الشباب تستعرض قوتها والامم المتحدة تعلن خفض قواتها في الصومال
الأحد 02/يونيو/2019 - 08:50 ص
طباعة
حسام الحداد
دارت اشتباكات بين قوات الحكومة الصومالية ومقاتلي حركة الشباب أمس 1 يونيو 2019، في إقليم غدو جنوب غرب الصومال.
ودار القتال بين الطرفين في قرى تبعد نحو 25 كلم عن مدينة بارديري في إقليم غدو وأشار السكان المحليون إلى أنهم سمعوا تبادلا كثيفا للنيران بين الجانبين.
ولم تكشف التقارير الواردة عن خسائر أسفر عنها القتال وكان إقليم غدو ساحة صراع مفتوح منذ سنوات بين قوات الحكومة الصومالية المدعومة بالقوات الإفريقية وبين مقاتلي حركة الشباب.
تدور هذه المعارك كنوع من استعراض القوى لحركة الشباب الصومالية في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة أنها ستقوم بخفض القوات الإفريقية في الصومال إلى 19,626 جندي قبل نهاية فبراير 2020.
وقد صادق مجلس الأمن الدولي أول أمس الجمعة 31 مايو 2019، على سحب 1000 جندي إفريقي من الصومال دون تحديد جنسية القوة التي سيتم سحبها، وكانت بريطانيا التي تعتبر من الداعمين الأساسيين للقوات الإفريقية تقدمت بمشروع قرار سحب العدد المذكور من القوات الإفريقية الذي وافق عليه مجلس الأمن.
والجدير الذكر أن قيادة بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال “أميصوم” وعدت مرارا بتسليم المسئولية الأمنية إلى القوات الصومالية بعد سحب 22 ألف جندي إفريقي ساهمت بها في البعثة أوغندا وبوروندي وكينيا وجيبوتي وإثيوبيا بشكل تدريجي إلا أن كثيرا من المراقبين يرون ذلك غير واقعي نظرا إلى عدم جاهزية القوات الصومالية لتحمل المسئوليات الامنية في بلادها.
وتعليقا على الوضع في الصومال قالت خبيرة الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتورة أميرة عبد الحليم، إن حركة الشباب الإرهابية بالصومال تعيش مرحلة استعراض القوة خاصة مع اقتراب موعد انسحاب قوات الاتحاد الإفريقي مطلع العام المقبل 2020.
وأشارت الباحثة السياسية، إلى أن الأحداث الأخيرة التي قامت بها الحركة هي محاولة لإظهار تواجدها، وأنها لا زالت تسيطر على مجريات الأمور بالرغم ما منيت به من هزائم طوال فترة تواجد قوات الاتحاد.
وأوضحت عبد الحليم، أن الوضع الراهن في الصومال مقلق للغاية، خاصة في ظل قوات وطنية لا تجيد التعامل وليست جديرة بتحمل مهام شاقة تتمثل في حماية أمن واستقرار الصومال، نتيجة لبعض العوامل الداخلية للقوات من فساد وانشقاقات داخل الصفوف.
ولفتت الباحثة، إلى أن قوات الاتحاد الإفريقي قامت بالمكوث المدة الأطول في تاريخ الإبقاء على قوات أجنبية، حيث تصل لـ13 عاماً وذلك بالتزامن مع بدء الإنسحاب العام المقبل، بعد أن قررت المد من قبل، مشددة على ضرورة المبادرة لدعم الجيش الصومالي لمواجهة الإرهاب.
وقد تناولت "بوابة الحركات الإسلامية" في تقرير لها في وقت سابق بعنوان " حركة الشباب والدور القطري التركي لتفكيك الجيش الصومالي"، جاء فيه:
ان الاهداف الحقيقية والمرجوة من هجمات حركة الشباب تدفع نحو تفكيك الجيش الصومالي ما سيؤدي إلى انزلاق البلاد إلى مرحلة فراغ أمني وسياسي وعودة الصراعات الأهلية والقبلية تمهيدا لتسليمها إلى الحركات والجماعات الإرهابية ودول مثل قطر التي تسعى للسيطرة على البلاد.
وأشار الخبراء إلى أن قوات ووحدات الجيش الصومالي انسحبت في مارس الماضي 2019، من القواعد العسكرية في إقليمي شبيلي الوسطى والسفلى القريبين من العاصمة مقديشو، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم، وأن عناصر حركة الشباب الإرهابية تمكنت من الاستيلاء على الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة مركا الساحلية عاصمة الولاية مع مقديشو فور انسحاب وحدات الجيش من قاعدة دناني الاستراتيجية.
وأوضح الخبراء أن الحكومة الصومالية بقيادة محمد عبدالله فرماجو لم تستطع حل الأزمة المالية التي تضرب الجيش، كما أكدوا وجود تضارب حكومي بشأن طرح حلول حقيقية لمواجهة المشكلة المتفاقمة.
ليس هذا فقط بل كشفت قيادات صومالية رفيعة، العام الماضي، عن اختراق حركة الشباب الإرهابية لمؤسسات الجيش الصومالي ووجود تعاون بين بعض قياداته وحركة الشباب وإمدادها بالأسلحة من مخازن الجيش، كما كشفت التقارير عن ابتزاز قيادات الحركة لضباط الجيش المتورطين مقابل الحصول على المعلومات والأسلحة.
فيما أكد الخبير السوداني في شؤون القرن الأفريقي محمد الأنور صالح أن "الحديث عن وجود فساد في أوساط الجيش الصومالي لا يكفي، لأن هناك جهات متعددة تريد إبقائه ضعيفا حتى لا يتمكن من القضاء على الحركات الإرهابية التي تستفيد دول مثل قطر وتركيا من وجودها".