رغم مساعي أنقرة للتهدئة.. "القيصر" يتجاهل "أردوغان" في باريس

الإثنين 30/نوفمبر/2015 - 04:13 م
طباعة رغم مساعي أنقرة للتهدئة..
 
رغم مساعي التهدئة التي قامت بها "أنقرة" أخيراً لخفض التوتر مع موسكو، بعد واقعة إسقاط المقاتلة الروسية "سوخاوي – 24" من قبل مقاتلتين حربيتين من طراز "F16"، بعد مزاعم أن المقاتلة الروسية اخترقت الأجواء التركية، لم يتضمن جدول أعمال الرئيس الروسي خلال مشاركته في أعمال "قمة المناخ" في باريس، اليوم أي لقاء بالرئيس التركي؛ حيث لم يقبل الكرملين ندم أردوغان وطالبه بالاعتذار. 
الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، قال اليوم (الاثنين) للصحفيين: إن الرئيس فلاديمير بوتين لا يخطط للالتقاء بالرئيس التركي أردوغان على هامش مؤتمر باريس بشأن المناخ، مشيرًا إلى أن جدول أعمال الرئيس الروسي لا يتضمن أي لقاء بأردوغان. وكان أردوغان قد أبدى الرغبة في الالتقاء ببوتين في باريس، متمنيًا أن يمثل هذا اللقاء فرصة مهمة لترميم العلاقات الروسية التركية.
رغم مساعي أنقرة للتهدئة..
خبر عدم لقاء بوتين بأردوغان أكدته مصادر في مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم (الاثنين) أنه لا يوجد اجتماع مزمع بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركتهما في قمة تغير المناخ في باريس، بينما من المتوقع أن يتم مناقشة الأزمة على صعيد آخر؛ حيث من المُقرر أن تجري محادثات بين بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما في كواليس القمة الدولية حول المناخ المنعقدة في باريس، وفق ما أوضح الناطق باسم الكرملين. ومن المقرر كذلك أن يتم مناقشة الجهود الدبلوماسية الذي قام بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأسبوع الماضي لتشكيل ائتلاف أوسع ضد تنظيم "داعش".
كانت روسيا اعتمدت أول من أمس السبت مجموعة عقوبات اقتصادية ضد تركيا، مثل منع أرباب العمل الروس من توظيف عمال أتراك ووقف استيراد بعض البضائع التركية أو الحد من أنشطة "مؤسسات تخضع للقانون التركي" في روسيا، كما وقع بوتين مرسوماً تضمّن الإجراءات العقابية "الهادفة إلى ضمان الأمن القومي وأمن المواطنين الروس"، وتشمل حظر الرحلات التشارتر، ومنع أرباب العمل الروس من توظيف أتراك، وإعادة العمل بنظام تأشيرة الدخول بين البلدين بداية العام المقبل.
رغم مساعي أنقرة للتهدئة..
أنقرة التي حاولت تخفيف التوتر مع الدب الروسي، أعلنت تسليم جثة الطيار الروسي استعداداً لنقلها إلى بلاده بعد إعلان أردوغان حزنه لإسقاط القاذفة الروسية الثلاثاء الماضي، على أمل نجاح جهود دول أوروبية لتهدئة غضب القيصر بوتين وقبول لقاء أردوغان خلال فترة وجودهما القصيرة في افتتاح قمة المناخ في باريس، وسط إجراءات أمنية مشددة وتكتم إزاء مكان وجود بوتين. 
رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو قال أمس (الأحد): "الطيار الذي قتل خلال انتهاك المجال الجوي سلم إلينا على الحدود الليلة الماضية، وإن ديبلوماسياً روسياً توجه برفقة ممثل عن الجيش التركي إلى محافظة هاتاي قرب الحدود السورية لتسلم الجثة. وقد قام كهنة أرثوذكس بالصلاة على الجثمان في هاتاي بما يتوافق مع تقاليدهم الدينية".
الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
مراقبون اعتبروا خطوة تركيا تستهدف تهدئة الوضع مع روسيا، بعد إعلان أردوغان حزنه لإسقاط القاذفة وتمنياته لو أنه لم يحصل أبداً. ودعا على إثرها أردوغان، للمرة الثانية خلال يومين، إلى لقاء الرئيس الروسي أثناء وجودهما في باريس. إلا أن موسكو رفضت حتى الآن تخفيف الضغوط ولم تعط بعد رداً. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف السبت الماضي: "من وجهة نظرنا، من الصعب الآن تحديد إلى أي مدى يمكن التنبؤ بسلوك القيادة التركية".
لكن داود أوغلو كرّر دعوات بلاده إلى التهدئة. وقال: "العلاقات بين تركيا وروسيا ترتكز على أساس مصالح مشتركة. وأدعو بالتالي السلطات الروسية إلى أخذ هذا الأمر في الاعتبار والعمل في اتجاه التهدئة". 
رغم مساعي أنقرة للتهدئة..
محاولات التهدئة الدولية التي تبذلها دول غربية بين روسيا وتركيا، عكستها تصريحات مختلف لقيادات دولية مسئولة؛ حيث اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مقابلة مع محطة "فرانس-24" السبت الماضي أن الحادث بين عضوين أساسيين في التحالف ضد تنظيم داعش، مؤسف. ودعا قادة البلدين إلى نزع فتيل هذه الأزمة وحلها عبر الحوار.
كما أعلنت مسئولة الشئون الأمنية والخارجية الأوروبية فيديركا مونغريني، أمس أنها تعمل على ضمان ألا يؤثر التوتر بين روسيا وتركيا في وجهات النظر السياسية التي توصلنا إليها أخيراً (في شأن سورية). سيكون خطأ جسيماً إذا ألغينا أو خفضنا مستوى التعامل الديبلوماسي والسياسي؛ بسبب التوترات على الأرض، التي يمكن أن تكون شديدة، ومن الصعب للغاية التعامل معها.
الرئيس السوري بشار
الرئيس السوري بشار الأسد
وأفادت وكالة الأنباء "سانا" بأن الرئيس بشار الأسد قال خلال لقائه علي أكبر ولايتي المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية في إيران أمس: إن الإنجازات المهمة التي يحققها الجيش في مكافحة الإرهاب بدعم من الأصدقاء في مقدمهم إيران وروسيا قد دفع بعض الدول المعادية لسورية لمزيد من التصعيد وزيادة تمويل وتسليح العصابات الإرهابية، علماً أن دمشق تسمي جميع فصائل المعارضة بـ"الإرهابيين".
وفي عمان، أكدت مصادر سياسية مطلعة أن اجتماعًا أمنيًّا موسعًا سينعقد قبل منتصف الشهر المقبل في العاصمة عمان لبحث ترتيبات وضع قائمة بالتنظيمات الإرهابية في سورية؛ تمهيدًا لرفعها لاجتماعات المجموعة الدولية لدعم سورية الشهر المقبل. وشددت على أن الاجتماع الموسع هو الأول من نوعه، وأنه يتم التحضير له ضمن "نطاق أمني ضيق، وبحضور ممثلين عن دول أطراف في تسوية الأزمة السورية"، دون الكشف عن موعد محدد لانتهاء الاجتماعات.

شارك