أوباما يتملّق روحاني وخامنئي لحل قضايا المنطقة قبل انتهاء ولايته
السبت 23/أبريل/2016 - 08:07 م
طباعة

على الرُغم مما تحاول أمريكا تصديره لوسائل الإعلام أنها تعادي إيران وتعتبرها دولة داعمة وراعية للإرهاب، في محاولة منها إرضاء دول الخليج العربي، إلا أن ما تتكشف عنه الوثائق تفيد بفتح الأمريكان قنوات اتصال قوية مع طهران، إذ كشفت وسائل إعلام أمريكية وإيرانية أّن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وجه رسالتين سريتين أحدهما للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، والثانية للرئيس الإيراني حسن روحاني، طلب فيهما لقاء المرشد خامنئي، كما طلب التباحث مع الإيرانيين حول قضايا المنطقة قبل انتهاء ولايته.
ووقعت أمريكا والدول الست الكبرى اتفاقية مع طهران، حول برنامج إيران النووي، وزعمت أمريكا أن الاتفاق يمنع طهران من الحصول على التكنولوجيا النووية التي يمكنها من تصنيع قنبلة نووية، مقابل رفع أمريكا العقوبات الاقتصادية من على إيران، وقد سجلت دل الخليج اعتراضها على تلك الاتفاقية ومع ذلك أصرت أمريكا عليها.

موقع "واشنطن فري بيكون" الأمريكي ذكر أّن أوباما توجه برسالتين لحسن روحاني، وعلي خامنئي، لتوفير الأجواء المناسبة للقاء يمكن من خلاله العمل على حلّ الصراع في سوريا واليمن، ولفت الموقع المقرّب من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأميركية، إلى أنّ القادة الكبار في إيران لم يحددوا بعد موعداً لإجراء اللقاء بين أوباما وروحاني، بسبب الخلافات بين أطراف داخل النظام الإيراني على الموضوع.
وتدعم إيران بقوة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ما تسبب بشكل كبير في تعقيد الأمور ميدانياً، كما تدعم السعودية فصائل مسلحة في السورية، في محاولة منها إسقاط الأسد، كما يتصاعد نفوذ إيران في العراق، ولبنان واليمن عبر دعم جماعة الحوثيين.
وربط الموقع بين اللقاءات التي جمعت رئيس البنك المركزي الإيراني بوزير الخزانة الأمريكي مؤخراً، والتمهيد للقاء أوباما وروحاني، كما أشار إلى علاقة لقاء وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ونظيره الأمريكي، جون كيري، في نيويورك بالأمر، وقد امتنعت وزارة الخارجية الأمريكية عن الرد على الموقع، كما أكّد نائب وزير الخارجية جون كيربي رفضه التعليق على الموضوع.

من جهته نقل موقع "سحام نيوز" الإصلاحي الإيراني، عن مصادر مطلعة، إن رسالتي أوباما للمرشد والرئيس الإيراني أرسلتا في أواخر شهر مارس، وقد طلب الرئيس الأميركي التباحث حول القضايا الخلافية في منطقة الشرق الأوسط بالتعاون والمشاركة".
وبحسب الوكالة "جاء في رسالة أوباما للمرشد الإيراني بأنه يرغب بحل القضايا العالقة في سوريا والعراق واليمن بالتشاور مع الإيرانيين بالفرصة القليلة المتبقية قبل انتهاء ولايته، وأضافت الوكالة :"قال أوباما في رسالته، إنه لو وافق الإيرانيون على الطلب الأمريكي فإنه مستعد لعقد مؤتمر في هذا الخصوص يشارك فيه شخصيا ويلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني".

وبحسب المصادر الإيرانية، اجتمع روحاني بالمرشد الإيراني للتباحث حول فحوى الرسالتين، حيث قال روحاني في هذا اللقاء ردًا على سؤال خامنئي حول طلب الرئيس الأمريكي لعقد اللقاء بينهما، بأنه "يعتبر الأمر إيجابيًا ومن شأن هذا اللقاء أن يحل أزمات المنطقة بحضور إيران، كما سيزيد من تأثير إيران في حل الأزمات الإقليمية"، بحسب ما نقلت وكالة "سحام نيوز".
وأكد روحاني في هذا اللقاء، بأنه "لن يقدم على خطوة دون التنسيق مع المرشد الأعلى وسيرفع تقارير لحظة بلحظة حول أي تحرك بهذا الخصوص". وقال المصدر إن "خامنئي عبر عن سروره ورضاه من إجابات روحاني".
ويرى مراقبون أن الحملات الأخيرة لخامنئي على الغرب والولايات المتحدة كانت في سياق التغطية على ما تقوم به حكومة روحاني من عملية تطبيع مع الغرب والولايات المتحدة، حيث تجري هذه العملية بمباركة المرشد الأعلى نفسه ضمن استراتيجيته الجديدة التي أسماها "المرونة البطولية" والتي تكللت أولى نتائجها بالنجاح في الاتفاق النووي المبرم مع دول 5+1 في يونيو الماضي.