حزب النور ما بين التجهيز لانتخابات المحليات وخلافات مع الدعوة السلفية
السبت 05/ديسمبر/2015 - 12:52 م
طباعة
منذ ان اعلنت النتائج الأخيرة للانتخابات البرلمانية المصرية ويعانى حزب النور من صدمة شديدة عقب خسارته الفادحة في هذه الانتخابات، التي لم يحصل فيها إلا على 12 مقعداً فقط، مما قلل من وزنه السياسي وجعله يتجه إلى طريقة أخرى لإعادة توازنه ومشاركته في العمل السياسي بقوة، إذ يحاول الحزب الآن إعداد كوادر شبابية غير معروفة من أبناء الحزب والدفع بهم للمشاركة في انتخابات المحليات المقبلة.
وقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بحزب النور ومواقع اخبارية اخرى، أن الحزب يعقد اجتماعاته مع بعض القيادات، لبحث سُبل تأهيل الشباب للمحليات والمنافسة فيها، كطريقة بديلة لإثبات الوجود على الساحة السياسية، لا سيما بعد اعتبار العديد من القوى السياسية أن نتيجة «النور» في الانتخابات البرلمانية، تعد بداية لانتهاء تيار الإسلام السياسي، ونجاحهم في عزلهم سياسياً، بعد أن رفضت هذه القوى السياسية التحالف مع «النور» في الانتخابات البرلمانية.
وبعد نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات، جاءت النتائج مخيبة لآمال مرشحي الدوائر المؤجّلة لحزب النور، التي ستُعقد يومي 6 و7 ديسمبر الحالي، مما أصاب بعض مرشحي الحزب بالخوف والإحباط، وجعل بعضهم يعلن انسحابه من العملية الانتخابية، وأصدر حزب النور بالبحيرة بياناً بسحب أحد مرشحيه بدائرة دمنهور، والمؤجلة الانتخابات بها، حيث أكد البيان أنه استجابة لطلب إبراهيم مرعى، مرشح حزب النور بدائرة دمنهور المؤجلة، قرر «النور» بدمنهور سحب ترشيحه من الدائرة، والاكتفاء بمرشح واحد فقط للحزب بدائرة دمنهور، وهو إبراهيم راغب عبده، ورمزه «الفانوس». وكان الدكتور شعبان عبدالعليم، عضو المجلس الرئاسى لحزب النور، أعلن أنه فكر في الانسحاب كثيراً بسبب إحباطه من خسارة الكثير من قيادات الحزب وانتشار المال السياسي في العملية الانتخابية، إلا أنه استمر إعمالاً لسنة التدافُع. وفى المقابل، علق محمد الأباصيري، الداعية السلفي، على هزيمة «النور» الساحقة في الانتخابات البرلمانية، قائلاً: «أعتقد أن الهزيمة التي لحقت بحزب النور السلفي في المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية لم تكن مفاجئة على الإطلاق، بل كانت أمراً متوقعاً وبشدة، فالمصريون كشفوا هذه المجموعات الإجرامية والإرهابية على حقيقتها، بعدما سقطت الأقنعة عن وجوههم القبيحة وبدا للعيان ما يخفون خلف تلك الأقنعة من مسوخ مشوهة وما يضمرون لمصر وشعبها من شر ومكر وخراب للبلاد وقتل للعباد». وتابع: كما أن ألاعيبهم الصبيانية وادعاءاتهم الفارغة وكذبهم لم يعد يروج على الناس، ولم يعد المصريون يصدّقون أنهم أرباب دين، وأنهم يسعون للحفاظ على الشريعة، وما شابه، من الشعارات الكاذبة التي كانوا يروّجونها لسرقة أصوات الناخبين تحت تأثير مخدر العواطف الدينية الجياشة، فلم يعد هذا المخدر فعالاً، لأن الناس اكتشفت حقيقته وأقلعت عن تناوله.
حزب النور والدعوة السلفية:
ياسر برهامي
وفي سياق اخر حمل أعضاء وقياديون في حزب النور، الدعوة السلفية، مسؤولية الهزيمة التي مُني بها الحزب في الانتخابات البرلمانية المصرية، متهمين إياها بالتدخل في شؤونه الداخلية.
ووسط تبادل للاتهامات بين أعضاء “النور” وقياداته، بشأن الهزيمة في الانتخابات، شن قياديون في الحزب، هجوماً حاداً على نائب رئيس الدعوة السلفية، ياسر برهامي.
واعتبر مدحت عمار، القيادي في الحزب، أن برهامي هو السبب الرئيسي لهزيمة حزب النور في الانتخابات البرلمانية، بسبب التدخل في شؤونه الداخلية. وكتب عمار على صفحته الرسمية في “فيس بوك”: “سبحان الله.. والله سبب الهزيمة الساحقة لحزب النور هو الدكتور ياسر برهامي، لأن سيادته يتدخل في كل شيء”.
وقالت مصادر من داخل الحزب: “هناك خلافات حادة داخل المجلس الرئاسي للحزب، حول التدخلات المستمرة لقيادات الدعوة السلفية، في عمل حزب النور السياسي”. وأضافت تلك المصادر أن “عدداً كبيراً من أعضاء المجلس الرئاسي في الحزب، أبدوا اعتراضهم على تدخلات ياسر برهامي”.
وأشارت إلى أن المجلس الرئاسي للحزب سيعقد اجتماعاً خلال الأسبوع المقبل، “لدراسة القضية، وتحديد أولويات الحزب في الفترة المقبلة، كما سيتلقى خطابات من الأمانات العامة في المحافظات، بشأن ردود فعل أعضاء الحزب”.
محمد الأباصيري، الداعية السلفي
وأوضحت أن الاجتماع “سيبحث كيفية شرح الوضع إلى قواعد الحزب في المحافظات”، متوقعة أن يتم تحديد موعد لاجتماع الجمعية العمومية للحزب، “للتدارس في بعض النقاط المهمة”، دون أن تشير إلى ماهية تلك الأمور، وهل تتضمن بحث إمكانية التوجه صوب العمل الدعوي وترك المجال السياسي أم لا؟.
من جانبه، نفى مصدر من داخل الدعوة السلفية، في تصريح اخباري، وجود أزمة بين الحزب والدعوة، قائلاً: “لا توجد أزمة، لكن من الطبيعي وجود غضب من نتيجة الانتخابات، وكلها اعتراضات مشروعة في إطار الإصلاح وليس الهدم”.
وأشار إلى أن قيادات من الدعوة والحزب بحثوا خلال اجتماع مطول عُقد الخميس الماضي، أسباب الهزيمة في الانتخابات البرلمانية.
إبراهيم مرعى، مرشح حزب النور
وأضاف أن “المناقشات مستمرة، بشأن تحديد أولويات العمل السياسي خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ومخاطر الإرهاب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية”.
وفاز حزب النور بـ12 مقعداً فقط في البرلمان، بعدما نافس على حوالي 60% من عدد المقاعد. كما تلقى القيادي البارز في صفوفه، السيد مصطفى، ضربة موجعة، بخسارته المقعد الذي حصل عليه في البرلمان السابق.
فهل تشهد الايام القادمة ارتفاعا لحدة الخلاف بين الدعوة السلفية وزراعها السياسية حزب النور؟ ام ان مجلس امناء الدعوة السلفية يستطيعون ترميم الصدع وعودة التفاهمات بين الدعوة والحزب؟