"التايمز": على الغرب تقليم أظافر "أردوغان" / روبرت فيسك في الإندبندنت: رائحة الموت في تدمر / "الجارديان": دور الولايات المتحدة في صعود "داعش"
السبت 06/يونيو/2015 - 03:17 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يوما بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها.
روبرت فيسك في الإندبندنت: رائحة الموت في تدمر
في صحيفة الإندبندنت يكتب روبرت فيسك عن تدمر، لا عن الخطر الذي يتهدد الآثار بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها، بل عما حل بالبشر، سكانها، وعن الرعب الذي خلفه مسلحو تنظيم الدولة.
يرسم فيسك لوحة دامية من المدينة على لسان مهندس نفط يدعى أحمد كان يعمل في منشأة تكرير النفط والغاز في تدمر، لكنه كان محظوظا؛ لأنه كان يشارك في دورة تدريبية في جامعة دمشق حين دخل مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية المدينة، وهكذا بقي على قيد الحياة مثل 25 آخرين من زملائه كانوا يعملون في المنشأة في ذلك الوقت.
أما بقية العاملين، وهم 25، الذين كانوا في إجازة داخل المدينة فقد قتلوا جميعا.
بقي أحمد على اتصال مع عائلته في تدمر في البداية، حين كانت خطوط الهاتف ما زالت تعمل.
قال له أخوه: إن الجثث ملقاة في الشوارع، بعضها مقطوعة الرءوس، وإن مسلحي التنظيم (الذي يسميه السوريون "داعش") حظروا دفن القتلى أو إزالة جثامينهم من على الطرقات قبل مرور ثلاثة أيام.
وأخبره أخوه عن ثلاث ممرضات قتلهن مسلحو داعش، وقيل إنهم قطعوا رءوسهن، لكن البعض يقول إنهم أطلقوا عليهن النار، ربما لأنهن كن يساعدن الجيش.
أما عائلة الجنرال دعاس، زوجته الصيدلية البالغة الأربعين من عمرها، وابنه البالغ الثانية عشرة فقد قتلوا إلى جانبه حينما انفجر لغم تحت السيارة التي كانت تقلهم أثناء مغادرتهم المدينة.
ويروي الكاتب قصة عامل آخر من شركة تكرير النفط، كان في تدمر حين اجتاحها مسلحو "داعش".
وبالرغم من أنه تمكن وعائلته من مغادرة المدينة إلا أنه يرفض إعطاء اسمه، الخوف من داعش ما زال يسيطر عليه.
يقول: إن الجميع كان يتوقع أن تسوء الأمور إذا دخلت داعش المدينة، وهذا ما حصل، فقد قطعت الكهرباء لمدة يومين ثم أعادها المسلحون.
يقول هذا الشخص الذي لم يفصح عن اسمه إنهم بقوا أسبوعا بعد احتلال داعش للمدينة ثم غادروها، لم تمنعهم داعش من المغادرة.
"+كيف ساهمت الولايات المتحدة في نشأة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق" و"مطالب بتجريد قطر من حق استضافة كأس العالم 2022"، و"حظر تربية الحمام لدى تنظيم الدولة" من بين أبرز قضايا الشرق الأوسط التي تناولتها الصحف البريطانية.
صحيفة الجارديان: دور الولايات المتحدة في صعود "داعش"
نطالع في صحيفة الجارديان مقالاً لسوماس ميلين بعنوان: "الآن تنكشف الحقيقة: كيف ساهمت الولايات المتحدة في بزوغ نجم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق؟".
وقال كاتب المقال: إن "الحزب الطائفي الإرهابي لن يهزم من قبل نفس القوى التي ساهمت في تكوينه". وأضاف أن "حملة الحرب على الإرهاب التي بدأها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش منذ 14 عاماً والتي بدا أنها لن تنته، بدأ الحبل يلتف حول عنقها".
وأشار كاتب المقال إلى أن "محكمة بريطانية اضطرت إلى إيقاف محاكمة رجل سويدي يدعى بيرلهين غيلدو بتهمة ممارسة الإرهاب في سوريا، بعد الكشف عن أن المخابرات البريطانية كانت تمول نفس الجماعة المعارضة التي ينتمي إليها".
وأوضح أن "تداعيات هذا التمويل واضح بصورة كافية، فبعد مرور عام على الثورة السورية، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يدعموا ويسلحوا المعارضة التي تترأسها مجموعات إسلامية متشددة فقط بل كانوا مستعدين لدعم تنظيم الدولة من أجل إضعاف سوريا".
وأردف أن "هذا لا يعني بالضرورة أن الولايات المتحدة هي من أسست تنظيم الدولة الإسلامية، مع أن بعضاً من حلفائها الخليجيين لعبوا دوراً في ذلك".
صحيفة التايمز: على الغرب تقليم أظافر أردوغان
التايمز نشرت موضوعا قبيل الانتخابات العامة المرتقبة الأحد في تركيا. يقول الصحفي روجر بويز إن من مصلحة الغرب ألا يتمكن أردوغان من تعزيز سيطرته الشخصية وسيطرة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه على الحياة السياسية في تركيا.
ويقول بويز: إن أردوغان الذي يقارنه كثيرون بالسلاطين العثمانيين يحاكم أحد قادة المعارضة؛ لأنه زعم أن الرئيس التركي بنى حمامات مطلية بالذهب في القصر الرئاسي الجديد الذي يحوي أكثر من 1115 غرفة.
ويوضح بويز أن هذا هو ما يحدث عندما يبقى شخص واحد في السلطة فترة طويلة فتتحول كل الانتقادات إلى خلافات شخصية لا أكثر ولا أقل.
ويؤكد الصحفي أن آمال أردوغان من الانتخابات التي ستجري الأحد واضحة؛ حيث يتمنى أن يحصل حزبه على الأغلبية الكافية في البرلمان لتعديل الدستور لتصبح تركيا دولة تتبنى نظامًا رئاسيًّا بدلًا من النظام البرلماني.
ويضيف أن حزب العدالة والتنمية يمتلك 312 مقعدًا في البرلمان الحالي، وإذا أراد تعديل الدستور ينبغي أن يرفع عدد مقاعده إلى 330 مقعدًا في البرلمان الجديد، بالإضافة إلى تنظيم استفتاء شعبي.
ويقول بويز إنه في حال تعدى عدد نواب الحزب والمتحالفين معه في البرلمان الجديد عتبة 367 نائبًا فسيتمكن من تعديل الدستور، دون الحاجة للاستفتاء.
ويتحدث بعد ذلك عن الخلافات بين الغرب وتركيا بقيادة أردوغان، ومنها الخلافات حول الوضع في سوريا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى ما يسميه بتضييق الرقابة على تويتر ويوتيوب وغيرها من المواقع في تركيا ليخلص إلى أنه ليس من مصلحة الغرب أن يحصل أردوغان على مبتغاه من الانتخابات البرلمانية.
صحيفة الجارديان: اليمن في انتظار كارثة إنسانية
تقول الجريدة: إن منظمات الإغاثة تؤكد أن الحظر المفروض على اليمن من قبل الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية أثر بشكل خطير على الأوضاع المعيشية في اليمن التي يعانيها نحو 80 في المائة من إجمالي عدد سكانها، من نقص حاد في إمدادات مياه الشرب والأدوية.
وتنقل الجريدة ومحرر الشئون الدبلوماسية فيها جوليان بورغر عن منظمات الإغاثة أن الحصار البحري زاد من تدهور الأوضاع في اليمن التي يعاني نحو 20 مليون شخص فيها أزمة مياه الشرب والعلاج.
وتضيف الجريدة أن الولايات المتحدة وبريطانيا حاولتا بهدوء إقناع المملكة العربية السعودية بتخفيف الحصار البحري، وتغيير الأساليب التي تستخدمها لحصار الحوثيين، لكن رد الفعل في الرياض كان ضعيفًا جدًّا.
ويؤكد بورغر أن عددًا قليلًا من السفن التي تحمل مساعدات غذائية وطبية سمح لها بالوصول للموانئ اليمنية، بينما يتم منع أغلب السفن الأخرى التي يعتمد عليها اليمنيون بشكل مباشر في تلبية احتياجاتهم من مياه الشرب والغذاء.
ويضيف الصحفي أن مبلغ 274 مليون دولار التي وعدت الرياض بتقديمها لدعم جهود الأمم المتحدة في مجال الإغاثة في اليمن لم تقدم منها شيئا حتى الآن.
ويوضح أن تقريرًا للأمم المتحدة ينتظر أن يصدر الأسبوع المقبل فإن 78 في المائة من سكان اليمن يحتاجون لمعونات إغاثة عاجلة، وهو العدد الذي تزايد بنحو 4 ملايين خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة.
دويتشه فيله: تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي – العدو غير المرئي
تمكن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من إقامة قاعدة ثابتة له في تونس. ومن المفترض أن كتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة قد خططت من هناك للهجمات التي استهدفت متحف باردو في تونس.
تعتبر مدينة القصرين واحدة من أماكن ولادة الثورة التونسية. فقد قُتل هنا أكثر من خمسين شخصًا في الأيَّام الأخيرة قبيل هروب الطاغية زين العابدين بن علي. ولكن مع ذلك فإنَّ أهالي هذه المدينة الصغيرة والبسيطة ينتظرون حتى يومنا هذا نصيبهم من ثمار الثورة.
بل وحتى على العكس تمامًا من ذلك: فقد أصبحت الحال هنا أسوأ مما كانت عليه في عهد زين العابدين بن علي، مثلما يقول الجميع. ليس هذا وحسب، فمنذ عامين أو ثلاثة أعوام باتت تلتصق بولاية القصرين سمعة سيئة: إذ إنَّ هذه الولاية أصبحت إلى حدّ ما عاصمة للجهاديين، وذلك منذ أن توارت كتية عقبة بن نافع في جبل الشعانبي الواقع في ولاية القصرين.
تبدو مدينة القصرين لزوَّارها مدينة صغيرة ومملة ومتهدِّمة نوعًا ما، مدينة قليلة الجاذبية. في أثناء النهار تسودها الحياة الطبيعية: حيث يتابع الناس أشغالهم وأنشطتهم اليومية. وبعد الظهر تمتلئ المقاهي بالرجال، حيث يعكف الرجال الكبار على لعب الورق، وينشغل الشباب- يرتدون سترًا جلدية سوداء وشعرهم مصفف بالجل- في مشاهدة التلفاز. أصوات مرتفعة، والجميع يدخِّنون بشراهة.
في أفقر الأحياء التونسية
ولكن مع ذلك إذا تركنا الشارع الرئيسي نصادف بعد قليل فقرًا مدقعًا. وتواجهنا سوق واسعة يتم فيها بالدرجة الأولى بيع الملابس والأحذية المستعملة، وتذكِّرنا في رثاثتها بدول منطقة الساحل الإفريقية. وعلى بعد عدة مئات من الأمتار ترعى مجموعة من الأغنام والماعز بجانب حاويات القمامة المقلوبة في مكب عشوائي للنفايات. وبالقرب تجلس بعض النساء فوق جدار منخفض.
وتظهر الصورة مشابهة في الضواحي الفقيرة، مثل حي النور. وهنا يتَّضح لنا لماذا تعتبر هذه المدينة واحدة من أفقر المناطق في تونس: مبانٍ وبيوت سكنية رثة ومتهالكة ومنشآت عامة بالية تعج بالغبار والأوساخ. من هذه الأحياء انطلقت الاحتجاجات في مطلع شهر يناير 2011. وقد كان المحتجون تقريبًا من الشباب فقط، الذين لم يكن لديهم ما يخسرونه. ما من شكّ في أنَّ أوضاعهم اليوم لم تختلفت عما كانت عليه في السابق. لا تزال توجد- مثل ذي قبل- في محافظة القصرين أعلى معدلات البطالة والأمية في البلاد.
وبعد حلول الظلام تخلو شوارع المدينة بسرعة، وبعد الساعة التاسعة مساءً تكون المدينة قد خلت تمامًا من الناس. وفي المقابل تجوب الشوارع دوريات من قوَّات الأمن المدجَّجة بالسلاح، وتكون البنوك القليلة مؤمَّنة بشدة، وكأنما قد تم فيها إيداع مخزون البلاد من الذهب. والأهالي يعرفون لماذا يفضلون البقاء في منازلهم: فقد تمكَّنت مرارًا وتكرارًا مجموعات صغيرة من كتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة من التقدُّم حتى وسط المدينة، وقتلت بعض الجنود وحتى أنَّها حاولت اقتحام منزل وزير الداخلية الأسبق.
"الجهاديون يعيشون بيننا"
ولكن هل حقًا أنَّ الإرهابيين لا يزالون موجودين في كتلة الشعانبي الجبلية، التي تمثِّل قمتها أعلى مرتفع في تونس؟ يعبِّر الكثيرون من الأهالي في القصرين عن شكهم في ذلك. ويقولون إنَّ المقاتلين الجهاديين لا يمكن أبدًا أن يكونوا قد تمكَّنوا من البقاء على قيد الحياة طيلة شهور في الشتاء الماضي الذي كان قاسيًا جدًّا في جبل الشعانبي المغطى بالثلوج.
يقول طارق الخضراوي، رئيس جمعية أمل غير الحكومية الصغيرة، التي تهتم قبل كلِّ شيء بالمشروعات التعليمية: إنَّ "الجهاديين يعيشون بيننا". وهم يعيشون تحديدًا- بحسب قوله- من دون أن يتم اكتشافهم في الضواحي الفقيرة، مثل حي النور. ومن هناك يقومون بتجهيز هجماتهم، مثلما يقول، وبتموين المقاتلين القليلين الذين بقوا في الجبال وبنشر الأخبار والرسائل عبر شبكات التواصل الاجتماعية. كما أنَّ أحد المهاجمَيْن اللذين هاجما متحف باردو أصله من حي النور.
وبالنسبة لطارق الخضراوي ليس صدفة أن يتوجَّه الشباب العاطلين عن العمل الذين لا توجد لديهم آفاق مستقبلية في هذه الأحياء الفقيرة والمهملة إلى الجماعات المتطرِّفة؛ ولذلك فهو يطالب بضرورة السعي من أجل إجراء حوار معهم، وسحب البساط من تحت المتطرِّفين وتأثيرهم. "لا يمكن حلّ المشكلة إلاَّ بسياسة جديدة حقًّا تمنح الشباب في المناطق النائية فرصًا حقيقية"، مثلما يقول طارق الخضراوي، وهو مهندس بتروكيماوي عاطل عن العمل منذ عدة أعوام، ويعرف عن ماذا يتحدث.
ويشاطره هذا الرأي أيضًا نشطاء شباب آخرون. مثل الشابة خبيرة الاتِّصالات هاجر الصالحي، التي تقول: لقد كان الوضع في القصرين صعبًا حتى قبل الثورة، واليوم أصبح ميئوسًا منه تقريبًا. لقد "نشأ الإرهاب من هذا الغضب"، مثلما تقول هاجر الصالحي. وتضيف أنَّ في تونس اليوم تتم محاربة الأهالي من قبل "بارونات المال والسياسيين". ولذلك يجب على الدولة أن تستعيد كسب ثقة المواطنين بأسرع ما يمكن.
خطوات صغيرة ضدَّ الاستسلام
وفي هذا الاتِّجاه يعترف الناشطون الشباب بوجود الخطوات الأولى. فعلى سبيل المثال يتَّبع والي ولاية القصرين الجديد، البالغ من العمر فقط واحدًا وأربعين عامًا، أسلوبًا منفتحًا مستعدًّا للحوار، على العكس من سلفه. وفي أثناء لقاء في مكتبه وصف الوالي الجديد عاطف بوغطاس بصورة مباشرة التحديات الكبيرة التي يواجهها يوميًّا. ولكن مع ذلك فإنَّ عاطف بوغطاس يعتقد بشدة أنَّ الدولة التونسية ستنجح في حلِّ هذه المشكلات، مثلاً من خلال إنشاء منطقة تجارية حرة على طول الحدود الجزائرية.
أمَّا فيما يتعلق بالإرهاب، فإنَّ هذا الوالي واضح وحازم في رأيه. وفي هذا الصدد يقول إنَّ الهجوم على متحف باردو كان "علامة ضعف". "في جبل الشعانبي لا يزال يعيش على أكبر تقدير ما بين عشرين وثلاثين مقاتلاً"، مثلما يقول عاطف بوغطاس. ويضيف أنَّ "هذه هي آخر أيَّام الإرهابيين". ولكن مع ذلك فبعد أيَّام قليلة من هذا اللقاء، قامت كتيبة تنظيم القاعدة مرة أخرى بضربة أقوى وقتلت بالقرب من مدينة القصرين خمسة جنود في كمين نصبته لهم.
وعلى الرغم من ذلك يوجد أيضًا وجه آخر لمدينة القصرين، من الممكن العثور عليه مثلاً في مركز ثقافي صغير، أقامه الراقص ومصمم الرقصات وليد قدري داخل منزل بسيط. يسعى وليد قدري إلى وضع علامة واضحة ضدَّ الاستسلام المنتشر هناك، وإلى فتح آفاق أخرى للناشئين والشباب. وهذا العمل لا يخلو من الخطورة، لأنَّ الجهاديين يرون في الرقص والموسيقى ضلالاً كبيرًا تجب محاربته.
ومن ضمن المحاولات الرامية إلى منح الأمل لهذه المنطقة الغارقة في البطالة والفقر والإرهاب، تعتبر أيضًا مشاريع الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون. يوجد في القصرين مكتب تابع لهذه الوكالة، يعمل فيه عدد من الموظفين المحليين في المقام الأوَّل على تحسين توفير المياه في القرى الفقيرة المجاورة لمدينة القصرين.
وكذلك يوجد هنا بعض رجال الأعمال، الذين يريدون الاستمرار على الرغم من جميع الصعوبات. ومن بينهم رجل الأعمال محمد رشدي بناني، الذي يقوم بتحويل ثمار التين الشوكي المتوفرة بكثرة في هذه المنطقة إلى مواد غذائية معلبة ومستحضرات تجميلية. ومصنعه يقع عند سفح جبل الشعانبي، وهذه المنطقة برمتها منطقة مغلقة عسكريًا.
نغادر مدينة القصرين، حيث ينغمر جبل الشعانبي بأشعة شمس الربيع القوية في ضوء دافئ. لا شيء يذكِّر بالمذابح وبوجود تنظيم القاعدة هنا على أبواب أوروبا. وفي المقابل تقف عشرات من السيارات والمركبات عند مفترق طرق. ونعلم أنَّ سائقيها يستمتعون بشرب زجاجة من البيرة بعد الاستراحة من العمل خارج المدينة.