المملكة السعودية.. سجل حافل بمواجهات الإرهاب الداعشي
الثلاثاء 10/مايو/2016 - 05:17 م
طباعة

تواصل المملكة العربية السعودية التصدي لظاهرة تنامي داعش بين شبابها من خلال العديد من الإجراءات، على رأسها الأحكام القضائية الرادعة والمداهمة والقضاء على المتورطين في الأعمال الإرهابية .

قضائيًّا عاقبت المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة في الرياض شقيقين، أحدهما غادر إلى سوريا وانضم إلى داعش والآخر تستر على سفر شقيقه، وقضت بسجن الأول مدة سبع سنوات وسجن الثاني سنة وثلاثة أشهر بعد أن ثبت لدى المحكمة إدانة الأول بالافتيات على ولي الأمر من خلال سفره إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر هناك دون إذنه، والتحاقه بإحدى الجماعات المقاتلة هناك وتدربه في معسكراتها على الرماية بالأسلحة واشتراكه في القتال معها ثم انضمامه لتنظيم داعش الإرهابي ومشاركته في القتال معه وشروعه في القيام بعملية انتحارية في سوريا، وقررت المحكمة منعه من السفر خارج البلاد مدة مماثلة لعقوبة السجن عقب اكتساب الحكم القطعية وخروجه من السجن.
أما الثاني، فقد ثبت لدى المحكمة إدانته بعلمه بسفر شقيقه والمدعى عليه الأول إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر هناك وعدم إبلاغه الجهات الأمنية عنهما وتواصله مع المدعى عليه الأول أثناء وجود الأخير في سوريا، وقررت المحكمة تعزيره على ذلك بسجنه مدة سنة وثلاثة أشهر تحتسب من مدة إيقافه على ذمة هذه القضية ومنعه من السفر خارج البلاد مدة مماثلة لعقوبة السجن تبدأ بعد اكتساب الحكم القطعي وتمكنت الجهات الأمنية في الطائف من قتل المطلوب الأمني محمد حزام المالكي، الاثنين (9 مايو 2016)، بعد أن كان متحصنًا في جبل عمد بمركز ثقيف.

يشار إلى أن قوات خاصة حاصرت موقع "المالكي"، وأحكمت قبضتها عليه حتى وصلت إليه وقتلته، بعد أن بادرها بوابل من النيران، لترد القوات بالمثل، وتواصل القوات تمشيط الموقع وتداول مغردون على تويتر، الاثنين (9 مايو 2016)، مجموعة صور ترصد محاصرة رجال الأمن إرهابيي مخفر بني مالك، ومطاردتهما بجبال ثقيف جنوب الطائف، خلال عملية أمنية موسعة لمواجهة ظاهرة انتشار أفكار داعش بين الشباب السعوديين.
وعلى مستوى الملاحقات كانت قوات الشرطة بالطائف قد وجهت ضربة استباقية جديدة للإرهاب، أمس الأحد، بكشفها عن منزلين داخل وادي النمل وحي نخب، حولهما دواعش لتصنيع مواد متفجرة كانت على وشك الاستخدام؛ حيث تم تطويق المنزلين وتفكيك ما بداخلهما من متفجرات وأسلاك تشريك بكميات متفاوتة، فيما أعلنت الجهات الأمنية في الطائف مقتل المطلوب محمد حزام المالكي، إثر تبادل لإطلاق النار خلال تحصنه بجبل على مدى يومين وكان المطلوب المالكي متحصناً في جبل عمد بمركز ثقيف، جنوب الطائف، وذلك بعد إطلاقه النار على شرطة القريع وحداد بني مالك وعلى نقطة تفتيش أمنية.
وكشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه "إلحاقاً للبيان المعلن بشأن إحباط الشهيد العريف سعيد دهيبش عيضة الحارثي محاولة تنفيذ عمل إرهابي بمخفر شرطة حداد ببني مالك بمحافظة الطائف، ولجوء المتورطين في المحاولة الفاشلة خلال مطاردتهم إلى إحدى المناطق السكنية الجبلية بقرية ثقيف؛ حيث تمت محاصرتهم وتمشيط المنطقة بحثاً عنهم بمساعدة سكان المنطقة، فقد تم رصد وجود أحدهم متحصناً بموقع في جبل "خو الغراب" ببني مالك بمحافظة الطائف، وبعد توجيه النداءات إليه لتسليم نفسه، لم يستجب وبادر بإطلاق النار من سلاح رشاش، ما اقتضى تشديد محاصرته وتضييق الخناق عليه وتأمين سلامة سكان المنطقة قبل أن يتم تبادل إطلاق النار معه ومقتله صباح أمس الاثنين.

واتضح أنه المواطن محمد حزام خضر العصماني المالكي، الذي سبق أن قام بنشر لقطة فيديو مهدداً فيها رجال الأمن، كما أكدت التحقيقات الأمنية تورطه أيضاً في جريمة استهداف أحد منسوبي مركز شرطة القريع بمحافظة الطائف وكيل الرقيب خلف لافي قليل الحارثي، وهو يؤدي مهامه في المركز، ما نتج عنه استشهاده، ولا يزال الحادث محل المتابعة الأمنية وقد أبدى المواطنون خلال مباشرة الجهات الأمنية مهامها في الموقع تفاعلاً كبيراً غير مستغرب بما أظهروه من تعاون ومساندة في البحث عن المتورطين في المحاولة الإرهابية الفاشلة، وتجاوبهم باتباع تعليمات رجال الأمن لوقايتهم من إطلاق النار العشوائي".
وتعد هذه المواجهات امتدادًا لما تقوم به السلطات السعودية من حملة أمنية كبيرة كشفت خلالها عن خلايا نائمة لتنظيم داعش، بعدما ما أعلن عن مقتل شرطي سعودي في تبادل لإطلاق النار خلال إحباط هجوم كان يستهدف مركزًا للشرطة في محافظة الطائف. وجاء هذا الحادث الأمني الثالث من نوعه خلال أقل من أربعة أيام، ليؤشّر حسب مراقبين، إلى محاولة تصعيد الجماعات المتشدّدة لاستهداف المملكة التي أعلنت عن تدشين مرحلة تحولات كبرى اقتصادية واجتماعية نحو مزيد من الانفتاح ومواكبة العصر، استنادًا إلى أفكار الجيل الجديد الذي بدأ يأخذ مكانه في قيادة البلاد.

وخلال السنوات القليلة الماضية ارتبط اسم تنظيم داعش المتشدّد بعدد من العمليات الدموية في السعودية في محاولة من التنظيم تركيز أقدامه في المملكة عبر استغلال ارتفاع منسوب التدين في مجتمعها؛ حيث وربط مختصون في الشئون الأمنية تواتر الأحداث الأمنية خلال الأيام الماضية بحملة شديدة على تنظيم داعش أدت إلى انكشاف خلاياه النائمة ودفعتها إلى الخروج من مكامنها وجرّتها إلى مواجهة في أزمنة وأماكن لا ترغبها.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السعودية يوم الأحد 8-5-2016م عن المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية قوله إنّه جرى «إحباط محاولة تنفيذ عمل إرهابي بمخفر شرطة حداد ببني مالك بمحافظة الطائف، حيث رصد رجال الأمن المناوبين بالمخفر محاولة شخصين التسلل إلى مواقف سيارات الشرطة الملحق بالمخفر، وذلك عند الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة السبت 7-5-2016م إلا أن الشخصين بعد أن شعرا برصدهما من قبل القوات الأمنية بادرا بإطلاق النار من سلاح رشاش والفرار بعد تبادل إطلاق النار معهما من الموقع على سيارة كانت بانتظارهما، وبمطاردتهما وإعطاب سيارتهما ترجلا منها ولجآ إلى إحدى المناطق السكنية الجبلية".
وتكررت مؤخرًا الحوادث بين قوات الأمن ومسلحين في السعودية؛ فقد قتل الجمعة 6-5-2016م شرطي بإطلاق النار عليه في منطقة مكة.
وجاء ذلك

غداة إعلان السلطات تفكيك خلية إرهابية في مكة ومقتل أربعة من أفرادها خلال مداهمة قوات الأمن لوكر يستخدمونه. وقتل اثنان من أفراد الخلية في تبادل إطلاق النار مع القوة المداهمة، في حين قام الآخران بتفجير نفسيهما. وأكدت وزارة الداخلية في حينه توقيف اثنين يشتبه بارتباطهما بهذه الخلية، في وقت لاحق في منطقة جدة. وأشارت إلى أن القتلى الأربعة بينهم مطلوبون بتفجير مساجد واستهداف مصلين شيعة في المنطقة الشرقية من المملكة.
مما سبق نستطيع التأكيد على ان المملكة العربية السعودية تعمل على مواجهة الإرهاب الداعشي والجهادي بالمزيد من الضربات الاستباقية من خلال إحباط محاولات الإرهابيين للتسلل داخل البلاد، ومواجهة من ينجح منهم في ذلك في القضاء على مخططه قبل تنفيذه.