«القاعدة» يفشل في السيطرة على ميناء عدن / أوباما يضاعف موازنة التصدي لتنظيم «داعش» وروسيا / تونس تعزز الأمن على الحدود مع ليبيا تحسباً لسيناريوات التدخل الأجنبي
الأربعاء 10/فبراير/2016 - 11:22 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيا وعالميا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" صباح اليوم الأربعاء الموافق 10/ 2/ 2016
«القاعدة» يفشل في السيطرة على ميناء عدن
استمرت القوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للحكومة اليمنية أمس، في التوغل في الجبال المحيطة بالمدخل الشمالي الشرقي للعاصمة صنعاء في مديرية نهم، في وقت أكدت مصادر المقاومة أنها سيطرت على معسكر «الخنجر» الاستراتيجي في محافظة الجوف الحدودية بعد معارك ضارية مع مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح.
على صعيد آخر أكدت مصادر أمنية وعسكرية رسمية في عدن، مقتل ثمانية أشخاص بينهم أربعة من أسرة واحدة نتيجة مواجهات عنيفة في أحياء مديرية المنصورة شمال المدينة اندلعت بين قوات حكومية ومسلحين ينتمون لتنظيم «القاعدة» كانوا يخططون للسيطرة على ميناء عدن. والقتلى الأربعة هم زوجان وابنتاهما الذين سقط صاروخ على منزلهم في حي كابوتة الملاصق للمنصورة، على ما أفاد أحد الأقارب، مشيراً إلى أن الابنة الثالثة للعائلة أصيبت في القصف الذي لم يعرف مصدره.
وحأصرت القوات الحكومية صباح أمس حي المنصورة واشتبكت مع مقاتلي التنظيم الذين قتل اثنان منهم فيما وفرت مروحيات «أباتشي» تابعة للتحالف غطاء جوياً. وقال مصور لوكالة «فرانس برس» إن حريقاً كبيراً شب في مركز «الشامل» التجاري أثناء المعارك. وقال أحد السكان لمراسل وكالة «فرانس برس»: «إننا نعيش في رعب (...) تخلصنا من الحوثيين والآن أتى تنظيم «القاعدة» ليحول حياتنا جحيماً».
وأفادت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة ومقرها عدن، بأن قواتها تمكنت من صد المسلحين الذين وصفتهم بأنهم محسوبون على المقاومة «زوراً» وأفشلت مخططهم الرامي إلى «الهجوم على ميناء الحاويات والمنطقة الحرة للسيطرة عليه مرة أخرى بحجة ترتيب أوضاعهم وصرف مرتبات، أسوة بحراسة مطار عدن الدولي».
وكشفت القيادة العسكرية عن أنه «نتج عن هذه المواجهات احتراق عدد من الآليات التابعة للمسلحين ومجمع تجاري، إلى جانب مقتل أربعة جنود وجرح ثلاثة آخرين ومقتل ثلاثة مدنيين وتضرر عدد من المنازل».
وأكد سكان محليون أن قوات كبيرة من الجيش والأمن والمقاومة انتشرت في الساعات الأولى في محيط مديرية المنصورة، واشتبكت مع المسلحين الذين يفرضون سيطرتهم على الأحياء السكنية، وعقب ذلك حلقت مقاتلة «أباتشي» وأطلقت النيران على أهداف محددة. ووفق الشهود، هز انفجار المنطقة وتصاعدت أعمدة الدخان، فيما يُعتقد أن طائرة من دون طيار قصفت هدفاً متحركاً لمسلحي تنظيم «القاعدة» خلف المدينة التقنية. وذكر الشهود أن قوات الأمن سيطرت بشكل كامل على مبنى المجلس المحلي بمديرية المنصورة، وحققت تقدماً على الأرض.
وجاءت العملية العسكرية بعد ساعات من اختطاف مدير مكتب القائد الأعلى للجيش اليمني اللواء الركن منصور صالح العويمي ونجله الذي يحمل رتبة عقيد بعد اعتراض سيارتهما في حي «ريمي» شمال عدن، وما يزال مصيرهما مجهولاً.
من جهة أخرى، اعترضت قوة الدفاع اﻷرضية السعودية صاروخاً من نوع S75 أطلق من اﻷراضي اليمنية باتجاه منطقة جازان في السعودية ودمرته قبل أن يصيب أحداً بأذى. وسيطرت قوات الجيش والمقاومة الشعبية صباح أمس على معسكر الخنجر الاستراتيجي في محافظة الجوف، بعد أن تمكنت من فرض حصار كبير عليه، عقب تحرير مديرية خب والشعف أكبر مديريات المحافظة.
ويعتبر معسكر الخنجر من أهم المعسكرات الاستراتيجية التي وقعت في يد الحوثيين وقوات صالح قبل نحو ثلاثة أشهر تقريباً.
في غضون ذلك، شن طيران التحالف سلسلة غارات على مواقع ومعسكرات المتمردين في صنعاء ومحيطها ومحافظات إب وصعدة وحجة، وطاولت الغارات في العاصمة معسكرات قيادة قوات الاحتياط وألوية الصواريخ والقوات الخاصة ومواقع أخرى في منطقة «متنة» غرب صنعاء.
وأضافت مصادر محلية وشهود في محافظة إب، أن غارات أخرى استهدفت مواقع الحوثيين وقوات صالح وتعزيزاتهم في منطقة «مثلث الشعر العود» بعدان، وفي مديرية «السبرة» المجاورة، وهو ما أدى إلى تدمير آليات عسكرية للمتمردين بالتزامن مع تقدم المقاومة الشعبية في مناطق التماس بين محافظتي إب والضالع.
أوباما يضاعف موازنة التصدي لتنظيم «داعش» وروسيا
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
بدأ الكونغرس الأمريكي أمس، درس موازنة حجمها ٤ تريليونات دولار لعام 2017 التي تعكس الأولويات الخارجية للإدارة، وتنص على زيادة نسبتها 50 في المئة في تمويل الحرب على تنظيم «داعش» وصولاً إلى 7.5 بليون دولار، ومضاعفة المبلغ المخصص لتعزيز القوات الأمريكية في أوروبا من أجل ردع «عدوان روسيا» 4 أضعاف، وصولاً إلى 3.4 بليون دولار.
ومع عرض الرئيس باراك أوباما موازنته الأخيرة للكونغرس فإنها تطلق بالونات اختبار، بينها فكرة فرض رسم قيمته 10 دولارات على برميل النفط، ما يثير استنكاراً شديداً. ورحبت جمعيات الدفاع عن البيئة ببداية جدل مفيد، لكن الجمهوريين استقبلوا الفكرة ببرودة. واعتبر كيفن برادي رئيس لجنة الضرائب في مجلس النواب، أن الفكرة «مريعة وهدر للوقت».
وتقترح الموازنة تخصيص 4 بلايين دولار خلال ثلاث سنوات لمشروع «المعلوماتية للجميع»، في سبيل تعزيز تعليم نظم المعلوماتية في المدارس الرسمية. لكن أفكاراً أخرى قد تكون أكثر توافقية، مثل زيادة وسائل مكافحة الإجرام الإلكتروني، أو خطة لمكافحة الإدمان على الهيرويين.
ويقترح أوباما تخصيص 19 بليون دولار في 2017، بزيادة 35 في المئة، لمكافحة الجريمة الإلكترونية.
ويصنف نحو ثلثي النفقات في الموازنة بأنها «إلزامية»، لأنها تتعلق بقطاعات عملاقة، مثل البرامج العامة للتقاعد أو التأمين الصحي بالنسبة إلى من تتجاوز أعمارهم 65 سنة (ميديكير)، أو أيضاً خدمة الدين.
في غضون ذلك، اشتعل السباق الرئاسي في تصويت ولاية نيو هامبشير، وسط حال انقلاب على المؤسسات الحزبية، وتقدم المرشحين الشعبويين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي بيرني ساندرز، في مقابل تلويح العمدة السابق لنيويورك مايكل بلومبرغ بالترشح مستقلاً.
وانتقد بلومبرغ، صاحب أكبر عاشر ثروة في الولايات المتحدة وقيمتها 40 مليار دولار، وفق مجلة «فوربس»، خطاب المرشحين «المتدني المهين للناخبين»، وقال في رد ضمني على صعود ترامب المجرح للأقليات والاشتراكي ساندرز: «يستحق الأمريكيون أفضل بكثير من مستوى نقاش سخيف ومثير للغضب».
وأبلغ مقربون من بلومبرغ (73 سنة) صحيفة «نيويورك تايمز» أنه سيترشح فقط إذا خسرت كلينتون السباق، وباتت المنافسة بين ساندرز وترامب أو شخصية يمينية أخرى.
وأفادت الصحيفة بأن بلومبرغ مستعد لإنفاق بليون دولار على حملته، إذا قرر خوض الانتخابات، معتمداً على أصوات المعتدلين والمستقلين المستائين من صعود ترامب.
تونس تعزز الأمن على الحدود مع ليبيا تحسباً لسيناريوات التدخل الأجنبي
عززت السلطات التونسية تواجدها العسكري والأمني على الحدود الجنوبية مع جارتها ليبيا تحسباً لأي تدخل عسكري غربي على الأراضي الليبية، في الوقت الذي تعهد البرلمان الأوروبي بدعم الاقتصاد التونسي والتجربة التونسية في الانتقال الديمقراطي.
وقررت خلية التنسيق الأمني، في اجتماع أشرف عليه رئيس الوزراء الحبيب الصيد أمس، جملة من الإجراءات «لدعم التجهيزات والمعدات لفائدة المؤسستين العسكرية والأمنية وتحسين الأوضاع المادية والمعنوية للمنتمين لهذين المؤسستين بما يعزّز تفرّغهم لأداء مهماتهم على الوجه الأفضل».
وأقر الاجتماع الأمني المصغر جملة من الإجراءات من بينها دعم التواجد الأمني والعسكري على الحدود، خاصة الحدود الجنوبية التي تفصل بين تونس وليبيا، بعد الانتهاء من إقامة الساتر الترابي الحدودي الذي يهدف إلى منع تسلل المقاتلين والأسلحة من الأراضي الليبية الغارقة في الفوضى.
وخصّص الاجتماع لتدارس الوضع الأمني والمستجدات في ليبيا والتطورات المحتملة وتداعياتها في ضوء تمدد تنظيم «داعش» في هذا البلد ومحاولات عناصر إرهابية التسلل إلى الأراضي التونسية، وفق بيان صادر عن رئاسة الوزراء أمس.
وأشادت الخلية الأمنية، التي تجمع قيادات أمنية وعسكرية ووزراء للتباحث والتنسيق حول الوضع الأمني في البلاد، بما اعتبرته «نجاحات نوعية في مجال العمليات الاستباقية وملاحقة الإرهابيين في أوكارهم والقضاء على عدد منهم، إلى جانب اكتشاف عدد من الخلايا الإرهابية النائمة وإحباط مخططات إرهابية خطيرة».
وأكدت أن «التهديدات الإرهابية القائمة والمخاطر المحدقة بالأمن القومي، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المضطربة، تتطلب تعميق الوعي بدقة المرحلة وملازمة اليقظة وتفادي كل ما من شأنه أن يعيق جهود الوحدات العسكرية والوحدات الأمنية في الحرب على الإرهاب وتأمين سلامة المواطنين وحماية المؤسسات والممتلكات»، وفق نص البيان.
وأتى هذا الاجتماع بعد قرار تونس عدم تقديم إعانة عسكرية في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في ليبيا، إذا ما قررت الدول الكبرى التدخل العسكري ضد التنظيم، وذلك في ظل ارتفاع المؤشرات التي تدل على قرب انطلاق عملية عسكرية دولية على الأراضي الليبية.
وشدد الناطق باسم الحكومة التونسية خالد شوكات، في تصريح صحافي أمس، على أن بلاده لن تغلق حدودها مع جارتها ليبيا في حال اندلاع الحرب، وقال: «سنرحب بكل الأشقاء الليبيين الذين قد تضطرهم ظروف الحرب إلى الفرار نحو تونس».
في غضون ذلك، أكد رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز، أن «الحل الأمني وحده لا يكفي لاجتثاث الإرهاب»، معبراً عن تضامن الاتحاد الأوروبي مع تونس بما لحقها بسبب الإرهاب خاصة العام الماضي مع استهداف متحف باردو ومنتجع سوسة السياحي ومقتل 59 سائحاً أجنبياً.
وعبر مارتن شولز، في كلمة ألقاها أمام أعضاء البرلمان التونسي مساء الإثنين، عن إعجابه بالتجربة التونسية «الفريدة»، وقال: «لقد اختار الشعب التونسي الديمقراطية ودولة القانون عبر الحوار والتوافق فحافظ على وحدته، عكس التجارب المماثلة، مثل سورية وليبيا، التي تعيش الاقتتال وخطر التقسيم».
وأضاف رئيس البرلمان الأوروبي: «يجب أن يستأنف العمل ويتواصل، لأن تونس تمر بمرحلة اقتصادية صعبة، وهي تحظى بدعم كبير من الاتحاد الأوروبي»، مشيراً إلى أن الإصلاحات الهيكلية صعبة وباهظة الثمن اجتماعياً حسب قوله.
من جهة أخرى، دعا رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر، الاتحاد الأوروبي إلى التفكير في تبني مخطط متكامل لإنعاش الاقتصاد التونسي وإخراجه من أزمته، على شاكلة مخطط مارشال الذي استفادت منه أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
"الحياة اللندنية"
مقتل 3 عسكريين في انفجار بمالي
انفجرت عبوة ناسفة في سيارة عسكرية بمالي، اليوم الأربعاء، أثناء دورية في منطقة "مبوتي" وسط البلاد، قرب الحدود مع بوركينا فاسو، وأسفر الانفجار عن مقتل 3 عسكريين من الجيش المالي.
وفي بيان له اليوم، قال وزير الدفاع المالي تييمان هوبرت كوليبالي، إنّ "سيارة تابعة للقوات المسلّحة المالية، كانت تقوم بدورية، قبل مرورها على عبوة ناسفة في مجال موندورو"، على بعد أكثر من 300 كم شرق مدينة "مبوتي"، مضيفا أنّ الحادث أسفر عن "مقتل 3 عسكريين وإصابة اثنين آخرين بجروح، وقد وقع إجلاؤهما نحو مبوتي".
ودعا كوليبالي، "السكان إلى مواصلة دعمهم لقوات بلدهم في مطاردة الإرهابيين"، وشجّع القوات المسلّحة "في حربها ضدّ الإرهاب".
والجمعة الماضي، قتل جندي من الجيش المالي، في هجوم استهدف القاعدة الأممية في مدينة "تمبكتو" شمال غربي البلاد، وتبنّاه تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي".
المقاومة الشعبية تقتل 6 حوثيين في كمين بالجوف اليمنية
تمكنت قوات المقاومة الشعبية اليمنية، اليوم الأربعاء، من قتل 6 حوثيين في كمين لمسلحي المقاومة استهدف دورية كانت تقلهم في محافظة الجوف، شمالي اليمن.
وقال مصدر من المقاومة: إن "مسلحي المقاومة هاجموا خلال الساعات القليلة الماضية بقذائف الآر بي جي دورية تقل 8 مسلحين حوثيين في منطقة" المهاشمة" التابعة لمديرية "خب والشعف" بمحافظة الجوف ما أسفر عن مقتل 6 منهم"، مضيفا أن "مسلحي المقاومة المهاجمين انسحبوا بعد الهجوم، دون خسائر في صفوفهم".
الجدير بالذكر، أن معارك عنيفة، تدور منذ أشهر بين مسلحي الحوثي وقوات علي عبد الله صالح من جهة، وعناصر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، في عدة جبهات بمحافظة الجوف.
مقتل جنديين تركيين في عملية أمنية ضد منظمة إرهابية
قتل جنديان تركيان، خلال العملية الأمنية المستمرة، التي تقوم بها القوات التركية، ضد منظمة بي كا كا الإرهابية، في منطقة "جيزرة" بولاية شيرناق جنوب شرقي البلاد، حسبما أفادت وسائل إعلام تركية، اليوم الثلاثاء.
وبحسب وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، فإن العملية الأمنية بدأت في جيزرة ضد المنظمة الإرهابية، بعد فرض حظر التجول بها في 14 ديسمبر الماضي، من أجل ردم الحفر التي يحفرها عناصر المنظمة في الشوارع (لإعاقة رجال الأمن)، وإزالة المتاريس التي ينصبونها، وإبطال مفعول القنابل التي يزرعونها.
ومن جانب آخر قال وزير الداخلية التركي، إفكان آلا، في تصريحات صحفية اليوم في العاصمة أنقرة، إن العملية الأمنية في جيزرة على وشك الانتهاء، في حين أن العملية الأمنية في منطقة "سور" (في ولاية ديار بكر جنوب شرقي البلاد)، ستستمر لفترة أطول قليلا.
"الشرق القطرية"
«الخنجر» في قبضة الشرعية باتجاه معسكرات صعدة
طيران التحالف يكثف غاراته.. وهدوء حذر في منصورة عدن
سيطرت قوات من الجيش الوطني اليمني مسنودة برجال المقاومة الشعبية على معسكر استراتيجي في مديرية خب والشعف، شرقي محافظة الجوف، فيما قالت مصادر محلية في مأرب إن سبعة من ميليشيات الحوثي وصالح قتلوا خلال مواجهات عنيفة، اندلعت في ساعات متأخرة من مساء الاثنين، في منطقة المخدرة، شمال غربي محافظة مأرب.
وأكد العقيد إبراهيم أحمد علي الشغف، أحد قيادات الجيش الوطني بمأرب لـ«الخليج» أن قوات الجيش الوطني مسنودة برجال المقاومة الشعبة سيطرت على معسكر «الخنجر» الاستراتيجي في منطقة اليتمة عقب معارك عنيفة اندلعت مع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وأشار إلى أن قوات الجيش الوطني اليمني مسنودة بالمقاومة الشعبية اقتحمت، أمس، معسكر الخنجر واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الشرعية من جهة، ومليشيات الحوثي وصالح المتمردة من جهة أخرى، داخل المعسكر، انتهت بسيطرة الجيش الوطني والمقاومة عليه وفرار جيوب الميليشيات.
واعتبر العقيد الشغف أن معسكر الخنجر يعد من أهم المواقع الاستراتيجية للميليشيات، ويعتبر البوابة الشرقية لمحافظة صعدة معقل عبدالملك الحوثي.
كما تكمن «أهمية معسكر الخنجر في موقعه وسط مديرية خب والشعف- تشكل نحو ثلثي مساحة محافظة الجوف المحاذية للحدود السعودية- وسيمثل منطلقاً لتحركات الجيش والمقاومة نحو المناطق الأخرى، مثل اليتمة، وخب، فضلاً عن كونه موقعاً عسكرياً تمر بمحاذاته عدة طرق صحراوية، تؤدي إلى منفذ «البقع» اليمني.
وكانت ميليشيات الحوثي وصالح سيطرت على معسكر الخنجر قبل ثلاثة أشهر، بعد انسحاب المقاومة من تلك المناطق في محافظة الجوف، فيما تمكنت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية، قد طهرت، مؤخراً مواقع محيطة بالمعسكر في جبال الحيض وبرقاء عبيدة في منطقة اليتمة وفي بئر عزيز بمنطقة الاشراع.
من جانب آخر، أكدت مصادر عسكرية مطلعة أن تحقيق الحسم العسكري في محافظة مأرب وتحريرها بشكل كامل، مرهون بإنهاء سيطرة الانقلابيين على مواقع متفرقة ومحدودة في مديرية «صرواح». واعتبر العميد عبدالرحمن علي زاهر أحد القيادات العسكرية الميدانية بمأرب في تصريح ل«الخليج» أن الجيش الوطني بدعم من قوات التحالف تمكن من قطع طرق الإمدادات، التي كان يعتمد عليها الانقلابيون في إرسال المقاتلين لتعزيز صفوفهم في صرواح بالاستعانة ببعض القبائل الموالية، وأن مواقع تمركزهم الراهنة في صرواح محاصرة بشكل تام من قبل الجيش والمقاومة.
وكشف العميد زاهر عن تمكن الجيش الوطني من أسر مقاتلين أجانب في صفوف الانقلابيين، مشيراً إلى ستة من الأسرى يحملون جنسيات إفريقية وتم تجنيدهم من قبل الميلشيا الانقلابية مقابل أجر يومي.
ولفت إلى أن من أبرز أسباب تأخر الحسم في مأرب لجوء الانقلابيين إلى تلغيم المواقع التي يتم تطهيرها من وجودهم، وهو ما يضطر قوات الجيش إلى التقدم ببطء بعد مسح وتطهيرها من الألغام المزروعة.
وفي الساعة الأولى من فجر أمس، أطلق الجيش الوطني نحو 80 قذيفة صاروخية من سلاح نوعي وحديث لأول مرة يدخل المعركة واستهدف مواقع الانقلابيين بمحيط سوق صرواح وأوقع خسائر كبيرة.
ونقل مركز سبأ الإعلامي- الناشط في مأرب- عن مصدر ميداني قوله إن 80 قذيفة صاروخية من سلاح نوعي وحديث أطلقها الجيش الوطني على مواقع الانقلابيين بمحيط سوق صرواح غرب مأرب، غير أنه لم يكشف عن اسم هذا السلاح.
بريطانيا تتهم «المركزي» الليبي بتغذية الإرهاب
أفادت مصادر في الصخيرات المغربية، أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية بحث في جلسة حاسمة أمس الثلاثاء مقترح ترشيح شخصية مدنية توافقية لتولي حقيبة الدفاع، فيما اتهمت بريطانيا محافظ مصرف ليبيا المركزي بتغذية الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.
وتشير الأنباء إلى ترشيح سفير ليبيا في الرياض عبد الباسط البدري لهذه الحقيبة، لا سيما أن البدري يعد شخصية غير جدلية، وربما يحسم اسمه الجدل الدائر حول الوزارة.
من جهة اخرى قال السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميلت في جلسة استماع استثنائية عقدت الاثنين في مجلس العموم البريطاني بشأن مستجدات الوضع في ليبيا، إن مصرف ليبيا المركزي الذي يتولاه المحافظ الصديق الكبير يغذي الحرب الأهلية في ليبيا من خلال دفع مرتبات جميع المجموعات المسلحة بالبلاد، مؤكداً أن الانتشار الواسع لهذه المجموعات يشكل معضلة حقيقية.
وأضاف: في ليبيا يكفي أن يشعر الشاب بالملل ليترك كل شيء ويحمل السلاح بعد أن ينضم لإحدى المجموعات المسلحة ليتحصل على راتب جيد موقّع من الصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي دون أن يقدّم أي عمل مفيد.
وقال السفير البريطاني، إن إنهاء التوسع الهائل للمسلحين في ليبيا يشكل تحدياً حقيقياً لحكومة الوفاق التي ستعتمد بدورها على مجموعات مسلحة في طرابلس لحماية وزرائها كلّ على حِدة لضمان عدم مهاجمتها، وهذا يعني أن تستمر مجموعات مسلحة في الحصول على الأموال مقابل حماية الحكومة.
واقترح ميلت خطة تدريجية لتجريد هذه المجموعات من سلاحها مقابل تشجيع عناصرها على تولي وظائف بديلة.
وقال السفير الروسي لدى ليبيا إن بلاده ترغب في إمداد ليبيا بالأسلحة اللازمة لمكافحة الإرهاب.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن السفير إيفان مولوتكوف قوله، إن روسيا تتطلع إلى التصويت في مجلس الأمن الدولي لصالح رفع الحظر عن تصدير الأسلحة إلى ليبيا، واستئناف تصدير الأسلحة إلى هذا البلد وتقديم مساعدات أخرى إلى ليبيا أثناء تصديها للتنظيم الإرهابي.
وأقرت خلية التنسيق الأمني والمتابعة في تونس تدعيم التواجد الأمني على الحدود التونسية- الليبية، بهدف التصدي لأي محاولات للتسلل إلى التراب التونسي في ضوء تمدد تنظيم «داعش» الإرهابي.
وشددت الخلية خلال اجتماعها أمس برئاسة رئيس الحكومة الحبيب الصيد لبحث الوضع الأمني والمستجدات في ليبيا، على أهمية تنفيذ ما تم إقراره من إجراءات لدعم التجهيزات والمعدات للمؤسستين العسكرية والأمنية من أجل أداء مهامهما على الوجه الأفضل.
وأكدت مصادر وشهود عيان وصول قيادات وعناصر جديدة إلى التنظيم الإرهابي في سرت اليومين الماضيين، مؤكدين أن معظمهم من سوريا والعراق وتونس والسودان وجنسيات أخرى.
وأوضحت المصادر أنهم شاهدوا رتلاً من 14 سيارة ترافقها سيارات مسلحة دخلت إلى مجمع واغادوغو الاثنين، بعد خروجهم من فندق المؤتمرات، وأن القادة القادمين من الخارج جُهِز لهم مقر مساكن مؤثثة وسط المدينة.
وأكد رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أن استقرار ليبيا في مصلحة المغرب العربي وأوروبا في حين تثير الفوضى فيها حالة من القلق المتنامية لدى جارتها تونس.
وقال شولتز امام البرلمان التونسي إن «الاستقرار في ليبيا في مصلحة كل المغرب وكل أوروبا»، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي لديه «الهدف نفسه وهو قيام حكومة وحدة وطنية تتولى مهامها بدعم كامل من الشعب الليبي».
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعم مصر للعملية السياسية في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة وللجهود الرامية إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني، كما أكد أهمية رفع الحظر المفروض على توريد السلاح للجيش الليبي.
العراق: استكمال تحرير شرقي الرمادي وفتح الطريق مع بغداد
إخلاء 3500 عائلة من جويبة واعتقال 40 عنصراً من «داعش»
أعلنت القيادة العسكرية العراقية، أمس، تحرير المناطق الواقعة شرق الرمادي وإعادة فتح الطريق العام الذي يربط كبرى مدن الأنبار بالعاصمة بغداد، فيما تمكنت القوات العراقية من إخلاء 3500 عائلة في الجويبة شرقي المدينة، وألقت القبض على 40 عنصراً من التنظيم، بينما شنت قوات التحالف الدولي 21 غارة جوية على مواقع «داعش» في العراق وسوريا.
وجاء في بيان صادر عن قيادة القوات المشتركة «خاضت قواتكم المسلحة من قوات جهاز مكافحة الإرهاب والفرقتين التاسعة والثامنة وشرطة الأنبار والحشد الشعبي معركة شجاعة استبسل خلالها رجالها وأبناؤكم الشجعان ولقنوا عصابات داعش دروساً لن تنسى، وأذاقوهم مر الهزيمة».
وأضاف «تمكنوا من تحرير مناطق شرقي الرمادي؛ وحققوا التماس مع قوات فرقة الرد السريع، حيث تم تحرير مناطق السجارية وجويبة وحصيبة الشرقية والمناطق المحيطة بها». وسيطر جهاز مكافحة الإرهاب على مركز مدينة الرمادي في نهاية ديسمبر/كانون الأول، بعد أن التف على المدينة من الغرب والجنوب، فيما حاصر الجيش المدينة من الشمال. وبقيت المنطقة الشرقية التي تضم عدداً من المناطق الزراعية والمتداخلة محاصرة من الجهتين، قبل أن يتم تطهيرها أمس وفتح الطريق بشكل كامل. وأضاف البيان أن «القوات تتقدم الآن بكل ثبات وعزيمة لمطاردة العدو المهزوم، وتمكنت أيضاً من فتح طريق الرمادي بغداد المار عبر قضاء الخالدية»، في إشارة إلى طريق رئيسي يربط المدينة بقاعدة الحبانية التي تتمركز فيها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، ذكر مصدر محلي أن تنظيم «داعش» فرض صباح أمس، حظر التجوال على أهالي مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار ومنع الجميع من الخروج من منازلهم، مشيراً إلى أن فرض الحظر جاء بعد قيام مجموعة من الشباب برفع العلم العراقي فوق أحد الجسور في المدينة. وقال ضابط بشرطة الفلوجة إن 12 عنصراً تابعاً للحشد الشعبي الشيعي قتلوا أمس في هجوم شنه عناصر تنظيم داعش ضد مقر لهم قرب الكرمة شمالي الفلوجة.
في غضون ذلك، أكد قائد العمليات الخاصة الثالثة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن سامي كاظم العارضي، أن قوة من جهاز مكافحة الإرهاب والجيش وشرطة الأنبار تمكنت، من إخلاء 3500 مدني غالبيتهم نساء وأطفال من منطقة جويبة شرق الرمادي. وأوضح أن المدنيين جرى نقلهم إلى مركز الرمادي، كمرحلة أولى ثم سيتم نقلهم إلى المخيمات المخصصة للنازحين في الحبانية بقضاء الخالدية، وتقديم الخدمات لهم. وأضاف أنه تم إلقاء القبض على 40 عنصراً من تنظيم «داعش» خلال محاولتهم الهروب، مؤكداً أن عملية اعتقالهم تمت وفق معلومات قدمتها الأسر التي لجأت إلى القوات الأمنية في جويبة وكان من بينهم عنصر يرتدي زي نساء.
إلى ذلك، قالت القيادة المشتركة لعمليات التحالف الدولي في بيان أمس إن القوات شنت ثلاث غارات في سوريا. كما نفذت 18 غارة في العراق قرب مدن ومناطق لتجمعات عناصر «داعش».
"الخليج الإماراتية"
البرغثي يفك عقدة حقيبة الدفاع الليبية
ضغوط غربية تنجح في تمرير اسم محمد البرغثي لتولي حقيبة وزارة الدفاع في تشكيلة حكومة الوفاق المنتظرة
قالت مصادر ليبية مُقربة من المجلس الرئاسي الذي مدد إقامته بالصخيرات المغربية، إن عقدة حقيبة الدفاع التي تحول دون التوصل إلى تشكيلة حكومة الوفاق قد حُلت، بضغوط غربية لتسهيل التدخل العسكري الذي ارتفعت مؤشراته على وقع تواتر الحديث حول اقتراب بوارج حربية أمريكية من السواحل الليبية.
وكشفت لـ”العرب” أن أعضاء المجلس الرئاسي الليبي توافقوا خلال جلسة عُقدت ليلة الاثنين-الثلاثاء على تسمية محمد البرغثي وزيرا للدفاع في حكومة الوفاق التي يُنتظر الإعلان عنها يوم الجمعة القادم تمهيدا لعرضها على البرلمان المُعترف به دوليا لمنحها الثقة.
وأوضحت أن هذا التوافق جاء بعد ضغوط مورست على أحمد معيتيق ممثل مصراتة، وعلى محمد العماري المحسوب على الجماعة الليبية المقاتلة، وعلى عبدالسلام كجمان المحسوب على الإخوان الذين سعوا إلى تعطيل أي اتفاق يستبعد إسناد حقيبة الدفاع إلى شخصية مقربة منهم.
وبحسب مصادر “العرب”، فإن تلك الضغوط نجحت في تراجع معيتيق والعماري وكجمان عن مواقفهم، والسماح بتمرير اسم محمد البرغثي، وذلك في سياق مقايضة بمنح حقيبة الداخلية إلى أحد المقربين منهم.
وتولى محمد البرغثي الذي كان قائدا في القوة الجوية خلال فترة حكم العقيد الراحل معمر القذافي، وزارة الدفاع الليبية لعدة شهور في حكومة علي زيدان، وذلك قبل أن يستقيل من منصبه في السابع من مايو من العام 2013.
وربط مراقبون تلك الضغوط الغربية بقرب التدخل العسكري في ليبيا الذي بدأ العد العكسي لتنفيذه على ضوء تواتر أنباء حول اقتراب بوارج حربية أمريكية من السواحل الليبية تمت مشاهدتها من المياه الإقليمية التونسية قبالة مدينة جرجيس بالجنوب الشرقي التونسي.
وقال الناشط السياسي التونسي المحامي حسين الزرقي في اتصال هاتفي مع “العرب” إن الحديث عن تلك البوارج الحربية الأمريكية تردد أمس بشكل لافت بين أهالي مدينة جرجيس، وذلك بعد أن أكد عدد من البحارة مشاهدتهم لتلك البوارج وعددها ثلاث في عمق المياه الدولية في اتجاه السواحل الليبية.
ورجحت مصادر دبلوماسية وعسكرية عربية وغربية مقيمة بتونس أن تبدأ أولى الضربات الجوية الغربية في ليبيا في منتصف شهر مارس المقبل. وقالت لـ”العرب” إن مؤشرات ذلك تبدو جلية من خلال التحركات العسكرية المصرية وقبلها التونسية المرتبطة بتطورات الوضع في ليبيا.
ازدهار الأقاليم الجنوبية يذيب أزمات الصحراء المغربية
يتّفق الخبراء على أن ملامح تسوية الصراعات، في العالم، تغيّرت وباتت أطرها ووسائلها تختلف عما كانت عليه في السابق، وبالتالي بات لزاما على الأطراف والجهات المعنية أن تبحث عن سبل جديدة لإيجاد حل يتداخل فيه السياسي بالاقتصادي والوضع الداخلي.
ويبدو أن المغرب قرّر أن يطبّق هذه الاستراتيجية في ملف الصحراء، الذي بلغ من العمر أكثر من أربعة عقود، وما زال دون حلّ، بما أثّر على التنمية في تلك المناطق وأثّر أيضا على المملكة المغربية ككل.
وفي ظلّ تعنّت جبهة البوليساريو ورفضها لمبدأ الحكم الذاتي، بالإضافة إلى القرارات الدولية التي لم ترس على حلّ يلزم كلّ الأطراف، وظلّت تتأرجح وفق مصالح أطراف إقليمية ودولية معنية بالملف، قرّر الملك محمد السادس أن يطوّر أساليب الدفاع عن قضيّة المغرب الرئيسية وفي نفس الوقت يضمن لسكان الأقاليم الجنوبية حقوقهم التنموية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأيضا حقهم في العمل على استغلال ثروات منطقتهم بما يفيد صالح بلادهم والمشاركة في رفد اقتصادها.
وأكد مولاي امحمد الخليفة، الوزير المغربي الأسبق، في تصريحات لـ”العرب”، على أن المغرب قدّم ولا يزال يقدّم أقصى ما يمكن تقديمه، من أجل تسوية النزاع المفتعل في هذه القضية، لكن إصرار جبهة البوليساريو على الانفصال يعتبر تحديا للمنتظم الدولي الذي يسعى إلى إيجاد حلّ نهائي للنزاع.
ولأن وحدة المغرب لا تقبل المزايدة ولا التآمر، وحتى تثبت أن هذا القول ليس مجرّد شعارات بدأت السلطات المغربية منذ أكثر من سنتين في تنفيذ مشروع طموح لتنمية الصحراء يهدف إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في أقاليمها الجنوبية وربح رهانات التنمية، لأن حلّ القضية يكمن في تحقيق هذه الرهانات.
وتشيد تقارير دولية عديدة بمخطط المغرب الطموح الذي يهدف إلى الرقي بالصحراء إلى مستوى تنمية مشابه لنظيره بباقي أقاليم البلاد، وذلك انطلاقا من اقتناعه بأن التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية ستؤدي إلى حلّ النزاع المفتعل حول هذا الجزء من المملكة.
من بين هذه التقارير ما نشره مطلع هذا الأسبوع معهد السياسة الدولية الأمريكي (فورين بوليسي ريسورتش إنستيتيوت)، يشيد فيه كاتبه أحمد الشرعي، الناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مراكز الدراسات الدولية، بالخطة المغربية التي تتجاوز أزمة الصحراء لتستقرئ أزمة أعمق وأخطر وهي قضية الجماعات الجهادية التي تتغذّى وتكبر من خلال المجنّدين من تلك المناطق.
ونجح المغرب في تجنب العواصف التي اجتاحت المنطقة على مدى الخمسة أعوام الماضية، وما يؤكّد هذا النجاح هو أن المملكة المغربية واجهت تقريبا نفس التحديات التي واجهتها بعض دول شمال إفريقيا من هجمات إرهابية وصعوبات اقتصادية، إلا أنها خرجت منها قوية وسالمة لأنّها تبنت سياسات مختلفة عن جيرانها.
ويشير معد الدراسة أحمد الشرعي إلى أن التنمية الشاملة على جميع الأصعدة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية هي ثمرة لهذه السياسات والرؤية الحكيمة التي وضعت المغرب على سكة إصلاحات اقتصادية واجتماعية وقانونية.
وقد مكنت هذه الاصلاحات من دفع دينامية التقدم والازدهار القريبة من تلبية تطلعات واحتياجات المواطنين في الأقاليم الجنوبية وفي مختلف مناطق البلاد.
اليسار التونسي.. بديل سياسي تحت الاختبار
تطرح الجبهة الشعبية ــ التي تقدم نفسها كتيار يمثل اليسار التونسي- اليوم نفسها كخيار ثالث (مع النهضة والنداء) قادر على إنقاذ البلاد وإخراج شق كبير من الشعب التونسي من حالة الإحباط واليأس التي يعيش على وقعها لا سيما فئة الشباب المعطل عن العمل، وأهالي المحافظات الداخلية التي ما تزال بعيدة عن أجندات الساسة في تونس قبل وبعد الثورة.
وصرح حمه الهمامي الأمين العام للجبهة الشعبية سابقا، عقب الاحتجاجات التي شهدتها تونس في الفترة الأخيرة بأن اليسار (الجبهة الشعبية) هو البديل السياسي اليوم بعد فشل حكومة الترويكا وحكومة رباعي الائتلاف الحاكم اليوم في الاستجابة لأهداف الثورة الكبرى. وذكر أنه بوسع الجبهة اليوم تقليص الضغوطات المطروحة التي فشلت الأحزاب الحاكمة في حلها.
وكانت تونس قد شهدت موجة احتجاجات بداية شهر يناير الماضي، تعبيرا عن الامتعاض من أداء الحكومة الحالية التي لم تف بوعودها التنموية وغيرها التي أطلقتها في حملاتها الانتخابية. وتوقع الكثيرون أن تتسبب هذه التحركات في إسقاطها، وهو ما دفع بالكثير من الأحزاب إلى الظهور وطرح أنفسها كبدائل سياسية. ولأنها القوة السياسية الثالثة في البلاد بدأ الحديث يدور حول إمكانية أن تكون الجبهة الشعبية أو اليسار التونسي على رأس الحكم في الفترة القادمة لا سيما في ظل تواصل تأكيد التقارير أن الحكومة الحالية لا تملك خططا عملية قادرة على إسكات الشارع التونسي الذي يبدو أنه بدأ يستنفد صبره.
ولكن فيما يؤكد ممثلو وقيادات هذا التيار أحقيتهم وأهليتهم للحكم اليوم، يؤكد المراقبون أن هناك معطيات مختلفة تحول دون تحقيق هذا الطموح.
الجبهة الشعبية بديل رغم المشاكل
قال عمار عمروسية النائب في مجلس نواب الشعب التونسي عن الجبهة الشعبية في تصريح لـ”العرب”، “لا بد من التنبيه أولا إلى أن الجبهة الشعبية كهيكل جديدة ولكنها تمثل تتويجا للتجربة اليسارية الكفاحية في تونس، وتضم أحزابا لها جذور ضاربة ولها إسهاماتها الكبيرة في إزاحة الدكتاتورية، وفي زرع الوجه الحداثي والنير لتونس. وهذا اليسار بقي لسنوات طويلة في موقع المعارضة، ولكن المسار الثوري مفتوح ليكون اليوم في موقع الحكم. وهذا الدور الجديد لا تطرحه رغبات ذاتية للجبهة، ولكن الفشل الذريع الذي منيت به الترويكا أولا ثم فشل الائتلاف الرباعي ولا سيما حركة النهضة التي فشلت في مرحلتين، فضلا واقع الظروف الاقتصادية والاجتماعية وغيرها في تونس اليوم كلها تفيد بأنه قد حان الوقت ليكون اليسار وجبهته على رأس الحكم.
وأضاف “نحن على وعي بأن الوصول إلى الحكم يحتاج ثقة الشعب من جهة والتسلح ببرنامج يضم أجوبة للمعضلات الكبيرة المطروحة في البلاد اليوم، والوعي أن النجاح أو الفشل في الحكم مرتبط أساسا بكيفية ممارسة الحكم. وعليه فإن الجبهة تراهن على حكم البلاد بالاعتماد على الطاقات البشرية الكبيرة من خارج الجبهة، وعدم السقوط في ما سقطت فيه الأحزاب التي حكمت السنوات الماضية والتي ربطت إدارة الشأن العام بأبنائها وأحزابها”.
"العرب اللندنية"