الإخوان ومحاولات فرض الهيمنة على الحراك الجزائري
الإثنين 01/أبريل/2019 - 02:41 م
طباعة
حسام الحداد
حاولت جماعة الإخوان الإرهابية بكل الطرق وطوال العقود الماضية ان تتنصل من خطاب العنف والتطرف للعديد من الجماعات الإسلامية في معظم الدول العربية، رغم تأكيد الكثير من الباحثين في الحقل الإسلامي بأن المدان الأول والمحرض على العنف هي جماعة الإخوان نفسها، إلا ان استنكار الجماعة للعمليات الإرهابية وادانتها لها في مصر والجزائر وغيرها كان يشكك الناس كثيرا في مصداقية هؤلاء الباحثون ، إلى أن تكشف إرهاب الجماعة وبات واضحا بعد ثورة 30 يونيو 2013، في مصر باستخدام الجماعة العديد من عناصرها لارتكاب عمليات ارهابية في مواجهة الدولة المصرية حكومة وشعبا في محاولة لضرب مؤسسات الدولة وارهاب شعبها عن طريق مكاتبها النوعية المتمثلة في "حركة حسم، وكتائب حلوان، ولواء الثورة.. وغيرها"، ولم تقف حدود الإخوان على الإرهاب في الداخل المصري بل قاموا بتكوين لوبي دولي للإساءة لمصر والتحريض عليها لدى بعض الدول والمنظمات الدولية.
كل هذه الأحداث وغيرها كشفت زيف ادعاءات الإخوان بسلمية الجماعة، وأكدت أن فكرة استخدام القوة والعنف تعتبر من الأفكار الجوهرية التي نهض عليها بنيان المنهج الذي وضع لبناته الأساسية ومنطلقاته الرئيسية المرشد المؤسس حسن البنا. وأن الخلاف بين البنا وسيد قطب في طريقة استخدام القوة، ليس سوى خلاف في التوقيت والأسلوب وليس في المبدأ والفكرة كما جاء في تقرير سابق بعنوان " جماعة الإخوان وإعادة إنتاج "داعش" بعد هزيمتها".
حيث محاولة الجماعة احياء تنظيمها الخاص بعملياته الإرهابية مرة أخرى خصوصا بعد هزيمتها في 30 يونيو 2013، وعزلها من الحكم والممارسة السياسية، عزلا مجتمعيا من ناحية، ومؤسسيا "قضائي وأمني" من ناحية أخرى، فقد انتشرت مقالات كثيرة لقيادات في الجماعة تدعو لاستخدام العنف والقوة عبر قنوات السوشيال ميديا "تيليجرام، فيس بوك، تويتر.. وغيرها"، بجانب القنوات الفضائية الخاصة بالجماعة والتي تبث من قطر وتركيا، وكذلك عبر المنصات الإلكترونية، والمواقع الاخبارية.
و استكمالا لمسيرة الأخوين قطب "سيد قطب ومحمد قطب" في التأسيس لخطاب العنف والدم والإرهاب الذي اعتنقته الجماعة، ونشرته في معظم دول العالم، وتخرج من مدرسة الإرهاب الإخوانية العديد من القيادات والحركات، أشهرها القاعدة وداعش وغيرها، تحاول الجماعة هذه الأيام اعادة نشر خطاب العنف والدم والتأسيس لإرهاب جديد يتناسب مع العصر خصوصا بعد انحصار موجة "داعش" الإرهابية وهزيمتها على الأرض خصوصا على المستوى العسكري.
خرجت علينا الجماعة بأحاديث عن الجهاد والقتال متعددة، تدعو شبابها إلى تنفيذ بعض العمليات النوعية بعدما أسست لتكفير الدولة والمجتمع.
هذا ليس فقط على الصعيد المصري بل على الصعيد العالمي فنجد أن ميليشيات جماعة الاخوان متورطة في الإرهاب والعنف في اليمن وليبيا وسوريا وتونس والجزائر وغيرها.
وفيما يخص الحالة الجزائرية فقد حذر مؤخرا الشباب الجزائري من حملة على شبكات التواصل الاجتماعي من ناشط إخواني قالوا إنه يسعى إلى الاندساس في صفوف المتظاهرين، بهدف نشر دعاوى التطرف والعنف، ويقيم هذا الناشط في تركيا ويدعى "رضا بودراع"
واكدت صحيفة الاندبندت وفقا لمصادرها أن "بودراع" كان وراء محاولات رفع صور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأعلام تركيا خلال التظاهرات التي جرت في 1 مارس في العاصمة الجزائرية، وهي المحاولات التي رفضها المتظاهرون.
حملة التحذير من هذا الناشط الإخواني جاءت إثر تصريحات مثيرة للجدل قال شباب الحراك الجزائري إنه أدلى بها لقناة تلفزيونية تبث من تركيا، داعياً إلى تشكيل "جيش حر" وميليشيات مسلحة في الجزائر.
وظهر بودراع في إحدى الصور وهو يلقي خطاباً في أنقرة على منصة تحمل شعار حزب "مؤتمر الأمة" الذي صنَّفه تحالف دول الاعتدال العربية ضمن لائحة المنظمات الإرهابية.
شباب الحراك الجزائري تداولوا أيضاً صورة مثيرة للجدل يظهر فيها بوذراع في معرض للأسلحة، وهو يستقي معلومات عن نوع محدد يستعمله القناصة للرماية من بُعد.
وتساءل المدونون الجزائريون عن سر اهتمام بودراع بأسلحة القنص، في حين أنه يعرف عن نفسه في القنوات التلفزيونية، التي تبث من تركيا.
شبكات التواصل الاجتماعي، التي يستعملها شباب الحراك الجزائري لترتيب نشاطاتهم والتنسيق فيما بينهم، تشهد استياءً متزايداً مما يسميه النشطاء الجزائريون "ألاعيب إخوانية" تهدف إلى الزج بالحراك الاحتجاجي الجزائري في مستنقع العنف، لجعله بمثابة "ربيع عربي 2".
وكان القيادي الإخواني المصري وجدي غنيم أثار ردود فعل عاصفة من قبل شباب الحراك الجزائري، قبل أسبوعين، إثر شريط فيديو انتقد فيه التظاهرات الاحتجاجية في الجزائر لأنها "تنادي بالديموقراطية بدلاً من المطالبة بتطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية".
الدعوات الإخوانية المنادية بـ "عدم تمكين العلمانيين" في الحراك الجزائري تشهد تزايداً لافتاً منذ حوالي أسبوع، خصوصاً منذ مطالبة قائد الأركان الجنرال أحمد قايد صالح بتفعيل إجراءات شغور منصب رئيس الجمهورية، للتسريع بإيجاد تسوية سياسية للأزمة. ما يتعارض مع الدعوات الإخوانية الهادفة إلى زج الحراك الاحتجاجي الجزائري في مآل مشابه لما شهدته ثورات "الربيع العربي".
لكن تلك الدعوات الإخوانية لا تجد أي صدى في الحراك الاحتجاجي الجزائري، فقد تعرضت العديد من الوجوه الإخوانية، التي حاولت الانضمام إلى التظاهرات، للطرد من قبل الشباب الرافض لمحاولات الإخوان الاندساس في الحراك، ومن بين هؤلاء رئيس حزب "جبهة العدالة والتنمية"، عبد الله جاب الله، والإعلامي نور الدين ختال.