المكاسب والخسائر في سوريا" و"أسلحة السعودية" و"حقائق مقتل ريجينى" في الصحف الأجنبية
الأحد 14/فبراير/2016 - 11:52 م
طباعة
التركيز على تداعيات نتائج اتفاق ميونخ في ضوء المكاسب التي تحصدها روسيا في المعارك السورية على اهتمام الصحف الأجنبية، إلى جانب الكشف عن قرار داخل البرلمان البريطاني يجري مناقشته في 25 فبراير الجاري بشأن انتقاد تزويد لندن للسعودية بالسلاح في ضوء اتهامها بجرائم حرب، وكذلك مواصلة تغطية تفاصيل مقتل الشاب الإيطالي بالقاهرة.
الفائزون والخاسرون:
الفائزون والخاسرون فى سوريا
من جانبها رصدت صحيفة الإندبندنت مكاسب وخسائر الأطراف التي شاركت في اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بمدينة ميونخ الالمانية، والإشارة إلى أن هذا الاتفاق جعل من الواضح أن روسيا قد عادت إلى الساحة الدولية كقوة عظمى، فالتدخل الروسي يعني أن الرئيس بشار الأسد لن يخسر الحرب، ومن الصعب معرفة ما يمكن أن تحققه قوات المتمردين بمفردها ضد الجيش السوري الذي تدعمه روسيا وإيران.
أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس بشار الأسد يسعى لتحقيق النصر، لكنه من غير المتوقع أن تقبل الولايات المتحدة وحلفاؤها بالهزيمة الكاملة، على حد قول الكاتب، والتأكيد على أن التدخل الروسي قلب الموازين في سوريا لصالح الجيش السوري وأن هذا لا يمكن تغييره دون التدخل المباشر للجيش التركي.
نوهت الصحيفة إلى أن الجيش السوري قطع الطريق بين حلب وتركيا، واقترب السوريون والروس من عزل شمال سوريا عن تركيا بنوع من الاتفاق الصامت مع الأكراد الذين يتقدمون من الشرق، مع الإشارة إلى أن تركيا والسعودية لم تعد لهما السيطرة السابقة على السياسة الغربية بشأن الموقف في سوريا بعد أن تبين أن القوات الموالية لهما ليست قادرة على الانتصار وعلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
أشارت الصحيفة إلى أن دخول تنظيم "داعش" عام 2014 وسيطرته على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا أدى إلى اتضاح أن الحرب في سوريا لا يمكن السماح لها بالاستمرار.
كما تمت الإشارة إلى أن تدفق اللاجئين على أوروبا وهجمات باريس يمثلان سببين رئيسيين في عدم قدرة الغرب على احتواء الموقف في سوريا، وانه كانت هناك أخبار دعائية عن قيام روسيا بقصف العناصر المعارضة المعتدلة فقط، لكنه ينفي ذلك ويقول إن روسيا كانت تقصف كل الجماعات المسلحة مثل جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الطريق إلى نهاية الحرب لاتزال طويلة، لكن من الواضح أنه لن يكون هناك تغيير جذري في الحكم في سوريا، كما أن الأكراد قد أصبحوا أكثر قوة سياسيًا وعسكريًا في سوريا والعراق أكثر من أي وقت مضى، أما بالنسبة لتنظيم داعش فقد أصبح أضعف ولايزال يواجه القصف، على الرغم من أنه قد يستمر في القيام بعمليات بشعة في الخارج مثل تدمير الطائرة الروسية في سيناء أو هجمات باريس.
وأكدت الصحيفة أن السعودية وتركيا وقطر فشلت في الاطاحة بالرئيس بشار الأسد أو تحقيق أي من أهدافهم في سوريا، بينما كانت ايران وحلفاؤها أكثر نجاحا، وعلى الرغم من توالي الانتقادات لسياسة الرئيس أوباما إلا أنه لم يعان من هزائم حقيقية هناك، والتأكيد على أن مراقبين سبق تنبأوا أن روسيا ستندم على دخول الحرب في سوريا لكن من الواضح الآن أنها قد أصبحت تملك قرار من يفوز بتلك الحرب.
بيع الأسلحة للسعودية:
الشباب الايطالي
في حين ركزت الجارديان على انتقادات الاتحاد الأوروبي لبريطانيا لبيعها السلاح إلى السعودية، والتأكيد على أن لندن تواجه انتقادات حادة من البرلمان الأوروبي بسبب استمرارها في بيع السلاح للسعودية وسط أدلة قوية على استخدام السعودية لتلك الأسلحة في القصف العشوائي في اليمن، والتنويه إلى أنه من المقرر أن يصوت البرلمان في موعد متأخر من الشهر الحالي على حظر شامل لبيع الأسلحة إلى السعودية، وينقد نفس المقترح بريطانيا.
شددت الصحيفة على أن الحكومة البريطانية باعت العام الماضي اسلحة تبلغ قيمتها نحو 3 مليارات جنيه استرليني للسعودية، بل أن هناك اتهامات لبريطانيا بالتورط في ادارة الحملة العسكرية السعودية في اليمن.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد تدخل بشكل غير متوقع في مطلع الشهر الحالي مطالبا كل الدول بما في ذلك بريطانيا بتذكر واجبها في وقف تدفق الأسلحة على القوات التي تقودها السعودية.
نوهت الصحيفة إلى أنه سبق ونفت بريطانيا أن لها تأثيرا على استخدام القنابل السعودية في اليمن، لكنها أقرت بقيامها بتدريب بعض الطيارين الذين شاركوا في الضربات الجوية.
ويشجب قرار البرلمان الأوروبي التدخل البريطاني وسيتم التصويت عليه في الـ 25 من شهر فبراير الحالي، وينص القرار على أن البرلمان "يدين بشدة التجارة الواسعة للسلاح بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل بريطانيا، واسبانيا، وفرنسا، والمانيا ويدعو إلى الوقف الفوري لنقل السلاح والمعدات العسكرية إلى السعودية وحلفائها."
ونقلت عن النائب في البرلمان الأوروبي ريتشارد هويت أن يدعو القرار إلى فرض حظر على تصدير الاتحاد الأوروبي للسلاح إلى السعودية.
ذكرت الصحيفة أنه سبق وصدر تقرير عن الأمم المتحدة شدد فيه على أن السعودية ربما تكون متورطة في انتهاكات للقانون الإنساني في اليمن من خلال استهداف مستشفيات ومواقع طبية في اليمن من خلال الحرب التي تشنها في اليمن عبر التحالف العربي.
اتهامات للقاهرة مستمرة:
تدمير اليمن
بينما تواصل الصانداي تايمز اهتمامها مثل كثير من الصحف الأجنبية بشأن مقتل الشاب الإيطالي في مصر، وشبهات تورط أجهزة الأمن في قتله، وفى تقرير لها بعنوان "القاهرة متهمة في قتل الشاب الإيطالي"، أشارت فيه إلى أن الشاب الإيطالي جوليو ريجيني اتفق مع صديق له يدعى جرفاسيو على اللقاء في ميدان التحرير بالعاصمة المصرية للذهاب للقاء أحد الشخصيات المعروف عنها معارضتها للرئيس عبد الفتاح السيسي، وحدث ذلك يوم 25 يناير الموافق الذكرى الخامسة للانتفاضة التي أطاحت بالرئيس مبارك والتي قضى عليها السيسي "حسبما اعتبرت الصحيفة"، إلا أن ريجيني وصل إلى محطة مترو البحوث التي تبعد عن بيته نحو دقيقتين مشيا على الأقدام، وقال أحد الشهود إنه رأى رجال الأمن المصريين يقتادونه.
أضاف التقرير "وعندما لم يصل ريجيني إلى موعده الساعة 8 مساء، اتصل به صديقه جرفاسيو عدة مرات دون رد، وفي الساعة 8.25 دقيقة توقف هاتف ريجيني، وبعد اكتشاف جثته كان التفسير الأول لمسؤول مصري هو أنه تعرض لحادث سير، لكن تقرير الطب الشرعي أثبت أنه تعرض للتعذيب، مع الإشارة إلى أن محتويات تقرير الطب الشرعي التي تسربت لوكالة رويترز تقول إن ريجيني تعرض للصعق بالكهرباء على عضوه الذكري، وكسر 7 ضلوع، وإصابات أخرى شديدة، ونزيف المخ، كما يبدو أنه تعرض لتقطيع في جسده بآلة حادة مثل الموس، وللضرب بالعصا واللكمات والأرجل، على حد وصف الصحيفة.
وكان تقرير إيطالي قد قال في وقت سابق إن ريجيني تعرض للحرق بالسجائر، وأن أظافره قد نزعت وقطع الجزء العلوي من أذنه، فيما وصف بأنه "تعذيب حيواني" وهو ما لا يمكن أن يكون حادث طريق.
أكدت الصحيفة أن مئات الأسر المصرية اضطرت لتحمل الخطف الغامض أو الاختفاء المخيف منذ أن تولى السيسي السلطة، ونادرًا ما توجد تفسيرات لتلك الحالات، مع الإشارة إلى أن طفولة ريجيني واسرته وكيف كان نابها وذكيا في دراسته مما جعله يحصل على عدد من المنح الدراسية، كما قام بدراسة اللغة العربية والسياسة في جامعة ليدز في بريطانيا، وحصل على درجة الماجستير من جامعة كمبردج عام 2011.
نوهت الصحيفة إلى أن ريجيني محب لمصر منذ أن عمل بها للمرة الأولى عندما كان يعمل ضمن برنامج إنمائي للأمم المتحدة في القاهرة، ونقلت عن أحد المحاضرين من جامعة كمبردج إن رسالة ريجيني كانت حول "مسألة دراسية جادة" وإنه لم يكن ناشطا متطرفا، وإن رسالته كانت حول "تطور النقابات الرسمية والمستقلة" في مصر، كما تم التنويه إلى أن ريجيني لم يكن يعمل مع أي جماعات غير شرعية.
ونقلت عن مقال لريجيني سبق نشره عن مصر باسم مستعار في إيطاليا "إن هناك هجوما على حقوق وحريات النقابات العمالية"، ونقلت الصحيفة عن محمد المسيري وهو ناشط حقوقي في منظمة العفو الدولية قوله إن هناك تواجدا أمنيا كثيفا في المنطقة التي عُثر فيها على جثة ريجيني، و"لا يمكن تصور أن تتحرك سيارة غير رسمية تحمل جثة في تلك المنطقة"، والاشارة إلى إنه على الرغم من أن ريجيني قد سار بجوار الكثير من المحال التجارية إلا أن الشرطة المصرية لم تطلب من أصحاب تلك المحال الاطلاع على صور كاميرات المراقبة لديهم، وهو ما يبدو بسبب عدم الكفاءة أو للتغطية على الأمر.
وتمت الإشارة أيضا إلى أن مخاوف الإيطاليين لم تهدأ بمعرفتهم أن الضابط المسؤول عن التحقيق وهو خالد شلبي كان قد حكم عليه في السابق بعقوبة مع وقف التنفيذ لتزوير تقارير الشرطة حول تعذيب معتقلين حتى الموت.