الشرطة الإندونيسية تعتقل 33 متطرفًا يناصرون داعش .... الإخوان تدشن كيانًا جديدًا من تركيا للتحريض ضد مصر... مستشار رئيس «النواب الليبي»: البرلمان يرفض تشكيل الحكومة... فرنسيس وكيريل... أهل الشام أدرى
الإثنين 15/فبراير/2016 - 07:03 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيا وعالميا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" مساء اليوم الاثنين الموافق 15/ 2/ 2016
السيسي: إصدار عفو رئاسي عن مرسي أمر سابق لأوانه
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي لمجلة «جون افريك» الفرنسية، إن إصدار عفو رئاسي عن الرئيس الأسبق محمد مرسي «أمر سابق لأوانه»، موضحاً أن الإجراءات القضائية في مصر تمر بمراحل عديدة، وتستمر لوقت طويل.
وقال الرئيس تعليقا على إصدار أحكام بالإعدام على مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين: «لم يعدم شخص واحد حتى الآن"
وأضاف أن «مرسي مازال يحاكم حتى الآن، ولم يصدر بحقه حكم نهائي بعد»، وأشار إلى أن محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك بدأت في أغسطس 2011، ومازالت مستمرة حتى الآن.
كانت مجلة «جون أفريك» الفرنسية أجرت حوارًا حصريًا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتصدرت صورته غلاف العدد الصادر في 14 فبراير بعنوان «مصير العالم يدور في مصر".
وأجرى الحوار الصحفيان «لورون دو سان بيريه» و«فرانسوا سودان»، وتناول الحوار قضايا الإرهاب والتدخل العسكري في ليبيا، والأحكام القضائية في مصر، والرئيس السوري بشار الأسد وحقوق الإنسان والإخوان المسلمين.
المصري اليوم
الإخوان تدشن كيانًا جديدًا من تركيا للتحريض ضد مصر..
عقب ثورة 30 يونيه التي أسقطت حكم الإخوان، لجأت جماعة الإخوان لإطلاق كيانات بأسماء مختلفة تضم تحت لوائها من يدعمون أفكارها، ولتصور للآخرين أن قضيتها قضية شعب بأكمله وليست قضية تنظيم يقتصر عليها فقط. أطلقت جماعة الإخوان أثناء اعتصامها فى ميدان رابعة العدوية عقب عزل محمد مرسى تحالف "دعم الشرعية"، واليوم بعد مرور ما يقرب أربع سنوات من إسقاط حكم الإخوان، دشنت جماعة الإخوان كيانا جديد يحمل اسم "ملتقى العدالة والديمقراطية" فى مدينة اسطنبول بتركيا للتحريض ضد مصر، الأمر الذى اعتبره باحثون فى التيارات الإسلامية أن الجماعة تستهدف التغطية على فشل كيانات السابقة. ونشر عمرو دراج، القيادي بجماعة الإخوان، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" ما وصفه البيان الختامي لملتقى العدالة والديمقراطية، وأشار هذا البيان إلى أن المشاركين فى تدشين هذا الكيان ينتمون لثلاث وعشرين دولة، من وزراء، ونواب، وقيادات سياسية وأكاديميين، معبرين عن سعادتهم بالسلطات التركية التى استقبلتهم وسمحت لهم بتنظيم مؤتمر باسطنبول. وزعم بيان ملتقى "العدالة والديمقراطية" أنه يدين كل أنواع الإرهاب، والسعى لحل الخلافات السياسية بالعنف".. محرضًا عناصر الجماعة الإرهابية على مواصلة التظاهر، كما هاجم الدولة المصرية. كما زعم أنه يقف ضد ما أسماه بـ"سياسات الاستهداف الطائفى" التى يعانى منها العراقيين، والتى تركت قطاعا واسعا من هذا الشعب تحت فوهات بنادق الميليشيات الطائفية، والإرهاب الداعشى المتوحش. وبدوره، قال أحمد بان، الخبير بشئون حركات التيار الإسلامى، إن هذا الكيان الجديد يُعبر عن حمى تدشين الكيانات لدى جماعة الإخوان، فكلما أسست الجماعة كيانا وفشل فى تحقيق أهدافه عدلت مجموعة من الجماعة لتنظيم كيان جديد. وأضاف "بان" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" :"كثرة تدشين جماعة الإخوان لكيانات يعكس حالة فشل الجماعة فى إدارة أزماتها داخل مصر". فيما اعتبر هشام النجار الباحث فى شئون التيارات الإسلامية، تدشين جماعة الإخوان كيان جديد يحمل اسم "ملتقى العدالة والتنمية" محاولة من الإخوان لتغطية فشلها. وقال "النجار" فى تصريحات لـ"اليوم السابع":" الإخوان تعتمد على تغطية فشل كياناتها المختلفة باستنساخ كيانات جديدة وبديلة بعناوين مختلفة وهذا منهج التنظيم للهروب من فشل كيان تحالف دعم الشرعية والمجلس الثورى ومثل هذه الكيانات. وأضاف "النجار":" هناك أهداف أخرى للإخوان من إطلاق مثل هذه الكيانات ألا وهو استمرار تلقى دعم مالى وتمويلات باسم الحريات والديمقراطية" مشيرا إلى أن الإخوان عندما تعلن تأسيس كيان جديد يغازلون الغرب بأسماء غربية بعيدة عن المصطلحات الإسلامية.
اليوم السابع
فضائية "وطن" تجدد الصراع داخل "الإرهابية".. "فلوس العواجيز" تستحوذ على القناة ال
ما بين عشية وضحاها، تجدد الصراع داخل جماعة الإخوان الإرهابية، بين جبهة الشباب المعروفة بإخوان الداخل، وبين جبهة العواجيز المعروفة بإخوان الخارج، الذي اشتعل منذ ما يقرب من عام تقريبًا، بعد إجراء الانتخابات الداخلية في فبراير من العام الماضي، والتي أتت بوجوه جديدة، رفضتها القيادات التاريخية للجماعة، مما أشعل الصراع بين الطرفين، وعادت لتظهر بقوة مرة أخرى في شهر ديسمبر، بعد إطاحة محمود حسين الأمين العام للجماعة، بالمتحدث الإعلامي محمد منتصر، وتعيين طلعت فهمي بدلا منه، ما تسبب في تمرد عدد كبير من الشباب وبعض المكاتب الإدارية، على سيطرة العواجيز.
ولم تقف الأزمة عند هذا، حيث امتدت إلى الإعلام الرسمي للجماعة، في محاولة من طرفي الأزمة السيطرة عليه، بصورة مشروعة أو غير مشروعة، وكان آخرها سيطرة جبهة القائم بالأعمال على قناة "وطن" الفضائية، التي تبث من خارج البلاد.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"البوابة نيوز"، عن سيطرة جبهة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، على قناة "وطن" الفضائية، وذلك بعد أن تكفل مكتب الإخوان بالخارج بقيادة أحمد عبدالرحمن "جبهة الشباب"، بعملية تأسيسها لتحل كبديل عن قناة "مصر الآن" الإخوانية.
وقالت المصادر: إن سيطرة جبهة "عزت" على القناة الجديدة، بعد اتفاق مع مديرها الإعلامي إسلام عقل، يقوم على أساس تأسيس شركة في تركيا يكون مدحت الحداد، مسئول مكتب الإخوان في تركيا، وعلي عبدالفتاح مؤسسها بتكليف من محمود حسين، الأمين العام للجماعة، لإدارتها.
وأوضحت المصادر أن القناة تم إنشاؤها في الأساس بالاتفاق مع مكتب الإخوان في الخارج الموالي للجنة الإدارية العليا في الداخل، لتكون تحت إشراف جبهة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، ما أشعل الصراع مجددا بين الجبهتين عبر القنوات الفضائية التي يطلقها كل فريق.
وأكدت المصادر أن مكتب الأزمة بالخارج امتنع عن التمويل، بعد تولي مجموعة تابعة لـ"حسين"، من إخوان السعودية مسئولية تمويل القناة الجديدة، لضمان عدم أي تعثر مالي، قد يحدث نتيجة توقف التمويل القديم، مؤكدا أن مكتب الأزمة قرر التحقيق في الواقعة منذ ثلاثة الأيام الماضية ولم ينته حتى الآن، ولن تنطلق القناة إلا حين انتهاء التحقيقات بشكل كامل، مشيرا إلى أن القضية اسمها العواجيز بقضية "قيمة الفساد المالي داخل القناة الجديدة كبيرة للغاية".
من جانبه اتهم عبدالعزيز الكاشف، أحد الشباب المحسوبين على جبهة كمال، محمود حسين، بـ"سرقة القناة الجديدة"، والسماح لممثل هشام عبدالله، بإهانة الرئيس المعزول محمد مرسي، والإخوان عبر القناة.
وقال الكاشف، في تصريحات صحفية لإحدى القنوات الفضائية، الإعلامي إسلام عقل، يتحمل مسئولية تلك الأزمة، لقيامه بتسجيل القناة باسمه، وتسليمها لمكتب الرابطة، بعد أن كانت تؤول لمكتب إدارة الأزمة.
وأوضح طارق البشبيشي، القيادي الإخواني المنشق، أن محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، يبعث برسائل من وقت لآخر، لفرض سيطرته على التنظيم، في محاولة منه لكسب الشرعية لقيادته.
وأضاف البشبيشي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن قيام جبهة "عزت" ببعض الأفعال لإشعال الأزمة هدفه عدم إجراء الانتخابات التي وصل إليها مقترح الدكتور يوسف القرضاوي، ليؤكد أن القيادة الحالية للإخوان هي لتياره، موضحًا أن كلام "عزت" ليس فيه جديد.
وأكد أن أزمة الإخوان لن يتم حلها، بعد دخول الأطماع الشخصية بين قيادات الجماعة، فكلهم يريد السلطة والحكم، ويمارسون الإرهاب والعنف وكل أنواع الخيانة ضد مصر.
البوابة نيوز
مستشار رئيس «النواب الليبي»: البرلمان يرفض تشكيل الحكومة
قال مستشار رئيس مجلس النواب الليبي، فتحي المريمي، "إن المؤشرات الأولية تشير إلى رفض البرلمان لتشكيل الحكومة الجديد، حسبما أفادت قناة «سي بي سي إكسترا".
وأعلن مساء أمس الأحد، المجلس الرئاسي الليبي برئاسة فايز السراج، تشكيل حكومة الوفاق الوطني الجديدة، في مدينة الصخيرات المغربية.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، قد دعا مجلس النواب الليبي إلى سرعة منح الحكومة الجديدة الثقة حتى تتمكن من مباشرة مهامها وفقًا لما نص عليه الاتفاق السياسي الذي وقع في الصخيرات في ديسمبر الماضي تحت رعاية الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص مارتن كوبلر.
وناشد الأمين العام جميع الأطراف السياسية الليبية التعاون مع الحكومة الليبية الجديدة وعدم تضييع الفرصة المتاحة للانطلاق نحو تحقيق الوفاق الوطني الليبي الذي يشكل الضمانة الأساسية لعودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا والبدء في مسيرة إعادة البناء وتنفيذ خطوات الحل السياسي المنصوص عليها في الاتفاق السياسي في الصخيرات.
فيتو
الشرطة الإندونيسية تعتقل 33 متطرفًا يناصرون داعش
أعلنت الشرطة الإندونيسية، اليوم الاثنين، عن اعتقال أشخاص ينتمون إلى ثلاث مجموعات متطرفة مناصرة لتنظيم "داعش" الإرهابي كانوا يخططون لشن هجمات إرهابية على مراكز رسمية في البلاد.
وقال قائد الشرطة الوطنية الإندونيسية، الجنرال بدر الدين هايتي - حسبما أوردت قناة "روسيا اليوم" - إن الكشف عن هذه الاعتقالات جاء إثر استجواب 33 مشتبها بهم، قام 17 منهم بدور مباشر في الاعتداءات التي أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص يوم 14 يناير الماضي وسط العاصمة جاكرتا، في حين ينتمي المشتبه بهم الآخرون لثلاث مجموعات على صلة بتنظيم "داعش".
وأضاف بدر الدين هايتي أن إحدى هذه المجموعات كانت تنوي تنفيذ هجمات على مقر قيادة الشرطة في مطار سوكارنو-هاتا الدولي قرب جاكرتا.
وأشار مدير الشرطة إلى أن مجموعة أخرى كانت تنوي شن هجوم بسيارة مفخخة على مجمع للشرطة في حي الأعمال بالعاصمة جاكرتا، فيما كانت المجموعة الثالثة تخطط لشن هجمات بالسكاكين على عناصر من الشرطة في الشوارع.
الوفد
ندوات لتعزيز المواطنة والمجتمع المدني في سوريا
تسعى بعض منظمات المجتمع المدني في سوريا إلى تعزيز منطق المواطنة وتفعيل دور المجتمع المدني عبر سلسلة من الندوات والمحاضرات التي تندرج في إطار الدعوة لإحلال السلام وإنهاء الحرب القائمة.
أعلنت صباح الحلاق، الناشطة السورية في مجال المجتمع المدني، عن ندوة "لمركز الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة" في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع "الرابطة السورية للمواطنة" في 17 الشهر الجاري .
وقالت لـ"ايلاف" إن "الندوة الأولى تم تنظيمها في العاشر من الشهر الجاري"، وأضافت: "يقيم مركز الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة (الجامعة الأمريكية في بيروت)، بالتعاون مع الرابطة السورية للمواطنة، بتنظيم سلسلة ندوات حوارية نصف شهرية، حول "المواطنة والمجتمع المدني في سوريا"، مؤكدة أن الهدف من هذا هو ما يتطلع اليه منظمو هذه السلسلة "عقد ست حلقات، تضيء كل منها جانبًا من الموضوع".
وتحدثت عن الترتيب التالي للندوات: "المجتمع المدني السوري، وكانت في١٠ شباط، والمواطنة في سوريا وستنظم في 17 شباط، والمجتمع المدني السوري يساعد نفسه في الشهر المقبل ٢ آذار ، والإنتاج الفني والأدبي السوري في ١٦ آذار، وإعادة الإعمار، البنى التحتية والعمرانية لا تكفي - ٣٠ آذار، وسوريا المستقبل - ١٣ نيسان".
مبادرة مستقلة
والسيدة صباح الحلاق هي عضوة في "رابطة النساء السوريات"، وتعمل ضمن مبادرة "نساء سوريات من أجل السلام والديمقراطية"، وهي مبادرة مجتمع مدني مستقلة تضم نساء من خلفيات وتوجهات وأيدولوجيات متنوعة، ومنذ أكثر من ثلاث سنوات، تدعو إلى السلام العادل عبر حل سياسي، وتعمل من اجل ضمان مشاركة مباشرة وفاعلة للنساء السوريات في عملية السلام.
وناشدت النساء السوريات، في وقت سابق من مؤتمر جنيف، جميع الأطراف بدء التفاوض من أجل السلام، وأكدت المبادرة أن "كل يوم نخسره دون أن نعمل على صناعة السلام هو يوم آخر من المعاناة القاسية التي يعيشها شعبنا وبلدنا"، كما ودعت "جميع الاطراف إلى وضع نهاية لسفك الدماء، وتحثهم، جميعا، على القدوم إلى طاولة السلام، وتحمل مسؤولياتهم، لإيجاد حلول شاملة وعملية لوقف مأساتنا السورية، وانهاء معاناة شعبنا وبلدنا".
صوت النساء
وقالت المبادرة: "إن إيقاف العنف والقتل والتدمير هو أولى أولوياتنا"، و"نريد وقف القصف، والاعتقال، والاختطاف، والتعذيب، والجوع والحصار، كما يجب فصل المساعدات الإنسانية تماماً عن تداولات المفاوضات السياسية، ويجب السماح لها بالوصول إلى من يحتاجها"، كما وأعلنت عن "رفضها أن يستخدم الماء والغذاء والدواء كأسلحة حرب."
وأشار البيان الى دعوة ستيفان دي مستورا، المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، النساء السوريات والمجتمع المدني السوري إلى المشاركة في عملية السلام، وهو ما اعتبره بيان المبادرة بأنه "يشكل خطوة أولى لضمان وجود صوت مسموع للنساء، ويعطينا الثقة بأنّ مخاوفنا وأولوياتنا ستطرح في المحادثات".
ولفت البيان الى "دعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء العنف وإحلال السلام العادل والمستدام، وبناء سوريا الديمقراطية بلدًا آمنا وموحدا لجميع السوريين، نساءً ورجالاً، يتمتعون فيه بكامل حقوق المواطنة المتساوية".
ايلاف
فرنسيس وكيريل... أهل الشام أدرى بشعابها
لا ريب في أنّ لقاء البابا_فرنسيس والبطريرك الروسيّ كيريل، لمجرّد انعقاده، هو إنجاز تاريخيّ على صعيد العلاقات ما بين الكنائس وترميم الوحدة ما بين المسيحيّين. وقد صدر إعلان مشترك عن رأس الكنيسة الرومانيّة ورأس الكنيسة الروسيّة اتّفقا فيه على مواضيع عديدة ومتشعّبة. غير أنّنا لن نتناول، في هذه المقالة، سوى ما يمتّ بصلة إلى العلاقات المسيحيّة-الإسلاميّة في بلادنا التي تتعرّض لاهتزازات قويّة بسبب الظروف القاسية التي تعصف بأهل هذه البلاد كافّة.
يتحدّث الإعلان المشترك عن المسيحيّين بكونهم "ضحايا الاضطهاد"، وبأنّهم يتعرضون "للإبادة" أو "للطرد" و"النزوح"، وبأنّ "كنائسهم تُهدم وتُنهب بوحشية"... هذا إلى حدّ كبير صحيح، غير أنّه غير واف للواقع، إذ يحصر ضحايا الاضطهاد بالمسيحيّين دون سواهم. فالإعلان لا يستعمل التعابير ذاتها في حديثه عن "مؤمني التقاليد الدينيّة الأخرى"، بل يكتفي بالإشارة إلى أنّهم "قد أصبحوا هم أيضًا ضحايا الحرب الأهليّة والفوضى والعنف الإرهابيّ". هذا الكلام يتضمّن أحكامًا مطلقة غير دقيقة، وتمييزًا غير منصف، وقد جعل الإعلان غير متوازن.
المسيحيّون والمسلمون، ومن دون تمييز، متساوون في البرّ وفي الإثم. فمنهم مَن تعرّض ويتعرّض للاضطهاد، ومنهم مَن هو شريك للظالم، ومارس القتل والتعذيب. المسلمون ليسوا كلّهم أولياء، وليسوا كلّهم شياطين. ولا المسيحيّون كلّهم قدّيسون، وليسوا كلّهم أبالسة... ضحايا المجازر والطرد والتهجير هم من المسلمين والمسيحييّن. فثمّة مدن وقرى إسلاميّة قد صارت أثرًا بعد عين، وتهدّمت آلاف المساجد... وكان الأجدر ألاّ يتمّ استعمال صيغة "قد أصبحوا هم أيضًا ضحايا..." الواردة أعلاه، لأنّها تعني كأنّهم ليسوا ضحايا منذ بدء الاضطرابات، وأنّ ما يجري لهم ليس سوى ردّ فعل فقط.
يخصّ الإعلان المشترك بالذكر بلدين فقط من بلدان الشرق الأوسط، هما سوريا والعراق. ويدعو "الجماعة الدوليّة" إلى بذل الجهد من أجل "وضع حدّ للإرهاب بواسطة أعمال مشتركة ومنسّقة"، ثمّ يوجّه نداء "إلى جميع الدول المعنيّة بمكافحة الإرهاب لكي تتصرّف بشكل مسؤول ومتعقّل"، ويحثّ المسيحيّين على الصلاة بحرارة كي لا تقع حرب عالميّة جديدة. هذا الكلام يبقى عموميًّا طالما أنّه لا يحدّد بعض الأمور التي ينبغي أن تكون واضحة وجليّة. لذلك نتساءل:
1- مَن هي "الدول المعنيّة بمكافحة الإرهاب" التي يشير إليها الإعلان المشترك؟ الدافع إلى سؤالنا هذا هو أنّه لم تبقَ دولة في العالم لم تتدخّل في سوريا بذريعة مكافحة الإرهاب. أجيبونا، بالله عليكم، هل المقصود بالدول المعنية بمكافحة الإرهاب أميركا أو روسيا أو فرنسا أو السعودية أو إيران أو تركيا أو إسرائيل؟ وكلّ دولة من هذه الدول متّهمة من طرف مشارك بالحرب بأنّها تدعم الإرهاب.
2- هل المقصود بالإرهاب هو ما تقوم به الجماعات الدينيّة المتطرّفة، "داعش" وسواها، أم "إرهاب الدولة" الذي تمارسه الدول المتورّطة كلّها، بحرًا وبرًّا وجوًّا؟ هل كانت بلادنا تنعم بالسلام والرفاهيّة قبل ظهور "داعش" وأشباهه؟ ألم يكن ثمّة أرهاب طاغ فيها منذ عقود؟
3- لماذا يغفل الإعلان ذكر الديموقراطية أو المطالبة بالحرّيّة لجميع أبناء هذه البلاد كي يختاروا ما يرونه مناسبًا لهم من نظام للدولة؟ أليس في هذا الإغفال إعلان مبطّن لدعم الأنظمة الديكتاتوريّة في المنطقة؟ أليس في ذلك إقرار غير مباشر بدعم ما يسمّى بحلف الأقلّيّات في وجه الغالبيّة الإسلاميّة؟
4- لماذا إغفال ذكر دولة إسرائيل وما جرى وما زال يجري فيها من إرهاب بحقّ الشعب الفلسطينيّ؟ أليس ثمّة إبادة للوجود المسيحيّ في فلسطين؟ ألا يستحقّ الفلسطينيّون المطالبة بحقّ العودة إلى ديارهم؟ أم أنّ التحالفات السياسيّة مع الدولة الإسرائيليّة حالت دون تناول القضيّة الأساس التي لولاها لما وصلنا إلى ما وصلنا من ذلّ وهوان؟
يبدو أنّ هذا الإعلان، من حيث هذه الالتباسات التي يثيرها، يوفّر التبرير لـمَن يبحث عن تبرير كي يتدخّل في سوريا لتأمين مصالحه بذريعة مكافحة الإرهاب. وكان جديرًا بأن يكون هذا الإعلان صادعًا بكلمة الحقّ.
حسن أن يطالب الإعلان المشترك بإطلاق كلّ المختطفين، ومن بينهم مطرانا حلب بولس يازجي ويوحنّا إبراهيم. هذا المطرانان هما اللذان يمثّلان المسيحيّة الأنطاكيّة بتاريخها العريق وتمايزها بالانفتاح على مواطنيها من المسلمين. لن يجدي أيّ تدخّل خارجيّ في الحفاظ على المسيحيّين، وقد جرّب المسيحيّون في حقب عدّة، قديمًا وحديثًا، استدعاء التدخّلات الأجنبيّة، لكنّهم سرعان ما ندموا على ذلك بعدما عاينوا عواقبها الوخيمة.
ليس لنا سوى الشراكة الإسلاميّة المسيحيّة القائمة على المساواة والعدل، أي القائمة على المواطنة التامّة، سبيلاً إلى السلام. لن يجدي أيّ حلّ لا يرضي المسلمين، وبخاصّة إذا توسّل هذا الحلّ القوّة. ونحن، أبناء أنطاكية، مدينة الله العظمى، حيث دعي التلاميذ مسيحيّين لأوّل مرّة، نحن أدرى بشؤون بلادنا. نعم، "أهل مكّة أدرى بشعابها"، ونحن أهل الشام أدرى بشعابها.
النهار