الشيخ جاد الحق .. فتاوى أثرت في حياة المصريين
الجمعة 05/أبريل/2024 - 08:40 ص
طباعة
حسام الحداد
الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق المولود في بطرة في محافظة الدقهلية الخميس الموافق 5 أبريل 1917 وتوفي 15 مارس 1996.
تعليمه ونشأته
تلقى تعليمه الأول في قريته "بطرة- مركز طلخا- محافظة الدقهلية"، فحفظ القرآن، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم الْتحق بالمعهد الأحمدي بطنطا، وأنهى المرحلة الابتدائية به، وانتقل إلى المرحلة الثانوية، واستكملها في القاهرة في معهدها الديني، وبعد اجتيازه لها التحق بكلية الشريعة، وتخرَّج فيها سنة 1944، حاصلاً على الشهادة العالمية، ثم نالَ تخصص القضاء بعد عامين من الدراسة، وكان الأزهر يعطي لمن يحصل على العالمية في الشريعة أن يتخصص في القضاء لمدة عامين، ويمنح الطالب بعدها شهادة العالمية مع إجازة القضاء.
عمله بالقضاء
عمل جاد الحق بعد التخرج في المحاكم الشرعية في سنة 1946، ثم عُيِّن أمينًا للفتوى بدار الإفتاء المصرية في سنة 1953، ثم عاد إلى المحاكم الشرعية قاضيًا في سنة 1954، ثم انتقل إلى المحاكم المدنية سنة 1956بعد إلغاء القضاء الشرعي، وظلَّ يعمل بالقضاء، ويترقى في مناصبه حتى عُين مستشارًا بمحاكم الاستئناف في سنة 1976 وفي فترة عمله بالقضاء كان الحاجب الخاص به هو والد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وهو من ساعد والد الرئيس على إلحاق ابنه في الكلية الحربية، ولم ينكر ذلك الرئيس فقد كان يحترم ويوقر فضيلة الشيخ لدرجة كبيره.
توليه الإفتاء في مصر
عُيِّن الشيخ جاد الحق مفتيًا للديار المصرية في أغسطس 1978 فعمل على تنشيط الدار، والمحافظة على تراثها الفقهي، وعمل على اختيار الفتاوى ذات المبادئ الفقهية، وجمعها من سجلات دار الإفتاء المصرية، ونشرها في مجلدات بلغت عشرين مجلدًا، وهي ثروة فقهية ثمينة؛ لأنها تمثل القضايا المعاصرة التي تشغل بال الأمة في فترة معينة من تاريخها، وفي الوقت نفسه تستند إلى المصادر والأصول التي تستمد منها الأحكام الشرعية.
وتشمل اختيارات الفتاوى ما صدر عن دار الإفتاء في الفترة من سنة 1895 حتى سنة 1982، وضمت المجلدات الثامن والتاسع والعاشر من سلسلة الفتاوى اختيارات من أحكامه وفتاواه، وتبلغ نحو 1328 فتوى في الفترة التي قضاها مفتيًا للديار المصرية.
توليه مشيخة الأزهر
عُيّن وزيرًا للأوقاف في يناير 1982، وظلَّ به شهورًا قليلة، اختير بعدها شيخًا للجامع الأزهر في 17 مارس 1982.
موقفه من فوائد البنوك وشركات توظيف الأموال
يقول الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الراحل: إن الاستثمار بإيداع الأموال في البنوك بفائدة محددة مقدما أو بشراء شهادات الاستثمار ذات الفائدة المحددة مقدما قرض بفائدة، وبهذا الوصف تكون الفائدة من ربا الزيادة المحرم شرعا، أما الاستثمار دون تحديد فائدة مقدما بل يبقى خاضعا لواقع الربح والخسارة كل عام فهو جائز شرعا؛ لأنه يدخل في نطاق عقد المضاربة الشرعية، والربح والاستثمار بهذا الطريق حلال، موضحًا أن العائد من الاستثمار بالطريق الأول حرام، باعتبار أن فائدة الشهادات محددة مقدما فهي من ربا الزيادة، وبالطريق الآخر حلال، باعتبار أن الربح غير محدد بل يتبع الواقع من ربح وخسارة، ويتعين على المسلم أن يتخلص من الفائدة المحرمة بالتصدق بها ولا تجب عليها زكاة.
وبهذه الفتوى التي حرم فيها الإيداع في البنوك والاقتراض منها شجع في نفس الوقت على إيداع أموال المصريين في شركات توظيف الأموال الجناح الاقتصادي للجماعات الإسلامية في الثمانينيات من القرن الماضي؛ مما أعطى هذه الشركات غطاء دينيا رسميا وشجع على توسيع نشاطها؛ مما أدى في النهاية إلى إرهاق الاقتصاد المصري وتدهوره وتحكم هذه الشركات في الاقتصاد المصري.
مواقفه
سبتمبر 1994م، خاض الأزهر الشريف، متمثلا في إمامه الشيخ جاد الحق علي جاد الحق معركة شرسة ضد بعض البنود الواردة في مسودة إعلان مؤتمر القاهرة الدولي للسكان.
واعتبر إمام الأزهر أن مسودة المؤتمر بها قرارات تناهض الأديان وتعتدي على الكرامة الإنسانية؛ حيث وجد أن بنود المؤتمر تبيح الشذوذ الجنسي، وتبيح الإجهاض، والحمل بدون زواج.
وعقب بيان جاد الحق أصدر الرئيس حسني مبارك بيانه الذي أكد فيه أن مصر المسلمة لن تسمح للمؤتمر بأن يصدر أي قرار يصطدم مع الدين والقيم.
القدس
نوفمبر 1995م، عقب قرار الكونجرس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أصدر الإمام جاد الحق بيانا أدان فيه القرار الأمريكي، وقال: "إن أمريكا تزعم أنها صديقة كل العرب، وهي أصدق في صداقتها بإسرائيل تؤيدها وتدفعها لمزيد من العدوان على العرب وحقوقهم".
وقد دعا البيان الأمة الإسلامية أن تجتمع وان تكون على قدر المسئولية، ودعا منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية بهيئاتها أن يخرجوا عن هذا الصمت، وأن يدافعوا عن قضاياهم.
مؤلفاته
- الفقه الإسلامي مرونته وتطوره.
- بحوث فتاوى إسلامية في قضايا معاصرة.
- رسالة في الاجتهاد وشروطه.
- رسالة في القضاء في الإسلام.
تكريمه والجوائز التي حصل عليها
* وشاح النيل من مصر وهو أعلى وشاح تمنحه الدولة في 1983 بمناسبة العيد الألفي للأزهر.
* وسام "الكفاءة الفكرية والعلوم" من الدرجة الممتازة من المغرب.
* جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة 1995.