ياسر برهامي يهاجم التيار الاسلامي ويتهمه بالعمالة لأطراف خارجية

الأحد 06/ديسمبر/2015 - 02:29 م
طباعة ياسر برهامي يهاجم
 
بعد اتهامات عديدة لنائب رئيس الدعوة السلفية بأنه السبب الرئيس في فشل حزب النور بالانتخابات البرلمانية الاخيرة، وفي محاولة منه لتبرئة ساحته من هذا الاتهام وكذلك مراجعة ممارسات الحركة الاسلامية من 2011، وحتى الان، ياسر برهامي المثير للجدل دوما بتلك الفتاوى التي تحرض على الاقباط، والمرأة، بل وعلى المسلمين انفسهم المخالفين له في الرأي، يحاول في مقالته بجريدة الفتح، جمع شتات الحركة الاسلامية بفصائلها المختلفة، مؤكدا على صدق تنبؤاته  هو وحزبه (حزب النور) ودعوته السلفية، وعلى اخطاء باقي الحركات الاسلامية الأخرى تحت دعوى ان الدعوة السلفية وزراعها السياسية حزب النور كان همها الأول والاخير عدم اراقة الدماء والمحافظة على وجود الدولة المصرية، كيف هذا وهو والكثير من حزبه ودعوته يقومون ليل نهار بإصدار فتاوى تحريضية ضد الاقباط والمرأة وباقي التيارات السياسية سواء كانت اسلامية او ليبرالية او علمانية او يسارية.
يقول ياسر برهامي "وأسوأ مِن جلد الذات جلد الآخرين، وتعليق الفشل عليهم؛ وأن تقصيرهم هو السبب مع أن القائل ربما كان المقصِّر الحقيقي، والمتفرج الناقد في مقاعد الجمهور لا يشارك في شيء، ولا يؤدي دوره لا علمًا ولا عملاً ولا دعوة، ولا تواصلاً مع الناس، ولا مشاركةً سياسيةً، ولا اجتماعية ولا مالية، ولا شيء؛ إلا أنه يحسن نقد الآخرين، ويزعم أنه يريد الإصلاح! وهذا كله مِن الخلل الذي لا بد أن ننقذ أنفسنا منه"
في اشارة منه لمنتقدي حزب النور والدعوة السلفية سواء كان من التيار السلفي ورفيق الامس كالشيخ سعيد عبد العظيم احد مؤسسي الدعوة السلفية او من فصيل سلفي اخر كالشيخ اسامة القوصي او محمد سعيد رسلان وكذلك بعض الفصائل الاسلامية الاخرى المتعاطفة والمتحالفة مع جماعة الاخوان كالجماعة الاسلامية او حزب الوطن السلفي.. الخ فياسر برهامي هنا يؤكد ان هؤلاء انما يقومون بنقد حزب النور في مشاركته السياسية وهم ابعد ما يكون عن المشاركة ولا يريدون بهذا النقد سوى هدم الحزب والدولة معا، وما يؤكد على هذا قوله "لم يكن محتملاً أن نتخذ موقفًا يسعى إلى هدم الدولة، كما تصوره مَن تصوره، وخُدع في موقف الغرب الساعي في الهدم، ولكن بأيدينا، وظن أنه يأتي منهم الخير للحركة الإسلامية "أو على الأصح حركتهم التي يسمونها إسلامية!"، بل له حركة إسلامية غيرها في معتقدهم، فقد كان البديل هو تضاعف الظلم والدم أكثر مِن ألف ضعف مقارنة بما حدث "مع إنكارنا لسفك الدماء وظلم الناس" قبْل أن يقع، وبعد أن وقع، وإلى اليوم، سمعه مَن سمعه وسدَّ أذنيه عن السماع، وأغشى عينيه عن الرؤية مَن سدَّ وأغشى" حيث يؤكد برهامي في اكثر من موضع من مقاله على ان تلك الفصائل التي تنتقد حزب النور والدعوة السلفية انما تتحرك لصالح اطراف خارجية وليس لصالح الدولة المصرية وهذا ما ينفيه برهامي عن حزبه ودعوته بينما الدلائل تشير بقوة على ان حزب النور فيما بعد 30 يونيو 2013، حاول بشتى الطرق ايجاد طرق للتواصل مع نفس الاطراف الخارجية للتعاون معها وتقديم نفسه بديلا عن جماعة الاخوان امام الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية، فقد حاول اكثر من مرة ايجاد طرق للتقارب لكنه يسير من فشل الى فشل.
ويستطرد ياسر برهامي حديثه عن الفصائل الاسلامية نافيا ان يكون لحزب النور او الدعوة السلفية دخل بحالة التردي التي وصلت له الحركة الاسلامية، مطالبا تلك الفصائل بمحاولة مراجعة المواقف بداية من 2011 وحت الان، والاعتراف بالأسباب الحقيقية وراء تشويه الحركة الاسلامية وفصائلها، بقوله " أما الفصائل الإسلامية الأخرى: فالبعض يحمِّلنا مسئولية التردي الذي وصلتْ إليه العلاقات بيْن فصائل الحركة الإسلامية الذي لا يكاد يَرى البعض أملاً في معالجته، ولسنا كذلك -بحمد الله-، ولكننا نطلب مِن هؤلاء مراجعة ما حدث مِن جميع الأطراف مِن بداية الخلاف في أول العمل السياسي مِن انتخابات "2011م" وما حدث مِن تشويه بلا سببٍ منا، ثم الاختلاف تحت قبة البرلمان، ثم الاختلاف أثناء انتخابات الرئاسة الأولى، ثم ما حدث بعدها مِن نقض العهود، ومخالفة للأخلاق الإسلامية والمبادئ، بل والعقائد الإسلامية، ثم تبيَّن لنا بعد ذلك أنها كانت لإرضاء أطراف خارجية لا ترضى بوجودنا في المشهد -وأظن أنهم كذلك إلى الآن-!"

نص مقال برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال -تعالى- لأعلى البشر قدرًا وعقلاً وخـُلـُقًا، وحسن إدراكٍ "محمد -صلى الله عليه وسلم-": (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:188).
فكل إنسان بصفته إنسانًا لا يعلم الغيب، ولا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا "ولو كان حتى رسول الله -صلى الله وعليه وسلم-" إلا ما شاء الله -سبحانه- له؛ فلا بد إذن بمقتضى البشرية أن يحصل له في حياته خلاف ما توقع فيسوؤه ذلك، وإن كان أهل الإيمان يجعل الله لهم مِن وراء ما يكرهون خيرًا كثيرًا، ورغم أنه يتخطى حساباتهم، ويصيبهم ما لم يحتسبوا؛ إلا أن الله قد جعل أمرهم عجبًا، وجعله كله خيرًا لهم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) (رواه مسلم).
ومراجعة الحسابات أمر ضروري للإنسان؛ لكي ينظر فيما أخطأ فيه أو قصَّر؛ ولكي يتقدَّم إلى المستقبل بطريقة أفضل؛ ولكي يتعامل في أموره كلها بسلوك أرقى مما كان عليه عقلاً وتفكرًا، وسلوكًا قلبيًّا، وخُلـُقـًا في معاملة الناس، وحركة في مجتمعه وواقعه؛ لا لكي يعيش في دائرة الحزن المحيط الذي يدفعه إلى ترك العمل والاستسلام للواقع المؤلم؛ فـَيَهِن، ويضعف، ويستكين للباطل الذي يراه في العالم (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139)، وقال -تعالى-: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا) (آل عمران:146)،
وهذا التوازن عند المصائب والخسائر الظاهرة، كان سلوك النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم تمنعه عصمته -صلي الله عليه وسلم- أن يقول في أمورٍ اجتهد فيها: "لو استقبلتُ مِن أمري ما استدبرت، ما فعلتُ كذا، أو لفعلتُ كذا"، مراتٍ عديدة.
فلا بد مِن مراجعة أخطاء الماضي؛ لنصلح المستقبل، لا لمجرد جَلْد الذات فندخل الدائرة المفرغة مِن الحزن والغم والهم الذي لا فائدة منه، بل هو الضرر المحض؛ ولذا كانت الاستعاذة منه في الأحاديث الصحيحة كثيرة: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحُزْنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ) (متفق عليه).
وأسوأ مِن جلد الذات جلد الآخرين، وتعليق الفشل عليهم؛ وأن تقصيرهم هو السبب مع أن القائل ربما كان المقصِّر الحقيقي، والمتفرج الناقد في مقاعد الجمهور لا يشارك في شيء، ولا يؤدي دوره لا علمًا ولا عملاً ولا دعوة، ولا تواصلاً مع الناس، ولا مشاركةً سياسيةً، ولا اجتماعية ولا مالية، ولا شيء؛ إلا أنه يحسن نقد الآخرين، ويزعم أنه يريد الإصلاح! وهذا كله مِن الخلل الذي لا بد أن ننقذ أنفسنا منه؛ لكي لا نكون كالذين قالوا: (لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلوا) (آل عمران:168)، مع أن ذنبهم ومعصيتهم كانت مِن أكبر أسباب الهزيمة.
ونقطة أخرى في هذا المقام، وهي: أن تقييم التجربة لا ينبغي أن يُبنى على معطيات ما بعد النتائج؛ فنحن لا نعلم الغيب، والواجب تقييم الأخطاء والتقصير بناءً على المعطيات وقت اتّخاذ القرار، مثل: المبالغة في تقدير الواقع قوة وضعفًا، وتخطيطًا وترتيبًا، ومعرفة بالقوى المؤثرة، والحجم الحقيقي لنا وسطها، والعوامل المحيطة التي تؤثر على كل متخذي القرار داخل مؤسستنا، وداخل الدولة، وفي المنطقة، بل وفي العالم، ومثل: النظر في البدائل التي كانت مطروحة وقت اتّخاذ القرار وليس بعد حصول النتائج! وربما كان وجه الحياة قد تغيَّر بالكلية لو لم تكن المواقف الأولى قد اتّخذت، ومثل: طريقة اتّخاذ القرار، هل كانت بالشورى أم بالاستبداد؟ وهل روعي فيها وجه الله ونصرة الدين أم إرادة الدنيا وهوى النفوس؟ قال -تعالى-: (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَة) (آل عمران:152)،
ومثل: درجة الصلة بالله، والحال القلبي عند اتخاذ القرار، وعن العمل فيه، وهل شغلنا عن الذكر والعبادة شاغل كان يلزم ألا يشغلنا؟!
ولنتأمل قوله -تعالى-: (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ) (المزمل:20)، فهل فعلنا أم قصَّرنا بالكلية، ولم يقع التوازن في أوقاتنا وأعمالنا؛ فقلـَّتِ البركة، وأوتينا مِن قِبَل أنفسنا؟ (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) (آل عمران:165). 
ولنضرب أمثلة في هذا الباب لأمورٍ طرحها الإخوة في تعليقهم على ما حدث في الآونة الأخيرة بمراجعة مواقف سابقة، مثل: الموقف مِن الدولة، والموقف مِن النظام، والموقف مِن الفصائل المخالفة في الصف الإسلامي؛ فالبعض طرح في مراجعته الخطأ في كل ذلك، وجعل ينتقِد النقد "الهدام" لا "البَنـَّاء".
وغاب عن هذا البعض الأمور التي ذكرنا، وأنا أقول: لو استقبلنا مِن أمرنا ما استدبرنا لاتخذنا نفس الموقف مِن الدولة، ولو بالمعطيات المعاصرة؛ فلم يكن مِن الممكن أبدًا أن نتخذ موقف الصدام الذي أراده البعض واستمر فيه، وكان حريصًا أن يموت غيره بدلاً منه لا معه، مِن أجل أن يصل إلى ما يريد؛ مستغلاً آلام المظلومين، ودماء الضحايا التي لا بد أن تُسفك في الصراع الصفري الذي قرره!
ثم لم يكن محتملاً أن نتخذ موقفًا يسعى إلى هدم الدولة، كما تصوره مَن تصوره، وخُدع في موقف الغرب الساعي في الهدم، ولكن بأيدينا، وظن أنه يأتي منهم الخير للحركة الإسلامية "أو على الأصح حركتهم التي يسمونها إسلامية!"، بل له حركة إسلامية غيرها في معتقدهم، فقد كان البديل هو تضاعف الظلم والدم أكثر مِن ألف ضعف مقارنة بما حدث "مع إنكارنا لسفك الدماء وظلم الناس" قبْل أن يقع، وبعد أن وقع، وإلى اليوم، سمعه مَن سمعه وسدَّ أذنيه عن السماع، وأغشى عينيه عن الرؤية مَن سدَّ وأغشى.
أما الموقف مِن النظام: فلا أنكر أنه قد وقعتْ مبالغات مِن البعض، وفي مواقف حساسة، ومِن أفرادٍ لهم وضع لا يمكن التهوين منه ونسبته إلى أنه أخطاء فردية؛ لأنه لم يتم علاجها بما ينبغي، وأنا أرى أنه لو استقبلنا مِن أمرنا ما استدبرنا لاجتهدنا أكثر في منع مبالغاتٍ وقعت، أو عالجناها بعد وقوعها قبْل أن يُصبغ الاتجاه كله بصبغتها.
وإن كانت الحقيقة أن جميع ما كان مِن ذلك لم يكن قرارًا مؤسسيًّا، بل بعضه كان مخالفاتٍ فردية أخذتْ صورة المجموع، وإن كان البعض يريد منا أن نكون كالمعارضة في النظام الديمقراطي؛ لا تجد قضية اتخذها النظام إلا وأخذنا موقف الضد منها سواء أعلمنا معطيات القرار أو لم نعلم! سواء أدرسنا البدائل أو لم ندرس! فهذه طبيعة المعارضة!
ونحن لسنا كذلك، ولن نكون -إن شاء الله-، كما لم نكن أبواقـًا للنظام في كل ما يفعله، ولسنا -ولن نكون- مرددين لعبارات التعظيم والإطراء حتى فيما لا نعلمه، ومَن يراجع مواقفنا في الأحداث الجسام يجد ذلك جليًّا "ولعله مِن أسباب واقعنا الذي نحن فيه"، فطريقتنا دائمًا الإعانة على الخير، والنقد البناء -لا الهدام- لما نراه خلاف الحق والصواب، سواء كنا في تحالفٍ مع السُّلطة أو في اختلافٍ معها.
أما الفصائل الإسلامية الأخرى: فالبعض يحمِّلنا مسئولية التردي الذي وصلتْ إليه العلاقات بيْن فصائل الحركة الإسلامية الذي لا يكاد يَرى البعض أملاً في معالجته، ولسنا كذلك -بحمد الله-، ولكننا نطلب مِن هؤلاء مراجعة ما حدث مِن جميع الأطراف مِن بداية الخلاف في أول العمل السياسي مِن انتخابات "2011م" وما حدث مِن تشويه بلا سببٍ منا، ثم الاختلاف تحت قبة البرلمان، ثم الاختلاف أثناء انتخابات الرئاسة الأولى، ثم ما حدث بعدها مِن نقض العهود، ومخالفة للأخلاق الإسلامية والمبادئ، بل والعقائد الإسلامية، ثم تبيَّن لنا بعد ذلك أنها كانت لإرضاء أطراف خارجية لا ترضى بوجودنا في المشهد -وأظن أنهم كذلك إلى الآن-!
ثم مواقف غير سديدةٍ في "لجنة المائة"، ثم في إدارة الحكم والملفات المختلفة، والموقف مِن المخالفين، ثم الإعلام المدمِّر، ثم الأحداث الكبرى في الفتنة التي وقعتْ واختيار الصدام الصفري، والإصرار على الاتهام بالخيانة والعمالة للمخالِف، ثم التكفير والحكم بالنفاق إلى يومنا هذا!
كل هذا وردُّ فعلنا فيه مجرد الدفاع، ورد البدع والمخالفات وتوضيحها، ودعم بقاء الدولة والمجتمع، والذي لا بد فيه مِن نقدٍ للموقف المضاد لذلك، وإن توافق مع اتجاهاتٍ ليبراليةٍ أو قوميةٍ أو غيرها، لكن لم يكن لنا أن نخالِف لمجرد المخالفة والمعارضة -لأنهم في تصنيف الكثيرين "ليسوا إسلاميين"-، فنحن كما ذكرنا نرفض المعارضة لأجل المعارضة، والتصفيق لأجل التصفيق والموافقة، بل كل موقف وحدث حسب معطياته.
ونحن نقول: إن تغيير العلاقات لا بد أن يُبنى على تغيير في المنهج والمواقف، فلا بد مِن تغيير منهج التكفير والتنفيق مع المخالفين في مواقف سياسية، وهذه مسألة منهجية عقدية، وسلوكية خُلُقية، ثم لا بد مِن تغيير خيار "الصدام الصفري" -بل وغير الصفري-، لنقبل اعتبار المخالف ضمن الصف الإسلامي القابل للتعاون، فكنا في الماضي -وما زلنا في الحاضر- نعد جماعات التكفير المعادية للمجتمع بجميع درجاتها ليستْ ضمن الصف الإسلامي القابل للتعاون أو حتى التغاضي عما عنده مِن الانحراف، وتاريخنا يشهد بذلك. 
ونحن ومَن خالفنا -أيضًا- نتخذ نفس الموقف مِن "داعش" و"أنصار بيت المقدس" ونحوها مِن الجماعات؛ فليعودوا فسوف نعود، وليغيروا فسوف نغيِّر، فلا تغرنـَّكم أيها السلفيون دعوات إصلاح للعلاقات لا تُبنى على ذلك بالعواطف القوية أو الشعارات الرنانة التي لا تجدون لها تطبيقًا في الأرض.
والله المستعان.

شارك