في زيارته لـ"موسكو".. "السيسي" يبحث مع "بوتين" تطور الأوضاع الإقليمية وسبل مواجهة الإرهاب

الخميس 27/أغسطس/2015 - 05:06 م
طباعة في زيارته لـموسكو..
 
في الزيارة الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى موسكو هذا العام، اتفق الطرفان المصري والروسي على تشكيل جبهة لمكافحة الإرهاب.
وتأتي زيارة السيسي إلى موسكو في الوقت الذي تواصل فيها القيادة الروسية المشاورات على المستويين العالمين والإقليمي حول مبادرة الرئيس بوتين لتشكيل تحالف واسع لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي.

في زيارته لـموسكو..
يذكر أن السيسي قام  بزيارة إلى روسيا في أغسطس عام  2014 فيما زار بوتين مصر في أبريل الماضي، فيما كانت الزيارة الأخيرة للرئيس بوتين إلى مصر في أبريل الماضي والتي شهدت توقيع ثلاث اتفاقيات مهمة، من بينها مذكرة للتفاهم من أجل إقامة محطة نووية للأغراض السلمية في منطقة الضبعة غرب البلاد.
وتعد مصر شريكا هاما لروسيا في ما يخص المساعي الدولية لتوحيد صفوف المعارضة السورية تمهيدا لإطلاق مفاوضات شاملة مع دمشق.
 وكانت موسكو قد استضافت على مدى الأيام العشرة الماضية مشاورات مكثفة بهذا الشأن في العاصمة الروسية مع وزيري الخارجية السعودي عادل الجبير والإيراني محمد جواد ظريف، و3 وفود للمعارضة السورية.
من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، إن الطرفين شددا خلال المحادثات على أهمية تشكيل جبهة واسعة لمواجهة الإرهاب.
وأوضح تعليقا على محادثاته مع السيسي في موسكو الأربعاء 26 أغسطس قائلا: "تم التشديد على الأهمية المبدئية لتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب بمشاركة اللاعبين الدوليين الأساسيين ودول المنطقة، بما فيها سوريا.
وتابع أنه تناول مع نظيره المصري مسائل التصدي لمساعي التنظيمات الراديكالية، وبالدرجة الأولى ما يسمى يتنظيم "الدولة الإسلامية.
وأردف الرئيس الروسي قائلا: "لدينا مواقف متطابقة فيما يخص ضرورة تكثيف مكافحة الإرهاب الدولي، وهي مهمة تزداد أهميتها نظرا للمساعي العدوانية التي تبديها التنظيمات الراديكالية، وبالدرجة الأولى، الدولة الإسلامية.
ووصف بوتين محادثاته مع السيسي بأنها جرت في جو بناء وودي، إذ تبادل الطرفان الآراء حول مجمل العلاقات الثنائية التي كانت تحمل دائما طابعا وديا ومتبادل المنفعة.

في زيارته لـموسكو..
وقال إن الطرفين يتفقان على أن تعزيز التعاون الروسي-المصري على الساحة الدولية يصب في المصالح الأصيلة للدولتين، مؤكدا أن محادثاته مع السيسي تناولت أيضا مسائل أخرى تتعلق بالوضع في المنطقة.
من جانبه اعتبر السيسي أن لقاءه مع بوتين سيعطي دفعة إضافية للعلاقات بين البلدين التي شهدت على مدار العامين الماضيين نموا مستمرا ونقلة نوعية حقيقية، وأضاف:  "نسعى للبناء عليها لترسيخ شراكتنا في المستقبل، خاصة في ظل المواقف الشجاعة التي اتخذتها روسيا لدعم خيارات الشعب المصري في الوقت الذي واجهت فيه مصر تحديات جسيمة وغير مسبوقة".
وقال الرئيس المصري إن مناقشاته مع نظيره الروسي تطرقت إلى مختلف الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى تسجيل تلاق كبير في المصالح والرؤى حيال هذه القضايا.
وأضاف: "ركزنا بشكل خاص على ضرورة تحقيق تسوية سياسية للأزمة السورية وفق وثيقة جنيف، كما أكدنا على محورية القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط وضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال السيسي إنه بحث مع بوتين الوضع في العراق واليمن وآخر التطورات على الساحة الليبية، بالإضافة إلى سبل مواجهة ظاهرة الإرهاب التي تهدد الجميع، إذ اتفق الطرفان على ارتباط هذه الظاهرة باستمرار البؤر المتوترة في منطقة الشرق الأوسط. وأردف: "وهذا ما يملي علينا تكثيف التشاور والتعاون فيما بيننا لإيجاد حلول جذرية للأزمات في المنطقة بشكل يضمن وحدة وسلامة أراضي دولها واستعادة أمنها واستقرارها".
هذا وأعرب الرئيس المصري عن شكره العميق للقيادة الروسية على الحضور الروسي البارز خلال حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، إذ شارك رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف في الاحتفالات.

في زيارته لـموسكو..
كما أبدى السيسي خالص الشكر والتقدير على إهداء موسكو للقاهرة القطعة البحرية الروسية التي شاركت في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، واعتبر أن ذلك يشكل دليلا على عمق ومتانة العلاقات الودية والصداقة بين الشعبين والبلدين.
كما أعرب الرئيس عن ارتياحه لما حققه البلدان خلال الفترة الماضية في التعاون العسكري، بما في ذلك في مجال التدريب وتبادل الخبرات، ولا سيما في مكافحة الإرهاب.
وأعلن الرئيس المصري أنه يأمل في استمرار هذا التعاون في إطار الحرص المشترك للدولتين لضمان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز السلم والأمن الدوليين.
وكان الرئيس الروسي قد أكد في وقت سابق دور مصر في ضمان أمن منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه قال الرئيس المصري إن الشعب المصري ينظر بأمل إلى آفاق تطوير العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي وكذلك في مجال مكافحة الإرهاب خاصة في تلك المنطقة التي تواجه مشاكل كبيرة تتعلق بالإرهاب والتطرف.
وقال السيسي إن الحكومة المصرية تكافح هذا الشر ليس فقط من خلال استخدام القوة، بل وكذلك بتنمية البلاد اقتصاديا واجتماعيا، وأعرب عن شكره للقيادة الروسية لحضور رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف في افتتاح قناة السويس الجديدة.
وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في مقابلة صحفية الأسبوع الماضي إن المبادرة الروسية الخاصة بتشكيل تحالف مناهض لـ "داعش" تحظي بتأييد واسع في الغرب والشرق الأوسط، على حد سواء.
وبالنسبة لمصر أصبح موضوع مكافحة الإرهاب الأكثر إلحاحا بعد سلسلة الهجمات الدامية في سيناء والتي شنها تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لـ"داعش". 

في زيارته لـموسكو..
وفي هذا السياق دخل في مصر قبل أيام حيز التطبيق القانون المعدل لمكافحة الإرهاب بعد أن صادق عليه السيسي.
وقال بوغدانوف تعليقا على آفاق استئناف عملية المفاوض بين الحكومة السورية إن نتائج لقاءات المعارضين السوريين في موسكو والقاهرة يجب أن تشكل قاعدة مشتركة لإجراء المفاوضات مع دمشق في إطار عملية جنيف-3.
وتعمل موسكو والقاهرة منذ سنتين على تعزيز علاقاتهما في شتى المجالات.
 وبدأت هذه العملية في نوفمبر عام 2013 باستحداث صيغة جديدة للتفاوض، بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع في البلدين. وقام السيسي بأول زيارة له إلى موسكو للمشاركة في لقاء بهذه الصيغة في فبراير عام 2014 بصفة وزير الدفاع المصري.
 يذكر أنه في الآونة الأخيرة وقعت مصر وروسيا عقودا لتوريد معدات عسكرية تقدر قيمتها بأكثر من ثلاثة مليارات دولار.

شارك