أردوغان يعترف بشرعية "داعش".. وانتقادات كردية لحكومة أنقرة

الثلاثاء 23/سبتمبر/2014 - 10:06 م
طباعة أردوغان يعترف بشرعية
 
البغدادي
البغدادي
في ظل التوتر المسيطر على المنطقة، خاصةً بعد استنفار أمريكا وحلفائها للحرب على " داعش " غير معترفين بتسميتهم " الدولة الإسلامية"، نجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجدف عكس التيار، بداية من فتح أبواب تركيا لقيادات إخوانية مطرودة من قطر، في تحدٍ واضح لمجموعة دول الخليج ومصر، وجعل تركيا حاضنة للإرهاب، مرورا بمشكلة الرهائن والتي تم حلها مؤخرا، والتي أكدت ولو بشكل ضمني اعتراف أردوغان بشرعية "داعش" كدولة في المنطقة، حيث استخدم أردوغان خطابا دبلوماسيا كأنه يتعامل مع دولة لها حدودها وذات سيادة، فمن كلماته أمام التليفزيون التركي معلقصا على إطلاق سراح الرهائن الأتراك لدى داعش "مفاوضات دبلوماسية وسياسية انتهت بإطلاق سراح الرهائن الأتراك"، فقد تعامل أردوغان مع داعش تعامله مع دولة لديها من يمثلها دبلوماسيا، ثم كرر نفس الجملة أكثر من مرة بصيغ مختلفة للتأكيد على الاعتراف  بداعش "كدولة إسلامية في العراق والشام" فيقول في نفس الحديث "إن تركيا لم تدفع فدية مقابل إفراج تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق عن رهائنها، مضيفاً أن الإفراج عنهم كان نتيجة مفاوضات دبلوماسية وسياسية"، ثم أضاف"لم تكن هناك أبداً مساومة من أجل المال.. لكن مفاوضات دبلوماسية وسياسية فقط وهذا انتصار دبلوماسي". يؤكد هذا ما تناقله وكالات الأنباء والصحف يوميًا بأن أردوغان هو المستفيد القريب من وجود داعش، وإن لم يكن المستفيد الأول كما أشرنا لهذا في تقرير سابق على بوابة الحركات الإسلامية بعنوان "تركيا بين استقبالها  لمطاريد  الإخوان ودعمها لداعش" للمزيد اضغط هنا، وهذه بعض الاتهامات الحديثة للنظام التركي ودعمه لداعش:
اردوغان
اردوغان
فقد اتهم سياسيون أكراد في تركيا حكومة أنقرة بمساعدة جماعة (الدولة الإسلامية) في حربها ضد المناطق الكردية في سوريا المجاورة، وذلك وفقًا لما نشرته مجلة "ديلي بيست" الأمريكية.
وقالت المجلة إن هذه المزاعم الجديدة ضد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، جاءت في اليوم نفسه الذي كشفت فيه الحكومة التركية عن "المساومة الدبلوماسية والسياسية" مع داعش لإطلاق سراح 46 تركيًّا، وثلاث رهائن عراقيين، كانوا محتجزين لدى الجماعة. 
وقد قالت "داعش" نفسها إن تركيا وعدتها بعدم المشاركة في التحالف الأمريكي العربي، الذي يشن هجمات جوية ضد أفراد التنظيم في سوريا والعراق.
وقال تاكفا هابر، وهو موقع إلكتروني تركي غالبًا ما يعكس تفكير داعش، إن الأوامر بالإفراج عن الرهائن الأتراك جاءت مباشرةً من زعيم التنظيم، أبي بكر البغدادي، وأضاف الموقع: "لقد أدت مرحلة المفاوضات التي عقدت بين الدولتين، إلى نتائج".
واعتبرت المجلة هنا أن هذا الاعتراف الضمني بداعش كـ "دولة" هو بالضبط ما يبحث عنه أبو بكر البغدادي، وما يعارضه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حيث قال الأخير هذا الشهر: "داعش هي بالتأكيد ليست دولة"، وأضاف: "إنها غير معترف بها من قبل أي حكومة، ولا من قبل أي شعب... داعش هي منظمة إرهابية فقط".
ولكن ما نشره موقع تاكفا هابر ينفي تمامًا ما قاله أوباما، حيث إن الموقع أكد أن تركيا قد اعترفت بدولة داعش من خلال مفاوضات الرهائن، وأشار إلى أن إطلاق سراح الرهائن كان بمقابل رفض تركيا للمساعدة في الحملة العسكرية.
اوباما
اوباما
وقال الموقع: "لقد اتخذت الدولة التركية موقفًا ضد الاحتلال الجديد في سوريا والعراق، وذلك برفض المشاركة في الائتلاف الأمريكي".
وأصر أردوغان على أنه لم يتم دفع أي فدية مالية بمقابل إطلاق سراح الرهائن، ولكنه أكد يوم الأحد أن جهاز المخابرات التركي تفاوض مع داعش.
وقال أردوغان، متحدثًا للصحفيين في أنقرة: "إذا كان النقاد يشيرون إلى وجود مساومة دبلوماسية، فنحن بالطبع نتحدث هنا عن مساومة دبلوماسية سياسية.. لقد كان هذا انتصارًا دبلوماسيًّا".
وعن هذا، علقت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية: "الدبلوماسية ليست عادةً هي الكلمة المستخدمة لوصف المفاوضات مع الإرهابيين".
ولم يعطِ الرئيس التركي أي تفاصيل حول فحوى الترتيبات بين المخابرات التركية وداعش، إلا أن أمري يوسلو، وهو كاتب عمود في صحيفة تاراف، ومنتقد بارز لأردوغان، زعم أن أنقرة قد تكون أكدت للتنظيم أنها لن تشارك في حملة عسكرية ضده، أو قد تكون وعدته بتقديم المساعدة في قتاله ضد الأكراد السوريين.
وقد سيطرت الدولة الإسلامية بالفعل خلال الأيام الأخيرة على عشرات من البلدات والقرى الكردية شمال شرق سوريا. 
وقالت وكالة الإغاثة من الكوارث في تركيا إن نحو 100 ألف من الأكراد السوريين قد عبروا الحدود إلى تركيا في الأيام الأخيرة.
أردوغان يعترف بشرعية
وفي إشارة إلى حزب العدالة والتنمية (AKP)، والذي يتزعمه أردوغان، قال زوبيدي  زومرات، وهو سياسي كردي من مدينة ديار بكر الكردية في تركيا، أمام تظاهرة شعبية: "داعش تساوي حزب العدالة والتنمية، وحزب العدالة والتنمية يساوي داعش".
ويزعم الساسة الأكراد في تركيا بأن حكومة أنقرة متخوفة اليوم من أن الحكم الذاتي الكردي الذي نشأ في المناطق الكردية في سوريا مؤخرًا قد يؤدي إلى خلق مطالب مماثلة على الجانب التركي من الحدود.
وبدوره، قال آيلا آكات عطا، وهو نائب كردي في البرلمان التركي، إنه تلقى تقارير تشير إلى أن إمدادات الأسلحة لداعش عبرت الحدود من تركيا إلى سوريا بالقطار، وطالب الحكومة بأن تصرح رسميًّا عما إذا كانت هذه التقارير صحيحة أم لا.

شارك