حرب «الملف الإنساني» في جنيف... و«داعش» يضرب مزارات قرب دمشق/المقاومة الشعبية تسيطر على مناطق جديدة في اليمن/سفير الدولة بواشنطن يستعرض تهديدات «داعش» وإيران
الإثنين 01/فبراير/2016 - 11:35 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيًّا وعالميًّا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" صباح اليوم الاثنين الموافق 1/ 2/ 2016
حرب «الملف الإنساني» في جنيف... و«داعش» يضرب مزارات قرب دمشق
بدأ وفدا الحكومة السورية والهيئة التفاوضية العليا للمعارضة «حرباً إعلامية» حول الملف الإنساني، بمجرد اكتمال وصول وفديهما إلى جنيف، مع تركيز المعارضة على تحقيق تقدّم في البعد الإنساني قبل بدء مفاوضات السلام السورية. وجاء ذلك في وقت أعطى الجانبان الأميركي والروسي ومعهما الأمم المتحدة «أجواء احتفالية» لمشاركة الوفدين في المفاوضات، وهو أمر لم يحصل سوى بعد ضغوط مارستها واشنطن على حلفاء المعارضة لدفعها إلى الحضور. وقال رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «الحياة» انه تلقى اتصالاً من نائب وزير الخارجية الأميركي طوني بلنكين تضمّن تقديم «ضمانات» حول دور الأكراد في مستقبل سورية ومشاركتهم في العملية السياسية «في مرحلة لاحقة»، الأمر الذي يُتوقع أن يثير مشكلة مع أنقرة وفصائل معارضة. وبالتزامن مع مفاوضات جنيف، قُتل عشرات بينهم ما لا يقل عن ٢٥ عنصراً من ميليشيات شيعية تقاتل إلى جانب النظام في تفجيرين انتحاريين تبناهما تنظيم «داعش» في منطقة تضم مزارات شيعية جنوب دمشق.
وبعد وصول وفد الهيئة التفاوضية للمعارضة مساء السبت الى جنيف، إثر مشاكل لوجستية تعلّقت بتأشيرات الدخول وملكية الفندق الذي خصصته لهم الخارجية السويسرية وموقعه، بدأ الناطقون باسم الوفد «حملة إعلامية» في مقابل حملة مماثلة لوفد الحكومة. وأكد الناطق باسم الهيئة المعارضة سالم المسلط أن الأولوية هي لتحقيق تقدّم في المسار الإنساني والإفراج عن معتقلين خصوصاً الأطفال والنساء «تنفيذاً لضمانات» حصلت عليها الهيئة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمم المتحدة ودول إقليمية.
وقام المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أمس بـ «زيارة مجاملة» إلى وفد هيئة المفاوضات العليا، وعقد معها «اجتماعاً غير رسمي بهدف معالجة القضايا الخاصة بالمفاوضات بين الأطراف السورية»، وفق بيان ناطقة باسم مبعوث الأمم المتحدة. وأضافت أن لقاء موازياً عقد بين السفير رمزي رمزي نائب المبعوث الدولي ورئيس وفد الحكومة بشار الجعفري الذي عقد مؤتمراً صحافياً بالتوقيت نفسه الذي تحدث فيه المسلط.
وقالت بسمة قضماني، وهي عضو في الهيئة المعارضة، إن الوفد جاء «بعدما تلقى ضمانات والتزامات محددة بأن يتحقق تقدم جدي في شأن الوضع الإنساني». وأضافت: «لا يمكن المعارضة بدء المفاوضات السياسية قبل أن تتحقق هذه الأمور»، فيما قال المسلط إن المعارضة «مستعدة للتحرك عشر خطوات إذا ما تحرك وفد الحكومة خطوة واحدة فقط»، لكنه أضاف أن الرئيس السوري بشار الأسد «لا يعتزم تقديم أي تنازلات... النظام لم يأتِ للتوصل إلى حلول بل لكسب الوقت». وجدد المنسق العام للهيئة رياض حجاب، في الرياض، القول إن الوفد «قد ينسحب من المفاوضات إذا واصلت الحكومة وحلفاؤها تصعيد حملة قصف المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة ومنع دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة».
في المقابل، اتهم الجعفري المعارضة بأنها «غير جدية» في المفاوضات. وقال رداً على سؤال إن ممرات انسانية ووقف النار والإفراج عن سجناء «جزء من البرنامج الذي تم الاتفاق عليه وسيكون واحداً من النقاط المهمة للغاية التي سيناقشها المواطنون السوريون مع بعضهم بعضاً».
وكان مقرراً ان يبدأ دي ميستورا المفاوضات اليوم، بجلستين في غرفتين منفصلتين، واحدة مع وفد الحكومة وأخرى مع المعارضة. وبذل الاميركيون والروس جهوداً لاقناع الطرفين بالدخول في مفاوضات. وقال المبعوث الدولي أمس بعد لقائه المعارضة: «أنا متفائل ومصمم لأنها فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها». وتابع: «يعود الأمر الى الهيئة العليا للمفاوضات لكي يبلغونا بالحضور (اليوم)».
وعقد ممثلو عشر دول من «النواة الصلبة» من مجموعة «أصدقاء سورية» لقاء مع الهيئة التفاوضية في مقر البعثة الفرنسية في جنيف لحضها على عدم الانسحاب من المفاوضات، بل الانخراط فيها واستخدامها «منبراً اعلامياً للضغط على النظام وحلفائه»، بالتزامن مع توقع لقاء بين مساعدة وزير الخارجية الأميركي ان باترسون ونظيرها الروسي غينادي غاتيلوف. وبدأت دول غربية تبحث اطلاق «مسار إنساني منفصل بين ممثلي الحكومة والمعارضة، لإحداث اختراق وتحسين الوضع قبل الانتقال الى بحث وقف النار والبعد السياسي».
إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن اكثر من ٦٠ شخصاً بينهم حوالى 25 عنصراً شيعياً مسلحاً قتلوا في تفجيرين انتحاريين تبناهما «داعش» في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق والتي تضم مزارات شيعية ووجوداً قوياً لـ «حزب الله» وميلشيات شيعية.
وفي الرياض قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن المعارضة السورية وحلفاءها تلقوا تطمينات كتابية من الأمم المتحدة بتطبيق القرار 2254، وخصوصاً الفقرات 12 و13 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، ووقف القصف العشوائي، مبيناً أن هذه النقاط لا يمكن التفاوض عليها.
وجدد الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو في الرياض أمس أن «المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية ستبدأ بناءً على بيان جنيف، الذي ينص على نقلٍ كامل للسلطة وبناء مستقبل جديد وسورية جديدة لا يكون لبشار الأسد دور فيها». ودعا الوزير التركي إيران أن تتراجع عن البعد الطائفي في المنطقة، محذراً من خطورة ذلك، وأشار بقوله: «تباحثنا في جميع المسائل، وخصوصاً الملف السوري وموضوع إيران، نحن ضد الطائفية وهي خطرة جداً لذلك يجب على إيران أن تتنازل وتتراجع عن هذا البعد الطائفي ونحن نذكر ذلك داخل المحافل الدولية».
"الحياة اللندنية"
المقاومة الشعبية تسيطر على مناطق جديدة في اليمن
تمكن أفراد المقاومة الشعبية، الموالين للرئيس عبدربه منصور هادي، والجيش الوطني، اليوم الإثنين، من السيطرة على واد في محافظة الجوف، شمالي اليمن، بعد معارك مع الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، حسب مصدر في المقاومة.
وقال الناشط الإعلامي في المقاومة الشعبية بمحافظة الجوف، مبارك العبادي، إن "الجيش الوطني والمقاومة سيطرا على وادي حذارة، التابع لمديرية خب والشعف في المحافظة، بعد معارك مع الحوثيين وقوات صالح اندلعت منذ أمس، وخلفت قتلى وجرحى منهم".
وأضاف أن "مسلحي الحوثي وصالح انسحبوا إلى مواقع أخرى بعد طردهم، دون ذكر تفاصيل إضافية".
"الشرق القطرية"
سفير الدولة بواشنطن يستعرض تهديدات «داعش» وإيران
استعرض سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة، في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، التحديات الاقليمية التي يشكلها تنظيم «داعش» والسياسات الإيرانية، وسلط الضوء بكثافة على دور دولة الإمارات العربية المتحدة في الشرق الأوسط الجديد.
وأكد السفير العتيبة التزام دولة الإمارات بهزيمة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله، فضلاً عن ريادتها في تقديم رؤية جديدة للمنطقة تقوم على ايديولوجيا بديلة وحديثة ونمط تفكير متقدم، في الندوة التي اقيمت لهذا الخصوص وأمها جمع غفير من الباحثين والناشطين في قضايا الشرق الأوسط بمباني المركز، وقدم فيها السفير العتيبة ورقة مهمة بعنوان «برنامج عمل ايجابي للشرق الأوسط» والتي نالت استحسان الحاضرين وحظيت بنقاش مستفيض.
وبخصوص قضية العصر التي تشغل بال الجميع وطرق مكافحة «داعش»، قال السفير العتيبة «اسمحوا لي أن أبدأ بالحديث عن مكافحة «داعش» والتطرف، في رأينا «داعش» تمثل تهديدا وجوديا للمنطقة، وهو سرطان يضعف الدول، ويزيد من التوترات الطائفية، وهي مسؤولة مباشرة عن الموت، والإصابات، وتشريد الملايين من الناس - وغالبية المتضررين منها من المسلمين». وأوضح أن العالم يشهد موجة تهديد من تنظيم «داعش»، والتطرف الذي ضرب منطقة الشرق الاوسط، ووصل إلى عمق أوروبا وأمريكا وآسيا، وشهدنا بكل أسف انتشار القتل في قاعة الحفلات في باريس، ومركز الدعم الاجتماعي في كاليفورنيا، وفي مالي ومصر وبيروت وبغداد وكان آخرها في إسطنبول وجاكرتا. ولفت السفير إلى نقطة مهمة وقال «في هذه المعركة، البعض قد يشير إلى أن الدول العربية لا تقوم بدورها، ولكن العمل الشاق والتضحية من الرجال والنساء في دولة الإمارات العربية المتحدة تثبت خلاف ذلك، وكانت الإمارات العربية المتحدة في هذه المعركة لسنوات، ونحن مستعدون لبذل المزيد من الجهد».
وواصل القول انهم يعملون على جبهة اخرى ضد المتطرفين «نحن نقطع الاكسجين الذي يحتاجونه من اجل البقاء» في اشارة لتنظيم داعش الارهابي و«اتخذنا إجراءات فعالة لمنع تدفق الأموال والمقاتلين الأجانب». ونوه السفير إلى انهم يعملون على معالجة «جذر المشكلة» بالتعامل مع الشباب قبل ان يتمكن التطرف منه، اضافة إلى حماية الإسلام نفسه من التعرض للخطف من قبل المتطرفين.
وتحقيقا لهذه الغاية، أوضح السفير العتيبة ان دولة الإمارات العربية اتخذت زمام المبادرة، في إنشاء مركز الهداية في أبو ظبي،حيث يزود المركز المجتمعات والحكومات بالأدوات اللازمة لمواجهة التطرف العنيف وتجنيد الإرهابيين، كما يقوم خبراؤه بتدريب الائمة الافغان، والمدارس الباكستانية ومساعدة المسؤولين النيجيريين لتطوير برامج مكافحة التطرف المجتمعية. وأشار إلى مبادرة جديدة أخرى هي مركز «الصواب»، الذي وضعت لبنته دولة الإمارات العربية والولايات المتحدة في يوليو تموز الماضي، وان كلمة «الصواب» في العربية تعني «فعل الشيء الصحيح» أو المضي على «الطريق الصحيح».
وان الخبراء الامارتيين والامريكان في مركز «الصواب» يعملون جنبا إلى جنب لمواجهة الدعاية المتطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والإنجليزية. وأبرز أحد اعمال حملة «الصواب» الأخيرة هي بث القصص الوحشية للمنشقين من داعش، كما تقدم آخر الأخبار مباشرة من النساء والفتيات الذين فروا مما يصفه الارهابيون ب «الخلافة». وقال العتيبة «دعونا نكون واضحين»داعش«ليس الإسلام والحرب ضد»داعش«ليست حربا ضد الإسلام، على العكس من ذلك، إنها معركة لإنقاذ الإسلام من عبدة الموت الذين خطفوا الدين كله لبيع إيديولوجيا الكراهية والقتل».
وعاد وقال «في صراع الأفكار هذا يجب أن يكون المسلمون هم الذين يقودون المعركة، ولهذا السبب اننا كمسلمين ملتزمون بوضع وسيلة بديلة للمضي قدما، وقد شكلت الدول الإسلامية، بقيادة المملكة العربية السعودية، تحالفا جديدا للتنسيق في جميع مجالات مكافحة التطرف». وشدد السفير على أن هزيمة ايديولوجية «داعش» ستحتاج لبعد اكثر من القوة المادية، وهو ما يقودنا إلى الطريق الثالث الأكثر ديمومة، وان الفوز في جبهة المعركة هذه لا يكفي فيه وصف فقط ما نقف ضده ولكن يجب علينا أيضاً ان نحدد ما هو.
وشرح السفير خطوات الدولة في اتخاذ زمام المبادرة لتقديم رؤية جديدة للشباب المسلمين في المنطقة بتبني ايدلوجية جديدة لا تخاف من الحداثة وتتطلع إلى المستقبل وقال: «عندما تركز انتباه العالم على هجمات باريس، ذهب دون أن يلاحظ أحد أن الدكتورة أمل القبيسي أصبحت رئيس المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات، مما يجعلها أول امرأة في المنطقة لقيادة المجلس الوطني -(البرلمان)». وأيضاً كان هناك إنشاء مجلس حكماء المسلمين في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، الذي انشئ بدعم من القادة الإماراتيين، والمجلس هو هيئة دولية من أبرز علماء المسلمين المتقدمين، الذين يعلون من صوت الإسلام المعتدل، ومن تحديث طريقة تدريسه في المدارس، وتطوير برامج تدريبية جديدة للأئمة، وتحديث تفاسير القرآن.
ويعكس هذا الالتزام بالانفتاح والتسامح الذي تعمل عليه الإمارات في بناء اقتصاد المعرفة من قبل المؤسسات الأكاديمية ذات المستوى العالمي، حيث بدأت قبل خمس سنوات فقط، جامعة نيويورك- أبوظبي وتجمع ألمع الطلاب من جميع أنحاء العالم، وهناك 400 خريج حتى الآن وأنا متأكد من أن أيا من ال 400 لا يفكر أن ينضم إلى «داعش». ونحن أيضاً نشكل المحرك الاقتصادي للمنطقة بأسرها، حيث التدفق الحر للسلع والخدمات والناس والاستثمار والأفكار التي تساعد على رفع مستوى الشرق الأوسط إضافة إلى الصلات مع إفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين. ونحن نخطط بالفعل لمستقبل أقل اعتمادا على النفط، سيكون لدينا اقتصاد مستدام في مرحلة ما بعد النفط والغاز - يقودها الابتكار ورأس المال البشري، وسيادة القانون، والتجارة المفتوحة.
وقال العتيبة «في مؤتمر تغير المناخ COP21 في باريس، تعهدت دولة الإمارات بزيادة استخدام بلدنا مصادر الطاقة النظيفة إلى 24 في المائة بحلول عام 2021، وفي عام 2020، تستضيف دبي معرض إكسبو العالمي، وفي 2021 نحن نخطط لإرسال مسبار الفضاء إلى المريخ».
وواصل القول ان هذه المبادرات تستنزف الطاقة من الجماعات المتطرفة وتشجع الاطفال على التقاط الكتب بدلاً من البنادق. وقال «نأمل أن تتم مشاركة أو نرى رؤية مماثلة من قبل جيراننا الإيرانيين». لكن السفير عاد وقال: على عكس «داعش» ان إيران لديها خيار آخر، وعلى حد تعبير هنري كيسنجر، امام إيران خيار إما أن تكون دولة أو ثورة، ويمكن ان تكون إما جزءا من الحل أو جزءا من المشكلة. وقال «نحن نحيي الرئيس أوباما ووزير الخارجية جون كيري لقيادتهم للتصدي للتهديد الذي كان يمثله برنامج إيران النووي، ونحن نأمل ان تستغل إيران هذا الانفتاح التاريخي مع الالتزام الجديد إلى الاستقرار والاحترام الإقليمي لسيادة الدول الأخرى».
ولفت السفير إلى أن في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا الشعور هو حقيقي جداً لأنه لا يوجد بلد أكثر قابلية للاستفادة من علاقات أكثر سلمية ومثمرة مع إيران ولدينا علاقات تجارية هامة، ونحن نرى أمامنا فرصا هائلة لمزيد من الفرص الاقتصادية والطاقة، اضافة إلى الروابط الثقافية.
يجب علينا إيجاد سبل للتعايش مع إيران، ونحن نسعى إلى ذلك من أول خطاب الرئيس أوباما في حفل تنصيبه، ونحن مستعدون لمد يدنا إذا كانت إيران مستعدة لإرخاء قبضتها، ولكن للأسف، لا تزال يدها مقبوضة كثيراً، ومنذ التوقيع على الاتفاق النووي، لم نر شيئاً ولكن رأينا العدوان الإيراني مستمرا أكثر في المنطقة.
بل رأينا إيران على فترات متقاربة اطلقت صواريخ غير موجهة في الشهور الأخيرة مر احدهم بالقرب وبشكل خطر من حاملة طائرات أمريكية، وقامت بإجراء تجارب للصواريخ الباليستية في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1929.
وبدرجة أقل وضوحاً ولكن بنفس القدر المثير للاهتمام نرى ان التدخل الإيراني مستمر في جميع أنحاء المنطقة، ونحن نرى هذا من لبنان إلى العراق وسوريا والبحرين والمملكة العربية السعودية واليمن، اسمحوا لي تقديم بعض الأمثلة الحديثة ومحددة من تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة الخاصة في اليمن:
في أغسطس/آب الماضي، اعترضت السلطات اليمنية شحنة من إيران متجهة إلى مأرب، والتي كانت تحتوي على معدات الاتصالات للاستخدام العسكري مع كتيبات باللغة الفارسية. وفي سبتمبر/أيلول، اعترضت قوات التحالف سفينة شحن إيرانية في بحر العرب، تحمل صواريخ مضادة للدبابات، ووحدات إطلاق. وفي أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، هذه الحوادث، إلى جانب تدمير السفارة السعودية في طهران، تثبت أن في إيران، العادات القديمة لا تموت بسهولة.
في عام 1971، فقط قبل أن تعلن دولة الإمارات العربية المتحدة استقلالها، استولت إيران على ثلاث جزر استراتيجية إماراتية في منتصف الخليج العربي، والاحتلال الإيراني لا يزال حتى يومنا هذا، وترفض إيران باستمرار للإمارات العربية المتحدة التقدم لتسوية القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو في محكمة العدل الدولية.
وفي الوقت الذي بنينا خلال العقود الماضية، بنينا نحن ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى علاقة بناءة مع الولايات المتحدة، استمرت الولايات المتحدة في تحديد إيران باعتبارها دولة راعية للإرهاب الدولي، وذلك في فلسطين وفي العراق، وفي كل بلد تقريباً في المنطقة، إيران تمول وتسلح وتمكن الخلايا المتطرفة، العنيفة، والمخربة.
وهنا في داخل الولايات المتحدة في واشنطن قبل بضع سنوات خططت إيران لاغتيال صديقي عادل الجبير (السفير السعودي السابق ووزير الخارجية حالياً)
ودعونا لا ننسى أن إيران دبرت الهجمات الإرهابية التي لا تعد ولا تحصى لقتل الأمريكيين - في ثكنات البحرية في بيروت، في أبراج «الخُبر» في المملكة العربية السعودية، والعراق - حيث إنها زودت العبوات الناسفة التي قتلت أو شوهت آلاف الجنود الأمريكيين.
وأضاف سفير الدولة، وكما لدينا الكثير لنكسبه من زيادة التبادلات مع إيران، لدينا أيضاً الكثير لنخسره في مواجهة استمرار العدوان الإيراني و«داعش»، قد تكون «داعش» التهديد الأكثر إلحاحا لأساليبها الهمجية، ولكن إذا استمرت طهران في تجاهل فرص المصالحة، سيثبت في نهاية المطاف ان النفوذ الإيراني سيكون أكثر زعزعة للاستقرار من «داعش». وقد حان الوقت لمعرفة ما إذا كانت إيران مستعدة لإظهار نفس النوع من البراغماتية والاعتدال في سياساتها الإقليمية، كما فعلت في المحادثات النووية، وأن الاسئلة المطروحة الآن هي هل ستنفق إيران المليارات من الدولارات التي وفرتها الاموال المجمدة بالعقوبات على التعليم والرعاية الصحية في الداخل الإيراني أم لدعم الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان؟ وهل ستتحرك لحل نزاعاتها الإقليمية أم مواصلة تدخلها في البحرين والسعودية؟ وهل سوف تلعب ايران دورا بناء في المساعدة على حل الأزمة السورية أو ارسال مزيد من القوات الحرس الثوري للدفاع عن بشار؟
والآن بعد أن يتم الاتفاق النووي، فقد حان الوقت للتركيز على التهديدات التي لم تعالجها الصفقة. قبل أسبوعين، أوضح الرئيس أوباما أن الولايات المتحدة ستبقى صامدة في معارضة سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، وأشار بشكل خاص إلى دعم طهران لوكلاء العنف في سوريا واليمن.
في مايو/أيار 2015 في كامب ديفيد، أكد الرئيس أوباما التزاما «صارما» بأمن دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربي الأخرى، وقدم دعما جديدا للدفاع ضد الهجمات الصاروخية والتهديدات البحرية، والهجمات الإلكترونية - وتعهد بتبسيط عملية الاستحواذ على أدوات الدفاع ونحن نرحب بهذه الالتزامات.
ومع حلفائنا، ما زلنا ننتظر مزيداً من مؤشرات الواعدة من إيران ولكن في الوقت نفسه، نحن يجب أن نبقى يقظين ومستعدين لاتخاذ كل الاجراءات الضرورية للدفاع عن أمن دولة الإمارات العربية المتحدة وأصدقائنا.
في الاتفاق النووي عملت الدبلوماسية، ويمكن أيضا العمل في معالجة السياسات الإقليمية الاستفزازية الأخرى من إيران. ومن المهم أن الولايات المتحدة تطبق بصرامة بنود الاتفاق النووي، وتحميل إيران المسؤولية لالتزاماتها الدولية الأخرى هذه هي أفضل طريقة لإقناع ايران بقبول نظام سلمي جديد في منطقة الخليج العربي.
إن إيران المسؤولة موضع ترحيب من قبل الجميع في المنطقة وهزيمة «داعش» هما أهم الخطوات نحو الطريق للشرق الأوسط.
وأتطلع أن أرى علماء كثراً وعدداً أقل من المجندين الإرهابيين. المزيد من البعثات للمريخ والصواريخ البالستية أقل. المزيد من القيادات النسائية وجهاديات الجنس أقل. إسلام السلام والاندماج وليس من التطرف. ودعوني أكون واضحاً حول ما نقوم به هو بناء شرق أوسط جديد وواعد، يكون ملاذاً آمناً للاستقرار والفرص والتسامح وهو أمر متجذر في طباع شعبنا وقيادتنا الرشيدة.
"الخليج الإماراتية"
الإدانات تلاحق الميليشيات الطائفية من المقدادية إلى تعز
حمّل تقرير حقوقي ميليشيا الحوثي المتحالفة مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مسؤولية الأوضاع الإنسانية الكارثية في مدينة تعز اليمنية من خلال فرض حصار عليها ومنع المواد الإغاثية الأساسية من الوصول إلى أهلها.
وجاء ذلك بالتزامن مع تقرير مماثل وصف عمليات الخطف والقتل وتدمير الممتلكات التي نفذتها ميليشيات شيعية بحق عشرات المدنيين من أبناء الطائفة السنية في قرية المقدادية بشرق العراق في وقت سابق من شهر يناير الماضي، بأنها ترقى إلى جرائم حرب.
ويمثّل الخيط الرابط بين جرائم تعز اليمنية والمقدادية العراقية، أنّ المتهم هو الميليشيات الشيعية المدعومة من قبل إيران، ما يعني أن استهداف المدنيين في الحالتين، إضافة إلى حالة قرية مضايا السورية المحاصرة بدورها من قبل قوات النظام وميليشيا حزب الله، تحوّل إلى عمل ممنهج ومدروس يستهدف كسر إرادة المعارضين المقاومين لهيمنة الميليشيات باستخدام سلاح التجويع والتقتيل ضد المدنيين في المناطق والمدن التي تشكل بيئة حاضنة لهؤلاء المعارضين.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير نشرته، الأحد، المتمردين الحوثيين في اليمن بمصادرة مواد أساسية في طريقها إلى مدينة تعز التي يحاصرونها منذ أشهر في جنوب البلاد، مرتكبين بذلك “انتهاكات جسيمة” للقانون الدولي.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى تسجيل 16 واقعة بين ديسمبر ويناير الماضيين، منع فيها حراس حوثيون في حواجز أمنية المدنيين من إدخال مواد مختلفة إلى المدينة، ومنها فواكه وخضراوات وغاز للطهي ولقاحات للأطفال وعبوات لغسيل الكلى وأسطوانات أوكسيجين، وصادروا بعض هذه المواد.
"العرب اللندنية"