"مخيون" مهددًا المجتمع: إقصاء "النور" سياسيًا سيدفع الشباب إلى الانضمام لـ"داعش"
الثلاثاء 08/ديسمبر/2015 - 07:22 م
طباعة
تحت شعار "المصلحة تحكم".. الذي لا يمل حزب النور من رفعه، حسب تغييرات الموجة السياسية، هذا ما توضحه مواقف حزب النور منذ أن ظهر على الساحة السياسية المصرية.. واستمرارا لتمسك الحزب بهذا المبدأ، صرح يونس مخيون رئيس حزب النور السلفي، أثناء مقابلة تليفزيونية، مساء الأحد، بأن «إقصاء الحزب من الحياة السياسية سيغلق الطريق السلمي أمام شباب الإسلاميين، ويدفعهم لسلك مسالك أخرى بانضمامهم لتنظيم داعش".
وتأتي تصريحات رئيس الحزب السلفي، عقب خسارة النور لغالبية المقاعد التي تنافس عليها في الانتخابات النيابية المصرية، والتي انتهت بحصوله على 12 مقعدًا فقط من 596 مقعدًا هي إجمالي عدد مقاعد البرلمان المصري.
وقد سادت موجة غضب شديدة بين أوساط الشعب المصري تجاه حزب النور السلفي والتيار السلفي وقد استنكر سياسيون، تصريحات الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، التي أكد فيها أن مصر بها "مطبخ سري" يُحضِّر الحياة السياسية، وأن (طباخه) ينتج "طبخة حمضانة"، واتهامه للأجهزة الأمنية بالتضييق على مرشحي الحزب أثناء الانتخابات البرلمانية.
وأكد السياسيون، أن "مخيون"، يريد أن يوهم الجميع بأن حزبه كان "ضحية"، ليمهد الطريق لانتهاج قواعده للعنف في المستقبل، وطالبوا الحزب بإدراك أن المجتمع المصري تغير ولم يعد يقبل كافة القوى الإسلامية التي تخلط الدين بالسياسة.
البدري فرغلي
وقال البدري فرغلي، البرلماني السابق، إن حزب النور أصبح يمثل خطورة على الأمن القومي للبلاد، فهو ذو عقيدة دينية وليست سياسية، فقواعده سلفية، ترتبط عقائديًا بكافة السلفيين في جميع أنحاء العالم في سوريا وليبيا والعراق واليمن، وإذا لم يتم التعامل معه وتوجيهه سياسيًا ومحاصرته فكريا، ستتجه قواعده إلى العنف لإسقاط الدولة المصرية، فهم يؤمنون بأنهم ورثة جماعة الإخوان، ولم يشاركوا في ثورة 30 يونيو، إلا من أجل أن يحلوا محلها، لكن الشعب المصري أطاح بالجميع.
وأشار إلى أن "النور" يحاول الترويج إلى أن إقصائه وتحجيم مقاعده في البرلمان، كان أمنيًا، وهو يعلم جيدًا أن الشعب هو الذي حاصره وأسقطه.
وأكد أن إعلان "مخيون" استعداده لحل الحزب إذا كان ذلك يساهم في استقرار البلاد، "مجرد تصريحات إعلامية"؛ لأن الحزب سواء تم حله أو لم يحل ستظل قواعده قائمة، مشيرًا إلى أن رئيس حزب النور أراد بتصريحاته، أن يمهد الطريق للعنف القادم باعتباره ضحية أمنية.
فيما اعتبرت أمينة النقاش، القيادية بحزب التجمع، تصريحات "مخيون" عن التضييق الأمني عليهم أثناء الانتخابات "كلام مرسل"، ليس عليه أدلة، ويتناقض مع شهادة المؤسسات المدنية المستقلة التي راقبت الانتخابات، وأكدت أنها أنزه انتخابات أجريت في مصر.
وأكدت أن رئيس حزب النور، يحاول أن يبرر لأعضائه الفشل الذريع في الانتخابات، لاسيما وأنه سبق وأكد قبل بدء الماراثون الانتخابي أنهم سيكونون أغلبية في البرلمان المقبل.
وطالبت الحزب، بأن يدرك أن المناخ واتجاهات التصويت بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، تغيرت، وأصبح الشعب يرفض كافة القوي التي تخلط بين الدين والسياسة، ويدرك حقيقة "النور" الذي كان أكثر تشددًا في القضايا الفكرية والدفاع عن أخطاء الإخوان والتصدي للمجتمع المعارض أثناء حكم الجماعة للبلاد.
وأشارت إلى أن "مخيون" ربما قصد بحديثه عن المطبخ السري، "والطبخة الحمضانة"، الإشارة والتشكيك في النتائج التي حققتها قائمة "في حب مصر" وحزب مستقبل وطن، الذي يعد حزبًا جديدًا على الساحة السياسية، مؤكدًا أن هذه القراءة خاطئة، وأن كافة القوى عليها أن تتأمل وتعيد قراءة الواقع ، وعلى "النور" أن يعود للعمل الدعوي ويترك السياسة لأهلها.
سامح عيد
بينما يرى سامح عيد، عضو حزب المحافظين، أن حديث مخيون بانضمام عناصر النور إلى "داعش" مجرد تهويل؛ حتى لا يتم إقصاء الحزب من الحياة السياسية، رغم تزايد انضمام الشباب بالفعل إلى التنظيم الإرهابي، إلا أن إقصاء "النور" من الحياة السياسية ليس هو السبب الرئيسي.
فيما شدد "مخيون" خلال تصريحاته التليفزيونية، على أن المسيحيين لن يجدوا الأمان أبدًا، إلا في ظل الشريعة الإسلامية، حيث يتم التعامل معهم من منطق شرعي، للحفاظ على دمائهم وأعراضهم وممتلكاتهم، مع حرية العبادة، بعيداً عن أي مواقف سياسية.
ورد سامح عيد، أن حديث مخيون عن المسيحيين هو استغلال لهم لتوظيفهم في المشهد السياسي، وخدمة الحزب، ومحاولة ترهيبهم بدعوى الأمان تحت الشريعة الإسلامية، التي أثبت مخيون بحديثه عنها أنه حزب ديني وليس سياسي.
واعتبر الخبراء هذه التصريحات تهديدا صريحا للدولة بنوايا الحزب التوجه إلى العنف بعد فشله إقناع الشارع المصري بنفسه، ووصفوها بأنها مغلوطة وغير مسئولة.
اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية
وفي هذا السياق، وصف اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، تصريحات يونس مخيون رئيس حزب النور السلفي، عن إزاحة حزبه من الحياة السياسية وأنه يغلق الطريق السلمي أمام شباب الإسلاميين، بأنها تصريحات غير مسئولة وكلام مغلوط، ولا ترقى لأن تكون تهديدا للدولة، مشيرا إلى أنه إذا تم تكرار هذه النبرة ستعد "تحريضا على العنف" يستحق المحاسبة.
وقال "نور الدين": "حزب النور لم يلقَ أي تضييق وأن الدولة لم تغلق الحياة السياسية أمامهم، ولكن المصريين لفظوهم، وتمثيلهم في البرلمان هو حجمهم الحقيقي الذي أكدته العملية الديمقراطية، وتصريحات رئيس حزب النور تعكس قراءته للأوضاع بصورة خاطئة".
اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية
وأوضح أن حزب النور لم يمنع من ممارسة الحياة السياسية، على الرغم من وجود أصوات عديدة لإغلاقه بسبب تمثيله لتيار الإسلام السياسي، وأنه حزب على خلفية دينية، لكن ما حدث معه يعكس التغير المزاجي والفكري للمصريين بعد 30 يونيو، حيث أنهم فطنوا للحجم الحقيقي للأحزاب السياسية، داعيا الحزب لمراجعة فكره واستراتيجيته وألا يلقي أسباب فشله في الانتخابات على أوهام تدخل الدولة.
فيما، استنكر اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، تصريحات يونس مخيون رئيس حزب النور- التي صرح خلالها بأن إقصاء حزبه من الحياة السياسية يدفع شباب الإسلاميين إلى مسالك أخرى غير سلمية- مؤكدا أن هذه التصريحات لا تتفق مع كون شبابهم مسلمين.
وقال "البسيوني": المسالك الأخرى التي يقصدها حزب النور هي الطرق غير السلمية، وبهذا فإن هذه التصريحات تحمل تحريضا مباشرا على العنف يستوجب المحاسبة القانونية.
وأوضح أن الدولة لم تحاول إقصاء حزب النور من الحياة السياسية كما ادعى رئيس الحزب، وما حصلوا عليه من مقاعد في البرلمان تعكس حجمهم الحقيقي في الشارع المصري.
أمينة النقاش
وفي السياق ذاته، أكد اللواء حازم حمادي، ضابط سابق بجهاز الأمن الوطني، أن تصريحات يونس مخيون رئيس حزب النور، التي قال فيها إن إقصاء حزبه من الحياة السياسية يدفع شباب الإسلاميين إلى مسالك أخرى غير سلمية، يؤكد أنه مازال جزءا من الجماعات الإرهابية والإخوان.
وقال "حمادي": الدولة وأجهزة الأمن لم تقصِ حزب النور أو غيره من الحياة السياسية، ولكن الشعب هو من أقصى حزب النور، ومقاعده ببرلمان 2016 أعطته حقه الحقيقي في الشارع، وهذه التصريحات تؤكد أن حزب النور مازال ينتمي فكرا إلى الجماعات المتطرفة والإخوان.
وأضاف أن تصريحات رئيس الحزب تحمل تهديدا صريحا للسيادة المصرية يجب محاسبته عليه، فالشارع المصري سحب الثقة من حزب النور، وكون رئيسه يصرح بأنهم سيسلكون الطرق غير السلمية، أنهم سيسيرون على نهج الإخوان بمعاقبة الشعب على الديمقراطية التي أظهرت حقيقة شعبيتهم في الشارع المصري.
الداعية الإسلامي محمد الأباصيري
فيما قال الداعية الإسلامي محمد الأباصيري، ردا على تصريحات يونس مخيون، رئيس حزب النور السلفي، التي أشار فيها إلى أنه متخوف من انضمام أعضاء حزب النور إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، قائلا: «إن تهديداتك لمصر والمصريين لن تخيفنا ولن تخيف المصريين الذي واجهوا من هم أكبر منك ومن حزبك وجماعتك وقضوا عليهم وعلى إرهابهم وعدوانهم، كما سيواجهون إرهابكم وعدوانكم»، على حد قوله.
وأضاف «الأباصيري»، في تصريح لـ«فيتو»، أن تصريحات «مخيون» تكشف عن حقيقته وحقيقة حزبه، لافتًا إلى أنهم لا يختلفون عن أسلافهم من جماعة الإخوان الإرهابية.
وتابع: «إن محاولة مخيون التلويح بالعنف ما هي إلا استنساخ لمحاولة سلفه محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية، والذي ساوم المصريين على إعادتهم للحكم في مقابل توقف الإرهاب، فكانت نهايته خلف أسوار السجون».