حذّر الرئيس اللبناني جوزيف عون السبت من أن أي سلاح خارج إطار الدولة «يعرّض مصلحة لبنان إلى الخطر»، وذلك على وقع الجدل المرتبط بنزع سلاح حزب الله.
وقال عون في خطاب من بعبدا بمناسبة مرور 50 عاماً على اندلاع الحرب الأهلية في لبنان «طالما أننا مجمعون على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه أن يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب، فقد آن الأوان لنقول جميعاً: لا يحمي لبنان إلا دولته، وجيشه، وقواه الأمنية الرسمية».
انتشرت قوات الجيش والأمن العام التابعة للسلطات السورية الجديدة، السبت، في محيط سد استراتيجي في شمال سوريا، بناء على اتفاق تم التوصل إليه مع الإدارة الذاتية الكردية، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي.
وأفادت وكالة الأبناء السورية الرسمية «سانا»، السبت، بـ«بدء دخول قوات الجيش العربي السوري وقوى الأمن العام إلى سد تشرين بريف حلب الشرقي لفرض الأمن والاستقرار.. تنفيذاً للاتفاق المبرم مع قوات سوريا الديمقراطية».
وينص الاتفاق على إنشاء قوة عسكرية مشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية والسلطات الجديدة لحماية السد وانسحاب الفصائل المدعومة من أنقرة «التي تحاول عرقلة هذا الاتفاق» من المنطقة، بحسب المصدر الكردي.
ويأتي ذلك في إطار اتفاق أشمل تم التوصل إليه الشهر الماضي بين قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، والذي تبعه الشهر الحالي انسحاب مئات من القوات الكردية من حيين ذات غالبية كردية في مدينة حلب، وتقليص الوجود العسكري لفصائل موالية لأنقرة في منطقة عفرين ذات الأغلبية الكردية.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، (قسد) الذراع العسكري للإدارة الذاتية، على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، بينها سدّ تشرين في ريف مدينة منبج في محافظة حلب.
والسبت، أوضح مصدر كردي، أن الاتفاق بين الطرفين والذي يشرف عليه التحالف الدولي المناهض للإرهاب بقيادة واشنطن، ينص على بقاء السد خاضعاً للإدارة المدنية الكردية على أن تكون حمايته مشتركة.
وبعد أيام من وصول السلطة الجديدة إلى دمشق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، تعرّض السد لضربات متكررة شنتها مسيرات تركية وأسفرت عن مقتل العشرات، وفق ما أعلن الأكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان. كما شنت فصائل سورية موالية لأنقرة هجمات على المقاتلين الأكراد في محيطه.
وللسد أهمية استراتيجية، إذ يوفر الكهرباء لمناطق واسعة في سوريا، كما يعد مدخلاً لمنطقة شرق الفرات الواقعة تحت سيطرة الإدارة الكردية.
أفاد مصدر مقرّب من حزب الله، وكالة فرانس برس السبت، بأن معظم المواقع العسكرية التابعة للحزب جنوب الليطاني باتت تحت سيطرة الجيش اللبناني.
وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن هناك «265 نقطة عسكرية تابعة لحزب الله، محددة في جنوب الليطاني، سلم الحزب منها قرابة 190 نقطة».
مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، فتح حزب الله جبهة «إسناد» لغزة تصاعدت في أيلول/سبتمبر 2024 إلى حرب مفتوحة أضعفت قدراته وأدت إلى تصفية العديد من قادته على رأسهم الأمين العام السابق حسن نصرالله.
وتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر نص على نشر قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والجيش اللبناني فقط في جنوب لبنان وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، على بعد 30 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية وتفكيك ما تبقى من بنيته التحتية في الجنوب.
وأكد مصدر أمني لفرانس برس هذا الأسبوع أن الجيش فكك «معظم» المواقع العسكرية التابعة لحزب الله في منطقة جنوب الليطاني بالتعاون مع قوة اليونيفيل في الجنوب.
وأشار المصدر الأمني إلى أن الجيش بات «في الخطوات الأخيرة لإنهاء الوجود الأمني أو السيطرة الأمنية على كل المواقع الحزبية الموجودة في جنوب الليطاني».
وخلال زيارة للبنان، صرحت نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس للمؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال (إل بي سي آي) «نواصل الضغط على هذه الحكومة من أجل التطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية، بما يشمل نزع سلاح حزب الله».
وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، التزامه حصر السلاح بيد الدولة، مشدداً في الوقت ذاته على «أهمية اللجوء إلى الحوار» لتحقيق ذلك.
وأضاف «سنبدأ قريباً في العمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني».
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، ما زالت إسرائيل تنفّذ غارات على أهداف تقول إنها تابعة لحزب الله في الجنوب، بينما أبقت على وجودها العسكري في خمسة مرتفعات «استراتيجية» عند الحدود.
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، اكتمال تطويق مدينة رفح في غزة، ضمن خطة معلنة للسيطرة على مزيد من مساحات الجيب الفلسطيني، تزامناً مع عمليات إجلاء واسعة النطاق للسكان، معلناً توسيع هجماته لتشكل أغلب مناطق القطاع المدمر، في وقت تأمل حركة «حماس» الفلسطينية في إحراز «تقدم حقيقي» في المحادثات المقررة في القاهرة للتوصل إلى هدنة.
وقال الجيش الإسرائيلي السبت إنه «خلال اليوم الأخير، أكملت قوات الفرقة 36 تطويق رفح وأسست محور موراج... الذي يقسم جنوب قطاع غزة بين لواء رفح وخان يونس»، معلناً ضم المدينة إلى المنطقة الأمنية العازلة، مؤكداً في الوقت نفسه أن هجماته ستشمل أغلب مناطق القطاع.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات إخلاء متكررة لمئات الآلاف من الفلسطينيين في رفح منذ استئناف عملياته في غزة في 18 مارس آذار، ما أجبرهم على الوجود في مناطق تتناقص مساحاتها ويحدها البحر.
وقالت إسرائيل في الثاني من إبريل/ نيسان إن قواتها بدأت في السيطرة على منطقة أطلقت عليها اسم محور موراج، في إشارة إلى مستوطنة إسرائيلية سابقة كانت تقع بين مدينتي رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين، فرّ مئات الآلاف من الفلسطينيين من رفح، وهي منطقة تبلغ مساحتها 60 كيلومتراً مربعاً، وتحدها مصر من الجنوب.
توسيع الهجوم
وبدأت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني في العمليات العسكرية حتى الآن. ونزح معظم سكان القطاع الذي تحول معظمه إلى أنقاض.
واستأنفت إسرائيل هجومها في مارس/ آذار الماضي بعد أن تخلت فعلياً عن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في يناير كانون الثاني، وتقول، إن الحملة ستستمر حتى يتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين، وعددهم 59، والقضاء على حماس في غزة.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه مقذوفات تبين أنها عبرت إلى أراضي الدولة العبرية بعد إطلاقها من جنوب غزة السبت، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان خاطب فيه السكان الفلسطينيين: «قريباً، ستتكثف عمليات (الجيش) وستتوسع لتشمل مناطق أخرى في القسم الأكبر من غزة. وعليكم إخلاء مناطق القتال».
وأعلن مصدر مطلع في «حماس»، السبت أن وفداً مؤلفاً من قادة كبار في الحركة من المقرر أن يصل إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين حول الهدنة في غزة.
حماس تبحث عن تقدم حقيقي
وقال المصدر: «نأمل أن يحقق اللقاء تقدماً حقيقياً للتوصل لاتفاق لوقف الحرب ووقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال من غزة».
وأشار المصدر إلى أن الوفد سيكون برئاسة خليل الحية. وأوضح، أن الحركة «لم تتلق أي اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى»، مشيراً إلى أن الاتصالات والمباحثات التي يجريها الوسطاء لا تزال جارية.
وأضاف: «الاحتلال يواصل العدوان، ويواصل تعطيل الاتفاق، وتضليل عائلات أسراه لدينا».
وأكدت حماس في بيان أن «المعادلة واضحة» تتمثل في «إطلاق الأسرى (الإسرائيليين) مقابل وقف الحرب، العالم يقبلها ونتنياهو يرفضها» محذرة من أن «كل يوم تأخير (في التوصل لاتفاق لتثبيت وقف النار) يعني مزيداً من القتل للمدنيين الفلسطينيين العزل، ومصيراً مجهولاً للأسرى ليدنا». وحملت الحركة نتنياهو «مسؤولية إدامة الحرب ومعاناة أسراه وشعبنا».
ضغط عسكري
وأحصت وزارة الصحة في غزة مقتل 1563 فلسطينياً على الأقل منذ استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في 18 مارس/ آذار الماضي. ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن زيادة الضغط العسكري في غزة هو السبيل الوحيد لإرغام «حماس» على إطلاق الرهائن.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، أن مصر وإسرائيل تبادلتا مسودة وثائق حول اتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن. وأفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أن المقترح المصري ينص على الإفراج عن ثماني رهائن أحياء، وثماني جثث مقابل هدنة تراوح بين 40 و70 يوماً، وإطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين.
وتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تقدم في محادثات إطلاق سراح الرهائن، قائلاً في اجتماع مع وزرائه الخميس «إننا نقترب من إعادتهم».
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية نقلاً عن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تأكيده أن «اتفاقاً جدياً للغاية يتبلور»، مشيراً إلى أنها «مسألة أيام».
قال مسعفون إن صاروخين إسرائيليين أصابا مبنى داخل مستشفى رئيسي في قطاع غزة اليوم الأحد، مما أدى إلى تدمير قسم الطوارئ والاستقبال وإلحاق أضرار بمبان أخرى.
وأخلى مسؤولو الصحة في مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) المبنى من المرضى بعد أن قال أحد الأشخاص إنه تلقى اتصالا من شخص قال إنه من الأمن الإسرائيلي قبل وقت قصير من وقوع الهجوم.
وذكرت خدمة الطوارئ أنه لم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين. ولم تعلق إسرائيل على الهجوم.
وأظهرت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات العائلات النازحة تغادر المكان، فيما يقوم البعض بجر ذويهم المرضى على أسرة المستشفيات.
ونددت حركة (حماس) بالهجوم في بيان أصدره المكتب الإعلامي الحكومي التابع لها، ووصفت الهجوم بأنه "جريمة جديدة مروعة".
وقالت "سبق أن دمر الاحتلال عمدا 34 مستشفى وأخرجها عن الخدمة في إطار خطة ممنهجة للقضاء على ما تبقى من القطاع الصحي في قطاع غزة، وكذلك استهدف العشرات من المراكز الطبية والمؤسسات الصحية في انتهاك فاضح لكل المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت الطبية".
وفي أكتوبر 2023، أودى هجوم على المستشفى المعمداني بحياة مئات الأشخاص. وألقى مسؤولون فلسطينيون باللوم على غارة جوية إسرائيلية في الانفجار الذي وقع في المستشفى. وقالت إسرائيل إن الانفجار نجم عن صاروخ أطلقته حركة الجهاد الفلسطينية عن طريق الخطأ. ونفت الحركة مسؤوليتها.
شن الجيش الأمريكي 10 غارات جوية على شمال اليمن في وقت متأخر من مساء السبت، مستهدفا مواقع متعددة، حسبما أفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين.
وأفادت القناة بأن "العدوان الأمريكي شن 5 غارات استهدف فيها المعهد المهني بمديرية الصومعة بمحافظ البيضاء، أما في صعدة فشن العدو الأمريكي 3 غارات على منطقة السهلين بمديرية آل سالم، كما شن عدوانا على الحديدة استهدف فيها بغارتين مديرية المنيرة".
ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات حتى الآن.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية على موقع إكس إن عملياتها ضد الحوثيين مستمرة.
وكانت الولايات المتحدة قد استأنفت حملتها الجوية ضد الحوثيين في 15 مارس، مشيرة إلى أن الضربات تهدف إلى ردع الجماعة عن شن هجمات ضد الأصول البحرية الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر.
ويقول الحوثيون، الذين يسيطرون على جزء كبير من شمال اليمن، إنهم سيوقفون عملياتهم إذا أوقفت إسرائيل هجومها على غزة وسمحت بإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى القطاع.
بعد الإطاحة بالأسد، دأب حكام سوريا الجدد على سحق "الجسر البري" الذي استخدمته إيران لبسط نفوذها الإقليمي من خلال تسليح حزب الله وحلفائه الآخرين.
تستهدف قوات الحكومة السورية طرق التهريب على طول الحدود الممتدة لـ 233 ميلا مع لبنان، وهي طرق حيوية لإيران والميليشيات المتحالفة معها لنقل الأسلحة والأموال والمخدرات.
ويأتي انهيار شبكة التهريب في أعقاب الإطاحة بنظام بشار الأسد، مما قلل بشكل كبير من نفوذ إيران الإقليمي.
ففي الأسابيع الأخيرة، سعت قوات الحكومة السورية إلى خنق طرق التهريب التي تعبر الحدود الوعرة مع لبنان. تُعدّ هذه الطرق آخر ما تبقى من "الجسر البري" - وهي شبكة تمتد عبر الأراضي السورية - التي استخدمتها إيران والميليشيات المتحالفة معها لنقل الأسلحة، والأموال، والمخدرات، والوقود.
وقد ساهمت هذه الطرق في دعم حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ومثّلت دعما حيويا لحليف النظام القوي، حزب الله اللبناني، بما في ذلك في مواجهته مع إسرائيل.
اليوم، اختلف الوضع جذريا بعد أن تمت الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر، مما شكّل انتكاسة كبيرة لقوة إيران الإقليمية، وعزلها إلى حد كبير عن حزب الله.
من مراكز التهريب الحدودية، مثل حوش السيد علي، التي كانت لا تزال مشتعلة جراء الاشتباكات، إلى قواعد الميليشيات الشيعية المهجورة في مدينتي القصير وتدمر اللتين مزقتهما الحرب شرقا، أصبحت نقاط العبور التي استخدمتها إيران ووكلاؤها في السابق في حالة يرثى لها.
وقد كشفت رحلة صحفية حديثة قام بها صحفيو صحيفة واشنطن بوست إلى هذه النقاط الحيوية في شبكة التهريب عن أدلة وافرة على خروج متسرع.
مع تقويض نفوذها الإقليمي، بدأت إيران الآن تتطلع إلى ما وراء حلفائها التقليديين، بما في ذلك الجماعات السنية المتطرفة، في محاولة للحفاظ على خطوط الإمداد وزعزعة استقرار الحكومة الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، وفقا لتحذيرات مسؤولين أمنيين في أوروبا والمنطقة. وهذا من بين التحديات العديدة التي يواجهها الشرع في محاولته مواجهة تدخل القوى الخارجية المتنافسة وتوحيد سوريا.
الاشتباكات والصراعات
بعد أن تعرّض حزب الله لقصف إسرائيلي في لبنان الخريف الماضي، لا يزال الحزب يسعى جاهدا لتجديد مخزوناته من الأسلحة وجمع الأموال لتعويض مؤيديه التقليديين في بيروت وجنوب لبنان الذين فقدوا ممتلكاتهم في الصراع.
وقعت اشتباكات مؤخرا بين القوات السورية والعشائر المحلية المتحالفة مع حزب الله، وتحولت إلى اشتباكات دامية مما أسفر عن مقتل 3 جنود سوريين، وردّت القوات السورية بدخول قرية حوش السيد علي، التي قالوا إنها كانت قاعدة لعمليات ضد قواتهم. أرسلوا آلاف التعزيزات إلى المنطقة - معظمها من محافظة إدلب شمال سوريا، وعززت القوات السورية وجودها في المناطق الحدودية لقطع طرق التهريب ومكافحته والحفاظ على السيطرة.
كما انخرط الجيش اللبناني في الصراع، مما أدى إلى تعقيد الوضع الأمني. وأعلن الجيش اللبناني أيضا تدخله ردا على قصف داخل أراضيه. ونفى حزب الله مشاركته.
عمليات حزب الله
أصبحت المنطقة المحيطة بالحدود اللبنانية مركزا حيويا لحزب الله على مدار الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عاما، ومركزا لتصنيع المخدرات وبوابة لنقل الأسلحة والعناصر.
وخلال عملياتها في القرى الحدودية، اكتشفت قوات الحكومة السورية 15 مصنعا لتصنيع الكبتاغون، وهو مخدر شبيه بالأمفيتامين، استفاد من بيعه كلٌّ من نظام الأسد وحزب الله. وقدّر مسؤولو الأمن المحليون قيمة هذه التجارة بعشرات الملايين من الدولارات.
في مدينة القصير، على بُعد 6 أميال فقط من الحدود اللبنانية، تحولت المنطقة الصناعية بأكملها إلى موقع تخزين أسلحة ضخم، يغطي مساحة تقارب 50 ملعب كرة قدم. وقد أدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى تحطيم أبواب نوافذ المباني، وشوهدت صناديق الذخائر.
وقال سامر أبو قاسم، رئيس الأمن العام في القصير، مشيرا إلى صناديق خشبية كبيرة: "هذه صواريخ إيرانية". وتناثرت بقايا ذخائر أخرى على الأرض. وأضاف: "كان هذا منشأة مركزية لهم. جميع هذه المتاجر كانت مخازن أسلحة".
استُخدم مبنى قريب، كان مدرسة في السابق، كقاعدة تدريب لحزب الله. وتناثرت كرات الطلاء الناتجة عن التدريبات في الفناء. ورُميت طائرات مسيرة، كانت ملقاة في درج، فوق صناديق الذخائر.
وأتاحت وسائل تعليمية تُركت على عجل لمحة عن أسلوب حزب الله التربوي، بما في ذلك كيفية إعداد المقاتلين لخطط المعارك.
قال سكان محليون إنه مع تقدم المسلحين العام الماضي من شمال سوريا، حزم مسلحو حزب الله الذين تجمعوا في المدينة أمتعتهم وغادروا دون قتال.
وقال أحمد عبد الحكيم عمار، رئيس الأمن في القصير ومحيطها: "لقد كانت خسارة فادحة لهم". بالنسبة لحزب الله، أصبحت المنطقة بمثابة "هرمل ثانية"، في إشارة إلى معقله في سهل البقاع اللبناني.
مخزونات الأسلحة في سوريا
في الأثناء، كانت عناصر من شبكة إيران في سوريا لا تزال نشطة، وخاصة تلك المرتبطة بحزب الله. واعترضت الحكومة السورية الجديدة أكثر من 12 شحنة متجهة إلى لبنان.
وقد أسفرت إحدى هذه الغارات، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية السورية في يناير، عن العثور على صناديق طائرات مسيرة مخبأة في شاحنة محملة بأعلاف الحيوانات.
وحاول حزب الله نقل مخزون ضخم في سوريا إلى خارجها، ويعمل الحزب مع الشبكات السورية لإخراجه.
وللقيام بذلك، يجب على حزب الله تفادي الغارات الجوية الإسرائيلية. وقد دُمّر الجسر الذي يربط حوش السيد علي بلبنان - أحد خطوط الإمداد الرئيسية لحزب الله - في غارة جوية خلال حرب إسرائيل مع حزب الله، وواصلت إسرائيل قصف المخزونات في سوريا.
النفوذ الإيراني
إلى جانب جهود التهريب، اتهم مسؤولون سوريون إيران أيضا بالسعي إلى زعزعة استقرار الحكومة الجديدة، بما في ذلك المساعدة في تأجيج العنف الأخير على طول الساحل، عندما تحولت الهجمات المنسقة التي شنها الموالون للأسد على قوات الأمن السورية إلى عنف طائفي.
ولم يقدم المسؤولون السوريون تفاصيل تدعم مزاعمهم، وصرح مسؤولان أمنيان أوروبيان بأنه لا يوجد دليل على دور إيراني مباشر في الهجمات المنسقة ضد القوات السورية.
لكن المسؤولين الأوروبيين قالوا إن إيران كانت تحاول بدلا من ذلك إثارة الاضطرابات من خلال حشد المتطرفين السنة، بمن فيهم المسلحون التابعون لتنظيم داعش، ضد الحكومة السورية الجديدة.
وقال أحد المسؤولين: "نرى تورطا إيرانيا هناك". ولم يتطرق المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة مسائل أمنية حساسة.
دعم الميليشيات
في تدمر، موطن الآثار الآسرة لإحدى أهم مدن العالم القديم، ساعد سقوط نظام الأسد في الكشف عن حجم الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا. "الموت لأميركا"، كُتبت هذه العبارة على جانب فندق سابق كان يُستخدم لإيواء مئات المقاتلين من لواء الفاطميون، وهي ميليشيا من الشيعة الأفغان نُشرت لتعزيز المصالح الإيرانية في سوريا.
وقال جنود في تدمر إن المدينة، الواقعة على مفترق طرق صحراوي استراتيجي، أصبحت في الأساس مجمعا عسكريا ضخما. واليوم، انتهت قوات الأمن من تطهير المدينة وما حولها من أفخاخ متفجرة وألغام، لكن قبضتها تبدو واهية.
قال زاهر السليم، 40 عاما، وهو متطوع في المجلس المدني المحلي: "سيطرة الدولة معدومة".
كشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن إيران دربت مسلحين من جبهة البوليساريو، التي تنشط في الصحراء المغربية.
وفي تقريرها المطول الذي يسلط الضوء على مساعي سوريا لقطع شبكات تهريب الأسلحة والأموال المرتبطة بإيران في الشرق الأوسط، تحدثت الصحيفة عن أنشطة طهران في منطقة أخرى.
وقالت إن إيران "عززت على مر السنين مجموعة واسعة من الجماعات التابعة لها لخدمة مصالحها".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إقليمي وآخر أوروبي، قولهما إن "إيران دربت مقاتلين من جبهة البوليساريو"، بحسب تقرير "واشنطن بوست".
وأشار المصدران إلى أن قوات الأمن التابعة للسلطات الجديدة في سوريا تحتجز المئات من مسلحي البوليساريو.
ومؤخرا جددت الولايات المتحدة التأكيد على اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، مؤكدة دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره "الأساس الوحيد" لحل عادل ودائم لهذا النزاع.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو التقى نظيره المغربي ناصر بوريطة، وأكد أن "الولايات المتحدة تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء وتدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والموثوق والواقعي، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع".
كشفت القناة 13 الإسرائيلية أن المؤسسة الأمنية في البلاد ترى أن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقابل الإفراج عن الرهائن "في تزايد".
ونقلت القناة تفاؤلا في الأوساط الأميركية بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، مشيرة إلى أن ذلك قد يحدث "قريبا".
كما تقدر إسرائيل الآن، وفق المصدر ذاته، أن فرص التوصل إلى صفقة أسرى جديدة "تتزايد"، لكنها تحذر من أن "حماس تريد عشرات الأيام الإضافية من وقف إطلاق النار".
وتعمل مصر مع قطر والولايات المتحدة منذ أيام على مقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة لفترة تتراوح بين 40 و50 يوما، حسبما أكدت وسائل إعلام عدة، مقابل الإفراج عن عدد من الرهائن وإدخال المساعدات إلى القطاع المدمر.
ومساء السبت أعلنت حركة حماس عن توجه وفدها المفاوض إلى القاهرة، مؤكدة أنها "تتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة".
وقالت الحركة في بيان صحفي، إن وفدها برئاسة رئيسها في القطاع خليل الحية توجه إلى القاهرة السبت "تلبية لدعوة الأشقاء في مصر".
وأضاف البيان: "سيتم الاجتماع والمتابعة مع الإخوة الوسطاء من قطر ومصر، في إطار مواصلة الجهود والمساعي الهادفة إلى التوصل لاتفاق ووقف العدوان على شعبنا".
وتابعت حماس أنها "تتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنهاء معاناة شعبنا الفلسطيني، والتوصل إلى صفقة تبادل جادة".
وفي وقت سابق من السبت، نشرت حركة حماس مقطعا مصورا قالت إنه للرهينة الإسرائيلي الأميركي إيدان ألكسندر، المحتجز في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وبعد نشر الفيديو، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أنه تحدث إلى والدي الرهينة، وأعرب عن تضامنه معهما.
وقال رئيس الوزراء للعائلة، إن "جهودا هائلة تبذل في هذه اللحظة لإعادة عيدان وجميع الرهائن"، بحسب البيان.
وأطلقت حماس سراح 38 رهينة بموجب وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير، وتسعى إسرائيل إلى إخراج الرهائن المتبقين لدى الحركة، وعددهم 59، من بينهم 24 على قيد الحياة.