مصادر تمويل حزب الله.. تجارة المخدرات وغسل الأموال وتمويل الإرهاب

الإثنين 28/يناير/2019 - 12:43 م
طباعة مصادر تمويل حزب الله.. حسام الحداد
 
سبق وأن قدمنا في بوابة الحركات الإسلامية عدد من التقارير التي تتحدث عن تمويل حزب الله اللبناني وإمبراطورتيه المالية وكان آخر هذه التقارير بعنوان " ألمانيا تكشف أساليب "حزب الله" السرية في غسيل الأموال" فوفق المعلومات التي أكدتها واشنطن أخيراً عن الحزب أن "النظام الإيراني هو الممول الرئيسي لحزب الله الذي يحصل سنوياً من طهران على ما لا يقل عن 700 مليون دولار".
وحصل حزب الله المصنف إرهابيا على دعم مالي ضخم خلال عملية واسعة لغسيل أموال المخدرات بين كل من أوروبا وأميركا الجنوبية.
ويعتبر حزب الله بميليشياته المنتشرة في العراق وسوريا واليمن، هو ذراع إيران الضاربة التي يستخدمها نظام الملالي في زعزعة استقرار دول المنطقة.
ووفق آخر تقرير صادر، عن وكالة استخبارات "بريمن" الألمانية في هذا الصدد، "وجدت أجهزة الاستخبارات الألمانية أن مركز "المصطفى" الاجتماعي في مدينة بريمن في شمال ألمانيا، هو مركز رئيسي لجمع الأموال لحزب الله، وقسم كبير من هذه الأموال يأتي عبر التبرعات".
ولـ"حزب الله" حساب مصرفي لدى شركة "سباركاس" الألمانية للخدمات المصرفية ومقرها بريمن. وأكدت وكالة استخبارات بريمن وجود "نحو 60 من مؤيدي حزب الله في مركز "المصطفي".
ووفق تقارير هذا العام للأجهزة الألمانية، يوجد نحو 950 من ناشطي "حزب الله" الملتزمين في ألمانيا، ويقوم هؤلاء بجمع الأموال وتجنيد أعضاء جدد.
وبدأت النيابة العامة في فرنسا الأسبوع الماضي، محاكمة 15 من عناصر التنظيم الإرهابي في باريس، وذكرت وسائل إعلامية ألمانية أن اثنين من بين المتهمين يعيشان في ولاية الراين وييستفاليا في ألمانيا، فضلا عن ذلك، يعيش متهمان آخران على مقربة من مدينة بريمن، شمالي ألمانيا، وأثار وجود هذا العدد من عناصر حزب الله في ألمانيا قلقا واستياء من تراخي السلطات.
وفي هذا الإطار نشر مركز المزماة للدراسات اليوم تقريرا حول مصادر تمويل حزب الله اللبناني يوضح كذب حسن نصر الله الأمين العام للحزب  فرغم أنه يعلن دائما وبشكل علني، أن مصادر تمويل حزب الله هي إيرانية بالكامل، إلا أن ذلك ليس صحيحا  لأن الحزب شأنه شأن أي تنظيم إرهابي متطرف، يعتمد – بالإضافة إلى الدعم الإيراني-  على عدد آخر من مصادر التمويل الداخلية والخارجية، حيث يهيمن حزب الله على عدد كبير من المؤسسات الاقتصادية اللبنانية، وله مصادر تمويل خارجية معقدة ومشبوهة، وليس من إيران فحسب. ويعتبر حزب الله وما يسيطر عليه في الداخل اللبناني عبارة عن ولاية تابعة لجمهورية ولاية الفقيه المزعومة، ولا يمكن اعتبار حسن نصر الله أكثر من مجرد جندي تابع للحرس الثوري الإيراني، لذا فإنه يتلقى تمويله من إيران ومن مصادر تمويل الحرس الثوري، والتي غالبيتها غير قانونية ولا شرعية.
 ووفقا لتقارير دولية، فإن  قيمة الأموال التي يحصل عليها حزب الله سنويا من إيران نقدا تتراوح ما بين مليار إلى 2 مليار دولار، وهي أرقام كشفت مؤخرا للشعوب الإيرانية التي خرجت في مظاهرات تندد بهدر الأموال الإيرانية وأطلقت شعارات لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران”، وهذه الأموال يتم نقلها برا من إيران مرورا بالعراق وسوريا لتصل لبنان، وتحدثت بعض التقارير عن أرقام أكبر ترسلها إيران إلى حزب الله لأجل تغيير مذهبي وديمغرافي كامل في لبنان، فعلى سبيل المثال أفادت مصادر مطلعة، أن إيران أرسلت وبأمر من المرشد الأعلى علي خامنئي في عام 2013 ما قيمته 5 مليار دولار، تم تخصيص 3 مليار منها للتعبئة الثقافية، وصرف رواتب ومكافآت لشخصيات ثقافية وإعلامية من جميع المذاهب اللبنانية والعربية، بينما تم تخصيص 2 مليار دولار لشراء أراضي في منطقة البسطة المتاخمة للوسط التجاري وسط بيروت.  كما ويجني حزب الله أموال طائلة من تجارة المخدرات وعمليات التهريب، والتي تعتبر أميركا اللاتينية وأفريقيا أهم ميادين أنشطة الحزب، لاسيما عن طريق دولة فنزويلا تلك التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران، وعلى خلفية تلك العلاقة ذهب قادة حزب الله إلى العاصمة كاراكاس وشبكوا علاقات مع زعماء عصابات المخدرات وعصابات التهريب والتجارة غير المشروعة.
 وتقدر الأموال التي يجنيها حزب الله من تجارة المخدرات والتهريب ما بين 2 إلى ثلاثة مليارات سنويا، توزع إلى عدد من قيادات الحزب كما توزع ميزانية الدولة، وينفق جزء منها على تمويل عدد من الشبكات والعصابات التي تساعد الحزب في هذه التجارات. وتقوم جماعة تابعة لحزب الله في عدد من الدول الأوروبية بعملية غسيل أموال بعشرات ملايين اليورو من تجارة المخدرات، لتقوم بإرسال هذه الأموال بعد غسلها إلى قيادات حزب الله في لبنان، وهو ما جعل بعض الدول الأوروبية وأميركا تجري عددا من التحقيقات حول أنشطة حزب الله المتعلقة بتجارة المخدارت وغسيل الأموال. ويعتبر حزب الله أكبر رابط بين التجارات الممنوعة مثل تجارة المخدارت وغسل الأموال وبين تمويل الإرهاب، حيث يعتمد في تمويل أنشطته الإرهابية على الأموال التي يجنيها من تجارة المخدارت والتهريب، وله عصابات وتنظيمات متخصصة في هذه التجارات، ولكنه يقوم بفصل أنشطة هذه التنظيمات عن أنشطته الإرهابية للمحافظة على العمل السري. ومع انطلاق ما يسمى بـ” ثورات الربيع العربي”، تزايدت أنشطة حزب الله في المنطقة، وتم تكلفيه من قبل إيران بالتدخل في سوريا والعراق واليمن، الأمر الذي زاد من حاجة الحزب للأموال، فأنشأت إيران شبكة معقدة لتمويل الإرهاب عن طرق الإرهاب، أي سرقة الموارد النفطية وبيعها بالسوق السوداء، ونهب البنوك، وتجارة المخدارات، والتجارة بالبشر، ونهب أموال وممتلكات العامة والمعارضة، ثم توزيع هذه الأموال بين أكثر من تنظيم وجماعة إرهابية تتبع إيران عبر شبكة معقدة. كما وتعد تبرعات أعضاء حزب الله في الداخل والخارج، خاصة طبقة التجار ورجال الأعمال أحد أهم مصادر تمويل الحزب، واللافت أن هؤلاء التجار لا يقتصرون فقط على دول القارة الآسيوية، بل يتعدون ذلك إلى القارتين الإفريقية واللاتينية، كما يحصل حزب الله على تبرعات بالملايين من مؤيديه في أوروبا، التي لم تفرض عقوبات وافية على الحزب، فوفقاً لتقرير نشره موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أوضح ” أن ميليشيات حزب الله استغلت النظام المصرفي في لبنان، وقامت بعمليات غسل أموال خاصة تلك العمليات التي قام بها البنك اللبناني الكندي. وحاليا، تؤكد التقارير أن الحزب يمر في ضائقة مالية بسبب الأزمات الاقتصادية والمالية التي تمر بها إيران، أكبر موول للحزب، جراء العقوبات الأميركية على طهران، إضافة إلى السياسات التي بدأت الدول الأوربية وأميركا اتباعها في تعقب أنشطة الحزب ومكافحتها، الأمر الذي خلق استياء بين قيادات الحزب تحولت في الفترة الأخيرة إلى خلافات متصاعدة حول مستقبل الحزب الذي ربط مصيره بمصير النظام الإيراني وتخلى عن عروبته ووطنيته.

شارك