الكرملين: موسكو على تواصل دائم مع سوريا وتعمل على تقييم الوضع... رهان أردوغان الخطير في سوريا.. بين إجبار الأسد على التفاوض.. أمريكا تتهم قراصنة صينيين بسرقة «كمية كبيرة» من بيانات وصفية
الخميس 05/ديسمبر/2024 - 02:41 م
طباعة
إعداد أميرة الشريف
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 5 ديسمبر 2024.
رويترز.. الكرملين: موسكو على تواصل دائم مع سوريا وتعمل على تقييم الوضع
قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، الخميس، إن روسيا تقيم الوضع في سوريا وعلى تواصل دائم مع السلطات في دمشق.
وأضاف أن نطاق المساعدة الروسية لدمشق سيعتمد على هذا التقييم. وشنت القوات المسلحة أكبر هجوم منذ سنوات على مدى الأسبوع المنصرم.
واليوم الخميس قالوا إنهم بدؤوا دخول حماة. لكن مصدراً عسكرياً سورياً قال في وقت لاحق إنه «لا صحة لهذه الأنباء».
وقال بيسكوف للصحفيين: «في الوقت الراهن، نتابع من كثب ما يحدث في سوريا. نجري حواراً دائماً مع أصدقائنا السوريين.. مع دمشق». وتابع قائلاً: «بناء على تقييم الوضع، سنتمكن من الحديث عن مستوى المساعدة التي تحتاج إليها السلطات السورية للتصدي للمسلحين والقضاء على هذا التهديد».
الصين تفرض عقوبات على شركات أمريكية بسبب بيع أسلحة لتايوان
قالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين قررت فرض عقوبات على 13 شركة صناعات عسكرية أمريكية ومديريها التنفيذيين اعتباراً من اليوم الخميس رداً على بيع الولايات المتحدة أسلحة لتايوان. وقالت بكين إن بيع الأسلحة لتايوان يقوض سيادتها ووحدة أراضيها.
وذكرت الوزارة في بيان أن من بين الشركات المستهدفة بالعقوبات شركة تيليدين براون إنجينيرنج وشركة برينك درونز وشركة شيلد إيه.آي.
أ ف ب..أمريكا تتهم قراصنة صينيين بسرقة «كمية كبيرة» من بيانات وصفية
قال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين إن مجموعة قرصنة وتجسس صينية عبر الإنترنت تسمى (سولت تايفون) سرقت «كمية كبيرة» من البيانات الوصفية للأمريكيين في حملة تجسس إلكتروني واسعة النطاق.
ورفض المسؤول تقديم أرقام محددة لكنه قال: إن وصول الصين إلى البنية التحتية لشبكات الاتصالات الأمريكية واسع النطاق وأشار إلى أن الاختراق لا يزال قائماً.
وقال المسؤول للصحفيين أمس الأربعاء، بعد أن طلب منهم عدم ذكر اسمه «نعتقد أنهم سرقوا كمية كبيرة من البيانات التعريفية الوصفية لأمريكيين».
ولدى الضغط عليه مراراً بالسؤال، عما إذا كان ذلك قد شمل سجلات كل هاتف محمول في الولايات المتحدة، قال المسؤول «لا نعتقد أن الأمر وصل إلى كل هاتف خلوي في البلاد لكننا نعتقد أنه من المحتمل أن تكون الحكومة الصينية قد ركزت على عدد كبير من الأفراد».
وأضاف المسؤول أن المتسللين الإلكترونيين وصلوا إلى عشرات الشركات في أنحاء العالم بما يتضمن ثماني شركات «على الأقل» للاتصالات والبنية التحتية للاتصالات في الولايات المتحدة.
وتوصف البيانات التعريفية الوصفية (ميتا داتا) لسجلات الاتصالات في بعض الأحيان بأنها من وماذا ومتى وأين تمت الاتصالات الهاتفية. ولا تشمل مضمون المكالمة ذاتها لكن قد تتضمن الطرف المتلقي للاتصال ومدته ومن أين صدر.
وحتى دون الحصول على محتوى المكالمة، يمكن للبيانات التعريفية لسجلات الاتصال، خاصة عندما يتم الحصول عليها بكميات كبيرة، أن تكشف عن تفاصيل استثنائية عن الحياة الشخصية والعمل والعلاقات المقربة.
وقال المسؤول إن البيت الأبيض جعل التعامل مع قراصنة سولت تايفون أولوية للحكومة الاتحادية، وإن مسؤولين أطلعوا الرئيس جو بايدن عدة مرات على تطورات تلك الاختراقات.
وجاءت مكالمة المسؤول مع الصحفيين في وقت عقدت فيه وكالات حكومية أمريكية إفادة منفصلة وسرية لكل أعضاء مجلس الشيوخ بشأن محاولات سولت تايفون لاختراق شركات الاتصالات الأمريكية.
وقال مسؤولون لرويترز إن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) ومدير المخابرات الوطنية ومجلس الأمن القومي والوكالة المعنية بأمن الإنترنت والبينة التحتية وجهات أخرى ومسؤولين معنيين بهذا الملف شاركوا أيضاً في الإفادة التي جرت في جلسة مغلقة.
“فايننشال تايمز”: تَقدُّم المعارضة السورية نكساتٌ تكتيكية لروسيا في الشرق الأوسط
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” مقال رأي لحنا نوت، مديرة برنامج الحد من انتشار السلاح النووي في أوراسيا بمركز جيمس مارتن ببرلين، قالت فيه إن تقدم قوات المعارضة السورية المسلحة يمثّل تهديداً خطيراً لطموحات روسيا في الشرق الأوسط.
وقالت إن القوات الروسية تواصل تقدمها في الأراضي الأوكرانية، في وقت تعرضت فيه لنكسة تكتيكية في الشرق الأوسط. ولم يكن سقوط حلب بأيدي المقاتلين السوريين إلا أحدث حلقة في سلسلة من التطورات، التي بدأت منذ أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، والتي تسبّبت في مشاكل للكرملين.
الغارات الجوية الإسرائيلية ضد إيران ربما تركت أثرها على قدرة طهران على تسليم الصواريخ وغيرها من المعدات إلى روسيا
وفي وسط الحرب المستمرة في غزة، استهدفت إسرائيل إيران، شريكة روسيا والجماعات المرتبطة بها في محور المقاومة، في حرب متبادلة بسوريا أدّت فيها الغارات الإسرائيلية المكثفة إلى القضاء على عشرات المقاتلين، وتدمير مخازن الأسلحة التابعة لإيران.
وزادت إسرائيل من الرهان، في أيلول/سبتمبر، عندما استهدفت “حزب الله” ومقاتليه في عملية تفجير البيجر وأجهزة الووكي-توكي، وبلغت ذروتها بقتل قياداته.
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر، قصفت إسرائيل برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، ومواقع صناعية دفاعية أخرى. وفي الوقت الذي كشفت فيه العمليات الإسرائيلية أنها جادة في التعامل مع إيران، لم يكن لدى موسكو، التي تضع الحرب في أوكرانيا على رأس أولوياتها، القدرة، أو حتى الرغبة، في الظهور كفارسٍ بدرعٍ لامع دفاعاً عن إيران.
وتشير الكاتبة إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية ضد إيران، ربما تركت أثرها على قدرة طهران على تسليم الصواريخ وغيرها من المعدات إلى روسيا، على الأقل في الأمد القريب.
وفي إطار آخر، ربما كان تَزامنُ القتال في أوكرانيا والشرق الأوسط سبباً في تعزيز رغبة روسيا وإيران في التعاون، مع أنه يحدّ في الوقت نفسه من الدعم الذي يمكن أن يقدمه كلٌّ منهما للآخر. وقد زاد الهجوم الخاطف لقوات المعارضة من مشاكل وآلام روسيا.
فقد ظلت سوريا بمثابة قصة نجاح لروسيا، فمن خلال التدخل في الحرب السورية عام 2015، أنقذ الرئيس فلاديمير بوتين، بشار الأسد، حيث قدم صورة عن الحليف الذي يوثق به، خلافاً للصورة المعروفة عن الدول الغربية، وتحديداً الولايات المتحدة.
وكانت سيطرة القوات السورية، بدعم روسي، على الجزء الشرقي من حلب، عام 2016، نقطة محورية دفعت موسكو للإعلان عن عملية أستانة بالتعاون مع إيران وتركيا. ومنذ عام 2017، قامت هذه العملية بتحديد مسار النزاع، وفتحت المجال أمام ظهور توازن هش بين الجماعات الداخلية والخارجية التي تتقاسم البلاد.
وبعد الغزو الشامل لأوكرانيا، عام 2022، اعتقدت موسكو أنها قادرة على التحكّم بالوضع السوري، وبأقل جهد. ولهذا قامت بإعادة ضبط وجودها العسكري، ودفعت باتجاه إعادة تأهيل الأسد إقليمياً ودولياً، لكنها اصطدمت بحائط بسبب رفض الزعيم السوري التنازل قيد أنملة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي الوقت نفسه، توقف التقدم نحو حلّ سياسي حقيقي للصراع تماماً، مع عرقلة روسيا لانعقاد اللجنة الدستورية السورية.
وفي الأسبوع الماضي، تعلمت روسيا الدرس الصعب، وهو أن النزاعات المجمدة تظل متجمدة حتى تنضج. وكانت موسكو خائفة لأشهر من أن تجرف الهزات الارتدادية لهجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر سوريا، ولهذا فوجئت على ما يبدو من الهجوم الخاطف على حلب.
ظلت سوريا بمثابة قصة نجاح لروسيا، بعد أن أنقذ بوتين الأسد، حيث قدم صورة عن الحليف الذي يوثق به، خلافاً للصورة المعروفة عن الدول الغربية، وتحديداً الولايات المتحدة
وتعلق الكاتبة أن هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر غيّرت الديناميات، وقدّمت منافع لروسيا، من خلال حرف انتباه الغرب عن أوكرانيا إلى الشرق الأوسط. ولكن الهجمات خلقت الكثير من المخاطر لروسيا التي توسّعت في القتال على عدة جبهات. وأصبحت إيران ضعيفة، وأضعف مما كانت عليه في العام الماضي. وساهمت الحملة الإسرائيلية ضد “حزب الله” في خلق الظروف الملائمة للعملية ضد حلب. كما شعرت تركيا، شريكة روسيا في عملية أستانة، بوجود فرصة لإنهاء العمل غير الناجز في سوريا.
وتعتقد نوت أن النكسات الروسية الإقليمية تظل حتى الآن تكتيكية، وذات آثار محدودة على حملتها في أوكرانيا. ولكن هل تتحول الأحداث الأخيرة إلى صداع إستراتيجي لموسكو؟ تجيب نوت أن هذا يعتمد على ساحة المعركة في سوريا والديناميات الجديدة، وكذلك شهية إسرائيل لضرب إيران، وعلى الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب.
وفي الوقت الحالي، تسعى روسيا جاهدة لوقف تقدم المتمردين دون الحاجة إلى إرسال تعزيزات إلى سوريا. وربما تنجح في حماية نفوذها. ولكن إذا صعدت إسرائيل، أو الولايات المتحدة، الضغوط على إيران، فإن قدرة روسيا على حماية شريكتها سوف تكون محدودة.
بوليتيكو: رهان أردوغان الخطير في سوريا.. بين إجبار الأسد على التفاوض
نشرت مجلة “بوليتيكو” مقالاً للمعلق جيمي ديتمر قال فيه إن الهجوم المفاجئ والمخطط له منذ فترة طويلة من قبل تحالف من المعارضة السورية المسلحة، والذي أدى إلى فرار قوات النظام السوري من حلب، ترك وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي غاضباً يبحث عن تفسير.
إن سقوط ثاني أكبر مدينة في سوريا في أيدي التحالف الذي تقوده “هيئة تحرير الشام” – وهي جماعة منشقة عن تنظيم “القاعدة” – ليس مجرد إذلال للأسد، بل إنه أيضاً إذلال لحلفائه؛ إيران، وإلى حد ما روسيا.
سقطت حلب بسهولة بسبب انهيار قوات الأسد. تبيّنَ أنها كانت محبطة وضعيفة وغير متحفزة، مثل القوات الأفغانية التي أنفقت الولايات المتحدة سنوات في تدريبها وتمويلها، ولكنها فشلت في خوض أي قتال حقيقي ضد طالبان
ففي عام 2016، ساعدت الميليشيات الشيعية التي تقودها إيران، مع حملة قصف روسية لا تميز، النظامَ السوري على استعادة حلب من الثوار، الذين سيطروا على حوالي نصف المدينة لمدة أربع سنوات. بعد ذلك، كان من المفترض أن تكون آمنة في أيدي الأسد.
ولكن، في الأسبوع الماضي، استغرق الأمر 72 ساعة فقط للسيطرة على حلب، ما أدى إلى إعادة إشعال الحرب الأهلية السورية الطويلة الأمد، والتي اندلعت، في البداية، بسبب القمع الوحشي للأسد للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.
عند وصوله إلى دمشق لإجراء محادثات عاجلة، قدم عراقجي التفسير الأكثر إدانة الذي يمكن أن يفكر فيه، كان الأمر كلّه “مؤامرة من قبل النظام الإسرائيلي لزعزعة استقرار المنطقة”.
ويعلق الكاتب أنه من الملائم لطهران أحياناً أن تلقي باللوم على الصهاينة، وربما ساعدت الصواريخ والغارات الجوية الإسرائيلية المعارضة بشكل طفيف، فإن سقوط حلب لا علاقة له بتطلعات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، بل له علاقة أكبر بحالة القوات المسلحة للأسد.
كما أن له علاقة كبيرة بالمناورات الجيوسياسية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتصميمه على الحد من أي تهديدات حقيقية أو متخيلة من الأكراد السوريين المدعومين من الولايات المتحدة، فضلاً عن انزعاجه من الأسد لرفضه عرضاً قديماً للمصالحة.
أولاً، وقبل كل شيء: سقطت حلب بسهولة بسبب انهيار قوات الأسد. فقد تبين أنها كانت محبطة وضعيفة وغير متحفزة، مثل القوات الأفغانية التي أنفقت الولايات المتحدة سنوات في تدريبها وتمويلها، ولكنها فشلت في خوض أي قتال حقيقي ضد طالبان.
قال الدبلوماسي الأمريكي السابق ألبرتو فرنانديز: “إن الجيش العربي السوري عبارة عن هيكل مجوف، أضعف كثيراً مما تشير إليه أعداده وأسلحته المزعومة.. سوريا في حالة اقتصادية حرجة. يكمل الضباط رواتبهم الضئيلة بأخذ الرشاوى حتى يحصل الجنود على إجازات طويلة، ويعملوا في وظائف أخرى في مدنهم. ويبدو أن بعض الوحدات انهارت وهربت بعد أن فقدت ضباطها”.
لا شك أن طهران لا ترغب في الإعلان عن ضعف حليف آخر، بعد أن نجحت إسرائيل في قطع رأس “حزب الله” اللبناني بسرعة، الشريك الإقليمي الأكثر أهمية لإيران.
لكنها لا تستطيع أيضاً تسليط الضوء على الدور الحقيقي للرجل الخبيث وراء ما يحدث في شمال سوريا، حيث من المرجح أن تحتاج إلى التوصل إلى نوع من الاتفاق مع أردوغان الماكر لضمان توقف الهجوم الذي يتجه الآن نحو حماة، على بعد 90 ميلاً جنوب حلب، هناك.
ولكن بعد إضعاف إيران و”حزب الله” من قبل إسرائيل، فإنهما غير قادرين على تقديم القوة البشرية والدعم العسكري للأسد، كما ساعدوه على تحويل مسار الحرب الأهلية السورية في عام 2015.
ووفقاً لمصادر لبنانية تحدثت إلى وكالة أنباء “رويترز”، فإن “حزب الله” ليس لديه خطط لإرسال مفارز للانضمام إلى مئات المقاتلين العراقيين الذين ترعاهم إيران، والذين عبروا إلى سوريا، هذا الأسبوع، لدعم جيش الأسد.
ومن جانبه، سعى أردوغان إلى إبعاد نفسه عمّا يحدث عبر الحدود، وقدم نفسه كمتفرج يراقب تطورات لا يستطيع السيطرة عليها.
وقال، يوم الإثنين: “نحن نتابع الأحداث عن كثب. لقد حذرنا لفترة طويلة من أن دوامة العنف في الشرق الأوسط قد تؤثر أيضاً على سوريا. وقد أكدت الأحداث الأخيرة أن تركيا كانت على حق”.
ولكن قلة من المراقبين يعتقدون أن الهجوم لم يكن ليحدث دون علم أنقرة وتأييدها. فوفقاً لهادي البحرة، رئيس جماعة سورية معارضة معترف بها من قبل المجتمع الدولي، كانت الاستعدادات للهجوم على حلب قيد الإعداد منذ العام الماضي، الاستعدادات التي شملت “هيئة تحرير الشام”، فضلاً عن أكثر من 12 فصيلاً في “الجيش الوطني السوري” الذي ترعاه تركيا، والذي يستهدف إلى حد كبير الأكراد السوريين.
وبالتالي، فمن السذاجة الاعتقاد بأن المسؤولين الأتراك لم يكونوا على علم بهذا التخطيط.
مصادر لبنانية: “حزب الله” ليس لديه خطط لإرسال مفارز للانضمام إلى مئات المقاتلين العراقيين الذين ترعاهم إيران، والذين عبروا إلى سوريا لدعم جيش الأسد
ووفقاً لإحاطة استخباراتية أصدرها مركز صوفان، وهي مجموعة بحثية أسسها ضباط ودبلوماسيون سابقون في الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، فإن “هجوم حلب… تأخر عندما تدخلت تركيا، ما أدى إلى تغيير التوقيت”.
وبشكل عام، كانت الخطوط الأمامية للحرب الأهلية السورية راكدة منذ عام 2020، على الرغم من وقوع اشتباكات عرضية شرسة. وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، سيطر الأسد على جزء كبير من البلاد وأكبر مدنها.
لقد ظلت “هيئة تحرير الشام”، التي تتسامح معها تركيا، والتي يقودها تحالف من المقاتلين الإسلاميين في الغالب، محاصرة في إدلب وأجزاء من الريف غرب حلب، في حين كانت القوات التركية والفصائل التي ترعاها تركيا تشرف على شريط من الأراضي الكردية على طول الحدود شمال حلب. وفي شمال شرق سوريا، ظلت “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يهيمن عليها الأكراد، وهي حليفة للولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة”، لشأنها إلى حد كبير.
لقد أدى الهجوم إلى تحول كبير في كل ذلك، ولكن من الصعب التنبؤ بالعواقب.
يمتلك أردوغان الآن العديد من الأوراق، ولكن ما إذا كانت تفلت من يديه هي مسألة أخرى.
من المؤكد أنه لا يريد أن تخرج الأمور عن السيطرة وأن يسقط الأسد، ولكن هذا قد يعتمد جزئياً على ما إذا كانت “هيئة تحرير الشام” تلتزم بالنص،
وتعزز وجودها في حلب، وتركز على إنشاء حكومة على الطراز الإسلامي هناك، تماماً كما فعلت في إدلب. إذا هاجمت ودفعت جنوب حماة لأن دفاعات الأسد انهارت، فقد يجد أردوغان أنه أشعل أكثر مما كان يتوقع.
الواقع أن الزعيم التركي كان يضغط على الأسد للموافقة على المصالحة، على مدى الأشهر القليلة الماضية، لكن الزعيم السوري تجنّب العرض، وأصر على أن تسحب تركيا أولاً آلاف قواتها والجماعات التي ترعاها من الأراضي السورية.
وعلى هذا، فإن بعض المراقبين يرون في الهجوم جزءاً من جهود أنقرة للضغط على الأسد لتطبيع العلاقات والتفاوض على حل سياسي للحرب الأهلية، وهو ما من شأنه أن يمنح أردوغان الفرصة لإعادة 4.7 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا.
ومن المرجح أن تأتي المصالحة بتكلفة كبيرة للأكراد، وتتضمن تقليص شبه استقلالهم في الشمال الشرقي أيضاً. وتعمل تركيا ووكلاؤها بالفعل على توسيع سيطرتهم على البلدات والقرى الخاضعة لسيطرة الأكراد والمتاخمة للحدود.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، استولى “الجيش الوطني السوري”، الذي ترعاه تركيا، على معقل الأكراد في تل رفعت، إلى جانب بلدات وقرى أخرى تابعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” شرق حلب.
والسؤال، أين يترك هذا روسيا؟
مثل حلفاء الأسد الرئيسيين الآخرين “إيران” و”حزب الله”، تركّز موسكو على أولويات أخرى، وهي أوكرانيا. وحتى الآن، لم تحلّق الطائرات الحربية الروسية، إلا في طلعات قصف محدودة لدعم قوات الأسد، ما أضاف إلى التكهنات بأن الكرملين كان على علم بالهجوم القادم، وليس منزعجاً لرؤية الضغوط تتزايد على الأسد.
المجلة: من الملائم لطهران أحياناً أن تلقي باللوم على الصهاينة، لكن سقوط حلب لا علاقة له بتطلعات بنيامين نتنياهو لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
كما كانت موسكو تدفع الأسد إلى المصالحة مع أردوغان، واستكشاف الحلول السياسية لإنهاء الحرب الأهلية، الأمر الذي من شأنه أن يفتح سوريا للتجارة المربحة للشركات الروسية، ويفترض أن يضمن عدم وجود مخاطر على قواعدها الجوية والبحرية الإستراتيجية في سوريا. وعلى مدار الصيف، سعى الكرملين مراراً وتكراراً إلى ترتيب اجتماعات وجهاً لوجه بين الزعيمين السوري والتركي دون جدوى.
ولكن هذا المسعى قد يؤتي ثماره الآن. فبالرغم من كل الحديث عن مؤامرة إسرائيلية، توجّه عراقجي بسرعة إلى أنقرة هذا الأسبوع للقاء نظيره التركي هاكان فيدان. واتفق الرجلان على أن تركيا وإيران وروسيا يجب أن يعقدوا مفاوضات ثلاثية جديدة لمعالجة الصراع. وقال عراقجي: “لقد قررنا إجراء مشاورات وحوارات أوثق، وبإذن الله سنتعاون لتحسين الوضع بشكل أكبر نحو السلام والاستقرار في منطقتنا”.
وفي الوقت نفسه، ألقى فيدان باللوم بشكل واضح على رفض دمشق التحدث مع قوى المعارضة. وقال: “إن التطورات الأخيرة تظهر، مرة أخرى، أن دمشق يجب أن تتصالح مع شعبها والمعارضة الشرعية”.
مرصد حقوقي: الجيش الإسرائيلي أحرق النازحين أحياء في خيامهم
غزة: قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي أحرق نازحين فلسطينيين أحياء في خيامهم بمواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأضاف المرصد الحقوقي في بيان، الخميس، أن الجيش الإسرائيلي قصف خيام النازحين مباشرة (مساء أمس الأربعاء) ما أدى لمقتل 20 فلسطينيا غالبيتهم من الأطفال، إصابة 18 آخرين بحروق وجروح.
وذكر البيان أن تفاصيل عملية القصف تظهر أن “الجيش الإسرائيلي تعمد إيقاع الأذى بصفوف المدنيين”.
وأوضح أن الجيش أنذر نازحين في مواصي خان يونس بإخلاء جزء من المنطقة المستهدفة، وفي أثناء عملية الإخلاء أطلق الطيران المروحي الإسرائيلي صاروخا تجاه النازحين وأصاب خيامهم بشكل مباشر ما أدى إلى احتراقهم.
والأربعاء، استشهد 20 فلسطينيا وأصيب العشرات جراء قصف الطائرات المروحية الإسرائيلية تجمعات للنازحين ومخازن مواد غذائية في مواصي خان يونس ووصلوا جميعهم إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة”، وفق مصدر طبي.
وأكد المصدر أن “قتلى مجزرة مواصي خان يونس عبارة عن أشلاء متفحمة وأجساد بلا رؤوس”.
وأشار البيان إلى أن الفريق الميداني للمرصد الأورومتوسطي تابع مشاهد مروعة لانتشال بقايا جثامين الأطفال المتفحمة والمقطعة، معتبرا ذلك “مستوى غير مسبوق من الوحشية الإسرائيلية التي تستخدم قنابل ومقذوفات حارقة في منطقة مكتظة بمئات آلاف النازحين”.
ولفت إلى أن “ما حدث ليس حدثا معزولا، بل هو تعبير عن جريمة الإبادة الجماعية الشاملة التي ترتكبها إسرائيل ضد جميع الفلسطينيين في قطاع غزة، واستهدافهم وتدميرهم أينما كانوا، بما في ذلك في المنطقة الإنسانية التي تدعي إسرائيل أنها آمنة”.
وذكر البيان أن طائرات حربية تابعة للجيش الإسرائيلي ألقت في 10 سبتمبر/ أيلول الماضي ثلاث قذائف أمريكية الصنع من نوع MK-84 على تجمع لخيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس وهم نيام، ما أحدث ثلاث حفر بعمق وقطر عدة أمتار، تسببت بدفن نحو 20 خيمة بالعائلات التي بداخلها.
وأشار إلى أن الحصيلة الأولية للضحايا تجاوزت 60 شخصا بين شهيد وجريح.
ولفت إلى أن “أن استخدام هذا النوع من القنابل الأمريكية ذات الأثر التدميري الواسع في منطقة مليئة بالخيام والنازحين مؤشر على نية الجيش الإسرائيلي قتل أكبر عدد من المدنيين، علما بأنه لم يسبق القصف أي إنذارات إخلاء”.
وشدد على أن “حالة الصمت والتجاهل التي تمر بها مثل هذه المجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب الحديثة كونها تستهدف المدنيين بشكل صرف ومتكرر تشكل ضوءا أخضر لإسرائيل للاستمرار في ارتكابها ضمن نهج واضح لقتل الفلسطينيين جماعيا والقضاء عليهم”.
وأكد الأورومتوسطي أن “الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في هذه الجريمة، كونها تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة والقنابل المدمرة والحارقة رغم علمها باستخدامها في قتل مئات المدنيين في كل مرة، كما تجب مساءلة الأفراد المسؤولين فيها عن القرارات ذات الصلة لتواطؤهم بارتكاب هذه الجرائم”، وفق البيان.