«أبناء داعش» كبروا في حي مولنبيك وحوّلوه مصنعاً للانتحاريين / الصدر «يُنذر» الرئاسات الثلاث / أردوغان وروحاني يريدان حلولاً «إسلامية» للمنطقة / أوروبا تنتظر ضوءاً أخضر ليبياً للتدخّل

الأحد 17/أبريل/2016 - 11:21 ص
طباعة «أبناء داعش» كبروا
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيًّا وعالميًّا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" صباح اليوم الأحد الموافق 17/ 4/ 2016

العراق يطهر الفلوجة والرطبة بعد تحرير هيت من "داعش"

العراق يطهر الفلوجة
قالت مصادر عراقية متطابقة، ان معركة تطهير قضائي الفلوجة والرطبة غرب محافظة الأنبار (110كم غرب بغداد)، ستبدأ بعد تحرير قضاء هيت من تنظيم (داعش).
وبينت المصادر أن "معارك الفلوجة ستختلف عسكريا وقتاليا عن معارك التحرير السابقة لمدن الأنبار".
وأضافت أن "القوات الأمنية ستكون في جبهتين الاولى في محاور الفلوجة والثانية لاقتحام قضاء الرطبة والهدف من ذلك قطع امدادات داعش الارهابي من سوريا ولمناطق الغربية وإضعاف قدرات التنظيم في الحركة والمناورة". واكدت ان "القوات الامنية بكافة صنوفها مع مشاركة الحشد الشعبي لعشائر الانبار، سيكون في مقدمة القوات التي ستقتحم الفلوجة من كافة محاورها كونهم يعرفون طرق مناطقهم ولهم خبرة قتالية في محاربة عصابات التنظيم الارهابي"
"الغد الأردنية"

الانقلابيون يقتلون إمام مسجد بإب

الانقلابيون يقتلون
قتلت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح إمام وخطيب الجامع الكبير بمدينة إب، بشير شحرة، وقامت بسحله أمام باب منزله وعلى مرأى من أطفاله داخل الحي، بدعوى مخالفته التعليمات بشأن موضوعات خطب الجمعة، وانتمائه إلى المقاومة الشعبية بإب، رغم نفيه ذلك في وقت سابق.
وبحسب مصادر يشن الانقلابيون حاليا حملات دهم للمنازل بإب، بهدف اعتقال الأئمة والخطباء الذين يرفضون تسليم المنابر إلى الحوثيين، مما أثار موجة من الغضب داخل المحافظة، وجعل أهاليها ينادون بمقاومتهم بالبنادق، بعد انتشار مقطع فيديو يوثق جريمة مقتل الشيخ شحرة، بثه نشطاء.
وأظهر المقطع تحول موكب تشييع جثمان شحرة إلى مظاهرات وثورة غضب، ردد فيها المشيعون عبارات الدعوة إلى مقاومة شاملة ضد الجماعات المتمردة في إب ومحافظات اليمن كافة.
وفي تعليق على المشهد المرئي، قال وزير الثقافة اليمني السابق، خالد الرويشان، إنه لم ير إب غاضبة كحالها بعد انتشار مقطع مقتل الشيخ، وأضاف موجها التوبيخ للحوثيين وحلفائهم: "تقتلون بشير شحرة في منزله، وتسحلونه أمام أولاده. لن أقول اتقوا غضب الحليم إذا غضب، لأنكم أصلا لا تتقون الله ولا تعرفونه. لكنها نهاية النهاية وسترون".
في سياق متصل، قتلت الميليشيات الانقلابية، المواطن طه البعداني أمام أطفاله وزوجته، في سحول بني ناجي بمحافظة إب.
على الصعيد ذاته، فرضت الميليشيات سيطرتها بالقوة على عدد من مساجد المدينة، كما تعامل أهاليها بشكل تعسفي.
يذكر أن جماعات التمرد دأبت منذ اليوم الأول لانتشارها باليمن، على ارتكاب جرائم، منها تفجير المساجد واعتقال الخطباء، وقتل كل من يعترض على فسادهم.
"الوطن السعودية"

«أبناء داعش» كبروا في حي مولنبيك وحوّلوه مصنعاً للانتحاريين

«أبناء داعش» كبروا
فجأة صار حي مولنبيك في بروكسيل من بين الأشهر في القارة الأوروبية التي ترتبك حالياً في استقبال الأمواج المتلاحقة من اللاجئين الوافدين من الشرق الأوسط. المؤلم أن الحي صنع شهرته بوصفه صاحب الرقم القياسي في إنتاج الانتحاريين. من هذا الحي خرج «أبناء داعش» الذين أدموا باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وبروكسيل في 22 آذار (مارس) الماضي وتفوق حصيلة المذبحتين 150 قتيلاً.
نجاح «داعش» في اختراق مولنبيك وتحويله عشّاً للانتحاريين يعني أنها تقيم على بعد كيلومترات من مقري الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي وهو ما طرح أسئلة كثيرة حول أوضاع الجاليات العربية والإسلامية وهشاشة سياسات الاندماج الأوروبية. «الحياة» زارت الحي الذي بات البعض يسميه «جمهورية مولنبيك الإسلامية» وعادت بانطباعات وتفسيرات.
أول ما يلفت الزائر هو غياب الملامح الأوروبية في الحي، على رغم تمتع سكانه بالجنسية البلجيكية. أسماء المتاجر والبضائع المعروضة ولكنة المتحدثين وملابس المارة توحي كلّها بأنك في حي مغربي. يشكّل المهاجرون المغاربة الأكثرية في الحي الذي يزيد عدد سكانه على مئة ألف ويضم أيضاً عدداً من المهاجرين من تركيا وبعض الجزائريين ووافدين من دول أوروبا الشرقية.
حقيقة أن الحي هو «صاحب الرقم الأعلى في البطالة والجريمة» في بلجيكا لا تكفي لتفسير قيام «مصنع الانتحاريين». لا بد من الالتفات إلى ذلك اللقاء القاتل «بين الفقر والتهميش وأزمات الهوية وسموم الشرق الأوسط».
لا يحب أهل مولنبيك التحدث إلى الصحافيين. وثمة من يقول أنهم يخافون من الاتهام بـ «الخيانة» ويخافون أيضاً من العقاب ففي هذا الحي تتداخل أحياناً خلايا الجهاديين بـ «شبكات الجريمة المنظمة».
من مولنبيك خرج عبدالحميد أباعود القائد الميداني لهجمات باريس. شارك شخصياً في إطلاق النار على رواد عدد من المقاهي والمطاعم، ثم فر من مسرح الجريمة. بعد خمسة أيام من الهجمات نجحت الشرطة الفرنسية في قتله في شقة في سان دوني. رحلة أباعود طويلة. شوهد في سورية يقود شاحنة محملة بالجثث. شوهد يلعب الكرة، لكن مستخدماً رأساً بشرياً مقطوعاً. ومن بين إنجازاته اصطحابه قبل عامين شقيقه الأصغر يونس (كان عمره 13 عاماً) إلى أراضي «دولة الخلافة» في سورية. وقبل أيام توعد يونس بالعودة إلى أوروبا والثأر لأخيه.
من الحي أيضاً خرج صلاح عبدالسلام. أقلّ عدداً من الانتحاريين إلى أهدافهم في باريس وبينهم شقيقه الذي انفجر. لم يفجّر صلاح حزامه الناسف ونجح في العودة سريعاً إلى بلجيكا، حيث صار المطلوب الأشهر. نجح في تضليل أجهزة الأمن على مدى أربعة أشهر. لم يذهب إلى بلد بعيد. عاد واختبأ في مكان غير متوقع. على بعد مئات الأمتار من مقر إقامته الأصلي، أقام قبل أن يقع في أيدي الشرطة.
بعد أربعة أيام من اعتقال صلاح، ضربت خلية مولنبيك مطار بروكسيل وقطار الأنفاق فيها. تركزت الأنظار على «الرجل ذو القبعة» الذي رافق الانتحاريين اللذين انفجرا في المطار. حلت الشرطة اللغز «الرجل ذو القبعة» هو محمد عبريني. إنه الآن في قبضة الشرطة.

الصدر «يُنذر» الرئاسات الثلاث

الصدر «يُنذر» الرئاسات
أمهل مقتدى الصدر، الرئاسات العراقية الثلاث 72 ساعة للتصويت على حكومة التكنوقراط التي اقترحها رئيس الوزراء حيدر العبادي، مهدداً باستئناف الاحتجاجات اذا لم يتحقق ذلك، فيما لاحت بوادر خلافات بين كتلة النواب المعتصمين الذين أعلنوا الخميس الماضي إقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري، لكنهم اختلفوا أمس في شأن انتخاب بديل له. 
وفي أول تعليق له على الأزمة البرلمانية حذّر رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أمس من فقدان الدعم الدولي للعراق في حربه ضد «داعش»، بعدما أبلغه أمس المبعوث الخاص للبيت الأبيض بريت ماكغورك، وسفير الولايات المتحدة في بغداد ستيوارت جونز، بالقلق الأميركي ازاء ما يحدث في الحياة السياسية العراقية، وهو القلق ذاته الذي عبّرت عنه البعثة الأممية في العراق. كما خرج اجتماع عقدته الكتل الكردستانية أمس في منزل النائب الثاني لرئيس البرلمان العراقي أرام شيخ محمد، برفض إقالة الجبوري، واعتبروا أن ما حدث أمرٌ غير قانوني.
وقبل الإعلان عن تأجيل جلسة البرلمان أمس أعلن بعض النواب انسحابهم من الجلسة التي كانت مخصصة لانتخاب رئاسة جديدة للبرلمان، واختلف الباقون في شأن المرشحين، فيما تبادل بعضهم الاتهامات بعدم الجدية في الإصلاح.
وهاجم الصدر في بيان شديد اللهجة وفي شكل لاذع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وطالب الوزراء في الحكومة الحالية بتقديم استقالاتهم فورًا. ونفى الصدر، الذي التقى أول من أمس الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني السيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، الأنباء التي ترددت عن عزمه لقاء المالكي في بيروت، بوساطة من نصر الله، وأوضح في بيان له بعنوان «وثيقة الشعب»، وهو يخاطب المالكي «تباً للحكومة السابقة ولقائدها، قائد الضرورة صاحب الولاية الثالثة المنهارة».
وفشل أمس النواب المعتصمون في عقد جلسة نيابية لانتخاب هيئة رئاسة جديدة للبرلمان، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني (164 نائباً، من أصل 328) على رغم أن عدد النواب المعتصمين الخميس الماضي بلغ 174 نائباً. ويمثل ذلك أول خلاف يضرب كتلة المعتصمين مع انسحاب نواب منهم بينهم كتلة «بدر» النيابية بزعامة هادي العامري، ونواب آخرون من «اتحاد القوى الوطنية»، ونواب من ائتلاف القوى الكردستانية.
وأبلغ مصدر برلماني مطلع «الحياة» أن الخلاف بدأ مع مناقشة النواب المعتصمين قضية انتخاب هيئة رئاسة جديدة، إذ بدت المواقف متضاربة في شكل كبير في شأن المرشحين لرئاسة البرلمان، وانتخاب نواب جدد للرئاسة أو الإبقاء على نواب الجبوري. وأضاف المصدر أن بعض النواب من كتلة الأحرار شككوا في جدية نوايا كتل أخرى، بينها «الدعوة»، وسط اتهامات بركوب الموجة واستغلال التغيير النيابي لأغراض حزبية وتصفيات سياسية. وقال النائب عن كتلة «الأحرار» حسين العوادي إن «هناك مجموعة من النواب المعتصمين المتواجدين ركبوا موجة الاعتصامات لأنهم أرادوا أن يوصلوا للعالم رغبتهم في الإصلاح الشامل».

أردوغان وروحاني يريدان حلولاً «إسلامية» للمنطقة

أردوغان وروحاني يريدان
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائه نظيره الإيراني حسن روحاني في أنقرة أمس وبعد أقل من 24 على ادانة قمة اسطنبول الاسلامي ايران بالارهاب، ضرورة عمل البلدين معاً للمساعدة في مكافحة الإرهاب والطائفية والأزمات الإنسانية المرتبطة بالصراعات التي تهز منطقتهما، فيما شدد روحاني على أن مشكلات العالم الإسلامي يجب أن تحلها الدول الاسلامية ذاتها بعيداً من تدخّل الأجانب.
وثمة انقسامات عميقة بين البلدين في شأن دعمهما أطراف الحرب في سورية، لكنهما وقعا على هامش القمة سبع مذكرات تفاهم في مجالات مختلفة، ما يعكس تطلعهما إلى تعزيز العلاقات التجارية بعد رفع العقوبات الدولية عن إيران في 16 كانون الثاني (يناير) الماضي، من أجل رفع حجم التبادل التجاري من 11 إلى 30 بليون دولار سنوياً.
وفي طهران، اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ونظيرها الإيراني محمد جواد ظريف أن تطبيق الاتفاق النووي يواجه «تحديات وعراقيل يريد الطرفان تجاوزها معاً»، وأهمها تردد المصارف الأوروبية في العمل في إيران خشية ردود محتملة من الولايات المتحدة
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع روحاني، قال أردوغان إن «مصلحة البلدين تقضي بتقليل الخلافات بينهما الى الحد الأدنى، ونتفق على عدم وجود إرهاب جيد أو سيء في إطار محاولتنا وقف نزيف الدم في المنطقة».
ورأى روحاني أن ايران وتركيا «تستطيعان إعطاء النموذج الساطع للإسلام السياسي لمواجهة الصهيونية والإرهاب، وهما أساس مشكلات المنطقة والعالم الإسلامي، وسنهزم الإرهاب في نهاية المطاف». وأكد اهمية اضطلاع البلدين بـ «واجبهما في مواجهة سياسة التخويف من الإسلام والمسلمين والمؤامرات التي تحاك ضدهم»، مبدياً أمله في أن تشهد منظمة التعاون الإسلامي مزيداً من التعاون والانسجام والوحدة خلال فترة رئاسة تركيا لها، مستدركاً أن «طهران تقف مع المنظمة ما دامت تساند إحقاق الحقوق الفلسطينية ووحدة العالم الإسلامي».
وشارك روحاني في قمة منظمة التعاون الإسلامي في أنقرة، لكنه لم يحضر جلستها الختامية أول من أمس احتجاجاً على «تنديد المنظمة بإيران في بيانها الختامي، واتهامها بدعم الإرهاب».
واعتبر الرئيس الإيراني ان تطوير التعاون التجاري والاقتصادي مع وتركيا رهن تعزيز التعاون المصرفي بينهما، «فالبلدان يستطيعان التعاون في مجال سوق الأوراق المالية التي تؤثر علی اقتصادهما». كما أشار الى ان ايران تستطيع تأمين النفط والغاز والكهرباء والبتروكيماويات لتركيا.
وفي مؤتمر صحافي أعقب محادثات لوفد الاتحاد الاوروبي برئاسة وزيرة خارجيته فيدريكا موغيريني، أكد ظريف ان بلاده ستتعاون مع الأوروبيين لرفع باقي العراقيل التي يواجهها تنفيذ الاتفاف النووي». وقال: «يجب ان يشعر الإيرانيون بأسرع وقت بنتائج الاتفاق وإلا سيطرحون أسئلة حول جدواه».
ورافق موغيريني، التي أشرفت على المفاوضات التي سمحت بالتوصل إلى الاتفاق النووي التاريخي بين طهران والقوى الكبرى، سبعة مفوضين بينهم إلزابييتا بينكوفسكا (الصناعة) وفيوليتا بولك (النقل) وميغيل ارياس كانييتي (المناخ والطاقة).
وسبق أن زارت وفود سياسية واقتصادية من مختلف البلدان الاوروبية ايران في الأشهر الماضية، لكن المرشد علي خامنئي اعتبر أخيراً أن هذه الزيارات «لم تعطِ نتائج ملموسة».
"الحياة اللندنية"

الصدر يلوّح بالشارع مجدّداً لتسريع «التكنوقراط»

الصدر يلوّح بالشارع
وساطة ترجئ جلسات «كسر العظم» في مجلس النواب
أفسح الطرفان المتنازعان على رئاسة البرلمان العراقي المجال أمام جهود للوساطة تقودها كتلة بدر النيابية لرأب الصدع مرجئين جلسات «كسر العظم» التي اعلنا عنها، وحولت الاجراءات الامنية المشددة التي فرضتها قوى الامن مقر مجلس النواب إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، فيما كثف رئيس الوزراء حيدر العبادي اتصالاته مع كتلة النواب المعتصمين بغرض الوصول إلى حلول للازمة الماثلة فيما دعا رئيس البرلمان المقال سليم الجبوري إلى الحوار.. في حين أمهل مقتدى الصدر رئاسات العراق الثلاث 72 ساعة للتصويت على حكومة التكنوقراط المقترحة قبل أن يلجأ مجددا إلى ورقة الشارع.
وأمهل الصدر زعماء العراق: الرئيس ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة ثلاثة أيام للتصويت على حكومة تكنوقراط قبل أن يلجأ مجددا إلى ورقة الشارع، في تهديد من شأنه تعقيد الأزمة السياسية في البلاد التي باتت على حافة الفوضى.
وقال الصدر، في بيان أمس، إنه سيستأنف الاحتجاجات ما لم ينجح رئيس الوزراء حيدر العبادي والرئيس فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري في التصويت على حكومة تكنوقراط.
وتهديد الصدر يأتي وسط تصاعد أزمة البرلمان، إذ ألغى الجبوري «جلسة البرلمان أمس لحين ورود إشعار من القوات الأمنية والاستخباراتية التي حولت مقر البرلمان إلى ثكنة عسكرية بصلاحية بناية المجلس أمنياً حفاظاً على سلامة السادة النواب والموظفين».
ويعتصم مجموعة من النواب في مقر البرلمان بعد أن عمدوا، في خطوة غير دستورية، إلى إقالة الجبوري، وذلك بذريعة فشل عقد جلسات سابقة للتصويت على لائحة وزراء في إطار مساعي العبادي لمكافحة الفساد.
واندلعت الأزمة البرلمانية عقب تعليق الجبوري جلسة برلمانية كانت منعقدة الثلاثاء بهدف التصويت على لائحة من 14 مرشحا لعضوية الحكومة، قدمها العبادي، بعد التفاوض مع رؤساء الكتل السياسية الذين أقحموا بشخصيات موالية.
وكان نواب رفضوا التصويت على هذه اللائحة، مطالبين بالعودة إلى لائحة أولى كان عرضها العبادي، تضمنت أسماء 16 مرشحا من تكنوقراط ومستقلين فقط، لكنه اضطر إلى تعديلها بضغط من الأحزاب السياسية.
والأزمة الجديدة، التي كبلت عمل البرلمان من شأنها شل الإصلاحات الحكومية وتعطيل المؤسسات ونشر مزيد من الفوضى في البلاد التي تعاني من استشراء الفساد بسبب المحاصصة، ومن الإرهاب وأعمال العنف وانتشار الميليشيات.
وتتقاسم التيارات، الموالية في معظمها إلى إيران، ومن بينها التيار الصدري السلطة منذ عام 2003، في مؤشر على أن النزاعات الحالية تأتي في إطار عملية توزيع أدوار يقودها النظام الإيراني لإبقاء قبضته محكمة على مقدرات العراق.
جلسة تشاورية
من ناحيته، أعلن الناطق باسم النواب المعتصمين هيثم الجبوري، عن عقد البرلمان لجلسة تشاورية مكتملة النصاب، كاشفاً عن تأجيل التصويت لانتخاب هيئة قيادية جديدة للمجلس تم تأجيله إلى يوم الاثنين المقبل بطلب من كتلة بدر النيابية.
وأوضح النائب عن كتلة بدر النيابية رزاق محيبس، أن كتلته لا تؤيد «انقسام» البرلمان وطرحت مبادرة لتوحيده، محذرا من أن الانقسام النيابي سيؤدي الى انهيار الوضع الأمني والاقتصادي.
وكانت جلسة مجلس النواب التي دعا اليها رئيس البرلمان المؤقت عدنان الجنابي، قد بدأت ظهر أمس، بحضور 167 نائبا «أعلى من النصاب»، في وقت تواصلت المشاورات بشأن حضور النواب الاكراد وتحالف القوى الجلسة وفتح باب الترشيح لمنصب رئاسة المجلس ونائبيه.
اتصالات
وعلى مدار الساعات الفائتة، كثّف رئيس الحكومة حيدر العبادي اتصالاته باللجنة التنسيقية لكتلة النواب المعتصمين من أجل حضوره جلسة البرلمان أمس ليبرر موقفه من تلكؤ عملية التغيير الوزاري، إلا ان محاولاته باءت بالفشل بعد رفض كتلة المعتصمين حضوره للبرلمان وابلغوه طبقاً لمصادر نيابية بأن «حضوره بات غير مجد، وأن موعد استجوابه ستحدده هيئة الرئاسة الجديدة المنتظر ان يتم التصويت عليها لتولي ادارة الجلسات».
وقالت الناطقة باسم ائتلاف الوطنية ميسون الدملوجي في تصريح صحفي إن «ائتلاف الوطنية شارك بشكل فاعل في عملية سحب الثقة من الجبوري، بعد ان طلب من النواب التصويت على قائمة وزراء سرية، رافضاً في الوقت نفسه مناقشتها، وكذلك دور رئيس المجلس المستمر في تعطيل الدور التشريعي والرقابي لمجلس النواب، وتمييع الاصلاحات، مساهماً، مع رئاسة الحكومة، في اضاعة الحقوق والابتعاد عن محاسبة الفاسدين والمسؤولين عن هدر المال العام وتسويف المطالب الشعبية والوطنية».
وفي السياق دعا رئيس البرلمان العراقي المقال سليم الجبوري كافة الكتل السياسية والحكماء الى مواصلة الحوار خلال الأيام المقبلة للتوصل الى حلول لإخراج البلاد من حالة الاختناق الحالية. وقال الجبوري، في خطاب وزع عبر الانترنت: «مضينا معا لتحقيق الإصلاح الذي اتفقنا عليه وتعاهدنا على انجازه، ولن نسمح لأعداء العراق باختطاف هذا الاجماع الوطني من خلال زعزعة الثقة بين الفعاليات السياسية والشعبية، ومحاولة البحث عن فرصة لتمرير المشاريع الخارجية التي تضر بالعراق ومستقبله».
دفاع
أكد رئيس «ائتلاف متحدون» العراقي أن الدفاع عن رئاسة البرلمان وعن سليم الجبوري، يأتي وفق قاعدة الدفاع عن الشرعية والدولة واستمرار العملية السياسية، فيما أشار التحالف إلى أن أي تغيير يتم عبر تجاوز هذه المعايير يوفر لـ«داعش» مساحة يتنفس من خلالها، كما يضعف الجهود المبذولة للقضاء عليه.

أوروبا تنتظر ضوءاً أخضر ليبياً للتدخّل

أوروبا تنتظر ضوءاً
وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا في طرابلس دعماً لحكومة السرّاج
وصل وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى العاصمة الليبية طرابلس أمس، في زيارة تهدف إلى إعطاء زخم جديد لحكومة الوفاق الوطني قبل يومين من تصويت البرلمان على منحها الثقة، واجتماع وزاري أوروبي، لبحث إرسال عناصر أمنية إلى ليبيا، للمساعدة في تحقيق الاستقرار حال طلبت الحكومة الليبية الجديدة ذلك، حيث أكد الوزيران أنهما بانتظار الطلب من الحكومة الليبية.
ووصل آيرولت وشتاينماير على متن طائرة فرنسية إلى مطار معيتيقة في شرقي العاصمة، وسط حراسة أمنية مشددة من قبل عناصر أمن ليبيين وأجانب.
لقاء
والتقى الوزيران أعضاء حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فايز السراج في مقرها المؤقت في قاعدة طرابلس البحرية القريبة من المطار.
وقال آيرولت للصحافيين عقب الاجتماعات ان زيارته لطرابلس برفقة نظيره الالماني رسالة دعم الى حكومة السراج، داعيا الليبيين الى الالتفاف حول هذه الحكومة. وأضاف ان الاولوية في ما يتصل بمساعدة هذه الحكومة عسكريا «يتعلق بتدريب قوات الشرطة والقوات العسكرية، وهو ما تطلبه الحكومة»، موضحا ان حكومة السراج ترغب في «اعداد القوات العسكرية بغرض مواجهة الارهابيين تحديدا».
وذكر شتاينماير من جهته ان تنفيذ هذا الامر يحتاج الى «طلب رسمي من الحكومة وهو ما لم يحصل بعد. فلنر ما الذي سيطلبه رئيس الحكومة السراج من الاوروبيين الاثنين».
وقال وزير الخارجية الألماني في تصريحات قبيل وصوله إلى طرابلس: «نريد أن نساعد على تحقيق ما يتطلع إليه الليبيون وهو الحياة الطبيعية الآمنة والسلام، والمرتبطان بالجو السياسي التوافقي».
وفي باريس، قالت مصادر دبلوماسية إن زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى طرابلس تأتي «في السياق ذاته لزيارة (الرئيس الفرنسي) فرنسوا هولاند (اليوم) الأحد إلى مصر، الدولة المنخرطة في الأزمة الليبية».
وأوضحت المصادر أن «آيرولت يعتقد أن على الأوروبيين الاستعداد للتحرك والعمل معاً»، مضيفة، إن فرنسا «كانت من أولى الدول التي دعمت السراج، وقد حان الوقت لإعطاء زخم جديد لهذا الدعم».
وجاءت الزيارة قبيل جلسة مرتقبة للبرلمان المعترف به دولياً، من المفترض أن تشهد عملية تصويت على منح الثقة للحكومة، على أن تكون منقولة على الهواء، بحسب ما أفاد نائبان.
وتبدي فرنسا ومعها دول الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة لليبيا قلقها من سعي تنظيم داعش إلى التمدد في هذا البلد، بعد سيطرته على مدينة سرت وهجومه على موانئ النفط الرئيسة في شرقي البلاد.
كما تتطلع دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها إيطاليا إلى تفعيل عملية مكافحة الهجرة غير الشرعية انطلاقاً من ليبيا.
كما جاءت زيارة الوزيرين الأوروبيين إلى طرابلس قبل الاجتماع السنوي لوزراء الخارجية والدفاع الأوروبيين في لوكسمبورغ غداً الاثنين، الذي من المتوقع أن يتطرق إلى الوضع في ليبيا.
وقالت مصادر أوروبية إن الوزراء الأوروبيين سيبحثون الوضع في ليبيا مع السراج عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة.
ومن المقرر أن يحضر الوزراء مأدبة عشاء خاصة في لوكسمبورج يتوقع أن يتفقوا خلالها على بحث إرسال بعثات تدريب للشرطة وقوات حرس الحدود في ليبيا.
وقال دبلوماسيون، إن مناقشات مفصلة ما زالت تجري مع الحكومة الليبية الجديدة لمعرفة نوع المساعدة، التي تحتاج إليها من الاتحاد الأوروبي مع حرص الاتحاد على تجنب أي انطباع بأنه يدخل البلد دون دعوة.
وقال الخبير في الشؤون الليبية في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتييا توالدو إن توقيت زيارة آيرولت وشتاينماير مقصود ومرتبط بتصويت البرلمان والاجتماع الأوروبي. وأضاف أن الوزيرين «يريدان التأكد مما إذا كانت حكومة السراج ترحب بالخطط» الأوروبية التي ستتم مناقشتها الاثنين.
عرض أطلسي
قال نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الكسندر فيرشبو، إن الحلف مستعد لمساعدة الحكومة الليبية الجديدة في بناء مؤسساتها الأمنية إذا طلبت ذلك. وجاء في مسودة بيان أن من المتوقع أن يدرس الاتحاد الأوروبي إرسال أفراد أمن إلى ليبيا للمساعدة في إرساء الاستقرار، وقال فيرشبو، إن الحلف قد يلعب أيضاً دوراً في هذا المجال. وأضاف في مؤتمر أمني في براتسلافا، إن «إحراز تقدم نحو دعم حكومة الوحدة الوطنية أمر مشجع، ونحن مستعدون لمساعدة الحكومة إذا طلبت ذلك».

السراج يعطي الأولوية للاقتصاد وقتال «داعش»

السراج يعطي الأولوية
تحركه في طرابلس بصيص أمل لبلد شرذمته المليشيات والحكومات
من المثير للدهشة، أن يبدي أحد رغبة في حكم بلد تمزقه الحرب، ويهدده الإرهاب، ويفتقر للسيولة، ومع هذا، فإن ليبيا ظلت حتى فترة قريبة، تشهد تنافس أربع حكومات، حيث أمضت الإدارات المتناحرة في كل من العاصمة طرابلس غرباً، والبيضاء شرقاً، العامين الماضيين في الاقتتال حول نتائج انتخابات مثيرة للجدل، كما على أمور أخرى. وقد سمح هذا الأمر لـ «داعش»، المتنافس الثالث، بالدخول على الخط، والسيطرة على 180 ميلاً من المناطق الساحلية حول سرت، ما بين موقعي سيطرة الحكومتين.
وقد سرّع تقدم قوات المتشددين العام الماضي، بعملية إنشاء جهاز رابع، يدعى حكومة الوفاق الوطني، التي كانت نتيجة اتفاق وقع في الصخيرات بالمغرب، برعاية الأمم المتحدة، في ديسمبر الماضي، من قبل سياسيين من الحكومتين، دون أن يحصل على دعم الأطراف المتناحرة. لذا، وبالرغم من الدعم الغربي للحكومة الجديدة، لم يجرؤ قادتها على مغادرة تونس جواً إلى طرابلس، خشية تعرضهم للقصف، فنقلتهم السفن بحراً.
الحكومة والولاءات المتبدلة
وشكل الوصول الهادئ لرئيس الحكومة الليبي الجديد، فايز السراج، وستة من أعضاء حكومة الوفاق الوطني، بصيص أمل لليبيا. وقد تلقى رجل الأعمال صاحب الخبرة السياسية المتواضعة، وعداً من عدد من المليشيات والمجالس البلدية، بمساندته. وتسلم، أخيراً، مقاليد السيطرة على مؤسسات البلاد الفاعلة التي رحبت «ببداية حقبة جديدة»، كالشركة الوطنية للنفط، والصندوق السيادي لليبيا، والمصرف المركزي.
إلا أن الأوضاع لا تزال غير مستقرة على الإطلاق، حتى في غربي البلاد. ولا يزال الإرباك يسيطر على مسألة إمكانية تنحي حكومة طرابلس القديمة لصالح الحديثة. ويحتمي السراج وحكومته في قاعدة بحرية خاضعة لرقابة مشددة، بينما تستمر المحادثات، في ظل ولاءات متبدلة.
ويقول أنس القماطي من مؤسسة صادق البحثية الليبية، إن المليشيات التي تؤيد حكومة الوفاق الوطني، تفعل ذلك بدافع المصلحة الذاتية، حيث إن الأخيرة قادرة على دفع الرواتب والدخول في مفاوضات نفطية، أي أن المسألة تلخص «بقواعد اللعبة الجديدة في البلاد».
غياب الوحدة
ويقول ماتيا تولادو من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن الجميع يريد أن يؤدي دور البيشمركة في ليبيا، بمعنى المقاتلين الأكراد المدعومين أميركياً في العراق، ويضيف: «المشكلة أن وجود عدد من مجموعات البيشمركة، يرادف غياب بلد موحد».
وتعهد السراج بمواجهة «داعش»، لكنه أعطى الأولوية للاقتصاد المتهالك. فالمصارف التي تفتقر للسيولة، قد حدّت من قيمة السحوبات، أو أقفلت. وقد عمد السراج، بُعيد وصوله إلى طرابلس، إلى تجميد الحسابات المصرفية الخاصة بالدولة وحصرها بالرواتب. وأعرض معظم الليبيين عن المصارف، وباتوا يعتمدون على السوق السوداء للمتاجرة بالعملات، فيما قادة المليشيات يتنقلون بسيارات مليئة بالأموال للدفع للمقاتلين. وليست للسيولة قيمة، حتى لو توفرت، في ظل التضخم وضعف العملة.
على هذا المنوال، فإنه من المتوقع أن تنضب الأموال من ليبيا بحلول عام 2019، وفق تقارير صندوق النقد الدولي. وقد تراجع مردود إنتاج النفط، الذي يوازي جميع عائدات الحكومة تقريباً، من 1.6 مليون برميل في اليوم مع بداية 2011، إلى أقل من الربع. وهناك أمل في أن ترفع حكومة الوفاق الوطني حجم التدفق.
إلا أن التحديات التي تطرحها مبيعات النفط المتجددة، تشير إلى صعوبات جمة بانتظار حكومة الوفاق، لا سيما أن الفريق خليفة حفتر، لا يزال يستطيع استمالة مسؤولي المنشآت النفطية الموجودة في الشرق. أما في الغرب، فتقفل مليشيات بلدة الزنتان، أنابيب النفط الأساسية، فيما يواصل تنظيم «داعش»، اعتداءاته على حقول النفط، غير عابئ بالجهات التي تقوم بالدفاع عنها. وفي جميع الأحوال، فإن أسعار النفط قد انهارت تماماً.
ومع ذلك، لا يزال البعض متفائلاً، وقد قال عبد الرؤوف بيت المال، عمدة طرابلس: «أنا لا أتوقع تحسناً بنسبة 100 في المئة، وكل ما يفوق نسبة الخمسين في الـــــمئة، يعتبر جيداً بما فيه الكفاية».
تسويات
طرح البعض تسوية، تمنح بموجبها ليبيا الشرقية هامشاً من الاستقلالية، وجيشها الإقليمي الخاص، بقيادة الفريق خليفة حفتر، على أن يكون خاضعاً للقيادة المركزية. إلا أن هذه الخطوة قد تهمّش مناصري حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. لا سيما أن حفتر لا تزال تحدوه طموحات قيادية .
ويعرقل غياب الوحدة جهود القضاء على تنظيم «داعش». وتأمل القوى الغربية أن يتمكن اتفاق الصخيرات من جمع القوى المسلحة في البلاد تحت قيادة موحدة،.
ويعمل الغرب على توحيد صفوف المليشيات الصديقة لمواجهة المتشددين، بينما يشن من وقت لآخر، غارات تستهدف المتشددين من الجو، في وضع يخاطر بمفاقمة حدة الانقسامات في البلاد.
"البيان الإماراتية"

مرونة حوثية في المفاوضات لتجنب العقوبات

مرونة حوثية في المفاوضات
المبعوث الدولي إلى اليمن يؤكد أن نجاح مباحثات الكويت يتطلب تسويات صعبة من كل الأطراف ورغبة في التوصل إلى اتفاق
قالت مصادر مطّلعة على الجلسات التحضيرية لجولة الكويت إن الحوثيين يبدون مرونة كبيرة في التعاطي مع المقترحات المقدمة، وأنهم تخلوا عن الشروط السابقة وبينها مسألة الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين عبّروا عن الاستعداد لتبنّي مخرجات الحوار المختلفة والالتزام بالمبادرة الخليجية كأرضية للانتقال السياسي المستقبلي، وأنهم، على غير العادة، لم يطالبوا بأيّ ضمانات للفترة القادمة.
ومن الواضح أن قادة جماعة الحوثيين يعملون على كسب ود السعودية على أمل أن تجعل من أحد أسس المصالحة عدم معاقبة المورطين في الجرائم، خاصة من القيادات الكبرى.
وفي تحول لافت، هاجم الناطق الرسمي باسم الجماعة ورئيس الوفد المفاوض إلى الكويت محمد عبدالسلام في تصريحات صحافية إيران وأثنى على السعودية. وألمح عبدالسلام إلى عدم ممانعة الحوثيين في عودة اللواء علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، أو حميد الأحمر الزعيم الإخواني، إلى صنعاء في حال تمّ التوصل لاتفاق سياسي.
ووصف مراقبون سياسيون التغير الملحوظ في الخطاب الإعلامي للحوثيين عقب زيارة عدد من الوفود الحوثية للرياض، بأنه تعبير عن براغماتية الجماعة وعلى خلاف الصورة التي تسوقها لأنصارها بشأن أرضيتها العقائدية وشعاراتها السياسية.
يشار إلى أن عبدالسلام هو من رأس الوفد الحوثي إلى طهران في مارس 2015، وقام بتوقيع اتفاقات مثيرة للجدل أفضت إلى الاتفاق على تسيير رحلات جوية يومية بين صنعاء وطهران وتسليم إدارة المطارات والموانئ اليمنية لشركات إيرانية، وهي العناصر التي استفزت دول الخليج وحفّزتها على اتخاذ قرار التدخل في اليمن لحماية أمنها القومي.
وتوصل ممثلون عن الحكومة اليمنية والحوثيين إلى اتفاق يقضي بتثبيت الهدنة وتطبيع الأوضاع في مدينة تعز.
ووفقا للوثيقة الموقعة بين الجانبين في مدينة الظهران (جنوب السعودية)، والتي حصلت “العرب”على نسخة منها، تم الاتفاق على فتح كافة الطرق والمنافذ المؤدية إلى المدينة والسماح بمرور المواطنين والبضائع والمواد التموينية والعلاجية. كما تضمن الاتفاق التزام الطرفين بالعمل على معالجة ملف المحتجزين والمفقودين.
وشددت الوثيقة على أن يتم “تسليم كشوف بأسماء المعتقلين لدى الطرفين، كخطوة أولى لتتم بعد ذلك عملية الإفراج عنهم”.
وغادر وفد الحكومة اليمنية السبت إلى العاصمة الكويتية للمشاركة في مؤتمر الحوار اليمني في ظل تصريحات متفائلة من كافة الأطراف بإمكانية التوصل لاتفاق ينهي الحرب بين الفرقاء اليمنيين.
وقال مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمام مجلس الأمن الجمعة إن “هناك انخفاضا ملحوظا في وتيرة أعمال العنف العسكرية في غالبية مناطق البلاد”، موضحا أنه “لم نكن يوما قريبين إلى هذا الحد من السلام”.
وبعدما أشار إلى “مفاوضات ستبدأ في 18 أبريل” في الكويت “بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ينهي النزاع ويتيح استئناف الحوار السياسي الجامع بما ينسجم والقرار الدولي رقم 2216” الذي أصدره مجلس الأمن الدولي العام الماضي، أكد ولد الشيخ أحمد أن “السلام ليس ترفا للشعب بل أمر حيوي لبقائه”.
وحذر ولد الشيخ أحمد من أن “نجاح (المفاوضات) سيتطلب تسويات صعبة من كل الأطراف ورغبة في التوصل إلى اتفاق”، كما سيتطلب دعما إقليميا ودوليا.
وقالت المحللة في معهد الأزمات الدولية الأخصائية في اليمن إبريل لونغلي ألاي إن الجولة الأخيرة من المفاوضات اليمنية في ديسمبر الماضي في سويسرا لم تسفر عن أيّ نتيجة ملموسة، وفي الكويت “نتوقع أوقاتا صعبة”.
وأضافت “في أحسن الحالات، يتوجب على الطرفين أن يتفاهما على سلسلة تسويات تتيح إعادة بناء الثقة وترسيخ وقف إطلاق النار وتشجيع عودة حكومة تضم الجميع إلى صنعاء وإطلاق العملية السياسية”.
وحذرت إبريل لونغلي ألاي من أن “المهمة ستكون صعبة” مذكرة بأن الطرفين ما زالا مختلفين في العمق حول “مسائل جوهرية”.
وليس من المؤكد أن الحوثيين سيقبلون تفكيك “مجالسهم الثورية” والتسليم بعودة حكومة تضم جميع الأطراف إلى صنعاء، حسب المحللة في معهد الأزمات الدولية.

الدروز طائفة هدفها البقاء في منطقة متغيرة

الدروز طائفة هدفها
تطورات الحريق السوري دفعت وليد جنبلاط إلى تصميم خريطة نجاة يستجيب فيها لثنائية التهديد الوجودي القائمة حاليا والتي تتمثل بالشيعة والسنة
لم ينجح الدروز طوال تاريخهم الطويل في المنطقة، والذي يمتد إلى ألف عام من الاستقرار، على تعريف موحد ونهائي للهوية. فلطالما كانت هذه الهوية خاضعة للتنازع بين جملة تيارات متباعدة ومتناقضة، تمنعها من الثبات والتمركز. وأدّى ذلك التشتّت الكبير إلى قيام صيغة تعريفية للهوية الدرزية، تنبني على معطيات اللحظة التاريخية، وتتحدد على أساسها، ما أنتج تراكم سلاسل من الهويات المتلاحقة والمتعاقبة والمنتسبة إلى مراحل مختلفة والخاضعة لتأثيرات وولاءات وخيارات متناقضة، ولكنها تشكّل من خلال تراكمها الروافد الصانعة للهوية الدرزية والناظمة لها.
كل هذا السياق خلق هوية مرنة ومتحولة وسيالة لا يمكن القبض عليها ولا محاكمة أصحابها، ولا التعامل معهم انطلاقا من تحديدات ثابتة وواضحة. هذه البنية شكلت عامل توحيد بين صيغة هوية تكاد تكون خفيّة، وبين طبيعة العقيدة الدرزية نفسها التي تتسم بالباطنية والكتمان، ورفض الإشهار والعلنية على عكس كل المذاهب الكبرى المنتشرة في المنطقة.
فرض هذا المنطق نفسه كذلك على الممارسة السياسية الدرزية عموما وفي لبنان خصوصا، حيث يتبع الزعيم الدرزي الأبرز وليد جنبلاط في سلوكه السياسي خريطة التحولات المؤسسة للهوية الدرزية، والتي لا تسمح بالمكوث الطويل في موقف سياسي محدد أو الركون إلى صيغة ثابتة وواضحة، أو البقاء في تحالف معين. يتم غالبا تبرير التقلبات الجنبلاطية بأنها من صلب سمات السياسة في الأساس وليست سلوكا خاصا به في محاولة لفصلها عن كلّ المسارات المشكلة للهوية الدرزية، ولكن هذا التناغم الواضح بين عناصر هذه الهوية وبين السلوك السياسي للزعيم الدرزي الأبرز يعلن أن عملية الفصل بينهما غير ممكنة، فالهوية الدرزية تفرض مثل هذا السلوك السياسي، ويقوم هو بدوره بصيانتها وتكريسها.
من هنا لا يمكن القول إنه توجد مراحل محددة في تاريخ الدروز في لبنان والمنطقة بل لحظات قياسا على فكرة العبور والتحول التي يقدمها تعبير اللحظة، وكذلك لا يفصح تاريخ الدروز العقائدي عن بنية تؤيّد طرحه كدين أو حتى كمذهب نهائي مكتمل المعالم، بل لم يكن أبدا أكثر من حالة تستعير مصادر متنوّعة ومختلفة ومتناقضة من مرجعيات عديدة، وتحاول دمجها في بنية واحدة.
طموح اندماجي أكثري مكلف
ما نجح الدروز فيه هو تكريس وجودهم بوصفهم جماعة تعبر في كل حراكها وسلوكياتها عن خطاب لا يحتل فيه الديني والسياسي المرتبة الأساسية والحاسمة، بل تعود اللحمة الأساسية التي تجمع بين أبناء هذه الطائفة، والتي تظهر في لحظات التهديد كعامل فوق سياسي إلى هاجس تاريخي يجدده واقع اللحظة الحالية، وهو هاجس الإبادات. هذا الهاجس هو الذي يحدد خريطة تعريفات الدروز لأنفسهم ومعالم تجديد بنية هويتهم.
أسّس الدروز لأنفسهم خلال فترة الزعامة الجنبلاطية التي طبعت حضورهم الحديث والمعاصر في لبنان والمنطقة لوعي رافض لتعريف الدروز بوصفهم أقليات، كما أنهم لم ينجحوا في الآن نفسه في بلورة اندماج تام وناجح مع الأكثريات الغالبة في المنطقة، وخصوصا المكوّن العربي بوجهه سنيّ الملامح. فرض الواقع العددي على الدروز الابتعاد عن الركون إلى خطاب الأقليات نظرا لأن أيّ استثمار خارجي يمكن أن يستجرّه الدروز فيهم انطلاقا من هذا العنوان لم يحمل الكثير من الإغراء للأطراف المستثمرة، إضافة إلى أن الخطر الذي من الممكن أن يتسبب به للدروز كان خطرا عالي الكلفة. من هنا كان واقع رفض الدروز للمنطق الأقلوي الذي تعتمده جماعات ذات واقع قريب من واقع الدروز ينطلق من استحالة الاستفادة الواضحة منه قبل أن يكون قرارا أو خيارا سياسيا. كذلك انطوت فكرة الاندماج الكلّي في المحيط العربي على مخاطر فقدان الخصوصية والدور، وهو الواقع الذي تكرّس مع خروج الدروز من العداء للعروبة والقومية العربية بل تأييدهم ودعمهم للعروبة، والتأكيد عليها بوصفها مكوّنا أساسيا من مكوّنات هويتهم.
شكلت هذه العروبة أيام المرحلة الناصرية جملة من العناوين العريضة والكبرى، لم يكن الدروز قادرين على التأثير فيها، والحصول على دور خاص أو مميّز داخلها، لذا كانت مدخلا للتهميش الذي استكمل مع خضوع لبنان للعروبة بصيغتها البعثية والتي كان اغتيال الزعيم الدرزي التاريخي كمال جنبلاط عام 1977 مدخلا لإحكام سيطرتها على القرار اللبناني بشكل عام. كان كمال جنبلاط قد حاول عبر عنوان العروبة والتحالف مع المقاومة الفلسطينية ومحاربة الطغيان واليمين اللبناني الذي كان يمثل المارونية السياسية، أن يصنع دورا للدروز يتجاوز بكثير واقعهم الديمغرافي وواقع حضورهم العسكري الذي كان يتمثل في الحزب التقدمي الاشتراكي. هذا الدور كان ممنوعا بنظر العروبة الأسدية وذلك بغض النظر عن الشخص الذي يحاول القيام به، فالزعامة التي كانت البعثية الأسدية مستعدة للقبول بها والتعايش معها، هي تلك الزعامة التي لا تتجاوز في أقصى حدودها حدود طائفة الزعيم، حيث لا يمكن لأيّ شخصية أن تشكّل حالة وطنية عامة يمكن أن تكون منطلقا لدور أوسع يتصل بالمنطقة والعالم. هذا الدور الممتنع هو ما دفع بالعروبة الأسدية إلى اغتيال زعيمين لبنانيين تاريخيين كان أولهما كمال حنبلاط والآخر كان رفيق الحريري..

طارق أوبرو مغربي فرنسي أقام في أحزمة الفقر والسجون بحثا عن النور

طارق أوبرو مغربي
أوبرو يعتبر إماما مجتهدا زاوج العلم المادي بالنص الديني لإنقاذ الإسلام المعتدل وقاتل لأجل صورة ناصعة للإسلام كدين منفتح على كافة الثقافات والحضارات
استطاع إمام مسجد مدينة بوردو في فرنسا، أن يقتحم النص الفلسفي بعدما وسّع مداركه في الفكر الديني الإسلامي. ساهم في معالجة المشكل الاجتماعي للجالية المسلمة بفرنسا بالنص الديني، بعدما غلّب الفكرة المقاصدية، واعتبر أن النص الديني أشمل وأوسع من جدران المسجد أو سجادة المحراب ودرجات المنبر. فاقترب كثيرا من معاناة المهمشين والمساجين والمرضى من بني جلدته.
المفكر طارق أوبرو ابن مدينة تارودانت في المغرب رحل رفقة عائلته في العام 1979 إلى مدينة بوردو وهو في التاسعة عشرة من عمره. كان أبوه مديرا لمدرسة، وأمه أستاذة لمادة اللغة الفرنسية. تابع دراسته في كلية الطب ثم تحول لدراسة البيولوجيا فنال ديبلوما في الصيدلة الصناعية.
الدين والأخلاق والعلم
كان توقفه عاما كاملا عن دراسة الطب نتيجة تحولات وجدانية وشعور عميق جعله يمتحن تعاطفه وتديّنه لمدة تسع سنوات مع المهمشين والفئات الضعيفة. قال عن تلك الإرهاصات “غمرتني موجة عارمة من الإيمان والانفتاح الروحي لم أفهمها إطلاقا. ووجدت نفسي متشبثا بسلوك ديني قويّ والتزام أخلاقي شديد. ولم يكن لذلك أيّ علاقة بما كان يحدث للشبان الآخرين في مثل سني”.
كتابه «المهنة، إمام» الصادر في العام 2009 عبارة عن حوارات أجراها معه كل من سيدريك بايلوك وميخائيل بريفو. والكتاب كشف عن السيرة الذاتية لأوبرو والمسارات الفكرية والأكاديمية التي قطعها الإمام منذ سنوات الثمانيات من القرن العشرين، داخل مجتمع لائكي له حساسية خاصة لكل ما يمت بصلة للإسلام.
عن تجربته يروي أوبرو أنه، وقبل أن يتولى الإمامة في جامع بوردو الكبير، أمَّ المسلمين بالصلاة في الأقبية تحت الأرض، وفي مرائب السيارات. وأنه سكن رفقة زوجته في مساكن رفقة الجرذان والحشرات الزاحفة، من دون مراحيض ولا حمام حينا من الزمن، دون أن يتقاضى سوى أجر بسيط بالكاد كان يدبّر به حاجيات أسرته.
كان واعيا بالأدوار التي كان يقوم بها في توجيه ومشاركة أبناء الجالية المسلمة. فاعترف أن العلوم الإنسانية كانت المورد المهم في معالجة مشاكل هؤلاء الذين لن تفدهم فتاوى معيارية وقوالب جامدة.
يعتبر أوبرو إماما مجتهدا جمع بين العقلية العلمية المكتشفة والمنقّبة عن الحقيقة، وبين المتدين الذي كوّن نفسه بنفسه ونجح في ذلك إلى أبعد حد، وقاتل لأجل صورة ناصعة للإسلام كدين منفتح على كافة الثقافات والحضارات. لم يكتف بالنهل من منبع الفكر الإسلامي، بل كان حريصا على مزاوجة تكوينه بنصوص فلاسفة الفكر الحداثي. قارئ نهم ومتحدث مرن وواقعي منفتح.
لقد نجح إمام المسجد الكبير ببوردو، على ما يبدو، في مسعاه التوجيهي. وما كان له ذلك لولا إتقانه لغة تواصل حقيقية زاوجت بين ما هو ديني وعلمي. لقد استخدم البعد الإبستيمولوجي في الفيزياء المتعلقة بتغيرات المادة والمنهجية. فاستطاع بواسطتها نشل مغني الراب عبدالمالك، من ضياعه وأسلم عنانه للإسلام الصوفي..
يقول أوبرو في حق خطابات الأئمة إننا «ننتمي إلى جيل من المسلمين يلبس اليوم نظارات مقلوبة»، لأنهم في نظره لا يعيرون أيّ أهمية لإعادة النظر في بنائهم الروحي والأخلاقي والأكاديمي، ما يجعلهم في غفلة من التغيرات الطارئة على مجتمعاتهم، لأنهم مرتبطون أكثر بماضٍ يمدحونه بنوع من التفاهة.
وعيه الكبير وتوسعه في التأمل في قضايا المسلمين عامة والجالية بديار المهجر، قاداه إلى أن القرآن يعرض علينا قيما كونية مثل العدالة والمساواة واحترام كرامة الإنسان، وفي موازاة هذه القيم العليا نجد أن النصوص المقدسة (الحديث والسنة) قد عملت في الوقت نفسه على ترجمة القيم في أحكام حسب ما تسمح به حدود الثقافة والذهنيات في زمن تنزّل القرآن.
"العرب اللندنية"

شارك