يوم عاشوراء ومعركة جديدة بقيادة السلفيين
الثلاثاء 04/أكتوبر/2016 - 02:44 م
طباعة

رغم أن المصريين، وخصوصًا في الطبقات الشعبية من المجتمع المصري، يحتفلون بيوم عاشوراء، ويتبادلون فيه الأطعمة والحلوى، منذ زمن بعيد، إلا أن هذا الحال تغير وتبدل تمامًا، فقد أصبح هذا اليوم يومًا لتبادل الاتهامات بين المؤسسة الدينية الرسمية سواء كانت المؤسسة الأزهرية أو وزارة الأوقاف وبين المصريين الشيعة رغم قلة عددهم، وتتخذ بعض الحركات السلفية من موقف المؤسسة الدينية دافعًا وسندًا للهجوم على الشيعة والاعتداء عليهم، فقد نشبت المعركة المعتادة بين السلفيين والشيعة قبل بدء احتفالات عاشوراء مبكرًا، بعدما رصدت ائتلافات سلفية، توزيع الشيعة لمنشورات تدعو للتشيع في عدد من المحافظات، وللثأر للحسين في مصر، فيما انتقد عماد قنديل القيادي الشيعي مزاعم السلفيين، واصفًا إياها بالـ "هراء". وقالت ائتلافات سلفية تدعى "الصحب والآل": إن الشيعة في مصر بدءوا استغلال اقتراب ذكرى "عاشوراء" والاستعداد لتوزيع منشورات تدعو للتشيع قد تلقوها من العراق وإيران.
وأضافت في بيان أمس الاثنين: "منشورات شيعية تحض على الكراهية والثأر للحسين توزع في مصر" مضيفة: "ففي الوقت الذي تسعى فيه الأمة الإسلامية لنشر الإسلام، نجد الشيعة يستغلون الأحداث التاريخية وسيرة الأموات من أجل إفساد حياة الأحياء، وإحداث الفرقة بين المسلمين".
وأضاف البيان: "ففي هذه الأيام يستعد الشيعة لشن حملة توزيع منشورات تحض على الكراهية استغلالا لأيام محرم وعاشوراء، وكأن أبناء السنة هم من قتلوا الحسين رضى الله عنه أو من حرصوا على قتله أو فرحوا بقتله رضي الله عنه وسلام الله عليه، ونحن من كل ذلك براء.
وتابع قائلًا: "وسوف تستهدف هذه الحملة منطقة الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، بالمنشورات البائسة التي تطفح منها رائحة الكراهية والبغيض من وباء الشيعة".
ووفقًا للمنشورات التي نُشرت من قبل الائتلافات السلفية عبر مواقعهم وتحذر من توزيع الشيعة لها، فإن المطبوعات كتب عليها "مطبوعات لنشر الإسلام الحقيقي على مستوى العالم "هو الحسين وكفى" وكذلك كتب في أخرى "قوة التشيع العالمي"، والتي من المفترض أن يتم نشرها خلال احتفالات عاشوراء.

عماد قنديل، القيادي الشيعي
وفي المقابل نفى عماد قنديل، القيادي الشيعي، أن تكون القيادات الشيعية عازمة على توزيع مثل هذه المنشورات خلال احتفالات عاشوراء، واصفًا معركة السلفيين معهم بالمضحكة والخرافات.
وقال قنديل إنه في الوقت الذي تواجه في المنطقة تحديات كبيرة ومهمة، يركز السلفيون على الهجوم على الشيعة، ويستهدفون قياداتها بنشر الشائعات والأكاذيب.
وتابع القيادي الشيعي: "فعالياتنا خلال يوم عاشوراء المقرر له الأسبوع المقبل ستكون زيارات للمقامات والمساجد ولن يتخللها توزيع منشورات".
واستطرد القيادي الشيعي: "إذا كنت أريد إقناع أي شخص بفكري فمن الأولى أن أواجه وجهًا لوجه وليس عبر توزيع المنشورات التي لا يكون لها أي تأثير، وبالتالي فهذا ينفي ما يروجه السلفيون.
وقال القيادي الشيعي: "حديثهم عنا مضحك، هم متخلفون عقليا، ويسعون لتضليل الشعب بهراءات لا أساس لها من الصحة، ونحن لن نسعى لمواجهتهم خلال يوم عاشوراء".
يشار إلى أن هناك معركة سنوية بين الائتلافات الشيعية والسلفيين تتزامن مع هذه الذكرى السنوية، وتنظم بعض الائتلافات السلفية فعاليات في 10 من شهر محرم، لمنع دخول الشيعية لمسجد الحسين بالقاهرة.
ويذكر أنه بمناسبة الاحتفال بيوم عاشوراء من العام الماضي قررت مديرية أوقاف القاهرة غلق ضريح الإمام الحسين من يوم الخميس 22 أكتوبر 2015، وحتى يوم السبت 24 أكتوبر 2015، منعًا للأباطيل الشيعية، التي تحدث يوم عاشوراء، وما يمكن أن يحدث من طقوس شيعية لا أصل لها في الإسلام، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من مشكلات، مؤكدةً أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية تجاه أي تجاوز يحدث في هذا الشأن. مما يعد دعوةً صريحةً بالتحريض على الفتنة الطائفية وتهديد للسلم العام؛ بسبب حكم جهة ما على عقيدة جماعة اجتماعية وطنية بأنها باطلة.

الشيخ محمد عبد الرازق عمر
وكان الشيخ محمد عبد الرازق عمر، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أكد أن الوزارة استعدت بشكل تام لتأمين مسجد الحسين من الشيعة في يوم عاشوراء.
وكشف عبد الرازق عن أن الأوقاف ستؤمن مسجد الحسين بـ20 عاملاً إضافيًا يقفون على الأبواب في جميع الصلوات، مشيرًا إلى أن التأمين سيستمر 3 أيام بعد عاشوراء تحسبًا للهجوم على المسجد من الشيعة بعد انتهاء الاحتفالات.
وأضاف أنه تم التنسيق التام مع وزارة الداخلية لتأمين مسجد الحسين ومنع أي شخص من الاقتراب منه، حيث ستغلق جميع أبواب المسجد باستثناء باب واحد لدخول المواطنين، لأداء الصلوات الخمس، ولن يُسمح لأي شخص بالجلوس داخل المسجد بعد انتهاء الصلاة، وتم التنبيه على العمال وإمام المسجد باتباع تعليمات الوزارة في هذا الشأن.
وشدد رئيس القطاع الديني، على أن الوزارة لن تسمح لأي شخص أو جماعة بالاحتفال أو عمل طقوس خارجة عن الشرع والمنهج الوسطي الأزهري في محيط مسجد الحسين.
وأشار إلى أن الشيعة وأنصارهم يستعدون للقدوم في شكل جماعي للهجوم على المسجد وعلى الضريح للصراخ والعويل ومنع العامة من دخول المسجد والضريح والقيام بأداء طقوس يرفضها الجميع.
وردًّا على هذا التصريح استنكر اتحاد شباب الشيعة المصريين، ما تداولته بعض المواقع الإخبارية عن نية وزارة الأوقاف إغلاق مسجد الحسين غدًا الجمعة في ذكرى عاشوراء، في الوقت الذي يتوجه فيه الشيعة إلى مسجد الحسين لإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه.
وأضاف قنديل أن زيارة الإمام الحسين حق دستوري، وأن الأوقاف إذا قامت بغلق المسجد فإن الشيعة سيتوجهون إلى المسجد للدعاء والقراءة من خارجه، ولن يتركوا هذه الذكرى دون تواجد بمحيط مسجد الحسين.
وفي سياق متصل أوضح القيادي الشيعي وعضو المجمع العالمي لأهل البيت، الطاهر الهاشمي، أن مسألة إحياء ذكرى عاشوراء تختلف من دولة لأخرى ومن شخص لآخر، ولكل مجتمع عاداته في طريقة إحيائها.
وأوضح أن الإحياء في مصر تتمثل في قراءة القرآن الكريم وزيارة الإمام الحسين وقراءة حادثة عاشوراء، ومقتل الحسين واستشهاد أهل البيت وأصحاب الإمام.
مواد الدستور التي تؤكد على حرية الرأي والتعبير

وتلك هي مواد الدستور التي تكفل للشيعة في مصر حقهم في إقامة شعائرهم، ويعد قرار الأوقاف مناقضًا لما جاء في الدستور المصري وانتهاكا له ولحقوق المواطنين المصريين والتمييز بينهم على أساس ديني.
مادة 53
المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعي، أو الانتماء السياسي أو الجغرافي، أو لأي سبب آخر.
التمييز والحض على الكراهية جريمة، يعاقب عليها القانون.
تلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كافة أشكال التمييز، وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض.
مادة 64
حرية الاعتقاد مطلقة، وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون.
مادة 65
حرية الفكر والرأي مكفولة. ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول، أو الكتابة، أو التصوير، أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر.
مادة 73
للمواطنين حق تنظيم الاجتماعات العامة، والمواكب والتظاهرات، وجميع أشكال الاحتجاجات السلمية، غير حاملين سلاحًا من أي نوع، بإخطار على النحو الذي ينظمه القانون.
وحق الاجتماع الخاص سلميًا مكفول، دون الحاجة إلى إخطار سابق، ولا يجوز لرجال الأمن حضوره أو مراقبته، أو التنصت عليه.