الكرملين يصعّد ضد «الجنون التركي» والحل السياسي في سورية / نيروبي تحبط اعتداءات لـ «شبكة تجسس إيرانية» / قيادة عسكرية جديدة لمعركة تعز
الأحد 29/نوفمبر/2015 - 09:31 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيا وعالميا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" صباح اليوم الأحد الموافق 29/ 11/ 2015
الكرملين يصعّد ضد «الجنون التركي» والحل السياسي في سورية
صعّد الكرملين «الحرب الكلامية» ضد أنقرة ووصف تصرُّف سلاح الجو التركي بأنه «جنون» وسط مؤشرات إلى ربط موسكو المسار السياسي في سورية بتقدّم العمليات العسكرية، وعبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن «حزنه» لإسقاط طائرة «السوخوي» الروسية، وأمل بألا يتكرر هذا الحادث «أبداً»، وسط مساعٍ لعقد لقاء يجمعه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة المناخ في باريس غداً. وأفيد في طهران بوجود جهود إيرانية لـ «التهدئة» بين موسكو وأنقرة.
ميدانياً، سقط 30 مدنياً بين قتيل وجريح بقصف قوات النظام السوري حي القابون شمال دمشق، فيما كثّف الطيران الروسي غاراته على مناطق التركمان في ريف اللاذقية.
وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «الحديث عن إجراء انتخابات في سورية أو حتى دفع التسوية السياسية يبدو غير واقعي في ظل سيطرة المنظمات الإرهابية على جزء كبير من الأراضي السورية». واعتبر مراقبون كلامه اقتراباً من موقف دمشق الذي عبّر عنه الرئيس بشار الأسد قبل أيام عندما كرر أن الحل السياسي لا يمكن أن يحصل قبل «دحر الإرهاب واستعادة المناطق» الخارجة عن سيطرة نظامه.
ولاحظ بيسكوف أن بعض البلدان بدأ يتراجع عن «المواقف غير الواقعية المتعلقة بضرورة رحيل الرئيس الأسد»، مشيراً إلى «تعاظم الفهم بأنه في ظل سيطرة داعش والنصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية على جزء كبير من أراضي سورية، لا يمكن الحديث عن مسار سياسي. بدأ الشركاء يدركون أن القوة الوحيدة التي تحارب الإرهاب على الأرض هي القوات المسلحة السورية».
وصعّد بيسكوف اللهجة مع تركيا، معتبراً إسقاطها القاذفة الروسية «تحدياً غير مسبوق» و«جنوناً». وزاد أن موسكو لا يمكن أن تتساهل مع الحادث، مشيراً إلى أن الرئيس التركي «أدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ورطة بسبب تصرفاته».
في المقابل، قال أردوغان في لهجة تهدئة: «أنا حزين للحادث. نتمنى لو لم يحصل، لكنه حصل. آمل بألا يتكرر». وأضاف أمام مناصريه في برهانية (غرب تركيا): «نأمل بألا تتفاقم القضية بيننا وبين روسيا وألا تترك عواقب وخيمة في المستقبل». وجدد دعوته بوتين الذي كان اعتبر إسقاط القاذفة «طعنة في الظهر»، إلى لقاء يجمعهما في باريس على هامش قمة المناخ، مكرراً أنه يمكن أن يشكّل فرصة لإصلاح العلاقات. وقال: «روسيا مهمة لتركيا كما تركيا مهمة لروسيا. البلدان لا يمكنهما الاستغناء عن بعضهما، ويجب ألا ندع القضية تتفاقم إلى حد يقضي على علاقاتنا بالكامل».
وفي طهران، قالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن إيران دعت الحكومة التركية إلی ضبط النفس وعدم التصعيد مع روسيا. وأردفت أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أجری اتصالين هاتفيين مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والتركي فريدون سنيرلي أوغلو، لتهدئة الأمور بينهما، و«سمع كلاماً روسيّاً في غاية الاستياء من السلوك التركي، إذ إن بوتين منزعج كثيراً من سلوك أردوغان الذي دعا إلى اجتماع لحلف شمال الأطلسي (بعد إسقاط الطائرة الروسية) بدل العمل لتطويق الحادث». وتابعت المصادر أن ظريف «سمع، في المقابل، كلاماً يتضمن ليونة في الموقف التركي الذي أكد عدم رغبته في التصعيد، لأن تطوّر الأحداث لا يصبّ في مصلحة البلدين».
ميدانياً، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى جرح 27 شخصاً بقذائف أطلقتها قوات النظام السوري على حي القابون شمال دمشق. وهذه هي المرة الأولى التي تقصف قوات النظام الحي الخاضع لنوع من التهدئة منذ سنة بعد اتفاق مع المعارضة. وأضاف أن قاذفات «يُعتقد بأنها روسية» أغارت على جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية «وسط اشتباكات في محور جبل النوبة وجب الأحمر ومحاور أخرى».
نيروبي تحبط اعتداءات لـ «شبكة تجسس إيرانية»
غداة مغادرة البابا فرنسيس كينيا التي زارها لمدة يومين، أعلن قائد الشرطة جوزف بوانيت اعتقال مواطنَيْن جندتهما «مجموعة تجسس إيرانية»، لتحضير اعتداءات في العاصمة نيروبي «لا تستهدف مصالح غربية فقط بل كذلك مواطنينا». ونوه بتعاون «وكالات أمنية» لم يحدد جنسيتها في توفير أدلة عملية الاعتقال.
وعرّف بوانيت الموقوفَين بأنهما أبو بكر الصديق لو (69 سنة)، وهو شخصية بارزة في الطائفة الشيعية في نيروبي، وياسين سامباي جوما الذي يُعتقد بأنه في سن الخامسة والعشرين. ولفت إلى أن «قوات الحرس الثوري الإيراني جندت أبو بكر الصديق لو قبل سنوات، وأمرته بتجنيد كينيين بينهم جوما الذي سافر معه مرات إلى إيران حيث التقيا ضباطاً أحدهم من «فيلق القدس»، وحددا أهدافاً تشمل فنادق في نيروبي يرتادها سياح وديبلوماسيون غربيون، وتلقيا أموالاً».
وخلال العامين الأخيرين، استهدِفت كينيا بهجمات شنها إسلاميون من حركة «الشباب الصومالية»، فيما حُكِم في أيار (مايو) 2013 الكينيان أحمد محمد (50 سنة) وسيد منصور (51 سنة) بالسجن المؤبد، لصلتهما بـ «فيلق القدس» وحيازتهما متفجرات ضبطت في مدينة مومباسا، أرادا استخدامها في اعتداءات.
وفي 2014، أمرت محكمة باعتقال رجل وامرأة إيرانيين بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، لتنفيذ حكم بالسجن سنتين أو دفع غرامة، بعد اعترافهما باستخدام جوازات سفر إسرائيلية مزورة لدخول كينيا.
في إسبانيا، أوقفت السلطات مغربيين يتحدران من منطقة طنجة للاشتباه في محاولتهما الالتحاق بجهاديين ونشر الأفكار المتطرفة لتنظيم «داعش» على الإنترنت، وجذْب اتباعٍ لإرسالهم إلى مناطق نزاعات، وكذلك امرأة خططت للتوجه إلى مناطق نزاعات. وأوضحت وزارة الداخلية أن الحرس الوطني أوقف الرجلين في برشلونة، فيما اعتقلت المرأة، وهي إسبانية (24 سنة) في بلدة غرانولرز شمال شرقي برشلونة.
وفي المغرب اعتقلت قوات الأمن مواطناً وتركيين مرتبطين بـ «داعش». وكشفت التحقيقات عن أن أحد التركيَين تدرَّب في معسكر في ريف حماة بسورية على استخدام أسلحة ثقيلة، وشارك في معارك.
قيادة عسكرية جديدة لمعركة تعز
استعادت «المقاومة الشعبية» والقوات الموالية للشرعية اليمنية أمس، مواقع في مدينة تعز كان يسيطر عليها مسلحو الحوثيين والقوات الموالية لهم، بعد ساعات على إعلان بدء معركة تحرير الجبهة الغربية من المدينة.
وكشفت مصادر عسكرية في عدن أن قيادة الجيش عينت قيادة ميدانية جديدة للإشراف على عمل القوات المشتركة للمقاومة والجيش في الجبهة الجنوبية الشرقية لتعز في مناطق الراهدة والشريجة وكرش، وذلك بعد انكسار هذه الجبهة وتقدُّم الحوثيين إلى مواقع المقاومة في منطقة «الشريجة» الواقعة بين محافظتي تعز ولحج في اليومين الأخيرين.
وحذر وزير الخارجية اليمني رياض ياسين من عواقب تعرُّض اليمن «لمحاولة الاختراق أو الانهيار» مرة أخرى، مؤكداً أن مخطط إيران للمرحلة المقبلة في اليمن هو إقامة دولة داخل الدولة وفرض حال مشابهة لما فعله حزب الله في لبنان». وشدّد على وجوب التفكير جدياً في الارتباط الوثيق لليمن مع دول الخليج. وذكر أن أكثر من مليون يمني وصلوا إلى السعودية بعد الانقلاب الحوثي.
وكان ياسين يتحدث على هامش اللقاء الشهري الذي يقيمه منتدى «أسبار». واعتبر أن اليمن بعد انتصار عملية «السهم الذهبي» وتحرير كل المحافظات يحتاج إلى التفكير جدياً في ارتباط استراتيجي مع دول الخليج. وأشار ياسين إلى أن «فرض حل سياسي مستعجل من شأنه أن يفتح صندوق الشياطين في اليمن».
ميدانياً، ذكرت مصادر عسكرية أن مقاتلات التحالف العربي دمّرت أول من أمس زورقين كانا ينقلان أسلحة للحوثيين في سواحل محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن. وشن طيران التحالف غارات على مواقع لجماعة الحوثيين في مديريتي ذباب وموزع قرب باب المندب، ما أدى إلى تدمير آليات لها وسقوط قتلى وجرحى. وامتدت الغارات إلى مواقع الجماعة غرب مدينة إب في مديريتي حبيش وحزم العدين، وإلى مخازن الأسلحة التابعة لها في منطقة «المطمة» في محافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء).
وأفادت مصادر المقاومة والجيش بأن قواتهما حررت أمس مواقع من قبضة الحوثيين بعد ساعات على إعلان بدء معركة تحرير الجبهة الغربية لمدينة تعز، في مناطق الضباب وبير باشا وقرب جامعة تعز. وأكدت أن القوات استولت على موقع «تبة قاسم» في منطقة البعرارة، وتقدمت في منطقة «الحصب» ووادي «الدحي» تحت غطاء المدفعية وفي ظل معارك عنيفة مع الحوثيين.
وفي الجبهة الجنوبية الغربية لمحافظة تعز، أفادت مصادر ميدانية بأن طيران التحالف استهدف محيط معسكر «العمري» وقرية الجديد في مديرية «ذباب» القريبة من مضيق باب المندب. كما طاول القصف تجمُّعات للحوثيين في مديرية موزع المجاورة.
وجددت مقاتلات التحالف أمس غاراتها على أهداف تابعة للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في صنعاء. وأكد مصدر في «المقاومة الشعبية» أن تعزيزات وصلت إلى منطقة كناوس على التخوم الشرقية لمحافظة الجوف (المحاذية للحدود السعودية).
إلى ذلك، ردت القوات السعودية أمس على مجموعة أطلقت قذائف «كاتيوشا» على قرى حدودية بين محافظتي الخوبة والعارضة السعوديتين. ودمّرت القوات السعودية قاعدة إطلاق القذائف، وقُتِل عشرة في الموقع الذي تحصّن فيه المسلحون في مرتفعات رازح مقابل بلدة الخشل السعودية.
وتمكنت دوريات «المجاهدين» السعودية من إحباط مخطط حوثي لتهريب سلاح ومخدرات إلى منطقة الدائر بني مالك الحدودية. ودمّرت طائرات التحالف طريقاً للتهريب.
"الحياة اللندنية"
التحالف العربي يدمر مواقع للحوثيين في صنعاء اليمنية
شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم الأحد، عدة غارات جوية على مناطق متفرقة يسيطر عليها الحوثيون والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح، في العاصمة صنعاء، سمع على أثرها دوي انفجارات عنيفة.
حيث قصف طيران التحالف بعدة غارات جوية جبل عيبان، وألوية الصواريخ في جبل عطان غرب صنعاء، كما استهدف القصف معسكر الحفا شرق صنعاء وحي الأعناب.
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من على المواقع المستهدفة، وكثف طيران التحالف غاراته الجوية على العاصمة منذ وقت متأخر من مساء أمس السبت، بعد هدوء حذر شهدته العاصمة خلال الأسابيع الماضية.
حملة شعبية عالمية لدعم المنتجات التركية ضد العقوبات الروسية
دعا نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" إلى حملة شعبية عربية وإسلامية إلى دعم وتشجيع لشراء المنتجات التركية، وذلك في أعقاب حملة العقوبات التي شنتها روسيا لمقاطعة المنتجات التركية.
وتأتي العقوبات الروسية رداً على إسقاط القوات التركية لطائرة حربية روسية بعد اختراقها للمجال الجوي التركي دون الحصول على إذن بالتحليق أو عبور الأجواء التركية عند الحدود التركية- السورية.
وكتب الإعلامي والمنتج المصري أحمد منصور "مقدم برامج بقناة الجزيرة" على صفحته الموثقة بموقع "فيسبوك" تعليقاً على الحملة الروسية ضد المنتجات التركية:"الرد الوحيد على حملة العقوبات الروسية ضد المنتجات التركية هوالدعوة لحملة شعبية كبرى في كل العالم العربي والإسلامي لتشجيع شراء المنتجات التركية". وحصلت فكرة منصور على 33,342 إعجاب من متابعيه حسابه.
وفي نفس السياق دشن نشطاء بموقع تويتر هشتاقاً بعنوان "#دعم_البضايع_التركيه" وذلك تشجيعاً ودعماً لتركيا في ظل حملة المقاطعة التي أطلقتها عليها روسيا.
وقال المغرد شليويح .. "mbs_9090@" في تغريدة له دعما للمنتجات التركية:"نحن مع القيادة النزيهة وخاصة للإسلام والمسلمين وعودة تركيا للحضن الإسلامي .. رجلاً محنك نستطيع دعمه في جميع المجالات".
وعبر شريف كراكورت "serifkarakurt@" عن شكره بخطوة دعم تركيا حيث قال مغرداً:"كل الشكر والتقدير والاحترام لكم يا أخوة العرب... يجب علينا أن نكون كجسد واحد..."
فيما كشف مهدي الغفري "elghafri@" في تغريدته أن المنتجات التركية لا تقتصر على الملابس والمأكولات فحسب وإنما تشمل هواتف ذكية "اندرويد" وأثاثات وأجهزة لوحية ورقمية ولابتوبات ومواد غذائية وغيرها من المنتجات الأخرى.
أما حامد العتيبي "hamed_alotaibi2@" فكان له رأياً يعضد ما ذهبت إليه حملة دعم تركيا حيث قال في تغريدته:"يجب علينا ذلك لوقوف تركيا مع الشعب السوري ضد التحالف الروسي الإيراني".
وأكد عبدالرقيب الاباره "yazzzzan462014@" أن مواقف تركيا دائماً تأتي داعمة للأمة الإسلامية ولذلك يجب دعمها لمواجهة حملة العقوبات الروسية حيث جاء في تغريدته:"تقف تركيا مع قضايا الامة المسلمة في شتى اصقاعها غير مكترثه بكل ادوات القهر التي تمارسها روسيا وسوريا والعراق ضدها ..".
وقالت لمعة السيف "Abeerrt1@" أنها تدعم المنتجات التركية وبقوة وذلك نكالاً بالمعتدين الروس وفي نفس الوقت لجودة المنتجات التركية، حيث غردت بالقول:"ندعمها بقوة أولاً نكالتاً في الدببة الروس المعتدين الملاعين وثانياً لإنها صناعة ذات جودة جداً عالية وتستحق الدعم"..
مقتل وإصابة 53 حوثيًّا في غارات جوية للتحالف وسط اليمن
قتل، أمس السبت، نحو 21 من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وأصيب 32 آخرين في غارات جوية لطيران التحالف ومواجهات مع المقاومة في محافظة تعز 257 كم جنوب صنعاء.
وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية اليمنية، اليوم، إن طيران التحالف العربي شن سلسلة غارات جوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح في "جبل حمام" و"مقبرة الشريجة" في منطقة الشريجة، جنوب شرق مدينة تعز.
وأضافت المصادر أن مواجهات عنيفة دارت بين الحوثيين، مدعومين بقوات صالح، ومقاتلي المقاومة الشعبية في أحياء "البعرارة" و"المرور" و"الحصب"، غربي مدينة تعز، فيما تمكنت المقاومة الشعبية من إحراق العديد من الآليات العسكرية التابعة للحوثيين وتقدمت في تلك المناطق واستعادت السيطرة على كافة المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة الحوثيين وقوات صالح هناك.
وأسفرت تلك المواجهات عن مقتل أحد مقاتلي المقاومة الشعبية وإصابة 15 آخرين.
"الشرق القطرية"
تونس تبحث عن 3 إرهابيين وتعتقل 4 مشتبه فيهم على صلة بالعبدلي
خصصت 241 مليون دولار إضافية للحرب على الإرهاب
أعلنت الحكومة التونسية أمس السبت تخصيص موارد إضافية بقيمة نحو 241 مليون دولار «لتعزيز إمكانات عدد من القطاعات ودعم جهود مكافحة الإرهاب»، فيما تمكنت الأجهزة الامنية من اعتقال 4 إرهابيين على علاقة بالتفجير الانتحاري الذي استهدف عناصر الأمن الرئاسي.
وقالت الحكومة التونسية في بيان إن رئيس الوزراء الحبيب الصيد قرر خلال اجتماع مع وزير المالية سليم شاكر تخصيص 241.3 مليون دولار من المخصصات «الطارئة» غير الموزعة والمرسمة بميزانية عام 2015 لتعزيز إمكانات عدد من القطاعات تفاعلا مع مقترحات نواب الشعب أثناء نقاش عام لمشروع ميزانية الدولة لسنة 2016 بشأن دعم جهود مقاومة الإرهاب.
وأضافت أنه قد تم تخصيص 96.5 مليون دولار للجيش و86.9 مليون دولار للأمن الداخلي، فيما تم تخصيص 57.9 مليون دولار لوزارات العدل والشئون الدينية والتربية والثقافة والمرأة والأسرة والشباب والرياضة، مشيرة إلى أن هذه الاعتمادات ستضاف للميزانيات المخصصة للوزارات المعنية بالنسبة إلى سنة 2016.
من جهة اخرى تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على أربعة أشخاص «يشتبه في علاقتهم بالعملية الإرهابية التي استهدفت حافلة تابعة للأمن الرئاسي التونسي» مساء الثلاثاء الماضي.
وصرح مصدر أمني بأن القبض على الأشخاص الأربعة جاء خلال عملية مداهمة قامت بها قوات الأمن الليلة قبل الماضية لمنزل بمنطقة «جمنة»، جنوبي البلاد، مبيناً أن أحد الموقوفين «كان على علاقة بمنفذ العملية الإرهابية المدعو حسام العبدلي».
وأكد أنه تم تسليم الموقوفين إلى الأجهزة الأمنية بالمنطقة التي تم القبض عليهم فيها قبل نقلهم إلى تونس العاصمة للعرض على الفرقة المختصة في مكافحة الإرهاب لاستكمال التحقيقات.
وكانت السلطات التونسية أعلنت الجمعة أنها تبحث عن ثلاثة رجال على علاقة بالهجوم ووعدت «بمكافأة مالية مهمة» لمن يقدم أي معلومات تسمح باعتقالهم.
ونشرت وزارة الداخلية بلاغاً مع صور الرجال الثلاثة الذين قالت إنهم «عناصر إرهابية أثبتت الأبحاث الأولية علاقتهم بتفجير الحافلة التابعة للأمن الرئاسي».
والرجال الثلاثة هم حسب البلاغ حسن بن خليفة بو شيبة والحسين بن خليفة بو شيبة ووليد بن محمد علي اليوسفي.
وأوضحت الوزارة أنها «خصصت مكافأة مالية مهمة لكل من يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على أي من المفتش عنهم المذكورين».
إلى ذلك قالت الداخلية التونسية أمس إن الوزير ناجم الغرسلي أصدر أكثر من 100 قرار بفرض الإقامة الجبرية على عناصر متشددة، وقالت إن ناجم الغرسلي أصدر 46 قراراً بالإقامة الجبرية
تتعلق بعناصر مصنفة خطيرة لدى الوحدات الأمنية من بينهم اثنان عائدان من بؤر التوتر و44 منتمون إلى تنظيم أنصار الشريعة المحظور المصنف كتنظيم إرهابي.
وبلغت القرارات المرتبطة بالإقامة الجبرية بحق متشددين حتى الآن 138، وقالت الداخلية إن قرارات أخرى مماثلة سيتم اتخاذها.
على صعيد متصل تحقق السلطات في هوية صاحب صفحة على «فيس بوك»، توقعت على الأقل حدوث 10 عمليات إرهابية، آخرها الهجوم على دورية للحرس الرئاسي، حسب صحيفة «الخبر» الجزائرية.
وقالت الصحيفة، إن صفحة «المارد الجزائري للأمن والاستعلام السري»، على الفيس بوك، حذرت من هجوم إرهابي سيستهدف دورية أمنية في تونس العاصمة.
وحسب الصحيفة، نجحت الصفحة منذ أشهر في الكشف عن عدة عمليات إرهابية كبرى قبل وقوعها بساعات، أبرزها هجوم سوسة.
على صعيد آخر وجهت انتقادات كبيرة للإعلام التونسي خاصة التلفزيوني، حول تغطيته للعمليات الإرهابية، وصلت حد الاتهام ب«تبييض» الإرهاب، خاصة بعد تعمد إحدى القنوات بث شهادات «إيجابية» فيها إشادة وتنويه من قبل أصدقاء الانتحاري الذي فجر نفسه، الأربعاء في حافلة الأمن الرئاسي.
وقال الخبير الأمني الجزائري محمد خلفاوي تعليقاً على تناول الإعلام التونسي لقضايا الإرهاب إن الملاحظة المؤسفة في الحالة التونسية أن القنوات الإعلامية في تونس تقدم مادة تشيد بالإرهاب في غالب الأحيان وتروج ل«البروباغندا» من دون وعي.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري قد دعت الإعلاميين إلى مزيد من المهنية والحيادية والتقيد بأخلاقيات المهنة في التعاطي مع الأعمال الإرهابية.
روسيا تعاقب تركيا اقتصادياً .. رغم تودد أردوغان
شملت حظر رحلات «التشارتر» ومنع توظيف الأتراك وقيوداً على استيراد السلع وإعادة «التأشيرة»
تبنت روسيا، أمس، مجموعة عقوبات اقتصادية ضد تركيا، رداً على إسقاطها مقاتلة روسية قرب الحدود السورية، حيث وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً تضمن الإجراءات العقابية. وجاء في المرسوم أن الإجراءات التي أعدتها الحكومة الروسية و«الهادفة إلى ضمان الأمن القومي وأمن المواطنين الروس» تشمل حظر الرحلات «التشارتر» بين روسيا وتركيا، ومنع أرباب العمل الروس من توظيف أتراك وإعادة العمل بنظام تأشيرة الدخول بين البلدين، وأضاف المرسوم أنه اعتباراً من أول يناير 2016، «لن يكون في استطاعة (أرباب العمل الروس) توظيف أفراد من بين مواطني تركيا». وهو يمنع أيضاً «المنظمات الخاضعة للقوانين التركية» من العمل على الأراضي الروسية.
كذلك، يلحظ النص «منع استيراد بعض أنواع البضائع التي مصدرها تركيا أو الحد منه»، لكن من دون تحديد تاريخ لذلك، وذلك استناداً إلى لائحة تحددها الحكومة الروسية.
وطلب بوتين أيضاً «من الحكومة الروسية اتخاذ تدابير من أجل حظر النقل الجوي «الشارتر» بين روسيا وتركيا»، مع «وجوب» امتناع وكالات السفر الروسية عن «اقتراح مواد على المواطنين الروس تشمل زيارة أراضي تركيا». ورداً على ذلك؛ أوصت السلطات التركية رعاياها بتجنب أي سفر غير ضروري إلى روسيا «إلى أن يتضح الوضع».
من جهة أخرى، كشف المتحدث باسم الكرملين بيسكوف عن نصب منظومة دفاع جوي لتأمين سلامة الطيارين الروس في سوريا لمنع تكرار حادث إسقاط الطائرة الروسية مؤخراً. وقال إن الأضرار التي لحقت بالعلاقات الروسية التركية جراء إسقاط طائرة حربية روسية من الصعب إصلاحها، مشيراً إلى أن بوتين يولي الحادث الأولوية القصوى.
وأضاف أن بيان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن اعتراض الطائرات التركية للطائرة الروسية فوق سوريا، عدوان، مناف للعقل. وتابع: إنه من الصعب التكهن بتصرفات أردوغان.
وأكد المتحدث الروسي مجدداً أن الطائرة الروسية لم تخترق الأجواء التركية، ووصف الخرائط التركية التي تحدد مسارها بأنها «رسوم متحركة». وذكر أنه تم إيقاف الخط الساخن بين الجيشين الروسي والتركي ولا يوجد أي اتفاق بشأن تنسيق الطلعات الجوية. وتجيء التطورات، فيما قال مسئولان أمريكيان، إن روسيا لم تبلغ الجيش الأمريكي بخطة طيران طائرتها قبل أن تُسقطها تركيا الثلاثاء، على الرغم من تأكيدات الرئيس الروسي عكس ذلك.
إلى ذلك، عبّر أردوغان، عن «حزنه» لإسقاط تركيا مقاتلة روسية، وقال إنه يتمنى لو لم يحصل أبداً، وقال إن قمة المناخ في باريس قد تمثل فرصة لرأب الصدع الذي أصاب العلاقات مع موسكو.وأضاف في لهجة تهدئة: «أنا فعلاً حزين لهذا الحادث. نتمنى لو أنه لم يحصل أبداً لكنه حصل. آمل في ألّا يتكرر مجدداً». وأضاف أمام مناصريه في برهانية «نأمل ألّا تتفاقم القضية بيننا وبين روسيا بشكل إضافي، وألّا تترك عواقب وخيمة في المستقبل».
وجدد الرئيس التركي دعوته نظيره الروسي إلى عقد لقاء مباشر في باريس على هامش مؤتمر المناخ غداً الاثنين، قائلاً إن ذلك يمكن أن يشكل فرصة لإصلاح العلاقات. وقال «إن روسيا مهمة لتركيا كما هي تركيا مهمة لروسيا. البلدان لا يمكنهما الاستغناء؛ الواحد عن الآخر». لكن بوتين لم يعط رداً بعد على هذه الدعوة.
أباعود خطط لهجمات أخرى في العاصمة الفرنسية وسخر من الحدود المفتوحة
بعض الأسلحة المستخدمة في الهجوم على باريس صنعت في صربيا
قال مدير شركة زاستافا الصربية للأسلحة، إن بعض البنادق التي استخدمها المتشددون في هجماتهم على باريس يوم 13 نوفمبر، ثم صادرتها الشرطة في مداهمات صنعت في ترسانة الأسلحة بالجمهورية اليوغوسلافية السابقة. وأضاف ميلويكو برزاكوفيتش مدير الشركة في مدينة كراجويفاتش بوسط صربيا، أن الأسلحة كانت جزءاً من مجموعة بنادق إم 70، وهي نسخة يوغوسلافية محدثة من بنادق كلاشنيكوف، وأنتجت في عامي 1987 و1988. وقال برزاكوفيتش: «فحصنا سبعة وربما ثمانية أرقام مسلسلة تلقيناها من الشرطة في قاعدة بياناتنا، وتبين أن أسلحة من هذه المجموعة بالتحديد أرسلت إلى مستودعات عسكرية في سلوفينيا والبوسنة ومقدونيا».
وكان وزير العدل الألماني هايكو ماس قال إن سلطات الأمن الألمانية لم تتمكن حتى الآن من إثبات وجود علاقة بين هجمات باريس الإرهابية وألمانيا. وفي تصريحات لصحيفة «فيلت آم زونتاج»، الألمانية الصادرة اليوم الأحد، قال الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم: «وفقاً للوضع الحالي للتحقيقات فإنه لا توجد علاقة بين ألمانيا وهجمات باريس»، وأشار إلى أن سلطات التحقيق لا تزال تتبع كل الإشارات التي ترد إليها.
وأعرب ماس عن رفضه لمطالب من داخل تحالف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي لتشديد قوانين الأمن، وذلك رغم الوضع الخطير للتهديدات، وكون ألمانيا هدفاً محتملاً للهجمات الإرهابية، وأضاف الوزير: «لدينا في ألمانيا قانون عقوبات صارم للغاية لجرائم الإرهاب، ولذلك نتفق داخل الحكومة على ضرورة التطبيق المناسب للتشديدات التي جرى إقرارها مؤخراً».
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أنها أوقفت في كاتالونيا رجلين يشتبه بأنهما سعيا إلى الالتحاق بالجهاديين، وامرأة كانت مستعدة للتوجه إلى مناطق نزاعات.
وقالت وزارة الداخلية إن الرجلين البالغين من العمر 32 و42 عاماً يتحدران من مدينة طنجة المغربية، وأوقفهما الحرس الوطني في برشلونة. وأضافت أنها تشتبه بأنهما «نشرا عبر منصات افتراضية أفكاراً متطرفة عدة لداعش، وجذبا اتباعاً لإرسالهم إلى مناطق النزاعات».
وقررت إيطاليا حظر المساجد غير المرخصة، وذلك في إطار جهودها لمكافحة الإرهاب. وقال مسئول أمني «لدينا في إيطاليا أربعة مساجد، وأكثر من 800 مركز للديانة الإسلامية. سنغلق المراكز غير المرخصة وغير النظامية، ليس بهدف منع ممارسة الشعائر الدينية، بل لكي تمارس الشعائر الدينية في أماكن نظامية».
إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من التحقيق إن عبد الحميد أباعود قائد الخلية التي تقف وراء هجمات 13 نوفمبر في باريس قد خطط لضرب أهداف يهودية، وتعطيل مدارس وشبكة النقل في فرنسا.
وقالت المصادر أيضاً إن أباعود وهو بلجيكي من أصل مغربي قد تباهى بسهولة عودته لأوروبا من سوريا عبر اليونان قبل شهرين، مستغلاً الاضطراب الذي سببته أزمة اللاجئين ونظام شينغن الذي يتيح التنقل دون جوازات سفر بين دول القارة.
وهذه التعليقات تعتبر تأكيداً لمقتطفات من رواية سرية لشاهد من الشرطة سربت لمجلة فرنسية هذا الأسبوع، تجسد صورة لهذا المتشدد الذي قاد الهجمات على مقاه وقاعة للموسيقى واستاد رياضي في باريس، حيث قتل 130 شخصاً.
"الخليج الإماراتية"
هل أمسك المغرب بالخيط التركي لداعش؟
كشف الخلية الإرهابية التي تضم تركيين اثنين مواليين لما يسمى الدولة الإسلامية قد يطيح بخلايا أخرى متخصصة في تسفير المتشددين
قال محللون متخصصون في شئون الإرهاب إن الخلية التركية التي أعلن المغرب عن اعتقالها قد تكون الحلقة المفقودة في قضية القدرات اللوجيستية والتنظيمية لتنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار المحللون إلى أنها المرة الأولى التي تضع فيها أجهزة الاستخبارات يدها على رابط حيّر الدول والذي يجعل تركيا معبرا آمنا وقاعدة خلفية للتنظيم من دون التمكن من رصد تركي واحد له علاقة بالعمليات.
وقالت وزارة الداخلية المغربية إن الشرطة ألقت القبض على ثلاثة أشخاص للاشتباه بأنهم اخترقوا أجهزة اتصالات وإن اثنين منهم تركيان يشتبه بأنهما على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية.
وأضافت الوزارة في بيان لها أن “التركيين من الموالين لما يسمّى بتنظيم الدولة الإسلامية إذ سبق لأحدهما أن أقام بأحد معسكراته المتواجدة بريف حماة بسوريا وتلقى تدريبات على استعمال أسلحة خفيفة وثقيلة كما شارك ضمن صفوفه في معارك قتالية ضد الجيش السوري”.
وعلى الرغم من أن تركيا تعدّ ضفة الإرهاب المنطلق من شمال إفريقيا وأوروبا نحو سوريا والعراق، فإن أجهزة الاستخبارات الغربية والعربية عجزت إلى اليوم في العثور على الرابط التركي الموجود حتما.
وقال مراقب إعلامي عربي “إن من الطريف أن الدراما التركية أثارت الموضوع منذ سنوات عن وجود علاقة بين ما يحدث في العراق وخلايا إرهابية في تركيا، إلا أن أحدا لم يتمكن من الربط المباشر بتركيا”.
وكان المراقب يشير إلى مسلسل “وادي الذئاب” التركي الذي عرض مدبلجا في عدد من القنوات العربية ويستعرض لشبكات تعمل على مناطق الحدود مع العراق وسوريا.
وتوقّع خبراء في الحركات المتشددة أن يطيح نجاح المغرب في كشف هذه الخلية بخلايا أخرى تخصصت في تسهيل عمل شبكات التسفير التي تنقل متشددين من دول مغاربية أخرى باتجاه تركيا سواء بشكل مباشر أو عن طريق أوروبا.
وسبق أن اتهم مسئولون من دول في شمال إفريقيا تركيا بتسهيل مرور متشددين نحو العراق وسوريا ليعودوا بعد فترة ويهددوا أمن بلدانهم مثل تونس وليبيا.
ويجد المتشددون سهولة كبيرة في المرور عبر الحدود التركية باتجاه سوريا، أو في مغادرتها باتجاه أوروبا أو ليبيا.
ويحصل المتسللون بيسر على وثائق هوية مزورة، خاصة حين عودتهم إلى أوروبا، وتصل تكلفة تلك الوثائق إلى ألفي دولار أمريكي، ما يساعد الإرهابيين على دخول أوروبا كطالبي لجوء، ويتسللون مع موجة اللاجئين الفارين من المعارك.
وسبق أن أثارت مواقف تركيا من تنظيم داعش شكوكا حول وجود تنسيق مشترك، خاصة أن أنقرة كانت تنجح دائما في استعادة مواطنيها المختطفين لدى التنظيم، فيما يتم قتل المختطفين التابعين لدول أخرى.
وفي سبتمبر 2014، نجحت القنوات التركية المثيرة للشك في تأمين الإفراج عن 49 تركيا كانوا قد خُطفوا من القنصلية التركية بالموصل في يونيو من نفس العام، وسط حديث عن أن أنقرة أفرجت في المقابل عن سجناء متشددين كانوا لديها.
وفجرت شهادات لعدد من الضباط الأتراك أمام القضاء فضيحة كبرى حين أماطت اللثام عن أن المخابرات التركية ساعدت في نقل كميات من الأسلحة بينها صواريخ، وذخيرة، وقذائف هاون إلى مناطق في سوريا تخضع لسيطرة المتشددين، خلال عامي 2013 و2014.
تخاذل الإخوان يسهل استعادة الحوثيين لموقع استراتيجي في تعز
حزب الإصلاح الإخواني يريد استثمار معركة تعز لصالحه وتحقيق أهدافه الحزبية ويعمل من منطلق مبدأ 'المكسب والخسارة'
تمكنت الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من استعادة منطقة “الشريجة” جنوب مدينة تعز بعد تحريرها من قبل المقاومة الشعبية والجيش الوطني بأيام، وذلك بعد أن عمل حزب الإصلاح الإخواني على تغذية الخلافات داخل فصائل المقاومة.
ويأتي هذا في وقت تنشط فيه التحركات الدبلوماسية لتسهيل التوصل إلى تفاهمات أوّلية قبل التحول إلى جنيف للاتفاق على حل نهائي.
وقالت مصادر مطلعة في تصريح لـ”العرب” إن اتساع فجوة الخلاف بين عناصر حزب الإصلاح والسلفيين من جهة إضافة إلى تردد الكثير من عناصر المقاومة الجنوبية في الانخراط في معركة تحرير تعز عوامل أساسية ساهمت طوال الفترة الماضية في إعطاء مجال أوسع للمناورة السياسية العسكرية للحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ومن ثمة تأخير الحسم العسكري.
ويتهم مراقبون سياسيون حزب الإصلاح اليمني بالعمل على نشر الخلاف في أوساط المقاومة والانشغال بغنائم ما بعد التحرير والسعي لتعزيز نفوذه السياسي والعسكري وهو الأمر الذي عجّل بظهور الخلافات داخل الشق المقاوم.
ووفقا لمصادر مقرّبة من قيادة الجيش الوطني تعكف الحكومة اليمنية على وضع خطوط عريضة للمرحلة القادمة والبدء بفرض عقيدة جديدة في جبهات القتال وفي أوساط المقاومة والجيش للمساهمة في الحدّ من استشراء الخلافات السياسية بين صفوف المقاومين.
ويرى الباحث السياسي اليمني والأستاذ في جامعة عدن قاسم المحبشي أن من أبرز عوائق التحرير تعدد الولاءات السياسية والأيديولوجية في صفوف مقاومة تعز، لافتا إلى الدور السلبي الذي يلعبه حمود المخلافي المنتمي إلى حزب الإصلاح بوصفة قائد المقاومة الشعبية في تعز.
وتساءل كيف تسند مهمة قيادة المقاومة إلى قيادي من الإصلاح، وهو الحزب الذي لا يمتلك عقيدة مقاومة شعبية حقيقية للتحرير وكل رهاناته ظلت تدور في البحث عن موطئ قدم وتأكيد الحضور بالمشهد ليس إلا.
ويذهب المحلل السياسي منصور صالح إلى أن الرئيس السابق استطاع أن يؤسس شبكة مصالح لا يمكن تجاهلها مع أبرز شيوخ محافظة تعز ونخبها والشخصيات الاجتماعية فيها.
وأضاف صالح أن تخاذل الإصلاح، صاحب الثقل الشعبي الكبير، وعدم جديته أسهما في تأخير حسم المعركة، “فالإصلاح ينظر إلى المعركة من منطلق ومبدأ المكسب والخسارة”، مشيرا إلى أن الحزب الإخواني يرى في دعم التحالف العربي للتيار السلفي خسارة له وأن “الردّ عليها يكمن في إفشال جهود دول التحالف لتحرير تعز ودفعها للتعامل معه كقوة مؤثرة في حين اتخذ التحالف هذه الخطوة المتمثلة في توجيه الدعم للسلفيين نتيجة لتعاظم الشعور بأن الدعم السابق الذي ذهب للمخلافي لم يحقق أيّ نتائج ملموسة على الأرض”.
وأعلن الحوثيون مساء أمس تعيين عبده الجندي، أحد رجال الرئيس السابق، محافظا لتعز في محاولة لاستثمار تراجع المقاومة.
وكشف مصدر سياسي رفيع لـ”العرب” عن رؤية جديدة تسعى الدول الكبرى لبلورتها فيما يتعلق بالملف اليمني وتتضمن وقف إطلاق النار في اليمن ومغادرة الرئيس السابق للبلاد واعتزاله العمل السياسي والمضيّ قدما في فرض بنود الاتفاق الذي يستجيب لروح القرار الدولي 2216.
وقال المصدر إن تأخر عقد مؤتمر جنيف2 يعود إلى جدية الدول الدائمة في مجلس الأمن والدول الإقليمية المؤثرة في الملف اليمني ورغبتها أكثر من أيّ وقت مضى في نجاح المؤتمر وعدم ذهاب المتحاورين قبل الاتفاق على مسودة اتفاق نهائي يتم التوقيع عليها في جنيف.
وأضاف المصدر أن إيران أعطت الضوء الأخضر للحوثيين للسير قدما في طريق الحل السياسي في سياق تفاهمات دولية وإقليمية ربما تكون قد استجابت لبعض طموحات إيران في المنطقة.
ولفت إلى أن المشاورات الجارية في مسقط برعاية الأمم المتحدة ما زالت تتمحور حول آلية تنفيذ القرار 2216 والبرنامج الزمني والأولويات حيث ما تزال الحكومة مصرة على تنفيذ بنود القرار الدولي قبل وقف إطلاق النار فيما يصر الحوثيون على وقف إطلاق النار ومنحهم فرصة لتنفيذ القرار، وأنه يرجح الإعلان عن هدنة طويلة يتم فيها اختبار نوايا الحوثيين وصالح الحقيقية إزاء الالتزام بالقرار الدولي.
وقال المصدر إن المجتمع الدولي ما زال يقدر المخاوف السعودية وأن كل التحركات الدبلوماسية تكون مع استمرار السيطرة العسكرية لقوات التحالف على الأجواء والمياه اليمنية حتى الشعور بأن الخطر لم يعد قائما على أمنهم القومي.
الانتحاري حسام العبدلي، الابن الشرعي لفوضى المساجد خلال حكم النهضة
انتحاري عملية تونس الأخيرة شاب انعزل عن محيطه واتبع خطابا متشددا ولم يبخل في نعت أصدقائه بـ'الطواغيت'
لا يزال سكان حي الجمهورية الشعبي في معتمدية المنيهلة قرب العاصمة تونس تحت تأثير الصدمة، بعدما فجر ابن حيهم حسام العبدلي (26 عاما) نفسه الثلاثاء في حافلة لعناصر الأمن الرئاسي، ما تسبب بمقتل اثني عشر منهم.
ويجمع جيران العبدلي وبعض أبناء حيه على أنه “تغير” وبات “لا يكلم أحدا” منذ أن شرع في التردد على مساجد يسيطر عليها متشددون بعد الثورة وخاصة في فترة حكم حركة النهضة الإسلامية التي يتهمها سياسيون تونسيون بأنها تساهلت مع المجموعات المتشددة أمنيا وسياسيا.
وتحاول حكومة الحبيب الصيد، حاليا، أن تطوق اختراق المتشددين لمؤسسات الدولة وسيطرتهم على المساجد من خلال إجراءات كان آخرها التخلي عن أمنيين تم انتدابهم في عهد النهضة خاصة بعد شكوك في وجود اختراق للمؤسسة الأمنية.
وتقود الحكومة التونسية منذ أشهر حملة لتغيير عدد كبير من خطباء المساجد الذين يروّجون لخطاب ديني متشدد يحرّض الشباب على الالتحاق بالجماعات الجهادية ومعاداة الدولة، وقد استبدلت 49 إماما خطيبا وفق آخر إحصائية لوزارة الشئون الدينية، وذلك رغم معارضة حركة النهضة والاحتجاجات التي قادها أئمة مرتبطون بها.
ودخل حسام العبدلي الثلاثاء الماضي مقهى اعتاد التردد عليه في حيه و”احتسى كالمعتاد قهوة على السريع، ثم انصرف”، بحسب ما يقول نادل يعمل في المقهى. وفي اليوم نفسه، فجر العبدلي حزاما ناسفا يحوي عشرة كيلوغرامات من المتفجرات، بحسب وزارة الداخلية.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الاعتداء، مشيرا في بيان نشره على الإنترنت إلى أن منفذه هو “أبو عبدالله التونسي” الذي نشر صورة قال إنها له، وتظهر شابا بلباس أبيض، ملثّم الوجه، يضع حزاما ناسفا ويرفع سبابة يده اليمني.
ويقول النادل “بسبب انعزاله الدائم اعتقدنا أنه مريض نفسيا. وحصل مرة أن تشاجر مع أحد أبناء حيه الذي يعمل في الأمن الرئاسي بعدما وصفه بأنه طاغوت”.
وتطلق مجموعات جهادية كلمة “طاغوت” على قوات الجيش والأمن وسياسيين في تونس. ويروي مهدي الذي يرتاد المقهى يوميا أن العبدلي قال بعد أن رآني قبل أشهر “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” لأنني أشرب الكحول. “هممت بضربه يومها لكني لم أفعل لأن والده رجل طيب”.
ويقول وليد (27 عاما) “حسام ابن حينا، كان متيما بكرة القدم. كنا نتردد باستمرار على المقهى للعب الورق أو مشاهدة مباريات الدوري الإسباني. لكن أولاد الحرام غرروا به، ففعل هذه الفعلة الشنيعة التي لم تكن تخطر لنا على بال وسببت لنا صدمة لم نفق منها بعد”.
ويضيف “كان بارعا جدا في لعب كرة القدم، حتى أننا كنا نطلق عليه اسم اللاعب البرازيلي بيريرا”.ويتابع “كنا نحتسي معا الكحول وندخن الزطلة (الحشيش) في بطحاء الحي، لكنه أصبح إنسانا آخر لا نعرفه منذ أن بدأ يصلّي في جوامع السلفية الجهادية، فلم يعد يكلم أو يخالط أحدا وصار يعيش في عزلة”.
وتؤكد امرأة تسكن قرب منزل عائلة العبدلي أن حسام “كان شابا لطيفا ويسلم على كل من يلتقي به، لكن منذ أكثر من عام أصبح لا يكلم أحدا. وقد سألت والده عمّا حصل له، فأجابني بأنه تغير كثيرا منذ أن تديّن”.
وتقول إن لحسام “أختا واحدة متزوجة”. أما هو “فقد انقطع مبكرا عن التعليم الثانوي، وهو يعمل بائعا متجولا منذ فترة. عائلته مستورة (ماديا) وأبوه بنى له مؤخرا طابقا فوق المنزل ليتزوج ويستقر فيه”.
وتروي الجارة التي رفضت الكشف عن اسمها أن “الشرطة داهمت في أغسطس الماضي منزل العائلة و”تم توقيف حسام ثم أطلق سراحه، وسمعنا وقتها أنه كان سيسافر إلى سوريا وأن وزارة الداخلية منعته من ذلك”.
وأكد الناطق الرسمي باسم نقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل مهدي الشاوش الخميس في حديث إلى تلفزيون “نسمة” الخاص أن قوات الأمن داهمت في 20 أغسطس الماضي منزل حسام العبدلي، وعثرت فيه على “برميل” يضم كتبا “تكفيرية” ووثائق تصف سياسيين تونسيين بـ”الطواغيت”، فتم توقيفه، ثم أفرجت عنه النيابة العامة.
"العرب اللندنية"