بعد مقتل أبو بكر شيكاو.. هل تواجه "بوكو حرام" المجهول؟
الخميس 25/سبتمبر/2014 - 12:14 ص
طباعة
أكد الجيش النيجيري، مقتل زعيم جماعة بوكو حرام، أبوبكر شيكاو بدون توضيح تاريخ أو مكان مقتله.
وأعلن المتحدث الوطني باسم الجيش الجنرال كريس أولوكولادي أن زعيمًا متطرفًا "يتصرف أو يظهر في شرائط فيديو على أنه الراحل أبو بكر شيكاو الشخصية الغريبة الأطوار المعروف بأنه زعيم جماعة بوكو حرام، قتل في معارك مع العسكريين فى شمال شرق نيجيريا.
ولم يعط المتحدث باسم الجيش أي توضيحات حول مقتل أبو بكر شيكاو الحقيقي، مؤكدا أن اسمه أصبح مثل "علامة رمزية" لبوكو حرام.
ومنذ عام 2009 تقوم جماعة بوكو حرام بعمليات إرهابية شمال شرق نيجيريا، حيث قامت من الاعتداءات في كبرى مدن البلاد وخصوصًا في العاصمة الإدارية أبوجا.
ولد زعيم حركة "بوكو حرام" أبوبكر محمد شيكاو، في قرية من المزارعين ومربي المواشي قرب الحدود مع النيجر في ولاية يوبي شمال شرق.
ودرس الفقه لدى رجال الدين المحليين في مايدو غوري عاصمة ولاية بورنو المجاورة.
وفي تلك المرحلة تعرف على مؤسس حركة "بوكو حرام"، الداعية محمد يوسف قبل أن يلتحق بها.
زعيم بوكوحرام السابق محمد يوسف
وكما أشارت بوابة الحركات الإسلامية في إحدى موضوعاتها، أن شيكاو ترأس "بوكو حرام" عام 2009 بعد أن أعدمت الشرطة زعيمها السابق محمد يوسف.
ويعرف بعنفه الكبير إلى درجة أن بعض حلفائه الإسلاميين السابقين فضلوا قطع الصلة معه.
ظل يتهم شيكاو القيم الغربية بأنها مسؤولة عن المشاكل في نيجيريا مثل الفساد المتفشي والفقر المدقع في صفوف السكان.
ويعلن صراحة أنه يحب أن يقتل من يأمره الله بقتله تمامًا كما يحب قتل الدجاج والأغنام.
اشتهر شيكاو، بمقولته: "أحب أن أقتل من يأمرني الله بقتله تماما كما أحب ذبح الدجاج والأغنام".
وعلى خطى "داعش"، أعلن شيكاو، خلال الأيام الماضية، الخلافة الإسلامية في بلدة بولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، استولى عليها، كما أعلن تأييده للقاعدة وطالبان في نفس التوقيت.
الخبراء، أكدوا أن شيكاو منذ أن ترأس الحركة زاد من الهجمات المتكررة ضد المدنيين والمسيحيين والمسلمين، ما جعل الجميع ينسون خطابات يوسف ضد النظام النيجيري الفاسد.
وتعتبر الولايات المتحدة شيكاو، "إرهابيا على المستوى العالمي"، ورصدت مكافأة قيمتها سبعة ملايين دولار "5,3 مليون يورو" لمن يقدم معلومات تؤدي إلى القبض عليه، وأعلنت قوات الأمن النيجيرية مرتين مقتل شيكاو قبل أن يظهر مجددا في أشرطة فيديو.
وتتشابه العقيدة القتالية لـ"بوكو حرام"، مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، من حيث الذبح والعمليات الانتحارية، ففي الوقت الذي أعدمت فيه "داعش" المئات من الأقلية الإيزيدية في الموصل وخطفت آخرين، لم تتورع بوكو حرام عن إحراق قرى مسيحية بأكملها، واختطاف أكثر من 200 فتاة ومعاملتهن كسبايا.
يعود بداية العنف لجماعة بوكو حرام، كما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، إلى 24 ديسمبر 2003، عندما هاجمت مراكز الشرطة والمباني العامة في مدن وجيام وكناما في ولاية يوبي، وفي العام 2004 أسست قاعدة في قرية كناما في شمال ولاية يوبي أطلقت عليها اسم "أفغانستان"، وفي 21 سبتمبر 2004 هاجم أعضاؤها محطات الشرطة في باما وغورزا بولاية بورنو، ما أسفر عن مقتل عدد من رجال الشرطة وسرقة كميات من الأسلحة والذخائر، هذا واستمرت خلال فترات متقطعة في تنفيذ عمليات كرّ وفرّ استهدفت فيها مواقع أمنية في أجزاء من ولايتي بورنو ويوبي إلى حلول يوليو 2009 عندما أثارت أعمال شغب واسعة ضد الحكومة النيجيرية.
استمر القتال من 26 إلى 30 يوليو 2009، عبر الولايات الشمالية الخمس: بوتشي، بورنو، كانو، كاتسينا، ويوبي.
ولقي أكثر من 1000 شخص مصرعهم معظمهم من أعضاء الجماعة، كما أُلقي القبض على مئات من أعضائها واحتجزوا للمثول أمام المحاكم النيجيرية.
انتهت هذه الثورة عندما تم القبض على زعيم الحركة محمد يوسف، من قِبل الجيش وسُلّم إلى الشرطة، وقد تمت تصفية يوسف جسديًا خارج نطاق القضاء وهو قيد الاحتجاز لدى الشرطة، لكن مسئولي الشرطة يدّعون أنه قُتِل عندما كان يحاول الفرار.
ومنذ ثورة يوليو 2009، تطورت "بوكو حرام" من مجموعة تشن هجمات سيئة التخطيط تدخل فيها في مواجهة مفتوحة مع قوات أمن الدولة إلى مجموعة تستخدم- على نحو متزايد- العبوات الناسفة، وحرب العصابات والاغتيالات المستهدفة، والتفجيرات الانتحارية في حملتها العنيفة.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أدرج جماعة "بوكو حرام" النيجيرية على اللائحة السوداء للمنظمات الإرهابية التي تخضع لعقوبات بسبب علاقتها بتنظيم القاعدة.
وطلبت نيجيريا هذا الإجراء من لجنة العقوبات ولم يعارض أي عضو في اللجنة الطلب، بحسب دبلوماسيين، وتتمثل العقوبات في تجميد الأرصدة وحظر سلاح ومنع من السفر.
وتمثل بوكو حرام أحد نماذج تنظيم القاعدة التي أسسها أسامة بن لادن عام 1998، أيديولوجيا وفكريا حيث تستلهم الفكر الجهادى من القاعدة، وترى في زعيمها بن لادن زعيماً روحيا لها.
ويأتى مقتل زعيم بوكو حرام، لتواجه الحركة مصيرًا مجهولا في اختيار زعيما لها، كما يضع نيجيريا أمام إحدى الخيارات، إما إقامة تكتل أفريقي في مواجهة بوكو حرام، والقيام بدوريات منسقة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين أجهزة الدول الأفريقية لمحاصرة بوكو حرام وجيوبها الممتدة في دول الجوار لنيجيريا، إما الدفع قدماً بتطوير القوات المسلحة النيجيرية، وتحديث المعدات والتدريبات والدعم اللوجستي الخاص بالقوات المسلحة والعناصر الأمنية.