برناردينو ليون: السلاح الوحيد ضد "داعش" هو وحدة الليبيين والانقسام يعطي التنظيم فرصة للتمدد
السبت 29/أغسطس/2015 - 01:33 م
طباعة

أكد المبعوث الأممي لدي ليبيا برناردينو ليون، أن هناك دفعاً لتشكيل حكومة وحدة ليبية قبل اجتماعات الأمم المتحدة نهاية سبتمبر المقبل.
طالب الليبيون أن يقدموا الأسماء الذي تم ترشيحها لحكومة الوفاق الوطني، الآن حتى يتم التواصل إلى اتفاق موحد، وإلا فإن المجتمع الدولي سيقول في اجتماعات الأمم المتحدة هذا يكفي، ويجب أن نفكر في حلول أخرى.

وأوضح ليون في حوار له مع صحيفة الخليج الإماراتية أن محاربة داعش بليبيا تبدأ من تشكيل حكومة الوفاق، ثم بعدها يتم إزالة حظر التسلح، ولهذا فإن عامل الوقت مهم.
وحول تشكيل حكومة وفاق وطني في ليبيا قبل عقد اجتماعات الأمم المتحدة نهاية سبتمبر المقبل، أكد ليون أنه استأنف المباحثات مع كل الأطراف في جنيف الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أنه من المهم التعامل مع كل المخاوف لكل الأطراف، ولا بد أن يكونوا جميعاً مشمولين بالتفاوض، فلا يجب فقط التعامل مع مخاوف مجموعة من دون الأخرى.
وقال ليون: إنهم أجروا مناقشات مع المؤتمر الوطني العام المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، وكان لديهم بعض الملاحظات التي آمل أن يتم التطرق إليها ككل الملاحظات الأخرى من الأطراف المختلفة، فالأمر لا يتعلق بالميل ناحية طرف دون الآخر.
وأضاف: "نحن نبحث الآن تشكيل الحكومة والأسماء، ولدينا الحوار السياسي بين عدد من المجموعات السياسية وأيضاً لدينا مباحثات بين أطياف أخرى مثل الجيش الليبي والميليشيات المختلفة، وكلهم يجب أن يكونوا جزءاً من الحل، ونريد التأكيد أنه لا يوجد حل عسكري في ليبيا، بل يوجد حل سياسي يجب أن يشاركوا فيه، وفي نهاية اليوم عليهم قبول القرارات التي سيتم اتخاذها من الأطراف السياسية".
وفيما يخص المدة التي يتم فيها تشكيل الحكومة، قال: لا أستطيع تحديد ذلك، موضحًا أن دوره هو توضيح أن هذه الجداول الزمنية ليست صناعية، فأنا لا أتحدث هنا عن برنامج زمني غامض، بل نحن نريد تطبيق الاتفاق خلال الأيام المقبلة.
وأشار المبعوث الأممي لدي ليبيا إلى أنه يجب أن يكون الأسبوع الأول من سبتمبر هو الحد الزمني لتشكيل حكومة وفاق وطني، ثم نعمل في الأسبوعين التاليين على التصويت على المرشحين من المشاركين في الحوار، بحيث يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول الاجتماعات المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 سبتمبر.
وقال: "من المهم جداً تطبيق الاتفاق بسرعة؛ لأن ذلك الاتفاق سيتم تأييده من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد أجرينا مناقشات على مدى أشهر عديدة".

وحول قرار الجامعة العربية بمساندة ليبيا في مكافحة الإرهاب، وخاصة داعش، أبدى ليون اعتقاده بأن هذا القرار تعبير عن القلق العربي من تزايد خطر داعش في ليبيا، وهو قلق يشاركهم فيه باقي المجتمع الدولي، قائلا: "ما زلت أعتقد أن السلاح الوحيد الفاعل الذي نملكه ضد داعش على المدى القصير هو وحدة الليبيين، وبالتالي ما زلت آمل أن يصبح الاتفاق السياسي بوابة من أجل تحركات أقوى ضد داعش".
وفيما يخص مطالب بعض الأطراف الليبية بمطالبة الأمم المتحدة بالسماح بتوجيه ضربات جوية عربية ضد داعش، خصوصاً أن بعض الدول العربية لديها سوابق في ذلك مثل مصر بعد حادث ذبح داعش لعدد من المصريين الأقباط، قال ليون: إن ما سمعته من وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مصر تؤيد الحل السياسي كأولوية، وأعتقد أن مصر تشارك في الرؤية من خلال الاتفاق السياسي والقرارات التي ستتخذها حكومة الوفاق الوطني، فسنكون أكثر فاعلية في محاربة داعش.
وأضاف: إذا كان الليبيون لا يريدون اتفاقاً أو العمل معاً، ويريدون بقاء دولتهم منقسمة، فإن هذا الانقسام يعطي داعش فرصة للتمدد، والمجتمع الدولي سيكون عليه وقتها النظر في حلول أخرى، لكن دعونا نركز الآن فلا تزال لدينا الفرصة بهذا الاتفاق، وهناك شعور بالتفاؤل وقوة دفع، وعلينا أن نبني عليها.
وحول التخوفات من تمدد داعش فعلياً على الأرض خصوصاً في سرت، يري ليون أن مجلس الأمن عندما يستمع لتصريحات من لاعبين ليبيين لا يقتنعون، فبعض الأصوات الليبية مثلاً تقول نحتاج إلى الأسلحة لمحاربة تنظيم فجر ليبيا، وبهذه الطريقة لن يقنعوا أي أحد بالحصول على الأسلحة.

وأبدى ليون اعتقاده أن معظم اللاعبين الدوليين يعتقدون أنه يجب أن يكون هناك اتفاق سياسي بين كل المشاركين في العملية السياسية، وعندما يتفقون جميعاً على حكومة وحدة وطنية يمثل فيها الجميع، فستكون تلك هي اللحظة المناسبة من أجل سؤال الحكومة الليبية حول كيفية السير في هذا الأمر.
وأكد المبعوث الأممي لدي ليبيا، أن هذا ليس قراره وأن مسئوليته فقط في مساندة حوار سياسي، وأن انطباعه هو أن المجتمع الدولي يعتقد أن الاستقطاب الحالي ليس هو إطار العمل الأفضل لهذه المساندة العسكرية، بل سيكون من الأفضل الانتظار حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية ثم رفع الحظر عن التسليح.
وحول أهمية الدور المصري في مساندة الحل السياسي في ليبيا، قال: مصر لعبت دوراً مهماً جداً وتستمر في لعب دور مهم جداً في مساندة الحل السياسي الذي يتضمن كل الأطراف الرئيسية في ليبيا، والحل السياسي هو البديل المعقول الوحيد.
ووجه ليون الشكر والامتنان من جانب الأمم المتحدة للدعم المصري، حيث تعتبر مصر لاعباً إقليمياً ودولياً أساسياً، ودولة جارة لليبيا، وأعبر عن امتناني للدور المصري الداعم الذي لعبته ومستمرة في لعبه في الملف الليبي، وأنا عن نفسي أكن حباً كبيراً لمصر، حيث زرت مصر لأول مرة منذ خمسة وعشرين عاماً، ومنذ ذلك الحين وقعت في هواها وزرتها عشرات المرات.

وحول مدى نجاح مجهودات ليون منذ توليه مهام الحوار، أكد ليون أنه مجرد دبلوماسي متواضع، كما أن الأمم المتحدة منظمة متواضعة، ونحن لا نعمل من أجل نجاحات شخصية، بل نعمل من أجل نجاح الليبيين، وما نريده هو أن يعود الليبيون إلى مسار بناء دولتهم وإدارة أمورهم، وإلى الإجماع والشمولية، ولا نعتقد أن لدينا حلاً سحرياً لكل شيء، لكننا نعتقد أن هذا الاتفاق يمكنه أن يكون نقطة الانطلاق.
وقال ليون: "إن وزير الخارجية سامح شكري ذكر عند لقائنا السبت الماضي أن هناك مقولة صينية تؤكد أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وسيكون الاتفاق على حكومة الوفاق الوطني الليبية بناء على اتفاق الصخيرات خطوة مهمة لتجميع الجميع حول المائدة، لكنه أمر لن يحدث في الحال".
وأضاف ليون أنه ما زال يبذل جهدًا وبالتأكيد فإنه سيكون نجاحاً ليبياً عندما يأتي اليوم الذي ستشارك فيه كل الأطراف التي لديها ميول سياسية وليست إرهابية أو متشددة تبغي استبعاد الأطراف الأخرى في العملية السياسية، وهذا حقيقة هو الأمر الأهم.