توجيه مزيد من الضربات لـ"داعش" و"مصير النفط المهرب" يتصدر عناوين الصحف الأجنبية
الأربعاء 02/ديسمبر/2015 - 11:04 م
طباعة
سيطرت محاولات ملاحقة عناصر تنظيم داعش وتوجيه مزيد من الضربات الجوية له على عناوين الصحف الأجنبية، وهو ما برز في تغطية مناقشات مجلس العموم البريطاني بشأن توجيه ضربات جوية بريطانية ضد تنظيم داعش الإرهابي، واستطلاع رأى المواطنين الإنجليز في توجيه ضربات جوية للتنظيم الإرهابي.
"العموم" والغارات الجوية:
الجارديان
من جانبها ركزت الجارديان البريطانية على مناقشة مقترح حكومة رئيس الوزراء دافيد كاميرون بالمشاركة في العمليات العسكرية في سوريا، ونقلت عن زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين تحت عنوان مباشر يقول "دافيد كاميرون فشل في إيضاح أن قصف سوريا سيكون ناجحا".
أكد كوربين إن حجة كاميرون التي طالب بمقتضاها قبل أسبوع توسيع العمليات العسكرية الجوية التي تقوم بها بريطانيا إلى سوريا أصبحت مهترئة ولذا فلا عجب من تعجله تمرير القرار من مجلس العموم خلال الأسبوع الجاري، مضيفا أن كاميرون يعرف أن حجم المعارضة لتهوره في المشاركة في هذه المعارك يتنامى مضيفًا أن المقترح لن ينجح لأسباب عديدة منها سوء التخطيط والاستراتيجية ومشاكل في القوات البرية ومشاكل دبلوماسية علاوة على تهديدات الإرهابيين وازمة اللاجئين والإصابات التي قد تسببها الغارات بين صفوف المدنيين في سوريا.
شدد كوربين على أنه بعد هجمات باريس الشهر الماضي لم يعد هناك شك في ان تنظيم الدولة الإسلامية قد فرض حكما من الإرهاب على الملايين في العراق وسوريا وليبيا ولاشك أيضا في أنه يشكل خطرا وتهديدا على المواطنين البريطانيين لكن السؤال الآن هل توسيع رقعة القصف البريطاني لتصل إلى سوريا سيؤدي إلى تقليل الخطر أو زيادته؟
تساءل بقوله "هل سيؤدي ذلك إلى تحجيم حملة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابية في الشرق الأوسط أم إلى انتشارها؟
أكد كوربين أن كاميرون فشل في البرهنة على رأيه بأن مشاركة بريطانيا في قصف سوريا ستؤدي إلى تراجع وهزيمة التنظيم بينما نرى بالفعل أنه يتوسع ويسيطر على مدن كبرى مثل الرمادي في العراق وتدمر في سوريا رغم مشاركة قوى أخرى كثيرة في قصفه مثل الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، مشيرًا إلى أن كاميرون أعلن أنه يسعى إلى إجماع في البرلمان للمشاركة في قصف سوريا لكنه لم يتوصل إلى هذا الأمر مضيفا أن نواب حزب العمال الذين سيصوتون لصالح القرار عليهم أن يراعوا العواقب الرهيبة التي يمكن أن تترتب عليه.
ركز المعارض البريطانى على التفاوض على تسوية سلمية يمكنها أن تقهر تهديد تنظيم داعش.
فرار عناصر داعش:
نيويورك تايمز
بينما ركزت نيويورك تايمز على مزاعم استغلال النظام السوري للنفط الذى يحصل عليه تنظيم داعش الإرهابي من العراق وسوريا، واشارة الصحيفة إلى أن عناصر التنظيم يحصلون على أجر مضاعف لثلاث مرات لمن يتعاملون في هذا الأمر.
نوهت الصحيفة إلى أن هناك معلومات تشير إلى أن الشاحنات الناقلة للنفط الخام أحد مصادر تمويل تنظيم داعش تمر في مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري.
وأوضحت الصحيفة أن تنظيم داعش الآن في محنة، وربما أكثر من ذلك مما كانت عليه في أي وقت آخر منذ لاستيلاء على ثلث الأراضي في العراق وسوريا، وفقا لمجموعة من المقابلات مع الناس الذين فروا مؤخرا من مناطق خاضعة للتنظيم، تحت ضغط من الضربات الجوية من قبل العديد من البلدان، وهجمات برية جديدة من قبل الميليشيات الكردية والشيعية والجهاديين.
بريطانيا وداعش:
الإندبندنت
من جنبها ركزت تغطية الإندبندنت على أن بريطانيا على شفا الدخول في حرب طويلة في سوريا بناء على تفكير متفائل ومعلومات فقيرة".
وفى تحليل لمراسلها المخضرم في منطقة الشرق الأوسط باتريك كوبيرن اكد أن الغارات الجوية البريطانية لن تكون أبدا بتلك القوة التى تجعلها امرا يشكل فارقا كبيرا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا الى أن الأهمية الأكبر للمشاركة في قصف سوريا هي أنها تشكل بداية لدخول بريطانيا ساحة الحرب مع التنظيم وهي الحرب التى قد تكون طويلة.
أوضح أن أسلوب حكومة كاميرون هو نفس الاسلوب الذي دخلت به بريطانيا حربين صغيرتين لكنهما غير ناجحتين في العراق وأفغانستان منذ عام 2003، مشيرا الى أنه تماما كما حدث في العراق وأفغانستان فإن بريطانيا تدخل الحرب في سوريا دون شريك سوري واضح وهو ما يجعلها أيضا كما حدث في السابق تحت رحمة الظروف التى يشارك في تشكيلها عدد كبير من أطراف الصراع وكل منهم له مصالح أهداف تتعارض بشكل كبير مع الأطراف الأخرى.
ركز على أن بريطانيا توقعت في بداية الصراع أن نظام الأسد شارف على الانهيار لكن حاليا يعتبر الجيش السوري هو أكبر قوة عسكرية في سوريا ويحظى بدعم القوات الجوية الروسية، وانه رغم كل ذلك فإن الجيش السوري غير قادر على الفوز بالحرب في سوريا كما أن نظام الأسد لن ينهار قريبا وهذه هي طبيعة الصراع الذي ستشارك فيه بريطانيا لكن بفهم محدود للمخاطر التى ستواجهها بسبب ذلك.
تأييد للضربات الجوية:
تايمز
على الجانب الآخر اهتمت التايمز بموافقة الناخبين البريطانيين على توجيه الضربات الجوية على سوريا"، بعد الكشف عن دراسة حديثة اوضحت تزايد نسبة الناخبين الرافضين لمشاركة بريطانيا في الضربات الجوية على مواقع تابعة لتنظيم داعش في سوريا بما يوازي نحو 5 ملايين ناخب.
أوضحت الدراسة أن نسبة التأييد للمشاركة في القصف تراجعت من 59 في المائة إلى 48 في المائة من الناخبين البريطانيين خلال أسبوع واحد من قيام رئيس الوزراء دافيد كاميرون بطرح فكرة المشاركة في العمليات العسكرية في سوريا، مع الاشارة إلى أن نسبة المعارضين للمشاركة في قصف سوريا زادت خلال الأسبوع 11 في المائة بعدما كانت 20 في المائة لتصل إلى 31 في المائة من الناخبين بينما بقي 21 في المائة من الناخبين دون تحديد رأيهم.
ونسبة الرجال المؤيدين لقصف سوريا كانت نحو ضعف نسبة الرافضين بينما انقسمت أصوات الناخبات بما يقارب النصف بين الفريقين، والتأكيد على أن النتائج تصب في صالح زعيم المعارضة جيريمي كوربين والذي سيستخدمها لتأكيد أن حملته المعارضة لاقتراح الحكومة تكتسب تأييدا شعبيا متناميا.