بعد تحرير "منبج" من يد "داعش".. تعرف على أهمية المدينة السورية
السبت 13/أغسطس/2016 - 09:52 م
طباعة
في الوقت الذي أعلنت فيه ميليشا "سوريا الديمقراطية" الذي يغلب على عناصرها أكراد، سيطرتها على مدينة منبج شمال سوريا بالكامل، وأنها تمكنت من إخراج 6000 مدني إثر اشتباكات مع مسلحي تنظيم "داعش"، برزت الحديث عن أهمية المدينة التي تقع في ريف حلب، وقالت تقارير إن قوات سوريا الديمقراطية أو ما تعرف بـ"قسد" اختصارا، أطبقت حصارها على المدينة في ريف حلب (شمال البلاد) بعد غارات كثيفة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع تنظيم الدولة في المدينة ومحيطها.
واختلفت الروايات حول أرقام المحاصرين في المدينة، فالنظام السوري يروّج بأن المحاصرين عددهم 10 آلاف فقط، في حين أكدت تقارير أن نحو مئة ألف شخص باتوا محاصرين الآن داخل منبج، وذهب ناشطون إلى أن أعدادهم تجاوزت الـ50 ألفا.
ومدينة منبج يكمن أهميتها الاستراتيجية، في أنها تُعد قاعدة مهمة لاستقبال وتصدير مقاتلي تنظيم "داعش"، وأن عدد المقاتلين الأجانب في التنظيم بلغ سبعة آلاف شخص، دخل أغلبهم عبر هذه المدينة القريبة على الحدود الشمالية لسوريا.
ويمكن حصر أهمية المدينة في نقاط عدة:
1 – المدينة تقع في طريق استراتيجي يربط بين معقل تنظيم الدولة في الرقة وقلب أوروبا.
2 – المدينة تعتبر طريق إمداد رئيس لتنظيم الدولة ومن أبرز معاقلها في سوريا.
3 – المدينة تعتبر قاعدة لاستقبال المقاتلين الأجانب للتنظيم وتدريبهم وتصديرهم للخارج.
4 - موقعها الجغرافي الحساس القريب من الحدود الشمالية مع تركيا، ما كان يُسهل للتنظيم التصرف في المواد البترولية التي يتم استخراجها من الأبار التي يُسيطر عليها التنظيم.
5 - الاهتمام الأمريكي بها ودعمها لقوات سوريا الديمقراطية ضد التنظيم.
واعتبر مراقبون ان السبب الرئيس للدعم الأمريكي لقوات "سورية الديمقراطية" أثناء تحرير مدينة "منبج" هو نكاية وضغط على الدولة التركية، وأن العلاقات الأميركية التركية متوترة وهشة جدًا جراء الدور التركي في سوريا الذي عقّد الوضع الأميركي، إلى جانب الخلافات حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، وأن أميركا توقفت عن استخدام قاعدة "أنغرليك" التركية، واستأنفت طلعاتها من البحر المتوسط.
وترفض تركيا الدعم الذي تقدمه امريكا للأكراد، وأشارت تقارير نشرت في وقت سابق أن النظام التركي عرض على أميركا إرسال قوات خاصة بالإضافة إلى قوات مارينز أميركية إلى المدينة عوضًا عن دعم قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن الأخيرة رفضت، بنية الضغط على تركيا التي تعتبر هذه القوات "معادية".
وقامت الطائرات الحربية الأميركية بدور كبير في معركة منبج إلى "جانب المستشارين والخبراء العسكريين الأميركيين"، فقد وصل عدد قوات المارينز الأميركية المتواجدون هناك نحو 700 مجندي.
وأشارت القيادة العسكرية الأميركية في وقت سابق، إلى أن مقاتلات التحالف شنت أكثر من 100 ضربة جوية على أهداف تنظيم الدولة، دعما للهجوم على منبج، وأن هذه الجهود العسكرية تندرج في إطار "طرد داعش من الحدود التركية، والحد من تدفق المقاتلين الأجانب، واحتواء تهديد داعش لتركيا وأوروبا والولايات المتحدة"، وفق تعبيرها.
ويعتبر سيطرة القوات الكردية على المدينة بمساعدة القوات الجوية الأميركية، يشكل نقطة تهديد أخرى لتركيا، التي كانت تستهدف خلال الفترة الماضية الحد من نفوذها في سوريا والمنطقة، وبدورها ستمنع قوات "سورية الديمقراطية" أي مدد للعناصر المقالتة ضد نظام الرئيس الأسد من تركيا.
وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، بحسب الوكالة الفرنسية، إلى أن "قوات سوريا الديموقراطية قطعت الجمعة الطريق الأخيرة بين منبج والحدود التركية".
وتابع إن "قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي، ومحاصرة مدينة منبج بشكل كامل بعد سيطرتها ناريا على طريق منبج-الغندورة شمال غربي المدينة".
من جهتها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الخميس الماضي، أن واشنطن تجاهلت مظاهر القلق التركية المرتبطة باستمرار تقديم الدعم للأكراد في سوريا، وقررت منحهم فرصة أوسع، وأدارت ظهرها لتركيا.
ولا يزال تنظيم الدولة يسيطر على شريط حدودي وطرق فرعية مؤدية إلى تركيا، لكنها أكثر خطورة وصعوبة، وفق المرصد السوري.