بينها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي إلى جانب منظمات إغاثة أخرى «هذه الأعمال الوحشية يجب أن تنتهي». وصدر البيان بالتزامن مع تواجد قادة دول العالم في نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضافوا في البيان «يتعين أن يتمتع العاملون في المجال الإنساني بالقدرة على الوصول الآمن وغير المقيد إلى المحتاجين. فنحن لا نستطيع القيام بمهامنا في ظل هذه الاحتياجات الهائلة والعنف المتواصل». وتشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات إلى غزة وتوزيعها وسط «غياب تام للقانون» في القطاع الفلسطيني المحاصر. وقتل ما يقرب من 300 من عمال الإغاثة أكثر من ثلثيهم من موظفي الأمم المتحدة. وقال مسؤولو الأمم المتحدة «خطر المجاعة لا يزال قائماً مع احتياج جميع السكان البالغ عددهم 2.1 مليون شخص بشكل عاجل إلى الغذاء والمساعدات المعيشية في ظل قيود على وصول المساعدات الإنسانية.
من جهة أخرى، أعلنت تركيا أنها تعتزم استغلال دورة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة لتسليط الضوء على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة وللحث على ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل.
ويشارك الرئيس رجب طيب أردوغان وعدد من الوزراء الأتراك في الجمعية العامة. وكانت تركيا قد نددت بالحرب الإسرائيلية على غزة، وأوقفت كل تعاملاتها التجارية مع إسرائيل وتقدمت بطلب للانضمام إلى قضية تواجه فيها إسرائيل تهم الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية.
وقال مصدر دبلوماسي تركي إن أردوغان سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة اليوم الثلاثاء يسلط الضوء من حلالها على الإبادة الجماعية المستمرة في غزة ويكرر دعوته لإصلاح هيكل الأمم المتحدة ليكون أكثر شمولاً.
وأضاف المصدر أن الوفد التركي، الذي يضم وزير الخارجية هاكان فيدان، سيضغط بشأن قضية غزة خلال كل الاجتماعات وخلال اللقاءات الثنائية على مدار الأسبوع.
وفي سياق آخر، قال وزير العدل التركي يلماز تونج أمس الاثنين إن أنقرة ستقدم أدلة على أن إسرائيل قتلت امرأة أمريكية من أصل تركي في الضفة الغربية في السادس من الشهر الحالي إلى مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية. وتابع تونج للصحفيين: سنضع التقارير بشأن عائشة نور على جدول أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وسنرفع التقارير والأدلة الخاصة بعائشة نور أزجي أيجي إلى محكمة العدل الدولية التي تنظر في قضية الإبادة الجماعية. وأضاف: سنقدم أيضاً أدلة بخصوص عائشة نور للتحقيق الجاري بشأن المعتدين الإسرائيليين في المحكمة الجنائية الدولية»، لكنه لم يحدد جدولًا زمنياً لذلك.
500 قتيــــل بأعنــــف هجــــوم إسرائيلــــي علــى لبنـــــان منــــذ 2006
عبرت دولة الإمارات عن قلقها البالغ من الهجمات التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان، وكذلك من استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة. ودعت وزارة الخارجية في بيان لها إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف القتال لمنع سفك الدماء، وأن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية. كما أكدت الوزارة موقف دولة الإمارات الثابت في رفض العنف والتصعيد والفعل وردود الفعل غير المحسوبة، دون أدنى اعتبار للقوانين التي تحكم علاقات الدول وسيادتها، والتي تعقد الموقف وتزيد من مخاطر عدم الاستقرار، مشددة على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد.
ووسعت إسرائيل، أمس الاثنين، دائرة النار لتشمل مختلف أنحاء لبنان في يوم هو الأعنف والأكثر دموية منذ بدء الحرب على قطاع غزة والأكثر حصيلة للضحايا منذ حرب 2006، وشنت طائراتها الحربية مئات الغارات الجوية على ما وصفته بأهداف تابعة لـ«حزب الله» مخلفة نحو 500 قتيل، وأكثر من 1645 جريحا ودماراً هائلاً في القرى والبلدات اللبنانية، ونزوح آلاف العائلات، وذلك قبل أن تنفذ لاحقاً غارة جديدة على الضاحية الجنوبية استهدفت قيادياً في حزب الله، الذي وسع بدوره دائرة الرد لتشمل قواعد ومقار وأهدافاً عسكرية إسرائيلية حساسة بعشرات الصواريخ ضمن مديات تجاوزت 100 كيلومتر وصولاً إلى صفد وطبريا والناصر وحيفا والكرمل وشمال الضفة الغربية وامتداداً إلى الجولان السوري المحتل.
واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى ومخططاً يهدف الى تدمير القرى والبلدات اللبنانية والقضاء على كل المساحات الخضراء، مندّداً بما وصفه بمخطط تدميري لبلاده حيث وضعت المستشفيات في حالة تأهب في مواجهة تدفق المصابين فيما أغلقت المدارس ليومين في كل لبنان.
وخلال النهار واصلت حصيلة القتلى والجرحى الارتفاع. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية، مساء أمس، ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية على مناطق في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك، إلى 492 حالة وفاة، وإصابة و1645 جريحاً.
وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس أبيض أنّه خلال الحرب المدمرة التي خاضها حزب الله وإسرائيل صيف 2006، أصيب ما بين عشرة آلاف و11 ألف شخص، بينما «نحن في أقل من أسبوع، أصبح العدد قريباً من خمسة آلاف جريح»، معتبراً أن ذلك يُظهر التوحش والعدوانية لدى إسرائيل.
ومن جهته، أعلن وزير التربية والتعليم العالي في لبنان عباس الحلبي إغلاق المدارس والمعاهد والمدارس المهنية والتقنية الرسمية والخاصة في مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه تتعرض لغارات إسرائيلية كثيفة، إضافة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
ومساء استهدفت غارة إسرائيلية ضاحية بيروت الجنوبية قائد جبهة جنوب لبنان في حزب الله علي كركي، من دون أن يتضح مصيره بعد، وفق ما أكد مصدر مقرب من الحزب، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة محددة الهدف.
وكان سكان في بيروت ومناطق أخرى بينها جنوب لبنان تلقوا اتصالات أمس الاثنين عبر الهواتف الثابتة والنقالة مصدرها إسرائيل، يُطلب فيها منهم إخلاء أماكن وجودهم، وفق الوكالة الوطنية.
من جهته، ادعى الجيش الإسرائيلي أنه شن 1100 غارة استهدفت نحو 1300 هدف لحزب الله. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش يقوم بتغيير التوازن الأمني في شمال إسرائيل، حيث يبدي تصميماً على إعادة السكان الذين نزحوا هرباً من القصف المتبادل عبر الحدود.
وشدّد نتنياهو على أن إسرائيل لا تنتظر التهديد، بل تستبقه. وكان وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت ناقش أمس الاثنين مع نظيره الأمريكي لويد أوستن الهجمات العسكرية على حزب الله.
أما حزب الله فأعلن، أمس الاثنين، أنه قصف قاعدة إسرائيلية غرب طبريا ومقراً عسكرياً بعشرات الصواريخ، لافتاً إلى أنه استهدف المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا ومقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف.
وكان الحزب أعلن في وقت سابق أمس الاثنين، قصف ثلاثة أهداف في شمال إسرائيل. وأوضح الحزب في بيان أنه قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ. وكان حزب الله أطلق رشقة صاروخية جديدة نحو حيفا وشفا عمرو والكرمل. ووثق مقطع فيديو لحظة إطلاق الرشقة الصاروخية التي استهدفت حيفا.
البيان: لبنان في «عيْن عاصفة» جبهته الجنوبية
تزامناً مع دخول لبنان المرحلة العسكرية الثانية من الحرب الإسرائيلية عليه، وهي تكثيف الغارات وتوسيع رقعة الاستهداف، حيث شهد الجنوب اللبناني، خلال اليومين الفائتين، سلسلة مكثفة وطويلة الأمد من الغارات، التي تدل، وفق ما يتردد، على نزعة إسرائيلية لإنشاء أحزمة نارية على امتداد جنوب نهر الليطاني وشماله.
كشفت أوساط دبلوماسية لـ«البيان» عن أنها تبادلت في الساعات الأخيرة الماضية معلومات دقيقة، تتحدث عن احتمال أن تتوسع الحرب في الأيام المقبلة، بعدما تبلغ الجميع برفع طرفَي النزاع، «حزب الله» وإسرائيل، من نسبة الجهوزية والاستنفار، ما يؤدي إلى ارتفاع حدة العمليات العسكرية بطريقة لن يكون من السهل لجمها.
أوحت التطورات العسكرية الأخيرة لمصادر مراقبة أن السباق القائم بين الخيارات العسكرية والدبلوماسية قد حُسِم لصالح الأولى، وأن الأمور تتجه إلى ما لا يمكن احتسابه من عمليات قد تخرج عما يُسمى بـ«قواعد الاشتباك» التي تحكمت بالوضع في الأشهر القليلة الماضية.
ذلك أن الجيش الإسرائيلي انتقل إلى مرحلة جديدة من محاولات إضعاف قدرات «حزب الله» العسكرية، عبر استهداف مزدوج لمراكز ومنصات إطلاق الصواريخومن خلال جولتَي الغارات الحربية الجوية، الأكبر والأعنف منذ 8 أكتوبر الماضي.
والتي شنها أمس على مناطق في عمق الجنوب اللبناني وغلاف المنطقة الحدودية، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص، فإن الجيش الإسرائيلي، وبحسب تأكيد مصادر سياسية متابعة، يحاول فرض واقع ميداني جديد، عنوانه إبعاد «حزب الله» عسكرياً عن الحدود.
وعدم إعطائه الفرصة للعودة إلى تنفيذ عمليات مباشرة من على الحافة الأمامية أو المواجهة للحدود، مع إشارتها لـ«البيان» إلى تركز الغارات على محيط مجرى الليطاني وما بعده شمالاً، إلى جانب بعض الجيوب التي لا يزال الحزب يحتفظ فيها بمنصات صواريخ في المناطق القريبة من الحدود، مع ما يعنيه الأمر من وجود مخطط لإبعاد «حزب الله» إلى حدود النهر وما ورائه.
وثمة مؤشرات إلى أن الحزب قد وسع مدى استهدافاته، حين أطلق رشقات صاروخية متعددة على مناطق واسعة في مناطق الجليل والجولان وضواحي حيفا، حيث دوت صافرات الإنذار بشكل متكرر في 55 مستعمرة إسرائيلية في «الشمال»، بعمق 50 كلم بعيداً عن الحدود اللبنانية.
وأعلن «حزب الله» عن استهداف قاعدة ومطار «رامات دافيد» جنوب شرق حيفا بعشرات الصواريخ، من طراز «فادي-1» و«فادي- 2»، وذلك رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مختلف مناطق لبنان. وفي غضون ساعة، عاد وأطلق عشرات الصواريخ على 3 دفعات، باتجاه مناطق في إسرائيل، وطالت مناطق في شرق حيفا والجليل الأسفل، وتسببت بأضرار واشتعال النيران في بعض المناطق.
وما بين المشهدين أيضاً، فإن ثمة إجماعاً على أن الوضع العسكري الحرج في لبنان قد وصل إلى نقطة اللاعودة، متدحرجاً بصورة دراماتيكية، خصوصاً وسط إصرار إسرائيل على الوصول إلى أهدافها المتمثلة بإعادة سكان المستوطنات الشمالية.
والتي لا تتم بزعمها سوى بإضعاف الحزب. كما أن ثمة إجماعاً على أن ما هو مرتقب يُعد تطوراً طبيعياً لما شهدته الفترة الأخيرة من تصريحات عالية النبرة، سبقت ورافقت وتلت الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق.
والذي لم يكن متوقعاً، متجلياً بعمليتين نوعيتين، عكستهما عمليتَي تفجير شبكتَي «البايجر» و«التوكي ووكي»، قبل أن ترتفع حدتها إلى الذروة بالغارة التي استهدفت اجتماعاً للقادة العسكريين من «قوة الرضوان» في قلب أحد أكبر المربعات الأمنية للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، وما انتهت إليه من ضحايا، رغم أنف المفاوضات والوساطات و«الجهود الدولية» لاستنقاذ الحلول والتسويات، فيما يبقى السؤال شاخصاً: هل يمكن فعلياً تجنب حرب أوسع بعد؟
خطة إسرائيلية لتفريغ شمالي غزة وتحويله «منطقة عسكرية»
تدرس إسرائيل تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة تمهيداً لتفريغه من أهله، في وقت ارتكبت قواتها، أمس، ثلاث مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها للمستشفيات 46 قتيلاً و60 إصابة.
وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعضاء في الكنيست، أنه يدرس ما يُسمى «خطة الجنرالات»، لفرض حصار على شمالي قطاع غزة، وتحويله إلى «منطقة عسكرية».
وقال نتنياهو، في حديث لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، إنه «وفقاً للمعلومات التي لدينا، نصف الرهائن (الـ 97 المتبقين) في غزة، ما زالوا على قيد الحياة»، حسبما ذكر أحد أعضاء اللجنة لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وفي الجلسة المغلقة، أشار نتنياهو إلى أن خطة فرض حصار على ما تبقى من مقاتلي «حماس»، هي واحدة من عدة خطط قيد الدراسة، والتي ستُعرض على المجلس الوزاري، للمناقشة خلال الأيام المقبلة.
وتتضمن الخطة إجبار جميع المدنيين الفلسطينيين على مغادرة شمالي غزة «خلال أسبوع»، من أجل فرض الحصار على حركة «حماس»، وفق الرؤية الإسرائيلية، وإجبار الحركة على إطلاق سراح المحتجزين المتبقين. ونقلت هيئة البث العامة الإسرائيلية «مكان» عن نتنياهو قوله، إن «الخطة منطقية»، وإنها «واحدة من الخطط التي يجري النظر فيها، ولكن هناك خطط أخرى أيضاً».
وقال نتنياهو للجنة، إن «السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية، «هو سر الانتصار في غزة»، وبالتالي، فإن فرض نظام عسكري لإدارة شؤون المنطقة، ربما يكون ضرورياً في الوقت الراهن، رغم أنه ليس هدفه النهائي».
وتشير تقديرات الأمم المتحدة، إلى أن مليون شخص، أي نصف عدد السكان تقريباً، يعيشون حالياً في منطقة مخصصة للأغراض الإنسانية، لا تشكل سوى أقل من 15 % من مساحة القطاع، وتفتقر إلى البنية الأساسية والخدمات.
وتقول الأمم المتحدة إنه يصعب إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمالي غزة على وجه الخصوص، حيث يعيش ما بين 300 ألف و500 ألف شخص، وفقاً للتقديرات. وقال اللواء المتقاعد في جيش إسرائيل جيورا إيلاند، الذي عرض الخطة على اللجنة الأسبوع الماضي، إن الخطة، التي لا تحظى بدعم الولايات المتحدة، «ستُغير الواقع على الأرض» في غزة.
وأضاف: «يجب أن نخبر سكان شمالي غزة، أن لديهم أسبوعاً واحداً لإخلاء المنطقة، التي ستصبح بعد ذلك منطقة عسكرية، (منطقة) يكون فيها كل شخص هدفاً، والأهم من ذلك، أنه لن تدخل أي إمدادات إلى تلك المنطقة». في الأثناء، قالت وزارة الصحة في غزة، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي، ارتكب 3 مجازر بحق العائلات الفلسطينية، ما أدى إلى مقتل 46 شخصاً.
وأكدت الوزارة أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، بسب الاستهداف المباشر الذي تقوم به الطائرات الإسرائيلية للطواقم الطبية. وأفادت الوزارة بارتفاع حصيلة ضحايا الحرب على غزة إلى 41,455 قتيلاً و95,878 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك منذ 7 أكتوبر 2023.
إسرائيل تبدأ هجوماً موسعاً على لبنان وتصاعد موجة النزوح
شهد لبنان أمس، اليوم الأكثر دموية في الصراع المستمر بين «حزب الله» وإسرائيل منذ عام تقريباً، حيث قتل ما لا يقل عن 356 شخصاً وأصيب 1246 آخرون، بينهم نساء وأطفال ومسعفون، جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة.
وشهدت مناطق حدودية وفي العمق اللبناني، أمس، غارات إسرائيلية هي الأعنف منذ تفجر الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، بلغت نحو 800 غارة على بلدات في الجنوب والبقاع (شرق البلاد). وطالت قرى ومناطق تُستهدف للمرّة الأولى، ما أدى إلى مقتل 356 وإصابة 1246 بينهم أطفال ونساء ومسعفون، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف «اكثر من 1100 هدف لـ«حزب الله» في 24 ساعة في لبنان، حيث تصاعدت وتيرة القصف المتبادل بين الجانبين في الايام الأخيرة. وذكر الجيش في بيان إن الضربات شملت «مبانٍ ومركبات وبنى تحتية تشكل فيها الصواريخ وقاذفات الإطلاق والمسيرات تهديداً».
وذكرت إذاعة الجيش أن قصفاً استهدف القيادي في «حزب الله» علي كركي. وأغار الطيران الإسرائيلي على بلدات في قضاء صور، وفي منطقة جزين، والوديان، واستهدف مبنيين سكنيين في بلدات البابلية والصرفند. وشهدت منطقة الزهراني أيضاً غارات عنيفة، بالإضافة إلى غارة على وادي طنبوريت.
وكانت مناطق أخرى في الجنوب تعرضت أيضاً للقصف العنيف، منها عيتا الشعب وعيترون وغيرها. وأعلن متحدث عسكري إسرائيلي، توسيع الهجوم على لبنان.
مشيراً إلى استعداد القوات البرية والبحرية لمواجهة أي مفاجآت ميدانية محتملة. وقال إن الجيش الإسرائيلي رفع مستوى التأهب في سلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي، وإنه هاجم أسلحة «حزب الله» الاستراتيجية في منطقة سهل البقاع.ورداً على سؤال حول احتمال شن توغل بري، قال المتحدث إن إسرائيل بدأت هجوماً جوياً واسع النطاق في لبنان.
اختراق اتصالات
وتلقى سكان في بيروت ومناطق لبنانية أخرى اتصالات، عبر الهواتف الثابتة والنقالة مصدرها إسرائيل، يُطلب فيها منهم إخلاء أماكن تواجدهم، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
جاء ذلك بعيد دعوة الجيش الإسرائيلي لأول مرة، المدنيين في القرى اللبنانية الواقعة «في أو قرب مبانٍ ومناطق يستخدمها «حزب الله» لأغراض عسكرية» للابتعاد فوراً.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه وعد بتغيير توازن القوى في الشمال و«هذا بالضبط ما نفعله»، وأضاف أن الجيش الإسرائيلي «يدمر آلاف القذائف والصواريخ التي تستهدف المدن والمدنيين الإسرائيليين»، وفق قوله. وتابع: «أمامنا أيام صعبة وندعو جميع الإسرائيليين إلى اتباع إرشادات الجبهة الداخلية».
موجة نزوح
وشهد المدخل الجنوبي لبيروت زحمة سير في اتجاه المدينة؛ بسبب حركة نزوح أهالي عدد من القرى والبلدات الجنوبية التي تتعرض لاستهدافات إسرائيلية. وشهدت شوارع مدينة صيدا اللبنانية، وطرقها زحاماً خانقاً بعدما قلصت المدارس والمعاهد فيها ساعات التدريس، وطلبت من الأهالي اصطحاب أبنائهم؛ بسبب تطور الأوضاع في الجنوب، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.
انفجارات في حيفا
في المقابل، دوّت انفجارات في مدينة حيفا وانطلقت صفارات الإنذار في الجزء الجنوبي من المدينة، وفقاً لما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت». كما انطلقت صفارات الإنذار في عكا والكرمل والجليل الأوسط، عقب إطلاق رشقات صاروخية من لبنان.
الشرق الأوسط: رجال دين عراقيون يدخلون على التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل
في وقت يُجري رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مباحثات في نيويورك مع قادة ومسؤولين من دول عدة، في سياق المساعي الهادفة إلى منع توسيع نطاق الحرب في المنطقة، تُواصل الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران إطلاق الصواريخ والمسيّرات على أهداف مختلفة داخل إسرائيل؛ تضامناً مع «حزب الله» وحركة «حماس»، في تطوّر يهدّد بجَرّ العراق إلى مواجهة مباشرة مع الدولة العبرية في حال قرّرَت الأخيرة تنفيذ رد عسكري على الفصائل.
ويُتوقع أن تحدِّد كلمة السوداني في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد ظهر الخميس، موقف العراق الرسمي مما يجري في المنطقة، بما في ذلك تأكيد حرصه على عدم تحويل الأرض العراقية ساحةً لتصفية الحسابات في أي مواجهة محتملة بين إيران والولايات المتحدة، أو بين إسرائيل والفصائل المسلّحة.
ولم تعلّق الأوساط الرسمية في العراق، حتى الآن، على تصعيد الفصائل المسلّحة لعملياتها، من خلال إطلاق الصواريخ والمسيّرات على أهداف داخل إسرائيل، ويقول خبراء ومراقبون سياسيون إن إسرائيل وضعت العراق على قائمة بنك الأهداف التي من المتوقَّع أن يجري استهدافها رداً على هجمات الفصائل، وهو ما يعني وضع مزيد من العراقيل أمام الجهود التي تبذلها الحكومة؛ لتذليل عملية إنهاء الوجود القتالي الأميركي في العراق، الذي تصنّفه تلك الفصائل الموالية لإيران بأنه احتلال.
وفي تطوّر لافت، دخل المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني على خط الأزمة، وقال السيستاني في بيان لمكتبه: «في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الشعب اللبناني الكريم، حيث يتعرّض بصورة متزايدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم وبأساليب متوحشة، شملت تفجير أعداد كبيرة من أجهزة الاتصالات الشخصية ونحوها، واستهداف مساكن مكتظّة بالمواطنين من النساء والأطفال، وشنّ غارات مكثّفة على عشرات القرى والبلدات في الجنوب والبقاع (...)، تعبّر المرجعية الدينية العليا عن تضامنها مع أعزّتها اللبنانيين الكرام، ومواساتها لهم في معاناتهم الكبيرة، رافعةً أكُفّ الضراعة إلى الله العلي القدير أن يرعاهم ويحميهم، ويدفع عنهم شر الأشرار وكيد الفجّار، وأن يشمل شهداءهم الأبرار بالرحمة والرضوان، ويَمُنّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل».
وأضاف مكتب السيستاني: «وإذ تطالب المرجعية ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر، وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمّرة، تدعو المؤمنين إلى القيام بما يُسهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم».
من جهته، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، البرلمان العراقي إلى إصدار تشريع يقضي بخفض التمثيل الدبلوماسي للولايات المتحدة في العراق. وقال الصدر، في بيان له، إن «إسرائيل أسَّست كيانها على أساس تطرف ديني يهودي... وحُرّم ذلك على الأديان الأخرى، حَلَّ لها تهجير سكان فلسطين بكل وقاحة»، وأضاف: «رفضت (إسرائيل) قرارات المحكمة الدولية والقوانين الإنسانية بلا رادع، ولو فعلها غيرها لقامت الدنيا ولم تقعد».
وطالب الصدر البرلمان «باستصدار قرار برلماني بعيداً عن العنف لتقليل التمثيل الدبلوماسي الأميركي مرحلةً أولى، وإن لم تُطبِّقه الحكومة العراقية، فالمفروض أن مجلس النواب يمثّل الشعب العراقي، وأنا مستعِدّ لدعم القرار شعبياً».
وبينما لم تعلّق أي جهة رسمية عراقية، حكومية أو برلمانية، على ما تضمّنه بيانا السيستاني والصدر، قال سياسي مستقل، إنه «في الوقت الذي يعبّر بيان المرجع السيستاني عن موقف ديني تفرضه طبيعة ما يحصل من جرائم وانتهاكات يقوم بها الجيش الإسرائيلي، سواءً في قطاع غزة أم في جنوب لبنان، فإن مطالَبة الصدر باتخاذ إجراء ضد الولايات المتحدة الأميركية يُعَدّ أول تدخّل من الصدر حيال القضايا السياسية التي تخص حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني».
وقال السياسي المستقل لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأوساط السياسية المختلفة كانت تترقَّب اتخاذ موقف من قِبل زعيم أكبر تيار شيعي في البلاد حيال التطورات المختلفة التي تجري داخل العراق، لا سيما بعد تصاعُد الخلاف داخل قوى الإطار التنسيقي، فضلاً عن الدعوات المتكرّرة إلى إجراء انتخابات مبكرة، فإن ما صدر عن الصدر بشأن الوجود الأميركي من شأنه أن يضيف عقدة جديدة في مسار التفاهمات بين السوداني والأميركيين».
وتابع أن «التطور الأهم، وهو ما بدا رسالة مبطَّنة للحكومة والأطراف الداعمة لها، هو ما أسماه (الصدر) الدعم الشعبي للقرار، وهو ما يعني احتمال زجّ الشارع في هذه المسألة المعقّدة في وقت تترقب الأوساط السياسية احتمال تحريك التظاهرات من جديد لمناسبة ذكرى انتفاضة تشرين عام 2019».
وكانت «المقاومة الإسلامية في العراق» أعلنت أنها استهدفت، صباح الاثنين، قاعدة مراقبة لواء جولاني الإسرائيلي «في الأراضي الفلسطينية المحتلة» بطائرات مسيّرة. وأضافت الجماعة الموالية لإيران في بيان: «استهدف مجاهِدو المقاومة الإسلامية في العراق، صباح الاثنين، قاعدة مراقبة لواء جولاني الصهيوني بأراضينا المحتلة بواسطة الطيران المسير، وتؤكد المقاومة الإسلامية استمرارها في دكّ مَعاقل الأعداء». وأشار البيان إلى أن الهجوم جاء «نُصرةً لأهلنا في غزة»، ورداً على «المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ»، حسب وكالة «رويترز».
وسبق أن أعلنت «المقاومة الإسلامية في العراق»، في وقت متأخر، الأحد، أنها نفّذت هجوماً بالطيران المسيّر على «هدف في غور الأردن بأراضينا المحتلة»، وأكّدت أنها ستواصل هجماتها «بوتيرة متصاعدة». وتوعّدت فصائل شيعية مسلحة في العراق بتنفيذ هجمات على إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين، وذلك بعد أن شن مسلحون من حركة «حماس» هجوماً على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما أشعل فتيل الحرب في قطاع غزة، وفي بيانين منفصلين بشأن الهجوم على هدف في غور الأردن، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق صواريخ لاعتراض طائرة مسيرة انطلقت من العراق، ورصدها وهي تعبر من سوريا إلى إسرائيل، ولم ترِد أنباء عن وقوع إصابات.
السودان... «استراحة محارب» في الفاشر
تشهد الأوضاع في مدينة الفاشر بإقليم دارفور، في غرب السودان، هدوءاً حذراً لليوم الثالث على التوالي، بعد معارك متواصلة طوال أكثر من أسبوع. ولم تهاجم «قوات الدعم السريع» معسكر الجيش في المدينة، على عكس ما كان متوقعاً، فتواصل «قوات الدعم السريع» تكتيكاتها المعروفة بـ«تليين الدفاعات» عن طريق «الهجوم والتراجع حتى تأتي اللحظة الحاسمة للانقضاض بضربة قوية لهزيمة العدو»، بعد أن تكون قد أنهكته بـ«الهجمات المتواصلة».
ففي يوم السبت الماضي، حققت «قوات الدعم السريع» تقدماً لافتاً داخل المدينة التي ظلت تحاصرها على مدى أشهر؛ إذ استطاعت التوغل في عدد من أحياء المدينة، واقتربت من مقر قيادة «الفرقة السادسة» التابعة للجيش، وسط خسائر بشرية ومادية كبيرة، شملت قادة ميدانيين من طرفي القتال، وفق شهود في المدينة. وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو حددت أسماء قادة ميدانيين قتلوا من الطرفين، لكن إعلام الطرفين المتحاربين لم يعلن أسماء. وقالت مصادر عدة إنه كان متوقعاً أن تواصل «قوات الدعم السريع» هجماتها على الجيش والقوات الحليفة معه المعروفة باسم «القوات المشتركة»، لكن المدينة ظلت هادئة نسبياً باستثناء تراشقات محدودة يغلب عليها تبادل القصف المدفعي والجوي.
سبب توقف القتال
وتساءل البعض عن سبب توقف «قوات الدعم السريع» عن مواصلة توغلها في المدينة ومهاجمة مقر قيادة الجيش. وفيما ذهب البعض إلى أن الأمر قد يعود إلى ما سموها «استراحة محارب»، قال البعض الآخر إن الأمر ربما يعود إلى «تصاعد غضب المجتمع الدولي مما يحدث في الفاشر»، مشيرين إلى انتقادات وجهها الاتحاد الأوروبي، يوم الأحد، إلى «قوات الدعم السريع» بشأن «انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان»، ملوّحاً بفرض عقوبات جديدة على قادة في مناصب عليا من طرفي النزاع.
وسبق موقف الاتحاد الأوروبي بيوم واحد تصاعد في حدة لهجة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إزاء الأوضاع في الفاشر، وأبدى ما سماه «انزعاجه الشديد» بشأن التقارير عن الهجوم واسع النطاق الذي تشنه «قوات الدعم السريع» على الفاشر، محذراً من استمرار التصعيد، وموجهاً دعوة رسمية إلى قائد «قوات الدعم السريع»، الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي»، لإصدار أمر بـ«وقف الهجوم فوراً». كما حذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الأفريقية، مارثا بوبي، من مخاطر عنف جماعي قد ينتج عن القتال في الفاشر.
وحول استجابة قائد «قوات الدعم السريع» لنداءات المجتمع الدولي، قال المحامي والمحلل السياسي حاتم إلياس لـ«الشرق الأوسط» إن «تهديدات المجتمع الدولي لن تؤثر على مجري العمليات في الفاشر، ولن تدفعه إلى التخلي عن معركة الفاشر؛ لأن الاستيلاء على المدينة سيمثل هزيمة الجيش والقوات المتحالفة معه، وهو هدف استراتيجي وحيوي لـ(قوات الدعم السريع). كما أن تحذيرات المجتمع الدولي لـ(قوات الدعم السريع) ليست جديدة؛ بل بدأت منذ بداية حصار المدينة في مايو (أيار) الماضي. المجتمع الدولي في الغالب ليس جاداً في تهديداته».
اتفاق غير معلن
وربط إلياس احتمال استجابة «قوات الدعم السريع» لمطالب المجتمع الدولي بالوصول إلى اتفاق غير معلن يحقق له مكاسب سياسية، مضيفاً: «لكن بشكل عام؛ (قوات الدعم السريع) هي الأكثر استجابة لمطالب المجتمع الدولي، بينما تبنى الجيش وقادته مواقف أكثر تعنتاً، مما يعدّ مواصلة لنهج نظام الإسلاميين السابق المعادي للغرب». وتوقع إلياس سقوط الفاشر قريباً، قائلاً: «علمنا التاريخ العسكري أن الوضع الميداني في حالة الدفاع لا يدوم طويلاً، وأن الهجوم دائماً أفضل من الدفاع».
وكانت «قوات الدعم السريع» قد اشترطت لوقف الهجوم على الفاشر خروج الجيش و«القوات المشتركة» المتحالفة معه من المدينة، وترك مسؤولية حفظ الأمن لقوات «حركات الكفاح المسلح» المحايدة في الصراع بين طرفي القتال.