اللعبة السورية والتحذير من تغوُّل داعش في عناوين الصحف الأجنبية
الإثنين 14/مارس/2016 - 11:55 م
طباعة
تنوعت عناوين الصحف الأجنبية على تداعيات الأزمة السورية وتداخل دور ايران في الأزمة، وتحذيرات المبعوث الأممى لسوريا من استفادة تنظيم داعش من استمرار الصراع في سويا ما لم يتم الاسراع في المباحثات السياسية
اللعبة السورية
من جانبها أكدت الجارديان أن أطراف اللعبة السورية تتحكم في مستقبلها وفى تداعيات مباحثات السلام، وفى تقرير لها تحت عنوان "روسيا والولايات المتحدة يمتلكان القوة الان لفرض سلام في سوريا"، والاشارة إلى أنه رغم التأجيل المتكرر للجولة الثالثة من مفاوضات جنيف بين نظام الأسد والفصائل المعارضة المعترف بها غربيا إلا أن اليوم الذي تنعقد فيه قد يتحول ليوم مصالحة وطنية في سوريا إذا قام الجانبان الروسي والأمريكي بتقديم رؤية جديدة.
أكدت الصحيفة انه لو قرأ الطرفان من الأوراق المكتوبة أمامهما كما حدث في الجولتين السابقتين فإن الوضع سينتهي إلى فشل جديد، مع الإشارة إلى أن المؤتمر بدأ فقط لأن موسكو وواشنطن أرادا ذلك معتبرا أن الطرفين أدركا مؤخرًا أن حجر العثرة الذي أعاق التوصل لحل في الجولتين السابقتين وهو مصير الأسد لم يعد يستحق عناء استمرار الحرب الاهلية في سوريا.
نوهت الصحيفة أن الجميع أدرك أن هذه الحرب التي تجري بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا بالوكالة قد خرجت عن السيطرة خاصة بعدما تعرضت أوروبا ودول الاتحاد الاوروبي لموجة هائلة من المهاجرين والنازحين بسبب المعارك الجارية هناك.
وتمت الاشارة إلى أن الولايات المتحدة إن لم تكن راغبة في الدفع بالمزيد من المقاتلات إلى الساحة السورية والمخاطرة بتصعيد روسي مقابل قد يدفع إلى حرب عالمية ثالثة فإنه ينبغي عليها أن تغير سياستها، والتأكيد أن هذا بالضبط ما بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في التعبير عنه منذ نهاية العام الماضي عندما قال إن واشنطن وحلفاءها لا يسعون لتغيير النظام في سوريا.
خلصت الصحيفة إلى أن روسيا والولايات المتحدة ينبغي عليهما أن يفرضا حلا سياسيا على الأطراف المختلفة في مباحثات جنيف لأنهما الطرفان المسؤولان عن إشعال الصراع ووصول الامر إلى ما نراه الأن.
تنظيم داعش
على الجانب الاخر نوهت التليجراف على تصريحات المبعوث الأممي للازمة السورية ستيفان دي ميستورا بشأن تحذيره من استمرار الوضع لصالح داعش اذا لم تنجح المباحثات السياسية، وفى تقرير لها تحت عنوان "مبعوث الامم المتحدة يحذر: الدولة الإسلامية هو الرابح الوحيد في سوريا".، أكدت ان دي ميستورا اوضح في مقابلة أجرتها معه الصحيفة حذر فيها من أن الخلافات الدولية حول السبيل الأمثل لحل الأزمة في سوريا لا يفيد إلا تنظيم الدولة الإسلامية.
أكدت الصحيفة أن التصريحات تأتي قبيل ساعات من بدء الجولة الثالثة لمفاوضات جنيف بين نظام الأسد والمعارضة السورية المعترف بها غربيا والتي تقرر لها ان تبدأ اليوم، مع الاشارة إلى أن المفاوضات هي الجولة السياسية الأولى لمحاولة حل الأزمة في سوريا منذ التدخل العسكري الروسي لدعم نظام الأسد مشيرة إلى أن وقف اطلاق النار بين الطرفين قد تمكن من الصمود لأكثر من أسبوعين مع نسب نجاح وصلت إلى منع نحو 90 في المئة من الاشتباكات التي كانت تحدث قبل سريانه.
القت الصحيفة الضوء على خطة الامم المتحدة المقترحة والتي تمتد إلى نحو 18 شهرا وتتضمن تشكيل حكومة انتقالية ووضع دستور جديد وانتخابات حرة لكنها توضح أنها تبقى في مهب الريح أمام عدم الاستجابة حتى الآن لطلبات المعارضة بإطلاق فوري لسراح عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين لدى النظام.
إيران والاسد
فى حين ركزت الإندبندنت مقالًا لروبرت فيسك تحت عنوان الغرب أغفل حلفاء بشار الأسد الإيرانيين، وفيه اوضح انه قبل 5 سنوات كانت التوقعات عالية بنجاح الربيع العربي وكانت هناك نشوة بموجة تحرر في العواصم العربية.
أضاف متسائلا من كان يصدق في ذلك الوقت ما يجري الأن؟ فقد اندفع الغرب بنشوة إسقاط القذافي متأملا في إنهاء حقبة أسرة الأسد في حكم سوريا بشكل سريع ثم البدء بعدها مباشرة في بناء المدن والقرى.
نوه إلى العودة بالذاكرة إلى بداية الربيع عام 2011 حين زار السفيران الفرنسي والامريكي مدينة حمص ليجلسوا مع عشرات الآلاف من المتظاهرين السلميين المطالبين برحيل الأسد ونظامه، مشددا على أن الغرب نصح المعارضة السورية وقتها بعدم التفاوض مع الأسد لأنهم افترضوا أن نظامه على وشك الانهيار وهو ما يعتبره فيسك خطأً جسيمًا.
أوضح أن اللحظة التي صدرت فيها الاوامر للجيش بإطلاق النار على المتظاهرين هي اللحظة التي بدأ فيها فعليا تشكل الجيش الحر وبدأت الانشقاقات ثم بعد ذلك بدأ السوريون يشعرون بأنهم بحاجة للأسلحة لحماية أسرهم وتلى ذلك تدفق رجال الميليشيات للدفاع عن نظام الأسد وتحول الأمر إلى حرب طائفية لتعكس طبيعة منطقة الشرق الأوسط المسيطرة.
وخلص إلى أن الغرب استخدم الطوائف لتشكيل الحكومات في المنطقة طوال الأعوام المائة المنصرمة مشيرا إلى ان الفرنسيين استخدموا العلويين كقوات خاصة لهم للسيطرة على البلاد.