قررت اللجنة الإدارية العليا المسئولة عن إدارة أنشطة الجماعة داخل مصر إحالة أحمد عاصم المسئول عن ملف الخطاب الإعلامي إلى التحقيق وإيقافه بسبب البيان الصادر عنه، والذي أعلن فيه إدانة الجماعة للهجوم الإرهابى الذي استهدف عدد من ضباط وأفراد الأمن في حلوان.

وكشفت مصادر مطلعة من داخل الجماعة إلى أن البيان الصادر عن عاصم أثار غضب عدد كبير من كوادر الجماعة من بينهم بلال محمد بديع نجل المرشد العام للجماعة وعدد من قيادات الجماعة المتواجدين بالخارج.

كان أحمد عاصم المتحدث الإعلامي باسم الجماعة التابع لجبهة محمود عزت أصدر بيان إدانة وصف فيه ضباط وأفراد الشرطة الذين استشهدوا في حادث حلوان بالشهداء. 

أفادت مصادر طبية وشهود عيان في شمال سيناء بأن عبوة ناسفة زرعها مجهولون على جانب الطريق الدولي الساحلي المار بمدينة العريش، انفجرت بآلية أمنية، ما أدى إلى جرح اثنين من طاقمها ومدني.

وأشار شهود إلى أن قوات الأمن «أطلقت نيراناً كثيفة من مختلف التمركزات الأمنية القريبة من مكان الانفجار الذي خلف أضراراً مادية في البنايات القريبة منه».

من جهة أخرى، رحبت القاهرة بقرار وزارة النقل الألمانية رفع الحظر المفروض منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على شحن الحقائب مع الركاب على متن رحلات الطيران السياحي الألماني من مطار شرم الشيخ وإليه.

وكانت السلطات الألمانية فرضت الحظر في أعقاب تبني تنظيم «داعش» تفجير طائرة ركاب روسية فوق سيناء باستغلال «ثغرة أمنية» في مطار شرم الشيخ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 من الركاب وطاقم الطائرة.

وأجلت روسيا وبريطانيا في أعقاب الانفجار آلاف السياح من منتجع شرم الشيخ وعلقتا حركة الطيران، ما كبد مصر خسائر ضخمة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إن «سلطة الطيران المدني الألمانية أخطرت شركات الطيران الألمانية كافة برفع الحظر بصورة رسمية تمهيداً لاستئناف رحلاتها في شكل طبيعي إلى مطار شرم الشيخ». وأضافت أن «القرار الألماني الإيجابي جاء تكليلاً لجهود السفارة المصرية في برلين على مدى ستة شهور».

واعتبر السفير المصري في برلين بدر عبدالعاطي أن القرار الألماني «رسالة رمزية قوية تعكس التزام مصر الكامل بالمعايير الدولية الخاصة بتأمين المطارات، وبصفة خاصة مطار شرم الشيخ، إذ جاء هذا القرار تنفيذاً للتوصية التي رفعها الوفد الأمني الألماني بعد زيارته الثالثة لمطار شرم الشيخ في آذار (مارس) الماضي، كما يعكس هذا القرار حرصاً ألمانياً على دفع التعاون القائم بين البلدين في مجال تأمين المطارات، وفتح الطريق أمام استعادة عافية القطاع السياحي في شرم الشيخ والسياحة المصرية عموماً». 

قال سامح عيد الإخوانى المنشق عن جماعة الإخوان، إنه ليس هناك فرق بين الجماعة الإسلامية والإخوان، فيما يتعلق بالمرجعات الفكرية، لافتا إلى أن الأفكار كلها تأتى من منبع واحد، من جمال الدين الأفغاني، ورشيد رضا وصولا لحسن البنا، والمتمثلة في أن الخلافة سقطت، وأصبحنا بحاجة إلى خلافة إسلامية جديدة.

وأضاف عيد في تصريح لـ"فيتو"، أن الأفكار تقوم على رد الحدود والتوسع الإمبراطوري لعودة الدولة الإسلامية الكبرى من تركيا إلى أقصى الغرب الأفريقي، كما تقوم هذه الجماعات على فكرة، أن تأسيس مشروع رسالة الإسلام لم يكتمل، ولا بد أن يصل للعالم كله، فضلا عن السيطرة الاقتصادية والاجتماعية على دول العالم بأكمله.

وتابع: المشروع يحوى الكثير من العنف لإقامة دولة إسلامية، تحكم باسم الله، ثم التوسع بشكل عسكري، ويتولى الولاية مجموعة من الكهنة يتحدثون بأمر الله، كآيات الله في إيران، ويوكل إليهم أمر الحكم باسم الله، فلا تبادل للسلطة ولا تنوع سياسي، فضلا عن الاعتداء على الدول المجاورة، وحرب مستمرة لا تنتهى، ودماء كثيرة وكثيفة، مختتما: مشروعهم عنف بكامل أرجائه.

أكدت مصادر مطلعة، أن نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار تامر الفرجانى المحامى العام الأول للنيابة، انتهت من التحقيقات مع أكثر من 100 شخص متهمين بالانضمام لتنظيم داعش الإرهابى، واعتناق الأفكار التكفيرية التى تقوم على تكفير الحاكم، والانضمام إلى جماعة إرهابية تأسست على خلاف أحكام القانون والدستور، وحيازة أسلحة ومفرقعات، واستهداف قوات الأمن، وحيازة أسلحة ومفرقعات. وقالت المصادر لـ"اليوم السابع"، أن النيابة تعمل على إنهاء ملف القضية، بإعداد قائمة الاتهامات بأمر الإحالة، وقائمة أسماء المتهمين المحبوسين والهاربين المطلبوين ضبطهم وإحضارهم على ذمة التحقيقات، تمهيداً للعرض على النائب العام واتخاذ الإجراءات القانونية بإحالتهم للمحاكمة الجنائية أمام المحكمة المختصة، وذلك خلال الفترة المقبلة. وواجهت النيابة المتهمين خلال التحقيقات بمحضر التحريات الذى ذكر أن المتهمين اعتنقوا أفكارا تكفر الحاكم ومجلس النواب وتوجب محاربته، وذلك لأنهم أقسموا على الولاء للدستور والقانون الوضعى، وأن هذه الأفكار تدعو لقتال ضباط الجيش والشرطة، واعترف عدد من المتهمين فى تحقيقات النيابة بالانضمام إلى تنظيم داعش، واعتناقهم الأفكار التكفيرية والاشتراك فى تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية فى سيناء. 

أعلن محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، استقالته من كل التشكيلات الإدارية بالجماعة، وعدم ترشحه لأى موقع تنفيذى مستقبلاً، داعياً جميع قيادات الإخوان إلى اتخاذ إجراء مشابه، وطالب بدعم انتخاب قيادات شابة جديدة، استجابة لدعوة رموز إخوانية بضرورة تراجع الطرفين خطوة للوراء تمهيداً للتقارب فى وجهات النظر.

وقال «كمال»، رئيس ما يسمى اللجنة الإدارية التى تشكلت فى فبراير ٢٠١٤، فى تسجيل صوتى، أمس الأول: «لم أكن حريصاً على منصب فى يوم من الأيام، ولكننى أردت الدفاع عن مؤسسية القرار داخل الجماعة، وتصحيح أوضاع خاطئة وممارسات أضرت بالجماعة وسمعتها».

وطالب اللجنة الإدارية العليا، التى تمثل القيادة الشبابية، بـ«إعفائه من منصبه الحالى»، وأعلن عدم التقدم لأى منصب فى الإدارة القادمة للجماعة، داعياً من سماهم قيادات المراحل السابقة، فى إشارة للحرس القديم بقيادة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، أن يسلموا راية القيادة لشباب الجماعة.

وشدد على أن كل المبادرات التى طُرحت لحل الأزمة الداخلية بالجماعة اجتمعت على ضرورة تقديم الشباب للقيادة، وتراجع القيادات السابقة خطوة للوراء حتى تستمر الجماعة شابة وثائرة.

واختتم رسالته بمطالبة أعضاء الجماعة بعدم الالتفاف حول الأشخاص، قائلاً: «أدعوكم للالتفاف حول المبادئ وليس الأشخاص، فعجلة الإصلاح بدأت فى الدوران».

أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارين جمهوريين برقمي 192 و193 لسنة 2016 بإحالة 44 قاضياً إلى المعاش، بناء على حكمي مجلس التأديب الأعلى الصادرين في 21 و28 مارس الماضي في القضيتين المعروفتين إعلاميا بـ"قضاة من أجل مصر" و"قضاة بيان رابعة".

وقرر السيسي تعيين المستشار الدكتور عبدالعزيز محمد شبل سالمان نائبا لرئيس المحكمة الدستورية العليا.

والقضاة المحالون للمعاش في قضية "قضاة من أجل مصر" 13 وهم محمد ناجي دربالة نائب رئيس محكمة النقض، ومحمد عبدالحميد حمدي القاضي باستئناف المنصورة، ومحمد الأحمدي مسعود الرئيس بمحكمة قنا الابتدائية، وحاتم مصطفى إسماعيل القاضي بمحكمة استئناف القاهرة، وأحمد منير خطيب القاضي بمحكمة استئناف القاهرة، وأسامة عبدالرؤوف يوسف القاضي باستئناف الإسكندرية، ومحمد وائل فاروق الرئيس باستئناف طنطا، وعلاء الدين مرزوق القاضي باستئناف القاهرة، ومحمد عوض عيسى الرئيس باستئناف طنطا، وبهاء طه حلمي الرئيس باستئناف القاهرة، ونورالدين يوسف عبدالقادر الرئيس باستئناف القاهرة، وهشام حمدي اللبان الرئيس بمحكمة قنا الابتدائية.

والقضاة المحالون للمعاش في قضية "بيان رابعة" 31 وهم: السيد عبدالحكيم السيد نائب رئيس محكمة النقض، ومحسن فضلي منصور نائب رئيس محكمة النقض، ومحمود محمد محيي الدين نائب رئيس النقض، ويوسف سيد مرسي الرئيس باستئناف القاهرة، وحسن عبدالمغني عبدالجواد الرئيس باستئناف أسيوط، ومصطفى أنور موسى الرئيس باستئناف القاهرة، وحسن ياسين الرئيس باستئناف القاهرة، وأسامة ربيع الرئيس باستئناف القاهرة، وضياء حسنين الرئيس باستئناف القاهرة، وأحمد صابر الرئيس باستئناف القاهرة.

كما تضمنت القائمة محمد عبداللطيف الخولي الرئيس باستئناف القاهرة، وأمير السيد عوض القاضي باستئناف الإسكندرية، وبهاء الدين عبدالغني الرئيس باستئناف القاهرة، وياسر محمد محيي الدين الرئيس بمحكمة دكرنس الابتدائية، وعلاء الدين الحداد الرئيس بمحكمة أسيوط الابتدائية، وأحمد محمد كساب الرئيس بمحكمة كفر الشيخ الابتدائية، وإسلام محمد سامي علم الدين الرئيس بمحكمة سوهاج الابتدائية، ومحمد أبوبكر عبدالظاهر الرئيس بمحكمة كفر الشيخ الابتدائية، وصفوت حفظي الرئيس بمحكمة أسيوط الابتدائية، وحمدي وفيق زين الدين الرئيس بمحكمة قنا الابتدائية.

وشمل القرار أيضا حسام الدين مكاوي الرئيس بمحكمة الأقصر الابتدائية، ومحمد عزمي الطنبولي الرئيس بمحكمة إيتاي البارود الابتدائية، وخالد فودة الرئيس بمحكمة قنا الابتدائية، وهاني صلاح عبدالواحد الرئيس بمحكمة أسيوط الابتدائية، ومحمد أنور متولي الرئيس بمحكمة أسيوط الابتدائية، والسيد عباس عبدالدايم الرئيس بمحكمة كفر الشيخ الابتدائية، وعمرو شهير درويش الرئيس بمحكمة سوهاج الابتدائية.

ومحمد أحمد سليمان الرئيس بمحكمة سوهاج الابتدائية، ومحمد وفيق زين الدين الرئيس بمحكمة سوهاج الابتدائية، وعمر عبدالعزيز أحمد الرئيس بمحكمة سوهاج الابتدائية، وسامح أمين جبريل القاضي بمحكمة أسيوط الابتدائية.

كشفت مصادر قضائية بنيابة أمن الدولة العليا، أن عناصر بتنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى أدلوا باعترافات خطيرة أمام المستشار تامر الفرجاني، المحامي العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا، كاشفين عن محاولتهم اغتيال السفير السعودى بالقاهرة أحمد القطان، عن طريق سيارة مفخخة كانت أسفل كوبرى فيصل بالجيزة، والمستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق، عن طريق سيارة مفخخة كانت أسفل مطلع كوبرى ميدان لبنان فى اتجاه مدينة ٦ أكتوبر، وتم إحباط العمليتين.

وقال أحد المتهمين، فى اعترافاته أمام النيابة، إنه عقب عودته من سوريا انضم إلى جماعة أنصار بيت المقدس بهدف «إعادة الخلافة الإسلامية، وتطبيق شرع الله»، مشيرا إلى أن قيادات التنظيم كلفوه ببعض الأعمال منها مراقبة ورصد تجمعات الشرطة والقوات المسلحة المتواجدة بمحيط قصر الاتحادية بقصد قتلهم، وأنه حضر بعض اللقاءات والدروس لأصحاب «الفكر الجهادي» بأحد مساجد مدينة نصر.

وأشار المتهمون إلى أنهم اتفقوا على تكوين إمارة الجماعة خارج سيناء ومدن القناة، وتجنيد واستقطاب عناصر للجماعة من معتنقى ذات الأفكار والبدء فى تكوين خلايا من تلك العناصر، بعد إجراء فترة اختبار لهم للوقوف على مدى التزام كل منهم بالبرنامج المعد لذلك، ومدى سمعه وطاعته فى تنفيذ الأوامر والتكليفات التى تصدر له من مسئوله المباشر من بين ثلاثتهم، وتم تكوين خلايا جغرافية فى عدة محافظات وفق محال إقامة أعضائها وأخرى متخصصة فى مجالات وأنشطة معينة تمهيدًا لتنفيذ عمليات الجماعة العدائية.

قال الشيخ عوض الحطاب القيادى المنشق عن الجماعة الإسلامية، إن نظام العقاب الجماعى الذي يطبقه تنظيم داعش ضد أنصاره سيكون أحد عوامل الانهيار السريع للتنظيم نظرا لأن كل جماعة لها مقومات نجاح وبقاء ومقومات فشل وفناء، ومن عوامل انهيار وفناء داعش هو العقاب الجماعى الذي يمارسه ضد أنصاره ما يؤدى إلى انفلات الجميع ومراجعة نفسه في الانتماء للتنظيم.

أكد الحطاب، في تصريح لـ"فيتو"، على أن أسلوب العقاب الجماعى من الممكن أن يكون نتيجة معرفة هؤلاء حقيقة التنظيم وانتمائة للغرب فيحاولون الخروج منه أو مناقشتهم فكريا وإثبات خطأ منهجهم الفكرى فيكون العقاب، حتى يضمنوا عدم افشاء الاسرار أو كشف حقيقتهم.

قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن خناقة الإخوان حول إدانة حادث حلوان الإرهابى، هو لرفض بعض القيادات إدانة نكاية أصابت ما تعتبره عدوا لها وهو الشرطة المصرية، من هنا كان رفض قطاعات واسعة من الإخوان لإدانة قتل الشرطة في حلوان رفضا لما اعتبر نكاية في الشرطة ما كان يجب أن يعلن المتحدث الإعلامى للإخوان عن إدانتها . وأضاف حبيب فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن الإخراج السياسى للإعلان عن الإدانة لمقتل شرطة حلوان أدي لانقسام داخل الجماعة بين من يرون محاولة تلمس سبيل للتفاهم مع الدولة وهم القيادات القديمة وبين جيل الشباب وقياداته الجديدة الذين يهاجمون النظام السياسي وشرطته وهو ما تسبب فى الأزمة الأخيرة. وكانت جماعة الإخوان شهدت خلاف كبير بعد إدانة أحمد عاصم المتحدث الرسمى للجماعة، حادث حلوان الإرهابى، مما دفع الجماعة لإصدار بيان تتراجع فيه عن الإدانة. 

قالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إن مصر دعت شركة «مايكروسوفت» إلى تقديم المشورة ومساعدة الحكومات لمواجهة التطرف، فى إطار رئاسة مصر لمجلس الأمن لهذا الشهر.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن هذه الفرصة النادرة تضع شركة البرمجيات الأكثر شهرة فى العالم فى ورطة بشأن كيفية تجنب دعم مصر، التى تتخذ إجراءات قاسية ضد وسائل الإعلام الاجتماعى والتضييق على حرية التعبير بحق الصحافة والفنانين والأدباء الذين انتقدوا السلطة.

وعقد مجلس الأمن جلسة نقاش، أمس، تحت عنوان «مواجهة خطاب الإرهاب»، لاستكشاف سبل مواجهة «داعش» وغيره من الجماعات المتطرفة، وفقاً لورقة تفاهم سرية، صاغتها مصر وحصلت عليها المجلة، التى كشفت سعى مصر لتبنى مجلس الأمن بياناً يسلط الضوء على حاجة الحكومات إلى وضع «استراتيجية دولية شاملة لمكافحة أفكار وأيديولوجيات الجماعات الإرهابية، مع التركيز بشكل خاص على (داعش)».

ونقلت «المجلة» عن مسؤول فى الأمم المتحدة قوله: «إن مصر تستغل لغة مواجهة الإرهاب المسلح لسجن من يتظاهر، بمن فيهم الصحفيون الذين يغطون تلك المظاهرات». ولفتت إلى أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق، حيث تمت صياغة البيان المصرى دون الاعتراف بالحاجة لمنظمات المجتمع المدنى بجانب شركات التكنولوجيا العملاقة، للعمل سوياً مع الحكومات لمواجهة جهود المتطرفين فى تجنيد أتباعهم.

تحايلت جماعة الإخوان على شعوب المنطقة وعلى عقول أفرادها وأنتجت أيديولوجية تجيد العمل فى الخفاء بدلا من العلن، والتفجير بدلا من الحوار، والتلقين بدلا من التثقيف، والعمل لصالحها بدلا من صالح الشعب، والتكفير بدلا من القبول، والقتل بدلا من العمل الإيجابى، واللجوء إلى الأعمال الإجرامية بديلا من الحل السلمى للقضية الدائرة الآن فى مصر وعدة بلدان عربية لا تزال تكافح نيران وقنابل وبارود الإرهاب.. هكذا لخصت الكاتبة أليسون بارجتر المحللة المتخصصة فى سياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى معهد الخدمات المتحدة الملكى لدراسات الدفاع والأمن فى بريطانيا رأيها فى جماعة الإخوان الإرهابية. 

رأى الباحثة البريطانية فى الجماعة تناولته بالتفصيل فى كتابها «العودة إلى الظل: صعود وسقوط جماعة الإخوان» الذى يصدر فى أواخر العام الجارى، ويقع فى ٣٢٠ صفحة، لدار النشر ساكى بوكس، وتناولت فيه صعود الإخوان المسلمين وسقوطها، واستنادا إلى بحوث مستفيضة ومقابلات حصرية مع أعضاء كبار فى جماعة الإخوان فى مصر وليبيا وحركة النهضة فى تونس، حيث رأت الكاتبة أن سقوط الإخوان بعد صعودها فى ثورات الربيع العربى ينذر بعواقب خطيرة.

فى الكتاب الذى يعد أحد أهم ثلاث كتب تتناول الشأن الإخوانى ونتحدث عنها تفصيلا، تشرح الكاتبة كيفية انهيار مشروع الإسلام السياسى الذى لم يقدم حلا مناسبا للحياة العصرية، ولم تكن أفكاره ملائمة للتطور الزمنى، ولم يهيئ مناخا آمنا لدول الشرق الأوسط لكى تمارس حياة سياسية وفكرية بلا إرهاب أو ضغوط دينية تجعل أى مواطن غير آمن.

صراع الإخوان وحزب الله على السلطة

من زاوية مختلفة يتناول الكتاب الثانى بالشرح طبيعة العلاقة بين تنظيم الإخوان فى مصر وحزب الله الشيعى فى لبنان، ويأتى تحت عنوان «الإسلام السياسى فى مصر ولبنان: صراع الإخوان وحزب الله على السلطة»، وهو للكاتبة الألمانية إيفا دينجل أستاذة العلوم السياسية فى جامعة برلين، ومن المقرر طرحه فى أواخر ٢٠١٦.

تعدد المؤلفة فى الكتاب الصادر عن دار النشر البريطانية «أى بى توريس»، أوجه التشابه بين الجماعة وحزب الله رغم فتور العلاقة فى الوقت الحالى وضعف التنسيق بينهما، وتنوه إلى توقف اللقاءات الثنائية أو المشتركة بين قيادة الحزب وقيادات الإخوان، سواء فى مصر أو خارجه.

وتقارن المؤلفة بين العلاقة الحالية بين الإخوان والعلاقات التى وصفتها بأنها على أعلى مستوى بين قيادة حركة حماس وقيادة حزب الله، ورأت الكاتبة أن أيديولوجية حزب الله الشيعى وجماعة الإخوان السنية واحدة، وقد تأثر حزب الله بشكل كبير بفكر الإخوان، كما امتدت العلاقة إلى القيادات الإيرانية، حيث تولى مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله على خامنئى ترجمة كتب الإخوان للفارسية، كما حصل تعاون كبير بين رجل الدين الإيرانى نواب صفوى وقيادات الإخوان فى مصر وسوريا عند وصولهم لسدة الحكم فى مصر، إضافة لتبنى القيادات الشيعية لقضية مرشد الإخوان سيد قطب خلال أزمته مع الزعيم المصرى جمال عبدالناصر وقبل تنفيذ القرار بإعدامه.

تشريح التنظيم السرى للإخوان

يتناول الكتاب الثالث الذى صدر أوائل العام الجارى تحت عنوان «الإخوان المسلمين: الربيع العربى ووجهها المستقبلي»، فكرة نجاح الجماعة فى ضرب جذورها وبقوة فى الشرق الأوسط حتى نمت داخل كل حركة محلية وعالمية، ومحاولاتها المستميتة لاغتنام الفرص من أجل الوصول إلى السلطة، وترى الكاتبة الأمريكية بيفرلى ميلتون إدواردز الأستاذة فى كلية العلوم السياسية، قسم الدراسات الدولية والفلسفة فى جامعة كوينز فى بلفاست فى كتابها المكون من ٢٤٤ صفحة لدار النشر «روتليدج» أنه رغم ترويج الإخوان لكونها جماعة معتدلة إلا أنها واجهة للتهديد الإرهابى، وأن تأثيرها فى سياسات الشرق الأوسط لا يزال غامضا حتى بعد سقوطها والكتاب يقدم رؤية عميقة من داخل الجماعة.

وتناولت أبواب الكتاب السياسات داخل الحركة منذ تأسيسها فى مصر فى عام ١٩٢٨، فضلا عن المستقبل المحتمل لجماعة الإخوان وتشبثها من جديد بأيديولوجية الإسلام السياسى، وقامت الكاتبة بعمل لقاءات متعددة مع الباحثين وصانعى السياسات التى تركز على دورها فى الشرق الأوسط. حاولت المؤلفة التوغل فى التنظيم السرى للجماعة، مشيرة إلى أنه يتكون من مجموعات، كل منها تضم ٥ أفراد، ويتم التدريب على السلاح فى المناطق الصحراوية فى أماكن عديدة داخل الدولة، وحول كيفية اختيار الأعضاء وتجنيدهم.

ووفقا للكتاب، فإن الجماعة ستحاول الصعود مرة أخرى إلى الحياة السياسية فى تلك البلدان بوجه جديد ربما يشبه وجه الحمل التى ارتدته فى الماضى لتحقيق انتصار جديد عن طريق كسب دعم شعبى.

قال مختار نوح القيادى السابق بجماعة الإخوان، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن ما يمارسه تنظيم داعش الإرهابى ضد أنصاره من عقاب جماعى يعود إلى قناعة التنظيم، بأن انهياره وارد في أي لحظة وأن مستقبله إلى زوال بدليل أن هناك تنظيمات قامت على نفس الفكر مثل جماعة التكفير والهجرة وغيرها وانتهت سريعا.

أكد نوح، في تصريح لـ"فيتو"، أن تنظيم داعش غير مؤسس على طبيعة اجتماعية أو آلية لتداول السلطة، وبالتالى انهياره قريب جدا وما يمارسه ضد أنصاره يجعل الشباب يمتنع عن الانضمام إليه، وبالتالى افتقاده للتأييد، الأمر الذي يعنى بداية الانهيار خاصة وأن هذه التنظيمات عمرها الافتراضى لا يزيد عن 30 عاما.