الاخوة الاقباط :لا تتباكوا علي اسلام البحيري
الثلاثاء 05/يناير/2016 - 08:14 م
طباعة
من بين الفئات المتضامنة بقوة مع المفكر الباحث اسلام البحيري .تجد الاقباط يحتلون مركزا متقدما في الدفاع عن حرية الفكر والبحث والتنقيب والنبش في التراث ونزع القداسة عن التاريخ والموروث .وهذا التضامن الكبير الواسع المتعدد الاشكال بدا من بوستات الفيس بوك ودمج المقالات والبكاء علي الحريات .تجده يتكرر بشكل او باخر في الدفاع عن الكاتب المفكر سيد القمني او الدكتور خالد منتصر وغيرهم من الكتاب الكبار الذين يشنون حملات فكرية علي التراث الاسلامي بكل مافيه من امور تحتاج الي تجديد وتحديث وتنقية . الا ان المضحك المبكي والامر الذي يكشف عن طائفية مقيتة متأصلة في النفوس نتيجة لعصور متتالية من الاضطهاد والعزلة والتمييز في المجتمع المصري . ان هولاء الاقباط نفسهم وبذات البوستات والتويتات والمقالات . لايقبلون من قريب او بعيد من يمس كتبهم التراثية وافكارهم البالية وتاريخهم المقدس وقصصهم الضعيفة وشخصياتهم الدينية .فهم يعشقون –بأثر نفسي واضح – التنقيب والبحث في التراث الاسلامي – ويرفضون بقوة ان يحدث ذلك معهم .وهو عار حقيقي ان يشجع المرء حرية الفكر فيما يخص غيره ويرفضها علي ما يخصه . اكتب هذا وفي نفسي مرارة حقيقية تمتد لاكثر من 15 عاما تحملت فيها تغطية الملف القبطي والكنسي بالعديد من الصحف والاصدارات ووجدت من الكثير من الاقباط هجوما يتراوح مداه حسب الموضوعات المنشورة وحسب فهم المتلقي الذي احيانا لا يتجاوز عنوان الموضوع لتجد سيل من الاهانات والشتائم بل وتكفيرك باعتبارك غير ارثوذكسي وتنتمى لطائفة اخري وهدفك تشويه الكنيسة والاباء العظماء وتحمل في ذاتك مؤامرة كونية ضد الاقباط .هذا اذا كان الموضوع المطروح يحمل نقد ووقائع مثبته بالمستندات والبيانات .اما اذا كان الموضوع ايجابيا ويشيد بعمل مهم للكنيسة فلا تعليق ولا حس ولا خبر ولا شكر . ولعله من الممكن ان نذكر الاقباط المدافعين عن حرية التفكير بالزيف برد فعلهم العنيف ضد رواية عزازيل ليوسف زيدان .هذه الرواية التي نبشت عن وقائع تاريخية ونزعت القداسة عن التاريخ الكنسي وكشفت دور الكنيسة في مقتل الفيلسوفة هيباتشا . وهي في الاول والاخر رواية فثارت ضدها الكنيسة والاقباط ثورة عارمة وعندما نشرت حقيقية الواقعة من خلال كتب الكنيسة نفسها والتى لم تخفي الاثر او الدوار والصراع اخذت نصيبي من الهجوم
واذكر الاقباط المتضامنين مع الباحث الذي فتش في كتب التاريخ ولكن ليس كتبهم برد فعلهم العنيف ضد الفيلم الرائع "بحب السيما " الذي كشف عن وجود تطرف اصولي مسيحيا بين المسيحية ذاتها .فاعتبر الاقباط هذا تشويه واهانة لهم . وياللهول اعتبروا ان تقديم نموذج لزوجة قبطية خائنة لهو اسقاط يقع علي كل الزوجات المسيحيات . مع ان الكتاب المقدس ذكر نماذج للزانيات ولم ينسحب هذا الاسقاط علي بقية النساء بالكتاب ومثال علي ذلك شخصية رحاب الزانية
واذكر الاقباط الذين يطالبون بحرية الفكر بموقفهم ضد كتابات الاب اللاهوتي الكبير متى المسكين والذي تعده دوائر اللاهوت في العالم من الرواد . هل نسي الاقباط ان هناك اسقفا جمع كتب الاب متي وحرقها في حوش الكنيسة . المضحك ان معظم هولاء الاقباط لم يقرؤا حرفا للاب متي .بل يسيرون في ركب المجمع المقدسات واراء البابا شنودة الثالث ويتجاهلون الخلافات الشخصية بينهما . ونفس الامر ينطبق علي اللاهوتي الكبير الدكتور جورج بباوي عميد كلية انديانا الارثوذكسية وغيرهما . ان الاقباط الذين يبكون علي فكر البحيري ومنعه لم يصدر منهم صوت يلوم منع المجمع المقدس للكنيسة كتب الدكتور جورج او منع معرض الكتاب القبطي لكتب الاب متي المسكين . هي الكتب التي تكشف عن الكثير من الحقائق التي تضرب مسلمات يعيش فيها الاقباط بلا فهم او تعقل ! لماذا تذرفون دموع التماسيح علي اسلام البحيري وانتم شركاء للسلفيين في فكرهم وفعلهم وتركنون معهم في نفس جحرهم المتربص بكل فكر جديد او نزع الغطاء عن وقائع تاريخية او شخصيات تعطونها حلة القداسة وتعتبرونها رموزا بلا خطا او خطايا في حين ان البشر جميعا بلا عصمة .يلا سخرية القدر علي انصار حرية الفكر . اذكر عندما انفردت بنشر موضوع علي اصابة البابا شنودة بالسرطان في مجلة روزاليوسف عام 2009 هجمت علي السنة الاقباط الطاهرة بالشتائم القذرة من كل صوب وحدب . والمضحك الهزلي انه عندما تاكد الجميع من حقيقية الانفراد بعد رحيل البابا . اعتبر الاقباط ان هذا المرض يؤكد علي "قداسة "البابا شنودة وكيف كان يخدم وهو متألم واضافوا بذلك عظمة علي عظمته ..لا تتباكوا علي البحيري بصراحة شكلكم وحش قوي . ويبقي ان السلفيين يعتبرون تضامن الاقباط مع اسلام من الامور التي تؤكد عداوته للإسلام وترحيب اعداء الاسلام به
الهوامش
ارثوذكسي
أرثوذكس هي كلمة مشتقة جزئها الأول من كلمة أرثوذ وأصلها من اللغة اليونانية وتعني ("الصواب" أو "الصحيح" أو "قويم") وجزؤها الثاني من كلمة دوكسا (doxa) التي تعني ("الرأي" أو "الاعتقاد"، وترتبط بكلمة دوكين ومعناها "يُفكر")،وتُستخدم بصفة عامة للإشارة إلى الالتزام بالأعراف المتفق عليها