تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 29 سبتمبر 2024.
وام: «الوزاري الخليجي» وأميركا: دعم إنشاء دولة فلسطينية على طول حدود 1967
أكد الاجتماع الوزاري بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والولايات المتحدة الأميركية، التزام الأطراف المشاركة بالشراكة الإستراتيجية بين مجلس التعاون والولايات المتحدة وبالبناء على إنجازات الاجتماعات الوزارية السابقة، بما في ذلك أحدث اجتماع عقد في الرياض في 29 أبريل 2024، وبتعزيز المشاورات والتنسيق والتعاون في مختلف المجالات.
وأعرب الوزراء خلال الاجتماع الذي عقد في نيويورك يوم 25 سبتمبر الجاري، وشارك في رئاسته وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري والرئيس الحالي للمجلس الوزاري التابع لمجلس التعاون، بمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون والأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي، عن دعمهم لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن على طول حدود 1967، مع تبادل أراض متفق عليها بين الطرفين، ووفقاً للمعايير المعترف بها دوليا ومبادرة السلام العربية للعام 2002.
وشدد الوزراء على ضرورة عودة كافة المدنيين النازحين بعد 7 أكتوبر إلى منازلهم، وأعادوا التأكيد على اعتقادهم بأن السلام الدائم سيشكل ركيزة لمنطقة أكثر تكاملا واستقرارا وازدهارا. وشدد الوزراء على ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى تعزيز قدرة السلطة الفلسطينية وفعاليتها وشفافيتها بموجب آليات متفق عليها، وأكدوا على ضرورة أن يكون ثمة حوكمة موحدة بقيادة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية تحت مظلة السلطة الفلسطينية، وأعادوا الالتزام بدعم طموحات الفلسطينيين بتقرير المصير وضمان أن يكون الفلسطينيون في صلب الحوكمة والأمن في غزة في مرحلة ما بعد الصراع. وأعرب الوزراء أيضا عن دعمهم لتحسين نوعية حياة الفلسطينيين، بما في ذلك من خلال المساعدات الإنسانية وجهود تسريع النمو الاقتصادي الفلسطيني.
وأعرب الوزراء عن قلقهم البالغ إزاء المستويات المتزايدة لأعمال العنف على يد المستوطنين وغيرها من أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وشددوا على ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الأعمال، وعلى ضرورة الامتناع عن التدابير أحادية الجانب، بما في ذلك عمليات توسيع المستوطنات، لأنها تعيق إمكانية تحقيق السلام والأمن الحقيقي للإسرائيليين والفلسطينيين.
وأشار الوزراء إلى أهمية حماية كافة الأماكن المقدسة ودور العبادة والحفاظ على الوضع الراهن التاريخي للقدس والاعتراف بالدور المميز الذي تلعبه المملكة الأردنية الهاشمية في هذا الصدد.
والتزم الوزراء بالعمل معاً للتوصل إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم والإفراج عن الرهائن والمعتقلين، بما يتوافق مع الخطوط التي حددها الرئيس بايدن يوم 31 مايو 2024 وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735. ودعا الوزراء الأطراف إلى الامتناع عن التدابير التي تقوض جهود رسم مسار دبلوماسي نحو المستقبل، وأثنوا على جهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر والولايات المتحدة في هذا الصدد، على النحو المبين في البيان المشترك الصادر بتاريخ 8 أغسطس بشأن ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار والإفراج عن الرهائن والمعتقلين بشكل طارئ، وشددوا على ضرورة التزام الأطراف كافة بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والالتزامات ذات الصلة بحماية المدنيين.
وأشار الوزراء إلى الدعم السخي الذي يقدمه مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والولايات المتحدة، لعمليات تسليم المساعدات إلى غزة، مشددين على الدور الحيوي الذي تلعبه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في عمليات توزيع المساعدات المنقذة للحياة.
المساعدات الإنسانية
دعا الوزراء إلى زيادة عمليات تسليم المساعدات الإنسانية بشكل سريع وغير مقيد وعلى نطاق واسع، بما في ذلك الغذاء والمياه والرعاية الطبية والوقود والمأوى، وشددوا على ضرورة استعادة الخدمات الأساسية وضمان حماية العاملين في المجال الإنساني، وأكدوا أيضا على ضرورة قيام أصحاب المصلحة كافة بتسهيل شبكات توزيع المساعدات الإنسانية في أنحاء غزة لإيصال ما يخفف معاناة الفلسطينيين، وأكدوا على ضرورة ضمان سلامة وأمن العاملين في مجال الإغاثة والذين يؤدون عملا منقذا للأرواح وفعالية العمليات الإنسانية.
وأكد الوزراء على أهمية توصل مصر وإسرائيل إلى اتفاق لإعادة فتح معبر رفح بغرض تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتزموا بمواصلة العمل المشترك بشأن جوانب الحوكمة والأمن والتعافي المبكر في غزة.
وأعرب الوزراء عن قلقهم البالغ إزاء التصعيد الأخير في المنطقة وتأثيره السلبي على الأمن والاستقرار الإقليميين، كما شددوا على أهمية الامتثال للقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول واستقلالها السياسي وسلامة أراضيها.
وأعرب الوزراء عن قلقهم البالغ إزاء نشر الصواريخ الباليستية المتقدمة والطائرات المسيرة لتهديد الأمن الإقليمي وتقويض السلام والأمن الدوليين.
وجدد الوزراء التزامهم بضمان حرية الملاحة والأمن البحري في المسارات المائية في المنطقة وعزمهم على ردع التحركات غير المشروعة من قبل الحوثيين، والتي تهدد حياة وأمن البحارة ومسارات الشحن والتجارة الدولية والمنشآت النفطية في دول مجلس التعاون.
وشدد الوزراء، على دعمهم لدعوة الإمارات العربية المتحدة إلى التوصل إلى حل سلمي للنزاع حول جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى من خلال مفاوضات ثنائية أو محكمة العدل الدولية، وذلك بما يتوافق مع قواعد القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.
وأعرب الوزراء عن قلقهم العميق إزاء الوضع الإنساني للمدنيين اليمنيين، وشددوا على ضرورة أن يتيح الحوثيون وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع وبدون عوائق إلى المحتاجين كافة، مشيرين إلى أن هجمات الحوثيين - داخل اليمن وخارجه - تضر بالشعب اليمني قبل أي طرف آخر، كما دعوا إلى الإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والدبلوماسيين، كافة، الذين يحتجزهم الحوثيون بشكل غير قانوني.
وطالب الوزراء بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2722، وشددوا على أهمية الحفاظ على الأمن البحري، مطالبين الحوثيين بوقف الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. وأكدوا على أهمية العمل الجماعي لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر والرد على الأنشطة التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
وأعاد الوزراء التأكيد على دعمهم القوي ومشاركتهم المتواصلة من أجل عملية السلام الشاملة ذات المغزى ضمن إطار مبادرة مجلس التعاون ونتائج الحوار الوطني في اليمن وقرار مجلس الأمن رقم 2216 لحل الصراع الطويل الأمد في البلاد.
وأشاد الوزراء بالجهود المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان لتشجيع الحوار اليمني الشامل وتقديم المساعدات الاقتصادية والإنسانية لليمن.
وشدد الوزراء على أهمية مبادئ الإدماج والتسامح والتعايش السلمي في العلاقات بين الدول، وذلك على النحو الوارد في إعلان البحرين الصادر في 16 مايو 2024، وعلى أهمية توفير الخدمات التعليمية والصحية للمتضررين من الصراعات في المنطقة.
السيسي يطالب بوقف فوري وشامل لإطلاق النار في لبنان وغزة
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تضامن مصر الكامل مع لبنان في ظل الظروف الراهنة، مشددا على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار وسيادة ووحدة لبنان .
ودعا السيسي خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار في كل من لبنان وغزة.
كما أعرب الرئيس المصري عن قلقه من تداعيات استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، محذرا من تصاعد الأوضاع في المنطقة إذا لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لوقف هذه الممارسات العدوانية.
ووجه السيسي بإرسال مساعدات طبية وإغاثية إلى لبنان بشكل عاجل .
الخليج: «الرئاسي» الليبي يطلب مراقبة انتخاب محافظ «المركزي»
وجه المجلس الرئاسي الليبي خطاباً إلى نائبة المبعوث الأممي سيتفاني خوري يطالب فيه البعثة بوضع ضوابط لانتخاب المحافظ الجديد لمصرف ليبيا المركزي، داعياً إلى مشاركة البعثة كمراقب في جلسة مجلس النواب الخاصة باختيار المحافظ.
وجاء في الخطاب الموقّع باسم مستشار المجلس الرئاسي زياد دغيم، أمس السبت، أن المجلس يجدد دعمه لترشيح ناجي عيسى «محافظاً توافقياً للمجالس الثلاثة وكذلك مرعي البرعصي نائباً للمحافظ».
وأكد الخطاب ضرورة تنفيذ الفقرة (2) من وثيقة الاتفاق بين مجلسي النواب والدولة حول المصرف المركزي، وذلك «أسوة بمشاركة البعثة في واحد من اجتماعات أعضاء المجلس الأعلى للدولة مؤخراً بما يضمن نزاهة تنفيذ الاتفاق».
وعدد الخطاب بعض النقاط التي يتعين على البعثة مراقبتها أثناء جلسة مجلس النواب، ومنها أن عدد أعضاء البرلمان الصحيحي العضوية 164 عضواً، وأن جلسة انتخاب المحافظ تتطلب «جلسة علنية وخاصة وليس جلسة مغلقة، وذلك بموجب المواد (97-98-99) من القانون».
وأضاف أن نصاب الانعقاد للجلسة وفق المادة (7) هو الأغلبية المطلقة من الأعضاء البالغ (84) نائباً، مشيراً إلى أن تعيين المحافظ يتطلب موافقة ثلثي الأعضاء أي 108 نواب.
وأكد الخطاب أن الرئاسي يشارك كطرف ثالث في الحوار بصفة مراقب.
من جهة أخرى، رحّب الاتحاد الأوروبي، السبت، باتفاق حل أزمة المصرف المركزي وتعيين محافظ ونائب ومجلس إدارة.
مهمة «التحالف» في العراق تنتهي خلال عام
أعلنت الولايات المتحدة والعراق في بيان مشترك، مساء أمس الأول الجمعة، إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» في العراق خلال الـ12 شهراً المقبلة، وفي موعد أقصاه نهاية سبتمبر/أيلول 2025، فيما أشارا إلى استمرار المهمة العسكرية للتحالف في سوريا حتى سبتمبر 2026.
وأشار البيان للانتقال إلى «العلاقات الأمنية الثنائية بطريقة تدعم القوات العراقية، وإدامة الضغط على (داعش)».
وأضاف: «لكون العراق عضواً أساسياً في التحالف، ولمنع عودة التهديد الإرهابي لداعش من شمال شرق سوريا، ووفقاً للظروف على الأرض والمشاورات بين العراق والولايات المتحدة وأعضاء التحالف، ستستمر المهمة العسكرية للتحالف العاملة في سوريا انطلاقاً من منصة تم تحديدها من قبل اللجنة العسكرية العليا حتى سبتمبر 2026». وشدد البيان، على أهمية التزام اللجنة العسكرية العليا بـ«تأمين وحماية مستشاري التحالف الموجودين في العراق خلال الفترة الانتقالية، وفقاً للدستور والقوانين العراقية»، مؤكداً «بدء الخطوات العملية لتنفيذ هذه الالتزامات».
مقتل نصرالله بضربة «الضاحية».. وإسرائيل تحاصر لبنان
بعد قرابة عشرين ساعة على عملية القصف الجوي الإسرائيلي الأكثر عنفاً التي تعرضت لها الضاحية الجنوبية لبيروت أمس الأول الجمعة، أعلن «حزب الله»، بعد ظهر أمس السبت ، مقتل أمينه العام حسن نصرالله جراء الغارة غير المسبوقة التي استهدفت مقر قيادة الحزب في حارة حريك، فيما تواصلت الغارات على مناطق عدة من لبنان، وأعلن الجيش الإسرائيلي فرض حصار عسكري على لبنان بهدف منع «حزب الله» من إعادة التسلح، كما دعا إلى إخلاء مناطق واسعة من السكان تمهيداً لحملة قصف واسعة.
ولم يوضح بيان الحزب ما إذا كان التأخير في إعلان مقتل نصرالله يعود إلى انتظار العثور على جثته تحت أنقاض المباني التي تهدمت بفعل القصف الجوي العنيف، أم لأسباب أخرى، لكن معلومات إعلامية جرى تداولها أشارت إلى أن عمليات رفع الأنقاض كشفت عن الجثمان صباح أمس السبت. وقد تزامن الإعلان مع انتشار معلومات تداولتها مواقع لبنانية عن مقتل العديد من معاوني نصرالله، إضافة إلى شخصيات عسكرية إيرانية، في الاستهداف نفسه. كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن مسؤول الملف اللبناني في فيلق القدس الإيراني الجنرال عباس نيلفروشان قتل في الغارة نفسها في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقاد نصر الله «حزب الله» طوال ثلاثين عاماً، وفي عهده، طوّر «حزب الله» قدراته العسكرية بدعم رئيسي من طهران التي تمدّه بالمال والسلاح. وبات يمتلك أسلحة دقيقة متطورة يؤكد أنها قادرة على أن توجه ضربات موجعة لإسرائيل.
وترافق إعلان نبأ مقتل نصرالله مع غارات إسرائيلية على بعض أحياء الضاحية وتحليق مسيرات في أجوائها. واستمر التصعيد مقارباً للذروة أمس على الأراضي اللبنانية، وشنت الطائرات الإسرائيلية المقاتلة والمسيرة عدداً كبيراً من الغارات على مواقع مختلفة تفاوتت نتائجها لجهة الخسائر البشرية والمادية، فيما بذلت عناصر الدفاع المدني اللبناني جهوداً مضنية لمواجهة الموقف المتفاقم دون أن يحالفهم النجاح في أحيان كثيرة.
ووجه الجيش الإسرائيلي تحذيراً لسكان لبنان، وخاصة الموجودين في منطقة البقاع وضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان، دعاهم فيه إلى إخلاء مناطقهم فوراً، مدعياً وجود وسائل قتالية ومصالح أخرى تابعة لـ«حزب الله». واستهدفت غارة عضو المجلس المركزي في «حزب الله» نبيل قاووق في ضاحية بيروت الجنوبية، من دون أن تتوفر، على الفور، معلومات عن مصيره .
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس، فرض حصار عسكري على لبنان بهدف منع «حزب الله» من إعادة التسلح عبر سوريا وإيران. وأشار إلى أن جرافات لبنانية كانت تحاول إعادة تأهيل المعابر الحدودية البرية الستة بين لبنان وسوريا تعرضت للقصف من الجو. كما أبلغ الجيش لبنان رسمياً أنه «لن يسمح للطائرات القادمة من سوريا أو إيران بالهبوط في بيروت» كما حدث صباح أمس، مؤكداً أنه قد يتم أيضاً إيقاف السفن الإيرانية قبالة سواحل لبنان.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، عن استعدادات الجيش لتوسيع الحملة،مؤكدة احتمال تنفيذ عملية برية في لبنان.
وحسب موقع «واللا» العبري، فإن القيادة الشمالية للجيش تواصل تدريب القوات البرية، وقد أجريت مؤخراً عدة تدريبات تحاكي القتال في الساحة الشمالية، مضيفاً أن الإجراءات الأخيرة تقرب الجيش الإسرائيلي خطوة أخرى من إمكانية إجراء مناورة برية في جنوب لبنان لدرء التهديدات على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أمس اعتزامها إخلاء المستشفيات في الضاحية الجنوبية «بسبب تطورات العدوان الإسرائيلي».
وفجر السبت، شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة ومتتالية على مبانٍ في مناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقالت وزارة الصحة في بيان، إنها «تدعو مستشفيات بيروت وجبل لبنان والمناطق غير المتضررة من العدوان إلى التوقف حتى نهاية الأسبوع المقبل عن استقبال الحالات الباردة غير الطارئة، إفساحاً في المجال لاستقبال المرضى الموجودين في مستشفيات الضاحية الجنوبية والتي سيتم إخلاؤها بسبب تطورات العدوان».
على صعيد آخر، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إن الولايات المتحدة عازمة على حماية إسرائيل من إيران وشركائها، معرباً عن «الدعم الكامل» لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، خلال مكالمتين هاتفيتين مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الجمعة.
وقال أوستن إن الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن إسرائيل وستبقى في المنطقة لحماية القوات والمنشآت الأمريكية. وأكد أوستن أن الولايات المتحدة ستمنع إيران والشركاء الآخرين لها من استغلال الوضع في لبنان أو توسيع الصراع.
الجيش الإسرائيلي يستدعي 3 كتائب احتياط للعمل في الضفة الغربية
استدعى الجيش الإسرائيلي المزيد من قوات الاحتياط للعمل في منطقة عمليات الضفة الغربية، التي شهدت المزيد من الاقتحامات في مدنها وبلداتها وقراها.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان أصدره أمس السبت: إنه استدعى ثلاث كتائب من قوات الاحتياط لتعزيز دفاع القيادة المركزية، التي تشمل مناطق عملياتها الضفة الغربية المحتلة.
وقال الجيش: «وفقاً لتقييم الوضع، يستدعي الجيش الإسرائيلي ثلاث كتائب من قوات الاحتياط من أجل الأنشطة العملياتية وتعزيز الدفاع في القيادة المركزية»، ولم يتطرق لمزيد من التفاصيل.
جاء القرار قبل فترة أعياد يهودية غالباً ما يزيد خلالها التوتر في القدس والضفة الغربية، تزامناً مع حرب إسرائيل الجارية على قطاع غزة.
ميدانياً، اقتحمت القوات الإسرائيلية، السبت، قريتي تل، وعصيرة القبلية، جنوب نابلس. وقالت مصادر محلية: إن قوات الاحتلال اقتحمت القريتين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، تخللها إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
كما اقتحمت القوات، السبت، مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس. وأفادت مصادر محلية، بأن الجيش اقتحم المخيم بعدد من الدوريات.
واعتدى مستوطنون، السبت، على راعي أغنام أثناء رعيه أغنامه، في منطقة الظهور شمال بلدة دير استيا، شمال غرب محافظة سلفيت. واعتدوا عليه بالضرب، ورشوا غاز الفلفل في عينيه، وقاموا بتهديده بالسلاح، وحاولوا سرقة أغنامه.
وأكّدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، وفاة المعتقل وليد أحمد خليفة (30 عاماً) من مخيم العين في نابلس، عقب اعتقاله قبل يومين. وأوضحا في بيان، صدر السبت، أنه تم تأكيد وفاة خليفة بعد اقتحام منزل عائلته، الخميس الماضي، وإطلاق النار عليه، واعتقاله. وخليفة هو شقيق الناشط الراحل أمير خليفة وشقيق المعتقل الإداري خالد خليفة، ووفقاً لعائلته، فإن الجيش الإسرائيلي أخرج وليد من المنزل وهو مصاب، وكان يصرخ وينادي على عائلته، الأمر الذي يؤكد أن وليد كان في وعيه لحظة إصابته، واعتقاله.
من جهة أخرى، سقطت شظايا صاروخ اعتراضي إسرائيلي صباح أمس السبت، في بلدة حوارة جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية، دون وقوع إصابات. وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق باتجاه مستوطنات الضفة الغربية من دون تسجيل إصابات، صباح السبت، مشيرة إلى أن الصاروخ أطلق من لبنان باتجاه مستوطنات الضفة بعمق 100 كيلومتر.
وأوضح أمين سر حركة فتح في حوارة، كمال عودة، أن شظايا وأجزاء من صاروخ اعتراضي سقطت على أحد المنازل في حوارة، وتضرر المنزل بشكل طفيف جداً، بينما سقطت شظايا أخرى في إحدى الأراضي، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
ودوّت صافرات الإنذار صباحاً، في كثير من مستوطنات الضفة الغربية بعد إطلاق صواريخ من لبنان وصلت إليها، وسمعت أصوات انفجارات، خصوصاً في بعض مناطق نابلس وسلفيت وشمال رام الله. وسمع دوي صفارات الإنذار في أكثر من 30 مستوطنة إسرائيلية وعكا ونهاريا، وسماع دوي ما لا يقل عن 10 انفجارات في سماء خليج حيفا.
البيان: عولمة الحل.. هل تنقذ غزة ولبنان معاً؟
على وقع الحصيلة المروعة لطاحونة الحرب التي انتقلت من غزة إلى بيروت، وفي ضوء الخشية من أن تشعل كرة النار حريقاً إقليمياً، تنهض مساع دبلوماسية لإخماد الحرب، وأن يجري التفاوض تحت النار على الجبهتين.
وفي خضم حملتها الجوية المستمرة على لبنان، ترسم إسرائيل مشهدية فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، محاولة كبح جماح حزب الله، توطئة لعودة آمنة لمستوطني الشمال، الذين فروا من مستوطناتهم مع بدء سهام الشمال، وفق التسمية الإسرائيلية.
ووفق مراقبين، فإن نجاح الجهود الدبلوماسية في فرملة اتجاه بوصلة الحرب نحو نقطة المواجهة الأكثر سخونة وشمولية، بحيث تتوسع دائرة النار لتطال دولاً أخرى في الإقليم، مرهون بالجغرافيا، ففي حين تصر إسرائيل على الفصل بين المسارين، يبدو حزب الله أكثر تصميماً على تفاهمات شاملة للبنان وغزة في آن. وبرأي النخب السياسية، فإن عولمة الحل قد تكون طوق النجاة لكل من غزة ولبنان، لاسيما قبل أن تغمس دول أخرى يدها في وليمة النار، فيزداد المشهد تعقيداً.
ويقول الباحث والمحلل السياسي، سليمان بشارات، إن الحل الأكثر شمولية يتضمن وقفاً لإطلاق النار على جبهتي غزة ولبنان معاً، ودون ذلك، ستمضي الحرب إلى فصول أعتى وأشمل، وربما يصعب التراجع عنها، مشدداً على أن الحل مع العاصفة الأولى في الإقليم، والمقصود هنا انتقال الحرب من غزة إلى لبنان، وحصرها فيهما، سيظل متاحاً.
ويضيف: في انتظار تلمس أول خيوط الدبلوماسية لتهدئة التوترات في الإقليم، فإن لبنان سيمضي على طريق غزة في مسار التفاوض تحت النار، إذ من المتوقع أن تواصل إسرائيل محاولاتها فك المسار اللبناني عن غزة، الأمر الذي يرفضه حزب الله وعليه، فدون استدارج حل بالتوازي ما بين غزة وبيروت، فإن ملعب الحرب سوف يتسع.
مناخات متناقضة
وتحت ركام الغارات في غزة ولبنان، سقطت محاولات عدة لوقف الحرب، لكن اللافت بعد اشتعال جبهة لبنان، وجود مناخات متناقضة حيال الاتفاق على وقف إطلاق النار، فإسرائيل ألمحت على لسان رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، بالجنوح إلى التهدئة على جبهة لبنان، لكنها تصر على استمرار القتال على جبهة غزة، حتى تحقيق أهدافها، وإن أوشكت الحرب على إنهاء عامها الأول دون تحقيق تلك الأهداف. وهناك في الجانب الإسرائيلي من وصفوا الشق المتعلق بقطاع غزة كأنه حقل ألغام يعترض طريق الحل على الجبهة اللبنانية، إذ تصر إسرائيل على ملاحقة حزب الله وضرب معاقله واغتيال قادته، بهدف إعادة سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم، وفي خلفيات الرفض الإسرائيلي ربط مساري غزة ولبنان عدم منح حزب الله أي فرصة لالتقاط الأنفاس أو استجماع القوى.
تهاوي فرص
ومع تهاوي فرص التسوية السياسية، يبقى جحيم الحرب على حاله في كل من غزة ولبنان، ومشاهد الدمار والضحايا والنزوح هي ذاتها، ما يعطى المواجهة منحنى أكثر شراسة، مع خشية الأطراف مجتمعة من فتح أبواب أخرى للجحيم، تحاذر المنطقة برمتها دخولها. ولم تخف أوساط سياسية مخاوفها من أن تدمر الحرب لبنان على غرار غزة، وتالياً الانزلاق نحو هاوية حرب إقليمية شاملة، ما يدفع بالأطراف الراعية للعملية السياسية كي تخف مسرعة نحو الوساطة، التي وفق مراقبين لن تخرج عن عولمة الحل، لكسر سردية الحرب.
لبنان .. حرب مفتوحة وانهيار قواعد اشتباك
لم يرتبط مصير الشرق الأوسط مرة بحسم مصير رجل كما حصل عقب الغارة الزلزالية، التي شنتها إسرائيل، على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي تبين أنها أسفرت عن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، ما أثار تساؤلات ومخاوف كبيرة حول إمكان أن تكون إسرائيل دفعت بالأمور إلى متاهة تفجير ضخم، لن تبقى رقعته محددة بلبنان، بل ربما يتجاوزه إلى المنطقة، علماً بأن حجم الغارة الإسرائيلية كان غير مسبوق، لجهة استعمال قنابل خارقة للتحصينات، زِنة القنبلة 2000 رطل، الأمر الذي أحدث زلزالاً أدى إلى تسوية 6 مبانٍ بالأرض.
ولعل الحشود الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، والتي تزايدت بقوة في الساعات الأخيرة، باستقدام لواءين إضافيين إلى الأولوية الموجودة هناك، لم تكن وحدها كافية لرسم معالم اندفاع إسرائيل نحو إحداث التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط، كما سمته، فقامت بضربة هي، وفق تأكيد مصادر سياسية لـ«البيان»، الأخطر إطلاقاً، وبهدف مزدوج: اغتيال نصرالله بقرار متخذ سلفاً، وكان ينتظر اللحظة الاستخباراتية القاتلة، وعدم التردد عن ضرب عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، مخلفاً وراءه أحياء مدمرة، ومباني حُولت لرماد، فيما رائحة البارود الخانقة في كل مكان، وذكريات الضحايا عالقة تحت الركام.
وعليه فإن ثمة إجماعاً على أن ما قبل ضربة الضاحية لن يكون مثله بعدها، لا سيما بعد اغتيال أكبر القادة في حدث مزلزل سيشكل نقطة فاصلة بين حقبة وأخرى، لبنانياً وإقليمياً، مع ما يعنيه الأمر من كون لبنان دخل مرحلة جديدة، وخطيرة حربياً، انهارت فيها كل قواعد الاشتباك والخطوط الحمراء، إذ لفّت الغارات والدخان والنار والدماء أراضيه، من الضاحية الجنوبية إلى الجنوب، وصولاً إلى البقاع، وخرجت اللعبة، التي بدأت في 8 أكتوبر من العام الماضي، وحملت اسم المساندة عن السيطرة، وتحولت حرباً شاملة ومخيفة، فكيف ستكون الصورة في الحزب وفي الداخل وفي الجوار بعد طي صفحة نصرالله؟ وهل الاغتيال بداية لموجة تصعيد لن تنتهي، أو بداية لتسوية؟
وفي الانتظار، وبعد ليلة جنونية من القصف الهستيري، والغارات التي لم تهدأ طوال الليل وحتى ساعات الصباح الأولى، واصلت آلة القتل الإسرائيلية، استهداف المناطق الجنوبية والبقاعية، وسط موجة نزوح كبيرة إلى مناطق في عمق البلاد، وعلى وقع البيانات المتتالية الصادرة من إسرائيل بشأن مهاجمة الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أسفر عن اغتيال عضو المجلس المركزي لحزب الله، نبيل قاووق، ومسؤول الاستخبارات فيه، حسن خليل ياسين.
استنساخ تجربة
وتزامناً مع دخول العملية التي سمتها الحكومة الإسرائيلية سهام الشمال يومها السادس على لبنان، وأدت حتى اللحظة إلى سقوط مئات الضحايا وآلاف الجرحى ونزوح الآلاف إلى مناطق في عمق البلاد، فإن المشهد الحربي أسفر عن لبنان منكوب مجدداً بواقع دمار ودماء وتهجير في معظم مناطق الجنوب والبقاع الشمالي، وسط كابوس استنساخ تجربة غزة. أما على المقلب الآخر من الصورة فكلام عن أن إسرائيل أعلنتها حرباً من دون ضوابط، ومن دون هوادة، في ظل معادلة واضحة المعالم: إما أن يوقف حزب الله ضرب إسرائيل، وإما ستستمر إسرائيل على هذه الوتيرة من القصف، وذلك وسط توصيف للحرب الدائرة بأنها مفتوحة أو متدرجة، والتي يمكن أن يكون لها أشكال متعددة، بدءاً من توسيع الضغط الكبير لتحقيق حزام الـ10 كلم، أو ربما أكثر من ذلك. كما أن ثمة كلاماً عن مشروع إسرائيلي يقضي بتحويل لبنان إلى جبهة رئيسة، بدلاً من اعتباره جبهة إسناد.
ساعات حاسمة
ووسط السباق المحتدم بين العمليات العسكرية والتحركات الدبلوماسية، حيث لم تعد لغة النار وحدها في الميدان، إذ ثمة جهود ديبلوماسية تبذل، إقليمياً ودولياً، سعياً وراء الوصول إلى صيغة لخفض التصعيد، فإن ثمة إجماعاً على أن لبنان في مسار يشبه إلى حد بعيد مسارات الحرب على غزة، وعلى أن ما يحصل هو اجتياح جوي تدميري، غير مسبوق منذ حرب يوليو 2006، لمناطق آهلة، جنوباً وبقاعاً، يضرب شريط النار على امتداد القرى، في اختبار لتنفيذ الاجتياح البري، وفق سيناريو معد لتهجير سكان الجنوب، وعودة المستوطنين إلى الشمال، كما أن ثمة كلاماً عن ساعات حاسمة قد تفصل لبنان عن الحرب الواسعة، وإن كان بات أصلاً في قلب معركة بنتها إسرائيل على مراحل، إذ إن الاجتياح الجوي الإسرائيلي للبنان لا يعمل على روزنامة الأمم، ويستمر في تنفيذ غارات بلا هوادة، من بنت جبيل إلى جبيل، ويحرق قرى، جبلاً وساحلاً، ويترك بينها سيلان دم ونزوحاً.
من هو هاشم صفي الدين أبرز المرشحين لخلافة حسن نصر الله؟
تصدَّر هاشم صفي الدين الأسماء المرشحة لقيادة تنظيم «حزب الله»، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي، اليوم، مقتل حسن نصر الله.
وتربط صفي الدين صلة قرابة بالأمين العام لـ«حزب الله» المقتول، فهو ابن خالته، ويتسم بشبه قوي بنصر الله حتى في طريقة الحديث واللثغة، ويكبره عمراً بعامين.
وكشف قيادي سابق بارز في «حزب الله»، في وقت سابق لصحيفة «الشرق الأوسط»، أن اختيار صفي الدين تم بعد نحو سنتين من تولي نصر الله منصب الأمين العام في 1992، خلفاً لعباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل.
وبدأ إعداد الخليفة المرشح منذ 30 عاماً، عندما ارتحل من قم إلى بيروت، ليتولى حينها رئاسة المجلس التنفيذي الذي يعتبر حكومة الحزب، تحت إشراف القائد الأمني السابق للحزب عماد مغنية.
وخلال تلك المدة، لازم صفي الدين نصر الله، وكان مسؤولاً عن كل الملفات اليومية الحساسة للحزب، بما في ذلك إدارة الأموال والاستثمارات، باستثناء الملفات الاستراتيجية التي ظلت من اختصاص حسن نصر الله.
والجدير بالذكر أن واشنطن كانت قد أدرجت هاشم صفي الدين، الذي يعتبر من كبار مسؤولي «حزب الله»، على قائمة الإرهاب عام 2017.
أما علاقته بقاسم سليماني، القائد السابق لـ«فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، الذي اغتالته أمريكا في بغداد، فقد كانت متميزة جداً، إذ تزوج ابنه رضا بزينب سليماني عام 2020.
الشرق الأوسط: خامنئي يتوعد إسرائيل بضربات مؤلمة من «المقاومة»
أثار مقتل أمين «حزب الله» حسن نصر الله، غضباً في طهران التي بدأت حداداً يستمر خمسة أيام. وتوعد المرشد علي خامنئي، إسرائيل بضربات {أكثر إيلاماً من محور المقاومة».
وأفادت مواقع إيرانية بأن نائب قائد غرفة عمليات «الحرس الثوري»، العميد عباس نيلفروشان، كان ضمن قتلى الغارة الإسرائيلية.
وقال خامنئي إن «الأساس الذي أسسه نصر الله في لبنان والمنطقة لن يزول بفقدانه»، مضيفاً أن هؤلاء «سيحددون مصير المنطقة». وقال: «واجب على جميع المسلمين الوقوف إلى جانب لبنان، و(حزب الله)»، في عبارة فسرها إعلام «الحرس الثوري» بأنها «دعوة لجهاد عام».
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في بيان: «صدر أمر هذا الهجوم الإرهابي من نيويورك ولا يمكن للأميركيين أن ينكروا تواطؤهم مع الصهاينة»، في إشارة إلى وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أعمال الجمعية العامة.
السيستاني: نصر الله كان «قيادياً قلّ نظيره في العقود الأخيرة»
عَدّ المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، السبت، الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، «أنموذجاً قيادياً قلّ نظيره في العقود الأخيرة»، والذي قُتل في «المجزرة المفجعة التي اقترفتها» إسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية.
وقال السيستاني في بيان نشره مكتبه: «كان الشهيد الكبير أنموذجاً قيادياً قلّ نظيره في العقود الأخيرة، وقد قام بدور مميز في الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي بتحرير الأراضي اللبنانية، وساند العراقيين بكل ما تيسّر له في تحرير بلادهم من الإرهابيين الدواعش، كما اتخذ مواقف عظيمة في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، حتى دفع حياته الغالية ثمناً لذلك».
وذكر في بيان تعزية للشعب اللبناني: «إننا إذ نتقدم بأصدق التعازي وبالغ المواساة للشعب اللبناني ولسائر الشعوب المظلومة في هذا المصاب الجلل والخسارة الكبرى، نتضرع إلى الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد السعيد بواسع رحمته ورضوانه ويجمعه بأوليائه محمد وآله الطاهرين في أعلى عليين».
والاثنين، طالب السيستاني «ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة».
وقتلت إسرائيل نصر الله في غارة جوية كبيرة على بيروت، ما وجّه ضربة قاصمة للجماعة المدعومة من إيران في الوقت الذي تتعرض فيه لحملة متصاعدة من الهجمات الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه قتل نصر الله في الغارة التي استهدفت مقر القيادة المركزية للجماعة اللبنانية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأكد «حزب الله» مقتل نصر الله دون الإفصاح عن أي تفاصيل.
وبعد صدور البيان، أعلنت الحكومة العراقية الحداد العام في جميع أنحاء البلد لـ3 أيام.
مصادر: فصائل عراقية بانتظار تعليمات طهران لدعم «حزب الله»
تفيد مؤشرات في بغداد بأن الفصائل العراقية تنتظر تعليمات من طهران لدعم «حزب الله» اللبناني بعد تأكيد اغتيال أمينه العام، حسن نصر الله، بضربة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
وخلال الساعات القليلة الماضية، أعلنت فصائل عراقية تنفيذ 3 هجمات صاروخية على إسرائيل، في مؤشر على أنها «لم ترفع المنديل الأبيض»، على حد تعبير مصادر مقربة من تلك الجماعات.
وقالت 3 بيانات عن «المقاومة الإسلامية»، السبت، إنها استهدفت في الهجوم الأول «تحركاً لجنود العدو الإسرائيلي في موقع الصدح بقذائف المدفعية»، وكذلك قصفت «مستعمرة (ساعر) بصلية صاروخية» إلى جانب «مستعمرة روش بينا».
الوقت مبكر لاتخاذ القرار
مع ذلك، ترى المصادر في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنه من المبكر جداً «معرفة التوجه العام لجماعات الفصائل، في ظل الظروف شديدة الخطورة والتعقيد التي يمر بها محور المقاومة بشكل عام».
وتؤكد المصادر أن «الأولوية القصوى في هذه اللحظة الخطيرة بالنسبة للفصائل هي إظهار تماسكها، وهي اليوم مشغولة بالإبقاء على وجودها، بعد أن كان هدفها إزالة وجود إسرائيل».
وتقول المصادر: «ليس جديداً القول إن الخطوة التالية للفصائل العراقية ستحددها طهران، خاصة بعد الكلمة التي أدلى بها المرشد الإيراني علي خامنئي».
وطالب خامنئي، السبت، في كلمة يُعتقد أن لها صلة بالأنباء عن اغتيال حسن نصر الله، بأن تقف «جميع قوى المقاومة في المنطقة إلى جانب (حزب الله) وتدعمه. إن مصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة، وعلى رأسها (حزب الله) المنتصر».
وأضاف أن «من الواجب على جميع المسلمين أن يقفوا بإمكاناتهم إلى جانب شعب لبنان و(حزب الله) المنتصر، ويساعدوه في مواجهة هذا النظام الغاصب والظالم والشرير».
هجمات بلا فاعلية
في المقابل، ترى اتجاهات مطلعة على تفاصيل الجماعات والفصائل المسلحة العراقية المرتبطة بالمحور الإيراني، أنها قد تواصل الهجمات الصاروخية المسيرة على أهداف إسرائيلية، لكن من «دون فاعلية كبيرة، بالنظر لبدائية المعدات ومنصات الصواريخ التي بحوزتها، في مقابل التفوق العسكري الإسرائيلي».
وثمة مَن لا يستبعد قيام هذه الفصائل بإرسال مقاتلين إلى لبنان لدعم «حزب الله»، وذلك أيضاً ربما سيُواجَه بممانعة إيرانية أو لبنانية، ذلك أن «حزب الله» سبق أن عارض هذا التوجه لـ«أسباب سياسية داخلية، ويفضل أن تلعب الفصائل العراقية دور التشتيت في جبهات أخرى ضد إسرائيل»، لكن كان هذا قبل اغتيال نصر الله.
وتشير ترجيحات إلى «قرار إيراني بتجنيب العراق أي انهيار سياسي وأمني جراء الفصائل المشاركة في التصعيد، إلى جانب مخاوف داخل الفصائل من تلقي ضربات كبيرة ضد مقراتها ومخازن السلاح».
ومن بين أسباب أخرى ستكون حاكمة في أي تحرك مستقبلي لجماعات الفصائل «ترتيبات داخلية مع حكومة رئيس الوزراء محمد السوداني بانتظار حسم ملف الانسحاب الأميركي من العراق».
وإلى جانب كل ذلك، يذهب مراقبون إلى استدعاء «الموانع والحسابات السياسية الدقيقة التي تتعلق بوضع جديد ومختلف تماماً للشرق الأوسط والتي ستكون حاسمة بالنسبة لنوعية وشكل الرد الذي سيقوم به محور المقاومة الإيراني؛ سواء عبر الفصائل العراقية أو بغيرها».
استيعاب الصدمة
من جانبه، يرى الباحث والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، نزار حيدر، أن لاغتيال حسن نصر الله «تداعيات واسعة على الفصائل المسلحة في العراق؛ ذلك أنها تحاول أولاً أن تستوعب هول الصدمة لتعيد حساباتها من جديد».
ويقول نزار لـ«الشرق الأوسط» إن «(حزب الله) الذي يمتلك كل هذه الخبرة الطويلة التي تمتد نحو نصف قرن من الحروب والقتال والمواجهة مع إسرائيل لم يتمكن من حماية قادته بوجه حرب الاستخبارات والحرب السيبرانية، حتى وصلت لتغتال زعيمه بعملية استخباراتية معقدة».
وإذا كانت الحال كذلك مع «حزب الله»، يتساءل حيدر: «كيف يمكن للفصائل العراقية أن تواجه هذه الحرب وهي مكشوفة بشكل كامل في كل العراق؛ كون البلد ما زال تحت رحمة الأميركيين على مستوى الأمن والاستخبارات والمعلوماتية والسيطرة الجوية؟».
ويرى حيدر أن الفصائل «ستحاول تنفيذ بعض العمليات العسكرية الاستعراضية، سواء على الأراضي العراقية أو خارجها، لكنها في نهاية الأمر تعرف جيداً أن ليس بإمكانها توريط العراق بمثل هذه المواجهة غير المتكافئة بأي شكل من الأشكال».
ويضيف: «لذلك لاحظنا أنها طلبت، أمس، في بيان لها من رئيس مجلس الوزراء السوداني إرجاء موعد الإعلان عن البيان المشترك مع الولايات المتحدة بخصوص إنهاء عمليات (العزم الصلب)، لتبقى الذريعة بيدها إذا ما أرادت أن تستمر في نشاطها خارج سلطة الدولة بانتظار التعليمات التي تنتظرها من خلف الحدود، خاصة في هذا الظرف الخطير والحساس».
مواقف رسمية
أعلنت الحكومة العراقية الحداد 3 أيام «تأبيناً لحسن نصر الله»، وقال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إن إسرائيل «تعدّت كل الخطوط الحمراء»، فيما حذّر رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد من «تطوّر خطير، يشكّل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة».
ونشر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في «إكس» أنه «يعلن الحداد 3 أيام على رفيق درب المقاومة والممانعة»، بينما قال رئيس حزب «تقدّم» محمد الحلبوسي، إن «الراحل حسن نصر الله كان عنواناً للمقاومة والصمود والشموخ والإباء العربي».
توتر أمني مفاجئ غرب العاصمة الليبية
وسط توتر أمني مفاجئ في مدينة الزاوية، الواقعة غرب العاصمة طرابلس، أعلن أعضاء في مجلس النواب الليبي أن جلسته المرتقبة الاثنين المقبل، ستُخصص للمصادقة على اعتماد تعيين محافظ المصرف المركزي للبلاد ونائبه، وتعيين مجلس إدارة جديد ممن رشحهم المحافظ، على اعتبار أن قانون المصارف «ينص على أن ترشيحهم اختصاص أصيل للمحافظ».
وأعلنت إدارة العمليات والأمن القضائي، التابعة لحكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، تعرض عبد الحليم أبو عجيلة، رئيس فرعها في الزاوية لإطلاق نار من قبل مجموعة مسلحة خارجة عن القانون.
وقالت الإدارة في بيان، مساء الجمعة، إن التحقيقات بدأت لمعرفة أسباب هذه العملية، تزامناً مع جهود البحث عن هوية هؤلاء المجرمين. وتعهدت بالضرب «بيد من حديد وملاحقة المجرمين أينما كانوا».
كما تحدّث سكان المدينة عن سماع انفجار عنيف، ودويّ أسلحة خفيفة ومتوسطة بمنطقة الحرشة في محيط مصفاة الزاوية النفطية.
في غضون ذلك، أعربت القائمة بأعمال البعثة الأممية، ستيفاني خوري، السبت، عن أملها في دعم اتفاق حل أزمة المصرف المركزي من قبل مجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، من أجل تعيين محافظ ونائب، ومجلس الإدارة بعد ذلك، مشيرة إلى أن هناك فرصة لليبيين لبناء هذا الاتفاق على أشياء أخرى، مثل توحيد مؤسسات الدولة، والانتخابات والملفات الأخرى، التي تحتاج للدعم من أجل حل المشاكل، على حد قولها.
وكان رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، قد دعا أعضاء المجلس لعقد جلسة رسمية بمقره في مدينة بنغازي (شرق)، الاثنين المقبل، دون تحديد جدول الأعمال.
إلى ذلك، قال رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إنه شارك، مساء الجمعة، في حفل استقبال أقامه الرئيس الأميركي جو بايدن، على شرف قادة ورؤساء دول العالم، على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن الحفل شهد تبادل وجهات النظر مع عدد من قادة الدول حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
من جهته، استغل وزير الحكم المحلي بحكومة الوحدة «المؤقتة»، بدر الدين التومي، اجتماعه مع وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الألمانية كاتيا كويل، في العاصمة برلين، لتأكيد التزام حكومته بإجراء انتخابات عامة في ليبيا على أساس دستوري توافقي ونزيه.
كما استعرض وزير الحكم المحلي إجراءات وقرارات الحكومة لتفعيل الإدارة المحلية، ونقل الاختصاصات إلى البلديات، وتفعيل الإيرادات المحلية، وتخصيص الحكومة لميزانيات التنمية المحلية، إضافة إلى تفعيل برنامج المشاركة المجتمعية، وتمكين المرأة ومشاركتها بفاعلية في كل مستويات الإدارة المحلية، وعلى المستوى الوطني، عبر إنشاء منتدى عضوات المجالس البلدية، الذي يضم في عضويته جميع عضوات المجالس البلديات السابقات والحاليات من خلال لجان فنية متخصصة.
ونقل التومي عن كاتيا «التزام ألمانيا بدعم مسار برلين ودعم جهود استقرار ليبيا»، وتأكيدها دعم الحكومة الألمانية لكل البرامج القائمة بين البلدين.
وكانت حكومة الوحدة قد أعلنت أن وزير خارجيتها المكلف، الطاهر الباعور، عقد على هامش أعمال أسبوع رفيع المستوى للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، سلسلة من اللقاءات المهمة مع مسؤولين دوليين، بهدف تعزيز التعاون ودعم الاستقرار في ليبيا.
وناقش الباعور مع المبعوث الأميركي الخاص، ريتشارد نورلاند، بحضور نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، جوش هاريس، المستجدات السياسية والاقتصادية في ليبيا، وسبل دعم الجهود الدولية لتعزيز الاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب الليبي.
كما بحث مع وزير خارجية بنين، ياكاري أوشلجون، العلاقات الثنائية، وسبُل تعزيز الاستثمارات الليبية في بنين والمحافظة عليها، ومع وزير الخارجية الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوك، التحضيرات للزيارة المرتقبة لوفد من الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا الشهر المقبل.
في المقابل، أعلن رئيس حكومة «الاستقرار»، أسامة حماد، أن جامعة «درنة» شهدت، مساء الجمعة، أول حفل تخريج لمئات من طلابها بعد كارثة الطوفان.
وعَدّ الحفل الذى حضره رئيس مجلس النواب، والقائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، ونجلي حفتر، أبو القاسم، مدير عام صندوق التنمية وإعمار ليبيا، والصديق نجله الأكبر، ومسؤولو ومواطنو المدينة، دليلاً على انتصار إرادة الحياة، ونجاح ما وصفه بالمشروع الوطني الاستراتيجي لبناء وإعمار مدينة درنة.