في وقت أرسلت السفارة السودانية لدى القاهرة بعثة إلى مدينة العريش في شمال سيناء «لتقصي» أمر مقتل 16 من مواطنيها قبل أيام قرب الحدود المصرية - الإسرائيلية، قتلت قوات الأمن المصرية أمس 5 سودانيين قبل تسللهم إلى إسرائيل وجرحت آخرين «لعدم امتثالهم لأوامر بالتوقف عن التقدم صوب الحدود».

وتوترت العلاقات المصرية - السودانية في الأيام الماضية لسببين أساسيين، هما توقيف عشرات السودانيين في القاهرة، وسط أنباء عن تعذيب مواطن سوداني كان يرافق ابنه في رحلة علاج، إضافة إلى قتل 16 سودانياً قبل أيام قبل تسللهم إلى إسرائيل.

واستدعت حملة التوقيفات تدخلاً ديبلوماسياً من السفارة السودانية لدى وزارة الخارجية المصرية التي تسلمت مذكرة من الخرطوم لطلب «التحقيق في التجاوزات ووقفها». وطلبت الرئاسة السودانية مدها بتقارير عن «أوضاع السودانيين في مصر».

وقال مصدر حكومي مصري لـ «الحياة» إن وزارة الخارجية نقلت إلى الجهات الأمنية الشكاوى السودانية، وطلبت تقريراً بأعداد السودانيين الموقوفين، والقضايا التي يتم التحقيق معهم في شأنها، فضلاً عن الرد على الاتهامات للأمن بتعذيب مواطن سوداني.

وأشار المصدر إلى أن «معظم السودانيين الموقوفين يتم التحقيق معهم في شأن اتهامات تتعلق بالاتجار في العملة، ويتم توقيفهم بموجب أذون من النيابة العامة، وواقعة تعذيب مواطن سوداني في قسم عابدين محل تحقيق في وزارة الداخلية».

وقال: «تم إطلاق دفعة ثانية من السودانيين الذين كانوا موقوفين في قسم شرطة عابدين على ذمة اتهامات بالاتجار بالعملة مساء السبت، فيما تم إطلاق أعداد أخرى الخميس الماضي». وأوضح أن «الموقوفين الذين تم إطلاقهم لم تثبت بحقهم الاتهامات المنسوبة إليهم، ويتبقى آخرون قيد التحقيق». وأوضح أن «الحكومة لا يمكن لها التدخل في عمل النيابة العامة».

والتقى السفير السوداني في القاهرة عبدالمحمود عبدالحليم وزير العدل المصري أحمد الزند أمس للبحث في الموقف القانوني للسودانيين الموقوفين والمطلقين. وقالت مصادر لـ «الحياة» إن السفير السوداني طلب من وزير العدل إمداده ببيان بأسماء السودانيين الموقوفين قيد التحقيق والاتهامات المنسوبة إليهم، لمضاهاته بالمعلومات التي في حوزة السفارة، وتحديد الموقوفين من دون توجيه اتهامات إليهم.

ولفتت إلى أن «الجانب السوداني أبلغ المسؤولين المصريين بأن الخرطوم حريصة على العلاقات مع القاهرة، لكن هذه الإجراءات لو استمرت بما فيها من تجاوزات للقانون فإنها ستضر بالعلاقات التي يجب أن يكون الحرص عليها متبادلاً، علماً أن هناك من يتربص بها، ويجب على الدولتين عدم إتاحة الفرصة لهؤلاء لتعكير صفوها». وأوضحت أن «الجانب السوداني طلب بوضوح التوقف عن إيذاء السودانيين في مصر».

وسافر وفد من السفارة السودانية في القاهرة برئاسة القنصل خالد الشيخ إلى مدينة العريش لتقصي واقعة مقتل 16 سودانياً قبل أيام، بالتزامن مع إعلان الجيش المصري مقتل 5 سودانيين وجرح 6 وتوقيف 5 آخرين، قبل تسللهم إلى إسرائيل.

وقال الناطق باسم الجيش المصري في بيان أمس إن «قوات إنفاذ القانون المكلفة تأمين خط الحدود الدولية الشمالي الشرقي أحبطت محاولة تسلل أفراد» إلى إسرائيل. وأوضح أن «العناصر المكلفة تأمين المنطقة الحدودية رصدت فجر (أمس) قيام مجموعة من الأفراد الأفارقة بمحاولة التسلل من الغرب إلى الشرق عبر خط الحدود الدولية بالتعاون وتحت إشراف عناصر إجرامية تقوم بتسهيل أعمال الهجرة غير الشرعية، وعلى الفور قامت القوات بإطلاق عدد من الطلقات التحذيرية والتحرك للقبض على المتسللين الذين بادروا بإطلاق النيران على قوة التأمين ما أدى إلى إصابة جندي بطلق ناري نافذ في الظهر». وأضاف: «قامت القوات بالتعامل مع مصادر إطلاق النيران لإسكاتها وضبط هذه العناصر الإجرامية، ما أسفر عن مقتل 5 وإصابة 6 من المتسللين والقبض على 5 آخرين، تبين أنهم جميعاً يحملون الجنسية السودانية». وأشار إلى نقل المصابين إلى مستشفى لتلقي العلاج وإحالة الواقعة على التحقيق.

وحرص الناطق باسم الجيش على نشر صورة الجندي المصاب وقد ظهر طلق ناري في ظهره، في ما بدا أنه استباق لأي احتجاجات من الجانب السوداني على قتل المهاجرين، إذ دأب الجيش في مثل تلك الحوادث على نشر صور المتسللين الموقوفين، وتجنب نشر صور خسائره.

من جهة أخرى، قالت السلطات المصرية إن قوات حرس الحدود التابعة للجيش أوقفت 15 سودانياً في محمية «وادي الجمال» في مرسى علم المطلة على البحر الأحمر (جنوب مصر)، «كانوا يقومون بالتنقيب عن الذهب، وعثرت في حوزتهم على 16 جوالاً فيها أحجار مختلطة بخام الذهب، وتم تسليمهم إلى الشرطة، وتسليم المضبوطات إلى هيئة الثروات التعدينية».

وفي الخرطوم، أعلن وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور أن نظيره المصري سامح شكري وعد بالتحقيق في تعرض سودانيين في مصر إلى «حملات اعتقال وحجز وسلب ممتلكاتهم». وقال غندور في بيان أمام البرلمان أمس إن «تلك الحملات حدثت في المقاهي والمستشفيات بذرائع السؤال عن هوياتهم الرسمية، إلى جانب حملات أخرى أمام الصرافات بحجة السؤال عن إقرارات جمركية بالأموال التي يحملونها».

وأضاف أن «السلطات المصرية تعاملت مع السودانيين المحتجزين بكل قسوة ووقعت تجاوزات في تطبيق القانون». ولفت إلى أن السلطات المصرية «أفرجت خلال الأيام الماضية عن بعض المحتجزين السودانيين، وأبدت تعاوناً مع السفارة السودانية في القاهرة التي أوفدت القنصل إلى العريش». 

قام وفد مجلس حكماء المسلمين مساء أمس الأول بزيارة إلى المتحف المصري بالقاهرة بهدف دعم وتنشيط قطاع السياحة في مصر. وقال أعضاء المجلس بحضور الدكتور أحمد الحداد عضو المجلس: إن أرض مصر الطيبة بما تمتلكه من حضارة عريقة وموروث ثقافي متنوع يؤهلها لأن تكون المقصد السياحي الأول في العالم، فهي تمثل مركزًا لتلاقي الحضارات وتلاقح الثقافات عبر تاريخها الطويل. وأعرب وفد المجلس عن دعمه الكامل لمصر قلب العروبة والإسلام، وعن رفضه التام للمؤامرات التي تستهدف اقتصادها وتعمل على ضرب الأمن والاستقرار في هذا البلد الآمن الذي حكى القرآن الكريم عنه: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ».

وكان أعضاء مجلس حكماء المسلمين قد شاركوا، السبت الماضي، في الاجتماع العاجل الذي دعا إليه رئيس المجلس الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والذي وجه فيه كلمة إلى العالم، أكد فيها أن الإرهاب مرضٌ فكريٌ ونفسِيٌ يبحث دائما عن مبرِّرات وُجُودِه في متشابهات نصوص الأديان، وأن الإرهاب لا دِينَ له، ولا هوية له، ومن الظلم البين، بل من التحيز الفاضح، نسبة ما يَحدُث الآن من جرائم التفجير والتدمير إلى الإسلام، إذ الإنصاف والموضوعية تحتم الفصل التام بين الإسلام ومبادئه وثقافته وحضارته، وبين قلة قليلة لا تمثل شيئًا بالنسبة إلى مجموع المسلمين المُسالِمين المنفتحين على الناس في كل ربوع الدنيا.

حذر مفتي مصر شوقي علام المجتمعات الغربية، من الربط بين التطرف والإسلام، مؤكداً أن جماعات القتل والتخريب موجودة في كل مكان، ولا علاقة لها بالأديان، ولا بد أن يتعامل غير المسلمين مع الإسلام بموضوعية وإنصاف، بعيداً عن التهم العشوائية التي تلصق بالإسلام ظلماً وعدواناً عقب كل جريمة يرتكبها متطرفون هنا أو هناك.

وأكد المفتي، خلال استقباله وفداً أمريكياً يضم السيناتور الأمريكي بوب كروكر، وديفيد كنزيلر من مجلس الشيوخ الأمريكي، وسارة جوينر مكتب الشؤون التشريعية الأمريكي، أن التعاون بين الدول والمؤسسات هو السبيل الوحيد لمواجهة خطر الإرهاب، مشدداً على ضرورة البحث بعمق في أسباب التطرف، خاصة أن الإرهاب لم يعد يهدد دولاً بعينها، بل يهدد العالم أجمع.

من جانبه عبر الوفد الأمريكي عن تقديره لمجهودات دار الإفتاء المصرية، وما تبذله من أجل مواجهة جماعات التطرف والإرهاب.

اعترف السلفيون بخسارة قائمتهم الانتخابية بالنسبة لتصويت المصريين فى الخارج، حيث أكدوا أن قوائمتهم جاءت فى المركز الثالث بعد قائمتى "فى حب مصر" و"التحالف الجمهورى" فيما أعلنوا أن أجهزة الأمن قامت بالقبض على عدد من أعضائهم خلال المرحلة الثانية من الانتخابات، فيما شنوا هجوما عنيفا على المرحلة الثانية من الانتخابات.

 يونس مخيون: أسوأ انتخابات 

من جانبه أكد الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، أن الأجهزة الأمنية تعمدت إلقاء القبض على أعضاء الحزب بالقاهرة بشكل عشوائى، واصفًا ذلك بالتعنت ضد الحزب. وقال "مخيون" فى تصريحات نشرها الموقع الرسمى لحزب النور، إن هذه الانتخابات هى أسوأ انتخابات حدثت فى تاريخ مصر، ولفت رئيس حزب النور، إلى أن عدد من الأعضاء وجهت لهم تهم التجمهر رغم اعتقالهم بشكل فردى، وتساءل قائلًا: "هل عدنا إلى عهد مبارك". من جانبه قال جمال متولى، عضو الهيئة العليا لحزب النور، وعضو اللجنة القانونية للحزب، إن النور لديه تحفظ على سلوك بعض أفراد الإدارة الأمنية فى التعامل مع بعض كوادرنا فى المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية. وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع": "مازالت تدخلات بعضا من أفراد الإدارة الأمنية، موضحا أن السلوك الأمنى السلبى ليس بالفعل سمة عامة للإدارة الأمنية التى لم تتدخل ولم تهتم سوى بمهمتها وهى تأمين المقار الأمنية كسياسة أمنية عامة أثناء الانتخابات ولكن فى الوقت نفسه مازالت لدينا تحفظات نرى ضرورة النظر اليها من سلوك فردى فى التعامل مع بعض كوادر الحزب. وأوضح أن ظاهرة المال السياسى لا زالت هى سمة هذه الدورة الانتخابية والتى مع الأسف الشديد بتناميها تعمل على سحق الأمل فى زيادة وعى وإدراك بعض من الشعب بأهم أدواره ومهماته الوطنية فى تحسين تقدمه فى اختيار نوابه وممثليه الذين هم عينه وعقله على الحكومة. 

محمود هيبة: القبض على 32 عضوا

 فيما كشف محمود هيبة، عضو مجلس النوب عن حزب النور، عضو الهيئة العليا، أن 32 عضوا تم إلقاء القبض عليهم حتى الآن خلال المرحلة الثانية من الانتخابت، موضحا أن اللجنة القانونية للحزب تبحث أسباب القبض عليهم وتتقدم بطعون لإخلاء سبيلهم. وأضاف هيبة، أن الحزب سيعقد اجتماع طارئ للهيئة العليا عقب انتهاء الجولة الثانية لتقييم موقف الحزب فى المرحلة الثانية وبحث موقفه من جديد من الانتخابات وذلك قبل جولة الإعادة. وأوضح عضو مجلس النواب عن الحزب، أن الحزب يطالب أجهزة الأمن بالحيادية، موضحا أن النور حصل فقط على 9 مقاعد فى المرحلة الأولى، فكم سيحصل على المرحلة الثانية، مشيرا إلى أن الحزب لم يأتى من إسرائيل كى تتعامل بعض اجهزة الدولة معه بهذا الموقف.

صعدت السلطات السودانية من لهجتها وهجومها على الحكومة المصرية على خلفية اتهامات الخرطوم للقاهرة بإساءة معاملة مواطنين سودانيين فى القاهرة، فى الوقت الذى أعلن فيه وزير الموارد المائية والكهرباء السودانى تأجيل الجولة العاشرة من مفاوضات سد النهضة التى كان مقررا انعقادها فى الخرطوم بنهاية الشهر الجارى. واستنكر حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ما تعرض له بعض السودانيين من انتهاكات من قبل السلطات المصرية، ودعا وزارة الخارجية لمتابعة الأمر متابعة لصيقة حفاظاً على الكرامة السودانية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، أمس. ودعت أمانة العلاقات العربية بالحزب فى بيان نشرته صحيفة «المجهر» السودانية وزارة الخارجية لدعوة السلطات المصرية للتحقيق فى الانتهاكات وحماية السودانيون، فضلاً عن عدم السماح لمن يريد الاصطياد فى المياه العكرة.

وعلى الصعيد نفسه، استمع المجلس الوطنى فى جلسته، أمس، لبيان وزير الخارجية السودانى إبراهيم غندور، حول المعاملة التى يتعرض لها السودانيون فى بعض الدول، ومن بينها مصر.

وتزايدت حدة اللهجة ضد مصر، وقال عضو البرلمان المستقل أبوالقاسم برطم، فى تصريحات نشرتها صحف سودانية، أمس الأول، إن «طبيعة العلاقة مع مصر غير متوازنة، ومازال المصريون ينظرون إلى السودانيين نظرة استعلائية ونظرة المستعمر»، على حد قوله. وأكد أن «اتفاق الحريات الأربع غير مطبق من قبل الجانب المصرى»، وطالب بإلغائه أو «تطبيقه بصورة صحيحة». واعتبر أنه «ليس هناك ما يسمى دولة شقيقة، عمق السودان الاستراتيجى فى أفريقيا وفى مصالحه، وأينما كانت المصالح تكون الوجهة هى الشقيقة». ورأى أن «المصرى فى السودان يمارس حقوقه أكثر من السودانى، لكن السودانى هناك يحتاج إلى تأشيرة وإقامة ويعامل كأجنبى درجة ثالثة».

وأعلن البرلمان السودانى، خلال الجلسة، رفضه لما سماه «سوء معاملة» مواطنيه فى مصر، وقال غندور، خلال الجلسة التى عقدت بطلب من نواب البرلمان، إن «هناك زيادة فى حالات احتجاز السودانيين وتفتيشهم وسلب ممتلكاتهم».

وفى ختام الجلسة تلا رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر مقترحا وافق عليه النواب جاء فيه «يرفض البرلمان سوء معاملة المواطنين السودانيين فى مصر»، ووجه وزارة الخارجية بإجراء التدابير اللازمة لتأمين مصالح رعاياها هناك.

وأكد وزير الموارد المائية والكهرباء السودانى معتز موسى، أمس الأول، أنه سيتم تأجيل اجتماعات وزراء المياه لدول مصر والسودان وإثيوبيا، بشأن سد النهضة الإثيوبى، والتى كان مقررا انعقادها أواخر نوفمبر الجارى بالخرطوم إلى موعد لاحق، مشيرا إلى أن التأجيل جاء بناء على طلب من وزير الموارد المائية والرى المصرى حسام مغازى، حتى يكون الاجتماع سداسيا بمشاركة وزراء خارجية الدول الثلاث. وقال موسى وفقا للموقع الإخبارى «سودان تربيون» مساء أمس الأول، إن التأجيل جاء بمبررات عدم تناسب الموعد المقرر مع وزراء الخارجية.

تقدمت دولة السودان بشكوى رسمية لمصر في مجلس الامن بسبب اجرائها الانتخابات البرلمانية في حلايب وشلاتين .

وقال إبراهيم غندور وزير خارجية السودان أن الخرطوم وثقت انتخابات مجلس النواب المصرى التى عقدت مؤخراً بمنطقة حلايب وشلاتين، وتم إرسالها إلى مجلس الأمن الدولى، مشيراً إلى أن للسودان شكوى قديمة فى مجلس الأمن يجددها كل عام.

واضاف فى كلمته أمام البرلمان السودانى الإثنين أنه ليس هناك من سبيل إلى حل القضية إلا بالقانون الذى يحتاج إلى الصبر.

من جانبه قال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في تصريحات لـ العربية نت " إن الموضوع بسيط ولاتوجد فيه مشكلة مضيفا أن هناك إجراءات دورية يتم تناول هذا البند فيها ولا يوجد أى جديد ويتم إثارة الموضوع إجرائيا منذ سنوات طويلة.

ونفى أبو زيد وجود أزمة حقيقية بين الدولتين، مؤكدا أن الشعبين المصرى والسودانى تربطهما علاقات قوية، ويجب التعامل بحذر خاصة في تناول العلاقات المصرية السودانية. 

تُعلن في القاهرة اليوم نتائج أولية للجولة الأولى من المرحلة الثانية والأخيرة من الانتخابات البرلمانية المصرية، وسط توقعات بأن يرجأ حسم غالبية المقاعد إلى جولة الإعادة المقررة مطلع الشهر المقبل.

وعلى رغم زيادة المشاركة في الجولة التي اختتمت أمس على المرحلة الأولى، إلا أن إجمالي نسب المشاركة لن يتعدى 30 في المئة من الناخبين، ما يقل عن متوسط التصويت في الاستحقاقات الانتخابية منذ الثورة. وفي حين تفاوتت تقديرات الإقبال، رفضت السلطات التكهنات، وأكدت أن «لا آلية دقيقة لقياس نسب المشاركة».

وكانت لجان الاقتراع في 13 محافظة، بينها القاهرة، أغلقت مساء أمس وبدأت عملية فرز الأوراق، تمهيداً لإعلان كل لجنة فرعية نتائجها. وجرت الجولة الثانية لاختيار 282 نائباً، مقسمين بين 222 بالنظام الفردي من بين 2893 مرشحاً، و60 بنظام القوائم موزعين على دائرتي قطاع القاهرة (45 مقعداً) وشرق الدلتا (15 مقعداً).

ونجحت السلطات في تمرير الاستحقاق الأخير من خريطة الطريق التي أعلنت عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي من دون حوادث أمنية كبرى، لاسيما في شمال سيناء التي يتمركز فيها الفرع المصري لتنظيم «داعش». لكنها لم تنجح في إنهاء عزوف الناخبين أو وقف الانتهاكات.

وأعلن «التحالف المصري لمراقبة الانتخابات» أن مراقبيه رصدوا «جملة من التجاوزات التي شابت عملية التصويت من قبيل الرشاوى الانتخابية وعمليات النقل الجماعي»، مشيراً إلى وقوع اشتباكات بين أنصار مرشحين في عدد من الدوائر، أدت إلى مقتل شخص في الدقهلية. كما تأخر فتح عدد من اللجان في محافظات القليوبية والإسماعيلية والمنوفية والشرقية لتأخر وصول القضاة. 

وصل إلى القاهرة أمس «يوري تشايكا» النائب العام الروسي والكسندر باستريكين رئيس التحقيقات الروسية قادمين على رأس وفد بطائرة خاصة من موسكو في زيارة قصيرة لمصر. وصرحت مصادر مطلعة بأن الوفد الروسي يضم كبار المسؤولين بوزارتي الطوارئ والطيران حيث سيلتقي خلال زيارته القصيرة مع المستشار نبيل صادق النائب العام وعدد من كبار المسؤولين المصريين. وأشارت المصادر إلى أن الوفد الروسي سيبحث التطورات الأخيرة بشأن التحقيقات الجارية لمعرفة ملابسات سقوط الطائرة الروسية في 31 أكتوبر الماضي.

بدأت مساء أمس، عملية فرز الأصوات، في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب المصري، وذلك بعد يومين من التصويت في الداخل، حيث تشمل هذه المرحلة 13 محافظة، وتجرى الانتخابات في ١٣٨٥٨ لجنة فرعية و٥٦٢٢ مركزاً انتخابياً، وتتبع ١٠٢ لجنة عامة، تحت إشراف قضائي كامل بمشاركة 15 ألف قاض.

وكانت مقار اللجان الانتخابية قد شهدت أمس لليوم الثاني إقبالا محدوداً، وسط شكاوى من حدوث العديد من التجاوزات من جانب أنصار المرشحين، والقوائم المتنافسة.

ومن المقرر أن تعلن كل لجنة فرعية نتائج الفرز من جانبها اليوم الثلاثاء، وإبلاغها إلى اللجان العامة التي ستبلغها إلى اللجنة العليا التي ستحدد خلال الأيام المقبلة، الموعد الرسمي لإعلان النتائج النهائية.

وأشاد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، بسير العملية الانتخابية، وما تشهده من تنظيم محكم، وإجراءات أمنية لتسهيل عملية الاقتراع، معبراً عن أمله في أن تشهد الانتخابات مشاركة شعبية واسعة كاستحقاق أخير في خطة خريطة المستقبل، كما أشاد أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي بالتنظيم الجيد للعملية الانتخابية، مؤكداً نزاهتها وارتفاع نسبة المشاركة في هذه المرحلة، مقارنة بالمرحلة السابقة، والتي قام البرلمان بمتابعتها أيضاً.

وأكد الجروان في تصريحات، أن البرلمان العربي يدعم بشدة مسيرة الديمقراطية في مصر، تحت القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وينتظر أن تكون لأعضاء البرلمان العربي من جمهورية مصر العربية إضافة نوعية لأداء البرلمان العربي.

على صعيد آخر، أعلن السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية المصري، المسؤول عن ملف انتخابات المصريين بالخارج في وزارة الخارجية، أن إجمالي عدد الأصوات في المرحلة الثانية، في البعثات المصرية في الخارج، بلغ 37168 صوتاً، وأن هذا الرقم يعكس زيادة بنسبة حوالي 22% من أجمالي الأصوات في المرحلة الأولى من الانتخابات. 

وكانت الانتخابات تجرى في 123 دولة، ونحو 139 مقراً انتخابياً، حيث تم إغلاق باب التصويت، في تمام الساعة السادسة من صباح أمس، بتوقيت القاهرة، وقال المستشار عمر مروان، المتحدث الرسمي للجنة العليا للانتخابات، إنه جارٍ الحصر العددي الدقيق للأصوات وستعلن عنها اللجنة قريباً.

وأضاف مروان، في مؤتمر صحفي، أنه فيما يتعلق بانتخابات الداخل فقد حدث تأخير فتح 24 لجنة، منها 4 لجان، كان التأخير فيها كان طويلاً نسبياً، مشيراً إلى أن اللجنة تلقت 75 شكوى تتعلق بفتح بعض اللجان، ومخلفات دعاية وشكاوى، من عدم مساعدة القضاة لبعض الأشخاص من غير ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيراً إلى تعدي مرشح وشقيقه على أحد رؤساء اللجان، وتمت إحالتهما للنيابة العامة.

وأكد المستشار وائل شلبي، نائب رئيس مجلس الدولة الأمين العام للمجلس، أن الانتخابات جرت في جو يسوده الهدوء والأمان، ولم تتلق غرفة العمليات أي شكاوى من الأعضاء المشاركين، مؤكداً أن العمل انتظم في لجان الاقتراع كافة، ومنوها بوجود بعض السلبيات البسيطة، التي لا تؤثر في العملية الانتخابية.

وقال إن غرفة العمليات المركزية بمجلس الدولة رصدت زيادة في نسبة إقبال الناخبين على اللجان بالتزامن مع موعد خروج الموظفين من عملهم.

وقالت حملة «راقب يا مصري» في بيان، رصدت ظهور حرص على المشاركة من جانب الناخبين خاصة في المحافظات الحدودية، كما رصدت مخالفات من جانب أنصار بعض المرشحين، في دائرة طنطا، محافظة الغربية في مشهد تكرر لليوم الثاني على التوالي، وكشفت الحملة قيام قوات الشرطة بإلقاء القبض على أحد أنصار المرشحين بتوزيع رشاوى انتخابية على الناخبين، إلى جانب قيام أنصار مرشحين بدائرة الأزبكية بالقاهرة، بجمع صور بطاقات الناخبين مقابل دفع مبلغ مالي لهم لحثهم على التصويت لهما، وتكرر الأمر في دائرة الوايلي بالقاهرة، كما أصدرت مؤسسة ماعت بياناً قالت فيه إن العملية الانتخابية سارت في هدوء، وانتظام عملية الوصول في أغلب مقار الاقتراع، وذلك باستثناءات محدودة، وإن قوات الجيش والشرطة واصلت تأمين اللجان كافة، بشكل جيد جداً، كما قامت القوات بإزالة اللافتات المخالفة لأحد المرشحين في دمياط.

وعلى صعيد الأحزاب رصدت غرف العمليات بعض التجاوزات، وقالت غرفة عمليات حزب المؤتمر، إنها رصدت في محافظة القاهرة قيام عدد من مندوبي المرشحين المنافسين بدائرة مصر القديمة، بحشد الناخبين للإدلاء لصالح مرشحين بعينهم مقابل الحصول منهم على رشاوى انتخابية.

ورصدت غرفة حزب مستقبل وطن، قيام أنصار بعض المرشحين بتوجيه الناخبين للتصويت لصالح مرشحهم، كما رصدت الغرفة تأخر بعض القضاة عن فتح لجان الانتخابات لما يقرب من ساعة كاملة. كما رصدت غرفة علميات الحزب الديمقراطي، مخالفات في الدعاية انتخابية أمام بعض مدارس الدوائر الانتخابية، واستمرار ظاهرة شراء أصوات الناخبين، في مدينة منوف بمحافظة المنوفية، وسيطرة المال السياسي، لافتة إلى أن الصوت الانتخابي وصل إلى نحو ٥٠٠ جنيه للصوت الواحد في بعض دوائر القاهرة.

وشهدت محافظة شمال سيناء ارتفاعاً في نسبة الإقبال الجماهيري، بعد قيام الناخبين ومعظمهم من أبناء القبائل والعائلات، بحشد أنصارهم للاقتراع.

أظهرت نتيجة اللجنة رقم 34 بمدرسة طلعت حرب الثانوي الصناعي في بولاق أبو العلا، تقدم قائمة "في حب مصر" بـ 205 أصوات، وحصل التحالف الجمهوري على 113، وتيار الاستقلال على 24، فيما حصل حزب "النور" على "صفر".

وبدأت أعمال فرز أصوات الناخبين الذين شاركوا في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، في التاسعة من مساء أمس الإثنين، عقب إغلاق الصناديق في 13 محافظة هي: القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفرالشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء.

أعرب الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، عن استيائه مما أسماه "التربص" و"الهجوم غير المبرر" على شخص الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مؤكدا أن هدم الرموز الوطنية يحبط المواطن.

وقال "البدوي" خلال تصريحات لقناة "الحياة"، الاثنين، إن شيخ الأزهر كان يضرب مثلا أن مصر تمثل "أم" لجميع أبناءها وعندما تحتاج منهم نصرتها يجب أن تجدهم، ولذلك شبه من يرفض المشاركة في الانتخابات بعاق الوالدين.

وتابع: "الأمثال تم استخدمها في الحديث والقرآن والإنجيل كذلك، والشيخ لم يخطئ عندما أراد أن يبسط الأمر ويوضحه للمواطنين"، لافتا إلى أنه يشعر بالاستياء الشديد بعد ما شهده شيخ الأزهر عقب تلك التصريحات.

وتوجه "البدوي" في ختام حديثه برسالة إلى شيخ الأزهر قائلا: "لا تحزن يا فضيلة الإمام، واستمر في طريقك".

جديرٌ بالذكر أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قد حث المواطنين على المشاركة في الانتخابات البرلمانية، وقال في تصريحات تليفزيونية، خلال إدلائه بصوته، اليوم الأحد، أن "المقاطعين للانتخابات في منزلة العاقين لآبائهم وأمهاتهم؛ لأن مصر الآن بمثابة أم لنا جميعًا"، على حد قوله.

كشف تقرير قدمه وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور إلى البرلمان أمس، انتهاكات بحق مواطنيه في مصر، وصفها بالكبيرة.  وقال غندور، إن انتهاكات السلطات المصرية بحق المواطنين السودانيين شملت التفتيش وسلب الممتلكات والاحتجاز، والاستهداف في المقاهي والشوارع والاعتقال أمام الصرافات وبعد القيام بالمعاملات المصرفية. 

وكشف الوزير ما وصفه بالفظاظة التي يعامل بها المحتجزون، مع انتقال الحملات التي يتعرض لها السودانيون إلى أماكن السكن والمقاهي ما أدى إلى اعتقال 23 سودانياً أطلق منهم أربعة أشخاص حتى الآن. 

على صعيد آخر، أعلنت آلية الحوار الوطني المعروفة اختصاراً ب(7+7) رفضها لمقترح الوساطة الإفريقية لإقامة حوار تحضيري مع القوى السياسية أو الحركات المسلحة، قاطعة بعدم المشاركة فيه، لكنها أكدت استعدادها للقاء الحركات وبحث إمكانية مشاركتها في الحوار. 

وقال عضو الآلية كمال عمر إن الآلية رفضت مقترح الوساطة عبر ورقتها التي قدمتها في المفاوضات الجارية حالياً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال. 

وقال عمر إن الحوار الوطني الجاري الآن في الخرطوم هو الذي يؤسس للدستور ويعالج كل الإخفاقات التي صاحبت الدولة السودانية. وأضاف أن «الحوار الحالي يناقش كيف يحكم السودان وبالتالي هو حوار أشمل من المؤتمر الدستوري، كما أنه يعالج قضايا الهامش والنازحين واللاجئين ومسألة الحواكير». 

ولا يزال المفاوضون من الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال يواصلون مفاوضاتهم في إثيوبيا في سبيل الوصول إلى تسوية تطوي الخلافات القائمة حول ملف المنطقتين.

أسفرت نتائج الفرز للانتخابات البرلمانية في لجنة 2 بمدرسة الأندلس بدائرة الوايلي والظاهر، عن تصويت 379 ناخبًا وحصول محمد أبوحامد على 120 صوتًا وشيرين أحمد 110 أصوات، وحصلت وقائمة في حب مصر على 256 صوتًا، وحزب النور على صوت واحد فقط.

وبدأت أعمال فرز أصوات الناخبين الذين شاركوا في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، في التاسعة من مساء أمس الاثنين، عقب إغلاق الصناديق في 13 محافظة هي: القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفرالشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء.