جماعة الإخوان.. اتهامات متبادلة وتحريض على العنف

السبت 02/يناير/2016 - 01:14 م
طباعة جماعة الإخوان.. اتهامات
 
لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن بيان جديد يحرض على العنف والإرهاب ضد الشعب المصري من قِبل جماعة الإخوان الإرهابية، وتزداد لهجة البيانات حِدَّة كلما اقتربنا من الخامس والعشرين من يناير، ومؤخرَا أصدر ثلاثون قياديًّا إخوانيًّا من بينهم جمال حشمت، عضو مجلس شورى الإخوان، وأحمد عبدالعزيز، مستشار الرئيس المعزول محمد مرسي، وعبد الموجود راجح الدرديري، المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية لحزب «الحرية والعدالة» المنحل، بياناً أمس الجمعة، لم يخل من تحريض أنصار الجماعة على التصعيد في ذكرى ثورة يناير، ومد جميع الجسور لما وصفوه بـ«الاتفاق والاتحاد مع جميع القوى»، بما فيها القوى السياسية المعارضة لهم في المظاهرات، في مناسبة الذكرى.
عاصم عبد الماجد،
عاصم عبد الماجد، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية
وتزامن بيان قيادات الإخوان مع انتقادات عنيفة وجهها القيادي الهارب خارج البلاد عاصم عبد الماجد، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية لجماعة الإخوان، حملهم خلالها المسئولية كاملة عن فشل التيار الإسلامي، وقال عبد الماجد في تدوينة على صفحته في «فيس بوك»: "إن التيار الإسلامي والمتعاطفين معه توحدوا خلف الإخوان وتركوا لهم القيادة كاملة، منذ معركة إعادة الانتخابات، فحدث الفشل مرتين، وحدث الإحباط عند كثيرين ومنهم عدد كبير من الإخوان أنفسهم". وأرجع عبد الماجد تراجع زخم التظاهرات لما وصفه بـ«قناعة الملايين» التي كانت تتظاهر بأنهم غير قادرين على الحسم، وأن معركة الإسلاميين مع الدولة بدأت تتلاشى، مشيراً إلى أنه في حالة أن أصر الإسلاميون على أن الدولة دولتهم، والشعارات شعاراتهم، سيبقى الإسلاميون في المحشر الذي يقفون فيه، وسيتركون بذلك المجال واسعاً أمام من يريد ركوب أكتاف الجماهير.
من جهة أخرى، قال وزير الأوقاف المصري، محمد جمعة: "إن أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، وعملاء القوى الاستعمارية، يعملون بكل ما أوتوا من قوة على استثارة فئات بعينها من الشعب، مدعومين بتوجيهات استخباراتية، بدعوات مشبوهة للتظاهر، ولا بد أن ينتبه المصريون الشرفاء إلى مخاطر تلك الدعوات الهدامة، حتى لو لبست ثوب المطالب الفئوية في هذا التوقيت".
مختار نوح، القيادي
مختار نوح، القيادي السابق بالإخوان
فيما قال مختار نوح، القيادي السابق بالإخوان: "إن الموقعين على بيان التظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير من أنصار الجماعة، مصابون بحالة «توهم»". مؤكدًا أنهم يعتقدون أنه بتلك البيانات يخيفون المصريين ويخططون لمعركة هم لن يديروها.
وأضاف «نوح»، لبرنامج «90 دقيقة»، الذي عرض على «المحور»، الجمعة 1 يناير 2016، أن المرحلة النفسية التي يمر بها شباب جماعة الإخوان جعلتهم يتخيلون وجود معركة وفرص انتصار ضائعة.
وتابع: «الإخوان لم يكونوا طرفا في ثورة 25 يناير، وهم تنظيم غير ديمقراطي، وكل ما حدث هو أنهم وجدوا الثورة فرصة للوصول إلى الحكم».
وأشار إلى أن جماعة الإخوان قابلة للتقسيم إلى فريقين، أحدهما يفكر بعقله ويرى ضرورة الدخول في حالة من الحوار، والآخر هو المتحكم في كافة الأمور؛ لأنه يمتلك الأموال. وتابع: «هناك اعترافات كثيرة بممارسة العنف من قبل بعض المتهمين المنتمين للإخوان دون أي إجبار أو تعذيب من الداخلية، ولكن الجهاز الإعلامي الضعيف لدينا لم يسلط الضوء عليها».
يوسف ندا، المفوض
يوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الخارجية بجماعة الإخوان
وما يؤكد حديث القيادي الإخواني المنشق مختار نوح هو انقلاب حلفاء الإخوان على يوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الخارجية بجماعة الإخوان، بعدما ظهر من جديد عبر عدد من القنوات المقربة من الجماعة، وحرض على التصعيد، رافضين ظهوره مؤكدين أن ذلك يسهم في إضعاف تحالف الإخوان. وشن عاصم عبد الماجد، هجوماً عنيفاً على يوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الخارجية لجماعة الإخوان، قائلاً: "لا أحد يعرف ماذا وراء تصريحات يوسف ندا ولا مدى مصداقيتها ولا أظن أن أحداً يصدقها". وأضاف عبد الماجد في بيان له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "كما أنه لا أحد يصدق أن البيان الأخير لما يسمى بالمجلس الثوري له أي فائدة سوى زيادة البلبلة وتصفية حسابات داخلية، خاصة بتنازع قيادات الإخوان المعروفة، وسأقولها رغم مرارتها نصيحة لوجه الله القيادات عندما تفلس تفعل ذلك وأكثر من ذلك، وهذه جريمة". وتابع: "المفترض أن القيادات إذا أفلست تنحت وتركت المجال لمن هم أقدر منهم على العطاء تخطيطاً ومتابعة وإعدادًا". وفي ذات السياق شنت قيادات ما يسمى "المجلس الثوري" في تركيا، هجومًا عنيفًا على يوسف ندا، مشيرين إلى أن ظهوره محاولة لعرقلة استعدادات الإخوان لذكرى 25 يناير، موضحين أن الرجل اختفى تمامًا عن المشهد منذ عزل مرسي ويظهر في أوقات خاصة، يستهدف بها الإضرار بالجماعة. وقالوا في بيان لهم نشرته مواقع إخوانية: "إن المقترحات التي يدلي بها يوسف ندا حول ذكرى 25 يناير مرفوضة، ولن يقبلها أحد". موضحين أن ندا لم يخرج بأي تصريح أو مقترح بعد القبض على قيادات الإخوان، وصدور أحكام على قياداتهم، مطالبين إياه بالصمت. كما هاجم محمد صابر، عضو اللجنة المركزية لشباب جماعة الإخوان يوسف ندا، موضحًا أن تصريحاته محاولة لإفشال خطط الجماعة خلال المرحلة المقبلة ولا تفيد الجماعة في شيء. 
الدكتور عمرو هاشم
الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
من جانبه قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن التنظيم الدولي بشكل عام، يعاني من صراعات كبيرة بسبب تعدد الأهداف، وظهور يوسف ندا في هذا التوقيت أثار العديد من علامات الاستفهام لدى حلفاء الإخوان. وأضاف نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن حلفاء الجماعة ينظرون إلى المفوض السابق للعلاقات الخارجية بجماعة الإخوان، على أنه يريد فرض وجهة نظر بعينها عليهم في وقت تعاني فيه الجماعة من أزمة داخلية كبيرة وهو ما جعلهم يهاجمون ندا. كان يوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الخارجية بجماعة الإخوان، قد حرض أعضاء الجماعة على التصعيد خلال الفترة المقبلة، وذلك مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وزعم أن هناك مبادرات تأتي له من الداخل تتضمن عودة الإخوان للمشهد السياسي. على حد قوله.
وردًّا على تلك البيانات الصادرة من مكاتب الإخوان المتنوعة والتي في مجملها تحرض على استخدام العنف والإرهاب واستعدادًا لذكرى 25 يناير، أفادت مصادر مطلعة، أن أجهزة الأمن أنهت استعدادها لتأمين ذكرى ثورة 25 يناير واحتفالات عيد الشرطة، مؤكدة أن خطط التأمين تشمل تعزيز الإجراءات الأمنية في الميادين العامة وبمحيط مؤسسات الدولة والمبان الشرطية خاصة السجون وأقسام الشرطة ومديريات الأمن والتصدي لأية محاولات تخريبية تستهدف أمن واستقرار الوطن. وأشارت تلك المصادر إلى أن أجهزة الأمن ستدفع بعدد من ضباط وأفراد قسم المفرقعات بقطاع الحماية المدنية بوزارة الداخلية لتأمين المناطق الحيوية وإجراء عمليات مسح وتعقيم لها، بواسطة الكلاب البوليسية، لضمان خلوها من المواد المتفجرة، كما ستعزز أجهزة الأمن من إجراءاتها الأمنية داخل وسائل النقل والمواصلات، خاصة محطات المترو والسكة الحديد وأتوبيسات النقل العام، لمنع استهدافها بواسطة العبوات الناسفة التي دأبت الجماعات الإرهابية على استخدامها بصفة مستمرة والتصدي لعمليات استهداف البنية التحتية. وأكدت المصادر، أن وزارة الداخلية ستتصدى بكل قوة وحسم لأية محاولات بالخروج عن القانون ولن تسمح للعناصر الإرهابية بإفساد فرحة المصريين بالاحتفال بذكرى الثورة، كما تعزز من إجراءاتها الأمنية بشكل كبير في منطقة سيناء للتصدي للأعمال الإرهابية التي ترتكبها الجماعات المتطرفة ما بين الحين والآخر. وشددت المصادر على أن وزارة الداخلية ستوجه حملات أمنية خلال الأيام المقبلة تستهدف العناصر الإخوانية والقيادات الوسطى للجماعة وأعضاء العمليات النوعية والشُعب الإخوانية في المحافظات التي تحرض على العنف وتدعو له وتحاول الحشد وإثارة الفوضى. 

موضوعات ذات صلة

شارك