"ارهاب داعش فى ليبيا" و"قمع اردوغان" فى الصحف الأجنبية
السبت 17/سبتمبر/2016 - 08:47 م
طباعة
اهتمت الصحف الأجنبية بنشاط عناصر تنظيم داعش فى ليبيا وشمال افريقيا، ودور بريطانيا فى دعم الجماعات الارهابية، والاشارة إلى المخاوف من تواجد كثير من الارهابيين يهددون استقرار أوروبا، مع الاشارة إلى ممارسات القمع التى ينتهجها الرئيس التركى رجب طيب اردوغان.
بريطانيا والارهاب فى ليبيا
من جانبها أكدت صحيفة الإندبندنت أن تدخل رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون في ليبيا أدى إلى انتشار الحروب والإرهاب حول العالم، والاشارة إلى أن التدخل البريطاني في ليبيا وما تبعه من فوضى وإراقة للدماء، أدى إلى رد فعل عنيف وغذى الصراعات في أفريقيا والشرق الأوسط، وأدى إلى دعم تنظيم "الدولة الإسلامية".
أوضحت الصحيفة أن النظام في ليبيا سقط في أيدي مسلحين من حول العالم، وأدت ضربات الناتو إلى مزيد من العنف ورفض الإسلاميون وغيرهم من المعارضين التخلي عن أسلحتهم أو القبول بوجود قوات أمنية جديدة، حتى تدهورت الأوضاع لتصل إلى حرب أهلية في دولة بلا قانون، تمكن فيها المهربون من نقل المسلحين والمهاجرين واللاجئين عبر البحر المتوسط.
قالت الصحيفة أن فراغ السلطة في ليبيا بعد تدخل قوات حلف الناتو أدى إلى نتائج تجاوزت حدود ليبيا. فقد عُثر على الأسلحة الليبية في أكثر من 20 دولة، كما أدي الصراع فيها إلى إشعال الحروب والتمرد والإرهاب في 10 دول على الأقل، كانت أولى النتائج واوضحها امتداد الصراع إلى شمال مالي حيث تقوم الأمم المتحدة بعملية حفظ سلام هي الأخطر والأكثر دموية في العالم.
ونقلت الصحيفة عن بول ملي، وهو باحث في القسم الأفريقي من مركز تشاتهام للدراسات في لندن، قوله أن مجموعات الطوارق التي كانت تعمل مع القذافي غادرت ليبيا بعد سقوطه محملة بكميات هائلة من الأسلحة استخدمتها للبدء في حركة انفصاليه في مالي.
وسيطر المتمردون على شمال البلاد لكن تنظيم القاعدة تمكن – بدعم من مجموعات إسلامية- من هزيمتهم هناك وسيطروا على المنطقة، وتراجعت تلك المجموعات الإسلامية بفعل الضربات الفرنسية عام 2013 لكنها لا تزال تشن هجمات إرهابية.
كما نقلت الصحيفة عن مارتي ريردون، نائب رئيس مجموعة سوفان الأمريكية للاستشارات الأمنية، القول إن انهيار ليبيا ساهم في نشأة "الجماعات الإجرامية عالية التسليح والمليشيات المسلحة" في تونس، والجزائر، والنيجر، وتشاد، والسودان، ومصر، ففي ليبيا تم التخطيط والاعداد لبعض العمليات الإرهابية التي طالت تونس، كما أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي وهو اكبر التنظيمات في المنطقة يمارس أنشطته ويمول شبكة من المجموعات التي تشن عمليات إرهابية في عدد من البلدان في المنطقة منها مالي، والجزائر، وموريتانيا، والنيجر، وتونس، والمغرب.
وتنقل الكاتبة عن كاثرين تزمرمان، وهي باحثة في معهد إنتربرايز الأمريكي، القول إن تنظيم القاعدة "استفاد بشكل كبير" من زعزعة الاستقرار في ليبيا. وأن التنظيم يتخذ من جنوب غرب ليبيا مكانا لمعسكرات التدريب لدعم مجموعات في دول المغرب الغربي ودول الساحل، ومن المعتقد أن بعض تلك المعسكرات توفر مقاتلين أجانب لحلفاء التنظيم في سوريا بما في ذلك تنظيم جبهة النصرة الذي غير أسمه مؤخرا إلى جبهة فتح الشام، حيث استفاد تنظيم "الدولة الإسلامية" أيضا من الفوضى في ليبيا، وسمحت مواقع التنظيم على البحر المتوسط بوصوله إلى الموانئ ومخازن ضخمة للأسلحة، كما تمكن التنظيم من خلق طريق للتهريب ووفر أرض خصبة لتجنيد المقاتلين الأجانب.
كما تمارس المجموعة الخاصة بتونس، في تنظيم "الدولة الإسلامية"، عملها من داخل ليبيا. وهي المجموعة التي شنت الهجوم على متحف باردو وعلى سوسة حيث قتل 38 شخصا العام الماضي، وأدى الصراع في ليبيا إلى أن وسع تنظيم الدولة من طموحه متجاوزا الشرق الأوسط إلى أوروبا، وتشير الصحيفة إلى أن هناك نحو 150 ميليشيا تمارس أنشطتها في طرابلس فقط، والتأكيد على إنه منذ بدء الإطاحة بالقذافي قُتل الآلاف، وتشرد 425 الف شخص بينما فر أكثر من مليون شخص إلى خارج البلاد، ويبدو الموقف مستمر في التدهور.
اردوغان والمافيا
فى حين ركزت التايمز على تصريحات رئيس تحرير إحدى الصحف التركية يعيش في المنفي ويدعى "جان دوندار".، ويستأنف دوندار حكما بسجنه 5 سنوات في تركيا بعد اتهامه بالكشف عن أسرار الدولة، عندما نشر أن جهاز المخابرات التركي يزود الإسلاميين، الذين يحاربون الأكراد في سوريا، بالسلاح، وهو ما تنفيه الحكومة التركية.
ترك دوندار منصبه كرئيس لتحرير صحيفة "جمهوريت" الشهر الماضي بعد أن قرر ألا يعود إلى تركيا بعد أن ورد اسمه في قوائم الصحفيين المطلوب القبض عليهم بعد محاولة الانقلاب، وتنقل الصحيفة عن دوندار القول إن السلطات التركية ألغت جواز سفر زوجته حتى لا تتمكن من زيارته، وإن هذا يشبه عقوبات المافيا، على حد قول دوندار الذي تنقله الصحيفة.
قالت الصحيفة أن صحيفة جمهوريت هي إحدى أقدم الصحف التركية وأكثرها رصانة وتنتهج خطا علمانيا ومستقلا وهو ما يضعها كثيرا في مواجهة الرئيس إردوغان، وعلى الرغم من معارضة دوندار للانقلاب، إلا أنه كان شديد الانتقاد "للدولة البوليسية" التي فرضها إردوغان.
وقال في مؤتمر في بوتسدام إن تركيا هي "أكبر سجن للصحفيين في العالم" حيث يقبع 120 صحفيا في السجون.
تجمع المهاجرين في ليبيا
من ناحية اخري اهتمت صحيفة الديلي تلجراف بتصريحات مارتن كوبلر رئيس مهمة الأمم المتحدة في ليبيا، بشأن تواجد 235 الف مهاجر على الأقل تجمعوا في ليبيا انتظارا للظروف المواتية لعبور البحر المتوسط في طريقهم إلى إيطاليا.
اعتبرت الصحيفة أن الطريق الوحيد للحيلولة دون حدوث ذلك هو القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سرت واقناع الحكومتين المتنافستين في ليبيا على التقارب، والاشارة إلى أن ليبيا تحتاج إلى شرطة وجيش قويين حتى تتمكن من وقف تدفق المهاجرين الذين يمثلون أرباحا بملايين الدولارات للمهربين.
ونقلت الصحيفة عن كوبلر رؤيته أن مواقع تنظيم الدولة آخذة في التآكل في شمال ليبيا بعد الضربات التي يوجهها له الجيش الليبي، وأن التنظيم سيفقد مراكزه في شمال ليبيا قريبا، وخلال العام الحالي نجح 128 الف لاجئ في الوصول إلى إيطاليا عبر شمال أفريقيا. وتواجه إيطاليا ضغوطا شديدة في التعامل مع الأعداد الغفيرة للمهاجرين، ولايزال المهاجرون يستقلون قوارب مطاطية وقوارب صيد متهالكة للوصول إلى أوروبا، وعثرت سفينة تابعة للبحرية الايرلندية على خمس جثث على قوارب تم اعتراضها قبالة السواحل الليبية. كما تمكنت من انقاذ حياة 650 شخصا.
اختتمت الصحيفة تقريرها بالاشارة إلى احصاء عن البنك الدولي يقول إن عدد النازحين قسرا عن بيوتهم أو أوطانهم وصل إلى 65 مليون شخص في العالم.