الاغتيال الثاني لنجيب محفوظ من طيور الظلام
الخميس 03/سبتمبر/2015 - 08:47 م
طباعة
بعد 25 يناير غمرتنا الكثير من الاحلام البريئة والتي قد لا تكون لا علاقة لها اطلاقا بالسياسية فقط .. فكأننا نزلنا لسوق مفتوحة من الاحلام المتحركة بعد سنوات من الثبات والركود وفي هذه السوق ذهب كل من بقلبه الي الاتجاه الذي يريده .لتسيطر علي تفكيري ووجداني فكرة واحدة تضافرت مع بدء العمل في الخط الثالث لمترو الانفاق وهي تبني حملة لاطلاق اسم اديب نوبل العظيم نجيب محفوظ علي محطة مترو العباسية تكريما وتخليدا لاسمه الذي رفع اسم مصر حول العالم واخترت هذه المحطة لأنها شهدت طفولته المبكرة كما دارات بها احداث بعض رواياته . لم اكن اتخيل وانا اقترح الفكرة علي الأستاذ الفاضل اسامة سلامة رئيس تحرير مجلة روز اليوسف في منتصف ديسمبر 2011 والذي تحمس لها رغم توحش التيار الظلامي ( اخواني – سلفي ) والذي لم نكن نتخيل انه سوف يقف عائقا امام تنفيذ الفكرة حتي الان وبعد ثورة 30 يونيو التي اطاحت بالإخوان المتجبرين من الحكم، وبمناسبة مرور 9 سنوات علي رحيل نجيب محفوظ .مازال الحلم ساخنا في داخلي لذلك اقتطف للذكري بعض كلمات للشجعان الذين تحمسوا لفكرة محطة محفوظ حيث كتب الكاتب الكبير عاصم حنفى في بابه التنكيت والتبكيت بمجلة روز اليوسف الأسبوعية : 31 - 12 - 2011
(منذ أسابيع اقترح زميلي الشاب روبير الفارس في مقال له بمجلة «روز اليوسف» وضع اسم نجيب محفوظ علي محطة مترو الأنفاق بالعباسية.. قال موجها نظر المسئولين في المترو إن العباسية كانت دائما مسرح روايات نجيب محفوظ وفي معظم رواياته كان يرجع للعباسية في الحكي والسرد والإقامة والتجوال.. ولهذا ومن باب أولي ونحن نحتفل بمئوية نجيب محفوظ أن نطلق اسمه علي المحطة تماما كما فعلوا في فرنسا واسم الأديب فيكتور هوجو يطلق علي محطة لمترو الأنفاق والله فكرة وأعيد نشرها لعل وعسي)
وتضامن مع فكرة تسمية محطة مترو العباسية باسم نجيب محفوظ كتب الاب رفيق جريش المتحدث الإعلامى للكنيسة الكاثوليكية بمصر فى عموده اليومى بجريدة روز اليوسف مقال عدد فيه اسباب هذه المطالبة وجاء فى العمود ما نصه المبادرة التي أطلقها الكاتب الصحفي روبير الفارس في مجلة «روز اليوسف» لتسمية محطة العباسية باسم الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، لهي جديرة بالتشجيع وهي دعوة أتضامن معها وأدعو غيري أيضاً أن يلبيها وذلك لأكثر من سبب.
أولاً: لأننا نحتفل في هذه الأيام بمئوية ميلاد الأديب الكبير نجيب محفوظ عميد الرواية العربية التي ترجمت إلي لغات كثيرة ونال علي رواياته جائزة نوبل للأدب فرفع اسم مصر عالية.
ثانياً: سيكون أيضاً تكريماً لكل أديب ومفكر وعالم وان الشعب المصري ذو الحضارة العريقة يحترم رموز الثقافة والعلم.
ثالثاً: الأدباء والمفكرون يُخلد أسماؤهم ولا يستطيع أحد أن يغيرها أو يمحوها علي عكس أسماء الفاسدين الذين احتلت أسماؤهم الكثير من المنشآت والشوارع والمباني.
رابعًا: حتي تكون سابقة تتكرر بعد ذلك لنجد أسماء مثل طه حسين وأحمد زويل وتوفيق الحكيم ويوسف ادريس ومجدي يعقوب وغيرهم حتي يفتخر بهم شعبنا ويعرفهم الأجيال القادمة ونفرح بهم وبإنجازاتهم.
الأديب العالمي نجيب محفوظ عاش في فترة من فترات حياته في منطقة العباسية وكتب عنها الكثر في رواياته لذا أشجع هذه المبادرة قلباً وقالباً وأدعو السيد محافظ القاهرة ووزير الثقافة لالتقاط الخيط وتفعيل هذه الفكرة البناءة النبيلة
عوافي يا مصر
قارئ في بريد الاهرام نشر هذه الرسالة بتاريخ الأثنين 6 فبراير 2012 السنة 136 العدد 45717 تحت عنوان
محطة نجيب محفوظ
بينما أنا جالس شارد الفكر, حزين النفس.. أتأمل ما يحدث.. تذكرت قول الشاعر بيرم التونسي: أعيش شريد وأمشي حافي.. ولا اشتغلشي صحافي وعلي الأدب في مصر.. قول يا عوافي
لقد تذكرت هذه الأبيات بعد أن قرأت في صحيفة وطني ونقلا عن موقعها الالكتروني عن الحملة التي قادها الصحفي روبير الفارس بمجلة روز اليوسف والتي تدعو إلي اطلاق اسم اديب نوبل العظيم نجيب محفوظ علي محطة مترو العباسية, والتي ستفتتح قريبا باعتبار انها شهدت طفولته المبكرة حيث إنه انتقل اليها وهو في سن الثانية عشرة عاما, والذي تأثر كثيرا بهذه المنطقة وانني أتساءل: من منا لا يؤيد هذه الفكرة الرائعة؟ وكيف غفلت عنها أجهزة الدولة المعنية, ومحبو الأديب العالمي؟ لاسيما في فترة الاحتفال بمئويته.
سامي ميرس ويصا
كوم أمبو ـ أسوان
كما لا يمكن ان اتجاهل بعض ردود الفعل المخزية للاسف الشديد رغم طرق ابواب العديد من الهيئات الثقافية ذات اللافتات الرنانة لتبني الفكرة لم اجد منها حس ولا خبر و لا تحمس رغم الطنطنة والرط الاعلامي الممل عند الحديث عن الاستاذ من ذلك ( اتحاد الكتاب – نادي القصة )
- احد الكتاب من خلفية اسلامية يدعي الاستنارة اتصلت به ليكتب ويتضامن مع الفكرة فرفض واكد ان نجيب محفوظ ملحد وان هذا واضح جدا في اولاد حارتنا !!
- اخير احد المسئولين في هيئة المترو رغم اشادته بالفكرة ولكنه اراد ان يريحني ويجيب من الاخر اخبرني انه لا يمكن تنفيذها لأنه ببساطة السلفيون سوف يحطمون (اليفطة )اللي عليها اسم نجيب محفوظ . ويبدو ان هذا هو السبب الذي لا يجعل هذا الحلم غير محقق حتى الآن، فهذا هو الاغتيال الثاني بعد محاولة اغتياله الفاشلة في التسيعينات، فهل تنتصر دولة 30 يونيو وتكرم محفوظ التكريم الذي يستحقه؟