«طالبان» تفجر مدرسة للبنات في شمال غربي باكستان / حكومة ليبيا تدين الغارة الأمريكية / طيران التحالف يقصف مواقع الحوثيين بصنعاء وصعدة / استشهاد جندي إماراتي في السعودية
الأحد 21/فبراير/2016 - 10:18 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيا وعالميا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" صباح اليوم الأحد الموافق 21/ 2/ 2016
مجلس التعاون يؤيد قرار السعودية بمراجعة علاقاتها مع لبنان
أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن تأييدها التام لقرار المملكة العربية السعودية بإجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع لبنان، ووقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي اللبنانية. وقال الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني: «إن دول مجلس التعاون تساند قرار المملكة العربية السعودية الذي جاء رداً على المواقف الرسمية للبنان التي تخرج عن الإجماع العربي ولا تنسجم مع عمق العلاقات الخليجية- اللبنانية، وما تحظى به لبنان من رعاية ودعم كبير من قبل المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون».
وأكد أن «دول المجلس تعرب عن أسفها الشديد لأن القرار اللبناني أصبح رهينة لمصالح قوى إقليمية خارجية، ويتعارض مع الأمن القومي العربي ومصالح الأمة العربية، ولا يمثل شعب لبنان العزيز الذي يحظى بمحبة وتقدير دول المجلس وشعوبها، وهي تأمل أن تعيد الحكومة اللبنانية النظر في مواقفها وسياساتها التي تتناقض مع مبادئ التضامن العربي ومسيرة العمل العربي المشترك، وتؤكد استمرار وقوفها ومساندتها للشعب اللبناني، وحقه في العيش في دولة مستقرة آمنة ذات سيادة كاملة، وتتطلع إلى أن يستعيد لبنان عافيته ورخاءه الاقتصادي ودوره العربي الأصيل».
واستمرت تفاعلات القرار السعودي، وقف المساعدات العسكرية التي كانت مقررة بهبتي الـ3 بلايين دولار أمريكي عبر فرنسا والبليون دولار التي كانت المملكة عهدت بها إلى زعيم تيار «المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، لليوم الثاني على التوالي في بيروت أمس، وغلبت عليها مطالبة الحكومة بالتحرك في اتجاه المملكة لمعالجة الأزمة التي سببت اتخاذها هذا القرار، وبررتها الرياض «بعدم إدانة (لبنان) الاعتداءات السافرة على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد... في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله لإرادة الدولة».
سلام
وفيما ملأت الوسط السياسي اللبناني تكهنات كثيرة حول الإجراءات الإضافية التي يمكن أن تلجأ إليها المملكة رداً على ما اعتبرته «المواقف التي يقودها ما يسمى حزب الله ضدها»، قالت مصادر مطلعة إن رئيس الحكومة تمام سلام يدرس الخطوات التي يمكن أن يتخذها لمعالجة الأزمة.
وحمّل الحريري أمس بعد اجتماعه إلى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، مسئولية الأزمة مع الرياض إلى «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، قاصداً موقف وزير الخارجية جبران باسيل بالنأي بالنفس عن قراري الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إدانة التدخلات الإيرانية في شئون المملكة. وقال الحريري: «نحن نقوم باتصالاتنا في هذا الشأن. هناك إجماع عربي، والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي استنكر الموضوع الذي حدث بالسفارة، ووزير الخارجية جبران باسيل لا يريد أن يسير بالإجماع العربي».
واعتبرت كتلة «المستقبل» النيابية بعد اجتماعها برئاسة النائب فؤاد السنيورة القرار السعودي «سيادياً لا يمكننا إلا احترامه»، لكنها رأت أنه «أتى نتيجة الاستهانة والاستخفاف بالمصلحة الوطنية اللبنانية من قبل وزير الخارجية رغم ما تضمنه البيان الوزاري للحكومة من نص واضح «بعدم تعريض لقمة عيش اللبنانيين للخطر». ودعت إلى اجتماع فوري لمجلس الوزراء لمعالجة هذه الأزمة، وإرسال وفد على أعلى المستويات إلى المملكة العربية السعودية لمعالجة هذه الأزمة الخطيرة». كما طالبت المملكة بإعادة النظر في قرارها.
ورأى الرئيس السابق أمين الجميل أن المواقف المتخذة في لبنان هي من نوع الانتحار و«المطلوب من لبنان التضامن مع المملكة العربية السعودية، التي ما أضرت يوماً بمصالح لبنان، بل كانت على الدوام المبادرة والداعمة للبنان في السياسة والأمن والمال والإنماء، من دون حساب أو تمنين». وتخوف من «أن يدفع اللبنانيون في الخليج ثمن الغضب السعودي». واعتبر الرئيس السابق ميشال سليمان أن «أبرز تداعيات قرار وقف الهبة السعودية سيتجلى في انعكاسها على الاستراتيجية الدفاعية... وإزاء القول إن «على السعودية وسائر دول الخليج أن تتفهمنا دائماً»، قال: «فلتتفهمنا مرة إيران، نحن عرب ولسنا فارسيين». ودعا الرئيس نجيب ميقاتي إلى التنبه إلى خطورة إطلاق المواقف التي تسيء إلى لبنان وعلاقاته التاريخية مع الإخوة العرب، وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية». وناشد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، قيادة المملكة «إعادة النظر بقرارها لتمكين الجيش من مواجهة التحديات الإرهابية المتنامية لأن أي سلاح آخر لن يعوضه، فواهم من يظن أن سلاحاً آخر سيقدم إلى لبنان».
وذكّر بأنه «لطالما وقفت المملكة إلى جانب لبنان في أصعب الظروف وأقساها». وإذ تمنى أن يكون ما حصل مجرد غمامة صيف عابرة «نجدد شجبنا لبعض ردود الفعل والمواقف السياسية اللبنانية، وندعو كل القوى اللبنانية إلى إعادة النظر بمواقفها تجاه الدول العربية والتأكيد على عروبة لبنان وعدم الخروج منها أو عليها وهي التي كلف التفاهم الوطني حولها تضحيات كبرى».
ودعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الحكومة إلى «توجيه طلب رسمي إلى حزب الله بالامتناع عن مهاجمة المملكة»، معتبراً أنه «طفح كيل المملكة».
وخاطب المفتي دريان الحريري بالقول: «نحن نعوّل عليك كثيراً في إعادة ترتيب العلاقة اللبنانية- السعودية، فأنت الأجدى لتصحيح هذه العلاقات».
الخارجية اللبنانية
وأصدرت وزارة الخارجية بياناً اعتبرت فيه أن «الموقف السعودي المستجد لا يلغي الحرص الذي يبديه اللبنانيون المقيمون والموجودون في المملكة، بالحفاظ على العلاقة التاريخية» بين البلدين. وأعلنت أنها «كانت أول من بادر في لبنان إلى إصدار موقف رسمي على لسان وزير خارجيتها دان فيه التعرض للبعثات الديبلوماسية السعودية في إيران ولأي تدخل في شئونها»، مشيرة إلى أن هذا جرى تدوينه خطياً في مؤتمر وزراء الخارجية ومنظمة التعاون الإسلامي. وكررت أن الموقف الذي عبّر عنه وزير الخارجية «جاء مبنياً على البيان الوزاري وبالتنسيق مع رئيس الحكومة».
ورأى رئيس حزب «الاتحاد» الوزير السابق عبدالرحيم مراد أن «لبنان لا يحتمل مواقف تسيء إلى علاقاته العربية التي نص عليها اتفاق الطائف، وفي مقدمها العلاقة مع المملكة العربية السعودية التي كانت دائماً السباقة لفهم ظروف لبنان ودعمه». وقال إن قرار السعودية «ليس تخلياً عن لبنان وانما محاولة لتصحيح العلاقات معه».
الشغور الرئاسي
وطغت تفاعلات القرار السعودي على الحركة السياسية في شأن إنهاء الشغور الرئاسي والزيارات التي يقوم بها الحريري داعياً إلى تأمين النصاب لجلسة البرلمان المقررة في 2 آذار (مارس) المقبل، مجدداً دعمه ترشيح رئيس «المردة» سليمان فرنجية، وداعياً جعجع إلى سحب دعمه ترشيح العماد ميشال عون، فرد عليه جعجع: «ما رأيك أن تعمل العكس؟».
التنظيمات الإرهابية تعرقل مفاوضات وقف النار
تجاهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقادات منظمات دولية للعملية العسكرية في سورية، وقال: «إن اداء العسكريين الروس يستحق أعلى تقويم»، في وقت ذكرت قناة «روسيا اليوم» أن بوتين أكد العمل على «حل الأزمة السورية بالطرق السياسية والديبلوماسية»، في وقت سعى وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف للاتفاق على «آليات» للتنسيق بين القوات الروسية والأمريكية بعد تعثر مفاوضات وفديهما في جنيف للتوصل لـ «وقف العمليات العدائية» بسبب الخلاف على التنظيمات الإرهابية.
وقال بوتين خلال احتفال في الكرملين لمناسبة عيد «حماة الوطن» إن الجيش الروسي «يقوم في سورية بالقضاء على من يعتبرون روسيا عدوهم ولا يخفون خططهم التوسعية، ونياتهم نقل مسلحين للقتال في أراضينا وأراضي رابطة الدول المستقلة»، قائلاً إن القوات الروسية «تنقذ المدنيين» و«تقضي» في سورية على من «يعتبروننا أعداء ويخططون لتوسيع نشاطهم في روسيا وبلدان الرابطة المستقلة». وأكد ان «الحرفية العسكرية الروسية وصلت أعلى درجاتها في سورية، والعمل الميداني للطيارين ومشاة البحرية والقطع العسكرية الأخرى يستحقان أعلى تقويم، ورجالنا يعملون في ظروف صعبة لمساعدة الجيش السوري والأطراف الأخرى المنخرطة في عمليات مكافحة الإرهاب».
وأعلنت موسكو أن لافروف بحث مع كيري هاتفياً «التحركات التركية الاستفزازية»، إضافة إلى تناول سبل تطبيق قرارات «المجموعة الدولية لدعم سورية» في ميونيخ لـ «تحسين الوضع الإنساني والاتفاق على آليات وقف الأعمال العدائية في سورية باستثناء مكافحة الجماعات الإرهابية». وأضاف البيان أنهما ناقشا آليات للتنسيق العسكري في ما يخص وقف إطلاق النار في سورية، في حين نقل عن كيري إعرابه عن «القلق» من استمرار «القصف العشوائي» الروسي مع تأكيده ضرورة ايصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
وأرجئ أمس اجتماع موسع لـ «المجموعة الدولية» في جنيف، بعد فشل وفدين أمريكي وروسي في التوصل إلى اتفاق لـ «وقف الأعمال العدائية» في سورية بسبب عدم اتفاق الطرفين على المنظمات التي ستستثنى من وقف النار وخصوصاً «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية. وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة عن موافقتها على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من حلفاء النظام. وأكد المنسق العام للهيئة رياض حجاب «ان الفصائل أبدت موافقة أولية على إمكانية التوصل إلى هدنة على أن يتم ذلك وفق وساطة دولية وتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والميليشيات الطائفية ومجموعات المرتزقة التابعة لها على وقف القتال».
وتأتي موافقة الفصائل، وفق البيان «ضمن رغبتها الأكيدة في الاستجابة للجهود الدولية المخلصة لوقف نزيف الدم السوري». ووصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقابلة تلفزيونية أن ما نقل عن موقف للمعارضة السورية حول قبولها بهدنة لمدة ثلاثة أسابيع بـ «السخيف».
الى ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ان الحكومة قررت اتخاذ إجراءات أمنية جديدة على الصعيد الوطني بعد التفجير بواسطة سيارة مفخخة الخميس الذي أسفر عن مقتل 28 شخصاً في انقرة. ورفض داود أوغلو تبني مجموعة كردية متطرفة تفجير أنقرة، قائلاً: «تبين بوضوح كبير أن هذا الاعتداء الإرهابي هو صنيعة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية».
حكومة ليبيا تدين الغارة الأمريكية
قُتل مواطنان صربيان كانا مخطوفَين في ليبيا في الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت أول من أمس، مقراً لتنظيم «داعش» في صبراتة قرب العاصمة طرابلس، وفق ما أعلن وزير الخارجية الصربي ايفيتسا داسيتش ومصادر ليبية أمس.
وخُطف الموظفان في السفارة الصربية، سلاديانا ستانكوفيتش المكلفة الاتصالات وسائقها يوفيتسا ستيبيتش في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) في صبراتة (70 كيلومتراً غرب طرابلس)، أثناء تواجدهما ضمن موكب تابع للبعثة الديبلوماسية الصربية يضم السفير، كان متجهاً إلى تونس عندما تعرض لإطلاق نار.
ودانت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً التي يرأسها عبدالله الثني أمس، الغارة الأمريكية ضد عناصر «داعش» التي كانت متحصنة في مبنى من طابقين شرق صبراتة، معتبرةً أن هذه الغارة، التي قالت إنها لم تتم بالتنسيق معها، تشكل «انتهاكاً صارخاً» لسيادة ليبيا.
وأوردت الحكومة في بيان أنها «تدين وتستنكر الغارات التي شنها سلاح الجو التابع للولايات المتحدة على مواقع محددة» في صبراتة، معتبرةً أن ضربات مماثلة من دون تنسيق معها تمثل انتهاكاً صريحاً وصارخاً لسيادة الدولة الليبية».
من جهة أخرى، أبلغت مصادر في المجلس المحلي للمدينة الساحلية «الحياة» بأن «السلطات التونسية تسلمت (السبت) جثامين 30 من رعاياها، من أصل 42 شخصاً كانوا متواجدين في المبنى الذي قصفته طائرات أمريكية انطلقت من إحدى القواعد البريطانية في جزيرة قبرص صباح الجمعة».
وتناولت بعض وسائل الإعلام وجود شخص أردني مسيحي بين قتلى الهجوم الأمريكي، ليتضح في ما بعد أنه أحد الصربيَين اللذين خطفهما «داعش» قبل أسابيع في محيط صبراتة.
وأوضحت المصادر في مطار معيتيقة أن جثماني الصربيَين سيرحلان إلى بلادهما.
وذكرت السلطات التونسية من جهتها، أن عشرات من رعاياها قُتلوا في الغارة الأمريكية على صبراتة الليبية من بينهم «إرهابي خطير»، فيما تمكنت وحدات مكافحة الإرهاب التونسية من تفكيك «خلية إرهابية» تضم 6 عناصر بينهم امرأة، خططت لاستهداف أماكن حساسة ومنشآت أمنية وعسكرية، وتنشط في حي التضامن قرب العاصمة التونسية بالتنسيق مع عناصر إرهابية في سورية والعراق وإرسال متشددين للقتال هناك.
وقالت وزارة الداخلية التونسية إن التونسي نور الدين شوشان الذي قُتل في الغارة على صبراتة «إرهابي خطير» مطلوب لديها، مؤكدةً تورطه في الهجوم الذي استهدف متحف باردو في العاصمة التونسية في 18 آذار (مارس) 2015 وأسفر عن مقتل 21 سائحاً أجنبياً.
وذكرت مصادر تونسية مأذونة لـ «الحياة» أن غالبية قتلى الغارة الأمريكية تونسيون، وأن 6 جرحى من مواطنيها نُقلوا إلى مستشفى طرابلس للعلاج قبل التحقيق معهم.
ونفى الناطق باسم الداخلية التونسية ياسر مصباح تسلم جثث قتلى أو جرحى الغارة، مشيراً إلى رفع حال التأهب الأمني على الحدود مع ليبيا (جنوب) إلى أعلى مستوياتها.
على صعيد آخر، وصل رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المكلَّف فايز السراج وعدد من أعضاء المجلس الرئاسي إلى طبرق، حيث عرض أمس، برنامج عمل حكومته أمام مجلس النواب المعترف به دولياً، في خطوة تسبق التصويت على منح الثقة لهذه الحكومة.
وأفاد المستشار الإعلامي في ديوان رئيس برلمان طبرق فتحي المريمي «الحياة» بأن البرلمان ناقش البرنامج الذي تعتزم الحكومة تنفيذه إضافة إلى السِير الذاتية للوزراء (22 وزيراً من بينهم 5 وزراء دولة).
ولم ترشح معلومات بعد حول ما إذا كانت الحكومة ستحظى بثقة البرلمان كاملة، أم أنها ستخضع لتعديلات اثناء التصويت عليها في جلسة غد الاثنين.
"الحياة اللندنية"
طيران التحالف يقصف مواقع الحوثيين بصنعاء وصعدة
واصلت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم الأحد، شن غاراتها على مواقع المتمردين الحوثيين في صنعاء ومأرب وصعدة والحديدة.
وتمكنت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، مدعومة بقوات التحالف العربي في محافظة الجوف، من التقدم بشكل كبير في الطرق المؤدية إلى محافظة صعدة المعقل الرئيس الحوثيين.
فيما تجري عمليات عسكرية شمال صنعاء في منطقة نهم باتجاه مديرية أرحب، بعد السيطرة على منطقة بران بالكامل، ووضعت قوات الشرعية في حال تأهب استعداداً لاقتحام العاصمة.
وحققت القوات المشتركة في اليمن تقدماً على جبهات عدة في طريقها إلى اقتحام صنعاء، فيما ردت القوات السعودية على قذائف أطلقتها ميليشيات الحوثي من عمق الأراضي اليمنية.
استشهاد جندي إماراتي في السعودية
أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية، استشهاد أحد جنودها في حادث تدهور آليته العسكرية خلال أدائه واجبه الوطني أثناء تواجده في المملكة العربية السعودية.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية، استشهد عبيد سالم سعيد البدواوي، أثناء مشاركته في عملية "إعادة الأمل" ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة للوقوف مع الشرعية في اليمن.
داعشي يدفع طفله لتنفيذ عملية انتحارية
أظهر مقطع فيديو تداوله نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مدى البشاعة التي وصلت إليها عناصر تنظيم داعش في التعامل مع أطفالهم، حيث ظهر داعشي وهو يضع طفله في سيارة بمفرده ويدفعه لتنفيذ عملية انتحارية دامية.
وقال نشطاء سوريون إن العملية التي قام بها الطفل وقعت مؤخرًا في ريف حلب بالشمال السوري، حيث قام الأب الداعشي بتوديع طفله بعد أن ساعده على ركوب سيارة مكتظة بالمتفجرات، وعلَّمه كيف يقودها، فمضى بها الطفل البالغ عمره 11 عاما فقط، وفجّر نفسه فيها، منفذا واحدة من أكثر العمليات الداعشية دموية وبؤسا.
وأوضح النشطاء أن الطفل، ولقبه أبو عمارة العمري، قام بعمليته في منتصف يناير الماضي في قرية "غزل" بريف حلب الشمالي، والتي سيطر عليها التنظيم "الداعشي" وقتها.
ولاقى المقطع انتشارا عالميا كبيرا، حيث سلطت عليه وسائل الإعلام الدولية الضوء، وتبارت في وصف مدى بشاعة الأب الذي دفع ابنه لأن يفجر نفسه.
"الشرق القطرية"
الشرعية تعزز جبهات القتال استعداداً لمعارك فاصلة
طيران التحالف يقصف المتمردين حول صنعاء
كشفت مصادر في الجيش الوطني اليمني عن دفع القيادة الشرعية لتعزيزات جديدة من المقاتلين إلى جبهات نهم بمحافظة صنعاء وميدي وحرض بمحافظة حجة، بالتزامن مع مواصلة تضييق الخناق على المتمردين في صنعاء وقبل معارك فاصلة في الأيام المقبلة، في وقت قصفت فيه مقاتلات التحالف العربي، المساند للشرعية في اليمن عدداً من المواقع في محيط العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق متفرقة بمحافظات أخرى.
وتواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة تقدمها بمنطقة نهم بإسناد مكثف من طيران التحالف العربي، بالتزامن مع استقبال المزيد من المقاتلين، وتمكنت، أمس، من تحرير مواقع بعد سوق «بران» غرب «فرضة نِهم» باتجاه مديرية «أرحب». وأشارت مصادر المقاومة إلى وصول تعزيزات جديدة لقوات الشرعية إلى محيط منطقتي ضبوعة ومسورة، لتأمين الخطوط الدفاعية لتلك المواقع المحررة.
وواصل الجيش الوطني عملياته العسكرية لتطهير محافظة الجوف من ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وتمكن الجيش بمعية المقاومة الشعبية من السيطرة على جبال «الخرشة»، في محور صبرين، بمديرية خب والشعف، شرقي جبال العقبة، بمحافظة الجوف. كما قام الجيش والمقاومة بتمشيط مواقع تم تحريرها، في منطقة «العقبه»، «قرن الجدعان»، ومواقع أخرى بمديرية خب والشعف، حيث غنم الجيش والمقاومة خلال عملية التمشيط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والمعدات.
وفي الأثناء، دمرت شعبة الهندسة بالمنطقة العسكرية الثالثة بمحافظة مأرب، في اليمن، 2.5 طن من الألغام التي زرعتها ميليشيات صالح والحوثي في المناطق المحررة قبل دحرهم منها. وقال مركز سبأ الإعلامي، الناشط في مأرب، إن شعبة الهندسة دمرت أمس السبت، 640 لغماً مضاداً للدبابات و107 قذائف متنوعة و14 عبوة وصاروخ.
مشادة في البرلمان الليبي تؤجل منح الثقة لحكومة الوفاق
الجيش يطلق عملية «دم الشهيد» في بنغازي وكندا تدرس التدخل ضد «داعش»
علق البرلمان الليبي، مساء أمس السبت، الجلسة الاستثنائية المعدّة لمناقشة تركيبة حكومة الوفاق الوطني بحضور رئيسها المكلف فائز السراج، بعد احتدام النقاش بين النواب، حيث دارت مشادة كلامية بين علي القطراني والنائب فتح الله السعيد وتعالت الأصوات داخل القاعة، وهو ما دفع رئيس البرلمان إلى تعليق الجلسة إلى اليوم الأحد، فيما دانت حكومة الشرعية الغارة الأمريكية في صبراتة، وبدأ الجيش الليبي أمس عملية «دم الشهيد» في بنغازي.
وعرض السراج في كلمته أمام النواب، برنامج حكومته في خطوة تسبق التصويت على منح البرلمان ثقته لهذه الحكومة، مطالباً البرلمان بالموافقة على اعتماد الحكومة أمس، فيما تباينت مواقف النواب حول الأسماء المقترحة.
وكان زعماء الاتحاد الأوروبي، قد أكدوا في ختام اجتماعهم على مستوى القمة في بروكسل، أن الاستقرار في ليبيا يظل أولوية رئيسية للأمن الإقليمي والأوروبي وكذلك لإدارة الهجرة في وسط البحر الأبيض المتوسط.
وحث المجلس الأوروبي في بيان صدر عقب اختتام القمة جميع الأطراف الليبية لتنفيذ الاتفاق السياسي الليبي لإقامة حكومة الوفاق الوطني والتركيز على الانتعاش الاقتصادي ومكافحة الإرهاب.
وحذر وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، في مقابلة مع «العربية»، من أن ليبيا ستدخل في نفق مسدود إذا لم تتم الموافقة على حكومة السراج.
ودانت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً أمس الغارة الأمريكية على مقر لتنظيم «داعش» الإرهابي في صبراتة قرب طرابلس، معتبرة أن هذه الغارة، التي قالت إنها لم تتم بالتنسيق معها، تشكل «انتهاكاً صارخاً» لسيادة ليبيا.
وقالت الحكومة في بيان، إنها «تدين وتستنكر الغارات التي شنها سلاح الجو التابع للولايات المتحدة على مواقع محددة» في صبراتة، معتبرة أن ضربات مماثلة دون تنسيق معها تمثل «انتهاكاً صريحاً وصارخاً لسيادة الدولة الليبية».
وكشف مسئولون عسكريون أمريكيون عن تفاصيل جديدة حول الغارة، وبيَّن المسئولون، وفق ما نقلت «سي إن إن» الأمريكية، أن العملية تمت بعدما «انطلقت طائرات من دون طيار من إيطاليا إلى جانب طائرتين أمريكيتين من طراز «إف-15 » من بريطانيا حلقت باتجاه صبراتة.
وقال رئيس الوزراء الصربي ألكسندر فوتشيتش أمس، إن اثنين من العاملين في السفارة الصربية بليبيا قتلا في الضربات بعد أن خطفا في نوفمبر/ تشرين الثاني، فيما أعلنت «قوة الردع الخاصة» بالعاصمة طرابلس وصول جثماني الصربيين.
وسلمت السلطات الليبية، لجهاز مكافحة الإرهاب التونسي، عبر معبر «رأس اجدير» الحدودي، جثثاً لإرهابيين تونسيين سقطوا في الغارة.
وبحسب المجلس البلدي لمدينة «صبراتة»، ومنفذ «رأس اجدير»، فإن عدد الجثث التي تم تسليمها 30 جثة، بينما تم تسليم 4 جرحى.
وكانت وكالة الأنباء التونسية نقلت تأكيد الناشط الحقوقي والمختص في الشأن الليبي مصطفى عبد الكبير أن عدد الجرحى التونسيين جراء الغارة يتراوح ما بين 10 و12 جريحاً، مشيراً إلى أن الحصيلة النهائية للقتلى من التونسيين بلغت 37 قتيلاً.
وبدأ الجيش الليبي عملية عسكرية واسعة، أمس، في كافة محاور القتال في مدينة بنغازي أطلق عليها اسم «دم الشهيد».
وقالت مصادر إعلامية، بأن القوات المسلحة بدأت اقتحام كل المحاور مع تقدم كبير في بوعطني وسيدي فرج، كما سيطر الجيش والقوات المساندة له على حي القلوز بأجدابيا.
و قال رئيس هيئة أركان الدفاع الكندية الجنرال جوناثان فانس، أمس، إن بلاده «تراقب ما يجري في ليبيا عن كثب، ومن المؤكد أن تكون هناك مشاركة بطريقة أو بأخرى في هذا البلد».
«طالبان» تفجر مدرسة للبنات في شمال غربي باكستان
قوات الأمن تقتل 5 إرهابيين في منطقة «مهمند»
أعلن متمردو «طالبان» أمس السبت، أنهم دمروا مدرسة للبنات في مناطق شمال غربي باكستان المضطربة، فيما أعلن الجيش الباكستاني أنه قتل خمسة على الأقل في اشتباك في تلك المناطق.
ولم تقع إصابات جراء تدمير المدرسة، إلا أن القنبلة أدت إلى تدمير ثلاثة من الصفوف الخمسة في مدرسة البنات الابتدائية في قرية تيارزا في ولاية جنوب وزيرستان، بحسب ما أفاد مسئول أمني محلي.
وأعلن عزام طارق المتحدث باسم جناح «ساجنا» لحركة طالبان الباكستانية، مسئوليته عن الهجوم وقال إن المدرسة استهدفت لأن الجيش يديرها، كما أن الحركة تعارض تعليم الفتيات.
وصرح طارق أن المسلحين قبضوا على 18 شخصاً من بينهم الحراس الأمنيون للمدرسة وعمال في المدرسة قبل أن يفخخوها. إلا أنهم أفرجوا عنهم لاحقاً. ومنذ 2002 عندما بدأ الجيش هجومه في مناطق القبائل الشمالية الغربية لقتال «طالبان»، دمر مسلحو الحركة مئات المدارس.
من ناحية أخرى وقعت اشتباكات بين قوات الأمن الباكستانية والمسلحين بالقرب من غايلاني كبرى مدن إقليم مهمند إحدى المناطق القبلية الحدودية السبع، حيث ينتشر مقاتلو «القاعدةط وحركة طالبان.
وقال الجيش في بيان إن «خمسة إرهابيين قتلوا بأيدي قوات الأمن في مهمند صباح» السبت، موضحاً أن المسلحين كانوا يدبرون «نشاطاً إرهابياً».
يأتي ذلك بعد مقتل تسعة شرطيين باكستانيين على الأقل في هجومين نفذتهما حركة طالبان مساء الأربعاء، في منطقة قبلية في شمال غربي البلاد قرب الحدود الأفغانية، كما أعلن مسئولون الخميس.
وهاجمت مجموعتان من المسلحين في شكل شبه متزامن نقطة مراقبة للشرطة في منطقة مهمند، حيث قتلوا سبعة شرطيين، ومحطة تعمل بالطاقة الشمسية في منطقة ميشني، حيث قتل شرطيان.
"الخليج الإماراتية"
هدنة مؤقتة في سوريا و'ضمانات' بعدم استهداف جبهة النصرة
المعارضة توافق مبدئيًّا على هدنة مؤقتة وفق وساطة دولية توفر ضمانات بوقف روسيا وإيران والميليشيات الطائفية للقتال في سوريا
قالت المعارضة السورية السبت إنها توافق على إمكانية عقد هدنة مؤقتة بشرط توفر ضمانات دولية على أن حلفاء دمشق بمن فيهم روسيا سيوقفون إطلاق النار إضافة إلى رفع الحصار والسماح بدخول المساعدات إلى كل أنحاء البلاد.
وتشير مصادر إلى أن من بنود هذه الهدنة أن تكون جبهة النصرة مشمولة بوقف إطلاق النار واستهداف مواقع داعش فقط.
وفشلت عدة محاولات للاتفاق على هدنة في الشهور الأخيرة، كان آخرها ما صدر عن اجتماع ميونيخ الذي ضم 17 دولة معنية بدعم الحل في سوريا بسبب استمرار القصف الروسي والهجوم البري الواسع للقوات السورية في حلب.
وأشار بيان صادر عن الهيئة العليا للمفاوضات إلى أن الفصائل “أبدت موافقة مبدئية على إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة على أن يتم ذلك وفق وساطة دولية وتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والميليشيات الطائفية.. على وقف القتال”.
وأضاف بيان الهيئة التي تضم العديد من الجماعات المسلحة والفصائل السياسية السورية “لا يمكن إبرام اتفاق من هذا النوع مع النظام الذي يرتكز على الدعم الجوي الروسي والتقدم البري للمجموعات الإرهابية التابعة لإيران دون أن تكون له أيّ قوة حقيقية أو سلطة على الأرض”.
لكن لا يبدو مرجحا أن يتوقف القصف الروسي على الفور، خاصة إذا كانت الهدنة تضع في أولوياتها وقف استهداف جبهة النصرة والفصائل الإسلامية المتحالفة معها، والتي تعتبرها موسكو جماعات إرهابية غير مشمولة بالمفاوضات.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت أن الوزير سيرجي لافروف ناقش مع نظيره الأمريكي جون كيري في اتصال هاتفي سُبل تطبيق وقف إطلاق نار في سوريا على ألا يشمل “عمليات لقتال الجماعات الإرهابية”.
وقال مصدر مقرب من محادثات السلام لرويترز إن المعارضة السورية وافقت على هدنة تستمر ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.
وأضاف المصدر أن هذه الهدنة ستكون قابلة للتجديد وتدعمها كل الأطراف باستثناء تنظيم الدولة الإسلامية. كما ستكون مشروطة بالتوقف عن استهداف جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة على الأقل كبداية.
وعندما سئل إن كان إصرار المعارضة على عدم استهداف جبهة النصرة هو العقبة الأساسية أمام التوصل لاتفاق قال المصدر إن هذا الشرط مشكلة كبيرة.
وقال المصدر إنه يتعين التعامل مع الوضع بحرص شديد خشية اندلاع حرب أهلية في إدلب. وتقاتل جبهة النصرة إلى جانب جماعات أخرى بينها أحرار الشام في بعض المناطق بينها إدلب.
وتأتي محاولات التهدئة في سياق تحرك أمريكي لإقناع روسيا بإعطاء الفرصة للعودة إلى مفاوضات الحل السياسي. وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا على تركيا لدفعها إلى وقف التصعيد على الحدود مع سوريا، والكفّ عن استهداف المقاتلين الأكراد الذين بدا أنهم يسعون إلى تجنب الصدام مع أنقرة.
وبعد أن تفادت عقوبات من مجلس الأمن، تعهدت أنقرة أنها لن ترسل قوات برية إلى سوريا إلا في إطار عمل جماعي عبر مجلس الأمن أو التحالف الدولي المناهض لداعش.
وأكد مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة يشار خالد جَويك أن بلاده “تفضل حلا سياسيا للأزمة في سوريا”.
وطلبت روسيا الجمعة من مجلس الأمن أن يدعو إلى وقف عمليات القصف والتوغل التركي عبر الحدود، لكنها فشلت في الخروج بقرار داعم لها من أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر.
نجيب عبدالرزاق رئيس الوزراء الماليزي الذي أنقذ بلاده من هاوية الإخوان
نجيب عبدالرزاق رئيس الوزراء الماليزي
رئيس الوزاري الماليزي يحرص على تمكين علاقاته مع دول الخليج العربي من دون أن يغفل المشروع التوسعي لإيران
أثبتت التحولات في دفاتر التحالفات القديمة، أنه لا يجب التوقف عند تأسيس علاقات وطيدة وجديدة في نقاط تأثير هامة مختلفة من أنحاء العالم، وأن على العرب، إن أرادوا أن يحافظوا على مكانتهم في التاريخ والجغرافيا، ألا تغرب شمس يوم وتطلع شمس اليوم التالي دون أن يكون لديهم حليف استراتيجي جديد في هذه القارة أو تلك.
في العمق الآسيوي، حيث دارت وستدور صراعات المستقبل، حول الاقتصاد وتقاسم النفوذ، بعيداً عن محددات النزاعات التقليدية، الطائفية والعرقية وسواها، يحتفظ العرب ببلد ساهموا في تأسيسه عبر مراحل مختلفة من تاريخه. ماليزيا الناهضة، التي كان يمكن أن تكون إحدى الدول التي تشحذ المساعدات من الأغنياء اليوم، لو لم تتّبع سياسة التنمية البشرية والاقتصادية والعلمية في نواحٍ مختلفة، على مقربة من العملاقين الصيني والهندي ومعهما النمور الآسيوية.
الشرق الأوسط مشغول برحى الحروب التي تدور فيه، بينما تسرّبت أخبار عن أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وبعد تصنيفه كمنظمة إرهابية في كل من مصر والسعودية والإمارات، يحاول نقل مقره من قطر إلى ماليزيا وتركيا. وذلك خشية حدوث تحول في الموقف القطري كنتيجة متوقعة لتسوية العلاقات مع دول الخليج.
بعد ذلك، أخذت أخبار جاكرتا التي تتحدث عن اعتداءات إرهابية وقعت في يناير من هذا العام 2016، تثير الذعر في العالمين الغربي والإسلامي. فآسيا خزان بشري هائل. والعبث بتكوينه واقتصاده قد يحدث خللاً عالمياً لا يمكن السيطرة عليه. وقد نفذ خمسة أشخاص الاعتداءات بواسطة متفجرات وأسلحة نارية فنشروا الفوضى على مدى ساعات في حي ثامرين بوسط جاكرتا حيث مراكز تجارية وناطحات سحاب ومكاتب عدد من وكالات الأمم المتحدة والسفارات ولا سيما السفارة الفرنسية.
وقبل فترة وجيزة، تمّ الإعلان رسمياً عن براءة نجيب عبدالرزاق رئيس الوزراء الماليزي الإشكالي، من تلقي الرشوة من المملكة العربية السعودية ودول الخليج. وقد أعلن المدعي العام الماليزي محمد أباندي علي براءة عبدالرزاق من تهمة الفساد، وذلك بعد أن تبين أن مبلغ 681 مليون دولار الذي تم اكتشافه في حسابه الشخصي لم يكن سوى “هبة ملكية سعودية”، في تقليد سعودي معروف، يهدف إلى تدعيم الحلفاء وتعزيز مكانتهم. واتضح أن ملفقي هذه الاتهامات، كان يقف خلفهم تيار الإخوان الذي يريد الإطاحة برئيس الوزراء القوي.
عبدالرزاق ابن لأسرة عريقة في عالم السياسة، تولى اثنان منها (أبوه وعمه) رئاسة الوزراء قبله. عبدالرزاق المولود مطلع الخمسينات في كوالا ليبيس في إقليم فهغ دار، هو الابن البكر لحاجي عبدالرزاق ثاني رئيس وزراء في تاريخ البلاد، إبان حقبة السبعينات. وهو ابن شقيق تون حسين عون ثالث رئيس وزراء في تاريخ ماليزيا، الذي تولى رئاسة الوزراء من بعد أخيه حتى تاريخ تنازله عن الحكم لصالح رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد.
درس عبدالرزاق في مؤسسة سانت جونز بكوالالمبور. والتحق بالجامعة البريطانية نوتنغهام. وأصبح نائباً لرئيس حزب الجبهة القومية المتحدة اليميني (أمنو). وفي سن مبكرة دخل البرلمان بعد وفاة والده. وحتى العام 2006 كان قد كلف بحقيبة الدفاع وهو من اتخذ قرار إرسال كتيبة ماليزية إلى جنوب لبنان ضمن القوات الأممية. ومن ذلك الموقع تم تعيينه نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للمال.
اقتصاد التحديات
تبدو شخصية عبدالرزاق شخصية مبنية على القلق والتحدي. فقد وجد نفسه بين صورتين؛ مهاتير محمد الذي نجح إلى حد كبير، ولكن سياساته تسببت بانغلاق ماليزيا على ذاتها. وأنور إبراهيم الإخواني الذي كان سيقود البلاد إلى هاوية لا أحد يعلم بمنتهاها.
عرف عبدالرزاق قواعد لعبة العلاقات الدولية. وبدءاً من العام 2009 كلف برئاسة وزراء ماليزيا، وقد تسلم الحكم، حينها، واقتصاد البلاد في اضطراب. حين كان معدل النمو عند النسبة-1.5 بالمئة، ولم تمض سنوات إلا وكان قد تمكّن من رفعها إلى 6 بالمئة. وبما يشبه الخيال، انتقل المجتمع من حالة البطالة إلى المعلومة التالية “مكتب الإحصاءات الماليزي يقول إن 1.8 مليون وظيفة تم إنشاؤها بين 2010 و2015”.
ونجح نجيب عبدالرزاق في تحويل اقتصاد ماليزيا إلى أول اقتصاد يعمل وفق نظام المالية الإسلامية، يقوم على 16 مصرفا إسلاميا وأصول قيمتها 135 مليار دولار. أي ما يعادل 60 بالمئة من السوق العالمية للصكوك الإسلامية. وفي عهده زاد الاستثمار الأجنبي في قطاعي التعدين والمناجم بنسبة 108 بالمئة وفي الزراعة بنسبة 20 بالمئة.
آسيا والإرهاب والتطرف
تمكنت ماليزيا، بالتشارك مع الولايات المتحدة من إقامة مركز قوي لصد دعاية داعش في حرب الأفكار والصور والعقول، ووقّع عبدالرزاق اتفاقا لتبادل وتقاسم المعلومات مع أمريكا (بينها 1.2 مليون بصمة في سجلات واشنطن). وقام رئيس الوزراء بتوقيع اتفاقية ضد الاتجار بالبشر وإعطاء المكانة لاحترام حقوق الإنسان.
في تجمع الآسيان في جنوب شرق آسيا، لعبت ماليزيا دورا محوريا ضد الإرهاب والتطرف. وداخل آيباك منظمة آسيا والهادئ التي تضم الولايات المتحدة والصين، أكد عبدالرزاق أن “داعش هو آفة وانحراف في الإسلام”.
وتبرز أهمية استقرار بلد مثل ماليزيا، في خارطة جنوب شرق آسيا الذي يقطنه أكبر تجمع إسلامي في العالم بحسب مركز الأبحاث بيو، الذي يقدّر تلك النسبة بـ 61.7 بالمئة من مسلمي العالم مقابل 19.8 بالمئة من المسلمين يعيشون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ملف الإرهاب، كان أحد المهمات التي جعلها عبدالرزاق جزءاً أساسياً من مشروعه في الحكم. فمنذ إعادة انتخابه في العام 2013، أخذ رئيس الوزراء الماليزي يرفع شعار محاربة الإرهاب في سياق بناء علاقة قوية جدا مع واشنطن، توجّت بزيارة الرئيس بارام أوباما إلى ماليزيا في نوفمبر من العام الماضي 2015. وكذلك في سبتمبر من العام 2015 في اجتماع نيويورك ضد الإرهاب، حيث كانت ماليزيا البلد المسلم الوحيد الحاضر من الإقليم على عكس بروناي وإندونيسيا.
كانت مشكلة المجتمع الماليزي متركزة في مواجهة النمط الإسلامي وانعكاسه على أداء الحكومة. وقد برزت خلال العامين الماضيين فقط معلومات عن مقتل 17 ماليزيا في صفوف داعش، بينهم أربعة انتحاريين في سوريا والعراق. وفي الخريف الماضي، تم توقيف أكثر من مئة شخص مرتبط بداعش. علماً أن مجمل الماليزيين الذين بقوا في داعش حتى هذه اللحظة، يقدّر بمئة شخص فقط.
المواجهة الفكرية، كانت هي السبيل الوحيد. فقامت ماليزيا بتكليف أكثر من عشرين خبيراً مهمّتهم نزع الراديكالية ومكافحة الإرهاب وتربية الأطفال واليافعين وتحصينهم ضد التطرف. وكان الرد على الانزياح الفكري العقائدي، قرار عبدالرزاق بإدراج “الوحدة الوطنية” ضد الدستور. والانتصار على تحالف المعارضة المؤلف من الحزب القومي الماليزي، الذي يطبّق الشريعة في مناطق حكمه، وحزب العدالة الشعبية، وعلى رأسه مرشده أنور إبراهيم حليف يوسف القرضاوي.
"العرب اللندنية"