الرياض تعلن استشهاد 3 من حرس الحدود / بغداد ترفض تشكيل «قوة من دول الإقليم» / أردوغان: تركيا ستتصرف "بصبر" ضد قرارات روسيا
الثلاثاء 01/ديسمبر/2015 - 08:04 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيًّا وعالميًّا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" صباح اليوم الثلاثاء الموافق 1/ 12/ 2015
الرياض تعلن استشهاد 3 من حرس الحدود
أعلنت السعودية تصدي قواتها لمحاولة تسلل «عناصر معادية» عبر حدودها الجنوبية المحاذية لليمن مساء أول من أمس. وأدى تبادل النار مع المتسللين، على ما قال الناطق باسم وزارة الداخلية، عن استشهاد ثلاثة من رجال حرس الحدود في قطاع الحرث التابع لمنطقة جازان، وجميعهم برتبة جندي أول. وأفادت قناة «الإخبارية» ليل الأحد- الاثنين أن «المعارك أسفرت عن قتل نحو 170 متمرداً، بينهم اثنان من كبار قادة التمرد».
وأكدت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن «القوات المسلحة السعودية صدت أقوى محاولة اعتداء لقوات الحرس الجمهوري وجيش النخبة التابعين للرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيا الحوثي على الحدود، جنوب بلدة الخشل. وشاركت في صد الهجوم مجموعة من القوات الخاصة ومروحيات «أباتشي»، ودمرت مدرعات كانت متجهة لدعم المسلحين، في حين تمكنت قلة من الفرار باتجاه مرتفعات رازح (معقل الحوثيين).
من جهة أخرى، أكدت مصادر»المقاومة الشعبية» والجيش أمس، استمرار المعارك ضد مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في معظم جبهات القتال في محيط مدينة تعز وأريافها الغربية والجنوبية. واحتشد الآلاف في عدن للاحتفال بذكرى استقلال جنوب اليمن عن الاستعمار البريطاني في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 1967. ورفع ناشطون في «الحراك الجنوبي» صور الزعماء الجنوبيين ولافتات تطالب بالانفصال عن الشمال واستعادة الدولة التي كانت قائمة قبل الوحدة بين شطري اليمن في 1990.
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي ألقى خطاباً عشية ذكرى الاستقلال في مقر إقامته في عدن، قال فيه إنه قطع عهداً على نفسه ولن يتراجع عنه، يتمثل في «إنهاء انقلاب الحوثيين واستعادة الدولة من قبضتهم وإقامة اليمن الاتحادي الجديد ومنع التدخل الإيراني من تحقيق أهدافه». وأضاف أنه يحمل مشروع «دولة للعدالة والمساواة والحكم الرشيد لا تحكمها المليشيات ولا أصحاب النفوذ والاستحواذ ولا أصحاب الحق الإلهي كما يدعون، ولا حكم العائلات وقصص التوريث»، في إشارة إلى الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي صالح.
وفي حين نفت الجماعة رسمياً الأنباء التي ترددت عن قتل إبراهيم الحوثي، شقيق زعيمها عبدالملك الحوثي، كشفت مصادر عسكرية عن أن العشرات من الحوثيين قتلوا في عمليات نوعية للقوات المشتركة السعودية في اليومين الأخيرين، أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود الجنوبية للمملكة. وأفادت مصادر «المقاومة» أمس، بأنها واصلت تقدمها مع قوات الجيش الوطني في مديرية المسراخ جنوب تعز، وسيطرت على مواقع في منطقة «نجد قسيم» الاستراتيجية، بالتزامن مع غارات للتحالف على مواقع الحوثيين وقوات صالح، كما استمرت في التقدم في الجبهة الغربية في منطقة الضباب في ظل تمركز القناصة الحوثيين في المباني السكنية وقصف عشوائي على أحياء المدينة. وأضافت أن أكثر من 20 حوثياً قتلوا أمس في المواجهات التي امتدت إلى أرياف تعز في مديريتي ذباب والوازعية القريبتين من باب المندب، وفي الجبهة الجنوبية الشرقية في مناطق «كرش والشريجة والراهدة».
وضربت غارات التحالف معسكر»اللبنات» في محافظة الجوف الذي يتمركز فيه الحوثيون، ومواقعهم في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب المجاورة، وامتدت الضربات إلى ضواحي صنعاء، وقال شهود إنها أسفرت عن تدمير طرق إمداد الحوثيين في «نقيل يسلح» ومنطقة سمارة.
وتسعى القوات المشتركة للمقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف إلى تحرير نواحي محافظة تعز (جنوب غرب) من قبضة الحوثيين وفك الحصار عن المدينة، عبر عملية عسكرية انطلقت منذ أسبوعين من ثلاثة محاور، كما تسعى إلى تمشيط مناطق غرب مأرب وشمالها قبل التقدم نحو صنعاء.
بغداد ترفض تشكيل «قوة من دول الإقليم»
رفضت الحكومة العراقية تصريحات أدلى بها في بغداد أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، مطالبين بتشكيل قوة إقليمية من «دول سنية» لمحاربة «داعش»، مؤكدة أن «لدى العراق ما يكفي من الرجال لمحاربة التنظيم»، فيما دعت قوات الأمن سكان الرمادي إلى مغادرتها «فوراً» تمهيداً لاقتحامها.
وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، رداً على تصريحات أدلى بها أعضاء في الكونغرس الأمريكي، بينهم رئيس لجنة القوات المسلحة جون ماكين وعضو اللجنة ليندسي غراهام أن «مقاتلينا الأبطال في الجيش والشرطة والحشد الشعبي والعشائر يواصلون انتصاراتهم وتقدمهم على إرهاب داعش»، وأن «العراقيين قدموا التضحيات البطولية تلو الأخرى في حربهم العادلة».
ورحب البيان، بـ»زيادة الدعم الدولي للحكومة في السلاح والتدريب والإسناد»، مؤكداً أن لدى «العراق ما يكفي من الرجال والعزيمة لإلحاق الهزيمة بداعش وأشباهه من الجماعات الإجرامية الأخرى». وأضاف أن «الحرب ليست حرباً بين الطوائف أو الأديان أو الجماعات الإثنية، بل هي حرب عادلة ضد قوى الظلام والدمار والقتل».
وكان ماكين وغراهام، دعوا إلى «تشكيل قوة من 100 ألف جندي من دول المنطقة السنية، إضافة إلى 10 آلاف أمريكي، لقتال داعش». وقال ماكين إن «حشد هذه القوة لن يكون صعباً على مصر، وسيكون صعباً على الدول الأصغر، ولكن تركيا كذلك يمكن أن تساهم فيها».
من جهة أخرى، دعت قوات الأمن سكان الرمادي التي تخضع لسيطرة «داعش» إلى مغادرتها استعداداً لتحريرها. ووجه الجيش، عبر مكبرات الصوت، نداءات إلى العائلات تدعو الأهالي إلى التوجه نحو منطقة الحميرة، جنوب المدينة، حيث ينتشر المئات من مقاتلي العشائر.
وقال ضابط كبير في قيادة العمليات في الأنبار لـ «الحياة» أمس إن «وحدات من قوات مكافحة الإرهاب ستمسك الملف الأمني في المدينة بعد تحريرها لمنع حصول فوضى وعمليات انتقامية»، وأشار إلى أن «قوات الأمن ستنزع العبوات من المنازل والمباني».
وأكد محافظ الأنبار صهيب الراوي خلال لقائه ماكين «قرب تحرير الرمادي»، وطالب الولايات المتحدة بتقديم المزيد من الدعم إلى الجيش ومقاتلي العشائر.
ضحايا «التغرير».. يكفِّرون العلماء ولا يؤدّون الصلاة!
أحمد عسيري المتحدث باسم القوات المشتركة في عاصفة الحزم
كشف عضو في لجان «المناصحة» أن بعض من تمت مناصحتهم ينامون من دون أن يؤدوا الصلاة، ومع ذلك يكفّرون الحكام والعلماء والأئمة والخطباء! وأوضح أن باب الجهاد أصبح عند أصحاب الفكر الضال «مدخلاً إلى التكفير». وقال: «اتضح ذلك من خلال محاورتنا لهم في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية». وأشار إلى أن أحدهم عندما تمت مناقشته عن أسباب تفجير مساجد المسلمين وقتلهم، رد بأن «قتلهم كبيرة من الكبائر، لكنهم يموتون ويبعثون على نياتهم».
وحرص أستاذ الحديث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتـور ســعيد القحطاني، خلال حلقات نقاش للخطباء لتعزيز الوسطية وتحقيق الأمن الفكري، حضرها أئمة مساجد، أول من أمس في الدمام، على توضيح أسباب الجهاد وأنواعه ومقتضياته، وأسباب الغلو في الجهاد. ولفت إلى أن «بعض الشباب يقوده الغلو في الجهاد إلى البحث عن مواطن الفتن، تسيّرهم إلى ذلك العاطفة». وأعرب عن أسفه لأن غالبية الشبان السعوديين الموجودين في مناطق الفتن «صغار السن، وجهلة، ولا يملكون معرفة بالحكم الشرعي لتأصيل مسائل الجهاد، ولا يفرقون بين مواطن الجهاد الأصلي ومواطن الفتنة، والتي من ضمنها الاقتتال بين المسلمين».
وسرد القحطاني قصة شابين ذهبا إلى أحد مواطن الفتن، وعند وصولهما الحدود أبلغوهما بأن عليهما تنفيذ عمليات صنفوها لهم باعتبارها «استشهادية»، فرفضا بدعوى أنهما خرجا من أجل الجهاد والقتال، وليس التفجير. واستشهدا بأقوال العلماء ورجال الدين في السعودية، فردوا عليهما بأن «كل علمائكم كفار»، ما دعاهما إلى سرقة جوازي سفريهما، والرجوع إلى السعودية، ومراجعة مركز المناصحة والرعاية.
"الحياة اللندنية"
أردوغان: تركيا ستتصرف "بصبر" ضد قرارات روسيا
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
ردًّا على قرار روسيا فرض عقوبات على تركيا، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين إن حكومته سوف تتصرف "بصبر لا بعاطفة" قبل اتخاذ أي إجراءات.
وعلى هامش قمة المناخ في باريس، أبلغ أردوغان، الصحفيين بأن تركيا تعمل على ضمان ألا تتمزق العلاقات بالكامل مع روسيا المورد الرئيسي للطاقة إلى بلاده.
وردًا على مزاعم بوتين بشراء تركيا النفط من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، قال أردوغان: "في حال إثبات حدوث أمر كهذا لن أبقى في منصبي، وأقول لبوتين هل ستبقى في منصبك (في حال ثبوت كذب مزاعمه)، لقد ناقشت هذا الموضوع اليوم مع عدد من الزعماء".
الجدير بالذكر أن روسيا قالت في وقت سابق اليوم إنها ستحظر بشكل أساسي واردات المنتجات الزراعية من تركيا بعدما أسقط الجيش التركي طائرة حربية روسية الأسبوع الماضي، قالت أنقرة إنها انتهكت المجال الجوي التركي أثناء قيامهما بمهام في سوريا.
مقتل وإصابة عشرات الحوثيين بتعز اليمنية
شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، غارات جوية مكثفة على مواقع الحوثيين بمحافظة تعز اليمنية، قتل على أثرها 31 من مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وأصيب 70 آخرون.
وقصف طيران التحالف مواقع لمليشيات الحوثيين وصالح في مناطق "المسراخ، الشريجة، الراهدة" جنوب شرق المدينة، وكذا موقع الدفاع الجوي في منطقة "الحوبان" ومواقع أخرى للمليشيات في منطقة "الستين" شمال شرق المدينة، حسبما صرح مصدر في المقاومة الشعبية بالمحافظة.
ومن جانب آخر اندلعت اشتباكات عنيفة بين رجال المقاومة والمليشيات في مناطق المسراخ، نجد قسيم، والكلايبة في جبهة "الضباب" غرب المدينة استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتمكن رجال المقاومة من السيطرة على مواقع هامة للمليشيات أبرزها "الجزارين، حصن العيره، وحصن رامه" والمناطق المحيطة بها والتي كانت تستخدمها المليشيات في قصف مواقع رجال المقاومة الشعبية.
استشهاد خامس جندي سعودي على الحدود مع اليمن
استشهد أحد الجنود السعوديين في منطقة جازان، إثر تعرض أحد المراكز الحدودية لإطلاق مقذوف عسكري من الأراضي اليمنية، وذلك حسبما أعلن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، مساء أمس الاثنين.
وفي بيان له قال اللواء التركي: إن أحد المراكز المتقدمة لحرس الحدود بقطاع الحرث بمنطقة جاران تعرض لقذائف عسكرية من داخل الأراضي اليمنية، مشيرا إلى "أنه نتج عن إطلاق المقذوف "استشهاد الجندي أول/ علي حسين علي الحسني".
ويعد هذا خامس جندي سعودي يعلن عن مقتله على الحدود السعودية اليمنية خلال يومين بعد مقتل 4 أمس الأحد، في حادثين منفصلين.
وكانت وزارة الداخلية السعودية، قد أعلنت مقتل 3 من حرس الحدود بمنطقة جازان "جنوب" خلال تصديهم لمحاولة تسلل عناصر معادية عبر الحدود إلى المملكة مساء أمس، وذلك بعد ساعات من مقتل جندي نيران من داخل اليمن في المنطقة ذاتها.
"الشرق القطرية"
تفاؤل عشية اجتماع دول الجوار بالجزائر في إنهاء أزمة ليبيا
«داعش» يحتفل بتخريج الدفعة الأولى من أشباله في سرت واختطاف 11 تونسياً
تستضيف العاصمة الجزائرية الجزائر اليوم الثلاثاء، الاجتماع السابع لدول الجوار الليبي، تأمل الأطراف المشاركة فيه أن يبحث في معطيات جديدة في الأزمة الليبية.وأكدت الخارجية المصرية أن هناك معطيات جديدة أمام الاجتماع الذي سيشارك فيه وزير الخارجية المصري سامح شكري، إضافة إلى كل من مصر وتونس والسودان وتشاد والنيجر والجزائر وليبيا.
وأكد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم الوزارة، دعم مصر للاتفاق السياسي في ليبيا وتشكيل حكومة وحدة توافق وطني تحظى بقبول كافة الأطراف وخروج ليبيا من عنق الزجاجة.
وأوضح أبو زيد أنه بتنفيذ هذه الخطوة سيتم الانتقال إلى المرحلة التالية بتوحيد الدعم الدولي للحكومة الجديدة، ويمكن خلالها الحديث حول رفع حظر السلاح لمكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن عمل هذه الحكومة سينصب على توفير الخدمات الأساسية للمواطن الليبي.
وقال إن الحوار الجاري الآن هو ليبي ليبي، مؤكداً أن ما يعني مصر هو اتفاق جميع الليبيين.
من جهتها أعربت الجامعة العربية، عن أملها في أن يكون الاجتماع إحدى المحطات قبل النهائية ليخرج الليبيون من هذه الأزمة ويتوصلون إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني.
وقال نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلى، في تصريحات قبل توجهه إلى الجزائر لرئاسة وفد الجامعة، إن الفرصة سانحة الآن ليتوج الحوار بين الليبيين بتوقيع اتفاق الصخيرات، وأضاف أن الاجتماع يكتسب أهمية خاصة لأنه يأتي في مرحلة بعد أن استكملت كل جوانب الحل السياسي التوافقي الذي توصل إليه المبعوث السابق برناردينيو ليون ويستكملها المبعوث الجديد مارتن كوبلر.
وأوضح ابن حلى أن الكل الآن مهتم بهذا الاجتماع وما سيسفر عنه، حيث يبقى فقط التوقيع من قبل الليبيين المنخرطين في الحوار السياسي، و«نأمل أن يكون إحدى المحطات قبل النهائية ليخرج الليبيون من هذه الأزمة».
في الأثناء نشرت شبكة سرت الإخبارية أمس، عبر صفحتها في الفيس بوك خبراً حول تجنيد التنظيم الإرهابي للأطفال، أعلنت فيه أن التنظيم سيحتفل الجمعة القادمة، بتخريج الدفعة الأولى من أشبال الخلافة، والتي تضم 85 طفلاً لم تتجاوز أعمارهم 16 عاماً. وأوضحت المصادر أنه تم تدريب الأطفال على القيام «بالتفخيخ والعمليات الانتحارية والرماية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وجميعهم ليبيون من مدن سرت وبني وليد وبنغازي ودرنة واجدابيا والنوفلية».
من جانبها حذرت صحيفة «وول ستريت جورنال» في عددها أمس، من توسع التنظيم في سرت، بعد تضييق الخناق على التنظيم من قبل التحالف الدولي في سوريا والعراق. على صعيد آخر أكد المرشح لرئاسة حكومة التوافق الوطني الليبية، فائز السراج، أنه وأعضاء المجلس الرئاسي لحكومة التوافق الوطني «ملتزمون بما ورد في الاتفاق السياسي الليبي وخارطة الطريق الخاصة بوضعه موضع التنفيذ»، ونفى كل الأخبار التي تتحدث عن بدء مشاورات التشكيل الحكومي.
على صعيد آخر أعلنت مصادر تونسية، اختطاف 11 تونسياً في ليبيا من بينهم 4 أشخاص يعملون في مصفاة للنفط.
بوتين يلتقي أوباما ويرفض لقاء أردوغان في باريس
أوباما - بوتين
رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، في باريس، لقاء رجب طيب أردوغان، على رغم إلحاح الرئيس التركي، في مؤشر على تصاعد الأزمة الروسية التركية، فيما نقلت جثة الطيار الذي أسقطت طائرات تركية مقاتلته قبل نحو أسبوع، في وقت جددت أنقرة رفضها الاعتذار، مؤكدة أنها تصرفت بصورة شرعية لحماية مجالها الجوي، في حين بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما الملفين السوري والأوكراني، واتفقا على على ضرورة إحراز تقدم في محاثات فيينا وتسوية الملفين سياسياً.
وبينما تضع السلطات الروسية اللمسات الأخيرة على مجمل العقوبات الاقتصادية التي أعلنت عنها ضد تركيا، ذكر مسئولون حكوميون أمس، أن الحظر سيقتصر على الفواكه والخضر، لكن يمكن توسيع نطاقه. وقال رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف محذراً «إن هذه التدابير... ليست سوى خطوة أولى»، مضيفاً أنه يمكن توسيعها أن دعت الضرورة.
وقد استبعد الكرملين بصورة قاطعة، صباح أمس، أي لقاء بين فلاديمير بوتين ونظيره التركي، الموجودين في بورجيه قرب باريس للمشاركة في قمة حول المناخ. ولا تزال موسكو ترفض تلبية طلب أنقرة على رغم الطلبات الملحة من الرئيس التركي للقاء نظيره الروسي «وجهاً لوجه».
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في ختام لقاء أمس، في بروكسل مع ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، «لن يعتذر أي رئيس وزراء تركي، وأي رئيس، وأي سلطة». وأضاف «لا يمكن لأي بلد أن يطلب منا اعتذاراً لأننا لم نفعل إلا واجبنا»، أي «حماية مجالنا الجوي وحدودنا». وإذ كرر داود أوغلو القول إن تركيا «لا تريد أبداً التصعيد» مع روسيا، دعا موسكو إلى «إعادة النظر» في عقوباتها الاقتصادية، مشيراً إلى أنها «تتناقض» مع مصالح تركيا ومصالح روسيا على السواء. ودعا الأمين العام للحلف الأطلسي من جديد إلى «الهدوء»، لكنه أشار إلى أن دفاع تركيا عن مجالها الجوي «حق سيادي تتمتع به». وقال سفير الولايات المتحدة لدى الحلف إن معلومات المخابرات الأمريكية بشأن تحركات الطائرة الحربية الروسية يوم 24 نوفمبر تدعم الرواية التركية . واتهم بوتين انقرة بأنها اسقطت المقاتلة الروسية لحماية تهريب «داعش» للنفط.
وأعلن داوود أوغلو أن تركيا ستبدأ عملية جديدة مع السعودية ودولة أخرى لمكافحة الإرهاب في سوريا وبدعم إقليمي.
وقال إنّ تركيا ستبدأ عملية جديدة مع السعودية ودولة أخرى لمكافحة الإرهاب في سوريا، لذلك نحتاج إلى قنوات دبلوماسية.
وهذه أول مرة يتم فيها الإعلان عن الخطة، ويرجح أن تعمل الخطة على محورين، أولهما يتعلق بالجانب الاستخباري وجمع المعلومات بالتعاون مع السعودية ودول أخرى. والمحور الآخر يتضمن عمليات نوعية ضد «الخلايا الإرهابية» الموجودة على الحدود السورية، مما يتطلب توفير غطاء جوي. وبحث بوتين وأوباما في ملفي سوريا وأوكرانيا وأعربا عن تأييدهما للحلول السياسية من دون تخطي خلافاتهما. وقالت الرئاسة الروسية إن «اللقاء الذي دام نحو نصف ساعة عقد في جلسة مغلقة». ونقلت وكالة انترفاكس عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن الرئيسين «أيدا بداية تسوية سياسية» في سوريا. وأكد مسئول في البيت الأبيض أنهما بحثا «ضرورة إحراز تقدم في عملية فيينا». وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الضربات الروسية في سوريا يجب أن تستهدف بوضوح «داعش» فقط، رداً على أسئلة عن ضربات نفذتها موسكو واستهدفت جماعات معارضة في شمال البلاد. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه اتفق مع نظيره الروسي على أن الهجمات الروسية ستقتصر على «داعش» والجماعات الإرهابية المشابهة لها في سوريا.
في غضون ذلك، نقل جثمان طيار السوخوي-24 التي اسقطت الأسبوع الماضي من تركيا إلى روسيا، أمس، بعد أن تسلمته السلطات التركية في حضور مندوبين عن السلطات الروسية، إثر نقله من منطقة هاتاي الحدودية إلى أنقرة.
تونس تعتقل 44 إرهابياً وتضبط مخزن أسلحة .. وخطة لتأمين السياحة
أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أنه «لا انتصار في الحرب على الإرهاب من دون وحدة وطنية وسلم اجتماعي»، داعياً جميع الأطراف إلى العمل على تحقيق هذه الأهداف «حتى تنجح الديمقراطية في تونس».
وقال في كلمة وجهها للتونسيين وبثتها كل المحطات التلفزيونية في تونس «إن من خطط لاعتداء يوم الثلاثاء الماضي» على حافلة الحرس الرئاسي «أراد بتلك الحركة التعيسة أن يوجه رسالة ترمي إلى إسقاط الدولة وضربها في أعلى مستوى وأتوجه لهم بالقول إن الله سيسفه أحلامهم». كما شدد السبسي على ضرورة إحلال السلم الاجتماعي، في إشارة إلى سلسلة الإضرابات العامة في القطاع الخاص. وقال إنه «من الضروري إيجاد اتفاق بين اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد العام التونسي للشغل لتحقيق السلم الاجتماعي وتوفير مناخ لجلب الاستثمارات من الخارج.
وأضاف السبسي «أنه لا يمكن أن نقول للعالم الذي منح الرباعي الراعي للحوار التونسي جائزة نوبل إن هؤلاء غير قادرين على إنجاح حوار بينهم»، محذراً من أن تونس «تمر بوضع صعب خصوصاً على الصعيد الاقتصادي ومن الضروري تجاوز هذا الوضع من خلال الاستثمار الخارجي والداخلي الذي يتطلب بدوره السلم الاجتماعي». في سياق متصل تطرق السبسي إلى الأزمة في حزب «حركة نداء تونس» الحاكم والتهديدات بانهياره بعد استقالة 31 نائباً منه وانقسامه إلى شقين.
وأوضح أن لهذه الأزمة تبعات سلبية على توازنات الساحة السياسية في تونس والوحدة الوطنية فيها «والتي من دونها لن نتمكن من الانتصار في الحرب على الإرهاب».
وذكر أن العالم يراقب تونس والمسار الديمقراطي فيها وأن «مثل هذه الأزمات تعرقل وصول المساعدات» مقترحاً في هذا الصدد تشكيل لجنة تضم 13 شخصية اختارها بنفسه من الحزب «ستوكل لها مهمة محاولة التوفيق بين الشقين المختلفين في الحزب أو عقد مجلس وطني للحسم .في أمر عقد المؤتمر العام للحزب». على صعيد آخر أعلنت الداخلية أمس ايقاف دفعة جديدة من العناصر المتشددة تتمثل في 44 عنصراً يشتبه بانتمائهم لتنظيمات إرهابية اثر عمليات مداهمة.
وأعلنت الوزارة عن وضع خطة استثنائية هذا العام لتأمين كل المناطق السياحية محذرة من أن «التهديدات الإرهابية ما زالت قائمة».
وكانت الوزارة أعلنت في وقت سابق أمس عن العثور على مخزن للأسلحة والذخيرة بمحافظة مدنين جنوبي تونس «في عملية استباقية نوعية» وإيقاف عنصرين كانا يعتزمان استغلال هذه الأسلحة في عمليات تخريب تمس أمن وسلامة تونس.
"الخليج الإماراتية"
قمة المناخ تتحول إلى قمة القضاء على داعش
الخلافات حول الرئيس السوري بشار الأسد لا تعيق بناء تحالف دولي واسع لمحاربة المتطرفين في سوريا
سيطرت المعركة الدولية ضد تنظيم داعش على اللقاءات والتصريحات التي أجراها المشاركون في قمة المناخ بباريس أمس، ما يعكس حالة من الاستنفار الدولي لمواجهة التنظيم المتشدد خاصة بعد تفجيرات باريس في الثالث عشر من الشهر الماضي والتي أودت بحياة 130 شخصا.
وقال مسئول بالبيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما التقى مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة وأنهما بحثا الأزمة السورية والوضع في أوكرانيا.
وأضاف المسئول، مشترطا عدم الكشف عن اسمه، أن أوباما أكد ضرورة استهداف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وعدم تركيز الهجمات العسكرية على الجماعات المسلحة المعارضة للرئيس بشار الأسد.
وأكد في إشارة إلى المحادثات الدولية بالعاصمة النمساوية بخصوص أزمة سوريا “ناقش الرئيسان ضرورة إحراز تقدم بشأن عملية فيينا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وحل سياسي للحرب الأهلية في سوريا”.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الزعيمين بحثا “التقدم نحو بدء التسوية السياسية” في سوريا.
وقال مراقبون إن تركيز موسكو وواشنطن على حل سياسي في سوريا هدفه توفير الأرضية التي تساعد على النجاح في مواجهة داعش، والحصول على إجماع دولي أكبر داعم لهذه الحرب.
ورغم التصريحات الغربية التي توحي بالتمسك بتنحي الأسد لتوفير هذا الإجماع، فإن المراقبين يقولون إن التوجه العام يتجه إلى البدء بتنفيذ تفاصيل بنود لقاء فيينا2 دون التوقف كثيرا عند نقطة رحيل الأسد قبل انطلاق المرحلة الانتقالية أو بعدها، وأن الهدف من ذلك عدم إثارة الخلافات مع موسكو التي تنهض بالدور الأكبر في الحرب على داعش في سوريا.
وتركت بعض الدول الخلافات حول الأسد جانبا، وأصبحت تطالب بإشراك القوات السورية في الحرب على التنظيم، ما يكشف أن مصير الأسد أصبح أمرا ثانويا أمام بناء موقف دولي أكثر صلابة في مواجهة داعش الذي تجاوز تهديده البعد الإقليمي ليصل إلى أوروبا وقد يتمدد إلى أكثر من قارة أخرى.
وانضمت ألمانيا إلى الفكرة التي دافع عنها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس منذ أيام، وهي إشراك قوات الأسد في الحرب، ما اعتبر اختراقا للجبهة المعارضة للأسد.
وأبدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين انفتاحها على مشاركة قوات حكومية سورية في المكافحة الدولية لداعش، مشيرة في ذلك إلى نموذج العراق، حيث تم بنجاح تدريب القوات المحلية لنفس الغرض.
وتنتظر بريطانيا بدورها موافقة البرلمان على خطط للمشاركة في الضربات الجوية بسوريا رغم موقف زعيم حزب العمال جيريمي كوربين.
ورغم الموقف من الأسد، فإن دولا عربية مثل الإمارات والسعودية ومصر، تدعم بقوة تحركا دوليا واسعا ضد داعش الذي يهدد المنطقة أكثر من غيرها.
وأعلن وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش استعداد بلاده للمشاركة في أي جهد دولي “يتطلب تدخلا بريا” لمكافحة الإرهاب، مضيفا أنه “يجب على جميع الدول بذل الجهد على مستوى دولي مشترك لمواجهة التطرف”.
ولم تتأخر السعودية في إعلان تأييدها لتكثيف جهود التحالف لمحاربة داعش.
ووفقا لمصدر مسئول بالخارجية السعودية فإن "المملكة تعبر عن تأييدها لتكثيف جهود التحالف بما في ذلك توسيع مشاركة بريطانيا لتشمل العمليات العسكرية”.
ورغم أنها تخوض معارك مع قوات الأسد وميليشيات إيرانية ولبنانية مدعومة بالطيران الروسي، فإن المعارضة السورية تشتبك مع داعش، ولا تمانع في أن تكون جزءا من التحالف الدولي المزمع بناؤه.
السعودية.. إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة تستفز المتشددين
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز يعول على انتصار الأمير محمد بن سلمان في معركة اليمن وإصلاح الاقتصاد
تمرّ السعودية بمرحلة حاسمة تعج بالإصلاحات السياسية والاقتصادية في ظل تراجع معدلات الاستثمار وارتفاع مستوى التضخم وعجز غير مسبوق في الموازنة والتوغل إلى حد بعيد في صراعات عسكرية طاحنة في الشرق الأوسط.
ويقف الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد في القلب من هذه الإصلاحات، إذ يتعين عليه إثبات جدارته في تحقيق انتصار حاسم على الحوثيين حلفاء إيران في اليمن، والصمود أمام تراجع حاد في أسعار النفط يفرض على الرياض بشكل عاجل إعادة توجيه الاقتصاد المترهل.
ويقول مسئول في الرياض لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية “التراجع الكبير الذي شهدته أسعار النفط هو جرس إنذار مدوّ. لدينا تاريخ طويل من الممارسات الاقتصادية السلبية نتيجة اعتمادنا بشكل كبير على النفط فقط”.
ويرى رجل أعمال سعودي أن “المستقبل غامض، فكلما ظلت أسعار النفط متدنية وظلت التهديدات الأمنية قائمة في المنطقة، ستظل الأوضاع سيئة في السعودية”.
وبينما يرأس ولي العهد الأمير محمد بن نايف مجلس الأمن القومي، يقود الأمير الشاب محمد بن سلمان الفريق المسئول عن إعادة هيكلة الاقتصاد، ويشرف كوزير للدفاع على المعركة ضد الحوثيين في اليمن، إلى جانب أنه عمليا المبعوث الشخصي لوالده الملك سلمان بن عبدالعزيز للخارج، إذ التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرتين هذا العام، واستقبله الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض أيضا.
ويشرف الأمير محمد بن سلمان على شركة أرامكو، الماكنة السعودية الضخمة لإنتاج النفط، إلى جانب الهيئة العامة للاستثمار المسئولة عن أصول تقدر بـ5.3 مليار دولار.
وكنتيجة طبيعية لكل هذه الصلاحيات الممنوحة للأمير الذي لم يتخط بعد عامه الثلاثين، شهدت السعودية منذ يناير الماضي إعصارا مدويا في اتجاه التغيير.
لكن هذه التحركات الجذرية كانت بمثابة ثورة على تقاليد المملكة المحافظة في أعين معارضين داخل العائلة المالكة ورجال دين متشددين، يحرصون على الإبقاء على طبيعة الحكم المحافظ الذي استمر منذ تأسيس المملكة في عشرينات القرن الماضي.
ويقول محلل مقيم في الرياض “حتى وقت قريب كانت لدينا مراكز قوى مستقلة في السعودية، يقودها أمير لديه كل الصلاحيات لاتخاذ القرار ولم تكن هناك أي خطط بعيدة المدى. الآن يمكن ملاحظة سياسة موحدة لاتخاذ القرار مع تركيز صلاحيات أوسع في يد أمير واحد”.
وإلى جانب تحقيق الانتصار في معركة اليمن، يراهن العاهل السعودي على قدرة نجله في الانتصار بمعركة إصلاح الاقتصاد.
واقتطعت الحكومة مؤخرا ميزانية الإنفاق العام بمقدار الربع، ونجحت في جمع 27 مليار دولار عبر إصدار سندات محلية، بالتزامن مع برنامج لطرح سندات خارجية خلال العام المقبل.
وبعد تخفيض الميزانية بمقدار 80 مليار دولار والوصول بها إلى حاجز 267 مليار دولار، ستتخذ الحكومة المزيد من إجراءات التقشف العام المقبل للوصول بالميزانية إلى معدل يتراوح بين 229 و240 مليار دولار.
ويقول أحد المسئولين السعوديين “الإنفاق لم يكن تحت السيطرة بينما كانت أسعار النفط تهبط بسرعة، لذا كان علينا إعادة النظر في كل شيء”.
وإلى جانب كل ذلك تحاول الحكومة السعودية تنويع مصادر الدخل عبر تخفيض دعم الوقود الذي يشكل 13.2 من حجم الموازنة، وفرض رسوم وضرائب على المبيعات.
ويخشى محللون من أن تكون هذه الإجراءات الصارمة سببا في تراجع معدلات الاستثمار.
ويعتمد القطاع الخاص في السعودية بشكل كبير على الإنفاق الحكومي، ويحتاج بالضرورة إلى عودة الهدوء والاستقرار الاقتصادي الذي اعتاد عليه لسنوات.
اقتحام آلاف الإيرانيين للحدود العراقية يعكس استخفاف إيران بسيادة العراق
أثار اقتحام عشرات الآلاف من الزوار الإيرانيين الشيعة غير الحاصلين على تأشيرات دخول، لمعبر حدودي بين إيران والعراق غضبا في العراق، باعتباره انعكاسا لاستخفاف إيران بالسيادة العراقية.
ورأى ساسة ونواب عراقيون معارضون لنفوذ إيران ببلادهم في الحادثة امتدادا لسياسة “الهيمنة” الإيرانية القائمة تجاه العراق منذ سنوات، محملين حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي التي تقودها أحزاب شيعية “مسئولية الحفاظ على رموز السيادة العراقية، وفي مقدمتها احترام حدود البلد والقوانين المعمول بها في دخول الأجانب إلى الأراضي العراقية”.
ولم تتردّد وزارة الداخلية العراقية من جانبها في اتهام السلطات الإيرانية بتعمّد حادثة الاقتحام لفرض دخول الإيرانيين إلى العراق دون تأشيرات.
وجاء ذلك بعد أن شهد منفذ زرباطية الحدودي في محافظة واسط بجنوب البلاد فوضى عارمة بسبب اقتحامه من قبل عشرات الآلاف من الزوار الإيرانيين الذين لا يحملون تأشيرات دخول، ما تسبب بخسائر مادية وإصابات بين حرس الحدود.
وتحدث البعض عن وجود خلفيات سياسية أعمق وراء حادثة الاقتحام التي شهدها المنفذ المذكور، وذلك عبر ربط الحادثة بموقف إيراني غاضب من ظهور تيار سيادي داخل العراق وفي صفوف العائلة السياسية الشيعية ذاتها ما ينفكّ يعمل على تعديل العلاقة بين بغداد وطهران القائمة منذ سنة 2003 باتجاه الحدّ من النفوذ الإيراني داخل العراق ومن تدخّل إيران في مسائل سيادية عراقية بما في ذلك القرار السياسي.
وسبق لرئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي أن طالب إيران باحترام سيادة بلاده، فيما تقول مصادر سياسية عراقية، إن مرجعية النجف العليا بقيادة رجل الدين علي السيستاني تدعم التيار السيادي داخل العراق من منطلق رفض المرجعية خضوع العراق لمرجعية قم الشيعية الإيرانية التي تمثل أساسا لولاية الفقيه في إيران.
وتظهر إحصائيات رسمية قفزة هائلة خلال السنوات القليلة الماضية في عدد الزوار الإيرانيين المتوجهين إلى العراق للمشاركة في إحياء مناسبات شيعية. ويؤكد البعض أن تزايد الأعداد يأتي بتشجيع من الدولة الإيرانية بهدف توجيه رسالة إلى العراق ودول الجوار بشأن قدرة طهران على جمع الحشود البشرية وتوجيهها إلى مواطن نفوذها.
ويلفت هؤلاء إلى أن استخدام إيران للحشود في المناسبات الدينية سلوك قديم يعود إلى سنة 1986 حين استخدمت طهران الآلاف من الحجاج الإيرانيين في محاولة تسيير مظاهرات وإثارة الفوضى في البقاع المقدسة داخل الأراضي السعودية خلال موسم الحج تلك السنة.
ويتوقع توافد الملايين من العراقيين والعرب والأجانب على مدينة كربلاء الواقعة على بعد 110 كلم جنوب العاصمة العراقية بغداد لإحياء ذكرى أربعينية الحسين التي تصادف بعد غد الخميس. وأعلنت السلطات المحلية في محافظة واسط العراقية نهاية الأسبوع الماضي أن نحو مليون زائر إيراني دخلوا العراق عن طريق منفذ زرباطية من أجل المشاركة في المناسبة، فيما أكد السفير الإيراني في العراق حسن دنيفار أمس بلوغ عدد الزوار الإيرانيين الذين دخلوا العراق المليوني زائر.
وتضم مدينة كربلاء التي تحمل قدسية خاصة لدى الطائفة الشيعية مرقد الحسين بن علي الذي قتل مع عدد من أفراد عائلته على يد جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في العاشر من محرم سنة إحدى وستين للهجرة.
وسهّل العراق العام الماضي دخول زوار إيرانيين دون تأشيرة إثر تدفقهم غير المسبوق الذي شهدته البلاد بعد مرور ستة أشهر من استيلاء داعش على مساحات شاسعة منها.
وأظهرت حادثة منفذ زرباطية أن إيران غير راضية على فرض نظام التأشيرة على زوارها وتعمل على إزالته.
وأصدرت وزارة الداخلية العراقية أمس بيانا توضيحيا بشأن الأحداث التي شهدها منفذ زرباطية الحدودي مع إيران يومي الأحد والإثنين، مشيرة إلى انفلات الوضع في المنفذ على الحدود، ومحمّلة الجانب الإيراني المسئولية كونه “لم يقم بواجباته وتعهداته بشكل مسئول”.
وقالت الوزارة في بيانها إن “منفذ زرباطية الحدودي في محافظة واسط شهد خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية حوادث مؤسفة”، مبينة أن “المنفذ كان يشهد انسيابية عالية حسب الضوابط والأصول المعمول بها، حيث تقوم الجهات المسئولة بالتدقيق في تأشيرات الدخول التي منحتها الممثليات القنصلية العراقية ويجري التأكد والتثبت من المعلومات كما هو مطلوب”.
وأضافت الوزارة أن “حشود الزائرين بدأت تتدفق بشكل فاق طاقة المنفذ على الاستيعاب منذ يوم الأحد وتبين أن قسما من الزائرين ويعدون بعشرات الآلاف لم يحصلوا على تأشيرات دخول نافذة، ما سبب إرباكا للمنفذ وزحاما خانقا وتدافعا أدى إلى تحطيم الأبواب والأسيجة وحصول خسائر مادية وجرح بعض أفراد حرس الحدود وانفلات الوضع في المنفذ”.
"العرب اللندنية"