الاقباط وعقدة الاضطهاد
الخميس 10/سبتمبر/2015 - 09:04 م
طباعة
يفتخر الاقباط ليل ونهار بكونهم ابناء الشهداء ويوم 11 سبتمبر هو راس السنة القبطية التي تبدا بيوم جلوس الإمبراطور الروماني الطاغية دقلديانوس علي كرسي الامبراطورية وهو الذي اذاق الاقباط الهوان والذل لذلك تسمي راس السنة في يوم جلوسه بعيد الشهداء حيث تقلد أرفع مناصب الإمبراطورية وأنفرد بحكم الشرق سنه 284 بعد أن أتخذ مدينه أنطاكية سوريا عاصمة له. وابتدأ ديوكلتيانوس (دقلديانوس) وهي أسماؤه التي عرف بها بعد ذلك يحكم الشرق بيد من حديد ووجه جهوده كلها لاستئصال المسيحية من بلاده ووضع تخطيطا محكما يقوم علي قتل رجال الدين ـ هدم الكنائس ـ إحراق الكتب المقدسة ـ طرد المسيحيين من الوظائف الحكومية وأباحه دمائهم. وقد نال القبط في مصر من هذا الاضطهاد أعنفه لأن دقلديانوس كان يري أن أساس العمق الديني المسيحي كان في مصر. لذلك جاء بنفسه وأقسم بآلهته أنه لن يكف عن ذبح المسيحيين بيده حتى يصل الدم المراق من المسيحيين إلى ركبه حصانه. وتبالغ بعض الكتب الكنسية فتذكر عدد القتلى في عصره وتقول انه بلغ 840 ألف شهيد.
ونظرا لفداحة ما تحمله المسيحيون في عهد هذا الإمبراطور فقد أرخوا لسنه 284 ميلادية. وهي السنة التي أعتلي فيها الإمبراطور ديوقلديانوس عرش الإمبراطورية. لذلك فأن التاريخ القبطي ينقص عن التاريخ الميلادي بمقدار 284 سنة وصار التاريخ القبطي ابتداءً من هذا التاريخ يسمي تاريخ الشهداء الأطهار. وقد عرفت الكنيسة القبطية بأنها كنيسة الشهداء. وقال المؤرخين أن عدد الشهداء الذين استشهدوا من مصر فاق عدد الشهداء المسيحيين في كل العالم. وقد جري المثل الشهير أن دم الشهداء كان هو بذار الكنيسة. لقد عذبهم بكل أنواع العذاب. تارة بالحرق, وتارة بالجلد, وأخري بتقطيع الأعضاء. ومن أراحه منهم فبالسيف وهناك قصص شهداء كثيرين نسبوا الي عصره رغم انهم ماتوا قبل ميلاده او بعده .. ولكن حتي اطفال الاقباط يعرفون اسم دقلديانوس كاشرس حاكم روماني اضطهد اجددهم وقتل مارجرجس ودميانة ومارمينا وابي سيفين ومارينا وابانوب- تاريخيا هو لم يقتل كل هولاء ؟..
..المهم يحتفل الاقباط يوميا بعيد شهيد او شهيدة او اكثر وياكلون البلح الاحمر وهم يترنمون ( يا بلح لونك احمر زي دم شهيد روي ارضنا ري ) بحيث تكونت لديهم ثقافة الاضطهاد وهذه الثقافة اصبحت جزء اساسي من مكونهم الشخصي تسببت في الحساسية المفرطة والانطواء وبعض الامور السلبية الأخرى .خاصة ان الكنيسة غذت فيهم روح البنوة للشهداء والافتخار بذلك ومن المظاهر الضارة لثقافة الاضطهاد
- الارتماء في حضن الخرافة
بحثا عن الحل السماوي . عندما يكثر الظلم الارضي ولا تجد العدل ولا طريق لاخذ الحق فانت تبحث عن المعجزة . لدرجة تحول معها البحث عن المعجزات الي سوق رائجة . تشوهت فيها المعاني الروحية الحقيقية لكلمة معجزة . بل اصبح الامر في كثير من الاحيان اقرب الي السخرية للأسف . فهذا يبحث عن زيت يشفيه من المرض بدلا من اللجوء الي مستشفى حكومي يحد فيها سرير وطبيب غير طائفي يعالجه كمواطن له حقوق . وهذه تبحث عن قديس تتشفع به لتحصل علي درجاتها كامله في الثانوية العامة بدلا ان تبدل اوراقها لحساب ابن شخصية مهمة . وثالث يتشفع بمارجرجس الضابط ليدخل كلية الشرطة ويصبح ضابط مثله ..انها بحث عن معجزات في عالم مازال يضطهدهم رغم انه يرفع شعار المواطنة
- الكنيسة والسماء وطن
تغذي ثقافة الاضطهاد ان الموت هو الانتصار في ملكوت السماء مع المسيح هو الافضل جدا وهو معني روحي رائع ولكن المسيح نفسه هو الذي طلب من المسيحي ان يكون نور للعالم وملح للأرض وان لايختفي تحت المكيال بل ان يجول يصنع الخير ويطالب بالحق ويرفع دعواه حتى للقيصر – اى اعلي سلطة – فلا يمكن للضعف والارتكان للسلبية والخنوع ان تصنع شخصية سليمة
- الحرب علي النجاح
هناك فئة منهم للأسف تقود حرب كراهية علي من يخرج من عباءة ثقافة الاضطهاد منهم لانه حطم قيود هذه الامراض الماضوية واستطاع ان يندمج مع المجتمع ويتحدث لغته دون ان يفقد هويته ويحمل ايمانه في قلبه ولكن لم يستسلم لحالة البكاء المستمر علي دماء الشهداء حتى لايتحول شخص شبه متحفي